الرد على الموضوع

[font=&quot]وأود أن أختم موضوع مناقب هذا السيد الكريم بمنقبة جليلة وفريدة و خاصة وذلك بما كان يكلفه به سيدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه بمهام ومهمات مما يمكن أن نسميه بسببها برجل المهمات الصعبة ؛ وهناك حكايات كثيرة في هذا الصدد نكتفي بذكر إثنتين منها ؛ [/font]

  [font=&quot]1- منها تكليف سيدنا الشيخ التجاني له بتربية أو تكميل تربية أفراد من أصحابه .[/font]

  [font=&quot]2- ومن ذلك أنه مرة رضي الله عنه أمر ببغلته فسرجت فركبها ليأخد الحافلة بالطريق الرئيسية وكانت بعيدة و هذا بالشاوية وصحب معه تلميذه سيدي محمد أكمار ليرجع بالدابة و في الطريق أخبره أن الشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه أمره بالذهاب إلى فاس وقال له ** أدرك الشيخ النظيفي فقد اجتمعوا على قتله وأفتوا بذلك ** وذلك لما قاله في كتابه الطيب الفائح عن صلاة الفاتح أنها من كلام الله القديم . ولما وصل إلى الزاوية الكبرى بفاس جمع علماء الطريقة التجانية ومنهم من وقع على الفتوى وبين لهم الصواب والمعنى الصحيح في كلام العارف النظيفي حتى أقنعهم فتراجعوا وزرع في قلوبهم روح اليقين ورفع معنوياتهم المنهارة [/font]

  [font=&quot]وأحيى حماسهم أمام تعصب علماء القرويين وما أثاروه من فتنة بفاس . وما لبث أن جاء جواب السلطان المولى يوسف يأمر علماء المجلس برفض قرارهم و إلغائه والتوقف عن متابعتهم للفقيه النظيفي والإمتناع عن مسه بأي أذى. [/font]

  [font=&quot]وفي هذه الأزمة التي فتن بها أهل الطريقة التجانية ألف صاحب الترجمة تأليفه القيم النفيس * النفحة الربانية * ورسالة أخرى ينتصر فيها لأخيه في معرفة الله وفي الطريقة سيدي الحاج محمد النظيفي رضي الله عنه . كما قام علماء الطريقة و أدباؤها قومة واحدة ونافحوا عنه نثرا وشعرا في انتفاضة واحدة أظهرت غيرتهم على الطريقة وصاحبها رضي الله عنه . [/font]

  [font=&quot]3-ومن المهمات الخاصة التي كلف بها صاحب الترجمة إغاثته للمقدم الكبير سيدي الحاج الطيب السفياني الذي ظل مقدما بالزاوية التجانية الكبرى بفاس لمدة أربعين سنة حتى توفي عــــام 1357 ه وهو حفيد سيدي الطيب السفياني صاحب الشيخ وصاحب كتاب الإفادة الأحمدية ؛ فإن سيدي الحسن البعقيلي في زيارة له إلى ضريح الشيخ التجاني بفاس استضافه صديقه و أخوه في السند والإجازة * فقد أخذ أيضا الإجازة في الطريقة التجانية عن شيخ سيدي الحسن البعقيلي سيدي الحسين الإفراني * سيدي الطيب السفياني ليتناول معه طعام العشاء بداره ويبيت عنده كما هي عادته معه كلما زار الزاوية الكبرى بفاس . ولاحظ الفقيه البعقيلي من حالة المقدم السفياني ما يدل عن انشغاله بمشكل مهم فسأله فأخبره أنه في هم و كرب يتعلق بأهل بيته ولا يجد له حلا و لا يستطيع أن يفصح عنه لأحد إلا له هو ، وبعد أن أخبره به قال له سيدي البعقيلي ؛ أخبرني ياسيدي ماذا تذكر في هذه الأيام . فأجابه سيدي السفياني أذكر إسما أعطاه لي بعض الخاصة من إفريقيا فقال له سيدي البعقيلي وماهو ، فأخبره به ، فقل له هذا هو سبب عطبك أتدري لماذا ؟لأنك أسأت الأدب مع سيدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه فإنه أقامك في هذا المنصب العظيم عند ضريحه الشريف و في زاويته الأم فكل أصحاب سيدنا و غيرهم من العارفين يقصدون هذا المقام لكل ما يلم بهم و لكل ما يرجون بلوغه من المطالب و المقامات العالية وحل المشاكل العويصة المستعصية فيجدون الدواء النافع و قضاء أوطارهم لأن هذا المقام هو منبع الفيوضات و الرحمات للعالمين.وهذا هو المنهل الصافي الذي يرتوي منه الجميع.فأنت جعلك سيدنا الشيخ هنا نائبا عنه ليأخذ عنك كل من أتى إلى هذا المقام لا لتأخذ أنت عن أحد.فقد أغناك الشيخ رضي الله عنه بأن جعلك عند قبره و في مقره فلا يليق بك أن تلتفت عنه لغيره.و لقد تسببت في الهلاك لذلك السيد الذي أعطاك ذلك السر لأنه إذا وصل إلى بلده فسيفتخر بأنه لقن سرا عاليا لمقدم الحضرة بفاس و ربما يصدر منه إعجاب يكون سبب هلاكه.و الآن هذا السر الذي لقنه لك أنا أعرفه و ها أنا أرفع عنك إذن ذلك السيد فيه و أعفيك من ذكره فقم إلى أهلك و أرح نفسك فقد أنقذك سيدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه.[/font]


اكتب معهد الماهر
أعلى