الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
موسوعة التراجم المغربية
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 67858" data-attributes="member: 329"><p>[FONT=&quot][/FONT][FONT=&quot][/FONT] [FONT=&quot] اختار التبتل والوحدة ـ دون زواج ـ مبدأ، والإنقطاع لعبادة الله تعالى صياما وقياما وأورادا وأذكارا منهجا، وخدمة العلم وحبه ونشره وثبه مسلكا وديدنا، واستقبال أفواج الزوار من مختلف الطبقات والجهات عادة وطبيعة، والجود بما في يده وبعلمه ووقته سيرة وِجبلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]كـريــم عـالـم نـدب هـمـام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]ومُزر بالجواد الَبرمكي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]جليل القدر من تاهت فخارا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] به إفرانُ ذو العلم الروي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] بيتان من قصيدة إلغية، رحب بها الأديب محمد بن علي الصالحي بصاحبنا يوم أن زار إلـــغ وهو شاب "ابن 26 سنة" فتفرس فيه ما صدقه الله من الكرم والعلم والهمة العالية والمكانة الرفيعة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] كان رحمه الله فارس المعقول والمنقول، والفروع والأصول، ذا ثقافة واسعة شاملة، من مشايخ العصر، وجهابذة الدهر، شوهدت له كرامات، نال رضى الناس على أن رضى الناس غاية لاتنال، وهو محبوب معزز مكرم لدى العامة والخاصة، فهو وعاء ملئ حلما وعلما، ونورا وحكمة، ورث علم آبائه، وتصوف وسر أجداده، مطبوع بالتحصيل والنبوغ، متفوق بين أقرانه بالتحليق في السماوات، ولم يكد يشرق في سماء بلده، حتى كان كوكبا وهاجا في مبادئه، ثم صار يستحيل إلى بدر يزداد توهجا وإشراقا كلما تطاول عمره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] هين لين مرح لبق، أنيس المعاشرة ـ حلو المذاكرةّ ـ ملأ سوس معارف وتلاميذ ومريدين ومحبين ورسخت محبته في قلب من لا يعرفه وأحرى من عرفه أو سمعه، يألف ويؤلف، من العلماء الربانيين والفقهاء والمنصفين، كثير الصواب، حاضر الجواب، وكان محورا في العلوم، مرجعا في المشكلات، ومستشارا في المستجدات، ومفتيا في المعضلات، ومصباحا في المدلهمات، وأستاذا بارعا يحل ـ بامتياز ـ كل المبهمات، ويفك ـ باقتدارـ عقد الأزمات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] أفنى عمره المبارك في نشر العلم وخدمة الدين، ودعوة الخلق إلى التمسك بالعروة الوثقى، ونهج السلف الصالح المهتدين، عرضت عليه المناصب والوظائف وأعرض عنها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر" وإن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه" حديث شريف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وهو أحد مفاخر الأسرة العلمية الناصرية وأحد مفاخر جبال جزولة وسوس العالمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] ربض لأخذ علوم اللغة العربية وآدابها، والعلوم الشرعية وفروعها أمام كبار العلماء الأجلاء، والشيوخ الفضلاء، الذين قيضهم الله له ليطبعوا حياته الكريمة بالعلم والحلم والنبل والتدين المتين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] فهم: العلامة الكبير سيدي الطاهر محمد الإفراني، وابنه العلامة سيدي محمد بن الطاهر، ووالده سيدي البشير بن المدني الناصري، رحمهم الله، ونور قبورهم، وقد كانوا من المعارف والتحصيل والتدريس والتخريج بحورا، ومن القدوة والتربية بذورا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وقد قضى ما يقرب من خمسة عقود 47 سنة في الإشراف على مقاليد المدرسة العلمية العتيقة البوياسينية الأخصاصية التي قدر لها في الأزل أن يختار الله للتدريس فيها خيرة العلماء الكبار، أمثال سيدي الحسن بيـبيـس الأخصاصي وسيدي محمد بن احمد ارفاك الإيكراري وسيدي عبد الله بن محمد الصالحي وسيدي المدني ابن علي الصالحي، وسيدي عيسى بن المحفوظ الأدوزي رحمهم الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] قضاها "47سنة" كلها في الجد والتدريس والتربية والتوجيه، وتخرج على يديه كثير من العلماء والفقهاء والنبغاء، شغلوا اليوم مناصب متعددة كالتدريس والقضاء، والإشراف على المدارس العتيقة والإمامة والعدالة وغيرها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] والرجل فريد في زمنه، بورك له في عمره وعلمه ورزقه وإشعاعه، وإني لأجد كثيرا من أوجه التشابه ونقط التقاطع بينه وبين شيخ الأجيال سيدي محمد الحبيب البوشواري التنالتي، قدس الله روحه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]فكــــــــــــــل مــــنـــــــهـــــــــــما:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]1- تفرغ للتعليم والتربية في معهده وزاويته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]2- يستقبل وفود الزائرين المتطلعين إلى التملي بطلعته والدعاء له.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]3- ينفق بسخاء ما حل بيده.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]4- عزوف عن مباهج الدنيا ومتعها حتى النكاح المباح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]5- كانت له سمعة طيبة مدوية طبقت اآفاق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]6- كان له كثير من التلاميذ والمريدين والمحبين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]7- يقصده العامة والخاصة للإستشارة والتبرك والدعاء زالزيارة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]8- فقد بصره في آخر عمره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] ونجد مجموعة من الصحابة والنابغين والسلف الصالح ومن فقهاء المدينة السبعة فقدوا بصرهم في أواخر أعمارهم. أمثال سيدنا عبد الله بن أم مكثوم الأعمى، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث والقاسم بن محمد ابن أبي بكروعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهم من فقهاء المدينة السبعة وقتادة بن دعامة السدوسي، وقد جاء في الحديث "إذا أخذت كريمتي عبدي وصبر عوضتهما له بنعيم الجنة".[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وهذه مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي لو تأملنا أبعادها ومقاصدها ودلالاتها لوجدناها كلها تنطبق تمام الإنطباق على شخصيته وسيرة سماحة الشيخ سيدي امحمد بن البشير الناصري الإفراني برد له ضريحه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]إذا أراد الله بعبد خيرا يفقهه في الدين[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] رواه الترمذي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]إذا أراد الله بعبد خيرا حببه إلى جيرانه[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] رواه أبو يعلى الموصلي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]إذا أراد الله بعبد خيرا صير حوائج الناس على يديه[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] أخرجه الديلمي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]إذا أردت أن يحبك الناس فازهد في الدنيا" رواه ابن ماجة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من الثناء[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] رواه ابن عساكر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]أحبكم إلى الله أقلكم طعاما وأخفكم بدنا[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] رواه الحاكم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] تلكم كانت لقطة سريعة وخاطفة من مسار سيرة هذا الشيخ الوقور ولو تأملناها بعمق وتدبر لوجدنا أنه ينفرد عن كثير من الفقهاء والعلماء بخصاال ومزايا، منها:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] الإستيعاب والتمكن لعلوم الفقه والسيرة والأدب والتاريخ والجغرافية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] قوة استحضار النصوص والشواهد والوقائع والأحداث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] اطلاعه الواسع ـ الغريب ـ عن تاريخ وحضارة أشهر دول شرق آسيا وأروبا كاليابان والصين والهند والطيلاند وماليزيا وسنغافورة، وألمانيا وفرنسا...ألخ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] انفتاحه على العالم حوله وتتبع الأحداث والمستجدات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] موسوعيته العلمية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] كرمه وسخاؤه النادر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] شغفه بشراء الكتب، ولاسيما المخطوط منها، وقد كانت له خزانة متنوعة نادرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]·[/FONT][FONT=&quot] سعة صدره ولباقته، حيث يرضي كل الأذواق المختلفة من زواره فيجد ـ عنده ـ كل ضالته، فقيها أو عالما أو تلميذا، بلديا أو غريبا، مثقفا أو أميا، شابا أوشيخا...، حيث يعامل كلا منهم بمقداره، ويخاطبه بما يناسبه، ويوجهه بما يلائمه، ويعالجه بما يصلحه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]يـــزدحم النــــاس على بابــه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] والمنهل العذب كثير الورود[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وإني لأجد أن القصيدة التي مدح بها الشاعر الفحل، حامل لواء الدعوة الإسلامية سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما تنطبق أيما انطباق على شيخنا الناصري الإفراني رحمه الله، حيث يقول:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه، ولك أن تقول مرتاحا:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]إذا مـــاابــن نـاصـر بـدا لك وجهه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] رأيت له في كل أحواله فضلا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]إذا قـال لــم يتـرك مــقـــالا لقائــل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] بمنتظمات لا ترى بينها فضلا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] لذي إربة في القول جدا ولا هزلا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وهكذا ودعت سوس والمغرب كله، عالما مصلحا نفاعا، خلف رحيله فراغا مهولا، والأمل في الله تعالى أن يقيض من هذه الأمة من العلماء العاملين المصلحين من يسد هذا الفراغ، آمين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] والمرء مادام حيا يستهان به[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] ويعظم الرزء فيه حين يفتقد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وأخيرا فهذا غيض من فيض وقليل من كثير، في حق سيدي امحمد بن البشير الناصري، فعسى الله أن يـيسر من ذوي العزائم والهمم من يتصدى لكتابة ترجمته، وجمع أطراف سيرته ومواقفه وآثاره الأدبية العالية، من قصائد ورسائل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]وما أصدق الشاعر العربي جرير بن الخطفي حين قال:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]تـروعـنا الجـنائــز مقـبلات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] ونلهو حين تذهب مدبرات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]كــزوعة هجمة لمغار ذيب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] فـلما ولى، غادت راتــعات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]فرحمك الله ياشيخنا، وجازاك خيرا عن ما قدمت للعلم والدين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]سقى الله أرضا قد غدت له منزلا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]بكل سكون صيب المزن مغدق[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]آمين آمين. "انتهى"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot].....................................................[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]v 3[/FONT][FONT=&quot]- حوار مع الفقيه الأصولي أبو الطيب مولود السريري حول المرحوم:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] "التجديد" زارت الفقيه الأصولي أبو الطيب مولود السريري القيم على المدرسة العلمية العتيقة بتنكرت ـ جماعة إفران الأطلس الصغير بإقليم كلميم ـ وأجرت معه الحوار التالي حول شخصية المرحوم سيدي امحمد بن البشير الناصري الإفراني:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]ü[/FONT][FONT=&quot] المرء يقضي عجبا من ذاكرة هذا الرجل وسعة علمه واطلاعه على كل ما يروج في العصر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ü[/FONT][FONT=&quot] أعرف منه أنه مطمئن البال على سنن طريقة السلف الصالح الذين يضرب بهم المثل .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]ü[/FONT][FONT=&quot] كان المرحوم صاحب نفوذ في النفوس والعقول والقلوب في مناطق ونواح عديدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** ماذا تعرف عن المرحوم سيدي محمد بن البشير الناصري؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] العلامة، اللغوي والأديب الكبير، حافظ الموسوعات الأدبية واللغوية، سيدي محمد بن البشير الناصري الإفراني أعرفه رجلا محترما وفقيها دقيق النظر منفتحا على ثقافة العصر، مدركا لخباياها، عالما بما يروج في الساحة العلمية والثقافية، أفنى حياته في الدراسة والتعليم والإرشاد والتربية الصوفية والدينية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] كان رحمه الله جوادا كريما، سمح الأخلاق، لطيفا رفيقا بالضعفاء والمحتاجين، مهيبا وقورا، وصاحب نفوذ في النفوس والعقول والقلوب في مناطق ونواح عديدة، وأعرف منه أنه مطمئن البال على سنن طريقة السلف الصالح الذين يضرب بهم المثل في العلم والدين والفكر والثقافة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** لا شك أن لقاءات سيدي محمد الناصري ذات فوائد علمية ومتع أدبية، كيف تصفون مجالسكم مع المرحوم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] * نعم، جالسته واستمعت منه فوائد جمة وأكاد أجزم أنني لم أر مثله في علمه واستحضاره للمتن والأشعار والروايات الأدبية وغير ذلك، حتى أن المرء ليقضي عجبا من ذاكرة هذا الرجل وسعة علمه واطلاعه على كل ما يروج في العصر مما هو قديم وما هو حديث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وأما لياليه الأدبية فلا تنسى أبدا، فهي تبقى محفورة في الذاكرة، وفي القلوب وملازمة للأرواح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] كانت مدرسته في الأخصاص منارة علمية و موطنا يتشرف المرء بالتعلم فيه وبالإنتساب إليه، زرته في الأخصاص مرارا، وقد نقشت هذه الزيارات في نفسي وما صاحبها من فوائد علمية ومن جو أدبي رفيع ومن اقتباس روحي عظيم، والمرء لا يمكن أن يقول كل شيء، لأن الوجدان ومافيه من أسرار لا يستطيع أن يعبر عنه اللسان، وقد ربطتني بالمرحوم علاقة حميمية، فهو ذو منزلة في النفس عظيمة وسامية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]صورة لمدرسة سيدي علي أوسعيد بقبيلة آيت بوياسين بالأخصاص ـ إقليم تزنيت درس فيها المرحوم مدة 49 سنة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** كيف تصفون أول لقاء لكم بالمرحوم ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] * أول لقاء لي به كان منذ 20سنة تقريبا، فقد زرته في المدرسة ووجدته يسرد عليه الطلبة بعض النصوص الأدبية، وهو ينشد معهم إنشادا مؤثرا مطربا يسري في الجسد كله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وكان أول شعر يقرأه الطلبة عليه هو قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وأجمل منك لم تر قط عيني[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وأحسن منك لم تلد النساء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] خـلقـت مبـرأ مـن كـل عيب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] كأنك قـد خلقـت كما تشاء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وقد كان رحمه الله يمد الصوت في الروي مدا رقيقا شجيا تحس به في قلبك وجسدك، ويكاد شعرك يقف من شجوه ومن غناه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وتوالت الزيارات واللقاءات، وسمعت منه الكثير وأفادني بالكثير، وأشعاره البليغة والنادرة ورواياته الأدبية لا تنسى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وفي كل جلسة أخرج من عنده وأنا أزيد تعلقا بمحبته وبتعظيمه وتوقيره، وعلى كل حال فالشيخ سيظل أمام أعيننا إلى آخر يوم في حياتنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] وقد أجمع الناس جميعا على فضله وعلمه وفكره وإعانته للضعفاء والمحتاجين والمساكين و الأرامل، وكل من كان يقصده لا يرده إلا بما يرضيه وما يسره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** هل كان للقاءاتكم بالفقيد تأثيرا على شخصيتكم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] * لقائه كان منعرجا في حياتي تغيرت معه أمور كثيرة، وتبدلت معه شؤون كبيرة، وأظن أنه رجل مبارك وإنسان أعطاه الله من الخير ما ظهر عليه في حياته من هبة ووقار وتشريف للناس وغير ذلك مما يعلمه كل من صاحبه ورافقه أو لقيه أو جالسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] لن ننسى علمه الواسع وما أتاه الله من معرفة عامة عميقة، كما لا أنسى فضله، فقد ساعدني في أمور كثيرة من حياتي كانت ثقيلة على النفس والروح فكان منه ما أزال غمها وهمها، وأتى الله فيها بالفرج بسبب فضله وسعيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** أليست للمرحوم بعض الإنتاجات العلمية؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] * لا علم لي إلا بنظم الأجرومية، قيل أنه لم يكمله ونسب له بيتين وهما:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] ومن له فهم يفوق فهمـي فليصلح الأخطـاء لا عن وهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] بعد تـثبت وطول نظـــر كي لا يزيـل صافيا بالوضر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]لكن من المعتاد أن من كان مثل هذا الشيخ لا يمكن أن لا تكون له تقريرات وتحقيقات علمية لما يدرّس وغيره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** إذا لم يكن المرحوم يؤلف فأين يمكن أن يتجه جهده العلمي؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]لا ريب أن أعماله من عبادة وإرشاد للناس والسعي في قضاء أوطارهم كثيرة، ثم التدريس الذي هو الشغل الأصلي للفقهاء السوسيين عموما.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** أ صحيح أن علماء من المشرق كانوا يعرضون عليه مؤلفاتهم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]* لا علم لي بذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]** هل اطلع المرحوم على مؤلفاتكم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]* نعم، اطلع على بعضها وأثنى عليها رحمه الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]</p><p> [FONT=&quot]</p><p>[/FONT]</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 67858, member: 329"] [FONT="][/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] اختار التبتل والوحدة ـ دون زواج ـ مبدأ، والإنقطاع لعبادة الله تعالى صياما وقياما وأورادا وأذكارا منهجا، وخدمة العلم وحبه ونشره وثبه مسلكا وديدنا، واستقبال أفواج الزوار من مختلف الطبقات والجهات عادة وطبيعة، والجود بما في يده وبعلمه ووقته سيرة وِجبلة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]كـريــم عـالـم نـدب هـمـام[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]ومُزر بالجواد الَبرمكي[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]جليل القدر من تاهت فخارا[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] به إفرانُ ذو العلم الروي[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] بيتان من قصيدة إلغية، رحب بها الأديب محمد بن علي الصالحي بصاحبنا يوم أن زار إلـــغ وهو شاب "ابن 26 سنة" فتفرس فيه ما صدقه الله من الكرم والعلم والهمة العالية والمكانة الرفيعة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] كان رحمه الله فارس المعقول والمنقول، والفروع والأصول، ذا ثقافة واسعة شاملة، من مشايخ العصر، وجهابذة الدهر، شوهدت له كرامات، نال رضى الناس على أن رضى الناس غاية لاتنال، وهو محبوب معزز مكرم لدى العامة والخاصة، فهو وعاء ملئ حلما وعلما، ونورا وحكمة، ورث علم آبائه، وتصوف وسر أجداده، مطبوع بالتحصيل والنبوغ، متفوق بين أقرانه بالتحليق في السماوات، ولم يكد يشرق في سماء بلده، حتى كان كوكبا وهاجا في مبادئه، ثم صار يستحيل إلى بدر يزداد توهجا وإشراقا كلما تطاول عمره.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] هين لين مرح لبق، أنيس المعاشرة ـ حلو المذاكرةّ ـ ملأ سوس معارف وتلاميذ ومريدين ومحبين ورسخت محبته في قلب من لا يعرفه وأحرى من عرفه أو سمعه، يألف ويؤلف، من العلماء الربانيين والفقهاء والمنصفين، كثير الصواب، حاضر الجواب، وكان محورا في العلوم، مرجعا في المشكلات، ومستشارا في المستجدات، ومفتيا في المعضلات، ومصباحا في المدلهمات، وأستاذا بارعا يحل ـ بامتياز ـ كل المبهمات، ويفك ـ باقتدارـ عقد الأزمات.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] أفنى عمره المبارك في نشر العلم وخدمة الدين، ودعوة الخلق إلى التمسك بالعروة الوثقى، ونهج السلف الصالح المهتدين، عرضت عليه المناصب والوظائف وأعرض عنها.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر" وإن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه" حديث شريف.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وهو أحد مفاخر الأسرة العلمية الناصرية وأحد مفاخر جبال جزولة وسوس العالمة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] ربض لأخذ علوم اللغة العربية وآدابها، والعلوم الشرعية وفروعها أمام كبار العلماء الأجلاء، والشيوخ الفضلاء، الذين قيضهم الله له ليطبعوا حياته الكريمة بالعلم والحلم والنبل والتدين المتين.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] فهم: العلامة الكبير سيدي الطاهر محمد الإفراني، وابنه العلامة سيدي محمد بن الطاهر، ووالده سيدي البشير بن المدني الناصري، رحمهم الله، ونور قبورهم، وقد كانوا من المعارف والتحصيل والتدريس والتخريج بحورا، ومن القدوة والتربية بذورا.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وقد قضى ما يقرب من خمسة عقود 47 سنة في الإشراف على مقاليد المدرسة العلمية العتيقة البوياسينية الأخصاصية التي قدر لها في الأزل أن يختار الله للتدريس فيها خيرة العلماء الكبار، أمثال سيدي الحسن بيـبيـس الأخصاصي وسيدي محمد بن احمد ارفاك الإيكراري وسيدي عبد الله بن محمد الصالحي وسيدي المدني ابن علي الصالحي، وسيدي عيسى بن المحفوظ الأدوزي رحمهم الله.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] قضاها "47سنة" كلها في الجد والتدريس والتربية والتوجيه، وتخرج على يديه كثير من العلماء والفقهاء والنبغاء، شغلوا اليوم مناصب متعددة كالتدريس والقضاء، والإشراف على المدارس العتيقة والإمامة والعدالة وغيرها.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] والرجل فريد في زمنه، بورك له في عمره وعلمه ورزقه وإشعاعه، وإني لأجد كثيرا من أوجه التشابه ونقط التقاطع بينه وبين شيخ الأجيال سيدي محمد الحبيب البوشواري التنالتي، قدس الله روحه.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]فكــــــــــــــل مــــنـــــــهـــــــــــما:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]1- تفرغ للتعليم والتربية في معهده وزاويته.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]2- يستقبل وفود الزائرين المتطلعين إلى التملي بطلعته والدعاء له.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]3- ينفق بسخاء ما حل بيده.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]4- عزوف عن مباهج الدنيا ومتعها حتى النكاح المباح.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]5- كانت له سمعة طيبة مدوية طبقت اآفاق.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]6- كان له كثير من التلاميذ والمريدين والمحبين.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]7- يقصده العامة والخاصة للإستشارة والتبرك والدعاء زالزيارة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]8- فقد بصره في آخر عمره.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] ونجد مجموعة من الصحابة والنابغين والسلف الصالح ومن فقهاء المدينة السبعة فقدوا بصرهم في أواخر أعمارهم. أمثال سيدنا عبد الله بن أم مكثوم الأعمى، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث والقاسم بن محمد ابن أبي بكروعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهم من فقهاء المدينة السبعة وقتادة بن دعامة السدوسي، وقد جاء في الحديث "إذا أخذت كريمتي عبدي وصبر عوضتهما له بنعيم الجنة".[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وهذه مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي لو تأملنا أبعادها ومقاصدها ودلالاتها لوجدناها كلها تنطبق تمام الإنطباق على شخصيته وسيرة سماحة الشيخ سيدي امحمد بن البشير الناصري الإفراني برد له ضريحه.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]إذا أراد الله بعبد خيرا يفقهه في الدين[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] رواه الترمذي[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]إذا أراد الله بعبد خيرا حببه إلى جيرانه[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] رواه أبو يعلى الموصلي[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]إذا أراد الله بعبد خيرا صير حوائج الناس على يديه[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] أخرجه الديلمي[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]إذا أردت أن يحبك الناس فازهد في الدنيا" رواه ابن ماجة[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من الثناء[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] رواه ابن عساكر[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]أحبكم إلى الله أقلكم طعاما وأخفكم بدنا[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="] رواه الحاكم[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] تلكم كانت لقطة سريعة وخاطفة من مسار سيرة هذا الشيخ الوقور ولو تأملناها بعمق وتدبر لوجدنا أنه ينفرد عن كثير من الفقهاء والعلماء بخصاال ومزايا، منها:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] الإستيعاب والتمكن لعلوم الفقه والسيرة والأدب والتاريخ والجغرافية.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] قوة استحضار النصوص والشواهد والوقائع والأحداث.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] اطلاعه الواسع ـ الغريب ـ عن تاريخ وحضارة أشهر دول شرق آسيا وأروبا كاليابان والصين والهند والطيلاند وماليزيا وسنغافورة، وألمانيا وفرنسا...ألخ[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] انفتاحه على العالم حوله وتتبع الأحداث والمستجدات.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] موسوعيته العلمية.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] كرمه وسخاؤه النادر.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] شغفه بشراء الكتب، ولاسيما المخطوط منها، وقد كانت له خزانة متنوعة نادرة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]·[/FONT][FONT="] سعة صدره ولباقته، حيث يرضي كل الأذواق المختلفة من زواره فيجد ـ عنده ـ كل ضالته، فقيها أو عالما أو تلميذا، بلديا أو غريبا، مثقفا أو أميا، شابا أوشيخا...، حيث يعامل كلا منهم بمقداره، ويخاطبه بما يناسبه، ويوجهه بما يلائمه، ويعالجه بما يصلحه.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]يـــزدحم النــــاس على بابــه[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] والمنهل العذب كثير الورود[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وإني لأجد أن القصيدة التي مدح بها الشاعر الفحل، حامل لواء الدعوة الإسلامية سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما تنطبق أيما انطباق على شيخنا الناصري الإفراني رحمه الله، حيث يقول:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه، ولك أن تقول مرتاحا:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]إذا مـــاابــن نـاصـر بـدا لك وجهه[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] رأيت له في كل أحواله فضلا[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]إذا قـال لــم يتـرك مــقـــالا لقائــل[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] بمنتظمات لا ترى بينها فضلا[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] لذي إربة في القول جدا ولا هزلا[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وهكذا ودعت سوس والمغرب كله، عالما مصلحا نفاعا، خلف رحيله فراغا مهولا، والأمل في الله تعالى أن يقيض من هذه الأمة من العلماء العاملين المصلحين من يسد هذا الفراغ، آمين[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] والمرء مادام حيا يستهان به[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] ويعظم الرزء فيه حين يفتقد[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وأخيرا فهذا غيض من فيض وقليل من كثير، في حق سيدي امحمد بن البشير الناصري، فعسى الله أن يـيسر من ذوي العزائم والهمم من يتصدى لكتابة ترجمته، وجمع أطراف سيرته ومواقفه وآثاره الأدبية العالية، من قصائد ورسائل.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]وما أصدق الشاعر العربي جرير بن الخطفي حين قال:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]تـروعـنا الجـنائــز مقـبلات[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] ونلهو حين تذهب مدبرات[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]كــزوعة هجمة لمغار ذيب[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] فـلما ولى، غادت راتــعات[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]فرحمك الله ياشيخنا، وجازاك خيرا عن ما قدمت للعلم والدين.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]سقى الله أرضا قد غدت له منزلا[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]بكل سكون صيب المزن مغدق[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]آمين آمين. "انتهى"[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="].....................................................[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]v 3[/FONT][FONT="]- حوار مع الفقيه الأصولي أبو الطيب مولود السريري حول المرحوم:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] "التجديد" زارت الفقيه الأصولي أبو الطيب مولود السريري القيم على المدرسة العلمية العتيقة بتنكرت ـ جماعة إفران الأطلس الصغير بإقليم كلميم ـ وأجرت معه الحوار التالي حول شخصية المرحوم سيدي امحمد بن البشير الناصري الإفراني:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]ü[/FONT][FONT="] المرء يقضي عجبا من ذاكرة هذا الرجل وسعة علمه واطلاعه على كل ما يروج في العصر.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="]ü[/FONT][FONT="] أعرف منه أنه مطمئن البال على سنن طريقة السلف الصالح الذين يضرب بهم المثل .[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]ü[/FONT][FONT="] كان المرحوم صاحب نفوذ في النفوس والعقول والقلوب في مناطق ونواح عديدة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** ماذا تعرف عن المرحوم سيدي محمد بن البشير الناصري؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] العلامة، اللغوي والأديب الكبير، حافظ الموسوعات الأدبية واللغوية، سيدي محمد بن البشير الناصري الإفراني أعرفه رجلا محترما وفقيها دقيق النظر منفتحا على ثقافة العصر، مدركا لخباياها، عالما بما يروج في الساحة العلمية والثقافية، أفنى حياته في الدراسة والتعليم والإرشاد والتربية الصوفية والدينية.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] كان رحمه الله جوادا كريما، سمح الأخلاق، لطيفا رفيقا بالضعفاء والمحتاجين، مهيبا وقورا، وصاحب نفوذ في النفوس والعقول والقلوب في مناطق ونواح عديدة، وأعرف منه أنه مطمئن البال على سنن طريقة السلف الصالح الذين يضرب بهم المثل في العلم والدين والفكر والثقافة.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** لا شك أن لقاءات سيدي محمد الناصري ذات فوائد علمية ومتع أدبية، كيف تصفون مجالسكم مع المرحوم؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] * نعم، جالسته واستمعت منه فوائد جمة وأكاد أجزم أنني لم أر مثله في علمه واستحضاره للمتن والأشعار والروايات الأدبية وغير ذلك، حتى أن المرء ليقضي عجبا من ذاكرة هذا الرجل وسعة علمه واطلاعه على كل ما يروج في العصر مما هو قديم وما هو حديث.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وأما لياليه الأدبية فلا تنسى أبدا، فهي تبقى محفورة في الذاكرة، وفي القلوب وملازمة للأرواح.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] كانت مدرسته في الأخصاص منارة علمية و موطنا يتشرف المرء بالتعلم فيه وبالإنتساب إليه، زرته في الأخصاص مرارا، وقد نقشت هذه الزيارات في نفسي وما صاحبها من فوائد علمية ومن جو أدبي رفيع ومن اقتباس روحي عظيم، والمرء لا يمكن أن يقول كل شيء، لأن الوجدان ومافيه من أسرار لا يستطيع أن يعبر عنه اللسان، وقد ربطتني بالمرحوم علاقة حميمية، فهو ذو منزلة في النفس عظيمة وسامية.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]صورة لمدرسة سيدي علي أوسعيد بقبيلة آيت بوياسين بالأخصاص ـ إقليم تزنيت درس فيها المرحوم مدة 49 سنة[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** كيف تصفون أول لقاء لكم بالمرحوم ؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] * أول لقاء لي به كان منذ 20سنة تقريبا، فقد زرته في المدرسة ووجدته يسرد عليه الطلبة بعض النصوص الأدبية، وهو ينشد معهم إنشادا مؤثرا مطربا يسري في الجسد كله.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وكان أول شعر يقرأه الطلبة عليه هو قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وأجمل منك لم تر قط عيني[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وأحسن منك لم تلد النساء[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] خـلقـت مبـرأ مـن كـل عيب[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] كأنك قـد خلقـت كما تشاء[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وقد كان رحمه الله يمد الصوت في الروي مدا رقيقا شجيا تحس به في قلبك وجسدك، ويكاد شعرك يقف من شجوه ومن غناه.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وتوالت الزيارات واللقاءات، وسمعت منه الكثير وأفادني بالكثير، وأشعاره البليغة والنادرة ورواياته الأدبية لا تنسى.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وفي كل جلسة أخرج من عنده وأنا أزيد تعلقا بمحبته وبتعظيمه وتوقيره، وعلى كل حال فالشيخ سيظل أمام أعيننا إلى آخر يوم في حياتنا.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] وقد أجمع الناس جميعا على فضله وعلمه وفكره وإعانته للضعفاء والمحتاجين والمساكين و الأرامل، وكل من كان يقصده لا يرده إلا بما يرضيه وما يسره.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** هل كان للقاءاتكم بالفقيد تأثيرا على شخصيتكم؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] * لقائه كان منعرجا في حياتي تغيرت معه أمور كثيرة، وتبدلت معه شؤون كبيرة، وأظن أنه رجل مبارك وإنسان أعطاه الله من الخير ما ظهر عليه في حياته من هبة ووقار وتشريف للناس وغير ذلك مما يعلمه كل من صاحبه ورافقه أو لقيه أو جالسه.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] لن ننسى علمه الواسع وما أتاه الله من معرفة عامة عميقة، كما لا أنسى فضله، فقد ساعدني في أمور كثيرة من حياتي كانت ثقيلة على النفس والروح فكان منه ما أزال غمها وهمها، وأتى الله فيها بالفرج بسبب فضله وسعيه.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** أليست للمرحوم بعض الإنتاجات العلمية؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] * لا علم لي إلا بنظم الأجرومية، قيل أنه لم يكمله ونسب له بيتين وهما:[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] ومن له فهم يفوق فهمـي فليصلح الأخطـاء لا عن وهم[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] بعد تـثبت وطول نظـــر كي لا يزيـل صافيا بالوضر[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]لكن من المعتاد أن من كان مثل هذا الشيخ لا يمكن أن لا تكون له تقريرات وتحقيقات علمية لما يدرّس وغيره.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** إذا لم يكن المرحوم يؤلف فأين يمكن أن يتجه جهده العلمي؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]لا ريب أن أعماله من عبادة وإرشاد للناس والسعي في قضاء أوطارهم كثيرة، ثم التدريس الذي هو الشغل الأصلي للفقهاء السوسيين عموما.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** أ صحيح أن علماء من المشرق كانوا يعرضون عليه مؤلفاتهم؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]* لا علم لي بذلك.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]** هل اطلع المرحوم على مؤلفاتكم؟[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]* نعم، اطلع على بعضها وأثنى عليها رحمه الله.[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="] [/FONT] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
موسوعة التراجم المغربية