الرد على الموضوع

[font=&quot]-2 قاصد بذكره وجه الله مع ملاحظة حظه بخاصية الذكر فهو أخف من الأول وهو شرك أيضا. [/font]

  [font=&quot]-3 وقاصد بذكره وجه الله لا غير مع ملاحظة قضاء حاجته عند اختتام الذكر لا بقوته ولا بطبعه ولا بخاصيته فهذا عابد لله مع نقصان مقامه بالملاحظة ، وهذا المقام مقام ضعفاء طريقته ، وهو مقام الجهل في مرتبة الإحسان .[/font]

  [font=&quot]4- وقاصد بذكره الخاص العبودة للعبودية قبلها من غير تعرض لرائحة غرضه عند التلبس بالقربة بل فنيت مراسمه عند ذكر جلاله بالهيبة وعند ذكر جماله بالأنس وعند ذكر رحمته بالفرح وعند ذكر كرمه بالشكر وعند ذكر قهره بالخوف وعند ذكر قوته بالضعف إلى ما لا نهاية لصفات الرب ، فكلما ذكره بصفة لبس حلة ضدها ، فيذكر امتثالا واستحقاقا أو شوقا أو غلبة بلا تعمل فيه ، بل يذكر الله بالله لله في الله فانيا عن نفسه بذكر أوصاف سيده قانعا أن كان آلة يحركه الله لمجاري أقداره ، وهو الذي خلقها وعرضها لما شاء فحصل العز الدائم بسيده وملكه ملك سيده لا يبلى ومدده من سيده لا ينفد وعلمه علم ربه وهديته هدية سيده لا تنقطع لأن فعله فعل واحد، فكمل و ارتقى لحضرة سيده مضربا عن عمله مشاهدا عند مباشرة عمله سراية فعل سيده وأنه لا تأثير لشيئ مع الله فأهل الطريقة الأولى كلهم عوامهم و خواصهم منزلون منزلة المشايخ في الطريقة الثانية لأنهم أحسنوا عبادتهم ، فالعبد عبد وإن قربه سيده ، فسيده هو الفاعل وهو محل فعل سيده ، وهو مقهور بالملك و العجز والتحجير عليه بحيث لا يعطى و لايمنع إلا به فهو غاية الذل لو عرف ، فعرف ذلك أهل الطريقة الأولى وتجردوا من دعوى الولاية و إن كانوا أولياء بالله ، و لا يظهرون ذلك بل يباشرون ما كلفوا به ، ولم يروا لأنفسهم عملا و لا قدرا لأنهم علموا حق العلم بأن الولاية الحقيقية للسيد ، و العبد وإن عظم أمره فإنما ظهرت عليه عظمة السيد وهو مجرد منها ، لأن العاقل لا يعتبر إلا الأصل الذاتي ، فالمطلوب من العبد إتقان الوجهة بظاهره كما أتقن باطنه الذي هو أصله ، فأصله نهاية العبودية طائعا أو عاصيا لكن العبرة بالظواهر فإن وافقت البواطن فهو عارف ، وإن خالفت فهو جاهل عبودية أصله [/font]

  [font=&quot]* من عرف نفسه عرف ربه * ، فمن اتقن وجهته لله و أحب الشريعة فامتثلها وتجنب كل ما حدث بعدها فهو العارف ، فعليك أيها الأخ بالإنتظام فيها راضيا من أن تكون منهم أو محبا لهم فهم عين العارفين الذين ظهروا بالمشيخة و إن لم يعرفوا عقبات السلوك فإنهم أقرب ممن عرفها ويعلمها للناس ويشتت فكره بها في أول سلوكه ؛ ومن أحسن و أمسك عن الخوض في الإرادة التي هي عين الحجاب مضربا عنها فقد فتح عليه أكبر من كل فتح ، فشد يديك معا على الطريقة النبوية التي بينها صلى الله عليه وسلم بوحي إلاهي و رد خاصة أمته إليها بعد أفول نجوم بوارق الطريقة الثانية ، و لتعلم أن صاحب الشرع الآن صلى الله عليه وسلم قائم بأهل الطريقة الأولى كزمانه بل أشد منه ، لأن زمنه كان فيه السيف وهذا الزمان إنما فيه سيوف أنواره ويقتص من أهل البدع بإمساك أنوار جماله وشريعته عنهم حتى يرجعوا إلى الله ؛ فتمهد لك بالأدلة أن الطريقة الآن الى قيام الساعة هي التي كان عليها أهل الهجرة والنصرة وأنها حاكمة على الطريقة الثانية دون العكس وأن أهلها لا تناسبهم إلا عوائد وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومن ورثه إرثا كاملا باتقان الوجهة لله ..[/font]

  [font=&quot]بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله الفاتح الخاتم و على آله و صحبه و سلم.[/font]

  [font=&quot]الرسالة الأولى؛[/font]

 

  [font=&quot]يقول رضي الله عنه فيها؛[/font]

  [font=&quot]** أعز الله سيادة إخواننا جميعا في كل بلد قرة الأعين أحباب شيخنا المولى التجاني،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فالله يفيض عليكم و علينا سر ما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم وأن يعلق قلوبنا و قلوبكم بالرب الكريم حتى نرضى به وبفعله فلا نجد في فعله ضرا و لا مرا، فيستلذ طبعنا فعل ربنا الأكرم ولا نكره لأنفسنا أي قدر حكم به فنتبع مراده في فعله و أمره فما أمر به أحببناه ظاهرا و باطنا وما نهانا عنه أبغضناه لذاته والمحبوب هو الرب الكريم وإنما يحب أو يكره غيره لذاته تعالى ، حتى لا نرفع حاجة لغيره أيا كان إلا على بساط حكمة ملكه لا غير فلا نرى تأثيرا في قلوبنا لغيره تعالى فنفوض الأمر كله له ونشهد أنه تعالى هو الفاعل لا غير وما سواه مظهره ومفعوله لا غير؛ وعليه فيجب على أحبابنا أن يعلموا بأن جميع من لقن من الشيخ رضي الله عنه ولو بواسطة ما وفقه الله له حتى كان عنده من المقربين العارفين أيا كان صغيرا أو كبيرا فلتعلموه وأن كل ما نسب له أعلى مرتبة من جميع من طلب الولاية فأخلصوا أعانكم الله فإن الإخلاص سر الله لا يعلمه ملك ولا شيطان وفي مقام الإخلاص سكنا وهو وطننا وأعني بالإخلاص إخلاص العارفين لا إخلاص عموم الصوفية ، فإخلاص الصوفية إفراد العمل لله مع مراعاة العمل ورجاء ثواب الأعمال وأما إخلاصنا فهو أن ترى الله أوجدك بلا سبب منك وشرفك بالوجود عن ضده وكتب إليك بيده كتابا يقرأ و أرسل إليك رسولا فضلا منه وصيرك أهلا للتكليف و وفقك له فضلا منه فعلمك لا إلاه إلا الله فضلا وعلق ثوابا عظيما بكسب عملك فضلا و أقام فيك أوامر وزواجر فضلا وبسط رداء التوبة فضلا فلا نرى عليه أنفسنا أهلا للعمل فضلا عن الثواب فقصرنا طرفنا على الله * وعندهم قاصرات الطرف * في بساط المدح فلم يطمثنا إنس قبله و لا ملك ولا جان ولا زمان ولا مكان ولا برزخ ولا نعمة الكون إطلاقا فنظرنا بمائة ألف عين باصرة كألف شهر جمال ربنا وجلاله فأسكرنا وأعمانا عن رؤية الكون وأصمنا عن سماعه فجلسنا في بساط جنة معرفته و أنخنا واستوطنا دار جماله فلا نرى في الأشياء غيره ، فتبين أنه الله الظاهر بشدة بطونه الباطن بقوة ظهوره الأول الآخر الحق المبين فنشاهد يده في حقيقة كل شيئ محركا ومسكنا فانصبغنا بحبه وبحب مظاهره فلا نجد مرا ولا حارا فهنأ المساغ وحلا الشراب و أزيلت نقب الأغيار وبقيت سبحات الجلال فاضمحلت رؤية الغير فوفقنا بخط مستقيم مع نبينا معاينة ومع شيخنا عيانا فعبدناه على وجه المحبة لذاته و الإستحقاق و التكليف من غير اعتماد على غير ولا رجاء من الأعمال بل منه تعالى، فهذه عبادة أصحاب سيدنا الشيخ بين يدي ربهم جعلنا الله منهم آمين . و أوصيكم بالإضراب عما سوى الله فإنه خيال، فاسعظموا أمر الله في النبي و الشيخ وفي الفقراء واحمدوا الله عليه فببركة الشيخ انجذبتم وتبثم وقويتم حتى صرتم جبالا راسيات لا يحزنكم الفزع الأكبر وأنزلكم في ظل عرش الرحمان وجمع الله فيكم سر الأولين والآخرين حتى كنتم قرة أعين الناس مع احتجابكم عنهم بشدة القرب وبشدة النفع لهم كالبصر لهم فاعلموه واحمدوا ربكم عليه فهو الفاعل لا غير واجتنبوا ما عليه الناس من التسخط بأقدار الله فإنه رجس وأحبوا من ولاه الله من المسلمين و العلماء و الأشراف وجميع المؤمنين و تحلوا بلباس الإحسان وارتدوا باليقين و اتزروا بحلل الإيمان وكلوا ثمار التوحيد واقتطفوا رمان جنة الوصل ، فلا تشغلنكم الدنيا والآخرة ولاهم الرزق ولا هم السعادة ولا خوف الشقاوة فإنهم مفعول بهم مقهورون لا تأثير لهم وتعلقوا بربكم في الورود والصدور وهو تعالى المقصود والصمد المعبود لا رب سواه وعظموا من قدمه الشيخ عليكم فإنه بالله مقدم وهو ذات الشيخ الحية بالله لا سيما أهل الخصوصية منهم ، فلا تغفلوا وسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة فمن عرف الله استراح ومن عرف النبي استراح ومن عرف الشيخ استراح فكونوا عباد الله إخوانا و لاتنازعوا فتفشلوا ولا تخوضوا في الباطل فالله هو الحق لا غير فافرحوا بالله إنه لا يحب الفرحين بغيره واجتنبوا معاصي الله فإنها مساخط الله واتركوا ما ابتلي به أهل الوقت من التلذذ بغير حلال فإن الحرام ليس بلذة و إنما هو سفود النار أعاذكم الله منها ، واجتنبوا المعاملات الباطلة كالربى فإنه غضب الله و الرشوة وهي إعطاء مال أو جاه لإثبات باطل أو إبطال حق وغير ما صدق عليه الحد هدية من الله من أجل الحلال ، ولا تحلفوا بغير الله كالنبي و الشيخ فإنه ضلال واستعينوا بالله وتوكلوا عليه ولا تعتادوا الحلف فإنه وصف المنافقين ، واجتنبوا مثل الدخان فإنه ضلال واستعملوا جميع ما أحل الله فإن المباح واسع عظيم واجتنبوا المحرم والمكروه واجتنبوا الروائح الكريهة فإن الفقير يصحبه أبدا سبعون ألف ملك فعظموا أرواح الله و لا تاكلوا ثوما ولا بصلا نيئين فإنهما يضران بالملائكة الكرام واستديموا الطهارة ما لم تضر أبدانكم فإن البدن وجب حفظه فإنه محل دولة الأوامر الإلاهية، واجتمعوا للصلاة والذكر في الأوقات الإختيارية حتما حتما و إياكم و التهاون بدين الله فمن تهاون بالأوقات عوقب بالطرد في طوق السعادة و إياكم من الملل فشدوا أود بعضكم كالبنيان فإن الآخرة أقرب إلينا من شراك نعلنا ولا تذكروا الأموات إلا بخير ولا تذكروا المؤمنين إلا بخير فإن المؤمن مغفور له قبل وجوده ، الله الله في المؤمن من الأولياء وأتباعهم و لاتذكروا طوائف الأولياء إلا بقصد التعظيم لا غير و لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ولا تنابزوا بالألقاب وأطعموا في الله فإنه يذهب جميع الأمراض الحسية و المعنوية ويزيل الأوساخ الظاهرة و الباطنة و لا تنسوا حق الإيخاء فإنما نحن خدام مراتبكم العلية وسامحوا لله. الأحسن بن محمد البعقيلي أمنه الله في ذي القعدة الحرام عام 1349 ه**[/font]


اكتب معهد الماهر
أعلى