الموحدة
عضو مميز
- إنضم
- 5 يناير 2012
- المشاركات
- 806
- النقاط
- 18
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- ما تيسر منه
- احب القراءة برواية
- برواية ورش عن نافع
- القارئ المفضل
- الشيخ ياسر الدوسري/عمر القزابري/مشاري العفاسي/المنشاوي
- الجنس
- أخت
إنّي لتطربني الخلال كريمة
الدكتور عثمان قدري مكانسي
ألم يقل المربون ذوو العقول المتفتحة والأفهام الوازنة: إن من الشعر لحكمة !!!.
ما قرأت قصيدة الشاعر الفذ حافظ إبراهيم – شاعر النيل – التي مطلعها
" كم ذا يكابد عاشق ويلاقي " إلا خشعتُ في محراب معانيها وأسلوبها ، ورشفت من رقراق سلسلها ونمير عذبها .
تقرأ قصائد لبعض الشعراء ، فتأسرك ببيان سحرها، وتودّ لو كنت صاحبها بكثيرمن قصائدك التي شدوتَ بها ، وفخرت أنك صاحبها ، وترى نفسك قَزَماً في حضرة هؤلاء العمالقة الأفذاذ ، وشاعراً مبتدئاً في أعتاب هؤلاء الأطواد الشامخين!!.
مما جذبني في هذه القصيدة الزاهرة فضلاً عن معناها وأسلوبها أن نفس شاعرنا الكبير الرهيفة متألمةٌ ما تراه في مصر المحروسة من مباضع تمزق أمنها وحضارتها ، وتعبث في أخلاقها ومبادئها ، ويزيد في حزنها وأساها أن هذا التشويه بيد أبنائها المحسوبين عليها ، المتوقع منهم أن يكونوا نورَها الواعد وضوءها المشع . فإذا كان أذاها ممن تتوسم فيهم الخير الدافق والبناء المتين فالمصيبة أكبر مما يتحمله قلب المحب ونفس الواله .
وأرى الشاعر يصف في عشرينات القرن المنصرف الأمراض التي نأسى لها في حاضرنا هذا من ادّعاءات المدّعين ، ذوى الخيانات التي زكمت الأنوف ، وكانت خناجر بيد العدو وبنادق تتوجه لصدور الأمة بدل أن تكون لها ، تدافع عنها وتصون كرامتها .
ومن العجيب أن ترى " آباء رغال " يكثرون مسارعين إلى خدمة أهداف أعداء الأمة ، ويتنكّرون لكل المبادئ الشريفة والأخلاق الكريمة ، يتولون العدوّ التاريخي وينضوون تحت لوائه ، ويتنادون إلى خدمته دون خجل أو حياء .
وأقف أمام قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في كشف هؤلاء المارقين المرتدين : " قال : دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . فلما سأله حذيفة بن اليمان قائلاً : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال :" هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا " . فنرى منهم وننكر . يفرحون لمآسي المسلمين ، ويتأففون من صبرهم وجَلَدهم ، ويحاربونهم بأشد مما يحاربهم العدو ...... " بانوا عن مجتمعهم ثلاثاً بالطلاق ، فكان بينهم وبينه فراق " .
وأرى الشاعر بثاقب نظره يرى المفسدين يمتهنون النساء في نشر مفاسدهم ، فيتخمون وسائل الإعلام بمباذلهنّ ويرخصوهنّ باسم الحرية الكاذبة، حتى يصل الأمر إلى حد التقيؤ والقرف . وبات ما كنا ننكره سابقاً مثال الصون لما نراه لاحقاً .
فتنة تدع الحليم حيران ، والحازم فـَتنان .
قصيدة من روائع ما قاله الشاعر الرائع حافظ إبراهيم رحمه الله تعالى – تستحق التأمل والتدبّر .....
كَم ذا يُكابِدُ عاشِـقٌ وَيُلاقـي --- في حُبِّ مِصرَ كَثيـرَةِ العُشّـاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ فـي هَـواكِ صَبابَـةً --- يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتـى أَراكِ طَليقَـةً --- يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقٍ
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِـلالِ مُتَيَّـمٌ --- بِالبَذلِ بَيـنَ يَدَيـكِ وَالإِنفـاقِ
إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً --- طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ
وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى --- بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ
ما البابِلِيَّةُ فـي صَفـاءِ مِزاجِهـا --- وَالشَربُ بَينَ تَنافُـسٍ وَسِبـاقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي --- وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـي
بِأَلَذَّ مِن خُلُـقٍ كَريـمٍ طاهِـر --- ٍقَـد مازَجَتـهُ سَلامَـةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً --- فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَـذا حَظُّـهُ مـالٌ وَذا --- عِلـمٌ وَذاكَ مَكـارِمُ الأَخـلاقِ
وَالمالُ إِن لَـم تَدَّخِـرهُ مُحَصَّنـاً --- بِالعِلمِ كـانَ نِهايَـةَ الإِمـلاقِ
وَالعِلمُ إِن لَـم تَكتَنِفـهُ شَمائِـلٌ --- تُعليهِ كـانَ مَطِيَّـةَ الإِخفـاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ --- ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ
كَم عالِمٍ مَـدَّ العُلـومَ حَبائِـلاً --- لِوَقيعَـةٍ وَقَطيـعَـةٍ وَفِــراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَـلَّ يَرصُـدُ فِقهَـهُ --- لِمَكيـدَةٍ أَو مُستَحَـلِّ طَـلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَـةٌ --- َكالبُرجِ لَكِن فَـوقَ تَـلِّ نِفـاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقـاقِ وَمـا دَرَوا --- أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِـدنُ شِقـاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَـد أَحَـلَّ لِطِبِّـهِ --- مـا لا تُحِـلُّ شَريعَـةُ الخَـلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطـونِ وَتـارَةً --- جَمَعَ الدَوانِقَ مِـن دَمٍ مُهـراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجـارِبِ عِلمِـهِ --- يَومَ الفَخـارِ تَجـارِبُ الحَـلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيـلِ بـاتَ بِكَفِّـهِ --- مِفتـاحُ رِزقِ العامِـلِ المِطـراقِ
تَندى وَتَيبَـسُ لِلخَلائِـقِ كَفُّـهُ --- بِالماءِ طَـوعَ الأَصفَـرِ البَـرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَـواهُ فَحَـدُّهُ --- في السَلبِ حَدُّ الخائِـنِ السَـرّاقِ
وَأَديبِ قَـومٍ تَستَحِـقُّ يَمينُـهُ --- قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظـى الإِحـراقِ
يَلهو وَيَلعَـبُ بِالعُقـولِ بَيانُـهُ --- فَكَأَنَّـهُ في السِحـرِ رُقيَـةُ راقٍ
فـي كَفِّـهِ قَلَـمٌ يَمُـجُّ لُعابُـهُ --- سُمّـاً وَيَنفِثُـهُ عَـلـى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيـضٌ نُصَّـعٌ --- قُدسِيَّـةٌ عُلـوِيَّـةُ الإِشــراقِ
فَيَرُدُّها سـوداً عَلـى جَنَباتِهـا --- مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلـفُ نِطـاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّـرِ نَفسُـهُ --- فَحَياتُـهُ ثِقـلٌ عَلـى الأَعنـاقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَـدَ قَومَـهُ --- بِبَيانِـهِ وَيَـراعِـهِ السَـبّـاقِ
مَن لـي بِتَربِيَـةِ النِسـاءِ فَإِنَّهـا --- في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِـكَ الإِخفـاقِ
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعدَدتَـهـا --- أَعدَدتَ شَعباً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّـدَهُ الحَـيـا --- بِالـرِيِّ أَورَقَ أَيَّمـا إيــراقِ
الأُمُّ أُستـاذُ الأَساتِـذَةِ الأُلــى --- شَغَلَت مَآثِرُهُم مَـدى الآفـاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِـراً --- بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ فـي الأَسـواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ --- يَحـْذَرنَ رِقبَتَـهُ وَلا مِـن واقٍ
يَفعَلنَ أَفعـالَ الرِجـالِ لِواهِيـاً --- عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحـداقِ
في دورِهِـنَّ شُؤونُهُـنَّ كَثيـرَةٌ --- كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِـزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُـمُ أَن تُسرِفـوا --- في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهـاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِـراً --- خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
فتوسطوا في الحالتيـن وأنصفـوا --- فالشـر في التضييق والإرهـاق
الدكتور عثمان قدري مكانسي
ألم يقل المربون ذوو العقول المتفتحة والأفهام الوازنة: إن من الشعر لحكمة !!!.
ما قرأت قصيدة الشاعر الفذ حافظ إبراهيم – شاعر النيل – التي مطلعها
" كم ذا يكابد عاشق ويلاقي " إلا خشعتُ في محراب معانيها وأسلوبها ، ورشفت من رقراق سلسلها ونمير عذبها .
تقرأ قصائد لبعض الشعراء ، فتأسرك ببيان سحرها، وتودّ لو كنت صاحبها بكثيرمن قصائدك التي شدوتَ بها ، وفخرت أنك صاحبها ، وترى نفسك قَزَماً في حضرة هؤلاء العمالقة الأفذاذ ، وشاعراً مبتدئاً في أعتاب هؤلاء الأطواد الشامخين!!.
مما جذبني في هذه القصيدة الزاهرة فضلاً عن معناها وأسلوبها أن نفس شاعرنا الكبير الرهيفة متألمةٌ ما تراه في مصر المحروسة من مباضع تمزق أمنها وحضارتها ، وتعبث في أخلاقها ومبادئها ، ويزيد في حزنها وأساها أن هذا التشويه بيد أبنائها المحسوبين عليها ، المتوقع منهم أن يكونوا نورَها الواعد وضوءها المشع . فإذا كان أذاها ممن تتوسم فيهم الخير الدافق والبناء المتين فالمصيبة أكبر مما يتحمله قلب المحب ونفس الواله .
وأرى الشاعر يصف في عشرينات القرن المنصرف الأمراض التي نأسى لها في حاضرنا هذا من ادّعاءات المدّعين ، ذوى الخيانات التي زكمت الأنوف ، وكانت خناجر بيد العدو وبنادق تتوجه لصدور الأمة بدل أن تكون لها ، تدافع عنها وتصون كرامتها .
ومن العجيب أن ترى " آباء رغال " يكثرون مسارعين إلى خدمة أهداف أعداء الأمة ، ويتنكّرون لكل المبادئ الشريفة والأخلاق الكريمة ، يتولون العدوّ التاريخي وينضوون تحت لوائه ، ويتنادون إلى خدمته دون خجل أو حياء .
وأقف أمام قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في كشف هؤلاء المارقين المرتدين : " قال : دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . فلما سأله حذيفة بن اليمان قائلاً : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال :" هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا " . فنرى منهم وننكر . يفرحون لمآسي المسلمين ، ويتأففون من صبرهم وجَلَدهم ، ويحاربونهم بأشد مما يحاربهم العدو ...... " بانوا عن مجتمعهم ثلاثاً بالطلاق ، فكان بينهم وبينه فراق " .
وأرى الشاعر بثاقب نظره يرى المفسدين يمتهنون النساء في نشر مفاسدهم ، فيتخمون وسائل الإعلام بمباذلهنّ ويرخصوهنّ باسم الحرية الكاذبة، حتى يصل الأمر إلى حد التقيؤ والقرف . وبات ما كنا ننكره سابقاً مثال الصون لما نراه لاحقاً .
فتنة تدع الحليم حيران ، والحازم فـَتنان .
قصيدة من روائع ما قاله الشاعر الرائع حافظ إبراهيم رحمه الله تعالى – تستحق التأمل والتدبّر .....
كَم ذا يُكابِدُ عاشِـقٌ وَيُلاقـي --- في حُبِّ مِصرَ كَثيـرَةِ العُشّـاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ فـي هَـواكِ صَبابَـةً --- يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتـى أَراكِ طَليقَـةً --- يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقٍ
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِـلالِ مُتَيَّـمٌ --- بِالبَذلِ بَيـنَ يَدَيـكِ وَالإِنفـاقِ
إِنّي لَتُطرِبُنـي الخِـلالُ كَريمَـةً --- طَرَبَ الغَريـبِ بِأَوبَـةٍ وَتَـلاقٍ
وَتَهُزُّني ذِكرى المُـروءَةِ وَالنَـدى --- بَينَ الشَمائِـلِ هِـزَّةَ المُشتـاقِ
ما البابِلِيَّةُ فـي صَفـاءِ مِزاجِهـا --- وَالشَربُ بَينَ تَنافُـسٍ وَسِبـاقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي --- وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـي
بِأَلَذَّ مِن خُلُـقٍ كَريـمٍ طاهِـر --- ٍقَـد مازَجَتـهُ سَلامَـةُ الأَذواقِ
فَإِذا رُزِقـتَ خَليقَـةً مَحمـودَةً --- فَقَدِ اِصطَفـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَـذا حَظُّـهُ مـالٌ وَذا --- عِلـمٌ وَذاكَ مَكـارِمُ الأَخـلاقِ
وَالمالُ إِن لَـم تَدَّخِـرهُ مُحَصَّنـاً --- بِالعِلمِ كـانَ نِهايَـةَ الإِمـلاقِ
وَالعِلمُ إِن لَـم تَكتَنِفـهُ شَمائِـلٌ --- تُعليهِ كـانَ مَطِيَّـةَ الإِخفـاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَـعُ وَحـدَهُ --- ما لَـم يُتَـوَّج رَبُّـهُ بِخَـلاقِ
كَم عالِمٍ مَـدَّ العُلـومَ حَبائِـلاً --- لِوَقيعَـةٍ وَقَطيـعَـةٍ وَفِــراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَـلَّ يَرصُـدُ فِقهَـهُ --- لِمَكيـدَةٍ أَو مُستَحَـلِّ طَـلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَـةٌ --- َكالبُرجِ لَكِن فَـوقَ تَـلِّ نِفـاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقـاقِ وَمـا دَرَوا --- أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِـدنُ شِقـاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَـد أَحَـلَّ لِطِبِّـهِ --- مـا لا تُحِـلُّ شَريعَـةُ الخَـلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطـونِ وَتـارَةً --- جَمَعَ الدَوانِقَ مِـن دَمٍ مُهـراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجـارِبِ عِلمِـهِ --- يَومَ الفَخـارِ تَجـارِبُ الحَـلّاقِ
وَمُهَندِسٍ لِلنيـلِ بـاتَ بِكَفِّـهِ --- مِفتـاحُ رِزقِ العامِـلِ المِطـراقِ
تَندى وَتَيبَـسُ لِلخَلائِـقِ كَفُّـهُ --- بِالماءِ طَـوعَ الأَصفَـرِ البَـرّاقِ
لا شَيءَ يَلوي مِن هَـواهُ فَحَـدُّهُ --- في السَلبِ حَدُّ الخائِـنِ السَـرّاقِ
وَأَديبِ قَـومٍ تَستَحِـقُّ يَمينُـهُ --- قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظـى الإِحـراقِ
يَلهو وَيَلعَـبُ بِالعُقـولِ بَيانُـهُ --- فَكَأَنَّـهُ في السِحـرِ رُقيَـةُ راقٍ
فـي كَفِّـهِ قَلَـمٌ يَمُـجُّ لُعابُـهُ --- سُمّـاً وَيَنفِثُـهُ عَـلـى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيـضٌ نُصَّـعٌ --- قُدسِيَّـةٌ عُلـوِيَّـةُ الإِشــراقِ
فَيَرُدُّها سـوداً عَلـى جَنَباتِهـا --- مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلـفُ نِطـاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّـرِ نَفسُـهُ --- فَحَياتُـهُ ثِقـلٌ عَلـى الأَعنـاقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَـدَ قَومَـهُ --- بِبَيانِـهِ وَيَـراعِـهِ السَـبّـاقِ
مَن لـي بِتَربِيَـةِ النِسـاءِ فَإِنَّهـا --- في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِـكَ الإِخفـاقِ
الأُمُّ مَـدرَسَـةٌ إِذا أَعدَدتَـهـا --- أَعدَدتَ شَعباً طَيِّـبَ الأَعـراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّـدَهُ الحَـيـا --- بِالـرِيِّ أَورَقَ أَيَّمـا إيــراقِ
الأُمُّ أُستـاذُ الأَساتِـذَةِ الأُلــى --- شَغَلَت مَآثِرُهُم مَـدى الآفـاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِـراً --- بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ فـي الأَسـواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ --- يَحـْذَرنَ رِقبَتَـهُ وَلا مِـن واقٍ
يَفعَلنَ أَفعـالَ الرِجـالِ لِواهِيـاً --- عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحـداقِ
في دورِهِـنَّ شُؤونُهُـنَّ كَثيـرَةٌ --- كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِـزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُـمُ أَن تُسرِفـوا --- في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهـاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِـراً --- خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
فتوسطوا في الحالتيـن وأنصفـوا --- فالشـر في التضييق والإرهـاق
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع