طالب الماهر
مدير عام
- إنضم
- 15 مارس 2012
- المشاركات
- 946
- النقاط
- 16
- الإقامة
- غرف الماهر الصوتية
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.com
- احفظ من كتاب الله
- .
- احب القراءة برواية
- ورش عن نافع من طريق الأزرق
- القارئ المفضل
- المنشاوي - الحصري
- الجنس
- أخ
مختصر كتاب «أحكام الشتاء في السنة المطهرة»
كتاب «أحكام الشتاء في السنة المطهرة» لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري حفظه الله – تعالى - (1)
قام باختصاره فضيلة الشيخ أبي عثمان السلفي حفظه الله – تعالى -.(2)
قام باختصاره فضيلة الشيخ أبي عثمان السلفي حفظه الله – تعالى -.(2)
إنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنسْتَعِينُهُ، وَنَسْتْغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد:
فرأيتُ من المناسب ونحن مقبلون على فصل الشتاء التحدثّ عن مسائل مهمة حول (أحكام الشتاء)، وقد كتب أهل العلم مؤلفات في ذلك، مثل: ((إرشاد الفتى إلى أحاديث الشتا)) للشيخ يوسف بن عبدالهادي، و((أحاديث الشتاء)) للسيوطي، و((المطر والرعد والبرق والريح)) لابن أبي الدنيا، و ((الصلاة في الرحال عند تغير الأحوال)) للشيخ عبدالله العُبيلان، و((الجمع بين الصلاتين في الحضر بعذر المطر)) للشيخ مشهور حسن و ((الإخبار بأسباب نزول الأمطار)) للشيخ عبدالله الجار الله – رحمه الله -.
وقبل التحدث عن الأحكام الفقهية المتعلقة بالشتاء نذكر بعض الفوائد:
أولاً: لم ترد كلمة الشتاء في القرآن الكريم سوى مرةً واحدة، وذلك في قوله تعالى: {لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف}.
قال الإمام مالك – رحمه الله -: الشتاء نصفُ السَّنة، والصيف نِصفها.
ثانياً: روى البخاري ومسلم –تحت باب- (بيان كفر من قال: مُطرنا بالنوء) عن النبي –صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((أصبح مِن عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا من قال : مُطِرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي وكافرٌ بالكوكب ، وأما من قال : مُطِرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب)).
والنوء جمعه أنواء: وهي منازل القمر، فمن اعتقد أنه مُطر بنجم كذا أو بنوء كذا فهذا شرك وكفر، وهذا ما كان يعتقده أهل الجاهلية وهو الشرك الذي بعث الله الرسل بالنهي عنه ومحاربتِه.
ثالثاً: إن ما قلناه عن النوء يلزم منه بيان حكم ما يكثر الكلام حولَه مما يُسمى بالأرصاد الجوية أو تنبؤات الطقس، وحكم الشرع فيه؟
فهذه التتبؤات دراسات علمية متطورة تقوم في مجملها على التقاط صور الغيوم وسمكها، مع معرفة حركة الرياح واتجاهاتها، وسرعتها، ثم على ضوء ذلك تَوقُّعُ الحالةِ الجويةِ المستقبيلة لمدة يوم أو أكثر من حيث درجات الحرارة، وكميات الأمطار ونحوُ ذلك.
وتشير الدراسلت العلمية الحديثة إلى احتمالية صدق التنبؤات الجوية لمدة يومين قد تصل إلى 90%، وإذا كانت المدة من خمسة أيام إلى سبعة تهبط إلى نحو 60%.
فكما سمعنا أن ما سبق كله قائم على مقدمات تتبعها نتائج،مبنية على توقعات واحتمالات، وهذا كلَّه من الناحية الشرعية جائز ومشروع، ولكن ننبه على أمرين:
الأول: وجوب ربط هذا التوقع بالمشيئة الإلهية، لأن حالاتٍ كثيرةً وقعت في كثير من البلاد جرى فيها خلاف المُتوقَّع، وعكس ما ذكرته الأرصاد البجوية فحصل ما لا تُحمد عقباه.
الثاني: هذه التوقعات ليست من علم الغيب في شيء، إنما هي توقعات مبنية على مقدمات تتبعها نتائج، فلا يجوز إصدارها بصور القطع، ولا يجوز تلقيها بصورة الجزم، وإنما هي نافعة للحيطة والحذر.
رابعاً: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((ليست السَّنةُ ألا تُمطروا، ولكن السَّنة أن تمطروا ولا تُنبِتُ الأرض شيئاً)). رواه مسلم وابن حبان في صحيحه وبوب عليه بقوله: (ذِكر الإخبار عما يجب على المسلمين مِن سؤالهم ربَّهم أن يبارك لهم في ريعهم، دون الاتكال منه على الأمطار).
والمراد بالسَّنة هنا القحط، ومنه قوله تعالى: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسِّنين}.
خامساً: قال أبو هريرة: ((إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطرِ أربعين ليلة))، وله حكم الرفع.
سادساً: علّق الإمام البخاري في «صحيحه» : (عن ابن عيينة قوله: «ما سمّى اللهُ المطر في القرآن إلا عذاباً، وتُسميه العرب الغيث، وهو قوله –تعالى-: {وهو الذي يُنزّل الغيث من بعد ما قَنَطوا}»).
وقال الحافظ ابن حجر: «وقد تُعقّبَ كلام ابن عيينة بورود المطر بمعنى الغيث في القرآن في قوله –تعالى-: {إن كان بكم أذى مِن مطر}، فالمراد به هنا الغيث قطعاً، ومعنى التأذي به البلل الحاصلُ منه للثوب والرِّجْلِ وغير ذلك.
وقال أبو عبيدة: إن كان مِن العذاب فهو «أَمطرت» وإن كانَ من الرّحمة فهو «مَطَرت»!.
وفيه نظر أيضاً... ».
وفي «صحيح البخاري» و «صحيح مسلم» عن عائشة قالت: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إذا رأى غيماً أو ريحاً، عُرف في وجهه. فقالت: يا رسولَ الله، إنّ الناس إذا رأوُا الغيمَ فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطرُ، وأراكَ إذا رأيتَه عُرِفَ في وجهكَ الكراهيةُ؟! فقال: «يا عائشةُ! ما يُؤمِنِّي أن يكونَ فيه عذاب؟ عُذِّبَ قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذابَ فقالوا: {هذا عارض مُمطرُنا} ».
وفي «صحيح مسلم» عنها –رضي الله عنها- قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كانَ يومُ الريح والغيم عُرِفَ ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا أَمطرتْ سُرَّ به وذهبَ عنهُ ذلك ... ويقولُ: إذا رأى المَطَرَ: رحمه».
قال الإمام النووي في «شرح مسلم»: «وكان خوفُه –صلى الله عليه وسلم- أن يُعاقبوا بعصيان العُصاة، وسُرورُه لزوال سببِ الخوفِ».
وقوله: «رحمة»؛ أي: هذا رحمة.
وبهذه الفوائد نختم هذه الحلقة، ونتحدث –بمشيئة الله- عن: الطهارة وما يتعلق بها من الوضوء من البرد- وحكم طين الشوارع، والتيمم، والمسح على الخفين، وعن الأذان، والجمع بين الصلاتين، وعن صلاة الاستسقاء والجمعة والخوف، بالإضافة إلى أحكام عامة في الصلاة من: تغطية الفم، والسدل، واشتمال الصماء، ولُبْس القفازين، والصلاة إلى النار، والصلاة على الراحلة أو السيارة خشية الضرر، وعن المساجد وما يتعلق فيها من قطع الصفوف بسبب المدفأة، والفوضى الناشئة عن الجمع أو عدمه، وعن الصيام، وحكم أكل البَرَد للصائم، وعن الزكاة والجهاد والأذكار المشروعة، وعن علامات الساعة، وغير ذلك من الفوائد، بالإضافة إلى التنبيه على الأحاديث الضعيفة، وغير ذلك.
نسأل الله التوفيق والسداد.
ـــــــــــــــــــ
(1) كتاب «أحكام الشتاء في السنة المطهرة» لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري -حفظه الله-، وقمتُ باختصاره (2) مع تصرف يسير لتعم الفائدة.
والكتاب يقع في (173) صفحة.
دار النشر : مكتبة وتسجيلات الهداية - الدار البيضاء.
رقم الطبعة: الثانية.
سنة الطباعة: 2002م.
جاء في المقدمة :
«فهذه رسالة علميّة وجيزة، تحوي مسائل مُهمّة عزيزة، جمعتها من بطون المؤلفات، واستخرجتُها من مثاني المصنفات؛ لأقرب معانيها لعموم المسلمين، وأدني تناولها للطالبين والراغبين، ورتبتها على فقه الأبواب ، فلعلي - به- أوافق الصواب.
ولقد انتهجتُ فيما كتبتُ -وحاولتُ قدر ما استطعت - سلوك سبيل الحجة والدليل، وبعيداً عن محض الرأي وصرف الأقاويل، إلا ما كان اجتهاداً في بعض الأحكام، مما قاله الأئمة الأعلام، فأورده إرشاداً وبياناً لا على سبيل الإلزام...».
(2) الذي قام باختصاره وتقديمه : فضيلة الشيخ أبي عثمان السلفي حفظه الله – تعالى - ونفع به وبعلمه، وبارك في جهوده، وجعلها في ميزان حسناته.
وشكر الله لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري، وأطال بالصالحات عمره، ونفع به وبعلمه، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا. .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع