الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
نفحات من وحي المعصية
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 56601" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">نفحات من وحي المعصية</span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="color: #800000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: red">عبدالرحمن بن أحمد بوقرنوس</span> </span></span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: darkorchid">أَرْوعُ ما في المعصية قبلَ ارتكابها هو تلك الآمالُ التي ترتسِم في المخيلة،</span> فتُنشِئ سعادةً ونشوةً تجعلك تطير في عالَم مِن الأحلام، وكأنَّ كل ما تتمنَّاه سيتحقَّق، وتزداد روعةُ السعادة كلَّما اقتربتْ مِن تحقيق معصيتك، تتَّضح الخُطواتُ أمامك وتَهون كلُّ العقبات أمامَ ناظريك، تزداد شجاعتُك مع ازدياد دقَّاتِ قلبِك! إنَّه الانتعاش يغمرك، وما أروعَ الانتعاشَ المقترن بالخوف: خوف مِن ضياع الفُرصة أو ظهور طارِئ قد يُحيل سعادتَك خيبة، إنَّه خوف يزيدك إصرارًا وتدقيقًا في كلِّ خُطوة تخطوها مِن أجل هدفك، يجب ألاَ يكون للصُّدفة طريق في خريطتك الموصلة للسعادة، كل شيءٍ محدَّد ومدقَّق، والغريب أنَّ كل الحواسِّ تكون مجندَّة لتحقيقِ المراد، بل حتى الوسوسات - والتي غالبًا ما تُلهيك عمَّا أنت فيه - تكون هذه المرَّة عونًا لك، بل خَيْر داعِم لك؛ ومِن المحقَّق أنَّ الأمر إذا اجتمعتْ له الهمَّة، وتجنَّدتْ له الحواسُّ، ووضحت له الخُطة، وأعانتْ عليه الخَطرة، وشابَ الإحساسَ - مِن أجله - نوعٌ مِن الحذر والتخوُّف والتبصُّر فهو بالتأكيد سيتحقَّق.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">ثم إنَّ أرْوع ما في المعصية أثناءَ ارتكابها هو بلوغُك أوْجِ السعادة وأعْلى درجاتِ الانتشاء وقِمَّة قِمم الاطمئنان أنَّك الآن في هذه اللحظة تملِك كلَّ شيء وحقَّقتْ كلَّ شيء، وصغُر أمامَ هدفك كلُّ شيء، بل حتى وإنْ جاءتك بعضُ الهواجس تَدْعوك للتراجُع، فالغريب أنَّ تجنُّدًا غريبًا داخلَ نفسك يدفعها ويردُّها ويُشجِّعك على المُضي! <span style="color: #3366ff">ألستَ قد ملكتَ كلَّ شيء؟!</span></span></span></span></p><p><span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">وتعظُم السعادة</span> عندَما تتأكَّد أنَّك ملكتَ كلَّ شيء بتدبيرك وتخطيطك وحُسن تَقديرك، فهي نتيجةٌ حصَّلَتْها الحواسُّ إذِ انتبهت، والأفكار إذِ اجتمعت، والحسابات إذْ تآلفَت، والرَّغبات إذْ وضحت، والخواطِر إذْ دعمت، فِعْلُك أوصلك لما تُريد فأنتَ قويٌّ، وما هواجِس الضَّعْف والنقص التي كانتْ تعتريك بيْن الفينة والأُخرى في مجالاتِ حياتك إلاَّ مجرَّد عوائق وهميَّة صنعتَها أنت بنفْسِك، <span style="color: #3366ff">ألم تَصِلِ الآن إلى مبتغاك؟! ألم تتملكْ ما تريد؟! ألم تحقِّق تمامَ السعادة؟!</span> نعمْ، ذلك وأكثر مِن ذلك! فأنتَ في هذه المرحلة أقوى مِن كلِّ الظروف وأعْتَى من كلِّ العوائق.</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">حتى وإنْ لاحظتَ غِياب عقلك عنِ التحضير والتنفيذ والتنعُّم بالسَّعادة، فإنَّ ذلك ليس غيابَ هروبٍ أو تهميش، وإنَّما غياب انسِجام، فتمام العقل ينسجِم مع تمام الرَّغْبة وتمام الحِرْص وتمام العَزمة وتمام الوسوسة، فيذوب الجميعُ في تمامِ السَّعادة، فلا تدَع هاجسًا ينغِّص عليك سعادتَك عندما يُكلِّمك أنَّ غياب عقلِك مظنَّة خطأ المسير والمصير، فما غاب عقلُك وإنَّما انتشَى!</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: darkorchid">ثم إنَّ أروع ما في المعصية هو ذلك الهُدوء الذي يتبع العاصِفة،</span> هدوء لا يُكلِّمك فيه إلاَّ الصمت، هدوء تَغيب معه تلك الهواجِس والأفكار، وتَخْتفي عندَه تلك الرَّغبات التي كانتْ تهزُّك قبلَ لحظات هزًّا، وتنعدم أثناءَه كلُّ تلك النِّداءات التي كانتْ تملؤك بالاندفاع والتحرُّك، وتذهب تلك الصَّيْحات التي كانتْ تُحاصرك لتدفعَك لطريقٍ واحدٍ تحقِّق به سعادتَك.</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">هدوء يساوي فيه عندك كلَّ شيء،</span> تحسُّ - وعيناك شاخِصة إلى السماء - أنَّك لا تُريد إلاَّ هذا الهدوء، حتى رغبتك التي أوصلتْك لهذا الهدوء لا تُريدها الآن، فهي لا تساوي شيئًا، أنت الآن عندَ نفسك لا تُساوي شيئًا، يَغيب كلُّ العالَم المحسوس والملموس أمامَك، شيءٌ واحِد فقط يُثير انتباهك: إنَّ هذا الهدوءَ الذي تبِع العاصفة ستتبعه عاصِفة.</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">ثم إنَّ أروع ما في المعصية بعدَ حدوثها هو تلك الهزَّة العنيفة المفاجِئة التي تُحرِّك كلَّ كيانك دون أن تعرِف لها مصدرًا، هزَّة تبْعَث في أركانك اضطرابًا، وحركةً وأشجانًا، تتبع بصيحاتٍ ونِداءات وحتى استغاثات، تحسُّ بعدها بنشاطٍ يذهب عنك النَّوم، ولكنَّه للأسف يُقعِدك في مكانك، ويعود معها عقلُك الذي كان سادرًا ليتولَّى زِمامَ المبادرة والكلام بعدَما غاب وذاب.</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">فجأةً تتوحَّد كلُّ تلك الصيحات لتكونَ صيحةً واحدة،</span> وتتوحَّد تلك النِّداءات لتكونَ نداءً واحدًا، ففي صيحةٍ واحِدة، ونداءٍ واحد، ونبْرة واحدة، يأتيك الخطابُ واضحًا نقيًّا وهو يقول لك: وَيْحَك! <span style="color: #3366ff">ماذا فعلت؟</span> لا بدَّ أنَّه أوضح خِطاب سمعتَه في حياتك؛ لأنَّه ينطق منك وإليك، يلخِّص حالك ويُنذرك بمآلك، ميزتُه أنَّه يتكرَّر مرةً واحدةً، لكنَّه يجعلك تعيش صداه زمنًا، وتغيب مع كلِّ نبرة مِن نبرات الصَّدَى كلُّ العوالِم من حولك، حتى تلك السعادة تغيب، وذلك الهدوء يتحوَّل إلى رُعْب يعتريك، فتضطرب وتخاف وتَتيه، فلا تسمع إلا صدَى الخطاب، بل كابوس الخطاب: ويْحَك! <span style="color: #3366ff">ماذا فعلت؟</span></span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فرَوْعَة المعصية بعدَ حدوثها أنَّها تُريك شناعتَها قبلَ حُدوثها، وتُريك بشاعتَها أثناءَ حدوثها، وتُبيِّن لك حقيقتَك بعدَ حدوثها، حقيقة أنَّك كنتَ مخدوعًا واهمًا، وأنَّ غياب عقلك لم يكُن انسجامًا وإنَّما كان إبعادًا، وأنَّ السعادة التي أحسستَها ما هي إلاَّ راحة عابِرة كالراحةِ التي يعيشها مُدمِن المخدِّرات عندَ أخْذه الجرعةَ الكاذبة.</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">يَزداد اضطرابُك وأنت تتأكَّد مِن هذه الحقائق،</span> ويَزداد تيهانُك وأنت تتلمَّس الخلاصَ مِن هذه العاصِفة، مِن هذا العذاب، تَعرِف مع هذا كَمْ كنتَ صغيرًا، حقيرًا، مغرورًا، فاشلاً...</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">يتحفَّز عقلُك عندَ هذه النقطة بالذات ليعلنَ ثورتَه على القيود السابِقة،</span> وانقلابَه على حُكم الحواس واللذَّة، وسيطرتَه على مقاليدِ التسيير، فيدلُّك على جَناحِ السرعة على أقربِ منفذ للخُروج من حالة التِّيه، فيسير بِك إلى نِداءٍ خافِتٍ كنت قد أهملتَه في البداية، نداء قد يَظهر لك بعيدًا ولكنَّك تجده الأقرب؛ لأنَّه موجود بداخلك، ملازِم لك، مغروس في ضَميرِك وشُعورِك وكل كيانك، منفذ يكون بسيطًا في البداية، فإذا قصدتَه ازداد اتساعًا حتى يغمرك كلَّك، تتَّجه إليه فإذا النداء: ﴿ <span style="color: royalblue">قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ</span> ﴾ [الزمر: 53]، فإذا برُوَاقٍ طويلٍ يتفتَّح أمامك في كلِّ جنباته مكتوب عليه: ﴿<span style="color: royalblue"> فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ</span> ﴾ [الذاريات: 50]، هذا الرُّواق وعلى عكس الأوَّل الذي سلكتَه طلبًا للذَّة والسعادة، يبَتدِئ بالظلمة والضِّيق، ثم يزداد النور والسَّعة حتى تجِد نفسَك في رَوضة من الذِّكر والفِكر والحب، تفوق بروعتها كلَّ لذات الدنيا.</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">إذا كان أَرْوَعُ ما في المعصية هي سعادة تافهة،</span> وهدوءًا خادعًا، وانتشاءً مكذوبًا، ثم عِلْمك كم أنت حقير وصغير وتافه بلا قِيمة، </span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">فإنَّ أروع ما تحسُّه بعدَ ترْك المعصية هي أنَّك في رِحاب مولى الأرْض والسموات،</span><span style="color: blue"> فتغمرك بذلك كلُّ الرحمات، وتقودُك شهواتُك ولذَّاتك إلى معرفةِ ذاتِك، وأنَّك لا تُساوي شيئًا بعيدًا عن </span><span style="color: blue">ربِّك - سبحانه وتعالى.</span></span></span></p><p></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وسلَّم</span></span></span></p><p></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والله أكبر ولله الحمد</span></span></span></p><p></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p> <span style="color: #000000"></span></p><p><span style="color: #000000"></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 56601, member: 47"] [center][font=comic sans ms][size=6][color=blue]نفحات من وحي المعصية[/color][/size][/font][/center] [right][color=#000000][color=#800000][size=6][font=comic sans ms][color=red]عبدالرحمن بن أحمد بوقرنوس[/color] [/font][/size][/color][/color][/right] [right][color=#000000][size=6][font=comic sans ms][color=darkorchid]أَرْوعُ ما في المعصية قبلَ ارتكابها هو تلك الآمالُ التي ترتسِم في المخيلة،[/color] فتُنشِئ سعادةً ونشوةً تجعلك تطير في عالَم مِن الأحلام، وكأنَّ كل ما تتمنَّاه سيتحقَّق، وتزداد روعةُ السعادة كلَّما اقتربتْ مِن تحقيق معصيتك، تتَّضح الخُطواتُ أمامك وتَهون كلُّ العقبات أمامَ ناظريك، تزداد شجاعتُك مع ازدياد دقَّاتِ قلبِك! إنَّه الانتعاش يغمرك، وما أروعَ الانتعاشَ المقترن بالخوف: خوف مِن ضياع الفُرصة أو ظهور طارِئ قد يُحيل سعادتَك خيبة، إنَّه خوف يزيدك إصرارًا وتدقيقًا في كلِّ خُطوة تخطوها مِن أجل هدفك، يجب ألاَ يكون للصُّدفة طريق في خريطتك الموصلة للسعادة، كل شيءٍ محدَّد ومدقَّق، والغريب أنَّ كل الحواسِّ تكون مجندَّة لتحقيقِ المراد، بل حتى الوسوسات - والتي غالبًا ما تُلهيك عمَّا أنت فيه - تكون هذه المرَّة عونًا لك، بل خَيْر داعِم لك؛ ومِن المحقَّق أنَّ الأمر إذا اجتمعتْ له الهمَّة، وتجنَّدتْ له الحواسُّ، ووضحت له الخُطة، وأعانتْ عليه الخَطرة، وشابَ الإحساسَ - مِن أجله - نوعٌ مِن الحذر والتخوُّف والتبصُّر فهو بالتأكيد سيتحقَّق.[/font][/size][/color][/right] [right][color=#000000][size=6][font=comic sans ms]ثم إنَّ أرْوع ما في المعصية أثناءَ ارتكابها هو بلوغُك أوْجِ السعادة وأعْلى درجاتِ الانتشاء وقِمَّة قِمم الاطمئنان أنَّك الآن في هذه اللحظة تملِك كلَّ شيء وحقَّقتْ كلَّ شيء، وصغُر أمامَ هدفك كلُّ شيء، بل حتى وإنْ جاءتك بعضُ الهواجس تَدْعوك للتراجُع، فالغريب أنَّ تجنُّدًا غريبًا داخلَ نفسك يدفعها ويردُّها ويُشجِّعك على المُضي! [color=#3366ff]ألستَ قد ملكتَ كلَّ شيء؟![/color][/font][/size][/color][color=#000000][/color][/right][color=#000000] [right][size=6][font=comic sans ms][color=blue]وتعظُم السعادة[/color] عندَما تتأكَّد أنَّك ملكتَ كلَّ شيء بتدبيرك وتخطيطك وحُسن تَقديرك، فهي نتيجةٌ حصَّلَتْها الحواسُّ إذِ انتبهت، والأفكار إذِ اجتمعت، والحسابات إذْ تآلفَت، والرَّغبات إذْ وضحت، والخواطِر إذْ دعمت، فِعْلُك أوصلك لما تُريد فأنتَ قويٌّ، وما هواجِس الضَّعْف والنقص التي كانتْ تعتريك بيْن الفينة والأُخرى في مجالاتِ حياتك إلاَّ مجرَّد عوائق وهميَّة صنعتَها أنت بنفْسِك، [color=#3366ff]ألم تَصِلِ الآن إلى مبتغاك؟! ألم تتملكْ ما تريد؟! ألم تحقِّق تمامَ السعادة؟![/color] نعمْ، ذلك وأكثر مِن ذلك! فأنتَ في هذه المرحلة أقوى مِن كلِّ الظروف وأعْتَى من كلِّ العوائق.[/font][/size][/right] [right][font=comic sans ms][size=6]حتى وإنْ لاحظتَ غِياب عقلك عنِ التحضير والتنفيذ والتنعُّم بالسَّعادة، فإنَّ ذلك ليس غيابَ هروبٍ أو تهميش، وإنَّما غياب انسِجام، فتمام العقل ينسجِم مع تمام الرَّغْبة وتمام الحِرْص وتمام العَزمة وتمام الوسوسة، فيذوب الجميعُ في تمامِ السَّعادة، فلا تدَع هاجسًا ينغِّص عليك سعادتَك عندما يُكلِّمك أنَّ غياب عقلِك مظنَّة خطأ المسير والمصير، فما غاب عقلُك وإنَّما انتشَى![/size][/font][/right] [right][size=6][font=comic sans ms][color=darkorchid]ثم إنَّ أروع ما في المعصية هو ذلك الهُدوء الذي يتبع العاصِفة،[/color] هدوء لا يُكلِّمك فيه إلاَّ الصمت، هدوء تَغيب معه تلك الهواجِس والأفكار، وتَخْتفي عندَه تلك الرَّغبات التي كانتْ تهزُّك قبلَ لحظات هزًّا، وتنعدم أثناءَه كلُّ تلك النِّداءات التي كانتْ تملؤك بالاندفاع والتحرُّك، وتذهب تلك الصَّيْحات التي كانتْ تُحاصرك لتدفعَك لطريقٍ واحدٍ تحقِّق به سعادتَك.[/font][/size][/right] [right][size=6][font=comic sans ms][color=blue]هدوء يساوي فيه عندك كلَّ شيء،[/color] تحسُّ - وعيناك شاخِصة إلى السماء - أنَّك لا تُريد إلاَّ هذا الهدوء، حتى رغبتك التي أوصلتْك لهذا الهدوء لا تُريدها الآن، فهي لا تساوي شيئًا، أنت الآن عندَ نفسك لا تُساوي شيئًا، يَغيب كلُّ العالَم المحسوس والملموس أمامَك، شيءٌ واحِد فقط يُثير انتباهك: إنَّ هذا الهدوءَ الذي تبِع العاصفة ستتبعه عاصِفة.[/font][/size][/right] [right][font=comic sans ms][size=6]ثم إنَّ أروع ما في المعصية بعدَ حدوثها هو تلك الهزَّة العنيفة المفاجِئة التي تُحرِّك كلَّ كيانك دون أن تعرِف لها مصدرًا، هزَّة تبْعَث في أركانك اضطرابًا، وحركةً وأشجانًا، تتبع بصيحاتٍ ونِداءات وحتى استغاثات، تحسُّ بعدها بنشاطٍ يذهب عنك النَّوم، ولكنَّه للأسف يُقعِدك في مكانك، ويعود معها عقلُك الذي كان سادرًا ليتولَّى زِمامَ المبادرة والكلام بعدَما غاب وذاب.[/size][/font][/right] [right][size=6][font=comic sans ms][color=blue]فجأةً تتوحَّد كلُّ تلك الصيحات لتكونَ صيحةً واحدة،[/color] وتتوحَّد تلك النِّداءات لتكونَ نداءً واحدًا، ففي صيحةٍ واحِدة، ونداءٍ واحد، ونبْرة واحدة، يأتيك الخطابُ واضحًا نقيًّا وهو يقول لك: وَيْحَك! [color=#3366ff]ماذا فعلت؟[/color] لا بدَّ أنَّه أوضح خِطاب سمعتَه في حياتك؛ لأنَّه ينطق منك وإليك، يلخِّص حالك ويُنذرك بمآلك، ميزتُه أنَّه يتكرَّر مرةً واحدةً، لكنَّه يجعلك تعيش صداه زمنًا، وتغيب مع كلِّ نبرة مِن نبرات الصَّدَى كلُّ العوالِم من حولك، حتى تلك السعادة تغيب، وذلك الهدوء يتحوَّل إلى رُعْب يعتريك، فتضطرب وتخاف وتَتيه، فلا تسمع إلا صدَى الخطاب، بل كابوس الخطاب: ويْحَك! [color=#3366ff]ماذا فعلت؟[/color][/font][/size][/right] [right][font=comic sans ms][size=6]فرَوْعَة المعصية بعدَ حدوثها أنَّها تُريك شناعتَها قبلَ حُدوثها، وتُريك بشاعتَها أثناءَ حدوثها، وتُبيِّن لك حقيقتَك بعدَ حدوثها، حقيقة أنَّك كنتَ مخدوعًا واهمًا، وأنَّ غياب عقلك لم يكُن انسجامًا وإنَّما كان إبعادًا، وأنَّ السعادة التي أحسستَها ما هي إلاَّ راحة عابِرة كالراحةِ التي يعيشها مُدمِن المخدِّرات عندَ أخْذه الجرعةَ الكاذبة.[/size][/font][/right] [right][size=6][font=comic sans ms][color=blue]يَزداد اضطرابُك وأنت تتأكَّد مِن هذه الحقائق،[/color] ويَزداد تيهانُك وأنت تتلمَّس الخلاصَ مِن هذه العاصِفة، مِن هذا العذاب، تَعرِف مع هذا كَمْ كنتَ صغيرًا، حقيرًا، مغرورًا، فاشلاً...[/font][/size][/right] [right][size=6][font=comic sans ms][color=blue]يتحفَّز عقلُك عندَ هذه النقطة بالذات ليعلنَ ثورتَه على القيود السابِقة،[/color] وانقلابَه على حُكم الحواس واللذَّة، وسيطرتَه على مقاليدِ التسيير، فيدلُّك على جَناحِ السرعة على أقربِ منفذ للخُروج من حالة التِّيه، فيسير بِك إلى نِداءٍ خافِتٍ كنت قد أهملتَه في البداية، نداء قد يَظهر لك بعيدًا ولكنَّك تجده الأقرب؛ لأنَّه موجود بداخلك، ملازِم لك، مغروس في ضَميرِك وشُعورِك وكل كيانك، منفذ يكون بسيطًا في البداية، فإذا قصدتَه ازداد اتساعًا حتى يغمرك كلَّك، تتَّجه إليه فإذا النداء: ﴿ [color=royalblue]قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[/color] ﴾ [الزمر: 53]، فإذا برُوَاقٍ طويلٍ يتفتَّح أمامك في كلِّ جنباته مكتوب عليه: ﴿[color=royalblue] فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ[/color] ﴾ [الذاريات: 50]، هذا الرُّواق وعلى عكس الأوَّل الذي سلكتَه طلبًا للذَّة والسعادة، يبَتدِئ بالظلمة والضِّيق، ثم يزداد النور والسَّعة حتى تجِد نفسَك في رَوضة من الذِّكر والفِكر والحب، تفوق بروعتها كلَّ لذات الدنيا.[/font][/size][/right] [right][size=6][font=comic sans ms][color=blue]إذا كان أَرْوَعُ ما في المعصية هي سعادة تافهة،[/color] وهدوءًا خادعًا، وانتشاءً مكذوبًا، ثم عِلْمك كم أنت حقير وصغير وتافه بلا قِيمة، [/font][/size] [size=6][font=comic sans ms][/font][/size] [size=6][font=comic sans ms][/font][/size] [size=6][font=comic sans ms][color=blue]فإنَّ أروع ما تحسُّه بعدَ ترْك المعصية هي أنَّك في رِحاب مولى الأرْض والسموات،[/color][color=blue] فتغمرك بذلك كلُّ الرحمات، وتقودُك شهواتُك ولذَّاتك إلى معرفةِ ذاتِك، وأنَّك لا تُساوي شيئًا بعيدًا عن [/color][color=blue]ربِّك - سبحانه وتعالى.[/color][/font][/size][/right] [center][font=comic sans ms][size=6][color=navy]وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وآله وسلَّم[/color][/size][/font][/center] [center][font=comic sans ms][size=6][color=navy]والله أكبر ولله الحمد[/color][/size][/font][/center] [/color] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
نفحات من وحي المعصية