رمضان - طريقنا الي الجنة

طباعة الموضوع

الصحبة الطيبة

عضو مميز
إنضم
16 أبريل 2013
المشاركات
199
النقاط
16
الإقامة
القاهرة - مصر
الموقع الالكتروني
nasrtawfik.blogspot.com
احفظ من كتاب الله
اللهم أعينني علي دوام التلاوة والتدبر وحفظ القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص عن عاصم
القارئ المفضل
محمد صديق المنشاوي والحصري والسديسي
الجنس
أخ وأسرتي

بسم الله الرحمن الرحيم​
المقدمة
الحمد لله الذي فرض على عباده صيام رمضان، والصلاة والسلام على من أنزل عليه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان, أما بعد:
*أخي المسلم, هنيئا لك ما خصك الله به من نعمة إدراك شهر رمضان؛ لتصوم نهاره، وتقوم ليله، وتقرأ كتابه، وتتفرغ لعبادته.
*فكم من الناس حرموا تلك النعمة!
*كم من الناس صاموا معنا رمضان الغائب, وهم اليوم موتى في قبورهم!
*وكم من الناس لم يستطيعوا صيام رمضان لمرض نزل بهم، أو عجز أصابهم، أو شيخوخة أضعفتهم، أو هرم أذهب عقولهم!
*فالحمد الله - أخي الكريم - على هذه النعمة، واغتنم فرصة هذا الشهر في طاعة الله وعبادته، ولا تضيع أيامه القليلة وساعاته اليسيرة فيما لا يعود عليك بالفائدة والأجر والثواب من الله تعالى. قال : «من أدرك رمضان, ولم يغفر له باعده الله في النار» [مسلم].
فضائل الصيام
1-رتب الله تعالى على الصيام عظيم الأجر والمغفرة؛ قال تعالى: وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ إلى قوله: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب: 35].
2-وقال : «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك وجهه عن النار سبعين خريفاً» [متفق عليه].
3-ولما سأل أبو أمامة رسول الله  عن عمل يدخله الجنة قال له: «عليك بالصوم، فإنه لا مثل له» [صحيح, رواه النسائي].
4-وقال : قال الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي, وأنا أجزي به، والصيام جنة – أي: وقاية – وإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث, ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله, فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده, لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه» [متفق عليه].
5-وأخبر : «أن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» [حسن رواه أحمد والحاكم].
6-وأخبر : «أن في الجنة بابا اسمه الريان, لا يدخل منه إلا الصائمون» [متفق عليه].

فضل شهر رمضان وصيامه
1-من فضائل شهر رمضان أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، ونوره المبين.
2-فيه تصفد الشياطين، وتغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان؛ قال : «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت الشياطين»[متفق عليه] ومعنى صفدت: حبست.
3-فيه ليلة القدر، والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر. قال تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3].
4-بصيامه يحصل الغفران كما قال : «من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
5-بقيامه يحصل الغفران كذلك. قال النبي : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
6-وأخبر  «أن العمرة فيه تعدل حجة» [رواه البخاري].
7-وأخبر  «أن لله فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة حتى ينقضي رمضان» [صحيح رواه أحمد].
8-وأخبر  «أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد» [رواه ابن ماجة, وصححه البوصيري].

متى يجب الصيام؟
*سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: كنت أصوم وأفطر من سن16 سنة إلى سن 18سنة ثم التزمت بعد ذلك بالصيام التام، فهل عليَّ شيء من ذلك؟
*فأجاب: متى أتم الإنسان 15 عاما وجبت عليه التكاليف، فإن هذه السن علامة البلوغ، فهذا الذي تساهل بالصوم, وقد حكم ببلوغه قد ترك واجباً، فعليه قضاء ما ترك أو أفطر فيه من أيام الرمضانات التي مرت، ولا يعذر بجهله بحكمة الصيام، فعليه قضاء الأيام التي تركها أو لم يتم الصيام فيها مع الكفارة عن كل يوم إطعام مسكين، فإن كان جاهلاً بعددها, فعليه الاحتياط, حتى يتيقن أنه قضى ما وجب في ذمته، والله أعلم. [فتاوى الصيام].
بم نستقبل شهر رمضان؟
أولاً: بالمبادرة إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها وكثرة الاستغفار.
ثانيا: بتعلم ما لا بد منه من فقه الصيام.
ثالثا: عقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة.
رابعا: استحضار أن رمضان ما هو إلا أيام معدودات سرعان ما ينقضي.
خامساً: الاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية المطلقة منها والموظفة خصوصاً المتعلقة برمضان.
صوم رمضان حُكْمُهُ وَحِكَمُهُ
*أولاً: حُكمه:
*الصيام: هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.
*وهو فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فمن أنكر فرضيته فهو مرتد كافر يستتاب، فإن تاب وأقر بفرضيته, وإلا قتل كافراً.
*وصوم رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم.
*ويجب صيام رمضان برؤية هلاله أو بإكمال شعبان ثلاثين يوماً، ويكتفي في إثبات الشهر برؤية عدل واحد.
*قال ابن القيم: وكان من هديه  إلا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو بشهادة شاهد واحد، كما صام بشهادة ابن عمر، وصام مرة بشهادة أعرابي واعتمد على خبرهما... فإن لم يكن رؤية, ولا شهادة, أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً، ولم يكن يصوم يوم الإغمام, ولا أمر به، بل أمر أن تكمل عدة شعبان ثلاثين إذا غم. [زاد المعاد].

لا يجوز اعتماد الحساب في إثبات الأهلة
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: في بعض بلاد المسلمين يعمد الناس إلى الصيام دون اعتماد على رؤية الهلال، وإنما يكتفون بالتقاويم، فما حكم ذلك؟
*فأجاب: قد أمر النبي  المسلمين أن يصوموا لرؤية الهلال ويفطروا لرؤيته، فإن غم عليهم أكملوا العدة ثلاثين. [متفق عليه].. وقال : «لا تصوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة» والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وكلها تدل على وجوب العمل بالرؤية أو إكمال العدة عند عدم الرؤية، كما تدل على أنه لا يجوز اعتماد الحساب في ذلك، وهو الحق الذي لا ريب فيه. [فتاوى الصيام].
*ثانيا: حكم الصيام وفوائده:
1-الصوم طريق التقوى قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[البقرة:183].
2-وهو سبب للتخلص من كل أنواع الباطل؛ قال : «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»[رواه البخاري].
3-ومن فوائده أنه يضعف الشهوة، ويعود على الصبر، ويقوي الإرادة، ولذلك أمر النبي  من لم يستطع الزواج من الشباب بالصيام.
4-ومن فوائده تعويد الأمة على النظام والاتحاد وحب العدل والمساواة، والإيثار والبذل والعطاء ومواساة الفقراء والمساكين وأهل الفاقة.
5-ومن فوائده الصحية أنه يطهر الأمعاء، ويصلح المعدة، وينظف البدن من الفضلات التي قد تسبب الضرر مع الوقت.
6-ومن فوائده أنه يفرغ القلب, ويشغله بما يجلب له السعادة والفلاح من الذكر والعبادة وتلاوة القرآن.
7-ومن فوائده أنه يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان، فتسكن النفس ويهدأ البال وتزول الوساوس، ويتفرغ الإنسان لطاعة ربه.
هدية  في رمضان
*قال الإمام ابن القيم: (وكان من هديه  في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، ويكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخص رمضان بما لا يخص غيره به من الشهور) [زاد المعاد].

ما ينبغي للصائم وما يجب عليه
*سئل الشيخ ابن عثيمين: ماذا ينبغي للصائم, وماذا يجب عليه؟
*فأجاب: ينبغي للصائم أن يكثر من الطاعات، ويجتنب جميع المحرمات، فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، ويترك الكذب والغيبة والغش، والمعاملات الربوية، وكل قول أو فعل محرم، قال النبي : «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري].
[فتاوى الصيام]
آداب الصيام وسننه
منها ما هو واجب, ومنها ما هو مستحب، فمن ذلك:
1-الحرص على السحور وتأخيره إلى آخر جزء من الليل ما لم يخش طلوع الفجر. قال النبي : «تسحروا؛ فإن في السحور بركة» [رواه البخاري].
2-تعجل الفطر إذا تحقق غروب الشمس؛ لقوله : «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» [رواه البخاري].
3-البعد عن الرفث والفحش واللغو وقول الزور وجميع المحرمات لقول النبي : «...فإذا كان يوم صوم أحدكم, فلا يرفث، ولا يصخب, فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني أمرؤ صائم» [رواه البخاري].
4-أن يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن عدمه, فعلى ماء.
6-عدم الإكثار من الطعام, والاكتفاء بما يقيم البدن.
7-كثر الصدقة وإطعام الطعام، فإن النبي  كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
8-تلاوة القرآن ومدارسته، فقد كان جبريل يدارس النبي  القرآن في رمضان.
9-صلاة التراويح مع المسلمين في المساجد وإتمامها كاملة مع الإمام.
10-زيادة العبادة في العشر الأواخر من رمضان، وتحري ليلة القدر في الوتر منها.
11-الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
النوم طوال ساعات النهار
*سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: ما حكم النوم طوال ساعات نهار رمضان، وإذا كان يستيقظ لأداء الفرض ثم ينام فما الحكم؟
*فأجاب: هذا السؤال تضمن حالين:
الحال الأولى: رجل ينام طوال النهار, ولا يستيقظ، ولا شك أن هذا جان على نفسه، وعاص لله عز وجل بتركه الصلاة في أوقاتها، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يقوم, ويؤدي الصلاة في أوقاتها حسب ما أمر به.
أما الثانية: وهي حال من يقوم ويصلي الصلاة المفروضة في وقتها ومع الجماعة، فهذا ليس بإثم، لكنه فوت على نفسه خيرا كثيراً، لأنه ينبغي للصائم أن يشتغل بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن حتى يجمع في صيامه عبادات شتى. [فتاوى الصيام].
يصوم وهو تارك للصلاة.
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم من يصوم, وهو تارك للصلاة؟
*فأجاب: الصحيح أن تارك الصلاة عمداً يكفر بذلك كفرا أكبر، وبذلك لا يصح صومه, ولا بقية عباداته حتى يتوب إلى الله سبحانه، لقول الله عز وجل: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[الأنعام:88] وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث. [مجموع فتاوى ابن باز].
حكم من أفطر رمضان بدون عذر
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم من أفطر رمضان بدون عذر, وهو غير منكر لوجوبه؟
*فأجاب: من أفطر في رمضان عمداً لغير عذر شرعي, فقد أتى كبيرة من الكبائر، ولا يكفر بذلك في أصح أقوال العلماء، وعليه التوبة إلى الله سبحانه مع القضاء، والأدلة الكثيرة تدل على أن ترك الصيام ليس كفراً أكبر إذا لم يجحد الوجوب، وإنما أفطر تساهلا وكسلاً، وعليه إطعام مسكين عن كل يوم إذا تأخر القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر شرعي.
[مجموع فتاوى ابن باز]
يصوم ويصلي في رمضان فقط
*سئلت اللجنة الدائمة: ما حكم من يصوم ويصلي في رمضان فقط، ويترك الصلاة بمجرد انتهاء شهر رمضان؟
*فأجابت: الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي آكد الأركان بعد الشهادتين،، وهي من فروض الأعيان، ومن تركها جاحداً لوجوبها، أو تركها تهاوناً وكسلاً فقد كفر. أما الذين يصومون رمضان, ويصلون في رمضان فقط, فهذا مخادعة لله، فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، فلا يصح لهم صيام مع تركهم الصلاة في غير رمضان. [فتاوى إسلامية].
حكم صيام من أكل وقت الأذان
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما الحكم الشرعي للصيام فيمن سمع أذان الفجر, واستمر في الأكل والشرب؟
*فأجاب: الواجب على المؤمن أن يمسك عن المفطرات من الأكل والشرب وغيرهما إذا تبين له طلوع الفجر، وكان الصوم فريضة كرمضان وصوم النذور والكفارات، لقول الله عز وجل: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ[البقرة:187]، فإذا سمع الأذان, وعلم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك، فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر لم يجب عليه الإمساك، وجاز له الأكل والشرب, حتى يتبين له الفجر، فإن كان لا يعلم حال المؤذن هل أذن قبل الفجر أو بعده، فإن الأولى والأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان، ولا يضره لو شرب أو أكل شيئا حين الأذان، لأنه لم يعلم بطلوع الفجر [فتاوى إسلامية].
أمور تهم الصائم
بلع الصائم للعاب
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم بلع الصائم للعاب؟
*فأجاب: اللعاب لا يضر الصوم؛ لأنه من الريق، فإذا بلع, فلا بأس، وإذا بصق فلا بأس. أما البلغم الغليظ, فيجب على الرجل والمرأة إخراجه وعدم ابتلاعه. [فتاوى الصيام].
السواك في رمضان
*سئل الشيخ ابن عثيمين: عمن يتحرز من استعمال السواك في نهار رمضان؟
*فأجاب: التحرز من السواك في نهار رمضان أو في غيره من الأيام التي يكون الإنسان فيها صائما لا وجه له ؛ لأن السواك سنة في الصيام وفي غيره، وليس مفسداً للصوم، إلا إذا كان له طعم وأثر في ريقك، فإنك لا تبتلع طعمه، وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة، فإنك لا تبتلعه، وإذا تحرزت في هذا, فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً. [فتاوى إسلامية].
الاحتلام- الدم - القيء
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: كنت صائما, ونمت في المسجد، وبعدما صليت وجدت أني محتلم، فهل يبطل ذلك صيامي؟ ومرة أخرى أصابني حجر في راسي وسال منه الدم، فهل أفطر بسبب الدم؟ وهل القيء يفسد الصوم؟
*فأجاب: الاحتلام لا يفسد الصوم؛ لأنه ليس باختيار العبد، ولكن عليه غسل الجنابة إذا خرج منه مني. والحجر الذي أصاب رأسك حتى أسال الدم لا يبطل صومك، وهذا القيء الذي خرج منك بغير اختيارك لا يبطل صومك؛ لقول النبي : «من ذرعه القيء, فلا قضاء عليه، ومن استقاء, فعليه القضاء» [رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح].
*وسئل سماحته، هل خروج المذي لأي سبب كان يفطر الصائم أم لا؟
*فأجاب: لا يفطر الصائم بخروجه منه في أصح قولي العلماء. [مجموع فتاوى ابن باز].

الطيب
*وسئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم استعمال الصائم للروائح العطرية في نهار رمضان.
*فأجاب: لا بأس أن يستعملها في نهار رمضان، وأن يستنشقها إلا البخور لا يستنشقه ؛ لأن له جرماً يصل إلى المعدة, وهو الدخان. [فتاوى الصيام].
معجون الأسنان والقطرة
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم استعمال معجون الأسنان, وقطرة الأذن والأنف والعين للصائم؟
*فأجاب: تنظيف الأسنان بالمعجون لا يفطر به الصائم كالسواك، وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه, فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد, فلا قضاء عليه، وهكذا قطرة العين والأذن في أصح قولي العلماء، فإن وجد طعم القطور في حلقة, فالقضاء أحوط, ولا يجب ؛ لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب، أما القطرة في الأنف, فلا يجوز، لأن الأنف منفذ.
دخول الماء إلى الحلق دون قصد
*سئل الشيخ ابن عثيمين: إذا تمضمض الصائم أو استنشق، فدخل إلى حلقه ماء دون قصد، هل يفسد صومه؟
*فأجاب: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل الماء إلى جوفه لم يفطر، لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى ك وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ[الأحزاب:5] [فتاوى الصيام].
*ومما أجازه العلماء أيضا في نهار رمضان:
1-بخاخ الفم المستخدم لعلاج مرض الربو.
2-الكحل غير أن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم.
3-الإبر التي ليست للتغذية سواء كانت في الوريد أو العضل، وكذلك أخذ الدم اليسير للتحليل.
4-أخذ الحقنة الشرجية للحاجة لعدم مشابهتها للأكل والشرب.
5-تذوق الطعام للحاجة بأن يجعله على طرف لسانه؛ ليعرف حلاوته وملوحته, ولكن لا يبتلع منه شيئا.
6-ومما لا يفسد الصوم: الأكل والشرب ناسياً، لكن إذا تذكر فعليه أن يكف ويخرج ما في فمه.
7-تقبل الزوجة ممن يملك نفسه، فإذا لم يملك نفسه ونزل منه المني عن شهوة بطل صومه سواء حصل عن مباشرة أو قبله أو تكرار نظر أو غير ذلك من الأسباب التي تثير الشهوة كالاستمناء ونحوه.

من هدي النبي  في الصيام
*قال الإمام ابن القيم: كان  يفطر قبل أن يصلي، وكان من هديه إسقاط القضاء عمن أكل أو شرب ناسياً، وصح عنه أنه كان يستاك, وهو صائم، وكان يتمضمض ويستنشق, وهو صائم، ومنع الصائم من المبالغة في الاستنشاق، ولا يصح أنه احتجم, وهو صائم. [زاد الميعاد].
أمر الصبي بالصيام
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: هل يؤمر الصبي المميز بالصيام؟ وهل يجزئ عنه لو بلغ في أثناء الصيام؟
*فأجاب: الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعا فأكثر يؤمرون بالصيام؛ ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك، كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم، وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال, وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك, وكان أول النهار نفلا وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ قبل ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج, وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة، وهكذا الفتاة الحكم فيها سواء، إلا أن الفتاة تزيد أمرا رابعا يحصل به البلوغ, وهو الحيض. [مجموع فتاوى ابن باز].

مفسدات الصوم
*قال الشيخ ابن عثيمين: مفسدات الصوم سبعة:
*أحدها: الجماع، فمتى جامع الصائم فسد صومه، ثم إن كان في نهار رمضان والصوم واجب عليه لزمته الكفارة المغلظة لفحش فعله، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
*الثاني: إنزال المني بمباشرة، أو تقبيل، أو ضم، أو نحوها.
*الثالث: الأكل والشرب سواء كان عن طريق الفم أو الأنف.
*الرابع: ما كان بمعنى الأكل والشرب مثل الإبر المغذية.
*الخامس: إخراج الدم بالحجامة أو الفصد.
*السادس: التقيؤ عمداً.
*السابع: خروج دم الحيض أو النفاس. [فصوم في الصيام والتراويح باختصار].
*وزاد بعض العلماء: الردة عن الإسلام، وهي تحبط جميع الأعمال, ومنها الصيام.
من يباح لهم الفطر في رمضان
*يباح الفطر في رمضان لهؤلاء:
1-المريض الذي يتضرر به.
2-المسافر الذي له القصر، فالفطر لهما أفضل، وعليهما القضاء، وإن صاما أجزأهما، قال تعالى: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة:184].
3-الحائض والنفساء: تفطران وتقضيان وإن صامتا لم يجزئهما.
4-الحامل والمرضع: إذا خافتا على ولديهما أفطرتا، وعليهما القضاء، وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً، وإن صامتا أجزأهما، وإن خافتا على نفسيهما أقطرتا، وعليهما القضاء فقط.
5-العجز عن الصوم: لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه، فإنه يفطر, ويطعم عن كل يوم مسكينا. [رسالة رمضان باختصار].
*وقد الحق الفقهاء مجموعة من أصحاب الأعذار منهم:
1-الهرم الذي بلغ الهذيان, وسقط تمييزه، فلا يجب عليه الصيام, ولا الإطعام عنه؛ لسقوط التكليف عنه بزواله تمييزه.
2-من احتاج للفطر لدفع ضرورة غيره كإنقاذ مسلم من غرق أو حريق أو هدم أو نحوه بحيث لا يتم إنقاذه إلا بفطره.
3-من غلبه الجوع والعطش حتى خيف عليه الهلاك.
4-من أكره على الفطر إكراها ملجئا، فهذا يفطر, وعليه القضاء، ولا شيء عليه إذا كان من أكرهه قادراً على إنزال الضرر به لو لم يمتثل. [الصيام أحكام وآداب باختصار].

حكم صيام من لا يرجى برؤه
*سؤال: ما حكم مريض السل الذي يشق عليه الصوم في رمضان علما بأنه لا يرجى برؤه؟
*جواب: إذا كان هذا المريض لا يقوى على صيام رمضان، وكان لا يرجى برؤه سقط عنه الصيام، ووجب عليه أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً، يعطيه نصف صاع من بر أو تمر أو أرز ونحو ذلك مما اعتاد أهله أن يأكلوا من الطعام مع القدرة على ذلك، كالشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة اللذين يشق عليهما الصوم. [اللجنة الدائمة – فتاوى إسلامية].
حكم إفطار العامل
*سؤال: سمعت خطيبا أجاز الفطر للعامل الذي أجهده العمل، فهل هذا صحيح؟
*جواب: لا يجوز للمكلف أن يفطر في نهار رمضان لمجرد كونه عاملاً، لكن إن لحق به مشقة عظيمة اضطرته إلى الإفطار أثناء النهار, فإنه يفطر بما يدفع المشقة، ثم يمسك إلى الغروب، ويفطر مع الناس، ثم يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، [اللجنة الدائمة – فتاوى إسلامية].
المرأة إذا طهرت بعد الفجر مباشرة
*سؤال: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة، هل تمسك وتصوم هذا اليوم ويحتسب لها، أم يجب عليها قضاء ذلك اليوم؟
*جواب: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض، ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح، أما إذا لم ينقطع إلا بعد أن تبين الصبح, فإنها تمسك ذلك اليوم، ولا يجزئها، بل تقضيه بعد رمضان، والله أعلم. [ابن جبرين- فتاوى إسلامية].
تناول حبوب منع الحيض في رمضان
*سؤال: ما حكم تناول النساء لحبوب منع الحيض لمنع الدورة الشهرية؟
*جواب: الذي أراه في هذه المسألة ألا تفعله المرأة، وتبقى على ما قدره الله عز وجل وكتبه على بنات آدم, فإن هذه الدورة الشهرية لله تعالى حكمة في إيجادها، فإذا أتاها الحيض تمسك عن الصوم والصلاة، وإذا طهرت تستأنف الصيام والصلاة، وإذا انتهى رمضان تقضي ما فاتها من الصوم.
[ابن عثيمين – فتاوى إسلامية].
حكم تأخير قضاء رمضان
*سؤال: هل يجوز تأجيل صيام قضاء رمضان إلى فصل الشتاء؟
*جواب: يجب قضاء صيام رمضان على الفور بعد التمكن وزوال العذر, ولا يجوز تأخيره بدون سبب مخافة العوائق من مرض أو سفر أو موت، ولكن لو أخره فصامه في الشتاء وفي الأيام القصيرة أجزأه ذلك, وأسقط عنه القضاء.
[ابن جبرين - فتاوى الصيام]
صلاة التراويح
*قال الشيخ ابن عثيمين: التراويح: قيام الليل جماعة في رمضان، ووقتها بعد العشاء إلى طلوع الفجر، وقد رغب النبي  في قيام رمضان, حيث قال: «من قام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
*والسنة في التراويح أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ركعتين، لأنه عائشة رضي الله عنها سئلت: كيف كانت صلاة النبي  في رمضان ؟ فقالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة»[متفق عليه].
*وإن زاد على إحدى عشرة ركعة, فلا حرج؛ لأن النبي  سئل عن قيام الله فقال: «مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى » [متفق عليه]. لكن المحافظة على العدد الذي جاءت به السنة مع التأني والتطويل الذي لا يشق على الناس أفضل وأكمل.
*وكثير من الأئمة لا يتأنى في صلاة التراويح، وهذا خطأ منهم، فإن الإمام لا يصلي لنفسه فقط، وإنما يصلي لنفسه ولغيره.
*وينبغي للناس أن يحرصوا على إقامة هذه التراويح. وألا يضيعوها بالذهاب من مسجد إلى مسجد، فإن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتبت له قيام ليلة، وإن نام بعدُ على فراشه.
*ولا بأس بحضور النساء صلاة التراويح إذا أمنت الفتنة، بشرط أن يخرجن محتشمات غير متبرجات بزينة, ولا متطيبات.
[فصول في الصيام والتراويح والزكاة].
فتاوى في التراويح والسحور
حكم صلاة التراويح:
*سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: هل صلاة التراويح سنة فقط أم سنة مؤكدة؟
*فأجاب: هي سنة مؤكدة، حث النبي  عليها بقوله: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
حكم القراءة من المصحف في التراويح
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: ما حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟
*فأجاب: لا حرج في القراءة من المصحف في قيام رمضان لما في ذلك من إسماع المأمومين جميع القرآن، ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرآن في الصلاة، وهي تعم قراءته من المصحف, وعن ظهر قلب.
[مجموع فتاوى ابن باز].
دعاء القنوت
*وسئل سماحة الشيخ ابن باز عن حكم دعاء القنوت في الوتر من ليالي رمضان، وهل يجوز تركه؟
*فأجاب: القنوت سنة في الوتر إذا تركه في بعض الأحيان, فلا بأس.
التنقل بين المساجد
*وسئل سماحته عن حكم التنقل بين المساجد كل ليلة طلبا لحسن الصوت؟
*فأجاب: لا أعلم في هذا بأساً، وإن كنت أميل إلى أنه يلزم المسجد الذي يطمئن قلبه فيه, ويخشع فيه، لأنه قد يذهب إلى مسجد آخر لا يحصل له فيه ما حصل في الأول من الخشوع والطمأنينة.[مجموع فتاوى ابن باز].
الأفضل متابعة الإمام حتى ينصرف
*وسئل سماحته عمن يصلي مع الإمام عشر ركعات فقط, وينصرف؟
*فأجاب: السنة الإتمام مع الإمام, ولو صلى ثلاثاً وعشرين؛ لأن الرسول  قال: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلته» وفي اللفظ الآخر: «بقية ليلته». والثلاث والعشرون فعلها عمر  والصحابة، فليس فيها نقص، وليس فيها إخلال، بل هي من سنن الخلفاء الراشدين.
[مجموع فتاوى ابن باز].
*سئل سماحة الشيخ ابن باز: إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح, فهل صيامه صحيح؟
*فأجاب: صيامه صحيح؛ لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام، وإنما هو مستحب، لقول لنبي : «تسحروا، فإن في السحور بركة» [متفق عليه] [مجموع فتاوى ابن باز].
*وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: ما المقصود ببركة السحور الواردة في الحديث؟
*فأجاب: بركة السحور المراد بها البركة الشرعية والبركة البدنية، أما البركة الشرعية, فمنها امتثال أمر الرسول  والاقتداء به، وأما البركة البدنية, فمنها تغذية البدن وتقويته على الصوم. [فتاوى الصيام].
اغتنم الفرصة
*أخي المسلم:
*للعمرة في رمضان ثواب عظيم، فقد قال النبي : «عمرة في رمضان تعدل حجة، أو قال: حجة معي» [رواه البخاري].
*واعلم – أخي الحبيب – أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وأن الصلاة في المسجد النبي بألف صلاة، فاغتنم هذه الأجور، وحصل هذه الأرباح، وشمر عن ساعد الجد عسى أن تكون من الفائزين.
*سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: هل يعتبر ختم القرآن في رمضان للصائم أمراً واجباً؟
*فأجاب: ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب, ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن يكثر من قراءة القرآن, كما كان ذلك سنة رسول الله  فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان. [ابن عثيمين].
*سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: هل يكون قيام الليل في شهر رمضان المبارك فقط أم في جميع أيام السنة؟ ومن أي ساعة يبدأ وإلى أي ساعة ينتهي؟ وهل يكون القيام صلاة فقط أم صلاة وقراءة القرآن الكريم؟
*فأجاب: قيام الليل بالصلاة والتهجد سنة وفضيلة حافظ عليه النبي  وصحابته كما قال تعالى: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ [المزمل: 20].
وليس خاصاً بشهر رمضان، ووقته ما بين العشاء والفجر، لكن الصلاة آخر الليل أفضل, وإن صلى وسطه, فله أجر، والأولى أن يكون عقب النوم أو في النصف الأخير من الليل، والله أعلم. [ابن جبرين].
العشر الأواخر
*في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله  إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) [لفظ البخاري] وفي رواية لمسلم عنها قالت: (كان رسول الله  يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره).
*قال الحافظ ابن رجب: كان النبي  يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر منها:
1-إحياء الليل، فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله.
2-ومنها أن النبي  كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيرها من الليالي.
3-ومنها أن النبي  كان يشد المئزر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء.
4-ومنها الاعتكاف. [لطائف المعارف باختصار].
الاعتكاف
*في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي  كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله.
*وكان النبي  يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله، وتفريغا لباله, وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه، وكان يحتجر حصيراً يتخلى فيها عن الناس، فلا يخالطهم، ولا يشتغل بهم، وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية، وإنما يكون في المساجد لئلا يترك به الجمع والجماعات، فإن الخلوة القاطعة عن الجمع والجماعات منهي عنها. فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه.
يا رجال الليل جدوا

رب داع لا يرد

ما يقوم الليل إلا

من له عزم وجد

[لطائف المعارف – باختصار]
حكم الاعتكاف وشروطه
*سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين هل الاعتكاف في شهر رمضان سنة مؤكدة, وما شروطه؟
*فأجاب: الاعتكاف في رمضان سنة، فعله النبي  في حياته، واعتكف أزواجه من بعده، وحكى أهل العلم إجماع العلماء على أنه مسنون. ولكن الاعتكاف ينبغي أن يكون على الوجه الذي من أجله شرع، وهو أن يلزم الإنسان مسجداً لطاعة الله سبحانه وتعالى، بحيث يتفرغ من أعمال الدنيا إلى طاعة الله، بعيداً عن شئون دنياه، ويقوم بأنواع الطاعة من صلاة وذكر وغير ذلك، وكان رسول الله  يعتكف ترقباً لليلة القدر.
*والمعتكف يبعد عن أعمال الدنيا، فلا يبيع, ولا يشتري، ولا يخرج من المسجد، ولا يتبع جنازة، ولا يعود مريضا, ولكن إذا زاره أحد من أهله وتحدث عنده, فذلك لا بأس به, فقد ورد عن النبي  أنه زارته صفية, وهو معتكف فتحدثت عنده. [فتاوى إسلامية].
ليلة القدر
*قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ[القدر]. فأخبر سبحانه أن العبادة فيها وإحياءها بالطاعة والصلاة والقراءة والذكر والدعاء يعدل عبادة ألف شهر ليس في شهر منها ليلة القدر، والألف شهر: ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر. وقال النبي : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. وقال عليه الصلاة والسلام: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» [متفق عليه] أي: في الليالي الفردية.
*وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله, أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو, فاعف عني» [الترمذي وقال:حسن صحيح].
*قال ابن رجب: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحاً، ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنبين المقصرين.
إن كان رضاكم في سهري

فسلام الله على وسني

طبقات الصائمين
*قال ابن رجب: الصائمون على طبقتين:
إحداهما: من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى، يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى لا يضيع من أحسن عملاً.
الطبقة الثانية: من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس, وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة, فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته.
*فيا معشر التائبين, صوموا اليوم عن شهوات الهوى، لتدركوا عيد الفطر يوم اللقاء، لا يطولن عليكم الأمد باستبطاء الأجل، فإن معظم نهار الصيام قد ذهب، وعيد اللقاء قد اقترب.
رمضان شهر القرآن
*لشهر رمضان خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ [البقرة:185] وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: كان النبي  أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله  حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
فدل هذا الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان. [لطائف المعارف].
رمضان شهر الجود
*دل الحديث السابق على أن النبي  كان يضاعف جودة في رمضان, وذلك لما يلي:
1-شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه.
2-إعانة للصائمين والقائمين والذاكرين على طاعاتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم.
3-الجزاء من جنس العمل، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل.
4-الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، وهو أبلغ في تكفير الخطايا واتقاء جهنم والمباعدة عنها، وخصوصاً إن ضم إلى ذلك قيام الليل.
5-أن الصدقة تجبر ما في صيام العبد من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طُهْرة للصائم من اللغو والرفث.
رمضان والمرأة
*هذه بعض الوصايا نهمس بها إلى الأخت المسلمة في رمضان؛ لتكون من الفائزات في شهر القرآن:
*احرصي على أداء الصلوات في وقتها، وداومي على أذكار الصلاة وأذكار الصباح والمساء، واعلمي أنك لو جلست تذكرين الله بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ثم صليت ركعتين، فإن لذلك أجرا عظيما كأجر حجة وعمرة تامة, كما ورد في الحديث.
*لا تفرطي في السنن الراتبة، وهي اثنتا عشرة ركعة، ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، قال : «ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة، إلا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة» [رواه مسلم].
*رمضان فرصة عظيمة فاعتنميها، فكم من أناس صاموا معنا في الأعوام السابقة، ولكنهم الآن تحت التراب أو منعهم العجز أو المرض عن الصيام، فبادري بالأعمال الصالحة، واعلمي أن دخول رمضان عليك وأنت في صحة وعافية نعمة عظيمة تستحق الشكر لله تعالى.
*رمضان شهر القرآن، فعليك أن تحرصي على قراءة القرآن فيه، ولتجعلي لنفسك كل يوم جزءاً على الأقل، ولتحرصي على سماعه, وأنت تؤدين أعمال المنزل.
*رمضان شهر الغفران، لله تعالى عتقاء من النار في كل يوم وليلة من أيامه ولياليه كما جاء في الحديث الصحيح، فاحرصي على أن تكوني من عتقائه ومن المرحومين.
*رمضان شهر حافظ اللسان عن الكلام المحرم كالسب والشتم والغيبة والنميمة، واعلمي أن هذا الكلام ينقص من أجر الصائم، وعليك أن تعرضي عن الجاهلين، وتكوني كما قال النبي : «...فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم».
*رمضان شهر الصدقة، فاحرصي على التصدق مما مَنَّ الله به عليك، وكوني كما كان النبي  في رمضان، حيث كان أجود الناس بل أجود من الريح المرسلة.
*رمضان شهر الدعاء، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، ويندحر الشيطان، وينادي مناد: يا باغي الخير, أقبل، ويا باغي الشر, أدبر، فاحرصي – أختي – على كثرة الدعاء فيه.
*رمضان شهر القيام، فاحرصي عليه، وإن أردت الصلاة في المسجد, فعليك الالتزام بآداب الخروج من ستر وعدم تطيب، واحذري أن تؤذي المصلين بأطفالك.
*رمضان فرصه لتزكية النفس وتطهيرها، وتعويدها على الطاعة، واعلمي أن رب رمضان هو رب سائر الشهور والأيام، فلا تكوني طائعة في رمضان، عاصية في غيره، عابدة لله فيه، لاهية في باقي الشهور.
*احرصي على تنظيم وقتك، فلا تضيعيه كله في النوم والكسل، أو بالجلوس أمام التلفاز لمشاهدة المسلسلات أو الأفلام.
*ليلة القدر خير من ألف شهر، فاحرصي على تحري وقتها، ولتكن لك أسوة في أم المؤمنين عائشة التي كانت حريصة على ليلة القدر وما تقول فيها، حيث سألت النبي  عما تقوله فيها، فقال لها: «قولي: اللهم, إنك عفو تحب العفو, فاعف عني»[رواه الترمذي والنسائي].
*زكاة الفطر طهرة للصائم، وطعمة للجائع والفقير، فاحرصي على أدائها قبل صلاة العيد.
*اسألي الله تعالى أن يتقبل منا ومنك الصيام والقيام وصالح الأعمال، واحذري أن تكوني من الخاسرات في شهر الغفران، فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا التعب.
*المعصية في رمضان عظيمة كما أن الطاعة أجرها عظيم، فاحذري من عصيان الله في رمضان وفي غيرها.
*إذا جاءك دم الحيض في رمضان فلا تحزني، واعلمي أن هذا أمر مكتوب على بنات آدم، فاحتسبي الأجر عند الله تؤجري.
*إذا مر رمضان وانتهت أيامه المباركة, فادعي الله تعالى أن يعيده عليك مرات ومرات.

وداعاً رمضان!
*إخواني:
*كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ[المؤمنون:60].
*قال علي بن أبي طالب : كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل.
*وقال بعض السلف الصالح: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.
*وعن الحسن قال: إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا, وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر المبطلون!
*وكان علي  ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري, من هذا المقبول فنهنيه؟ ومن هذا المحروم فنعزيه؟!
*فيا من أعتقه مولاه من النار, إياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رق الأوزار.. أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك وأنت توقع نفسك فيها؟
*عباد الله, إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل, ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاغتنموا منه ما بقي من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.
زكاة الفطر
*قال الشيخ ابن عثيمين: زكاة الفطر فريضة، فرضها رسول الله  عند الفطر من رمضان. قال عبد الله بن عمر: (فرض رسول الله  الفطر من رمضان على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين) [متفق عليه].
*وهي صاع من طعام مما يقتاته الآدميون.. فلا تجزئ من الدراهم والفرش واللباس وأقوات البهائم والأمتعة وغيرها ؛ لأن ذلك خلاف ما أقر به النبي ، وقد قال النبي : «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» أي: مردود عليه. ومقدار الصاع كيلوان وأربعون غراماً من البر الجيد.
*ويجب إخراج الفطرة قبل صلاة العيد، والأفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، وتجزئ قبله بيوم أو يومين فقط، ولا تجزئ بعد العيد لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي  «فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين, فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة, فهي صدقة من الصدقات» [رواه أبو داود وابن ماجة] ولكن لو لم يعلم بالعيد إلا بعد الصلاة، أو كان وقت إخراجها في بر أو بلد ليس فيه مستحق أجزأ إخراجها بعد الصلاة عند تمكنه من إخراجها. [فصول في الصيام والتراويح والزكاة]
العيد لمن؟
* أخي المسلم..
* العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هي بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته، كما قال سبحانه: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس: 58].
*قال بعض السلف: ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.
*ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد.
*ليس العيد لمن تجمل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.
فاللهم, اغفر لنا ذنوبنا, وتقبل صيامنا وقيامنا، واختم بالصالحات أعمالنا، وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
***
المصادر
1-زاد المعاد, لابن القيم.
2-لطائف المعارف, لابن رجب.
3-مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز.
4-فتاوى إسلامية جمع محمد المسند.
5-رسالة رمضان, للشيخ عبد الله الجار الله.
6-الصيام آداب وأحكام, للشيخ عبد الله الجبرين.
7-فصول في الصيام والتراويح والزكاة, للشيخ ابن عثيمين.
8-الصيام أحكام وآداب, للدكتور عبد الله الطيار.
9-بين يدي رمضان, للشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل.
10-صيام رمضان, للشيخ محمد بن جميل زينو.
11- 70 مسألة في الصيام, للشيخ محمد المنجد.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
جزيتم الفردوس الاعلى ،،، نفعنا الله واياكم
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
جزاكم ربي سبحانه خير
وكتبه في ميزان حسناتك
 
أعلى