- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
مصطلح الإخفاء ودلالاته عند القراء
الدكتور محمد عصام مفلح القضاة
الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة
الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة
ملخص
يعد مصطلح الإخفاء من المصطلحات التي لها أهميتها الكبيرة عند القراء والمجودين, وهو مصطلح يطلق على عدة قضايا تتعلق بكيفية الأداء, لكنها ترجع في الحقيقة إلى معنى واحد مشترك, هو تأدية الصوت الْمُخفى - سواء أكان حرفاً أم حركة- على وجه خفيّ, بحيث لا يتمكنُ الصوت في المخرج كما في الأصوات الْمُظهرة.
ولأن دلالات مصطلح الإخفاء متعددة, ويمكن أن يستشكل بعض القراء- لا سيما المبتدئين- فهمها, فقد قام الباحثان باستقصاء هذه الدلالات, وتفصيل القول فيها, مع بيان كيفية أداء الإخفاء في كل منها, بحيث يسهل على القراء فهمُ الفروق الدقيقة بين دلالة وأخرى, وملاحظةُ الاختلاف بين القراء في اعتبار حروف الإخفاء, وكيفية ضبط الإخفاء في المصاحف بما يتفق والمنهجَ الْمُتَّبعَ لدى علماء الضبط.
إن هذا البحث يمكن أن يُصنف ضمن البحوث الأدائية التطبيقية التي يَحتاجُ إليها كثير من القراء, لصيانةِ أدائهم عن اللحن, والرقي به إلى المستوى الرفيع من الدقة والإتقان.
مقدمة
الحمد لله رب العالمين, أنزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً, وأمره أن يقرأه ويرتله كما أُنزل عليه فقال له: (ورتل القرآن ترتيلاً)[المزمل:4], وأمره باتباع قراءته كما تلقاه, فقال له: (إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)[القيامة:17-18]. والصلاة والسلام على رسوله الأمين, الذي تلقى القرآن فقرأه وأقرأه وعلمه لأصحابه, وقام به حق القيام, وطبقه قولاً وعملاً. اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
فقد جاء علم التجويد بِجملة من القواعد النظرية التي تخدم تلاوة القرآن, وتعين على ضبط روايته كما تلقاها القراء عن شيوخهم مُشافهة ومُشامَّةً( ), فالقاعدة النظرية تضبط كيفية الرواية, وتحرُس أداءها, لأن من اعتمد على الرواية وحدها قد يعرض له النسيان, فلا يدري كيف تلقّى, حتى يسأل غيره, ولكنه إذا حفظ القاعدة رجع إليها فعرف كيف يؤدي القراءة, فالرواية لا بد منها لأنها السبيل إلى تلقي القرآن, والدراية بالقواعد النظرية لا بد منها أيضاً, لأنها السبيل إلى تثبيت الرواية, وحراستها من الضياع والنسيان.
وقد كثرت قواعد التجويد كثرةً تتناسب مع الحاجة إلى بسط هذا العلم, ودقق العلماء فيها احتياطاً لكتاب الله تعالى, ورغبةً في دلالة الناس على الطريقة الصحيحة في تلاوته وترتيله, وكان من بين هذه القواعد ما يدخل تحت مصطلح الإخفاء.
فالإخفاءُ مصطلح له دلالات عديدة، فهو يطلق تارةً على إخفاء التصويت بالحرف, وتارةً على إخفاء التصويت بالحركة، وحيناً على إخفاء النطق بالجملة, كما هو الحال في الاستعاذة والبسملة.
وهذا البحث يهدف إلى بيانِ الأنواع التي تدخل تحت مصطلح الإخفاء جميعاً، وبيانِ كيف يتم أداؤها، ومعالجةِ العيوب التي تنتج عن النطق غير الصحيح بكل منها، بُغيةَ
تقويم الألسنة, وترويضها على الأداء السليم, والتلاوة المتقنة، خصوصاً وأن هذا المصطلح قد حامت حوله إشكالاتٌ عديدةٌ، وكان لبعض القُراء آراء خاصةٌ في طريقة النطق به.
والمتتبع لتلاوات القراء في وسائل الإعلام, يلاحظ عند عددٍ منهم انحرافاً عن النهج السليم في أداء بعض الأصوات القرآنية, ومنها: إخفاء النون الساكنة والتنوين, حيث يَجعلها بعض هؤلاء القراء( ) صوتاً مختلفاً تمام الاختلاف عن صوت النون المخفاة, لمبالغتهم في مباعدة اللسان عن مخرج النون, ومنها أيضاً: إخفاء الميم الساكنة, حيث يبالغ هؤلاء في انفراج الشفتين إلى الحد الذي يخرج الميم عن كونِها ميماً.
وقد كان من أهداف البحث معالجة هذا الانحراف, ووضع الأمور في نصابِها, ليكون القارئ على معرفة بكيفية أداء هذه الأصوات,والنطق بِها نطقاً سليماً.
والدلالاتُ التي ينطبق عليها مصطلح الإخفاءِ يمكن حصرها في القضايا التالية:
1- إخفاء الاستعاذة والبسملة, وخلاف القراء فيه.
2- إخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروف الإخفاء الخمسة عشر. ومذهبُ أبي جعفر المدني في الإخفاء عند الغين والخاء.
3- إخفاء النون الساكنة عند الواو والياء, (ويطلق عليه الإدغام الناقص). وللقراء فيه مذهبان: مذهب خلف في الإدغام بلا غنة، ومذهب بقية القراء في الإدغام بغنة.
4- إخفاء الميم الساكنة عند الباء. (عند الإدغام الكبير والصغير).
5- إخفاء الحركات ( الاختلاس). وطريقة ضبط الإخفاء عند علماء ضبط المصاحف.
وسيتم الحديث عن كل واحدة من هذه القضايا في مبحث مستقل. ونرجو الله سبحانه أن يوفق لإتمام هذا البحث, وتحقيق أهدافه, وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم, إنه سميع الدعاء.
والحمد لله رب العالمين
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع