الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
موسوعة التراجم المغربية
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 68465" data-attributes="member: 329"><p>[font=&quot]لقد عاش في بيئة ذات إواليات عتيقة، تمارس إسلاما بسيطا وعميقا، لكنه متشبع ببقايا خرافية. هكذا كانت أمه تعلق على عنقه تمائم لا تحصى، وكان هو بدوره يصطنع لنفسه تمائم أخرى مثل التميمة التي اصطنعها -خفية- من شعر لحية الفقيه الذي كان يدرسه القرآن. لكن هذا الجو المشبع بالخرافة، لم يكن يخلو من عنف رمزي. كان المسيد مدرسة لتعلم القرآن، لكن هذا التعليم كان يتحدى المبادئ التربوية، إذ كان التلميذ مطالبا بحفظ الكتاب المقدس دون أن يتعلم كيف يفهمه. وبما أن التهامي الوزاني كان حريصا على تعلم القراءة، فقد استعان بتلميذ أكبر منه سنا ليعلمه الأبجدية: هكذا تعلم الحروف مثلما حفظ القرآن بواسطة رغبة داخلية لا علاقة لها بالمناهج المتبعة، رغبة هي أشبه ما يكون بالتنوير الصوفي.[/font]</p><p> [font=&quot]لم تنج نشأته أيضا من تقلبات التاريخ. فبعد عشر سنوات من ميلاده دخل الإسبان إلى تطوان بمقتضى اتفاقية الحماية، الأمر الذي أحدث ذعرا كبيرا في وسطه العائلي. لقد كانت أسرته مشبعة بالروح الأندلسية، فكانت تتذكر حرب تطوان سنة 1860 كنكبة مشابهة لسقوط غرناطة سنة 1492، خاصة وأن الشعور العام حينئذ كان شعورا دينيا بالأساس بحيث أن سكان تطوان شعروا بأنفسهم كمسلمين مستهدفين في عقيدتهم حينما رأوا جيوش المسيحيين تتوغل في مدينتهم، فعرتهم خشية من أن يكون نظام الحياة الجديد حائلا بينهم وبين ممارسة شعائرهم. ومع أن جدة التهامي الوزاني كادت تفقد صوابها من جراء ما حدث، إلا أنها، فيما كانت تلاحظ بأسف هروب عائلات بأكملها أو هجرتها إلى طنجة وشفشاون، فضلت أن يستمر بيتها على ما هو عليه ، حريصة على أن يتابع حفيدها حياته العادية. في هذه الظروف قرأ التهامي الوزاني مقامات الحريري، التي بدت له أشبه بطلاسم، كما قرأ حكايات "السندباد"، التي مكنته من اجتراح الهروب من الواقع إلى الحلم. في نفس هذه الفترة أيضا سمع من جدته أزلية سلفه مولاي العربي الوزاني الذي خرج في أوائل القرن التاسع عشر من وزان للاستقرار في ضواحي تطوان ، وكيف قاوم احتلال الإسبان لتلك المدينة مقاومة بطولية .[/font]</p><p> [font=&quot]ابتداء من سنة 1918، أخذت آمال المغاربة في الانعتاق من نير الأجنبي تولّي وجهها شطر المشرق الذي كانت أصداء انهيار الخلافة العثمانية فيه تصل إلى تطوان عبر بعض الصحف أو عبر بعض المثقفين المغاربة الذين زاروا مصر أو أقاموا فيها ردحا من الزمن على هيئة كارثة جديدة، أو تبخر حلم. ورغم أن الآثار السيكولوجية لهذه التطورات كانت وخيمة على نفسية سكان تطوان، إلا أنها مكنتهم من النظر إلى أوضاعهم بصورة موضوعية، بحيث شعروا بأن الواقع أبعد من مطامحهم، وأن عليهم أن يتدبروا علاقتهم بالوضع الجديد من زاوية السعي إلى اقتناص فرص الإصلاح الممكنة في إطار نظام الحماية، دون التوقف، مع ذلك، عن توقع غد أفضل.[/font]</p><p> [font=&quot]4[/font]</p><p> [font=&quot]التحق التهامي الوزاني بالزاوية الحراقية سنة 1919 بسبب خاصيتها الشعبية التي تجافي معتقدات النخبة. كان عمره إذ ذاك ستة عشر عاما، وكان نظام الحماية قد أصبح ساري المفعول منذ سبع سنوات فلم يعد للتهامي الوزاني من خيار آخر، وهو المنتمي إلى أسرة صوفية ، سوى وضع مصيره بين يدي الشيخ المربي، فهو وحده الذاكرة المتبقية من المجتمع الذي تتعرض أسسه لهزات عنيفة. هكذا توثقت صِلاته بالشيخ ادريس الحراق (1875-1934) الذي لقنه الورد، ومكنه من الخلوة في علية الزاوية، وأمره بلبس الشاشية والعمامة وتعليق السبحة وحمل العصا، وحذره من ارتياد المساجد التي يدرس فيها الفقهاء المناهضون للزاوية الحراقية. إثر ذلك، غدا التهامي الوزاني مرافقا له في كافة تنقلاته. وكانت شكاوى سكان أحواز تطوان من عسف العسكريين الإسبان وتسلطهم على ممتلكاتهم تصل إلى الشيخ دون انقطاع، فكان لا يكف عن التدخل لرفع الحيف عنهم. لكن التهامي الوزاني لم يلبث أن لاحظ أن الشيخ كان يمالئ أولئك العسكريين أحيانا، بل لا يستنكف من تلقي هداياهم مقابل الصمت عن تصرفاتهم الشنيعة. عند هذا الحد أخذ وعي الفتى في التبلور كمساءلة للواقع: لقد كان كل شيء يجري كما لو أن شيخه، حين محاولته فهم وضعه، جعل من ذاته شيئا خارج التاريخ ، مستعيدا أشكال الوعي التي تم تجاوزها بفعل تسارع الأحداث. وبما أن الوجود الأجنبي هو الذي يطرح عناصر النقاش على الهوية، فإن ثمة إغراء قويا للقول بأنه هو الذي يحاول إبقاءها حية على نحو مصطنع.[/font]</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 68465, member: 329"] [font="]لقد عاش في بيئة ذات إواليات عتيقة، تمارس إسلاما بسيطا وعميقا، لكنه متشبع ببقايا خرافية. هكذا كانت أمه تعلق على عنقه تمائم لا تحصى، وكان هو بدوره يصطنع لنفسه تمائم أخرى مثل التميمة التي اصطنعها -خفية- من شعر لحية الفقيه الذي كان يدرسه القرآن. لكن هذا الجو المشبع بالخرافة، لم يكن يخلو من عنف رمزي. كان المسيد مدرسة لتعلم القرآن، لكن هذا التعليم كان يتحدى المبادئ التربوية، إذ كان التلميذ مطالبا بحفظ الكتاب المقدس دون أن يتعلم كيف يفهمه. وبما أن التهامي الوزاني كان حريصا على تعلم القراءة، فقد استعان بتلميذ أكبر منه سنا ليعلمه الأبجدية: هكذا تعلم الحروف مثلما حفظ القرآن بواسطة رغبة داخلية لا علاقة لها بالمناهج المتبعة، رغبة هي أشبه ما يكون بالتنوير الصوفي.[/font][font=andalus][/font] [font="]لم تنج نشأته أيضا من تقلبات التاريخ. فبعد عشر سنوات من ميلاده دخل الإسبان إلى تطوان بمقتضى اتفاقية الحماية، الأمر الذي أحدث ذعرا كبيرا في وسطه العائلي. لقد كانت أسرته مشبعة بالروح الأندلسية، فكانت تتذكر حرب تطوان سنة 1860 كنكبة مشابهة لسقوط غرناطة سنة 1492، خاصة وأن الشعور العام حينئذ كان شعورا دينيا بالأساس بحيث أن سكان تطوان شعروا بأنفسهم كمسلمين مستهدفين في عقيدتهم حينما رأوا جيوش المسيحيين تتوغل في مدينتهم، فعرتهم خشية من أن يكون نظام الحياة الجديد حائلا بينهم وبين ممارسة شعائرهم. ومع أن جدة التهامي الوزاني كادت تفقد صوابها من جراء ما حدث، إلا أنها، فيما كانت تلاحظ بأسف هروب عائلات بأكملها أو هجرتها إلى طنجة وشفشاون، فضلت أن يستمر بيتها على ما هو عليه ، حريصة على أن يتابع حفيدها حياته العادية. في هذه الظروف قرأ التهامي الوزاني مقامات الحريري، التي بدت له أشبه بطلاسم، كما قرأ حكايات "السندباد"، التي مكنته من اجتراح الهروب من الواقع إلى الحلم. في نفس هذه الفترة أيضا سمع من جدته أزلية سلفه مولاي العربي الوزاني الذي خرج في أوائل القرن التاسع عشر من وزان للاستقرار في ضواحي تطوان ، وكيف قاوم احتلال الإسبان لتلك المدينة مقاومة بطولية .[/font][font=andalus][/font] [font="]ابتداء من سنة 1918، أخذت آمال المغاربة في الانعتاق من نير الأجنبي تولّي وجهها شطر المشرق الذي كانت أصداء انهيار الخلافة العثمانية فيه تصل إلى تطوان عبر بعض الصحف أو عبر بعض المثقفين المغاربة الذين زاروا مصر أو أقاموا فيها ردحا من الزمن على هيئة كارثة جديدة، أو تبخر حلم. ورغم أن الآثار السيكولوجية لهذه التطورات كانت وخيمة على نفسية سكان تطوان، إلا أنها مكنتهم من النظر إلى أوضاعهم بصورة موضوعية، بحيث شعروا بأن الواقع أبعد من مطامحهم، وأن عليهم أن يتدبروا علاقتهم بالوضع الجديد من زاوية السعي إلى اقتناص فرص الإصلاح الممكنة في إطار نظام الحماية، دون التوقف، مع ذلك، عن توقع غد أفضل.[/font][font=andalus][/font] [font="]4[/font][font=andalus][/font] [font="]التحق التهامي الوزاني بالزاوية الحراقية سنة 1919 بسبب خاصيتها الشعبية التي تجافي معتقدات النخبة. كان عمره إذ ذاك ستة عشر عاما، وكان نظام الحماية قد أصبح ساري المفعول منذ سبع سنوات فلم يعد للتهامي الوزاني من خيار آخر، وهو المنتمي إلى أسرة صوفية ، سوى وضع مصيره بين يدي الشيخ المربي، فهو وحده الذاكرة المتبقية من المجتمع الذي تتعرض أسسه لهزات عنيفة. هكذا توثقت صِلاته بالشيخ ادريس الحراق (1875-1934) الذي لقنه الورد، ومكنه من الخلوة في علية الزاوية، وأمره بلبس الشاشية والعمامة وتعليق السبحة وحمل العصا، وحذره من ارتياد المساجد التي يدرس فيها الفقهاء المناهضون للزاوية الحراقية. إثر ذلك، غدا التهامي الوزاني مرافقا له في كافة تنقلاته. وكانت شكاوى سكان أحواز تطوان من عسف العسكريين الإسبان وتسلطهم على ممتلكاتهم تصل إلى الشيخ دون انقطاع، فكان لا يكف عن التدخل لرفع الحيف عنهم. لكن التهامي الوزاني لم يلبث أن لاحظ أن الشيخ كان يمالئ أولئك العسكريين أحيانا، بل لا يستنكف من تلقي هداياهم مقابل الصمت عن تصرفاتهم الشنيعة. عند هذا الحد أخذ وعي الفتى في التبلور كمساءلة للواقع: لقد كان كل شيء يجري كما لو أن شيخه، حين محاولته فهم وضعه، جعل من ذاته شيئا خارج التاريخ ، مستعيدا أشكال الوعي التي تم تجاوزها بفعل تسارع الأحداث. وبما أن الوجود الأجنبي هو الذي يطرح عناصر النقاش على الهوية، فإن ثمة إغراء قويا للقول بأنه هو الذي يحاول إبقاءها حية على نحو مصطنع.[/font][font=andalus][/font] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
موسوعة التراجم المغربية