مراتب تلاوة القرآن

طباعة الموضوع

لبنى زياد

عضو نشيط
إنضم
27 يونيو 2011
المشاركات
28
النقاط
1
الإقامة
الاردن
احفظ من كتاب الله
15
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
عبدالله بصفر
الجنس
اخت
مراتب تلاوة القرآن

قسموا مراتب التلاوة إلى: تحقيق، حدر، تدوير.
وعرفوا التحقيق بأنه إعطاء الحروف حقها من إشباع مد وتحقيق الهمز وإتمام الحركات واعتماد الإظهار والتشديدات وتوفية الغنات.. قال ابن الجزري في النشر (ولا يكون غالبًا معه
قصر ولا اختلاس ولا إسكان محرك ولا إدغامه إظهار الحروف.. فالتحقيق يكون لرياضة الألسن.. وهذا ما ذكره ابن الجزري.


وقال عن الحدر: فهو عندهم عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصروالتسكين والاختلاس والبدل والادغام وتخفيف الهمز ونحو ذلك مما صحت به الرواية.. قال:
فالحدر يكون لتكثير الحسنات في القراءة وحوز فضيلة التلاوة وليحترز فيه عن بتر حروف المد.


وقال عن التدوير: عبارة عن حالة وسطى بين المقامين من التحقيق والتدوير وهو الذي
ورد عن أكثر الأئمة ممن روى مد المنفصل ولم يبلغ فيه الإشباع وهو مذهب سائر القراء وصح عن جميع الأئمة.


وتعريفات ابن الجزري الواردة لا تخل من بعض التناقض، فالذي يفهم من كلامه أن درجات القراءة المذكورة تتعلق بالقراءة المقروءة فقراءة حمزة وورش تقرأ بالتحقيق أما أهل
التوسط فبالتدوير، أما أصحاب القصر فالحدر، ويدل على هذا أنه ذكر من القراء العشر فمنهم من قرأ بالتحقيق ومن قرأ بالتدوير والحدر، إلا أن ابن الجزري عندما يذكر أن التحقيق
يكون للتدرب وأن الحدر لتكثير الحسنات يدل كلامه أن السرعة ربما توجد في كل قراءة ولا
تتعلق بنوعها.


على ما يبدو إن الفصل في هذه المسألة أن نقول: إن نوع القراءة لا بد أنه يؤثر في سرعتها فربما يسهل التحقيق أو الحدر أو التدوير لكنه لا تلزم كل قراءة نوعا ما من أنواع الترتيل، لذلك وللتوضيح أذكر التعريفات التالية لأنواع القراءة.


التحقيق: هو البطء والتؤدة في القراءة بما لا يخرج عن حد الترتيل وتتابع الآي ات ولا
الخروج إلى ما لا يتصور أن الصحابة قرؤوا به.


الحدر:هو الإسراع في القراءة حدرًا بشرط عدم إضاعة أي من أحكام التجويد أو إضاعة
حرفٍ ما من الكلمة ويكون في حالات مراجعة القرآن غالبًا.


أما التدوير: فهو يكون بين الترتيل والحدر ويكون أيضًا في حال التسميع والمراجعة.

وكل ما سبق جائز يقول ابن الجزري في طيبة النشر:
ويقرأ القرآن بالتحقيق مع حدرٍ وتدوير وكلٌ متبع مع حسن صوت بلحون مرت ً لا مجودًا بالعربي وقد جعل البعض الترتيل مرتبة بين هذه المراتب وهذا ليس بصحيح، لأن القرآن لا يقرؤ
إلا بالترتيل حسب ما أمرت به الآية (ورتل القرآن ترتيلا)، فكأن من يضع الترتيل مرتبة بين هذه المراتب يعتبر بأن القرآن يُقرؤ بغير الترتيل الذي ذكرته الآية، ثم على فرض أن من يدعي
هذا يقول إن قصده بالترتيل هنا يختلف عما قصدته الآية ، فهذا لا يقبل لأن تشابه


الاصطلاحات يؤدي إلى اشتباه يقع به كل شخص، ثم ما هي مميزات درجة الترتيل المدعاة بما يميزها عن التدوير أو التحقيق.

ثم إن هذا الادعاء يتنافى مع فهم الآية المتناسب مع لغة العرب إن الذي يقرأ (ورتل القرآن ترتيلا) يفهم معناها لغويا بأنه الإتيان بالآيات بشكل تراتيل، وأن يؤتى بأياته وعباراته أرتالا
أرتالا بما يؤثر في السامع، إن الإتيان به أرتالا لا علاقة له بسرعة القراءة فلغويًا استخدام الترتيل للدلالة على السرعة ليس استعمالا صحيحًا.


ويلاحظ أن ابن الجزري هنا في الأبيات وفي النشر يعتبر أن الأنواع ثلاثة (تحقيق وتدوير وحدر) وهي منطوية تحت الترتيل الذي ذكرته الآية القرآنية وحثت عليه (ورتل القرآن ترتيلا)
حيث يقول في شرحه للتحقيق: وهو نوع من الترتيل..، ويقول في شرحه للحدر: ولا يخرج أي القارىء عن حد الترتيل.. والتدوير كما مر معنا هو حالة وسطى بين التحقيق والحدر ..
ثم يفرد ابن الجزري الترتيل ببحث بعد هذه المراتب ويشرحه ولا يدخله بين هذه الأنواع ويعرفه بأنه اتباع الكلام لبعضه بعضا على مكث وتفهم.. وبالتالي ليس له علاقة بالسرعة.
وعلى ما يبدو إن سبب الاشتباه على بعض كتاب التجويد في جعل الترتيل مرتبة ضمن المراتب المذكورة هو أن ابن الجزري أوضح الترتيل بعد أن ذكر هذه المراتب مباشرة.


وبالتالي فتلاوة القرآن تكون بالترتيل فقط ولكن الترتيل يوصف بالسرعة كما في الحدر
أو بالبطء كما في التحقيق ولذلك يقول ابن الجزري في النشر: وقد اختلف في الأفضل هل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرة القراءة.. ينقل النووي رحمه الله في التبيان : قال الشافعي في مختصر المزني: ويحسن صوته بأي وجه قال: وأحبُ ما يقرأ حدرًا وتحزينًا قال أهل اللغة: يقال حدرت القراءة: إذا أدرجتها ولم تمططها ويقال فلان يق رأ بالتحزين إذا رقق صوته.ا.ه النقل عن النووي.


والحق إن المهم هو التأثر والخشوع والتفاعل مع المعاني.
لكن هاجم ابن الجزري في النشر المبالغة في البطء وادعاء أن هذا تحقيقًا وأكد أن التحقيق لا يكون إلا للتعلم وربما يبالغ أحيانا المعلم في التحقيق فقط في بداية التعلم دون جعله منهجًا.

ونقل ابن الجزري قول حمزة فيمن بالغ في القراءة بادعاء التحقيق: أما علمت أن فوق الجعودة فهو قطط وما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق القراءة فهو ليس بقراءة.
وقد ذكرنا هذا سابقا كما شرحنا الترتيل والتلاوة والفرق بينهما في بداية الكتاب.

لكن البطء في القراءة إلى حد تقطيع الآية كل كلمة على حدا أو وصل الكلمات مع بعضها بما يجعلها هذرمة، فهذا لا شك فيه بأنه خروج عن التلاوة المأمور بها في الآية.

والخلاصة: مهما كانت السرعة في التلاوة لا تضر بشرط عدم التأثير على تتابع الآيات
بالنسبة للسامع والقارئ وعدم إضاعة الإيقاع القرآني اللفظي والمحافظة على الأحكام
التجويدية والتفاعل مع الآية حسب مقصدها وقراءتها بالنغمات مقيدة بالشروط السابقة.
بالإضافة لمنع جعل القرآن هدفًا للتفنن بل استعمالها من أجل تحقيق هدف تلاوة القرآن
التأثيرية.

وما يؤكد عليه فقط هو الإتيان بالقرآن يتتابع وسلاسة وهذا معنى الترتيل والحذر من تقطيع كلمات الآية بما يخرج القراءة عن التتابع وبما لا يتصور أن الصحابة والرسول قرؤوا به،
والحذر من التفريط الذي يحول القراءة إلى هذرمة لا تشعر بتراتل القرآن.

من كتاب تسهيل علم القراءات
تَصنيفُ الأُستاذِ اُلمقرئ
أَيمَن بَقلَة
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بارك الله عز وجل فيكم
ورفع قدركم جل شأنه في الدارين
 
أعلى