ابن عامر الشامي
وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
- إنضم
- 20 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 10,237
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المملكة المغربية
- احفظ من كتاب الله
- بين الدفتين
- احب القراءة برواية
- رواية حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- سعود الشريم
- الجنس
- اخ
قال عبدالرحمن بن معاضة الشهري : هذه قصيدة أبي الحسين الملطي التي عارض بها قصيدة أبي مزاحم الخاقاني ، نقلتها من تحقيق الأستاذ عزير شمس للقصيدتين . وهي في كتابه (روائع التراث) من ص108 حتى ص 112 وقد نقلتها كما هي مع خفاء كلمتين في قافيتي البيتين 38 و 52
ملتقى أهل التفسير
www.tafsir.net
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عثمان بن سعيد(1) : لما بلغ أبا الحسين محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي المقرئ قول أبي مزاحم في الإقراء وحسن الأداء عارضه بقصيدة عملها في هذا المعنى على عروض تلك وقافيتها ، ومعانيها ، وزاد عليه أشياء أغفلها ، وأصولاً أضرب عنها ، غير أن فضل قصيدة أبي مزاحم في الإتقان والجودة وتهذيب الألفاظ وتقريب المعاني لا تخفى على من تأمل القصيدتين ، وأنشد الشعرين ممن له أدنى فهم ، وأقل تمييز ، فضلاً على من خص من ذلك بحظٍّ وافرٍ ، ومن عليه منه بنصيب كامل.
وقد رأينا أن نكتب في آخر كتابنا هذا قصيدة أبي الحسين ، ونختمه بها لغرابتها ، وقلة وجودها عند من يشار إليه بالتصدير ، ويعرف بالإقراء ، مع محل قائلها من الدين ، وموضعه من العلم ، رحمة الله عليه ورضوانه .
ذكر قصيدة أبي الحسين الملطي ومن أنشدناها عنه
أنشدنا أبو مروان عبيدالله بن سلمة بن حزم المكتب لفظاً من كتابه ، وأبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد العسقلاني من حفظه ، قال : أنشدنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي بعسقلان لنفسه في القراء ، وهي هذه :
أقولُ لأهلِ اللُّبِّ والفضلِ والحِجْرِ
وأَسألُ ربي عَونَهُ وعَطاءَهُ
وأَدْعُوهُ خَوفاً راغِباً بِتَذَلُّلٍ
وأَسأَلُهُ عَوناً كما هُو أَهْلُهُ
إِلَهي بِذاكَ العِزِّ والجُودِ والبَها
وأَطْلِقْ لِساني بالصَّوابِ فإِنَّهُ
وهَبْ ليْ خُشُوعاً في التَّمَنِّي وخَشيَةً
فإِنَّ الذي يتلو الكتابَ يُقِيمُهُ
فيا قَارئَ القرآنِ فاطْلُبْ ثَوابَهُ
10- وإِيَّاكَ أَنْ تَبْغِي بِهِ غَيْرَ أَجْرِهِ
عليكَ بِقَصْدِ المُقْرئيْنَ أُوليْ النُّهَى
وكُنْ طالِباً تَبْغِي إِقامَةَ سُنَّةٍ
وأَقْرانِها عَنْ سَبعةٍ ذِي فَصاحةٍ
وإِيَّاكَ والتقليدَ مَنْ لَيس يَتَّقِيْ
لأَنَّ الذي لا يَعْرِفُ اللَّحْنَ أَشْكَلَتْ
فَدَعْهُ وكُنْ ما شِئْتَ تَبْغِي زِيادَةً
فَذُو الحِلْمِ لا يَنْفَكُّ عَنْ حَزْمِ رَأْيِهِ
وفي حَرْفِ عبدِاللهِ إِنْ شِئْتَ قُدْوَةٌ
فهذانِ مِنْ أَهلِ الحِجازِ كِلاهُما
20-وشيخُ النُّهى والعِلْمِ والحِجْرِ والتُّقَى
ومِنْ بَعدهِ الشاميُّ ذاك ابنُ عامرٍ
ومِنْ بَعدِه الزيَّاتُ حَمزةُ ذو التُّقى
فهُمْ سَبعةٌ كانوا المصابيحَ رَتَّلُوا
وما هَذْرَمُوها بَلْ نَوَوا عَنْ فَسادِها
وكُنْ إِنْ تَلوتَ الذِّكْرَ غَيْرَ مُهَذْرِمٍ
وأَتْقِنْ كتابَ اللهِ واعْرِفْ بَيانَهُ
وكنْ حاذقاً ذا فِطنةٍ وتدبرٍ
وكنْ عارفاً للدرسِ في كل حالةٍ
وما لكَ إِن لم تَعرفِ اللحنَ حُجةٌ
30- وحُكمُكَ أَنْ تقرأْ بِوزنٍ وخِبْرةٍ
وإِنْ أنتَ أَقرأَتَ أمرءاً بِتحقُّقٍ
وعَرِّفْهُ ما يأَتيهِ حتى يُقِيمَهُ
ولا تَضْجَرَنْ كيما تَحوزَ مَثُوبَةً
وحَذِّرْهُ مِنْ جَورِ القراءةِ عامداً
وعَرِّفْهُ نَصْباً بعدَ رَفْعٍ تُبينُهُ
ولا تَشْدُدِ النُّونَ التي يُظهِرونَها
هي العيْنُ والغَيْنُ اللتانِ كلاهُما
وبَعدَهُما حاءٌ وخاءٌ وهَمزةٌ
ولا تُظْهِرَنْها عندَ غَيْرِ حُرُوفِها
40- بِراءٍ ولامٍ ثُمَّ ميمٍ وبعدَها
ونُونٌ وَتُخْفَى عندَ خَمسٍ وعَشْرَةٍ
فهذا بيانٌ واضحٌ إِنْ عَرَفتهُ
ومَيِّزْ لدَى التَّمْكينِ في كلِّ موضعٍ
ومَدُّكَ فاعلَمْ في ثلاثةِ أَحْرُفٍ
فواحدةٌ معروفةٌ بِسُكونِها
ونَبْرُكَ لا تَتْرُكْ بِسَدِّ خُروجِهِ
ومَكِّنْ إذا حرفٌ أتاكَ مُضاعَفٌ
وإِمَّا أَتتْ راءٌ ولامٌ رَقيقةٌ
عليكَ لإِتْمامِ الكلامِ مُوَافِقاً
50- وإِنْ جِئتَ قبلَ الواوِ بالضمِّ فاجْرِهِ
وإنْ جاءَ حرفُ اللِّيْنِ مِنْ قَبْلِ مُدْغَمٍ
وإنْ جاءَ حرفُ الوصلِ فاسْمع بنطقهِ
ولا تُدْغِماً مِيماً إذا كانَ بعدَها
وخُذْ بوصَاتِي أَيُّهَا المرءُ تَنْتَفِعْ
تدبر مقالاً فيه علمٌ وحكمةٌ
فلا تَدَعَنْهُ رَغْبةً وتَهَاوناً
فقدْ وَجَبَتْ لِيْ في ذِمَامِكَ حَاجةٌ
ونَظْمي لهَا خَمسونَ بيتاً وتسعةٌ
59- ولا تُخْلِيَنِّي مِنْ دُعائِكَ ، إِنَّنِي
مقالَ مُريدٍ للثَّوابِ وللأجْرِ
وصَرْفَ دواعي العُجْبِ عَنِّىَ والكِبْرِ
لِيَغْفِرَ لَيْ ما كانَ مِنْ سَيّئِ الذِّكْرِ
أَعُوذُ بهِ مِنْ آَفةِ القولِ والفَخْرِ
أَجِرْني من الآفاتِ والقُبْحِ والشَّرِّ
كَلِيلٌ ، فإِنْ أَطْلَقْتَهُ فُزْتُ بالغَفْرِ
ونُطْقاً فَصِيحاً بالتَّواضُعِ والفِكْرِ
على لَحْنِهِ يَحْظى بفائدةِ الأَجْرِ
وكُنْ طائِعاً للهِ في السِّرِّ والجَهْرِ
وأَحْكِمْ أَدَاهُ ، واجْتَهِدْ تَحْظَ بالقَدْرِ
فَخُذْ عنهمُ لَفْظاً يَزِيْنُكَ إِذْ تَدْري
فَقُلِّدْتَها عنْ سادةٍ مِنْ ذَوي السِّتْرِ
ولُبٍّ ودِيْنٍ ، ذلكَ الصادقُ المُقْرِيْ
ولا عِنْدَهُ خُبْرٌ مِن النَّصْبِ والجَرِّ
عليهِ حُرُوفٌ في التِّلاوةِ بِالنُّكْرِ
ولو نِلْتَ ما نالَ الفَصيحُ من اليُسْرِ
وذو الجهلِ لا يَنْفَكُّ مِنْ شِدَّةِ الغِرِّ
ونافعُ مُقْراهُ يُزِيلُ أَذَى الصَّدْرِ
وبَعدَهُما البَصْرِيُّ ذاك أَبُو عَمرِو
وذُو خِبْرَةٍ بالنَّحْوِ واللَّفظِ والشِّعْرِ
وبالكوفةِ القُرَّاءُ منهمْ أَبو بَكْرِ
وأَيضاً عليٌّ بَعْدَهُ مِنْ ذَوي البِرِّ
تِلاوتَهُمْ بالحِذْقِ فيها وفي الحَدْرِ
وما مَطَّطُوها يا أَخيْ فُزْتَ بالبِكْرِ
فَجَوِّدْ عَلى رِسْلٍ بِلا سَرَفِ العُذْرِ
لِتَرْكَبَ نَهْجَ الصَّادِقينَ ذَوي الحِجْرِ
لِتحذرَ لَحْفاً في الخفاءِ وفي السرِّ
ليُصرَفَ عند الله جائحةُ الوِزْرِ
وما لكَ إِن لم تعرفِ اللحنَ مِنْ عُذْرِ
ورِقَّةِ ألفاظٍ ودَرْسٍ على قَدْرِ
فلا تَزِدَنْهُ إِنْ أَخَذْتَ على عَشْرِ
على حَدِّهِ باللفظِ منكَ وبالصَّبْرِ
من اللهِ في يومِ التغابُنِ والحشرِ
وبَيِّنْ لهُ الإدغامَ والجَزْمَ في الأَمْرِ
وخَفْضاً أَبِنْهُ بالإِشارةِ للكَسْرِ
إذا ما عَدَتْ شَيئاً من الأَحْرُفِ الزُّهْرِ
تَبِينانِ عندَ النونِ في كلِّ ما تَجْري
فتَبْيينُها لديهُنَّ واسْتَجِرْ(2)
وعَوِّضْ بإِدْغامٍ لَدَى سِتَّةٍ غَيْرِ
ثلاثٌ وهُنَّ : الواوُ والياءُ في الإِثْرِ
إذا ما أتى في المُحْكماتِ لذي الذِّكرِ
فَخُذهُ بفهمِ الحاضرينَ لهُ وادْرِ
وقاربْ إذا ما جِئْتَ بالمدِّ والقَصْرِ
وهُنَّ حُروفُ اللِّيْنِ عندَ ذَوي الخُبْرِ
وياءٌ وواوٌ يَسْكُنانِ على يُسْرِ
ولا تَكُ ذا جَورٍ إذا جئتَ بالنَّبْرِ
وأَنْعِمْ بيانَ العينِ والهاءِ كالدُّرِّ
فخَلِّصْهما ، والنُّطقُ يأتي على خبري
فلا تَدَعَنْها ما حَيِيتَ من العُمْرِ
عَلى واضحِ التِّبيانِ في الدَّرْجِ والمَرِّ
فبالمدِّ والتمكينِ يُنْثَى مع الدَّهْرِ
وسَكِّنْ ذَوي التَّسكينِ غَرِّد زفر(3)
سِواها ، وكُنْ في ذاكَ مُعتَدِلَ الأَمْرِ
فقد بُحْتُ بالمكنونِ والعُرفِ مِنْ سِرِّ
وتلقيح أذهان أبحتك من بر
ولا تكُ تَأتي بالخِلافِ على أَمْرِ
وتَعْصِي إذا قَصَّرْتَ عنها وعنْ شُكْرِ
قَريضاً فَخَيِّرْ مَنْ يُعَظِّمْهُ واسْتَشْرِ
لكَ اللهَ دَاعٍ بالسَّلامةِ والنَّصْرِ
قال عثمان بن سعيد : للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام على ما بيناه قبل ، فذكر أبو مزاحم منها الحكم الواحد ، وهو ما بيناه عنده ، وذكر أبو الحسين ثلاثة أحكام : ما بينا عنه[لعله عنده] وما تدغمان وما تخفيان . وبقي الحكم الرابع وهو ما نقلناه عنده[لعله تقلبان عنده] ، فقلت أنا فيه بيتاً وأدرجته مع قول أبي الحسين لتكمل بذلك أحكام النون والتنوين ، وهو قولي :
وتُبدلُ عند الباء ميماً لأنهَّا مؤاخيةٌ في الصوتِ في السِّرِّ والجهرِ
فذكرتُ البدل والعلة فيه.
ــــــــــــ
(1) هو أبو عمرو الداني ، المقرئ الشهير المتوفى سنة 444هـ ، قاله في خاتمة كتابه شرح القصيدة الخاقانية .
(2) كذا في الأصل .
(3) كذا في الأصل .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع