أم أحمد و عبد الرحمان
عضو مميز
- إنضم
- 3 يونيو 2012
- المشاركات
- 2,918
- النقاط
- 38
- الإقامة
- تونس الخضراء
- احفظ من كتاب الله
- الحمد لله
- احب القراءة برواية
- قالون
- القارئ المفضل
- الحذيفي / أبو عبد الله
- الجنس
- أخت
نزيــف المعاصي .. متى يتوقف؟
إنَّ التخلية لابد أن تأتي دومًا قبل التحلية .. فعلى المرء أن يُقلِع عن ذنـــوبه قبل التفكير في الارتقاء بمنزلته عند الله جلَّ وعلا .. لأنك لن تستطيع أن تتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ وتزداد محبتك له سبحانه، وأنت مازلت مصرًا على الوقوع في بعض الذنـــوب .. كان الحسن البصري يقول "ما عُبِّدَ العابدون بشيءٍ أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه" [جامع العلوم والحكم (11:22)]
وإن قلت: أنك ترغب في الإقلاع عن المعاصي، لكن كلما حاولت فشلت ..
عليك أن تسأل نفسك: هل تكره الذنب بالفعل وتكره أن تقع فيما يُغضِب الله عزَّ وجلَّ عليك؟!
أم أنك تخشى أعين الناس ولا تخشى عينه الناظرة إليك؟!!
وهو الرقيــب الشهيــد البصيـــر .. يسمع كلامك ويرى مكانك ويعلم سرك وعلانيتـــك،،
يَا كَاتِمَ السِّرِّ وَمُخْفِيهِ ... أَيْنَ مِنَ اللهِ تُوَارِيهِ
بَارَزْتَ بِالْعِصْيَانِ رَبَّ الْعُلَى ... وَأَنْتَ مِنْ جَارِكَ تُخْفِيه
[شعب الإيمان (9:415)]
عن بكر بن عبد الله المزني، قال: "من يأت الخطيئة وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي" [حلية الأولياء (1:312)]
فلا يوجد ذنب بلا عقوبة، إلا ذنبٍ استدرك العبد منه نفسه في الحال فتـــاب من قريب ..
فأوقف نزيــــف المعاصي والذنـــوب، حتى تخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة ..
كان داود الطائي يقول "ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس" [حلية الأولياء (3:324)]
وحينها فقط تتذوق طعم الحيـــاة الطيــبة ..
الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب
فتُكثــِر من الدعــاء؛ حتى يُكَرِه الله تعالى إليـــك الذنــوب ويحفظك منها ويُطَهِّر قلبك من آثـــارها ..
اللهمَّ كَرِّه إلينــا الكفر والفسوق والعصيان، وباعد بيننا وبين الخطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب،،
فتعرف أن كل بلية وكل همِّ وكل ضيق وكل عسر، إنما هو بسبب المعاصي والذنـــوب ..
وإليـــك العقوبــات لبعض الذنــوب التي يتهاون الكثير من الناس في الوقوع بها::
وليس المقصود تارك الصلاة بالكلية، إنما من يتهاون في صلاة الفجر أو شهود صلاة الجماعة .. أما تاركها فمصيبته أعظم والعياذ بالله ..
ومن عقوبــات من ينـــام عن صلاة الفريضة .. عن سمرة بن جندب
وفي نفس الحديث السابق قال
قال
وفي هذا العصر انتشر الزنا الذي هو من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات التي تمحق الإيمان وتستوجب غضب الرحمن .. ومن يقع فيه تُعجَّل عقوبته في الدنيا، ويُعاقب من جنس عمله.
فلا يتورع الناس عن النظر الحرام، فيتساهلون في الدخول إلى المواقع الإباحية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني السيئة الخبيثة.
ولا يعلمون أن العين تزني وزناها النظر .. عَنْ النَّبِيِّ
وقد قال تعالى { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (*) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (*) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5,7] .. والْعَادُونَ: هم الذين يتعدون حدود الله ويتجاوزون الخطوط الحمراء ..
وقد توعَّد النبي
عن أنس بن مالك
فمن يستمع للغناء يُعَرِض نفسه للمسخ والطرد من رحمة الله ..
ويكفي المسخ الذي يحدث للقلوب من جراء الاستماع لهذه الملوثـــات،،
والله سبحانه وتعالى غيور، يغار أن تنتهك محارمه .. فإذا تعلَّق القلب بسواه، استوجب العذاب والعقاب وصار من شرك المحبة ... الذي قال الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة: 165]
وعن أبي هريرة قال : قال النبي
وإذا كانت هذه الضوابط قد اتخذت في المسجد وهو مكان العبادة الطاهر الذي يكون فيه النساء والرجال أبعد ما يكون عن ثوران الشهوات، فاتخاذها في غيره ولا شك من باب أولى.
والنبي
فوصف النبي
فهل يوجد مجال للمكابرة والمجادلة بعد معرفة تلك العقوبـــات؟!
كمن يتعاملون مع البنوك الربوية، وصناديق التوفير .. عن أنس بن مالك
وعن عوف بن مالك
عن عبد الله بن عمرو قال: لعن رسول الله
فبعض الناس ذنوبهم داخل قلوبهم، مما يُضيِّع عليهم دينهم .. عن الزبير بن العوام أن النبي
وهو من أشد الذنــوب تفشيًّا في هذا الزمان، ولم يسلم منه حتى المتدينون .. فيقعون في كبائر بخوضهم في أعراض الناس بحقٍ أو بباطل .. وقد قال رسول الله
وهو دليل الضلال بعد الهدى .. عن أبي أمامة قال: قال رسول الله
فما من أحدٍ إلا وله نصيب من قائمة الذنــــوب السالفة ..
فكلنا نحتـــاج إلى حل عـــاجــل لإيقــاف نزيـــف الذنـــوب ..
واحذر من الاستهانة بالذنب .. فقد قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8]
فينبغي أن تستحي من الله قبل أن يَحِلَّ العذاب بالعصــاة،،
استشعر عظمة ربَّك في قلبك قبل أن تنطق على لسانك: الله أكبر .. وإذا عظمت ربَّك بحق، ستحتقر الذنـوب التي تبعدك عنه.
الخطوة الرابعة: مشاهدة صور من انتقام الله عزَّ وجلَّ من العصــاة ..
فحين ترى أقوامًا قد ابتلوا بعقوبات على معاصيهم، ستَحمَد ربَّك وتعترف بنعمته وحِلمه عليك .. وتعلم أن ربَّك قد يُمْهِل لكنه لا يُهْمِل.
الخطوة الخامسة: ترك كل ما تكره أن تموت عليه ..
قال سلمة بن دينار "انْظُرْ كُلَّ عَملٍ كَرهتَ المَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ، فَاترُكْهُ، ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ" [سير أعلام النبلاء (11:120)]
فهل تتمنى أن تموت على ذنبٍ أم على طاعة؟!
كان إبراهيم بن أدهم يقول "وَاللهِ مَا الحَيَاةُ بِثِقَةٍ، فَيُرْجَى نَوْمُهَا، وَلاَ المَنِيَّةُ بِعُذرٍ، فَيُؤمَنُ عُذْرُهَا، فَفِيْمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيْرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبطَاءُ؟ قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ العَيْشِ البَاقِي بِالعَيْشِ الفَانِي" [سير أعلام النبلاء (13:441)]
الخطوة السابعة: قائمة الذنــوب مقابل النِعَم ..
اكتب قائمة بالذنوب التي تريد التخلُّص منها، ولا تنس ذكر الذنوب التي قد لا تبالي بها؛ مثل: قلة خوفك وحياءك من الله سبحانه وتعالى .. وفي الجانب الآخر قائمة بنِعَم التي قد مَنَّ الله تعالى عليك بها ..
فتقارن بين خير الله تعالى وإحسانه عليك، وبين شرور نفسك وسيئاتها .. فيتوَّلد عن هذا الاحساس بالحيـــاء، مما يدفعك إلى التغيير.
واجبــات عملية للتوبـــة::
2) شدة المحافظة على الصلاة في أول الوقت .. بالأخص صلاة الفجر.
3) تحصيــن النفس من الشيطان بالذكر والقرآن .. عن طريق قراءة الورد اليومي، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
4) التصدُّق بصدقة كبيــرة في السر .. لتطفيء بها غضب الربِّ.
5) احفظ نفسك من عقوبات المعاصي بصنائع المعروف .. كما قال
وذلك عن طريق:: السعي في مساعدة فقير أو مسكين من إطعام أو كسوة، من كفالة يتيم، كفالة في علاج مدمن، مساعدة طالب علم؛ لكي ينشر دين الله .. إعانة مظلوم، إغاثة ملهوف، السعي في قضاء حاجة مسلم، السعي في زواج مسلم أو مسلمة في زمن الفتن، المساعدة في بناء مسجد أو مستشفى.
اعمل عمل خيـــر خالصًا لله، يحفظك من عقابه ..
واعلم أنه كما أنك تأثم إذا وقعت في ذنبٍ ما .. فإنك تؤجر على تركك للذنــب، طالما قد تركته امتثالاً لأمر الله تبــارك وتعالى ..
ففي كل يومٍ تطلع عليك شمسه، احتسب أجر اجتنابك للوقوع فيما حرَّم الله عزَّ وجلَّ ..
فتحتسب أجر غضك لبصرك، وعدم وقوعك في الغيبة أو النميمة، وغيرها من المُحرمــات.
خذ الخطوة لله وابدأ من جديد ..
سنوقف نزيــــف المعاصي بحول الله وقوته،،
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع