إدارة المعهد
لا إله إلا الله
- إنضم
- 30 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 1,683
- النقاط
- 38
- الإقامة
- بلجيكا
- احب القراءة برواية
- ورش عن نافع عن طريق الازرق
- القارئ المفضل
- عبد الجليل خالد-القزابري
- الجنس
- أخ
الحمد لله الذي أنزل القرآن، هدىً للناسِ وبيّنات من الهدى والفرقان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي أفصح بيان، وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسان.
وبعد:
فمما لا شك فيه أنّ الاعتناء بكلام الله تلاوةً وتدبراً وحفظاً وعملاً، من أعظم القربات ،وأفضل الطاعات الموصلات إلى فراديس الجنات، لذلك كان القرآن الكريم محطّ أهل العناية والرعاية والفضل على مرِّ العصور ،وكرِّ الدهور لا سيّما حفظه كاملا عن ظهر غيب، لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
ولكي تسير عملية حفظ القرآن مساراً صحيحاً يوصل إلى الغاية المنشودة والضبط والإتقان، والبعد عن اللحن والخطأ والنسيان، فلا بدّ من أساسيات تضبط ذلك المقصد السامي، وقواعد تعين على تحقيق هذا الهدف النبيل:
أولاً: الأساسيّات:
هناك أساسيّات لا بد ّمنها لحفظ القرآن الكريم، ومن أهمّها ما يأتي:
1- النّية الصالحة:
وذلك لأن الأعمال مبنيّة على النّيات، فلا بدّ من الإخلاص لله تعالى، لأنّ حفظ القرآن من أعظم المقاصد التي تفتقر إلى نية سليمة ،وإخلاص مستديم ، تتناسب وجـلالة القــرآن الكريم ، وسمـوّ مـنزلته ،عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكلِّ امــرئٍ مــا نوى...) ، الحديث ، (رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
العزيمة والإرادة : -2
وذلك لأن الطريق إلى مشروع حفظ القرآن طويل وبحاجة إلى عزم أكيد، وتصميم جاد، وإرادة لا تلين، ومحاولة لتجاوز الصعوبات المتوقعة ،والانشغالات المتربصة، إضافة إلى تعقيدات الحياة ، وتحصيل المعاش، لذا يجب عدم الالتفات إلى المعوقات ، ووساوس الشيطان ، و دعاوى التثبيط ،وملابسات الضعف عن مواصلة الطريق ، وكما قيل : عظمة الهمم توصل إلى القمم.
3- تصحيح النطق:
وهي الخطوة العملية الأولى على طريق حفظ القرآن الكريم ، إذ لايستقيم الحفظ إلا بسلامة اللفظ ، ولا يتحقق ذلك إلا بالتلقي من معلِّم متخصّص في التلاوة و التحفيظ ، ولا سيّما العلماء المجازين عن مشايخهم بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يصـل إلى سـلامة النـــطق ،ودربة اللسان ،وكسب المهارات المتعلقة بذلك.
4- تعلُّم أحكام التجويد:
وهذا مكمّل لصحة النطق للكلمات القرآنية بأصول التلاوة المأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل ، وهي واجبة التعلُّم ، لأنّ القرآن الكريم أُنزل مرتّلا مجوّدا ، وقـد قـال الله تعــــالى: (ورتّل القرآن ترتيلا) ، (سورة المزمل ، الآية 4 ) ، وقد وضع العلماء المختصّون من أمثال ابن الجزري قواعد التجويد ، وأصول الترتيل ، وقد قال ابن الجزري في مقدّمته المعروفة بالجزرية :
والأخـــذ بالتجويد حتم لازمُ من لم يجوّد القرآن آثــــمُ
لأنــــه بــه الإله انــــــــزلا وهــكذا منــه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التـــــــلاوةِ وزينــــة الأداء والقـــراءةِ
وليس بينـه وبين تركــــــــهِ إلا رياضة امرئ بفكّــــــهِ
كما أن هناك قواعد مهمّة يقوم عليها الحفظ السليم، والسريع، والمضمون، وهذه القواعد مستقاة من الخبراء المتخصّصين في هذا المجال، وأهمّها ما يأتي:
1- تحديد مقدار الحفظ اليومي:
وهو أمر ضروري لتكون عملية الحفظ منظمة ، وقد تختلف قابليات الاستيعاب عند الناس، وقد أوصى المتخصّصون أن لا يتجاوز المقدار عن صفحة واحدة كمستوى عام ، ولا يقلّ عن نصف صفحة على قياس مصحف المدينة المنورة ، ولا علاقة لهذا بالدورات المكثفة التي تعتبر حالات استثنائية ، تحتاج إلى تفرّغ كامل لمدّة محدودة محلّها : دورات الإجازة الصيفية ، والمراكز المتخصّصة ، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء .
2- الاستماع إلى الآيات:
ويكون من قارئ متقن مشافهة، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى قراءة سيّدنا جبريل عليه السلام، وهو المعلِّم الأول بأمر الله تعالى، وهو الأصل في أصول تعليم القرآن الكريم.
3- عرض الآيات:
أي: المراد حفظها على القارئ المتقن للتأكد من سلامة النطق، وصحة التلقّي ،كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في عرض قراءته على سيدنا جبريل عليه السلام ، وهاتان النقطتان أعني: الثانية والثالثة تجمع طريقة التلقّي والمشافهة التي هي الطريقة النبوية الصحيحة، والتي انتقل بها القرآن المرتل بالإسناد المتصل من لدن ربِّ العزّة والجلال ، إلى جبريل عليه السلام ، ثمّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي أوحى الله إليه ( لاتحرّك به لسانك لتعجل به ،إنّ علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه ، ثمّ إنّ علينا بيانه ) ،( سورة القيامة ، الآيات 16-19 ) ، فكان عليه الصلاة والسلام حريصاً أن لايفوته شئ ، فطمأنه الله تعالى ، ورسم له طريق التلقي .
4- اختيار مصحف مناسب الحجم:
والقصد من ذلك وضوح الرؤية أثناء الحفظ ، وذلك يحقق وضوح الكلمة القرآنية ، ووضوح الحركات والسكنات على الحروف ، ووضوح علامات الوقوف......الخ ، ومن الخطأ الفادح : الحفظ في مصحف صغير، أو ما يسمّى بمصحف الجيب ، لأنّه طُبع لتذكير الحافظ ، وليس للحفظ الجديد ، وأقل حجم مناسب هو حجم الكف ، ويُفضّل الحجم الوسط المعتاد والمتداول في المساجد والجامعات والمدارس .
5- الاقتصار على مصحف ذي طبعة واحدة :
حيث أن المصاحف تختلف في بداية صفحاتها، ونهاياتها، وعدد أسطرها،وذلك لكثرة الطبعات وتعدد مصادرها ، والحافظ بحاجة إلى طبعة معيّنة ، لأنّ الحفظ سيُشكِّل خريطةً في الدماغ، بحيث يتذكر الحافظ موقع الآية من الصفحة ، وهذا يعينه على سلامة الحفظ ، أما إذا حفظ من طبعات مختلفة فإنّ هذا سيؤثّر سلبيا على الحفظ وجودته ، ومن فضل الله تعالى أنّ مصحف المدينة متوفر بكافة الأحجام ، وطبعاته متوافقة الصورة .
6- اختيار الوقت المناسب:
قد يختلف الأشخاص في اختيار الأوقات التي تناسبهم في حفظ القرآن الكريم على حسب ميولهم أو رغباتهم أو طبيعة أعمالهم، والمهمّ أن يتوفر في الوقت المختار للحفظ : الاستعداد الكامل ، والنشاط الجيد لسلامة استقبال الآيات الجديدة ، لكنّ المجرَّب الذي أوصى به العلماء هو وقت السحر أو مابعد
صلاة الفجر إلى طلوع الشمس فهذه أوقات فضيلة وبركة وفتح. . .
7- قراءة المقدار المراد حفظه:
وذلك للتأكد من سلامة النطق والحركات ....الخ ويفضل تكرارها ليعتاد عليها السمع ، ويسهل حفظها، ولا بأس من الاستماع إلى المصاحف المرتلة ، وهي وفيرة جداً ، وبأجهزة مختلفة.
8- البدء بحفظ الآيات:
ويكون التركيز عليها واحدة واحدة، وتجزئة الآية الطويلة إلى مقاطع ، وتكرارها غيباً لمرّات عديدة ، ثمّ الانتقا ل إلى الآية الثانية أو المقطع الثاني مع ملاحظة ربط اللاحق بالسابق بشكل مستمر،
وذلك لتلافي التوقف أو التلكّؤ لاحقاً.
9- قراءة المقدار كاملا:
أي : تلاوة المحفوظ الجديد كاملا غيباً، وتكراره أكثر من مرة ليكون منضبطا متسلسلا بشكل متمكّن.
10- عرض الحفظ الجديد على متقن:
والمقصود بذلك عرضه على الشيخ ، أو على شخص متمكن للتأكد من سلامته ، لأن الإنسان حينما يحفظ لنفسه قد يقع في خطأ من غير شعور، فإذا عرضه على غيره صحَّح الخطأ مباشرة إن وجد، إذ إنّ بقاء الخطأ مدة طويلة يرسِّخه ، ويكون تصحيحه - بعدئذٍ- صعباً . .
11- قراءة المحفوظ في الصلاة:
حيث ثبت أنّ الصلاة تثبّت الحفظ الجديد، لأن الإنسان في حالة خشوع بين يدي الله تبارك وتعالى، وللآيات الجديدة طعم خاص في الصلاة كذلك.
12- مراجعة الحفظ قبل النوم:
وهو أمر مفيد جداً حيث ثبت علمياً ، قيام العقل الباطن في أثناء النوم بترديد ما يُقرأ قبل النوم ، وهي نقطة يجب أن تُستثمر لصالح الحفظ لغرض تثبيته أكثر.
13- فهم المعنى:
وذلك بمطالعة تفسير ولو مبسَّط ، لأنّ فهم المعنى للآيات المحفوظة يزيد من إتقان حفظها ورسوخها، كما أنّ ذلك يُعين على تدبّرها، والتعرّف على معانيها وأسرارها وأنوارها.
14- استراحة الحفظ:
وذلك بأن يُترك يومٌ واحدٌ في الأسبوع من غير حفظ جديد، ويكون فقط لمراجعة ما حُفظ خلال الأسبوع ، وهذا يزيده ثبوتاً ورسوخاً ، وهو كذلك لدفع الملل عن النفس ، وشحذ الهمّة لاستقبال أسبوع جديد .
15- الانتباه إلى المتشابه :
فلا بدّ من معرفة وتمييز أماكن التشابه بين الآيات، تجنباً لحصول اللبس والخلط بينها، وخصوصاً آيات القصص ، وبذلك يتجاوز الحافظ صعوبة هذا الأمر، وهناك كتب تبيِّن ذلك، إضافة إلى الاستفادة من الحُفّاظ أهل الخبرة في هذا المجال ، ومن الكتب في ذلك : غاية المرتاب في متشابهات آي الكتاب، للإمام السخاوي ، ومتشابه القرآن ، للإمام الكسائي .
16- الاستفادة من التقنيات الحديثة :
وهذا لايغني أبداً عن التلقي والمشافهة الذي هو الأصل الأصيل في تعلّم التجويد ، وضبط حفظ القرآن الكريم ، والتقنيات الحديثة عومل مساعدة ، ومنها : برنامج ( تالي ليزر) ، وهو يعرض القرآن الكريم مع أهمّ أحكام التجويد بالصوت والصورة ، مع إمكانية التوقف بعد كلّ آية لغرض الترديد ...الخ ، ومنها : الأقراص المدمجة المتنوعة ، هذا بالإضافة إلى القنوات الفضائية مثل : (الفجـــــر)، و( المــجد ) ، و( إقـــرأ ) ، و( الــرسالة ) ، وغيرها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
منقول للفائدة
وبعد:
فمما لا شك فيه أنّ الاعتناء بكلام الله تلاوةً وتدبراً وحفظاً وعملاً، من أعظم القربات ،وأفضل الطاعات الموصلات إلى فراديس الجنات، لذلك كان القرآن الكريم محطّ أهل العناية والرعاية والفضل على مرِّ العصور ،وكرِّ الدهور لا سيّما حفظه كاملا عن ظهر غيب، لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
ولكي تسير عملية حفظ القرآن مساراً صحيحاً يوصل إلى الغاية المنشودة والضبط والإتقان، والبعد عن اللحن والخطأ والنسيان، فلا بدّ من أساسيات تضبط ذلك المقصد السامي، وقواعد تعين على تحقيق هذا الهدف النبيل:
أولاً: الأساسيّات:
هناك أساسيّات لا بد ّمنها لحفظ القرآن الكريم، ومن أهمّها ما يأتي:
1- النّية الصالحة:
وذلك لأن الأعمال مبنيّة على النّيات، فلا بدّ من الإخلاص لله تعالى، لأنّ حفظ القرآن من أعظم المقاصد التي تفتقر إلى نية سليمة ،وإخلاص مستديم ، تتناسب وجـلالة القــرآن الكريم ، وسمـوّ مـنزلته ،عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم إنّما الأعمال بالنّيات، وإنما لكلِّ امــرئٍ مــا نوى...) ، الحديث ، (رواه البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
العزيمة والإرادة : -2
وذلك لأن الطريق إلى مشروع حفظ القرآن طويل وبحاجة إلى عزم أكيد، وتصميم جاد، وإرادة لا تلين، ومحاولة لتجاوز الصعوبات المتوقعة ،والانشغالات المتربصة، إضافة إلى تعقيدات الحياة ، وتحصيل المعاش، لذا يجب عدم الالتفات إلى المعوقات ، ووساوس الشيطان ، و دعاوى التثبيط ،وملابسات الضعف عن مواصلة الطريق ، وكما قيل : عظمة الهمم توصل إلى القمم.
3- تصحيح النطق:
وهي الخطوة العملية الأولى على طريق حفظ القرآن الكريم ، إذ لايستقيم الحفظ إلا بسلامة اللفظ ، ولا يتحقق ذلك إلا بالتلقي من معلِّم متخصّص في التلاوة و التحفيظ ، ولا سيّما العلماء المجازين عن مشايخهم بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يصـل إلى سـلامة النـــطق ،ودربة اللسان ،وكسب المهارات المتعلقة بذلك.
4- تعلُّم أحكام التجويد:
وهذا مكمّل لصحة النطق للكلمات القرآنية بأصول التلاوة المأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم جيلا بعد جيل ، وهي واجبة التعلُّم ، لأنّ القرآن الكريم أُنزل مرتّلا مجوّدا ، وقـد قـال الله تعــــالى: (ورتّل القرآن ترتيلا) ، (سورة المزمل ، الآية 4 ) ، وقد وضع العلماء المختصّون من أمثال ابن الجزري قواعد التجويد ، وأصول الترتيل ، وقد قال ابن الجزري في مقدّمته المعروفة بالجزرية :
والأخـــذ بالتجويد حتم لازمُ من لم يجوّد القرآن آثــــمُ
لأنــــه بــه الإله انــــــــزلا وهــكذا منــه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التـــــــلاوةِ وزينــــة الأداء والقـــراءةِ
وليس بينـه وبين تركــــــــهِ إلا رياضة امرئ بفكّــــــهِ
كما أن هناك قواعد مهمّة يقوم عليها الحفظ السليم، والسريع، والمضمون، وهذه القواعد مستقاة من الخبراء المتخصّصين في هذا المجال، وأهمّها ما يأتي:
1- تحديد مقدار الحفظ اليومي:
وهو أمر ضروري لتكون عملية الحفظ منظمة ، وقد تختلف قابليات الاستيعاب عند الناس، وقد أوصى المتخصّصون أن لا يتجاوز المقدار عن صفحة واحدة كمستوى عام ، ولا يقلّ عن نصف صفحة على قياس مصحف المدينة المنورة ، ولا علاقة لهذا بالدورات المكثفة التي تعتبر حالات استثنائية ، تحتاج إلى تفرّغ كامل لمدّة محدودة محلّها : دورات الإجازة الصيفية ، والمراكز المتخصّصة ، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء .
2- الاستماع إلى الآيات:
ويكون من قارئ متقن مشافهة، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى قراءة سيّدنا جبريل عليه السلام، وهو المعلِّم الأول بأمر الله تعالى، وهو الأصل في أصول تعليم القرآن الكريم.
3- عرض الآيات:
أي: المراد حفظها على القارئ المتقن للتأكد من سلامة النطق، وصحة التلقّي ،كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في عرض قراءته على سيدنا جبريل عليه السلام ، وهاتان النقطتان أعني: الثانية والثالثة تجمع طريقة التلقّي والمشافهة التي هي الطريقة النبوية الصحيحة، والتي انتقل بها القرآن المرتل بالإسناد المتصل من لدن ربِّ العزّة والجلال ، إلى جبريل عليه السلام ، ثمّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي أوحى الله إليه ( لاتحرّك به لسانك لتعجل به ،إنّ علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه ، ثمّ إنّ علينا بيانه ) ،( سورة القيامة ، الآيات 16-19 ) ، فكان عليه الصلاة والسلام حريصاً أن لايفوته شئ ، فطمأنه الله تعالى ، ورسم له طريق التلقي .
4- اختيار مصحف مناسب الحجم:
والقصد من ذلك وضوح الرؤية أثناء الحفظ ، وذلك يحقق وضوح الكلمة القرآنية ، ووضوح الحركات والسكنات على الحروف ، ووضوح علامات الوقوف......الخ ، ومن الخطأ الفادح : الحفظ في مصحف صغير، أو ما يسمّى بمصحف الجيب ، لأنّه طُبع لتذكير الحافظ ، وليس للحفظ الجديد ، وأقل حجم مناسب هو حجم الكف ، ويُفضّل الحجم الوسط المعتاد والمتداول في المساجد والجامعات والمدارس .
5- الاقتصار على مصحف ذي طبعة واحدة :
حيث أن المصاحف تختلف في بداية صفحاتها، ونهاياتها، وعدد أسطرها،وذلك لكثرة الطبعات وتعدد مصادرها ، والحافظ بحاجة إلى طبعة معيّنة ، لأنّ الحفظ سيُشكِّل خريطةً في الدماغ، بحيث يتذكر الحافظ موقع الآية من الصفحة ، وهذا يعينه على سلامة الحفظ ، أما إذا حفظ من طبعات مختلفة فإنّ هذا سيؤثّر سلبيا على الحفظ وجودته ، ومن فضل الله تعالى أنّ مصحف المدينة متوفر بكافة الأحجام ، وطبعاته متوافقة الصورة .
6- اختيار الوقت المناسب:
قد يختلف الأشخاص في اختيار الأوقات التي تناسبهم في حفظ القرآن الكريم على حسب ميولهم أو رغباتهم أو طبيعة أعمالهم، والمهمّ أن يتوفر في الوقت المختار للحفظ : الاستعداد الكامل ، والنشاط الجيد لسلامة استقبال الآيات الجديدة ، لكنّ المجرَّب الذي أوصى به العلماء هو وقت السحر أو مابعد
صلاة الفجر إلى طلوع الشمس فهذه أوقات فضيلة وبركة وفتح. . .
7- قراءة المقدار المراد حفظه:
وذلك للتأكد من سلامة النطق والحركات ....الخ ويفضل تكرارها ليعتاد عليها السمع ، ويسهل حفظها، ولا بأس من الاستماع إلى المصاحف المرتلة ، وهي وفيرة جداً ، وبأجهزة مختلفة.
8- البدء بحفظ الآيات:
ويكون التركيز عليها واحدة واحدة، وتجزئة الآية الطويلة إلى مقاطع ، وتكرارها غيباً لمرّات عديدة ، ثمّ الانتقا ل إلى الآية الثانية أو المقطع الثاني مع ملاحظة ربط اللاحق بالسابق بشكل مستمر،
وذلك لتلافي التوقف أو التلكّؤ لاحقاً.
9- قراءة المقدار كاملا:
أي : تلاوة المحفوظ الجديد كاملا غيباً، وتكراره أكثر من مرة ليكون منضبطا متسلسلا بشكل متمكّن.
10- عرض الحفظ الجديد على متقن:
والمقصود بذلك عرضه على الشيخ ، أو على شخص متمكن للتأكد من سلامته ، لأن الإنسان حينما يحفظ لنفسه قد يقع في خطأ من غير شعور، فإذا عرضه على غيره صحَّح الخطأ مباشرة إن وجد، إذ إنّ بقاء الخطأ مدة طويلة يرسِّخه ، ويكون تصحيحه - بعدئذٍ- صعباً . .
11- قراءة المحفوظ في الصلاة:
حيث ثبت أنّ الصلاة تثبّت الحفظ الجديد، لأن الإنسان في حالة خشوع بين يدي الله تبارك وتعالى، وللآيات الجديدة طعم خاص في الصلاة كذلك.
12- مراجعة الحفظ قبل النوم:
وهو أمر مفيد جداً حيث ثبت علمياً ، قيام العقل الباطن في أثناء النوم بترديد ما يُقرأ قبل النوم ، وهي نقطة يجب أن تُستثمر لصالح الحفظ لغرض تثبيته أكثر.
13- فهم المعنى:
وذلك بمطالعة تفسير ولو مبسَّط ، لأنّ فهم المعنى للآيات المحفوظة يزيد من إتقان حفظها ورسوخها، كما أنّ ذلك يُعين على تدبّرها، والتعرّف على معانيها وأسرارها وأنوارها.
14- استراحة الحفظ:
وذلك بأن يُترك يومٌ واحدٌ في الأسبوع من غير حفظ جديد، ويكون فقط لمراجعة ما حُفظ خلال الأسبوع ، وهذا يزيده ثبوتاً ورسوخاً ، وهو كذلك لدفع الملل عن النفس ، وشحذ الهمّة لاستقبال أسبوع جديد .
15- الانتباه إلى المتشابه :
فلا بدّ من معرفة وتمييز أماكن التشابه بين الآيات، تجنباً لحصول اللبس والخلط بينها، وخصوصاً آيات القصص ، وبذلك يتجاوز الحافظ صعوبة هذا الأمر، وهناك كتب تبيِّن ذلك، إضافة إلى الاستفادة من الحُفّاظ أهل الخبرة في هذا المجال ، ومن الكتب في ذلك : غاية المرتاب في متشابهات آي الكتاب، للإمام السخاوي ، ومتشابه القرآن ، للإمام الكسائي .
16- الاستفادة من التقنيات الحديثة :
وهذا لايغني أبداً عن التلقي والمشافهة الذي هو الأصل الأصيل في تعلّم التجويد ، وضبط حفظ القرآن الكريم ، والتقنيات الحديثة عومل مساعدة ، ومنها : برنامج ( تالي ليزر) ، وهو يعرض القرآن الكريم مع أهمّ أحكام التجويد بالصوت والصورة ، مع إمكانية التوقف بعد كلّ آية لغرض الترديد ...الخ ، ومنها : الأقراص المدمجة المتنوعة ، هذا بالإضافة إلى القنوات الفضائية مثل : (الفجـــــر)، و( المــجد ) ، و( إقـــرأ ) ، و( الــرسالة ) ، وغيرها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
منقول للفائدة
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع