الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
موسوعة التراجم المغربية
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 69693" data-attributes="member: 329"><p>[font=&quot]الشريف الريسوني[/font]</p><p> [font=&quot]**********[/font]</p><p> [font=&quot]اولا نسبه هو احمد بن محمد بن عبد الله بن المكي بن ابي بكر ابن احمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن امحمد بن علي الشهير بابن ريسون بطل معركة وادي المخازن توفي رحمة الله عليه يوم 9 رمضان عام 1343 ه ابريل سنة 1925م ثانيا مولده ولد بقرية االزينات من قبيلة الفحص القريبة من طنجة ثالثا تاريخ ولادته لايعرف بالضبط اليوم ولا الشهر ولا السنة التي ولد فيها زعيم الجبل فقد يكون في سنة 1287ه 1870م اوالتي قبلها او بعدها فقد جاء في بعض الروايات عنه انه سئل مرة عن عمره فقال العرب لا يعدون السنين رابعا منشؤه نشا الشريف مولاي احمد الريسوني بقرية الزينات من الفحص وتربى في حضن والدته حيث مات والده وهو لا يزال صغير السن وهناك حفظ القران الكريم ثم هجر الى قبيلة بني عروس واستقر بقرية مجمولة لزيادة حفظ القران بالقراءات العشر ولتعلم القواعد العربية واصول العقائد الاسلامية لدا كان محافظا على اصول الدين وشعائر الاسلام من صلاة وصيام وزكاة وغيرها كما سياتي خامسا الاسباب التي دفعت به الى التمرد والعتو على الدولة كان الشاب مولاي احمد معاكفا على الدراسة في قرية مجمولة من بني عروس القريبة من قرية الزينات حيث مقر والدته وكانت طنجة القريبة منها وكرا للنهب والفوضى ومهدا للفساد والفتن وحتى الطريق بين طنجة وتطوان كانت غير مامونة فقد كان المسافرون من طنجة الى تطوان او من تطوان الى طنجة لايسيرون الا في قوافل كثيرة تحت حماية رجال القبائل التي تقع بين المدينتين بعد ان يدفعوا لهم قدرا من المال لحمايتهم من اللصوص وقطاع الطرق ومثل دلك يجري في السفر الى العرائش او الى فاس او غيرها من المدن المغربية وكانت طنجة وما حولها تغلي غليانا بمثل هده الفوضى و الاضطرابات حتى ادا لجا بعض المعتدى عليهم الى مندوب السلطان لانصافه من المعتدين ودفع الادى عنه فانه ينفض يده من كل تبعة ويتملص من المسؤولية حيث لا قوة له ولا وسائل يمكن له ان يعيد بها الامور الى نصابها لحماية الضعيف بالضرب على اللصوص وقطاع الطرق لدا كان الاجانب كثيرا ما يتعرضون للاختطاف ونهب اموالهم فلا يتجرؤون للخروج من المدينة الى ضواحيها للتفسح والاصطياد مثلا وادهى من هدا واشنع ان رجال السلطة المحلية ادا راوا شخصا دا غنى وثروة يتمتع بثروته فيبني لنفسه قصرا مثلا فانهم سرعان ما يرمونه بالتهم ويختلقون عليه الشبهات ثم يزجون به في السجن ويصادرون امواله ويستولون على قصره وهده الاخطار الشنيعة من التلصص والاختطاف والاقطاع هي التي كانت سائدة في طنجة وضواحيها فلا زاجر ولا رادع وبكلمة موجزة فان الطابع الدي كان مسيطرا على طنجة هو التفكك والتمزق مما يندر بانحلال الدولة وبذهاب السيادة الشريفة من المغرب الأقصى . في هده البيئة الجهنمية كانت والدة الشريف احمد الريسوني تعاني في قرية الزينات حيث مقرها ما لا يطاق من الاعتداءات بنهب أموالها والاستيلاء على ممتلكاتها فكانت تبعث الرسائل من حين لآخر إلى ولدها الذي كان لا يزال يتابع دراسته تخبره بما تقاسيه من الاضطهاد والسلب والنهب فما وسعه آخر الأمر إلا أن ينقطع عن دراسته ليتصدى بنفسه الى الدفاع عن حقوقه واملاكه وشرفه هدا ما دفع بالشريف الريسوني الى اقتحام المخاطر والملاحم وزج به الى الخوض في هدا البحر المتلاطم بالاهوال والمصائب فاخد بدهائه وشجاعته في المغامرة والبطش باولئك المجرمين الدين يحترفون التلصص والنهب والاختطاف مع تحدي ارباب السلطة بالوقوف في وجه الاقطاع والاضطهاد نشأ مولاي أحمد الريسوني في بيت عريق في المجد والشرف ، نسبا وحسبا ، وكرما وشجاعة فلم يكن لصا ، ولا قاطع طريق ،[/font]</p><p> [font=&quot]فالتفكك والتمزق ، والفوضى والاضطراب ، هي الأمراض الاجتماعية التي طغت على المغرب في ذلك العصر ، وعلى الأخص في طنجة وأحوازها حيث كانت قرية الريسوني ـالزينات ـ داخلة في نطاق تلك الأمراض الاجتماعية ، التي لاسبيل إلى التخلص من أدوائها إلا بانتهاج نفس الطريق الذي ينتهجه العتاة المتمردون الذين عاثوا في الأرض فسادا ، تحقيقا للجزاء من جنس العمل ، وذلك ما كان حافزا للريسوني على المغامرة ، وارتكاب جميع أنواع الفتك والبطش بكل من يعترض سبيله من الطغاة المتمردين ، حتى لا يكون عرضة للعتاة ، جريا على الحكمة التي تقول من كان ذئبا أكل مع الذئاب ، ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب إلا أن مولاي أحمد الريسوني أبت عليه جراءته وطموحه أن يعد في طبقات الذئاب فجمع حوله بعض الشباب ، وأخذ يجول في السهول والجبال جولات الفتك والبطش بالمنحرفين ومن يساندونهم من العملاء والجبناء حتى خلق جوا مليئا ، بالذعر والفزع ، وبذلك ارتقى إلى طبقة السباع ، وأصبح يدعى أسد الجبل ، فأخذ الوشاة في السعاية به إلى السلطان ، ورجال الدولة المتحللة ، ويحذرونهم من خطر هذا المغامر ، الذي صار يبث الرعب والخوف في سائر الجهات ، وبهذا تألق نجم الريسوني في الأفق بأسرع من لمح البصر وانتشر صدى بطشه بالمفسدين في سائر الجهات ، الأمر الذي أزعج رجال الدولة وأقض مضجعهم وهكذا تكررت الشكاية به إلى مندوب السلطان في طنجة ليدفع عنهم الضرر والارهاب الذي يلحقهم من الريسوني وعصابته ، وليحمي الاجانب أيضا ، لما ينجم عن إلحاق الضرر بهم من المشاكل والنفقات التي تثقل كاهل المغرب ، وتهدده بالانهيار ، فأنهى الأمر إلى صاحب الجلالة عبد العزيز ، ليصدر أوامره في شأن الثائر الريسوني ، وكانت أخباره تصل إلى فاس ، فتزعج السلطان في قصره ، أصدر الملك عبد العزيز أمره إلى عامله بطنجة عبد الرحمن بن عبد الصادق ، ليقوم بإجراء المتعين للقضاء على الريسوني وبعد أن فكر ابن عبد الصادق في القضية ، ودرسها من جميع جوانبها ، تيقن أنه لا سبيل له إلى القضاء على الريسوني بطريق القوة ، فاختار سبيل المكر ، والحيلة والخديعة ، ليتوصل إلى تحقيق ما أمره به الملك، وتلك هي الطريقة المعتاد سلوكها في ذلك العصر للتنكيل بأي متمرد ، وقمع أي ثائر تخشى غوائل ثورته . وهكذا أوعز ابن عبد الصادق ، إلى بعض الخاصة من أصحاب الريسوني ، بأنه يرغب أن يرشح الشريف الريسوني قائدا على القبائل الجبلية المجاورة لطنجة ، وأنه يختاره على غيره لكفاءته واقتداره على إدارة شؤون تلك القبائل ، على أن يدفع كهدية ـ رشوة ـ مقدارا من المال جريا على العادة التي كانت سائدة في ذلك العصر ، لأن الوظائف كانت تباع وتشترى كسلعة من السلع ، وبهذا التلبيس والتدليس انخدع الريسوني ، فما كان منه إلا أن لبى الطلب ، فاستدعاه ابن عبد الصادق إلى طنجة ، فحضر لديه ، وأنزله في قصره ضيفا مكرما ، وكان قد دبر مكيدة للقبض عليه وأسره ، ذلك انه لما حضر وقت الطعام قدم له بعض الأعوان الطست ليغسل يديه ، وبينما هو يغسل يديه إذا بجماعة من أعوان ابن عبد الصادق ينقضون عليه ، فقبضوه وشدوا وثاقه، ثم وجه إلى الصويرة في باخرة تجارية، حيث اودع في سجنها، وهو مكبل بالسلاسل، والأغلال لمدة أربعة أو خمسة أعوام ، ذاق في أثنائها ما لا يطاق من الشدائد والآلام ، وجميع أنواع التعذيب والتنكيل ، ، وذلك ما جعله يعلن التراجع عما كان عليه فصار يستغيث بأبناء عمه ، في تطوان وغيرها ، ويطلب منهم أن يتشفعوا فيه لدى نائب السلطان بطنجة ، محمد الطريس ، و للملك للعفو عنه، وانقاذه مما يعانيه من الكروب ومرارة الأحزان والمصائب . وبعد مطالبة أبناء عمه بضمانه ، صدر الأمر من السلطان عبد العزيز بالعفو عنه ، وإطلاق سراحه ، فعاد إلى قريته الزينات ، وهو يضطرم حقدا ، ويتقد حنقا على أولئك الذين احتالوا عليه ، وخدعوه وغدروا به ، حتى جعلوه عرضة لأقسى المكاره ، وأفدح الآلام . وهنا لابد من الإشارة إلى أن ما عومل به الريسوني من المكر والغدر ، ثم تكبيله في السجن بالسلاسل والأغلال لمدة طويلة ، قد لقنه درسا هاما صنع منه الرجل المجرب والمحنك ، في ذلك المجتمع الذي طغى عليه التفكك والإقطاع ، حيث جعل من ذلك الدرس رائده للوصول إلى مطامحه ، بالقضاء على منافسيه والفتك بأعدائه ، إن الريسوني الذي جبل منذ الصغر على الذكاء والدهاء ، وعلى الشجاعة والجرأة ، بعد أن لمس بنفسه ، وشاهد بعينيه ، أساليب المكر والخداع ، ومناهج التنكيل والتعذيب التي تنتهج في الدوائر المخزنية ، أدرك بدهائه ، أن ذلك الدرس القيم يجب عليه أن يسير على منهاجه ، وأن لايغيب عن باله وأن يجعل منه القدوة في معترك حياته ، وهذا ما اشتهر به الريسوني بعد خروجه من السجن ، حتى صار يضرب به المثل في المكر ، وفي القسوة العنف ، إلا أن الريسوني على شجاعته وإقدامه كان ميالا إلى الديبلوماسية ، التي هي مجال المكر ، ولا يلجأ إلى العنف والقسوة والغلظة ،إلا إذا اقتضاها الحال ،[/font]</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 69693, member: 329"] [font="]الشريف الريسوني[/font][font=andalus][/font] [font="]**********[/font][font=andalus][/font] [font="]اولا نسبه هو احمد بن محمد بن عبد الله بن المكي بن ابي بكر ابن احمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن امحمد بن علي الشهير بابن ريسون بطل معركة وادي المخازن توفي رحمة الله عليه يوم 9 رمضان عام 1343 ه ابريل سنة 1925م ثانيا مولده ولد بقرية االزينات من قبيلة الفحص القريبة من طنجة ثالثا تاريخ ولادته لايعرف بالضبط اليوم ولا الشهر ولا السنة التي ولد فيها زعيم الجبل فقد يكون في سنة 1287ه 1870م اوالتي قبلها او بعدها فقد جاء في بعض الروايات عنه انه سئل مرة عن عمره فقال العرب لا يعدون السنين رابعا منشؤه نشا الشريف مولاي احمد الريسوني بقرية الزينات من الفحص وتربى في حضن والدته حيث مات والده وهو لا يزال صغير السن وهناك حفظ القران الكريم ثم هجر الى قبيلة بني عروس واستقر بقرية مجمولة لزيادة حفظ القران بالقراءات العشر ولتعلم القواعد العربية واصول العقائد الاسلامية لدا كان محافظا على اصول الدين وشعائر الاسلام من صلاة وصيام وزكاة وغيرها كما سياتي خامسا الاسباب التي دفعت به الى التمرد والعتو على الدولة كان الشاب مولاي احمد معاكفا على الدراسة في قرية مجمولة من بني عروس القريبة من قرية الزينات حيث مقر والدته وكانت طنجة القريبة منها وكرا للنهب والفوضى ومهدا للفساد والفتن وحتى الطريق بين طنجة وتطوان كانت غير مامونة فقد كان المسافرون من طنجة الى تطوان او من تطوان الى طنجة لايسيرون الا في قوافل كثيرة تحت حماية رجال القبائل التي تقع بين المدينتين بعد ان يدفعوا لهم قدرا من المال لحمايتهم من اللصوص وقطاع الطرق ومثل دلك يجري في السفر الى العرائش او الى فاس او غيرها من المدن المغربية وكانت طنجة وما حولها تغلي غليانا بمثل هده الفوضى و الاضطرابات حتى ادا لجا بعض المعتدى عليهم الى مندوب السلطان لانصافه من المعتدين ودفع الادى عنه فانه ينفض يده من كل تبعة ويتملص من المسؤولية حيث لا قوة له ولا وسائل يمكن له ان يعيد بها الامور الى نصابها لحماية الضعيف بالضرب على اللصوص وقطاع الطرق لدا كان الاجانب كثيرا ما يتعرضون للاختطاف ونهب اموالهم فلا يتجرؤون للخروج من المدينة الى ضواحيها للتفسح والاصطياد مثلا وادهى من هدا واشنع ان رجال السلطة المحلية ادا راوا شخصا دا غنى وثروة يتمتع بثروته فيبني لنفسه قصرا مثلا فانهم سرعان ما يرمونه بالتهم ويختلقون عليه الشبهات ثم يزجون به في السجن ويصادرون امواله ويستولون على قصره وهده الاخطار الشنيعة من التلصص والاختطاف والاقطاع هي التي كانت سائدة في طنجة وضواحيها فلا زاجر ولا رادع وبكلمة موجزة فان الطابع الدي كان مسيطرا على طنجة هو التفكك والتمزق مما يندر بانحلال الدولة وبذهاب السيادة الشريفة من المغرب الأقصى . في هده البيئة الجهنمية كانت والدة الشريف احمد الريسوني تعاني في قرية الزينات حيث مقرها ما لا يطاق من الاعتداءات بنهب أموالها والاستيلاء على ممتلكاتها فكانت تبعث الرسائل من حين لآخر إلى ولدها الذي كان لا يزال يتابع دراسته تخبره بما تقاسيه من الاضطهاد والسلب والنهب فما وسعه آخر الأمر إلا أن ينقطع عن دراسته ليتصدى بنفسه الى الدفاع عن حقوقه واملاكه وشرفه هدا ما دفع بالشريف الريسوني الى اقتحام المخاطر والملاحم وزج به الى الخوض في هدا البحر المتلاطم بالاهوال والمصائب فاخد بدهائه وشجاعته في المغامرة والبطش باولئك المجرمين الدين يحترفون التلصص والنهب والاختطاف مع تحدي ارباب السلطة بالوقوف في وجه الاقطاع والاضطهاد نشأ مولاي أحمد الريسوني في بيت عريق في المجد والشرف ، نسبا وحسبا ، وكرما وشجاعة فلم يكن لصا ، ولا قاطع طريق ،[/font][font=andalus][/font] [font="]فالتفكك والتمزق ، والفوضى والاضطراب ، هي الأمراض الاجتماعية التي طغت على المغرب في ذلك العصر ، وعلى الأخص في طنجة وأحوازها حيث كانت قرية الريسوني ـالزينات ـ داخلة في نطاق تلك الأمراض الاجتماعية ، التي لاسبيل إلى التخلص من أدوائها إلا بانتهاج نفس الطريق الذي ينتهجه العتاة المتمردون الذين عاثوا في الأرض فسادا ، تحقيقا للجزاء من جنس العمل ، وذلك ما كان حافزا للريسوني على المغامرة ، وارتكاب جميع أنواع الفتك والبطش بكل من يعترض سبيله من الطغاة المتمردين ، حتى لا يكون عرضة للعتاة ، جريا على الحكمة التي تقول من كان ذئبا أكل مع الذئاب ، ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب إلا أن مولاي أحمد الريسوني أبت عليه جراءته وطموحه أن يعد في طبقات الذئاب فجمع حوله بعض الشباب ، وأخذ يجول في السهول والجبال جولات الفتك والبطش بالمنحرفين ومن يساندونهم من العملاء والجبناء حتى خلق جوا مليئا ، بالذعر والفزع ، وبذلك ارتقى إلى طبقة السباع ، وأصبح يدعى أسد الجبل ، فأخذ الوشاة في السعاية به إلى السلطان ، ورجال الدولة المتحللة ، ويحذرونهم من خطر هذا المغامر ، الذي صار يبث الرعب والخوف في سائر الجهات ، وبهذا تألق نجم الريسوني في الأفق بأسرع من لمح البصر وانتشر صدى بطشه بالمفسدين في سائر الجهات ، الأمر الذي أزعج رجال الدولة وأقض مضجعهم وهكذا تكررت الشكاية به إلى مندوب السلطان في طنجة ليدفع عنهم الضرر والارهاب الذي يلحقهم من الريسوني وعصابته ، وليحمي الاجانب أيضا ، لما ينجم عن إلحاق الضرر بهم من المشاكل والنفقات التي تثقل كاهل المغرب ، وتهدده بالانهيار ، فأنهى الأمر إلى صاحب الجلالة عبد العزيز ، ليصدر أوامره في شأن الثائر الريسوني ، وكانت أخباره تصل إلى فاس ، فتزعج السلطان في قصره ، أصدر الملك عبد العزيز أمره إلى عامله بطنجة عبد الرحمن بن عبد الصادق ، ليقوم بإجراء المتعين للقضاء على الريسوني وبعد أن فكر ابن عبد الصادق في القضية ، ودرسها من جميع جوانبها ، تيقن أنه لا سبيل له إلى القضاء على الريسوني بطريق القوة ، فاختار سبيل المكر ، والحيلة والخديعة ، ليتوصل إلى تحقيق ما أمره به الملك، وتلك هي الطريقة المعتاد سلوكها في ذلك العصر للتنكيل بأي متمرد ، وقمع أي ثائر تخشى غوائل ثورته . وهكذا أوعز ابن عبد الصادق ، إلى بعض الخاصة من أصحاب الريسوني ، بأنه يرغب أن يرشح الشريف الريسوني قائدا على القبائل الجبلية المجاورة لطنجة ، وأنه يختاره على غيره لكفاءته واقتداره على إدارة شؤون تلك القبائل ، على أن يدفع كهدية ـ رشوة ـ مقدارا من المال جريا على العادة التي كانت سائدة في ذلك العصر ، لأن الوظائف كانت تباع وتشترى كسلعة من السلع ، وبهذا التلبيس والتدليس انخدع الريسوني ، فما كان منه إلا أن لبى الطلب ، فاستدعاه ابن عبد الصادق إلى طنجة ، فحضر لديه ، وأنزله في قصره ضيفا مكرما ، وكان قد دبر مكيدة للقبض عليه وأسره ، ذلك انه لما حضر وقت الطعام قدم له بعض الأعوان الطست ليغسل يديه ، وبينما هو يغسل يديه إذا بجماعة من أعوان ابن عبد الصادق ينقضون عليه ، فقبضوه وشدوا وثاقه، ثم وجه إلى الصويرة في باخرة تجارية، حيث اودع في سجنها، وهو مكبل بالسلاسل، والأغلال لمدة أربعة أو خمسة أعوام ، ذاق في أثنائها ما لا يطاق من الشدائد والآلام ، وجميع أنواع التعذيب والتنكيل ، ، وذلك ما جعله يعلن التراجع عما كان عليه فصار يستغيث بأبناء عمه ، في تطوان وغيرها ، ويطلب منهم أن يتشفعوا فيه لدى نائب السلطان بطنجة ، محمد الطريس ، و للملك للعفو عنه، وانقاذه مما يعانيه من الكروب ومرارة الأحزان والمصائب . وبعد مطالبة أبناء عمه بضمانه ، صدر الأمر من السلطان عبد العزيز بالعفو عنه ، وإطلاق سراحه ، فعاد إلى قريته الزينات ، وهو يضطرم حقدا ، ويتقد حنقا على أولئك الذين احتالوا عليه ، وخدعوه وغدروا به ، حتى جعلوه عرضة لأقسى المكاره ، وأفدح الآلام . وهنا لابد من الإشارة إلى أن ما عومل به الريسوني من المكر والغدر ، ثم تكبيله في السجن بالسلاسل والأغلال لمدة طويلة ، قد لقنه درسا هاما صنع منه الرجل المجرب والمحنك ، في ذلك المجتمع الذي طغى عليه التفكك والإقطاع ، حيث جعل من ذلك الدرس رائده للوصول إلى مطامحه ، بالقضاء على منافسيه والفتك بأعدائه ، إن الريسوني الذي جبل منذ الصغر على الذكاء والدهاء ، وعلى الشجاعة والجرأة ، بعد أن لمس بنفسه ، وشاهد بعينيه ، أساليب المكر والخداع ، ومناهج التنكيل والتعذيب التي تنتهج في الدوائر المخزنية ، أدرك بدهائه ، أن ذلك الدرس القيم يجب عليه أن يسير على منهاجه ، وأن لايغيب عن باله وأن يجعل منه القدوة في معترك حياته ، وهذا ما اشتهر به الريسوني بعد خروجه من السجن ، حتى صار يضرب به المثل في المكر ، وفي القسوة العنف ، إلا أن الريسوني على شجاعته وإقدامه كان ميالا إلى الديبلوماسية ، التي هي مجال المكر ، ولا يلجأ إلى العنف والقسوة والغلظة ،إلا إذا اقتضاها الحال ،[/font] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
ركن علم الإجازات والأسانيد والتراجم
موسوعة التراجم المغربية