ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
الحث على طلب العلم
ونصرة معتقد أهل الحق
قصيدة من نظم الإمام الأصولي الفقيه النظار التقي الصالح الأواب
علاء الدين علي بن محمد بن عبد الرحمن بن خطاب الباجي
(631هـ-714هـ)
يقولُ أضعفُ العَبيدِ الرَّاجي
الحمدُ لله على التوفيقِ
وكم له من نعمةٍ وجُودِ
ثم الصلاة والسلام الأبدي
وآله وصحبه وعترته
اعلم -فدتكَ النَّفسُ- يا حبيبُ
وهو الذي حَوَى العلومَ كلَّها
كالفقه والأصلين والتوريث
والعلم بالتفسير والمعاني
والبحث واللغات والأخبار
والطب للأبدان والقلوب
واستثبت المنقولَ منها ضَابِطَا
وسار في مسالك العقول
فحققَّ الأصولَ والفروعا
وانقاد طائعاً لأمر الشَّرعِ
مجتهداً في طاعة الرحمن
مكمل الإيمان بالإحسان
كيما يحوز الفوز بالجنان
وكل ما لم تره العينان
فانهض بإقدام على الأقدام
وشمر الساق عن اجتهاد
واستنهض الهمَّةَ في التَّحصِيلِ
وارحل إلى من يستحق الرِّحلَه
حيث انتهت أخباره إليكا
واطرح رداء الكبر عن عطفيكا
واسع إليه ماشياً أو راكبا
تضع لك الأملاك من رضاها
من سنَّةٍ دلَّتْ على التَّفضِيلِ
كـ(إنَّما يخشى) وخذ موزونا
وتوِّجِ العلمَ بتاجِ العملِ
فإنَّه له على الفحول
من سهر الليل على الأقدام
وإنه المقصود بالعلوم
وأخلص النية في الأعمال
فإنما الأعمال بالنيات
وليس يرضى ربنا عباده
فوحد القصد بها لله
واعمر بذكر الله قلباً خاليا
يذكرك في الأملاك فوق الفوق
واغتنم الصلاة في الدياجي
ودق بالجبهة وجهَ الأرض
يحببك ربي وتنل بحبه
وما أجل ذا المقام وقتا
فذا المقام فهمه يهول
وقد علمت شطحة الحلاج في
إنَّ الطريقَ همةٌ وحالُ
واسلك طريق العلم والأعمال
هما طريق الفوز لا محاله
كالليث والجنيد والدينوري
جواهر الرجال في الوجود
تفز بأعلى الأجر والأحوال
وربما نلتَ المقام العالي
حتى إذا قال الولي كن كذا
بإذن ربه وطوع قدرته
كذا أتى عن سالكي الطريقه
إذ مذهب السنة وهو الأحسن
لأنها وإن تكن كالمعجزه
فيها التحدي دائماً معدوم
وكثرة الأخبار عنها مانعه
وهذه طريقة ظريفه
كنسب إتيان السخا لحاتم
وقد أتى بنقلها الكتاب
كقصة الخضر مع الكليم
مواهب تصدر عن كريم
أسعدَ مَنْ أراد بالتقديم
سبحان من أنعم بالتكريم
وما حكى من قصة لمريما
يأتي إليها كلَّ وقت رزقُ
فهل بقي للاعتزال مستند
وجاء في الآثار أيضاً عن عمر
صياحه بمنبر المدينة
يريد إرشاد الأمير ساريه
وفي نهاوند أتاه الصوت
فأسرع الأمير بالسريه
فأدركوا الكمين خلف الجبل
وامتلت الفلاة بالجماجم
وذاك فيه الكشف والتصريف
جلَّ الإله مظهر العجائب
من جاءه يمشي أتاه هروله
ينيل أولياءه الآمالا
وما جرى لأحمد الرفاعي
لما خطا في الجو فوق المنبر
عند ورود وارد شريف
على رقاب الأولياء رجلي
أجابه أحمدُ في الرّواق
معترفاً لقوله بالصدق
فقيل ماذا قال عبد القادر
فأرخوا مقاله فكانا
كأنه من جملة الحضار
ما صدَّه عن كشف هذا الحال
وذاك من كليهما كرامه
وما أتى عن شيخنا السبتي
تأتي الكرامات على يديه
مهما أراد كان لا محاله
يقترح المرء شفاء عن مرض
أو سقي بستان له أو زرع
يبذل شيئا من فتوح الفقرا
فيحصل المراد بالتلطف
كأنه أفعاله المعتاده
لا الجاه والبنون والأموال
جميعها على الفتى وبال
لذاتها مشوبة بالألم
فحل ما من بعد من حساب
بل من سؤال منكر في القبر
وخفة الميزان بالأعمال
وهول أحوال لظى نيران
نسأل رب العرش والعباد
إلهامنا طرائق السداد
وعفوه لنا وللأجداد
والمسلمين حيهم والغادي
من كل ذنب سالف وآت
فإنه المرجو والمأمول
لا راحم سواه قط يقصد
كل إلى رحمته فقير
في كل ممكن له تقدير
وهو على ما شاءه قدير
لا مشبه له ولا نظير
فرد قديم واجب بالذات
أرسل خير الخلق في الآفاق
محمَّداً خاتم رسل ربنا
صلى عليه ربنا وسلما
وآله وصحبه الأخيار
مغفرةً عليٌّ بنُ البَاجِي
لفَهْمِ ما ألهمَ مِنْ تحقيقِ
أوَّلُه إفاضةُ الوجودِ
على النبي المصطفى محمد
والتابعين بعدهم لسنته
أن السعيدَ العالمُ الأديبُ
وفكَّ مشكلاتِهِا وحلَّها
والنحو والتصريف والحديث
ومنطق الأمين والبيان
عن قصص الماضين في الأعصار
وكلِّ علمٍ نافعٍ مطلوب
وحقَّقَ البُرْهَانَ والمغالطا
على الطريق الواضح المعقول
مقيسها العقلي والمسموعا
في حكم أصلِ دينِهِ والفرع
بالقول والفعل وبالجنان
إلى جميع الإنس والحيوان
وحورها العين وبالولدان
وكل ما لم تسمع الأذنان
إن كنت للعلياء ذا مرام
مثل اجتهاد السادة العباد
من كلِّ شَيخٍ عالمٍ فضيلِ
خَلفَ الفُرَاتِ أو وَرَاء الدِّجْلَه
فقصده محتم عليكا
وقل لداعي العلم يالبيكا
كما استطعت للتقي مصاحبا
أجنحةً وكم كذا سواها
وآية في محكم التنزيل
(هل يستوي الذين يعلمونا)
مُزَيَّنٍ بحِلْيهِ والحُلَلِ
من الرجال خلعة النحول
بين يدي مصوِّر الأنام
عند ذوي الفطنة والفهوم
لصانع العالم ذي الجلال
وكونها لله خالصات
أُشْرِكَتْ فيها مَعه عباده
لا تكن عن قصده باللاهي
من غيره تنل مقاماً عاليا
فانتهز الفرصة يا ذا الشوق
إن المصلي ربه يناجي
في الصلوات النفل بعد الفرض
ما في الحديث من عطاء قربه
حتى تجِلَّهُ وأنت أنتا
تعجز عن تحقيقه العقول
مقاله فإثره لا تقتف
تثمرها الأعمالُ لا المقالُ
كلاهما محقق الآمال
يسلكها مشايخ الرساله
والعجمي والسري والثوري
بعد النبيين لدى المعبود
وأوضح الفتوح للرجال
بالكشف والتفريق بالمقال
كانَ، سواء كان نفعاً أو أذى
على سبيل فضله ونعمته
وكن بذاك مؤمناً حقيقه
أن كرامات الولي تمكن
فالخرق بالتقييد عنها محرزه
وذاك فرقٌ واضحٌ معلوم
كذب الجميع فهي حتماً واقعه
ليست سخيفةً ولا ضعيفه
بكثرة الأخبار بالمكارم
واتضح الباطل والصواب
تحوي كرامات فخذ تفهيمي
وعن قدير عالم حكيم
بفضله في حكمه القديم
وقربه وفضله العميم
وأنه يرزقها تكرما
من عالم الغيب وذاكَ صدقُ
من بعد ما بينته فيعتمد
من ذاك ما بين الرواة قد ظهر
الجبلَ اقصده تجد كمينه
إلى مكايد الأسود الضاريه
وكاد لولاه يكون الفوت
ممتثل الأوامر المرضيه
فاستأصلوه بالقنا والأسل
وفاز حزب الله بالغنائم
العلم والأسماع يا ظريف
على يدي عبيده الحبائب
برغم أنف سائر المعتزله
وفوقها من يده تعالى
وشيخ كيلان كما سماعي
عشرا وعاد قائلا للحضر
من حضر القدس بلا تكييف
والحكم الوارد لا المستحلي
في وقته المذكور يا رفاقي
وشاهداً بقوله وعتق
قال كذا مقال صدق ظاهر
في وقت شطح شيخنا نشوانا
يشاهد الميعاد بالأبصار
بعد فجَلَّ مانح الأحوال
على ارتفاع قدره علامه
وذاك أمرٌ ليس بالمخفي
سلام ربي دائماً عليه
من خالق سبحان من أناله
لأهله أو دفع ضر قد عرض
أو رد ما قد ضاع بين الجمع
يرى يسيراً حسب ما تيسرا
بلا تعسف ولا تكلف
وهذه لعمرك السعاده
والخيل والحمير والبغال
ومنتهاها أبدا زوال
نعيمها مكدر بالنقم
ومن عقاب فيه أو عتاب
ومن مواقف ليوم الحشر
وخوف دقة الصراط العالي
نعوذ بالله من الخسران
بالمصطفى الهادي إلى الرشاد
من قول أو فعل أو اعتقاد
وسائر الأهلين والأولاد
تحت الثرى في باطن الألحاد
برحمة منه إلى الممات
والملتجى إليه والمسؤول
ولا إله غيره فيعبد
وفي يدي عقابه أسير
وهو به وغيره خبير
والنفع والضر به يصير
ولا شريك لا ولا وزير
منزه بالذات والصفات
مكملاً مكارم الأخلاق
مبشراً ومنذراً ومحسنا
ما لاح فجر طالع وكرما
الطيبين السادة الأطهار
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع