- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وفّق من شاء إلى سبل مرضاته، وعلّم من شاء تعليما، وأدّب من اختاره تأديبا.
فله الحمد على ما منَّ علينا من النعم الجزيلة والعطايا الكثيرة، له الحمد كثيرا كما أنعم كثيرا، وله الشكر جزيلا كما تفضل علينا جل وجلاله، وأنعم بركة وأصيلا، أحمد الله وأشكره وأُثني عليه الخير كله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
أما بعد:
فأسأل الله جل وعلا أن يستعملني وإياكم فيما يحبّ ويرضى، وأن ييسر لنا جميعا سُبل الخير وأن يغلّق عنّا سبل الشر إنه سبحانه جواد كريم.
كما إني في فاتحة هذه الدروس العلمية -وهي الدورة السادسة في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة بمدينة الرياض- في فاتحة هذه الدورة والدروس العلمية لابد من التذكير؛ لأن هناك أناسا لهم عليكم فضل لما رتّبوا في هذه الدورات والدروس العلمية، وليسوا واحدا أو اثنين أو ثلاثة، فلهذا لا تُخلوا من عرفتم ومن لم تعرفوا منهم من دعوات صالحة أن يجزيهم الله خيرا وأن يزيدهم من نصرة الحق، ومن الدعوة إليه ومن فتح أبواب الخيرات، والتقرب إلى الله جل وعلا بها. وهذا من الحقوق التي ينبغي تعاهدُها.
ثم إنّكم كما عهدتم كل عام، هذه الدورات والدروس العلمية مشتملة على علوم متعددة وفنون مختلفة في هذا الوقت الوجيز، وهو ثلاثة أسابيع غير كاملة يعني ثمانية عشرة درسا في كل فن من الفنون، تحصِّلون علما كثيرا مجتمعا في هذا الوقت الوجيز.
ولذلك كان من اختيار بعض الإخوة الذين أقاموا هذه الدروس العلمية في هذا المسجد اختاروا عنوان هذه المحاضرة التي فاتحة هذه الدورة بـ:
الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية
وبحكم ما مرّ علي من تجربة قصيرة في الدورات السابقة، وما أعلم من حال كثير من الإخوة نتجت هذه الوصايا التي سأذكرها إن شاء الله تعالى.
وأنتم تعلمون أنه لابد أن لكل دورة أو دروس علمية أو أي شيء يقام لابد له من أركان؛ أشياء يقوم عليها، ولا يمكن أن يقوم الشيء من فواتها.
وتلك الأركان:
الأول: وجود المعلم، طالب العلم الذي يدرّس؛ الشيخ.
والثاني: وجود المتعلمين الراغبين الجادين.
والثالث: وجود المكان المناسب الذي يصلح لإقامة الدورات التي يحضرها عدد كبير في مدة وجيزة.
والرابع: التنظيم المناسب الذي يسبق تلك الدروس العلمية.
وغير ذلك مما سيأتي وأبدأ:
أولا فيما ينبغي أن يكون عليه التنظيم في هذه الدروس العلمية، لاشك أن عظم الاستفادة من هذه الدروس لابد له من تنظيم جيد، ومن إعداد مبكّر، حتى يستفيد الجميع مما يلقى في هذه الدروات أو الدروس.
والتنظيم يعنى به ترتيب الوضع المناسب لهذه الدروس، فقبل إقامتها لابد للمنظِّم أو للإمام المسجد أو للإخوة الذين يعملون أو لإدارة الدعوة أو مركز الدعوة أو من ينظم الدورة في أي مكان لابد له أن ينظر إلى حاجة طلبة العلم وحاجة الشباب الذين يرومون هذه الدروس، وهذه الحاجة تختلف باختلاف المكان والزمان، وتختلف باختلاف المعلمين، وما يراد أن يعلم الطلبة.
ولهذا ينبغي أن ينظر في البلد والمكان والزمان ما المناسب فيه، فلا شك أن دورات الشتاء من حيث الزمان غير دورات السيف في ترتيبها الوقت كما سيأتي.
أيضا من جهة المكان؛ البلد، المسجد، وضع ذلك، ليس كل أحد يريد أن يقيم دورة أو دروس علمية يناسب أن يقيمها في مسجده؛ لأنه سيحضر الجم الغفير، وسيحضر الطلبة الذين يريدون الاستفادة، وهذا ينبني عليه ترتيب المكان، وينبني عليه ترتيبات كثيرة حتى يستفيد، وصلاحية المكان في نفسه من جهة إذا كان في الصيف من جهة أن يكون التكييف جيدا ومن جهة أن يكون المداخل والمخارج.
فإذن الدروس العلمية من جهة التنظيم تختلف فلا بد من رعاية الحال زمانا ومكانا.
ثم أيضا المنظمون ينبغي لهم أن يعتنوا بادئ ذي بدئ بالتنظيم والترتيب للدورة قبل قيامها بوقت طويل؛ لأنك تحتاج إلى ترتيب مع المشايخ في أوقات محددة حتى هم أيضا يرتبون أنفسهم.
مرّ علينا بعض الإخوة يريدون إقامة دروس، أو بعض الدورات المختصرة أو المطولة ويحاولون يقولون: أقنع الشيخ فلان أن يشترك معنا. وبالتالي ظهر أنهم لم يخبروه إلا قبل المدة بأسبوعين أو ثلاثة أو نحو ذلك، وهو عنده تراتيب أُخر انشغل بها، أو لم يستطيع أن يجيبهم، وهذا الحق معه لا معهم؛ لأن المسألة في الالتزام بثلاثة أسابع متوالية أو أسبوعين متواليين أو ربما أكثر في بعض الأماكن شهر متوالي في وقت محدد، في زمان محدد، هذا يحتاج إلى أن يرتب نفسه، وخاصة في العطل التي يكون للكثير فيها ترتيبات.
فإذن المنظم عليه أولا أن يرتب قبل مدة طويلة أربعة أشهر، خمسة أشهر، ستة أشهر، حتى يستطيع أن ينسق مع الجميع.
هذا أيضا يسبقه اختيار الذين سيشاركون، من يختار المنظمون، من يختار من العلماء من طلبة العلم من المشايخ، هذا سيأتي بيان صفات المعلم الذي يصلح للدورات.
من المشايخ أو من طلبة العلم أو من المعلمين من يصلح لدروس على طول السنة؛ لكن لا يصلح للدورات؛ لأن الدورات هذه فيها تتابع في المعلومة وفيها ترتيب للدرس وفي الوقت وصلة أيضا كثيرة بالطلاب، ورعاية للجميع من أوجه مختلفة.
ولهذا ينبغي لمن يرعون مثل هذه الدروس أن يختاروا من يناسب في تحقيق الهدف من الدورات، فترتيب الأمر باختيار العلماء، باختيار المشايخ، في الزمان والمكان والترتيب معهم مسبقا هذا مهم لأنه العنصر الأساس في إنجاح الدروس.
الأمر الثالث في التنظيم أن يرتِّب المنظمون الأمر مع من سبقوا في فهم ما يُحتاج إليه في الدورات؛ يعني مثلا يكون في بلد ما سواء كان في داخل المملكة العربية السعودية أم في خارجها، أول مرة يريدون أن يقوموا بدورة ولكن ما يعرفون، فمن الحسن أن يتّصلوا بمن أقام بدورات وناجحة، من أقام دروسا علمية ناجحة ويستشيروهم؛ لأن المؤمن يستشير وما خاب من استشار.
وبعض الدورات فشلت؛ لأنهم ما استشاروا لأن يظنون المسألة ترتيب على ورق، فلما حضر الناس والزمان والمكان صار هناك نوع من الخلل، فلذلك لابد من أن تنظر في حال الدورات التي نجحت كيف نجحت.
الأمر أيضا الثالث الذي يحتاج إليه المنظمون والقائمون على شؤون الدورات سواء أكانوا في مراتب الدعوة التي تتبع لوزارة الشؤون الإسلامية أم كانوا من أئمة المساجد أم كانوا من الإخوة الذين يجتمعوا على الخير، لابد أن يعتنوا بقصد إفادة الطلاب، ليس المقصود أن يشارك فلان من الناس؛ لأجل أن يكثر الحضور، وإنما المقصود إفادة الطلاب بهذه الدروس العلمية، ومعلوم أن المشاركين منهم من يناسب للمحاضرات؛ لكن لا يجيد فنّ التعليم، ولو أجاد فن التعليم قد لا يجيد فن التدريس بهذه الدورات المكثفة، أيضا منهم من لا يُحسن مخاطبة الطلاب -طلاب العلم- في هذا الوقت الوجيز في العلم الذي يحسنه، مثلا هو يحسن أصول الفقه، الجدول لما نظموه كان فراغ في العقيدة، قالوا درس العقيدة، حصل هناك نوع من الارتباك وأيضا الطلاب ما استفادوا.
أيضا من الجهات المهمة أن تكون المادة التي تُجمع المادة -المادة التي تقوم عليها الدورة-؛ يعني الموضوع الفنون أن تكون مشتملة على كل ما يحتاج إليه الطلاب، وأهم ذلك وأعظمه كما سيأتي التوحيد، ثم العلم بالسنة ثم ما يتبع ذلك.
فإذن المنظمون يحتاجون إلى رعاية المكان وتهيئته، وإلى رعاية الزمان، وإلى رعاية المعلم، واختيار المعلم والمدرس واختيار الشيخ الذي سيلقي اختيار بعناية؛ لأن المقصود النفع، وأيضا اختيار الموضوعات اختيار الفنون، اختيار الكتب، اختيار المتون أن يكون ذلك بدقة.
فهذه قد لا يستطيعها كل أحد، ولهذا كان من حسنات الإخوة القائمين على هذه الدروس العلمية في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية وفي مقدمتهم الأخ فهد الغراب وفقه الله لكل خير وغيره من الإخوة، كان من حسناتهم أنهم يستشيرون أهل العلم ويستشيرون طلبة العلم فيما يحسن اختياره من الموضوعات والفنون والمتون، سبق في الدورة الماضية أنه جرب كذا ما الذي يناسب؟ بعض الكتب لا يكون متنا يصلح في منهجية طلب العلم، نعم هو متن صغير؛ لكنه لا يصلح متنا في المنهجية إما لتفرق مادته أو ضعف أسلوب أو عدم اشتماله على كل ما يُحتاج إليه في هذا الفن أو ما أشبه ذلك.
فإذن الترتيب مع يحسن العلم فيمن ينظم هذه الدورات هذا مهم.
فهذه إشارات بضرورة الترتيب والتنظيم لعله أن يسمعها بعض الأخوة في كل مكان وأن يعدّوا للأمر عدته؛ لأنه لابد من القيام للحق فيما ينفع الناس.
الركن الثاني المهم من أركان إقامة هذه الدروس: المعلم، الشيخ، طالب العلم الذي سيلقي الدرس.
ولاشك أن المشايخ أو أن طلبة العلم يختلفون في استعداداتهم، فالله جل وعلا وهب الناس مواهب، وقد يوهب المتأخر ما فات على المتقدم، وقد يوهب الصغير ما لم يدركه الكبير، وهكذا؛ بل قد يكون المتوسط في السن أقرب إلى حاجة الشباب حاجة طلاب العلم فيما يعرفه من استجابتهم للعلم وكيف يلقي عليهم العلم، ربما كان أكثر من بعض من هو أكبر منه سنا.
لهذا اختيار الشيخ والمعلم هذا من أهم أسباب نجاح الدروس العلمية، ولهذا أشرت إلي فيما سبق إلى أنّ الدروس هذه يُعطى فيها متن لمدة وجيزة، قد يكون المتن يمكن تدرسه في سنة، كل أسبوع درس في كل أسبوع درس وينجح من يدرسه؛ لكن لو ضممتها أن يشرح متن في أسبوع ربما لم يستطعه ذاك الذي يستطيعه في سنة، تجد أنه ربما شرح أربع ورقات أو ثلاث صفحات ثم ترك أكثر من ثلثي الموضوع ثلثي المتن بلا شرح.
لهذا من المهم للمنظم، ومن المهم أيضا للمعلم، لطالب العلم أو للشيخ أن ينظر في تقسيم المتن على الزمن، عنده ثمانية عشرة درسا، إذا كان كل يوم درس، وكل أسبوع فيه ستة دروس، فعندنا في ثلاثة أسابيع مثلا ثمانية عشرة درسا، عندنا في أسبوعين كم؟ اثنا عشرة درسا وهكذا.
فإذن يقسمه بالترتيب والذي حصل في دورات -سواء تقام في هذا المسجد أو في غيره-، أن علم الشيخ أو علم المعلم أو علم طالب العلم كان أكبر من زمن الدورة، ففصّل تفصيلات كثيرة ومفيدة لكن ضاق الوقت فترك الطلاب بلا إكمال، والملاحظ أن الذين يستفيدون من الدورات ليسوا هم الذين يحضرون، أنتم تحضرون قد يبلغ عددكم بالمئات؛ لكن من يستفيد من الدورات آلاف، عشرات الآلاف؛ بل ربما مئات الآلاف، وحدثني بعض الإخوة من الدعاة ومن المشايخ ممن زاروا بعض البلاد في إفريقيا أو أوروبا وجدوا فيها الدورات التي أقيمت في هذا المسجد أو في غيره مسجلة على الأشرطة؛ لكن ينتفع الناس بالكتاب الذي شرح كاملا بالمتن الذي شرح كاملا، يوجد عندهم مجموع في عشرة أشرطة، في ثمانية أشرطة غلى آخره.
ولهذا أوصي المشايخ وطلبة العلم وأوصي المعلمين في هذه الدورات وفي أي مكان أن يرتبوا الزمن، وأن أن لا ينساقوا وراء المعلومة فينقضي الزمن ولم ينقض من الكتاب إلا صفحة أو صفحتان.
لهذا كان من اللوازم أن ينبه القائمون على الدروس أن ينبهوا الشيخ فيما لو استطرد في البداية لو مضى درسان وهو مستطرد ويفوت جزء من الوقت أن ينبهوه على ضرورة الزمن، والاهتمام بالزمن وأن يكون الشرح متواكبا مع قصر المدة وما ينبغي في ذلك.
أيضا ينتبه إلى مسألة وهي في اختيار المنظّمون أو اختيار القائمون على الدروس المشايخ واختيار المعلّمين، منهم من يحسن الدروس؛ لكن بتحضير، الدورات العلمية، ولابد من الإيضاح -إيضاح ذلك-؛ لأنه إن شاء الله نرجوا أن يكون منكم جبلا كثيرا ممن يدرّس وبعلم في دورات سواء في داخل المملكة أو خارجها؛ لأنها مسؤولية في أعناقنا وفي أعناقكم في حمل العلم ونقله؛ لأن الناس محتاجون أكثر ما يحتاجون إليه إلى العلم وكلٌّ يعلِّم ما يُحسن.
نقول: من المهم أن ينتبه طالب العلم إلى أنه ليس كل العلم يلقى بتحضير، أحيانا تحتاج إلى تحضير، وأحيانا يكون التحضير سببا في إطالة المادة، في إطالة الموضوع، في إطالة الإلقاء، فهو يحضّر من كتب كثيرة، فإذا جاء لإلقاء الدرس أتى بمعلومات تفصيلية مما حضره؛ لكن لا يحتاجها الطالب في شرح هذا الكتاب، تجد أنه يفصل ونقل من الكتاب الفلاني ونقل من الكتاب الفلاني؛ لكن الدورات في الواقع والدروس العلمية المكثفة هذه تحتاج إلى معلم يُمِرّ المتن بإيضاح عبارته وبيانها والاستدلال عليها وإيضاح العلم وحفظ مقصود العلم ومقصود المؤلف في كلام والمرور على ذلك سريعا بلا إخلال.
وهذا يحتاج إلى دربة ويحتاج إلى علم حاضر في كل الفن، وتحضير قليل، ولكن التحضير الواسع ربما أخلّ بالعملية التعليمية في الدروس العلمية هذه.
لهذا ينبغي أن يكون هناك نوع من التسهيل في إلقاء المعلومات؛ لابد من القوة العلمية والفوائد؛ لأن طلبة العلم إذا لم يجدوا فوائد فإنهم لن يستمروا، فإذا كانت المادة العلمية قوية، وكانت المعلم مستعدا وملكته قابلة، ولغته قريبة واضحة، وإلقاؤه فيه سهولة وعدم تقعّر، فإنه تكون الفائدة أكثر والمرور على المتن أيسر ومن ثم يكون تحصيل المتلقي أعظم.
الجهة الثانية في المعلم أن الطلاب قد يحتاجون إلى السؤال، وأنت تلاحظ في الدورات العلمية أن المكروفونات أمام الملقي كثيرة؛ لأن الذين يسجلون كثر وهذا يعني أن الفائدة من كلام المعلم أو من كلام الشيخ ليست مقصورة على الحاضرين.
ولهذا لا ينبغي أن يقطع الحاضر الكلام بأسئلة تخلّ بالتسجيل؛ لأن المراد أيضا مع فائدة الموجودين أن تُحفظ هذه الدروس مشروحة، كيف ظنّكم لو وجدنا شرح إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لكتاب التوحيد مسموعا لدينا بعد هذه السنين؟ كيف لو وجدنا شرح شيخ الإسلام ابن تيمية أو تفسيره للقرآن موجودا أو شرحه للواسطية؟ كيف لو وجدنا شرح الشيخ محمد بن إبراهيم مسجلا؟ وأنتم الآن عندكم شروح جلة من العلماء كسماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله ورفع درجته الجنة وألحقه بالصديق، وكذلك شروح عدد من مشايخنا كالشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان أو من لهم مشاركات قوية في التعليم والدروس، هذه موجودة لديكم والاستفادة منها عظيمة، فلابد من حفظها، هذا الحفظ أيضا مقصود من الدورات والدروس العلمية حفظ هذا العلم في أشرطة حتى ينتفع طلبة العلم بعد ذلك، لا تدري متى يحتاج الناس إلى هذا العلم.
لهذا المعلم ينبغي أن يستحضر هذه التبعة العظيمة في أنهم يلقي كلام والكلام سيسجل وسيستفيد منه الناس ليس في غضون سنة أو سنتين أو ثلاثة سنوات؛ بل سيستفيدون منه ربما بعد مائة عام، لهذا عليه تبعة عظيمة، وأيضا المتبقي من طلاب العلم الذين يحضرون الدروس لابد أن يستحضروا هذه الملحوظة، وأن لا يقطعوا درس الشيخ ليس بالأسئلة ألا يقطعوه أيضا بالحركة، لا يشتتوا الذهن بقيام جلوس؛ لأن هذا أيضا يضعف الدرس، هذا أيضا يؤثر المعلم.
الحمد لله رب العالمين، وفّق من شاء إلى سبل مرضاته، وعلّم من شاء تعليما، وأدّب من اختاره تأديبا.
فله الحمد على ما منَّ علينا من النعم الجزيلة والعطايا الكثيرة، له الحمد كثيرا كما أنعم كثيرا، وله الشكر جزيلا كما تفضل علينا جل وجلاله، وأنعم بركة وأصيلا، أحمد الله وأشكره وأُثني عليه الخير كله.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
أما بعد:
فأسأل الله جل وعلا أن يستعملني وإياكم فيما يحبّ ويرضى، وأن ييسر لنا جميعا سُبل الخير وأن يغلّق عنّا سبل الشر إنه سبحانه جواد كريم.
كما إني في فاتحة هذه الدروس العلمية -وهي الدورة السادسة في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة بمدينة الرياض- في فاتحة هذه الدورة والدروس العلمية لابد من التذكير؛ لأن هناك أناسا لهم عليكم فضل لما رتّبوا في هذه الدورات والدروس العلمية، وليسوا واحدا أو اثنين أو ثلاثة، فلهذا لا تُخلوا من عرفتم ومن لم تعرفوا منهم من دعوات صالحة أن يجزيهم الله خيرا وأن يزيدهم من نصرة الحق، ومن الدعوة إليه ومن فتح أبواب الخيرات، والتقرب إلى الله جل وعلا بها. وهذا من الحقوق التي ينبغي تعاهدُها.
ثم إنّكم كما عهدتم كل عام، هذه الدورات والدروس العلمية مشتملة على علوم متعددة وفنون مختلفة في هذا الوقت الوجيز، وهو ثلاثة أسابيع غير كاملة يعني ثمانية عشرة درسا في كل فن من الفنون، تحصِّلون علما كثيرا مجتمعا في هذا الوقت الوجيز.
ولذلك كان من اختيار بعض الإخوة الذين أقاموا هذه الدروس العلمية في هذا المسجد اختاروا عنوان هذه المحاضرة التي فاتحة هذه الدورة بـ:
الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية
وبحكم ما مرّ علي من تجربة قصيرة في الدورات السابقة، وما أعلم من حال كثير من الإخوة نتجت هذه الوصايا التي سأذكرها إن شاء الله تعالى.
وأنتم تعلمون أنه لابد أن لكل دورة أو دروس علمية أو أي شيء يقام لابد له من أركان؛ أشياء يقوم عليها، ولا يمكن أن يقوم الشيء من فواتها.
وتلك الأركان:
الأول: وجود المعلم، طالب العلم الذي يدرّس؛ الشيخ.
والثاني: وجود المتعلمين الراغبين الجادين.
والثالث: وجود المكان المناسب الذي يصلح لإقامة الدورات التي يحضرها عدد كبير في مدة وجيزة.
والرابع: التنظيم المناسب الذي يسبق تلك الدروس العلمية.
وغير ذلك مما سيأتي وأبدأ:
أولا فيما ينبغي أن يكون عليه التنظيم في هذه الدروس العلمية، لاشك أن عظم الاستفادة من هذه الدروس لابد له من تنظيم جيد، ومن إعداد مبكّر، حتى يستفيد الجميع مما يلقى في هذه الدروات أو الدروس.
والتنظيم يعنى به ترتيب الوضع المناسب لهذه الدروس، فقبل إقامتها لابد للمنظِّم أو للإمام المسجد أو للإخوة الذين يعملون أو لإدارة الدعوة أو مركز الدعوة أو من ينظم الدورة في أي مكان لابد له أن ينظر إلى حاجة طلبة العلم وحاجة الشباب الذين يرومون هذه الدروس، وهذه الحاجة تختلف باختلاف المكان والزمان، وتختلف باختلاف المعلمين، وما يراد أن يعلم الطلبة.
ولهذا ينبغي أن ينظر في البلد والمكان والزمان ما المناسب فيه، فلا شك أن دورات الشتاء من حيث الزمان غير دورات السيف في ترتيبها الوقت كما سيأتي.
أيضا من جهة المكان؛ البلد، المسجد، وضع ذلك، ليس كل أحد يريد أن يقيم دورة أو دروس علمية يناسب أن يقيمها في مسجده؛ لأنه سيحضر الجم الغفير، وسيحضر الطلبة الذين يريدون الاستفادة، وهذا ينبني عليه ترتيب المكان، وينبني عليه ترتيبات كثيرة حتى يستفيد، وصلاحية المكان في نفسه من جهة إذا كان في الصيف من جهة أن يكون التكييف جيدا ومن جهة أن يكون المداخل والمخارج.
فإذن الدروس العلمية من جهة التنظيم تختلف فلا بد من رعاية الحال زمانا ومكانا.
ثم أيضا المنظمون ينبغي لهم أن يعتنوا بادئ ذي بدئ بالتنظيم والترتيب للدورة قبل قيامها بوقت طويل؛ لأنك تحتاج إلى ترتيب مع المشايخ في أوقات محددة حتى هم أيضا يرتبون أنفسهم.
مرّ علينا بعض الإخوة يريدون إقامة دروس، أو بعض الدورات المختصرة أو المطولة ويحاولون يقولون: أقنع الشيخ فلان أن يشترك معنا. وبالتالي ظهر أنهم لم يخبروه إلا قبل المدة بأسبوعين أو ثلاثة أو نحو ذلك، وهو عنده تراتيب أُخر انشغل بها، أو لم يستطيع أن يجيبهم، وهذا الحق معه لا معهم؛ لأن المسألة في الالتزام بثلاثة أسابع متوالية أو أسبوعين متواليين أو ربما أكثر في بعض الأماكن شهر متوالي في وقت محدد، في زمان محدد، هذا يحتاج إلى أن يرتب نفسه، وخاصة في العطل التي يكون للكثير فيها ترتيبات.
فإذن المنظم عليه أولا أن يرتب قبل مدة طويلة أربعة أشهر، خمسة أشهر، ستة أشهر، حتى يستطيع أن ينسق مع الجميع.
هذا أيضا يسبقه اختيار الذين سيشاركون، من يختار المنظمون، من يختار من العلماء من طلبة العلم من المشايخ، هذا سيأتي بيان صفات المعلم الذي يصلح للدورات.
من المشايخ أو من طلبة العلم أو من المعلمين من يصلح لدروس على طول السنة؛ لكن لا يصلح للدورات؛ لأن الدورات هذه فيها تتابع في المعلومة وفيها ترتيب للدرس وفي الوقت وصلة أيضا كثيرة بالطلاب، ورعاية للجميع من أوجه مختلفة.
ولهذا ينبغي لمن يرعون مثل هذه الدروس أن يختاروا من يناسب في تحقيق الهدف من الدورات، فترتيب الأمر باختيار العلماء، باختيار المشايخ، في الزمان والمكان والترتيب معهم مسبقا هذا مهم لأنه العنصر الأساس في إنجاح الدروس.
الأمر الثالث في التنظيم أن يرتِّب المنظمون الأمر مع من سبقوا في فهم ما يُحتاج إليه في الدورات؛ يعني مثلا يكون في بلد ما سواء كان في داخل المملكة العربية السعودية أم في خارجها، أول مرة يريدون أن يقوموا بدورة ولكن ما يعرفون، فمن الحسن أن يتّصلوا بمن أقام بدورات وناجحة، من أقام دروسا علمية ناجحة ويستشيروهم؛ لأن المؤمن يستشير وما خاب من استشار.
وبعض الدورات فشلت؛ لأنهم ما استشاروا لأن يظنون المسألة ترتيب على ورق، فلما حضر الناس والزمان والمكان صار هناك نوع من الخلل، فلذلك لابد من أن تنظر في حال الدورات التي نجحت كيف نجحت.
الأمر أيضا الثالث الذي يحتاج إليه المنظمون والقائمون على شؤون الدورات سواء أكانوا في مراتب الدعوة التي تتبع لوزارة الشؤون الإسلامية أم كانوا من أئمة المساجد أم كانوا من الإخوة الذين يجتمعوا على الخير، لابد أن يعتنوا بقصد إفادة الطلاب، ليس المقصود أن يشارك فلان من الناس؛ لأجل أن يكثر الحضور، وإنما المقصود إفادة الطلاب بهذه الدروس العلمية، ومعلوم أن المشاركين منهم من يناسب للمحاضرات؛ لكن لا يجيد فنّ التعليم، ولو أجاد فن التعليم قد لا يجيد فن التدريس بهذه الدورات المكثفة، أيضا منهم من لا يُحسن مخاطبة الطلاب -طلاب العلم- في هذا الوقت الوجيز في العلم الذي يحسنه، مثلا هو يحسن أصول الفقه، الجدول لما نظموه كان فراغ في العقيدة، قالوا درس العقيدة، حصل هناك نوع من الارتباك وأيضا الطلاب ما استفادوا.
أيضا من الجهات المهمة أن تكون المادة التي تُجمع المادة -المادة التي تقوم عليها الدورة-؛ يعني الموضوع الفنون أن تكون مشتملة على كل ما يحتاج إليه الطلاب، وأهم ذلك وأعظمه كما سيأتي التوحيد، ثم العلم بالسنة ثم ما يتبع ذلك.
فإذن المنظمون يحتاجون إلى رعاية المكان وتهيئته، وإلى رعاية الزمان، وإلى رعاية المعلم، واختيار المعلم والمدرس واختيار الشيخ الذي سيلقي اختيار بعناية؛ لأن المقصود النفع، وأيضا اختيار الموضوعات اختيار الفنون، اختيار الكتب، اختيار المتون أن يكون ذلك بدقة.
فهذه قد لا يستطيعها كل أحد، ولهذا كان من حسنات الإخوة القائمين على هذه الدروس العلمية في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية وفي مقدمتهم الأخ فهد الغراب وفقه الله لكل خير وغيره من الإخوة، كان من حسناتهم أنهم يستشيرون أهل العلم ويستشيرون طلبة العلم فيما يحسن اختياره من الموضوعات والفنون والمتون، سبق في الدورة الماضية أنه جرب كذا ما الذي يناسب؟ بعض الكتب لا يكون متنا يصلح في منهجية طلب العلم، نعم هو متن صغير؛ لكنه لا يصلح متنا في المنهجية إما لتفرق مادته أو ضعف أسلوب أو عدم اشتماله على كل ما يُحتاج إليه في هذا الفن أو ما أشبه ذلك.
فإذن الترتيب مع يحسن العلم فيمن ينظم هذه الدورات هذا مهم.
فهذه إشارات بضرورة الترتيب والتنظيم لعله أن يسمعها بعض الأخوة في كل مكان وأن يعدّوا للأمر عدته؛ لأنه لابد من القيام للحق فيما ينفع الناس.
الركن الثاني المهم من أركان إقامة هذه الدروس: المعلم، الشيخ، طالب العلم الذي سيلقي الدرس.
ولاشك أن المشايخ أو أن طلبة العلم يختلفون في استعداداتهم، فالله جل وعلا وهب الناس مواهب، وقد يوهب المتأخر ما فات على المتقدم، وقد يوهب الصغير ما لم يدركه الكبير، وهكذا؛ بل قد يكون المتوسط في السن أقرب إلى حاجة الشباب حاجة طلاب العلم فيما يعرفه من استجابتهم للعلم وكيف يلقي عليهم العلم، ربما كان أكثر من بعض من هو أكبر منه سنا.
لهذا اختيار الشيخ والمعلم هذا من أهم أسباب نجاح الدروس العلمية، ولهذا أشرت إلي فيما سبق إلى أنّ الدروس هذه يُعطى فيها متن لمدة وجيزة، قد يكون المتن يمكن تدرسه في سنة، كل أسبوع درس في كل أسبوع درس وينجح من يدرسه؛ لكن لو ضممتها أن يشرح متن في أسبوع ربما لم يستطعه ذاك الذي يستطيعه في سنة، تجد أنه ربما شرح أربع ورقات أو ثلاث صفحات ثم ترك أكثر من ثلثي الموضوع ثلثي المتن بلا شرح.
لهذا من المهم للمنظم، ومن المهم أيضا للمعلم، لطالب العلم أو للشيخ أن ينظر في تقسيم المتن على الزمن، عنده ثمانية عشرة درسا، إذا كان كل يوم درس، وكل أسبوع فيه ستة دروس، فعندنا في ثلاثة أسابيع مثلا ثمانية عشرة درسا، عندنا في أسبوعين كم؟ اثنا عشرة درسا وهكذا.
فإذن يقسمه بالترتيب والذي حصل في دورات -سواء تقام في هذا المسجد أو في غيره-، أن علم الشيخ أو علم المعلم أو علم طالب العلم كان أكبر من زمن الدورة، ففصّل تفصيلات كثيرة ومفيدة لكن ضاق الوقت فترك الطلاب بلا إكمال، والملاحظ أن الذين يستفيدون من الدورات ليسوا هم الذين يحضرون، أنتم تحضرون قد يبلغ عددكم بالمئات؛ لكن من يستفيد من الدورات آلاف، عشرات الآلاف؛ بل ربما مئات الآلاف، وحدثني بعض الإخوة من الدعاة ومن المشايخ ممن زاروا بعض البلاد في إفريقيا أو أوروبا وجدوا فيها الدورات التي أقيمت في هذا المسجد أو في غيره مسجلة على الأشرطة؛ لكن ينتفع الناس بالكتاب الذي شرح كاملا بالمتن الذي شرح كاملا، يوجد عندهم مجموع في عشرة أشرطة، في ثمانية أشرطة غلى آخره.
ولهذا أوصي المشايخ وطلبة العلم وأوصي المعلمين في هذه الدورات وفي أي مكان أن يرتبوا الزمن، وأن أن لا ينساقوا وراء المعلومة فينقضي الزمن ولم ينقض من الكتاب إلا صفحة أو صفحتان.
لهذا كان من اللوازم أن ينبه القائمون على الدروس أن ينبهوا الشيخ فيما لو استطرد في البداية لو مضى درسان وهو مستطرد ويفوت جزء من الوقت أن ينبهوه على ضرورة الزمن، والاهتمام بالزمن وأن يكون الشرح متواكبا مع قصر المدة وما ينبغي في ذلك.
أيضا ينتبه إلى مسألة وهي في اختيار المنظّمون أو اختيار القائمون على الدروس المشايخ واختيار المعلّمين، منهم من يحسن الدروس؛ لكن بتحضير، الدورات العلمية، ولابد من الإيضاح -إيضاح ذلك-؛ لأنه إن شاء الله نرجوا أن يكون منكم جبلا كثيرا ممن يدرّس وبعلم في دورات سواء في داخل المملكة أو خارجها؛ لأنها مسؤولية في أعناقنا وفي أعناقكم في حمل العلم ونقله؛ لأن الناس محتاجون أكثر ما يحتاجون إليه إلى العلم وكلٌّ يعلِّم ما يُحسن.
نقول: من المهم أن ينتبه طالب العلم إلى أنه ليس كل العلم يلقى بتحضير، أحيانا تحتاج إلى تحضير، وأحيانا يكون التحضير سببا في إطالة المادة، في إطالة الموضوع، في إطالة الإلقاء، فهو يحضّر من كتب كثيرة، فإذا جاء لإلقاء الدرس أتى بمعلومات تفصيلية مما حضره؛ لكن لا يحتاجها الطالب في شرح هذا الكتاب، تجد أنه يفصل ونقل من الكتاب الفلاني ونقل من الكتاب الفلاني؛ لكن الدورات في الواقع والدروس العلمية المكثفة هذه تحتاج إلى معلم يُمِرّ المتن بإيضاح عبارته وبيانها والاستدلال عليها وإيضاح العلم وحفظ مقصود العلم ومقصود المؤلف في كلام والمرور على ذلك سريعا بلا إخلال.
وهذا يحتاج إلى دربة ويحتاج إلى علم حاضر في كل الفن، وتحضير قليل، ولكن التحضير الواسع ربما أخلّ بالعملية التعليمية في الدروس العلمية هذه.
لهذا ينبغي أن يكون هناك نوع من التسهيل في إلقاء المعلومات؛ لابد من القوة العلمية والفوائد؛ لأن طلبة العلم إذا لم يجدوا فوائد فإنهم لن يستمروا، فإذا كانت المادة العلمية قوية، وكانت المعلم مستعدا وملكته قابلة، ولغته قريبة واضحة، وإلقاؤه فيه سهولة وعدم تقعّر، فإنه تكون الفائدة أكثر والمرور على المتن أيسر ومن ثم يكون تحصيل المتلقي أعظم.
الجهة الثانية في المعلم أن الطلاب قد يحتاجون إلى السؤال، وأنت تلاحظ في الدورات العلمية أن المكروفونات أمام الملقي كثيرة؛ لأن الذين يسجلون كثر وهذا يعني أن الفائدة من كلام المعلم أو من كلام الشيخ ليست مقصورة على الحاضرين.
ولهذا لا ينبغي أن يقطع الحاضر الكلام بأسئلة تخلّ بالتسجيل؛ لأن المراد أيضا مع فائدة الموجودين أن تُحفظ هذه الدروس مشروحة، كيف ظنّكم لو وجدنا شرح إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لكتاب التوحيد مسموعا لدينا بعد هذه السنين؟ كيف لو وجدنا شرح شيخ الإسلام ابن تيمية أو تفسيره للقرآن موجودا أو شرحه للواسطية؟ كيف لو وجدنا شرح الشيخ محمد بن إبراهيم مسجلا؟ وأنتم الآن عندكم شروح جلة من العلماء كسماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله ورفع درجته الجنة وألحقه بالصديق، وكذلك شروح عدد من مشايخنا كالشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان أو من لهم مشاركات قوية في التعليم والدروس، هذه موجودة لديكم والاستفادة منها عظيمة، فلابد من حفظها، هذا الحفظ أيضا مقصود من الدورات والدروس العلمية حفظ هذا العلم في أشرطة حتى ينتفع طلبة العلم بعد ذلك، لا تدري متى يحتاج الناس إلى هذا العلم.
لهذا المعلم ينبغي أن يستحضر هذه التبعة العظيمة في أنهم يلقي كلام والكلام سيسجل وسيستفيد منه الناس ليس في غضون سنة أو سنتين أو ثلاثة سنوات؛ بل سيستفيدون منه ربما بعد مائة عام، لهذا عليه تبعة عظيمة، وأيضا المتبقي من طلاب العلم الذين يحضرون الدروس لابد أن يستحضروا هذه الملحوظة، وأن لا يقطعوا درس الشيخ ليس بالأسئلة ألا يقطعوه أيضا بالحركة، لا يشتتوا الذهن بقيام جلوس؛ لأن هذا أيضا يضعف الدرس، هذا أيضا يؤثر المعلم.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع