مختارات من الحكم العطائية وبعض معانيها: بمناسبة حلول شهر البركة تزودوا بمثل هذه الحكم

طباعة الموضوع

اسلام

عضو مميز
إنضم
18 أبريل 2011
المشاركات
335
النقاط
16
احفظ من كتاب الله
32حزب
احب القراءة برواية
قالون حفص و وورش
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
اخت
1158474219.gif


وكان (ابن عطاء الله) يسجل الحكمة كوحدة فكرية متكاملة ، يخاطب بها السالك وينصحه ويعرفه بمراتب السلوك : العمل ، والهمة ، والتدبير ، والإخلاص ، والرضا عن النفس . .
ويمكننا أن نختار بعض هذه الحكم ونعرف بمعانيها المستفادة
:

الحكمة الأولى :
((من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل )).
والاعتماد : حصر القوة في الشيء ، وهو باعث النفس لما تريد تحصيله ، والناس في مجال الاعتماد ثلاثة أصناف(1) :
الصنف الأول : معتمد على عمله ، وموقفه التقصير ، وهذا مقام الإسلام ،وعلا‏مته نقصان الرجاء في حالات الزلل .
الصنف الثاني : معتمد على فضل الله ، وموقفه شهود المنة من الله ، وهذا موقف الإيمان ، وعلامة هذا الصنف الرجوع إلى الله وإظهار الفاقة والفقر إليه .
الصنف الثالث : معتمد على سابق القسمة وماضي الحكم ، وموقفه شهود التعريف ، وهذا مقام الإحسان ، ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ) (2).
ونقل الشيخ زروق، عن بعض المحققين قوله :
(( من بلغ إلى حقيقة الإسلام لم يقدر أن يفتر عن العمل ، ومن بلغ إلى حقيقة الإيمان لم يقدر أن يلتفت إلى العمل ، ومن بلغ إلى حقيقة الإحسان لم ‏يقدر أن يلتفت إلى أحد سوى الله تعالى )) (3) .
وهذه الحكمة تفرق بين العارف وغيره ، فالعارف إذا عمل عملاً شهد تصريف الله وجريان قضائه ، وهؤلاء لا يشهدون أنفسهم في الطاعة ولا يرون لأنفسهم حولاً ولا قوة ، وقلوبهم دائماً مطمئنة راضية لأن أنوار الحق تلوح لهم ، ويشعرون أن الله تعالى هو المتولي لأمرهم ، ولا ينسبون فعل الطاعة لذاتهم وإنما يرون فضل الله عليهم فيما يقومون به من الطاعات .
أما الفريق الثاني الذي يعتمد على عمله ، ويرى ذاته في الطاعات وينسب الأشياء إلى نفسه لإرضاء حظ النفس فإن رجاءه ينقص في حالات الزلل لأنه محجوب بعمله عن الحق سبحانه وتعالى(4)

sdfsdfsdf.gif


الحكمة الثانية
:
(( إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية ، وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلة )) .
المراد بالأسباب ما يتوصل به إلى ما ينال في الدنيا كالتجارة سبب للربح ، والمراد بالتجريد عدم الانشغال بالأسباب (5) وهذا خاص بمقام التوكل والتسليم والناس على مرتبتين :
الفريق الأول _ مقام بالأسباب : وعليه أن يأخذ بالأسباب التي أمر بها ، وأن يستقيم في اختيار تلك الأسباب لأن هذا هو مراد الله منه ولا يمكنه أن يتطلع إلى مقام التجريد وذلك من الشهوة الخفية .
الفريق الثاني _ مقام بالتجريد : ومن واجبه الشكر على ذلك وقيامه بحق التجريد والأدب مع الله فإن تطلع إلى الأسباب فهذا انحطاط في الهمة وسوء ‏أدب مع الله لأن الأدب يقتضي أن يكون حيث أقامه الحق سبحانه وتعالى وألا يخرج نفسه من حال أقامه الله فيه إلى مقام آخر أعلى أو أدنى فالتطلع إلى الأعلى من الشهوة الخفية المنافية لمقتضى الأدب والتطلع إلى الأدنى انحطاط عن الهمة التي يجب أن يأخذ بها السالك . .(5) والسالك يجب أن يلتزم بالمقام الذي أراده الله فيه ولا يستطيع الخروج عنه وإن أراد لأنه مشدود إلى مقامه فإن تولى الله إخراجه هيأه إلى المقام الجديد وأزال ما به من خواطر وأعانه على ما هوفيه
.
sdfsdfsdf.gif


الحكمة الثالثة :
(( أرح نفسك من التدبير فما قام به غيرك عنك لا تقم به لنفسك ))
هذه الحكمة تلخص فكر (ابن عطاء الله) الذي يقوم على أساس إسقاط التدبير ، ونجد هذا المعنى في كل ما كتبه ابن عطاء الله سواء في الحكم أو في المصنفات الأخرى ، وكتب كتاباً مستقلاً سماه (التنوير في إسقاط التدبير) وقال في مقدمة كتابه : (( وأهم ما ينبغي تركه والخروج عنه والتطهر منه وجود التدبير ومنازعة المقادير)) . (6)
ثم لخص الأسباب التي تدعو العبد لإسقاط التدبير وأهمها :
((علمك بسابق تدبير الله فيك وذلك أن تعلم أن الله كان لك قبل أن تكون لنفسك فكما كان مدبراً قبل أن تكون ولا شيء من تدبيرك معه ، كذلك هو سبحانه وتعالى مدبر لك بعد وجودك )) . (7)
وقال بعد ذلك :
((اعلم أن الحق سبحانه وتعالى تولاك بتدبيره على جميع أطوارك وقام لك في كل ذلك بوجود إبرازك فقام لك بحسن التدبير يوم المقادير)) (8) .
ولم ينفرد (ابن عطاء الله) بفكرة إسقاط التدبير فالفكر الصوفي كله ينطلق ‏من هذا المنطلق لأن التدبير في نظرهم يشغل القلوب عن الله ، وتلتفت إلى ما خلق لها ، وهنا تتكدر تلك القلوب بما انصرفت إليه من شؤون الرزق أو من شؤون الدنيا ، والسالك يجب أن يريح نفسه من التدبير لأن الله تعالى تولى ذلك عنه .
وتوضح هذا المعنى الحكمة العطائية التي تقول :
(( اجتهادك فيما ضمن لك ، وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك )) والرزق هو المضمون للعبد لأن الله تعالى تكفل به ، وكلمة (اجتهادك فيما ضمن لك ) إشارة إلى انصراف القلب إلى طلب الرزق وليس مجرد السعي ، فالسعي أمر مطلوب ومأمور به ولا يجوز القصور عنه لأنه سبب الرزق والأسباب ضرورية ، ولا بد منها إلا أن الاجتهاد في طلب الرزق هو الانهماك في ذلك والالتفات الكلي إلى ما هو مضمون للعبد فمن انصرف بكليته إلى الأسباب كان انصرافه حجاباً له . ولا خلاف في وجوب الأخذ بالأسباب لأن ذلك لا ينافي التسليم .
وبعض ذوي النظر السطحي من الصوفية لا يأخذون بالأسباب ويسقطون تلك الأسباب ، ويعتبرون ذلك فضيلة ، وهذا جهل بحقيقة التدبير ، فمن أقامه الله في مقام الأسباب فعليه أن يأخذ بالأسباب وألا يتطلع إلى مقام التجريد .

132mi410.gif

يتبع ان شاء الله

566346.jpg
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

اسلام

عضو مميز
إنضم
18 أبريل 2011
المشاركات
335
النقاط
16
احفظ من كتاب الله
32حزب
احب القراءة برواية
قالون حفص و وورش
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
اخت
أعلى