[font="] وعلى الرغم من أن تاريخ ولادته ووفاته غير محدد، فمن المعروف أنه في عهد السلطان محمد بن عبد الله كان قد برز باعتباره شاعراً كبيراً مجدداً. وهو ما يكشفه قوله في قصيدة "الحراز" التي يورد فيها من الصفات التي تنكر بها ليصل إلى محبوبته صفة "امْخزني" لهذا السلطان:[/font]
[font="] من ساعتي ارجعت امخزني مشمور امن اصحاب الملك[/font]
[font="] الله ينصر سيدي محمد[/font]
[font="] [/font]
[font="] ويبدو أنه عمر طويلا حتى أدرك بداية النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، إذ توفي في أواسط سلطنة مولاي عبد الرحمن(31) ودفن بمقبرة سيدي علي أبي القاسم بجوار مسجد الكتبية تحت منارته، من غير تحديد لقبره.[/font]
[font="] [/font]
[font="] وفي تعليل تلقيبه بـ "امتيرد" تصغيرا لـ "مترد" بقول بعض الأشياخ إن السبب فيها ضعف بنيته ونحالة جسمه، ويقول آخرون إن هذا اللقب أطلق عليه _______________________________[/font]
[font="](31) بويع سنة 1240هـ وتوفي عام 1276هـ.[/font]
[font="]استخفافاً بمكانته الشعرية البسيطة أول ظهوره في الميدان، ويعزون تفتح موهبته رغم أميته إلى دعاء لأحد الشرفاء الوزانيين أو الشرقاويين كان سبب الفتح عليه إذ سأله عن اسمه، وحين أجاب بـ: "امتيرد" أجابه الشريف: "بل أنت مترد". ويعتمدون في هذا التعليل على قصيدته: "الداوي" التي حربتها:[/font]
[font="] الداوي مالك داوي[/font]
[font="] بالوصال اجراحي داوي[/font]
[font="] ما ابْرا جرح ابغير ادوا[/font]
[font="] [/font]
[font="]مع التنبيه إلى الاعتراف الوارد آخر قسم منها حيث يقول مشيراً إلى ما نهله من الزاوية الشرقاوية:[/font]
[font="] رايس القرصان اسلاوي[/font]
[font="] سـرْ لمواهب شرقاوي[/font]
[font="] اسقاوني سـادتي سقْوا[/font]
[font="] [/font]
[font="] ويحكى أن السلطان عبد الحفيظ، كان إذا ذكر الشيخ امتيرد في مجلسه يقول: "بل هو مترد امعمر بالتريد"(32). وهي قولة دالة على مكانة هذا الشاعر حتى بعد عصره، يعززها ما يروى عن التهامي المدغري الذي شهد له بالتفوق، معترفاً بأنه لو أدركه لحمل نعله "بلغته"، بل زاد فأكد أنه لو تسنى له أن يعاصره ويلقاه لكان عبداً له:[/font]
[font="] لو كان احضرت لامتيـرد[/font]
[font="] كنت انكون لو عبد اشويرد[/font]
[font="] [/font]
[font="] ولا عجب أن يكون بهذا وغيره "شيخ الأشياخ" في عصره، وأن يعتبر في مراكش: "الفاكْية دالشياخ" أي فاكهتهم، وفي فاس "عرصت لشياخ" أي روضهم. وبلغ من تأثير قصائده على الجماهير، أن المنشدين أطلقوا عليها: "الشَّعَّالة" للجوئهم ___________________________[/font]
[font="](32) "التريد" بتاء مثناة في النطق العامي، وأصله "الثريد" بالمثلثة.[/font]
[font="]إليها في تحريك السامعين وإثارة انتباههم إذا ما أحسوا منهم ضيقاً وعدم التجاوب مع ما ينشدون. بل إن الشعراء أنفسهم كانوا منها يستلهمون. وهو ما أعرب عنه التهامي المدغري في هذا البيت الذي يصرح فيه بأن الشيخ امتيرد هو جواز مروره وفاتح الطريق له:[/font]
[font="] إذا ما خلفت شي اعلى العتبا دا الشيخ الجيلالي ما ندوز شي[/font]
[font="] [/font]