ندوة "مكانة الصحابة في الاسلام للشيخين عثمان الخميس ومحمد العريفي
كلمة فضيلة الشيخ / عثمان الخميس
أيها الأخوة والأخوات لقد نظر الله جل وعلا إلي قلوب الأنبياء أولهم وآخرهم فكان قلب محمد
أفضلها عند الله عز وجل فاصطفاه نبياً وجعله خاتم النبيين، ثم نظر الله عز وجل في قلوب العباد أولهم وآخرهم ، عربيهم وعجميهم فلم يجد أطهر ولا أنقى ولا أصفى من قلوب صحابة رسول الله
فجعلهم في صحبته وكتب النصر له ولدعوته بجهودهم وتضحياتهم . إنه إصطفاء غيبي من الله عز وجل ويطفي في هذا رفعاً لقدرهم وتعظيماً من شأنهم. أيها الأخوة والأخوات إن الحديث عن الصحابة رضوان الله عليهم هو حديث في بحر لا شواطيء له من الإخلاص لله عز وجل والتضحية في سبيل نشر رسالة التوحيد والعدل. والمجال أيها الأخوة الكرام في الحديث عن مكانة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واسع وحسبنا أن نتناول بعض القضايا والملامح في هذا الموضوع . إن الله تبارك وتعالى ذكر لنبيه محمد
جماعة من الأنبياء فقال سبحانة وتعالى -(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)- [الأنعام/83] -(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)- [الأنعام/84]حتى قال: -(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ .......)- [الأنعام/90] بهذا أمر الله تعالى نبيه محمد
مع أنه خير الأنبياء وسيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه. إن الله تبارك وتعالى قال له "فبهداهم اقتده" ، فكم نحن بحاجة إلى القدوة ، بحاجة إلى أن نقتدي وإن خير من نقتدي به بعد أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم خير البشر بعد الأنبياء و هم أصحاب رسول الله
. إننا بحاجة إلى القدوة وخاصة في هذا الزمن الذي صار الناس يقتدون فيه بمن لا يستحق أن يكون قدوة. فكان من الضروري أن نظهر القدوات وأن نتعرف عليهم حتى نسير بعد ذلك علي دربهم ونهتدي بهديهم. والأمر كما قيل (فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم فإن التشبه بالكرام فلاح). نحن نسأل الله تبارك وتعالى الفلاح عن طريق الإقتداء بهذه الثلة المباركة من صحابة رسول الله
. عندما نتكلم عن أصحاب رسول الله
فإننا نتكلم عن جيل فريد. بعض الناس أحياناً يخطر في نفسه أنه لا يمكن أن يقلد أولئك القوم وأن يُتابعوا، ذلك أنه يرى أن أعمالهم لا يمكن أبداً أن يصل إليها أحد، وهذا غير صحيح. بل إن الله تبارك وتعالى إنما جعلهم في ذلك الزمان مع نبينا محمد
لنسير على دربهم ونهتدي بهديهم - لن نصل إلي مستواهم بأي حال من الأحوال ولكن هذا لا يعني ألا نسير على خطاهم.
من هو الصحابي إبتداءاً؟ الصحابي من الصحبة وعادة في لغة العرب إنما تذكر لمن يلازم وينقاد لآخر فيُقال (فلان صاحب لفلان) لأنه منقاد وملازم له. أما الصحابي في إصطلاح أهل العلم فإنه من لقي محمد
- ليس أي صاحب لأي مصحوب - وإنما الكلام عن أصحاب محمد
هم كل من لقي محمد
مؤمناً به ومات على ذلك. فمن لم يلقى النبي
فليس بصحابي. ومن لقيه حال كفره أو نفاقه أو ارتد بعد ذلك فهو لا يدخل في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأن أهل العلم قيدوا المصطلح (مؤمناً به ومات علي ذلك). فالمرتدون ليسوا من أصحاب النبي
، المنافقون ليسوا من أصحاب النبي
، الكفار والمشركون ليسوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. بل أصحاب النبي
كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وغيرهم كثير هم أصحاب النبي
، من لقيه مؤمناً به ومات علي الاسلام. وأصحاب النبي
يتفاوتون في الفضل والمنزلة والصحبة. ونتكلم إبتداءاً عن مجمل فضائل أصحاب رسول الله
. قال الله تعالى فيهم -(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ...) وهؤلاء هم المهاجرون، تركوا ديارهم وأموالهم لله سبحانه وتعالي (يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ) [الحشر/8].
زكي الله تبارك وتعالى باقيهم وقال النبي
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه. الله جل وعلا يبين هنا أن هؤلاء إنما كانت هجرتهم إلى الله ورسوله. يبتغون فضلاً من الله ، لا يبتغون الدنيا إنما يبتغون فضلاً من الله ورضوانا.قال -( وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)- [الحشر/8] الصادقون في أقوالهم وأفعالهم وإيمانهم ، الله يحكم بهذا سبحانة وتعالي. ثم ذكر المجموعة الأخرى وهم الأنصار فقال: -(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)- [الحشر/9]وقال الله تبارك وتعالي عنهم وعن سيدهم محمد
-(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا )زكي الله سبحانه وتعالى ظاهرهم ، رحماء بينهم أشداء على الكفار، تراهم حين تراهم دائماً حالهم أنهم ركع سجد. ثم قال سبحانه وتعالى: ( يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) فزكى الله باطنهم، زكى ظاهرهم وباطنهم. بعكس المنافقين ، المافقون لما تكلم الله سبحانه وتعالى عنهم قال: -(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)- [المنافقون/1] . بينما هؤلاء زكاهم الله في ظاهرهم وزكاهم في باطنهم .ثم أتى بالحكم فقال:(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ، هذه هي النتيجة ترى النور في وجوههم. بمجرد أن ترى الواحد منهم ترى النور والإيمان كله في وجهه. هؤلاء هم أصحاب رسول الله
. قال الله سبحانه وتعالى بعد ذلك(ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)فلا يغتاظ من أصحاب رسول الله
إلا كافر. لا يمكن أن يغتاظ مؤمن من أصحاب رسول الله
. فلا يغتاظ منهم إلا كافر. ثم جاء الثواب العظيم الذي ذكره الله لهم فقال(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)- [الفتح/29] . وقال تعالي -(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)- [الفتح/18] الله تبارك وتعالي يتكلم عن القلوب . فعلم ما في قلوبهم من الإيمان والتقوي واليقين والصدق.(فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا).
وقال النبي
عن أولئك القوم الذين بايعوه بيعة الرضوان عند الشجرة قال: "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة" أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.وقال الله تعالى عنهم -(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)- [الفتح/18] الله أكبر ، يوم يقول الله لك لقد رضيت عنك ، كيف يكون حالك؟! الله جل وعلا يقول لنبيه
لقد رضيت عن هؤلاء وينزل الخبر إليهم من السماء أن الله سبحانه وتعالى راض عنهم ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ).
الرضا صفة لله عز وجل ولا يرضى الله تبارك وتعالي إلا عمن علم أنه سيموت على موجبات رضاه. نعم من مات على موجبات الرضا فهو الذي يرضى عنه لأنه سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما سيكون مستقبلاً سبحانه وتعالى وهو يعلم أن هؤلاء القوم سيموتون على موجبات الرضا ولذلك
م فالله لا يرضى عن منافق ولا يرضى الله عن من سيرتد عن دينه تبارك وتعالى أبداً. لكن الله يرضى عن أولئك القوم لأنه علم أنهم سيموتون على موجبات الرضا ومن يرضى الله عنه فلا يسخط عليه أبدا. أريد منكم أن تتمعنوا في هذه الأية الله جل وعلا يقول عن المهاجرين والأنصار ، عن السابقين قال: -(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)- [التوبة/100]تحتاج هذه الأية إلي تأمل ، إن كتاب الله تبارك وتعالى يحتاج منا إلي تأمل. ماذا يقول ربنا سبحانه وتعالى :السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من التابعين وأتباع التابعين وأنتم ومن يأتي بعدكم ، كلنا ومن تبعهم. نسأل الله أن نكون ممن تبعهم بإحسان. انظروا إلي هذه الأية ماذا يقول الله تبارك وتعالى لما ذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لم يقيد. ولما ذكر من جاء بعدهم قال: والذين اتبعوهم بإحسان، ولم يقل الذين اتبعوهم ويسكت. وإنما قيد بالإحسان. لم يقيد السابقين الأولين بإحسان. لم يقل سبحانه وتعالى : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار بإحسان. لم يقل ذلك. وإنما قال : والذين اتبعوهم بإحسان، لماذا؟! قال أهل العلم لأنهم جميعهم محسنون. كلهم محسنون وهذا ثناء من الله وشهادة عظيمة لأصحاب رسول الله
. فجميعهم محسن . وقيد الذين جاءوا بعدهم فقال (والذين اتبعوهم بإحسان) وقال سبحانة وتعالى : -(... لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى.. )- [الحديد/10] ما هي الحسنى؟( -(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )- [يونس/26].الحسنى هي الجنة. يقول تعالى: (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) كلهم من أهل الجنة. نصر من الله تبارك وتعالى أن جميعهم من أهل الجنة. (وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى). ولذلك جاء في الحديث عن النبي
"لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة". مصيرهم إلي الجنة مباشرة والله جل وعلا ختم ذلك بقوله جل وعلا: -(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)- [الأنبياء/101]لا يدخل النار، مبعدون عن النار. -(لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ)- [الأنبياء/102]
هكذا يخبر ربنا تبارك وتعالى عن أصحاب رسول الله
. وقال الرسول
:" لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة". تصور وتصوري لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا!! أُحد جبل عظيم . بمقدار أحد ذهبا.لا يوجد في الدنيا ذهب بمقدار أحد. لكن لو وجد ذهب علي قدر أُحد وأنفقته كله في سبيل الله تبارك وتعالى لن تبلغ مداً قدمه أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . أتدرون ما المد؟ المد ما يملأ الكفين. من ينفق أُحد ذهبا لا يبلغ مداً قدمه أصحاب رسول الله
بل ولا نصيفة ولا ملء كف. العبرة بالكيف لا بالكم. العبرة بالكيف. ألم يقل النبي
(سبق دررهم مائة ألف درهم")العبرة بالكيف. فهم أنفقوا وقت الحاجة. أنفقوا في وقت بخل الناس عن رسول الله
وعن دين الله جل وعلا فأنفقوا في سبيل الله.-(.. لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)- [الحديد/10] الذين قبل غير الذين بعد. والنبي
هنا يقول :"لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة" هكذا يخبر نبينا صلوات ربي وسلامه عليه.
أنه يُدعي نوح عليه الصلاة والسلام يوم القيامة ، يناديه ربنا تبارك وتعالى فيقول نوح"لبيك وسعديك يا رب". فيقول الله له هل بلغت؟ أرسلتك وأنزلت لك كتاب وأمرتك أن أن تبلغ، هل بلغت يا نوح؟ والله أعلم سبحانه وتعالى. فيقول نوح: نعم بلغت. فيُقال لأمة نوح، تلك الأمة الكافرة التي أغرقها الله تبارك وتعالى تأتي يوم القيامة فيقول الله لها: هل بلغكم؟ فيقولون: ما آتانا من نذير. ينكرون لأنهم يرون العذاب. يقولون: ما آتانا من نذير. فيقول الله تبارك وتعالى لنوح: من يشهد لك يا نوح؟ قومك يقولون لم تبلغ. وقد أهلك الله سبحانه وتعالى قوم نوح عن بكرة أبيهم إلا من نجا مع نوح في السفينة صلوات ربي وسلامه عليه.كما
:(وأهلكنا الباقين) وقال تبارك وتعالى ( -(وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)- [الصافات/77] ما في إلا ذرية نوح، ينكر قوم نوح أنه قد بلغهم.فيُقال لنوح: من يشهد لك يا نوح؟ أتدرون ماذا يقول؟! يشير إليكم ويقول محمد وأمته. ترك إبراهيم ويونس وموسي وعيسي وزكريا ويحي و داوود وسليمان وغيرهم من الأنبياء وأممهم وطلب شهادتكم أنتم. قال: محمد وأمته. يقول النبي
فيشهدون لنوح عليه الصلاة والسلام. تشهد هذه الأمة لنوح عليه الصلاة والسلام. قرأ النبي عند ذلك قول الله تبارك وتعالى: -(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )- [البقرة/143] ثم قال صلوات ربي وسلامه عليه "الوسط العدل". أنتم أمة العدول. فسادات هذه الأمة أصحاب رسول الله
أولي بهذا الوصف أن يكونوا من العدول. وقال صلوات ربي وسلامه عليه" النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون" ثم قال:" وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون" هكذا يخبر النبي
. بعد هذه النصوص من الكتاب والسنة وكما قلت لكم ابتداءاً وأعيد وأكرر مرة ثانية ليس المقصود الحصر فإن النصوص أكثر من ذلك بكثير من الكتاب والسنة. ولكن المقصود هو التذكير ببعض هذه النصوص. من نصدق؟ أنصدق الله ورسوله في بيان عدالة أصحاب رسول الله
أو نصدق شرذمة لا خلاق لهم ولا دين لهم يطعنون في صحابة رسول الله
. وهنا يأتي السؤال إذا كان أصحاب رسول الله
بهذه الرفعة والمكانة وإذا كانت هذه الأيات صحيحة في بيان منزلة وقدر أصحاب رسول الله
وهذه النصوص الصريحة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في بيان منزلة ومكانة وقدر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذن لماذا يطعن الناس فيهم ؟ ولا أعني كل الناس ولكن أعني تلك الشرذمة. إنه لم يحفظ الكتاب ولم يحفظ السنة إلا أهل السنة ، أنتم فقط حفظتم الكتاب وحفظتم السنة. أنتم محسودون علي هذا الأمر العظيم. عندكم سند متصل برب العزة تبارك وتعالى. من يملك في هذه النيا سنداً متصلاً إلي الله تبارك وتعالى غيركم؟ لا يوجد علي وجه الأرض من يملك سنداً متصلاً إلي رب العزة تبارك وتعالى غيركم. يحسدونكم علي هذا.تنقلون القرآن بالأسانيد وتنقلون السنة بالأسانيد. هذا فضل من الله تبارك وتعالى عظيم. يقول الإمام أبو زُرعة الرازي رحمه الله يبين السبب في طعنهم في أصحاب رسول الله
يقول: إذا رأيت الرجل يطعن في أصحاب رسول الله
فاعلم إنه زنديق، وذلك لأن القرآن عندنا حق والسنن عندنا حق وإنما نقل لنا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهؤلاء يُجرحوا مشهودنا ليبدلوا القرآن والسنن ومن يُجرح بهم فهؤلاء هم الزنادقة. حكم عجيب، أبو زُرعة الرازي يتكلم قبل ألف ومائة وخمسين سنة. الآن نستشهد بقوله ونرى الأمر عياناً جهاراً. لماذا؟ لِمَا قاله أبو زُرعة بأنهم يريدون أن يجرحوا شهودكم فإذا جرحوا شهودكم أبطلوا القرآن وأبطلوا السنن. بالله عليكم إذا كان أصحاب رسول الله
كفاراً وغير ثقات فمن يطمئن ومن يأمن ومن يقبل ذلك الكتاب الذي نقلوه. من يأمن ومن يطمئن إلى تلك السنة التي نقلوها.لا يمكن أبداً أن نقبل قرآناً نقله كفار. ولا نقبل سنة نقلها كفار. فلما لم يكن عندهم قرآن ولا سنة ليس لهم إسناد واحد إلي رسول الله
. بينما أهل السنة ينقلونه بالتواتر، جمع عن جمع. هؤلاء ليس لهم إسناد واحد إلي الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، بينما نحن نروي الآلاف عن النبي
. يكفيكم فخراً أن عندكم كتاباً كصحيح البخاري ، أربعة آلاف حديث صحيح عن النبي
أو ألفان عند ابن حجر وأربعة آلاف حديث في صحيح مسلم وأحاديث أخرى صحيحة. غيركم لا يملك مثل هذا. أنتم فقط تملكون ذلك. ارفعوا بذلك رؤوسكم ودافعوا عمن أوصل لكم هذا الخير وهم أصحاب رسول الله
.
رواة القرآن الكريم من أصحاب رسول الله
عشرة. القرآن الذي بين أيديكم اليوم الذي تقرأونه أنتم أو يقرأه أهل المغرب أو أهل السودان سواء برواية حفص عن عاصم أو برواية الدوري أو براوية ورش ، كل هذه الروايات تدور على عشرة من أصحاب رسول الله
هم: عمر بن الخطاب - عثمان بن عفان - علي بن أبي طالب - أُبي بن كعب - أبو موسي الأشعري - أبو الدرداء - عبد الله بن مسعود - أبو هريرة - زيد بن ثابت - عبد الله بن العباس. بالله عليكم إذا كان هؤلاء كفاراً فمن أين لنا كتاب؟ من أين لنا قرآن.
وأما رواة السنة وهم الذين تجاوزوا الألف منهم سبعة من أصحاب رسول الله
، رووا تقريباً 67 % من سنة النبي
وهم: أبو هريرة - عبد الله بن عمر - أنس بن مالك - عائشة - جابر بن عبد الله - عبد الله بن العباس - أبو سعيد الخدري. والله الذي لا إله إلا هو إذا قبلنا أن هؤلاء كفار فلا كتاب لنا ولا سنة. لا كتاب لنا ولا سنة إذا لم ندافع عن هؤلاء لأن هؤلاء هم الذين أوصلوا لكم الكتاب والسنة.
أيها الإخوة الكرام مارس كفار قريش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ممارسة في صد الناس عن دعوته وإسقاطه من أعينهم وهذه الممارسة قد مارسها أيضاً قبلهم بعض الأمم المكذبة لرسلهم. لما أقبل موسي عليه السلام إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام ولأجل أن يعبدوا الله تعالي وحده لا شريك له وقول الإسلام وأن جميع الأنبياء جاءوا بالإسلام . قال تعالي عن إبراهيم عليه السلام: -( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ )- [الحج/78] وقالت بلقيس: -( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)- [النمل/44] وقال الله جل وعلا عن أنبياء بني إسرائيل: -( يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا )- [المائدة/44] .
والإسلام بمعناه العام يعني إخلاص العبادة والتوحيد وعدم الشرك بالله عز وجل. فجاء موسى عليه السلام ودعا قومه إلي الإسلام. حاولوا أن يُسقطوا موسى من أعين الناس. أي إسقاط الرموز وإسقاط القدوات. ذلك أنهم إذا أسقطوا موسى سقط الدين الذي يمثله موسى والفكرة التي يدعو إليها. حتى حاولوا أن يذموا موسى بأنواع الذم حتى ذموه في أعضاءه التناسلية وقالوا هو آزر أي إما كبير الخصيتين أو عديمهما. حتى أنزل الله تعالى في ذلك قوله جل وعلا:" -(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا)- [الأحزاب/69] .
وكان قومه يغتسلون في مكان مختلط، يختلط بعضهم ببعض وينظر بعضهم إلى عورات بعض وكان موسى عليه السلام لحيائه يغتسل في مكان بعيد عنهم فلما وضع كما تعلمون ثوبه على حجر ودخل في الماء ليغتسل ثم خرج إلى الحجر أمر الله تعالى الحجر فمشى بهذا الثوب فأخذ يجري وراء الحجر حتى مر على نفر منهم فرأوه مكتمل الخلقة عليه السلام حتى وقف الحجر وأخذ موسى عليه السلام ثوبه وستر به نفسه وأخذ يضرب الحجر ويقول: ثوبي حجر ثم أخذ يضرب الحجر بعصا كانت معه. فدل هذا على أن بني إسرائيل كانوا يحاولون أن يُسقطوا موسى عليه السلام من أعين الناس لكي لا يتبع الناس شرعه الذي أنزله الله تعالى وأمر موسى بإبلاغه للناس.
مارست قريش الأسلوب نفسه لذلك بين الله سبحانه وتعالى فقال: -(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)- [الذاريات/52] . وفي أية أخري -(أَتَوَاصَوْا بِهِ )- [الذاريات/53] أي هل أوصى اليهود النصارى وأوصى النصارى قريش وأوصى من كان قبلهم من جاء بعدهم (أَتَوَاصَوْا بِهِ ).
لذلك حتى لما أقبلت قريش واجتمعت على مقدم العرب ، لما كان العرب يريدون أن يأتوا إلي موسم الحج ، قال بعضهم لبعض : هؤلاء الناس سوف يسألونكم عن هذا الرجل ، فاجتمعوا على قول واحد . فلا يصلح أن تقول لأنه مجنون والثاني يقول إنه كذاب والثالث يقول إنه ساحر والرابع يقول إنه كاهن. إذا كثرت الكذبات لن يصدق الناس شيئاً منها. اتفقوا بعد ذلك على أن يقولوا مجنون. فقال بعضهم لبعض: والله إنا لنعرف الجنون ونعرف صرعه وكلامه.وما هو بمجنون ، وصف الجنون لا ينطبق عليه. قالوا: نقول ساحر. فقال بعضهم لبعض : لا يمكن أن يصدقكم الناس أنه ساحر لأن الساحر له كلمات معينة وحركت وأهازيج وهو لا يقوم بها. قالوا: نقول كذاب. قال بعضهم: ما جربنا عليه كذباً.
فالمقصود أنهم كانوا يحاولون أن يبحثوا عن أي شيء لكي يُسقطوا النبي صلى الله عليه وسلم من أعين الناس. وبالتالي إذا قال لهم: اعبدوا الله، اتركوا عبادة الأصنام، عظموا الله تعالى ، صلوا أو صوموا.، صار ما في عقول الناس أصلاً من التصور عنه يجعلهم ينصرفون عنه. هذا ما يفعله من يسبون الصحابة اليوم.
لما يُسقطون من أعيننا أبا هريرة
معني ذلك أنهم أسقطوا آلاف الأحاديث التي حدث بها أبو هريرة. إذا جئت لأحدهم وقلت له: الصلوات خمس لقول النبي
كذا وكذا. فيقول: من راوي الحديث؟ فتقول: أبو هريرة. فيقول: أصلاً أبا هريرة هذا كافر عندي وهو كذاب وأحاديثه كلها ضعيفة. وما يتعلق بالأحكام المتعلقة بالصلاة والزكاة والحج والصوم والمتعلقة ببر الوالدين وقسمة المواريث وكل ما رواه أبو هريرة أسقطه. فاسقطوا بذلك نصف الأحاديث.
ثم تقول له: "بُني الإسلام علي خمس شهادة ألا إله إلا الله ........" فيقول لك: قبل أن تكمل الحديث، من رواه؟ فتقول: رواه عبد الله بن عمر. فيقول لك: هذا أصلاً كذاب وكافر فيُسقط أيضاً هذه الأحاديث ، فلا يبقى عندك من الدين إلا ما لا تقوم به الشريعة . وهذا ما يفعله اليوم من يسبون أصحاب رسول الله
.
أصحاب النبي
أثني الله تعالى عليهم في كتابه أعظم الثناء حتى أن الله جل وعلا كرر هذه الآيات وهذا الثناء في آيات كثيرة متعددة. يقول الله سبحانه وتعالى مبيناً فضل أمثال هؤلاء ،
: -(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ) هذه لا شك فيها، (وَالَّذِينَ مَعَهُ..)من الذين معه؟ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأنس بن مالك وجموع الصحابة الكرام،(وَالَّذِينَ مَعَهُ..)ما وصفهم يا رب؟ ( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ)هذا مدح،( رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)هذا مدح( تَرَاهُمْ رُكَّعًا)مدح، ( سُجَّدًا ) مدح ،(يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)مدح. مدح وتزكية لنياتهم أنهم ركع سجد وهم لا يرجون من الناس شيئاً لأنهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانا. ثم قال:( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)مدح،( ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ) مدح حتى في الأمم السابقة،( وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ)أيضاً مدح في كتب النصارى وأيضاً مدح في القرآن الكريم. كل هذا مدح في الصحابة . النبي
ليس هو فقط من ذُكر مدحه في التوراة والإنجيل، كلا بل حتى الصحابة ذكر الله تعالي مدحهم في التوراة والإنجيل. ثم يأتيك اليوم للأسف من ينتقص منهم.
و
: -(لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)- [التوبة/117]وقال تعالي: -(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)- [الحشر/8]الصحابة الذين ذكرهم الله هنا منهم أبو هريرة ومن قبله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجموع من الصحابة الذين هاجروا إلى النبي
وأبو هريرة من أواخر من أسلم ولكن هاجر أيضاً إلى النبي
في المدينة وترك أهله وأسلم بعد خيبر ومع ذلك يقول الله تعالى:(أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
لم يقل الكاذبون أو المنافقون ولكن قال الصادقون. ثم قال جل وعلا مدحاً للأنصار قال: -(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)- [الحشر/9] .
أثنى الله على أهل بدر ،
: (إذا تقول للمؤمنين..." سماهم الله المؤمنين. وقال الله جل وعلا للملائكة: (فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ.) فشهد الله تعالى لهم بأنهم من المؤمنين. أثنى الله تعالي أيضاً على أصحاب الشجرة الذين كانوا مع النبي
، شجرة الرضوان. وأثنى الله تعالى على أهل أُحد وبين الله جل وعلا إيمانهم وبين الله تعالى أنه تاب عليهم بعد ما نزل من نزل من جبل الرماة. وأثنى الله تعالى عليهم بأنواع الثناء.
بل إن حاطب
لما أخذته شيء من العاطفة الإنسانية على أولاده الذين في مكة ولما علم أن النبي
سيذهب فاتحاً لمكة ، فأراد حاطب
أن يكون له يد على أهل مكة ليكفوا شرهم عن أولاده وعن أهله فكتب إليهم كتاباً يخبرهم ويقول: أن الرسول
قد جمع جمعاً لغزو ولا أراه إلا أنتم ثم قال أيضاً - ما قال جهزوا لقتاله وجهزوا أسلحتكم واشحذوا سيوفكم- ما قال ذلك ولكنه قال: وما أظنكم تقوون عليه. أي من الآن استسلموا.
فلما أرسل الكتاب ثم أرسل النبي
من يأتي بالكتاب كعلي
وبعض أصحابه ثم جاءوا بالكتاب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لما قرأ عليه: ما هذا يا حاطب؟ كيف تخبر أسرارنا؟ ما هذا يا حاطب؟
قال: يا رسول الله إن من عندك من الصحابة كلهم عندهم أقوام في مكة يحمون أهلهم. أنت يا عمر عندك من يحمي أهلك من أقاربك فلا يستطيع أحد أن يؤذيهم. وأنت يا أبا بكر وأنت يا فلان وفلان إلا أنا كنت رجلاً ملحقاً بقريش ولم أكن منهم. يا رسول الله أردت أن يكون لي عندهم يد. ووالله ما عندي شك في ديني طرفة عين. فقال عمر: يا رسول الله أفضرب عنقه؟ فعلاً هذه خيانة عظمى. يخبر أسرارنا لعدونا. فقال النبي
: لا يا عمر وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
ولما أقبل عبد مملوك لحاطب يوماً إلى النبي
وكان بينه وبين حاطب مشكلة فأقبل غضبان وقال في أثناء غضبه: يا رسول الله والله ليدخلن حاطب النار. قال النبي
: كذبت، والله لا يدخل النار وقد شهد بدر.
لقد سمعت بأُذُني من يقول أصحاب الشجرة كلهم كفار وأصحاب بدر كلهم كفار وأصحاب أُحد كلهم كفار. يقول هذه العبارات وكأنه يتكلم عن جماعة من عُباد البقر أو عُباد بوذا وتجد أن لسانه _ كما قال إياس بن معاوية لرجل عنده كان قد تكلم في رجل آخر، فقال له إياس: هل غزوت الروم؟ قال: لا. قال: هل غزوت البربر؟ قال: لا . قال: سبحان الله ، سلم منك الروم والبربر وسلم منك عُباد الأصنام والأوثان ولم يسلم منك أخوك المسلم.
فنحن نقول لهؤلاء الذين يقعون في أصحاب رسول الله
: سلم من ألسنتكم اليهود وسلم من تأليفاتكم وكتبكم وقنواتكم اليهود والنصارى والهندوس والبوذيون ولم يسلم أطهر الخلق بعد الأنبياء صحابة رسول الله.
إنكم إذا تأملتم أيها العقلاء ، أيها الفضلاء إذا تأملتم فيما يُمسكونه علي الصحابة وينتقصونهم به وجدت أنها أشياء لا تعدو أن تكون أشياء بشرية تقع من أكثر الناس. مثلاً لما يتكلم عن أبي بكر ويقول: أبو بكر لما توفي النبي
وأرادت سيدتنا فاطمة المرأة الصالحة بنت رسول الله
أرادت ميراثها من النبي
وفهمت أن الأنبياء يورثون كما يورث غيرهم. فاحتج عليها أبو بكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها
: أن النبي
قال: "إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة" وفي رواية:"ما تركناه صدقة". فلم تقتنع
ا بذلك ووجدت في نفسها عليه حتى عند وفاتها جاء أبو بكر واسترضاها
فرضت وذهب ما في نفسها.
ثم يأتون ويبنون على هذا الموقف ما يبنون من تكفير أبي بكر والوقيعة فيه وحرصه علي الدنيا وتعلق قلبه بها. ولو أردنا أن نتتبع على الصحابة أو على غيرهم فهم بشر. من الطبيعي أن يكونوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء". إذن سنتكلم أيضاً على حاطب ونقول إن حاطب كفر. سنتكلم أيضاً عن علي
. علي رضي الله عن سيدنا وإمامنا وشيخنا لما كان يكتب صلح الحديبية عند النبي
، كان يكتب الصلح فقال النبي
له: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو_سهيل بن عمرو هو الوافد من قبل قريش_ فكتب علي رضي الله عنه طاعة للنبي عليه الصلاة والسلام وقناعة أنه رسول وإيماناً بذلك فكتب: هذا ما عاهد عليه رسول الله
سهيل بن عمرو. فقال سهيل: لماذا تكتب رسول الله. قال الرسول
: لأني رسول الله، تعريفي محمد رسول الله.وأنت مندوب قريش. قال سهيل: لا لو آمنا أنك رسول الله ما قاتلناك ، إنما اكتب محمد بن عبد الله ، اسمك واسم أبيك. فالنبي طلباً لتهدئة الأمر والوصول إلى صلح وهو عليه الصلاة والسلام آمن به من آمن أو كفر به من كفر فلا يتوقف كونه رسول الله على فلان أو فلان. لكن سهيل بن عمرو أسلم بعد ذلك متأخراً. فقال النبي:
لعلي آمراً له ملزماً قال له: امحها يا علي، امح كلمة رسول الله. قال علي: امحها!! لا والله لا أمحوها. قال الرسول
: امحها يا علي.قال علي: لا والله لا أمحوها. قال الرسول
: امحها يا علي.قال علي: لا والله لا أمحوها. قال الرسول
: أين موضعها؟ قال: هذا موضعها. فأقبل النبي
لأنه لا يقرأ فلم يعرف موضع كلمة رسول الله ومحاها بيده.
ومع ذلك لا يجوز لأحد أبداً أن يذم سيدنا وإمامنا شيخنا علي
بسبب ذلك. لأننا نعلم جميعاً يقيناً أن علي
ما دفعه إلي هذا التكذيب بالدين أو البغض لرسول الله
أو الرغبة في مخالفة أمره، كلا والله بل إنما بعثه إلى هذا الغيرة على الدين وشدة الإيمان. كيف اكتب رسول الله ثم امحها بيدي، امحها من أجل كلام سهيل بن عمرو وكان في ذلك الحين كافراً بالله وهم يا رسول الله الخائفون منا الآن، لا سأكتب رسول الله رغماً عنهم_ هكذا كان يفكر علي
.
ومع ذلك لم يتكلم على علي
أحد أبداً من أهل السنة ولم يذموه، بل كانوا إذا ذكرنا فضائل علي _ وأنا خطبت جمعة عن علي
وذكرت هذا الموقف واستدللت بهذا الموقف على شدة حب علي
للنبي
وأن اليقين بنبوة النبي
ثابت ثبات الجبال في قلب علي
. لكن لو جاءك واحد يتتبع لرأيت أنه ربما ذمه بذلك.
حذيفة
لما أقبل الصحابة إلى معركة بدر وكانوا غير متجهزين لقتال أساساً، أقبلوا لأجل عير لقريش معها أربعون حارساً، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة من كان منهم سلاحه جاهزاً أن يخرج معه الآن إلى القتال، بعض الصحابة يقول: يا رسول الله أنا سيفي موجود لكن في المزرعة خارج المدينة. فيقول النبي
: لا تحضره. لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يحتاج إلي عدد، كلهم أربعون حارساً. لو خرج ستون مع النبي
أو أقل يكفي. فخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وسبعة عشر رجلاً. فلما أقبلوا إلى بدر ، علم النبي صلى الله عليه وسلم بالطامة. أن قريش علمت بمخرجه وأن أبا سيفان قائد القافلة قد علم بخروجهم وانحرف بالقافلة إلى طريق آخر وأنهم الآن سوف يقاتلون جيشاً قوامه أكثر من ألف وثلاثمائة مقاتل. ووقع في قلوب الصحابة ما وقع من الخوف والرعب البشري.بعض الصحابة جاء بقوس أو سهمين أو ثلاثة لأنه لم يجهز لقتال، بعضهم عنده درع وعنده خوذة لكنه تركها في المدينة لأنه ما كان يعرف أنه سيقاتل. بعض الصحابة معه خنجر ولم يكن يعرف أنه سيقاتل، بعضهم معه سيف وليس معه ترس وما كان يعرف إنه سيقاتل. فلما نظر النبي
إلى أصحابه علم عليه الصلاة والسلام بأهمية المجموعة أخذ يقول:"اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض".
هذا ثناء عظيم على الصحابة الكرام ثم قال عليه الصلاة والسلام لهم: إن قوماً من قريش مُكرهين ، منهم أبو البحتري ابن هشام فمن لقيه منكم فلا يقتله. ومنهم العباس بن عبد المطلب فمن لقيه منكم فلا يقتله". طبعاً قيل إن العباس كان مسلماً يُخفي إسلامه لأنه كان ينقل الأخبار إلى النبي
وقيل أنه كان قلبه ونصرته للمسلمين.لما قال النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لكم أن تتصوروا أيها الأفاضل الافتراض الذي في قلوب مجاهدين جاءوا للجهاد وهم غير مستعدين للقتال. فالواحد وراءه أبناءه ونسائه فقال حذيفة
: يا رسول الله نقتل إخواننا وآباءنا _لأنه سوف يأتي من قريش من هم أقارب للصحابة يقاتلونهم _ قال: نقتل إخواننا وآباءنا وندع العباس. أما والله لئن رأيته لألحمن السيف في عنقه.
لو جاء واحد وقال كيف يقول حذيفة هذا الكلام،هذا كافر، كيف يكلم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب. نقول له: يا سفيه ، ما الذي دفع حذيفة إلى هذا الكلام أصلاً. هل دفعه بغض الدين،أم دفعه رد كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، هل بعثه على هذا الكلام عدم اقتناعه بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم . كلا ، لكن الموقف الذي كانوا يعيشونه في ذلك الموضع وأيضاً إنها أول معركة وأول لقاء بينهم وبين الكافرين وأن تصوره أن من سيأتونه أبناء عمه وأقاربه وربما جاء أبوه معهم أيضا ومع ذلك اندفع إلى هذا الكلام.
طبعاً النبي
التفت مباشرة إلى عمر وقال: يا عمر أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف. قال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنقه. قال: لا. يقول حذيفة :فوالله ما زلت بعدها أعمل أعمالاً صالحة خشية بأن يؤاخذني الله تعالى بهذا. رجاء أن يكفر الله تعالي عني هذا.
لهذا أنا أقول أيها الأفاضل إن الذي يحاول أن يتصيد ما وقع بين الصحابة الكرام وتلك فتن، كما قال الشافعي رحمه الله : عصم الله تعالى منها سيوفنا فلنعصم منها ألسنتنا. كنا مرة في لندن وكان يوم أحد ونزلت مع بعض الشباب الذين يدرسون هناك وهم شباب خليجيون والتقينا في الهايد بارك فإذا بي اسمع طبول وآهات. فتساءلت من أين هذا الصوت والتفت يمين ويسار فإذا أمام عيني قريب من الهايد بارك ما لا يقل عن 200 شخص وإذا هم مجتمعون يضربون بالطبول ويلعنون صحابة رسول الله
وقد عصبوا علي رؤوسهم (يالثارات الحسين، لعن الله فلانا ولعن الله فلانا) فأخذت انظر إليهم وأقول في نفسي يل ليتهم في هذا اليوم-الأحد- قاموا ودعوا الناس إلى الإسلام وحذروهم من أن يقولوا إن الله ثالث ثلاثة. وهذا مسموح به عندهم وليس ممنوعا. أنت لو تقوم في الهايد بارك وتتلكم عن ذم الأديان التي تدعو إلى الشرك بالله وتدعو إلي عبادة غير الله وتدعو إلي الإسلام لن يقول لك أحد ماذا تفعل، فهو ليس ممنوع من ذلك.
هذه الميكروفونات وهذه الخيمة الكبيرة وما أُنفق فيها من أموال وهذه الشرطة التي تحرس، يا ليتكم جعلتم كل ذلك في نصرة هذا الدين بدلاً من أن تجعلوه في ذم صحابة رسول الله
إلي أصحابة فإذا هم بين قتل وجرحى وإذا هو عليه الصلاة والسلام الدم يسيل من فمه ، كُسرت رباعيته (أسنانه الأربعة) والدم يسيل من شج في وجهه وشج في ركبته وبدأ صلى الله عليه وسلم يلتفت وينظر إلى بعض أصحابه لا يدري هل هم شهداء أو جرحى أو ربما هم أسرى وقال عليه الصلاة والسلام لهم: من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع وهو سيد من سادات الأنصار. انظر مقدار الحب في قلوب الصحابة. قال أحد الصحابة: أنا انظر لك يا رسول الله. فانطلق الصحابي ينظر في الجثث، لم تدفن بعد ولم يُبعد عنها الغبار فيقول نظرت فأقبلت فإذا سعد أصيب بجراح ووطئته الخيل. سعد له زوجتان وله أبناء وأموال. يقول وإذا به رمق يسير. قال فقلت له يا سعد أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ قال ففتح عينيه وقال: أنا في الأموات فاقرأ علي رسول الله عليه الصلاة والسلام مني السلام . انظر الحب. وقل له: يقول لك سعد بن الربيع جزاك الله خير ما جزا نبياً عن أمته. وقل لقومي من الأنصار : لا عذر لكم عند الله إذا خُلص إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وفيكم عين تطرف. ثم تشهد ومات في مكانه. ثم يأتي من يقول هذا كافر. مات كافر. هذا مجنون، مات كافر. وهو يتشهد يدعو إلي نصرة رسول الله
وهو في الموت ومع ذلك لا تقبل هذا الإيمان منه!!
بل حتى إن الكفار شهدوا بمحبة الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام. لما كان الصحابة مع رسول الله في الحديبية أقبل عروة بن مسعود وهو سيد من سادات ثقيف فلما أقبل أخذ ينظر إلي الصحابة ثم كلم النبي
كلمتين وذهب إلي قومه وقال _اسمع ماذا قال_ قال: يا قوم والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدأ. ثم قال: والله ما يأمر بأمر إلا ابتدروا أمره. أي لو يقول النبي
مثلاً أريد ماء للوضوء. ليس الصحابة يتلفتون على بعض كأن الواحد يقول للثاني اذهب أنت. وليس واحد يقوم متكاسلاً. لا ، عشرة مع بعض ، عشرون مع بعض كل واحد يذهب ليحضر الماء. يقول ما يأمر بأمر إلا ابتدروا أمره. وقال: ولا يتوضأ وضوءاً إلا اقتتلوا على أثر وضوءه. أي يأتون يتزاحمون يأخذون قطرات الماء التي تتساقط من يديه الشريفتين ووجهه الشريف. ويقول: ولا يتنخم . أي إذا الرسول
بصق إلا وقعت في يد واحد منهم. هذا الحب في قلوبهم.
ولما أقبل عروة يتكلم مع النبي
، جاء المغيرة بن شعبه الثقفي ابن أخ عروة بن مسعود الثقفي ووقف وراء النبي ولبس الحديد وكان ضخماً طويلاً. وما يدري عروة أن هذا ابن أخيه لأنه مستتر بالحديد فأخذ عروة يتكلم ويمد يده إلى لحية النبي
يستعطفه فقال له المغيرة: كف يدك عن رسول الله فكفها.ثم مدها مرة أخرى أثناء الكلام فضربه بعرض السيف ليس بحده وقال: كف يدك عن لحية النبي عليه الصلاة والسلام، حتى لحيته لا نسمح لك أن تمسكها. فأبعد يده ثم أثناء الكلام تحمس ومد يده فقال له المغيرة: والله لئن مددتها رابعة لترجعن إلي قومك بيد واحدة.
فقال عروة: ما أفظك وما أغلظك؟ من هذا يا محمد. قال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا ابن أخيك! المغيرة بن شعبه الثقفي. انظر حبه للنبي وتعظيمه له أعظم من محبته لعمه وبني قومه. ثم يأتي من يأتي ويذمهم وهم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه
.
أبو أيوب الأنصاري لما النبي نزل في بيته ، جاء النبي لأمر الله تعالى ونزل. وكان بيت أبي أيوب الأنصاري عبارة عن طابقين ، تعلمون أن الطابق لن يكون من اسمنت وصبة ولكن ألواح من الخشب وشيء من سعف النخيل ونحو ذلك. فجاء أبو أيوب في الصباح وكان النبي قد بات الليلة الأولي وقال: يا رسول الله . قال الرسول عليه الصلاة والسلام : نعم ،
قال: والله لقد بت البارحة أنا وأم أيوب شر ليلة.
قال : لم؟ أبو أيوب غير مصدق أن النبي
في بيته .
قال: يا رسول الله ما استطعنا أن ننام ونحن نتخيلك تحتنا حتى إننا لننحو إلى جانب الجدار. يقول أنا وزوجتي ما استطعنا أن ننام في منتصف الغرفة لأننا نتخيلك تحتنا.فاصعد يا رسول الله في الأعلى ونحن سوف نكون بالأسفل.
فقال عليه الصلاة والسلام : لا.إنه أرفق بي ، إنه يغشى كثيرا، أنا الناس يأتوني كثير ضيف فصعودني بالأعلى صعب. فأبقني هنا. يقول أبو أيوب ففي ليلة انسكبت جرة ماء لنا تحركت فيقول أخذنا نجمع الماء خشية أن يقطر على رسول الله يقول فأخذنا جبة _الجبة شيء يُلبس وأحياناً يُجلس عليه_ يقول والله ما لنا إلا هي ألبسها في النهار وننام عليها في الليل. فأخذنا نجفف الماء بها خشية من أن يقطر شيئا من ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عثمان
في الحديبية أيضاً لما أرادت قريش من النبي عليه الصلاة والسلام أن يرسل إليهم شخصاً يتفاوضون معه. أنتم تعلمون أن النبي
في الحديبية أخذ ألف وأربعمائة صحابي وقال عليه الصلاة والسلام كما في البخاري " لن يلج النار أحد بايع تحت الشجرة" تحت شجرة الرضوان في الحديبية . فقريش طلبت أن يرسل إليهم واحد للتفاهم معه فبعث النبي عليه الصلاة والسلام عثمان
فلما دخل إلي قريش وبدأ يتفاوض معهم قالت له قريش: إن شئت طفت بالبيت، أنت محرم وأتيت بإحرامك ، إن شئت فطف بالبيت . فماذا قال عثمان ، هل قال والله الحمد لله. هذا خير أقبل إلي ونعمة وفضل وإحسان وثواب. لا، بل قال: أطوف بالبيت ، لا والله لا أطوف به حتى يطوف رسول الله
. يطوف النبي أولاً ثم أطوف أنا. إذا مُنع النبي عليه الصلاة والسلام فلا أطوف به.
عمرو بن العاص
عند موته ماذا كان يقول؟ كان يقول والله ما كان أحد أعظم ولا أجل في عيني من رسول الله
يقول : ووالله ما كنت أستطيع أن أملأ عيني هيبة وإجلالاً له. يقول من شدة إجلالي واحترامي له ما كنت أستطيع أن أضع عيني في وجهه. دائماً خافض رأسه. عمرو بن العاص الداهية ومع ذلك يقول والله ما كنت أستطيع أن أرفع عيني إليه هيبة وإجلالاً له ثم قال عمرو: ولو طلبتم مني أن أصفه لكم اليوم ما استطعت ذلك.لأني ما حفظت شكله.
أما أبو بكر وعمر
ما وهما أفضل الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يتبعهم بعد ذلك عثمان وعلي
ما ثم بقية العشرة ثم أصحاب الشجرة فقد جمعت بين يدي كلاماً طويلاً في فضلهم وإحسانهم وبذلهم للدين لكن الوقت يطول عنه. أنا سأسير معكم أيها الأخوة والأخوات علي ثناء آل البيت على الشيخين والصحابة
ما، وهذا الثناء لن أقول فيه رواه البخاري ومسلم ، كلا بل سأقول رواه المجلسي والكُليني وذكره في بحار الأنوار وما شابه ذلك. بين يدي نصوص من كتب من يذمون صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام من كتبهم الموجودة اليوم ، أي أنها فلتت من بين الفلتات ، فلتت من عين الرقيب وفلتت من المقص ولا تزال مثبتة اليوم وأيضاً الطبعات التي اعتمدت عليها أكثرها طبعات فارسية.
فلا يقول واحد هي طبعات عربية وزودوا عليها، بل هي طبعات فارسية طبعة طهران وما شابه ذلك. انظر مدح علي
على الصحابة يقول علي رضي الله عنه : لقد رأيت أصحاب محمد
فما أري أحداً يشبههم منكم ، قد كانوا يصبحون شعثاً غُبرا وقد باتوا سجداً وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر ما عاديهم كأن بين أعينهم ركب المعز من طول سجودهم إذا ذُكر الله هملت أعينهم حتى قبل جيوبهم تبل جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءاً للثواب. يمدح صحابة النبي عليه الصلاة والسلام ذكر هذا في كتاب "نهج البلاغة" صفحة رقم 143 طبعة دار الكتاب - بيروت تحقيق صلح صالح وهو في الإرشاد صفحة 126.
ويروي المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن علي بن أبي طالب
أنه قال لأصحابه يقول علي
: أوصيكم في أصحاب رسول الله
، لا تسبوهم فإنهم أصحاب نبيكم وهم أصحابه الذين لم بيتدعوا في الدين شيئاً ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم أوصاني رسول الله بهؤلاء.حياة القلوب للمجلسي الجزء الثاني ص. 621. ويقول علي
: وهو يذكر خلافة الصديق
يقول: فاختار المسلمون بعده_ أي بعد النبي عليه الصلاة والسلام _ رجلاً منهم فقارب وسدد بحسب استطاعته علو خوف وجد. نهج البلاغة للميتم البحران شرح نهج البلاغة ص 400. ويقول
عن خلافة أبي بكر : وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها ، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين وإنا لنعرف له سنه ولقد أمره رسول الله
بالصلاة وهو حي. ما قصده (أمره بالصلاة وهو حي)؟! هذا إشارة إلى أنك الخليفة من بعدي يا أبا بكر. شيء طبيعي.
الآن لو فرضاً إمام المسجد يدخل يوم من الأيام ثم يقيم المؤذن فيكتشف الإمام أنه على غير طهارة فرضاً فيقول : يا جماعة أنا أحتاج أن أتوضأ ولا أريد تأخيركم فتقدم يا فلان فصلي بهم ثم صلى بهم وذهب الإمام وتوضأ. يوم ثان الإمام يدخل المسجد فيقول مثلاً أنه انزلقت قدمه على الدرج. وأصيب بألم فدخل المسجد وهو يعرج وقال: والله أنا لا أستطيع أن أصلي بكم فتقدم يا فلان وصلي بالناس ، اليوم الثالث لو غاب الإمام من الطبيعي أن الناس سيقدموا من قدمه الإمام مرتين أو ثلاثة. أليس كذلك؟ وكأن الأمام يشير يقول : يا جماعة إذا أنا غير موجود معناه فلان هو يصلي بكم.
النبي عليه الصلاة والسلام لما مرض قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس . ويصلي بهم أبا بكر إثني عشر يوماً لما كان النبي
مريضاً. ولما سمع النبي عليه الصلاة والسلام يوم من الأيام سمع صوت واحد آخر، سمع عمر، مع أن عمر له جلالة قدر ومكانة عند النبي عليه الصلاة والسلام ، غضب النبي عليه الصلاة والسلام وقال : من هذا ، عمر؟! يأبى الله ورسوله إلا أبو بكر وأخذ النبي
يرفع صوته ويمنع من أن يُصلي إلا أبو بكر. كأن النبي يقول يا جماعة إذا أنا مت فالإمام من بعدي أبو بكر. وأقبلت امرأة يوماً كما في البخاري تريد من النبي
حاجة فقال لها أن تأتي غداً فقالت : أرأيت إن لم أجدك؟ فقال لها: إات أبا بكر.. إذا ما وجدتني فئت إلى أبا بكر. والأحاديث كثيرة التي تدل على إمامته
وهناك أمر مهم وهو كونه تمدح أبا بكر هل يعني ذلك ذمك لغيره من الناس؟!
أذكر مرة لما كنا في لقاءات في احدي القنوات وكان عندنا بعض المناظرات قبل ثمان أو ست سنوات تقريباً وكان الشيخ عثمان أيضاً جزاه الله خير سبقني في ذلك وشارك في بعض المناظرات ، اتصل رجل له اليوم وجود في عدد من القنوات التي تتنقص الصحابة وتسبهم وتسقطهم من أعين الناس وعنده برامج كثيرة فاتصل بنا وكنا نتكلم عن سيرة عمر
. تكلمنا عن أبي بكر ثم عثمان ثم علي ونتكلم عن الصحابة المبشرين بالجنة ، فقال: أنتم لماذا تمدحون عمر؟ قلنا: نحن نمدح عمر لأنه أهل للمدح. قال: أنتم لا تعرفون فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
. قلنا: والله نعرف وقلت والله أنا أحب علياً أكثر مما أحب نفسي وأكثر مما أحب ولدي. قال: لا، علي هو الذي يُجري السحاب لقوله تعالي :"والجاريات يسرا " أي بيسرى علي
. "والمرسلات عرفا" "والجاريات يسرا" هذه كلها وصف للملائكة. كيف تقول بيسرى علي
. فقلت له: وماذا بعد ذلك؟ قال: وعلي
هو الذي يحاسب العباد مع الله. قلت: ما الدليل؟ قال لقوله تعالي: -( إن إلينا إيابهم )- [الغاشية/25] -(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)- [الغاشية/26] أي أنا وعلي علينا حسابهم.والله العظيم هذا كلامه وستجدونه علي موقع اليوتيوب اكتب (العريفي وزيد الكوراني) واسمع هذا الكلام.
بعد ذلك قال: وعلي
ما يموت أحد إلا وعلي قائم عند رأسه. قلت: حسناً، والذين ماتوا قبل أن يولد علي رضي الله عنه من الذي قام عند رؤوسهم. قال: أتستهزئ بأمير المؤمنين؟!!قلت: لا والله ما استهزئ، أنا أحب علياً أكثر منك ، إن حبه أعظم من حبي لنفسي وأولادي. لكن والله لو خرج علي
اليوم ورأك تقول أنه هو الذي يُجري السحاب ربما أقام عليك حد الردة كما فعله بأقوام سجدوا له وقالوا أنت الله الذي لا إله إلا هو فقال: لو إني رأيت الأمر أمر منكراً لأججت ناري ودعوت قمبره وخددت الأخاديد وأسعرت النار، كيف تسجدون لي من دون الله !!!
ثم يأتي اليوم أقوام ويقولون فيه مثل هذا. لا شك أن هذا من أعظم الضلال وأنا قلت مرارا قلت والله لو علم الحسين
أو علم علي رضي الله عنه أو علم الحسن رضي الله تعالي عن سادتنا وأئمتنا لو علموا اليوم بمن يغلو فيهم لما رأيتهم يرضون بذلك أبداً.
بل إني بعيني لما كنت في الجامعة قبل أكثر من عشرين سنة ، كنت أدرس تلك الأيام في الإحساء وعائدين إلي مكان سكننا فأثناء الطريق _حوالي 200 ك.م_ كان هناك حادث سيارة وكان الذين في هذه السيارة أكثرهم من تلك الطائفة ومع ذلك نزلنا وساعدنا فسمعت والله بأُذُني ورأيت بعيني من منهم مكسورة يده ونحن نحمله وأخذناه بسيارتنا إلي المستشفي ولا بأس في ذلك أن نساعد كل الناس ونحن نحمله والله كان يقول : يا علي ، ياااا علي بأعلى صوته. فأقول له: قل يا الله ، وأنا عمري وقتها كان تحت العشرين وكنت في سنة أولى جامعة. وأقول له: قل يا الله ، وكان لا يلتفت إلي أبداً وينادي : يا علي بأعلى صوته. الله سبحانه وتعالي يقول: -(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)- [الأحقاف/5] -(وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)- [الأحقاف/6] . أتتوقع من علي
لو علم أن هذا يستنجد به عند كربته يرضى بذلك؟!! لا والله لا يرضى بذلك أبداً.
ثناء علي
على أبي بكر وعمر : عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سمعتك في الخطبة آنفا تقول: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هما؟ فقال: حبيباي وعماك أبو بكر وعمر وإماما الهدي _هذا كلام علي
_ وشيخا الإسلام ورجلا قريش والمُقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . من اقتدى بهما عُصم ومن أتبع آثارهما هُدي إلي صراط مستقيم. تلخيص الشافي الجزء الثاني 428.
رأي الحسن بن علي في أبي بكر
: يقول الحسن: وينسبه إلي النبي
: إن أبا بكر مني بمنزلة السمع (عيون الأخبار وكتاب معاني الأخبار).
وكذلك عن أبي عبد الله الجُعفي عن عروة بن عبد الله قال : سألت أبا جعفر حمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف_ السيف يُحلى بشيء من الفضة_ قال لا بأس به قد حلى أبو بكر الصديق سيفه. وقال له السائل: وتقول الصديق قال فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال : نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة.(كشف الغمة الجزء الثاني ص 147)
الإمام الباقر يمدح أبا بكر وعمر: يروي الطبرسي عن الباقر أنه قال: ولست بمنكر لفضل أبي بكر ولست بمنكر فضل عمر ولكن أبا بكر أفضل من عمر.( الاحتجاج للطبرسي ص 230.طبعة إيران.)
وسُئل جعفر الصادق
عن أبي بكر
، قيل له: يا ابن رسول الله
ما تقول في حق أبي بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان كانا على حق وماتا عليه فعليهما رحمة الله يوم القيامة.(إحقاق الحق للشوشستري الجزء الأول ص 16.)
كذلك الصديق
ساعد علياً
في الزواج من فاطمة . يروي شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي عن الضحكان قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول أتاني أبو بكر وعمر قالا: لو أتيت رسول الله
وذكرت له فاطمة. يقول علي
: فأتيته فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك ثم قال: ما جاء بك يا علي؟ وما حاجتك؟ قال فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي فقال: يا علي صدقت فأنت أفضل مما تذكر. فقلت يا رسول الله فاطمة تزوجنيها.
إذاً هم في الكتب يقولون أن أبو بكر وعمر هما اللذان اقترحا على علي رضي الله عنه أن يخطبها كما في (الآمال) للطوسي الجزء الأول 38 و(جلاء العيون) للملا المجلسي الجزء الأول 169.
كذلك في رواية أخري للمجلسي أكثر تفصيلاً ذكر فيها أن أبا بكر وعمر كانا جالسين مع سعد بن معاذ فتذاكروا زواج فاطمة فاقترحا على علي
وجاء وقالا: يا علي إذا كنت تريد مالاً من أجل الزواج نساعد في المال إلى آخر ذلك فهم حتى في كتبهم يروون ما يروون من مدح علي
وآل بيت رسول الله
للصحابة الكرام. ولم يكن علي
يفعل هذا تقية أو إظهاراً لخلاف ما يبطن بل إنه كان يفعل ذلك تعبداً وتقرباً إلى الله تعالى بحب الشيخين الكريمين. أسأل الله تعالى أن يرضي عن أصحاب رسوله
. وأن يهدي ضال المسلمين .
أرجو ألا يفهم أننا نتكلم بناءاً على عداوة شخصية أو بغض لدولة معينة لا والله.بل الله تعالى أخذ الميثاق على الذين أوتوا الكتاب فقال:(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ )- [آل عمران/187]ولو كان الأمر بيدي لأقبلت إليهم في مجالسهم ونصحتهم في أماكنهم وحاولت أن أبين لهم ما يسر الله تعالى من الحق.والله ليس بيني وبين أحد منهم عداوة وإني لأدعو لهم في كل صلاتي وفي سجودي وهم لا يعلمون. واعلم أن عدداً منهم مسكين لا يدري عن حقيقة مذهبه. وأنه ربما لقي من بعض أهل السنة شيئاً من التعامل الفظ جعله ينفر أكثر وأكثر عن السنة لذلك كلما أصبحت متلطفاً أكثر وأكثر معهم استطعت أن تبين لهم الدين وتجذبهم إليه. وقد مارست ذلك مع بعض طلابي فأنا أعمل في جامعة وعندي عدد من الطلاب من تلك الطائفة وأحاول أن أتلطف معهم لا بغضاً لهم لكن محبة للخير لهم والله لا أظلمهم في الدرجات ولا في الحضور والغياب بل إني أحياناً أساعدهم.وانصحهم وأقول لهم انتبه لا تعتقد أن القرآن ناقص ولا تعتقد أن أحداً يعلم الغيب سوى الله تبارك وتعالى. انتبه لتكن عقيدتك في أصحاب رسول الله
عقيدة صحيحة. لا تغلو في أحد من البشر ، لا يجوز أن تغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد ولا في أحد من أصحابه. ولا يجوز أن نغلو كما غلت النصارى في عيسي فقالوا ابن الله ولا كما قالت اليهود عزير ابن الله. لا يجوز "لا تطروني ". فمنهم من هدي ومنهم بإذن الله تعالى من ينتظر. اسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين وصلى الله على نبينا محمد.
لا شك أنه من كبائر الذنوب والمسألة فيها تفصيل وذلك أن الطعن في أصحاب النبي
يمكن أن نقسمه إلي قسمين. أما القسم الأول فهو إذا كان الطعن في أصحاب النبي
هو طعن تكفير بحيث أنه كفرهم وحكم عليهم بالكفر. فمن حكم على أصحاب النبي
بالكفر فلا شك في كفره وأما من حكم أو طعن في أصحاب النبي
بشيء لا يصل إلى الكفر .. بالبخل أو الجهل أو الظلم أو غير ذلك من الأمور فإنه يُؤدب ويُعذر ولا يكفر بذلك. وإن طعن في شرف أمهات المؤمنين فإنه كافر وإن طعن في شرف أحد من أصحاب النبي
كإتهامه بزنا أو غير ذلك فإنه يُجلد حد القدح ولا يكفر بذلك. أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة لنا عندنا قاعدة وهي أنهم خير البشر بعد الأنبياء ولكنهم أيضاً في الوقت ذاته غير معصومين . يمكن أن يقع الخطأ من بعضهم ويمكن أن تقع الكبيرة ولكنهم مع هذا هم خير البشر وذلك بالنظر إلى حسناتهم مقابل ما يقع منهم من الأخطاء كما قال أهل العلم : إنما هي حبات رمل في جبال.
وأصحاب النبي
لهم علينا حق عظيم بل حقوق، من هذه الحقوق أولا ً: محبتهم وحب من يحبهم وبغض من يبغضهم. هذا واجب علينا لأنهم من أولياء الله تبارك وتعالى والحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان. ولا شك أننا نحب أصحاب النبي
في الله وإذا كان الأمر كذلك فنحب من يحبهم ونبغض من يبغضهم وذكر الإمام الطحاوي أن من عقيدة أهل السنة أن أصحاب النبي
حبهم إيمان وبغضهم نفاق. وكذلك من حقهم علينا أن ننشر محاسنهم. وأن نذكرهم بكل خير إتباعاً لما جاء في القرآن والسنة من الثناء عليهم كذلك الدفاع عنهم لما عليهم لما من الفضل وما لهم في الإسلام من قدم صدق. وكذلك الكف عما شجر بينهم استجابة لقول الله تعالى: -(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)- [البقرة/134]ومن حقهم علينا حسن الظن بهم وهذا هو الأصل فيهم ثم الدعاء لهم لقوله تعالى: -(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)- [الحشر/10]
هناك مسألة وهي آل بيت النبي
مع أصحابه و قد ذكر أخونا الشيخ محمد العريفي ثناء آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم على أصحاب رسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه. وهناك دعوة عريضة تخالف ذلك مُفادها أن عداوات كانت بين آل البيت وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة بين بيت آل النبي
وبني أمية. وهذه الدعوة العريضة تكذبها أمور منها المصاهرات التي تمت بينهم ، بين أصحاب النبي وبين آل بيت النبي
كذلك تسمية كثير من آل بيت النبي أولادهم بأسماء أصحاب النبي
ثم الثناء المتبادل بين أصحاب النبي وآل البيت كما ذكر الشيخ حفظه الله تبارك وتعالى. دعوة عداوة بين بني هاشم وبين بني أمية وهذه الدعوة الكاذبة حقيقة نريد أن نبينها بشيء من التفصيل. عبد مناف وهو جد
فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ، عبد مناف له أربعة من الولد وهم : هاشم وعبد شمس وعبد المطلب نوفل. هؤلاء هم ذرية عبد مناف. وهاشم وعبد شمس وعبد مناف أشقاء ونوفل أخوهم لأبيهم. وهاشم وعبد شمس توأم. أي هما الأقرب إلى بعضهما من عبد المطلب ونوفل.
وذكر الطبري عن بني عبد مناف قال : كانوا _ أي بني عبد مناف_ كانوا أول من أخذ لقريش العصم. العصم أي العهود. فانتشروا في الحرم فأخذ لهم هاشم حبلاً أي عهداً من ملوك الشام وأخذ لهم عبد شمس حبلاً من النجاشي الأكبر وأكمل أخواهما نوفل وعبد المطلب العمل فأخذا عهدين من الأكاسرة ملوك حمير فجبر الله بهم قريشاً فسموا "المجبرين". إذن العلاقة كانت طيبة بينهم ، لا كما يدعون العداوة أنها عداوة قديمة. ثم بعد ذلك يُقال قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كذبه بنو عبد شمس فقد كذبه عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبو سفيان بن حرب وعقبة بن أبي معيط و أم جميل زوجة أبي لهب كل هؤلاء كذبوا النبي
لا لشيء إلا لأنه من بني هاشم. هكذا يقولون. ورد عليهم أهل العلم بقولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم تعرض للتكذيب من بني هاشم فكذبه عمه أبو لهب ابن عمه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن عم النبي
وعتبة بن أبي لهب وعتيبة بن أبي لهب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب هؤلاء كلهم من بني هاشم وقد كذبوا النبي
وكذبه غيرهم من غير بني هاشم ومن غير بني عبد شمس كأبي جهل وأمية بن خلف وأبي بن خلف والوليد بن المغيرة وغيرهم .
فالقضية لم تكن قضية أنساب ولكن القضية قضية إيمان وكفر وهناك من تابع النبي
وهناك من كفر به. قالوا قد تابع النبي صلى الله عليه وسلم جمع من بني هاشم كحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب وأم هانئ. فبني هاشم نصروا النبي
وتابعوه. فرد عليهم أهل العلم وقالوا هناك من تابعوه من بني عبد شمس فعثمان بن عفان وخالد بن سعيد بن العاص وحذيفة بن عتبة بن ربيعة وأبي العاص بن الربيع وأم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط هؤلاء كذلك تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم من بني عبد شمس.فليست القضية قضية بني هاشم وبني عبد شمس وإنما القضية قضية إيمان وكفر. فهؤلاء أعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أي أفخاذ قريش كانوا أو من غيرها من القبائل تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم إيماناً به وتسليما.
فيجب علينا أن نحبهم جميعاً وأن نترضى عنهم جميعاً دون تفريق.
مداخلة الشيخ العريفي: اتصل بي بعد خطبة الجمعة تلك ولفظت اسم شخص من الأشخاص ، ووصل إلي عدد كبير من الرسائل بعضها يوافق وبعضها يحتوي علي سب ولعن بأفظع الألفاظ فكنت .. رسالة أتلطف فيها في الرد وأنقل شيئاً من فتاوى هذا الرجل ، مما فيه من أن القرآن فيه تغيير لمواضع الآيات وفيه نقصان لبعض الآيات ونحو ذلك وفيه أيضاً أن مصحف فاطمة أوحاه إليها جبريل بعد وفاة النبي
وهو محفوظ ... الخ. وكنت أرد بها عليه وكنت اتصلت على أحدهم ورد على بعد عدة اتصالات . رد على وكان متشنجاً وكان قد أرسل إلي يسبني ويسب عرضي ويسب أمي وأبي وزوجتي بأفظع الألفاظ السوقية. فاتصلت به وسألته : كيف حالك وعساك بخير. فرد علي بشيء من العنف. فقلت له: ما رأيك أن نلتقي ونتحاور بدلاً من أن ترسل وأنا أرسل لك. دعنا نلتقي ونتحاور.
قال: أنا لا ألتقي بمثل هذه الأشكال .
قلت له: اعتبرني شخص يحتاج إلى شيء من علمك وإلى نصحك فتعال وانصحني ووجهني. واكتشفت أنه في الرياض وهو طالب من طلابي في الجامعة وأنا لا أدري. طالب ولكن لم أدرسه ، الجامعة فيها أكثر من 30 ألف طالب وهو منهم وأنا لا أدري أنه طالب عندنا. قلت له: تفضل عندي في البيت
قال: لا ، فاتفقنا على مكان نلتقي فيه. وذهبت معي بهدية وتلطفت معه فإذا هو متحفز ومليء بالحنق علي وهو جالس لو استطاع أن يخنقني لفعل. فقلت له: أولاً أنت ماذا تعتقد في؟
قال: أتريد الصراحة بدون زعل.
قلت: نعم.
قال: اعتقد أنك كافر بالله العظيم.
قلت: إذا مت الآن؟!!!
قال: تدخل جهنم وبئس المصير.
قلت: أليس عندي بعض الإيمان؟!!! أو حتى ذرة من الإيمان فتدركني الشفاعة؟!!
قال: لا ليس عندك أي شيء ، أنت مثل فرعون وهامان وغيرهم.
قلت: لماذا؟
قال: لأنك تكفر علي
.
قلت: ومن قال لك أني أكفر علي
، أنا أحب علي
أكثر مما أحب نفسي. وأكثر مما أحب أولادي. وإن كنت كاذباً فعلي لعنة الله وأُصاب بالشلل ولا أقوم من مكاني.كيف أكفر علي
، أمجنون أنا حتى أكفر علي
؟!!!
بل أترضي عنه وأحبه وفي صلاتي "اللهم صل على محمد وعل آل محمد" وعلي رضي الله عنه من آل محمد
. كيف تقول أني أكفر علي رضي الله عنه .
قال: أتقول أنك لا تكفر علي
؟!! حسناً. أكيد أنت تكفر الحسين.
قلت : أنت ما يرضيك غير إني أكفر أحد!! حتى الحسين أنا لا أكفره
قال: لا علي
ولا الحسين!!
قلت: لا علي ولا الحسين ولا أبا بكر ولا عمر . لا أكفر أحد من الصحابة الكرام. هل لا بد أن أكفر أحد أو أسب أحد!!
قال: أنت أكيد تمارس معي التقية
قلـت: أنا صريح معك وليس أمامنا كاميرات ولا إعلام ولا أي شيء. وأنا لست خائفاً منك حتى أمارس معك التقية. والله إنهم مسلمون مؤمنون وأحبهم أكثر ما أحب نفسي.وأعتقد أن درجتهم عند الله تعالى عالية. فتفاجأ بهذا الجواب وقال: عجيب، أتصدق؟
قلت: نعم
قال: أنا لما كنت صغير _والله هذا كلامه من لسانه ولولا أني خائف من أن أُحرجه لسجلت هذا الكلام لكن لا يليق أن أسجل له_ قال أنا لما كنت صغير كانا أمي وأبي يُحضرون لي لعبة فإذا تعلقت بها بعد يوم أو يومين وفرحت بها أُخذت مني فأصبح باكياً واسأل أين لعبتي فيقولون لي : أخذها أبو بكر وساعده عمر، إلعنهم لأنهم أخذوها. والله هذا كلامه لي وكنت قد قرأت مثل هذا سابقاً في الانترنت من قصص بعضهم لكن ظننت أنها ربما تكون زيادات.
يكمل كلامه فيقول: فكنت ألعن فيهم لأنهم يقولون إذا لعنتهم سوف تعود لعبتك.فألعن فيهم ثم بعدها بيومين أجد اللعبة فاسأل من أعادها؟ فيقولون لي: أعادها علي
لأن علي
يحبك أكثر مما يحبك أولئك ، فالعن أولئك وترضي عن علي
. يقول: فبدأ ذلك يقع في نفسي حتى كبرت ثم لما كبرت وخالطت بعض أهل السنة في المدارس ، فكنت أعود إلي أهلي وأقول : إن أهل السنة يتعاملون معي تعاملاً جيداً. فيقولون لي: لا، هؤلاء كذابين، لو استطاعوا لفعلوا كذا وكذا.
المهم انتهى ذلك النقاش ذلك اليوم بعدها تقريباً بأسبوع اتصلت به وقلت له: أتريد أن تشرب عندي قهوة. قال: أنا سوف آتيك. فجاء وهو لا يزال على مذهبه وجلس وكان معه كمبيوتر وقال لي افتح علي الموقع الفلاني وأنا قد جمعت عليه أشياء تذم الصحابة وتذم أبا بكر وعمر من كتبكم أنتم، من البخاري ومسلم.
قلت: حسنا، افتح. ففتح لي أحد المواقع ، هذا الموقع يتصيد أحاديث ويحاول أن يوهم القارئ بمعنى معين وهي لا تحمل هذا المعنى. مثلاً: مكتوب مآخذ على أبي بكر. ففتحت هذا العنوان فإذا مآخذ كثيرة منها : أبو بكر يتطاول على النبي
ويقل أدبه عليه ومكتوب بين قوسين (أحد عشر موقف) . فتساءلت في نفسي أين هي هذه الأحد عشر موقفاً التي يتطاول فيها أبو بكر
على النبي
ويقل أدبه عليه وهو الذي في الغار يشق من ثوبه ويسد الجحور حتى لا يخرج شيء يلدغ النبي صلى الله عليه وسلم ويضع قدمه في الجحر. كيف تقول لي !!!!
قال: افتح وانظر بنفسك.
ففتحت فإذا الرواية ما هي؟ لما جيء بأسرى إلي النبي
فاستشار النبي
أبا بكر وعمر وقال ماذا أفعل بهم ؟ قال أبو بكر: يا رسول الله نفديهم، نأخذ الفداء من مال لأننا نحتاج إلي مال . وعمر قال: نقتلهم . قال أبو بكر بل نفديهم قال عمر بل نقتلهم قال أبا بكر: أردت خلافي. قال عمر: ما أردت خلافك. فصار بينهما نقاش، حماس للدين فارتفعت أصواتهم عند النبي
فأنزل الله تعالي قوله: -(لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ )- [الحجرات/2] هو ليس رفع الصوت على رسول الله بل هو رفع الصوت عند رسول الله. (لا ترفعوا أصواتكم عند رسول الله) طبعاً مكتوب أحد عشر موقفاً ، هي في الحقيقة ليست أحد عشر موقف بل هي أحدي عشرة رواية. أي رواية البخاري ، ثم رواية مسلم، ثم رواية الترمذي وهي قصة واحدة ، ليست إحدى عشرة قصة بل هو موقف واحد بروايات مختلفة ويقولون عليها أحد عشر موقفا.
فقلت له: يا بني هل هم رفعوا الأصوات على النبي
أم رفعوها على بعض .
قال: رفعوها على بعض .
قلت: رفعوها بعد نزول الآية بالنهي أم قبل نزول الآية ، بعدها أم قبلها؟
قال:رفعوها قبل نزول الآية .
قلت: هل هم رفعوها قلة أدب مع النبي
أم من شدة حماسهم للدين؟
قال: لا والله يا شيخ واضح أنها من شدة حماسهم للدين.
قلت له: إذن خرجنا من هذه؟
قال: نعم
وأمر على غيرها فإذا هي كلها أشياء مركبة تركيباً. فقلت له: هل تتوقع أن ربنا جل وعلا يرضى أن يصاحب النبي
في حياته وبعد مماته رجل بالوصف الذي يذكره أصحابك من كفر وضلال وفجور. هذا لا يُعقل.ثم دخل على قصة علي
وأرضاه مع عائشة ومعركة الجمل وما وقع من تلبيسات تاريخية فيها وأمور حتى انتهي نقاشنا.
التقيت بعدها في الطائرة بشاب لا يظهر عليه آثار الاستقامة فهو حالق اللحية وأظن معه باكيت سجائر في جيبه. ثم اكتشفت أثناء الحديث معه أنه كان شيعياً وأصبح من أهل السنة. فسألته: ماذا تعمل؟
قال: أنا مهندس
فقلت له: أنا أعرف واحد من طلابي من شأنه كذا وكذا
فقال: اجمعني به ، فدعوتهم عندي في البيت ، فجاءوا وجاء هذا المهندس ومعه كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب) وجاء معه وثائق مصورة من بحار الأنوار وجاء معه بكمبيوتر وجلس وقال: اسمع ، أنا سأتكلم معك من هذه الكتب، والله أنا أمي وأبي لا يزالان على المذهب ومع ذلك أقبل رأس أبي وأقبل قدم أمي ويدها براً وإحساناً لهما. فأنا ليس بيني وبينهم عداوة ولكن أنا لا أريد أن أكون -( إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وإنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )- [الزخرف/23] لا إذا عرفت الحق اتبعه. وعلي
عرف الحق واتبعه ولم يقل لا والله إن أبي وأمي أو فلان وفلان. ثم بدأ يقرأ له واستمر النقاش بينهما ساعتين تقريباً. فخرجا وفي المجلس الرابع ..أعلن أنه من أهل السنة والجماعة ثم رُبط ولله الحمد بمجموعة من الشيعة الذين أصبحوا من أهل السنة والجماعة وأصبح عندهم جلسة يوم في الأسبوع وهم من بلدان مختلفة وعندهم درس والآن عنده نشاط في البالتوك وفي الانترنت في دعوة قومه.
فأنا أعني بهذا _سبحان الله عندما كنت اقرأ الرسالة وفيها من السب واللعن فكنت أقول (وأعرض عن الجاهلين) وأمسح الرسالة. فقلت في نفسي لم لا تتصل به . حتى بعد أن أصبح من أهل السنة سألته فقلت له: من أين جئت برقمي؟ قال: أنا دخلت شات للشيعة وإذا بهم يضعون رقمك يا شيخ ويقولون همتكم يا شباب أرسلوا له لعن وسب.ويقولون احتسبوا الأجر. ويقول: ولكني كنت غير متصور أن تعاملني مثل هذا التعامل . أنا أعني بهذا أن عدد كبير منهم معمي عليه و أن تعاملات بعض أهل السنة في بعض المواقف جعلته يُعرض أكثر عن الدين ، فلا ينبغي أن نكون منفرين للناس عن الدين. لا بد أن نتلطف معهم ونهديهم الهدايا ونحاول أن نكون معهم علاقة صداقة ومحاولة هدايته إلى الخير وإهدائهم بعض الكتب أو بعض الأشرطة والدعاء له في السر والعلن أن يُصلح الله قلبه.
اسأل الله تعالى أن يجعلنا هداة مهتدين. اللهم اهدي الشيعة جميعاً . اللهم آمييين
م فالله لا يرضى عن منافق ولا يرضى الله عن من سيرتد عن دينه تبارك وتعالى أبداً.
