مسلمة الحفصية
عضو مميز
- إنضم
- 16 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 56
- النقاط
- 6
رسالة فاصلة فى الروم والاشمام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أقول : إن للوقف أهمية كبيرة حيث إنه يؤدى إلى وضوح المعنى وإلى قبحه مثل(وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه) فالوقف على أبويه يفسد المعنى وكأن البنت مشتركة في النصف مع أبويه. وإنما المعنى أن النصف للبنت دون الأبوين، ثم استأنف الأبوين بما يجب لهما مع الولد. وهذا النوع من الوقف له أقسام:" تام وكاف وحسن وقبيح " على الراجح من أقوال العلماء ، وهذا النوع من الوقف ليس من بحثنا
"والوقف مأخوذ من وقفت عن كذا إذا لم تأت به، فلما كان ذلك وقوفاً عن الحركة وتركا لها سمى وقفا، ولما كان الوقف نقيض الابتداء ، والحركة نقيض السكون جعل لكل واحد من النقيضين نقيض ما جعل للآخر. وإنما وجب الابتداء بالحركة من أجل تعزر الابتداء بالساكن، ثم جعل للوقف السكون لتفارق الغاية البداية وفيه بعد ذلك لغات.
1) السكون: وهو الفصيح المختار والأصل في عادة القراء
2) الإشمام : وهو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت وتختص بالمرفوع
3) الروم : وهو الإشارة إلى الحركة مع صوت خفي في المرفوع والمجرور دون المنصوب
(4) من الوقوف لغة من لا يعوض من التنوين في المنصوب المنصرف ألفا ويقف عليه بالسكون كالمرفوع والمجرور
(5) لغة من عوض في الجميع فوقف بواو في المرفوع وبألف في المنصوب منصرفا وغير منصرف وبياء في المجرور
6) التشديد نحو خالدَ وفرجَ
ولم يستعمل القراء من ذلك إلا الأفصح ولم ترد السنة بغيره .أ.هـ. فتح الوصيد
قلت : و قال الإمام المالكي "اعلم أن الوقف في الكلام على أوجه متعدده و المستعمل منها عند القراء ثمانية أوجه للسكون و الروم و الإشمام و الإبدال و النقل و الحذف و إثبات ما حذف في الوصل من أخر الاسم المنقوص و إلحاق هاء السكت ثم عقب بأن هذا الباب مقصود به الوقف بالسكون و الروم و الإشمام خاصة " أ.هـــــ الدرا لنثير و العذب النمير
قلت: ومنهم من زاد في الإبدال هاء التأنيث مثل "جنة" وكذلك ما يوقف عليه بالحذف كما في ياءات الزوائد.
أما بالنسبة إلى بحثنا يكون من حيث ثبوت الحركة وعدمها في الوقف وهو ما يتمثل في الإسكان والروم والإشمام.
وإليك أخي القارئ بعض المصطلحات
السكون: ضد الحركة وكل ما حذفت حركته سكن
والسكون هو الأصل لأنه يطرد في كل نوع من المتحركات ولأنه تحصل به مخالفة الابتداء ، إذ لا يبتدأ بمتحرك ،فأراد أن يكون الوقف بخلافه فجعلاه بالسكون ، ولأن الوقف موضع استراحة فناسبه حذف الحركة ولهذا لا يجوز الوقف بالتحريك التام الممكن واخص ما يستعمل فيه الروم ، وهو النطق ببعض الحركة قاله المالقي 0
الحركة :المقصود بها (الفتحة-والضمة-والكسرة)
واختلفوا في أصل الحركة: قال أبو شامة "وهذه مسألة اختلف الناس فيها، وهي إن الحركات الثلاثة أصول حرف العلة، أو حروف العلة أصول الحركات ثم ذكر قول الحصرى القيرواني:
وأشمم ورم ما لم تقف بعد ضمة
ولا كسرة أو بعد أميهما فادر .أ.هـ ابراز المعاني صـ 273
قال ابن الجزرى:" ومنهم من قال : إن الفتحة من الألف والضمة من الواو والكسرة من الياء فالحروف على هذا عندهم قبل الحركات، وقيل عكس ذلك، أي الألف من الفتحة .....الخ- فالحركات عندهم قبل الحروف، وقيل ليست الحركات مأخوذة من الحروف ولا الحروف مأخوذة من الحركات وصححه بعضهم."أ.هـ من النشر بزيادة بيان والقول الأول قول جمهور العلماء كما قال ابن الجزرى
وسؤال : هل للحركات مخرج؟
اختلفوا في مخرج الحركات حسب اختلافهم في المخارج العامة فمن قال بمخرج الجوف قال : الحركات تخرج من الجوف لأنها تعد أجزاء منها.
ومن لم يقل بمخرج الجوف جعل الفتحة من مخرج الألف -أقصى الحلق- والكسرة من مخرج الياء -وسط اللسان- والضمة من مخرج الواو -الشفتين-
سؤال : هل هناك فرق بين من قال بمخرج الجوف ومن لم يقل به ؟
فقد قرَب الإمام بن الجزرى المسألة بأن من قال بالجوف نظر إلى نهاية حروف المد- وهو الخليل- ومن قال بعدمه نظر إلى بداية حروف المد -وهو سيبويه - وهؤلاء محجوجون بالزيادة التي في حروف المد أين تكون .؟ فالمعلوم أن الحروف لها مقطع واحد إلا حروف المد لها مقطعين، مقطع الحرف ومقطع مدة الحرف فهذه الزيادة هي التي ترجح وجود مخرج الجوف . والله أعلم.
-الإشارة: يطلقون الإشارة على الروم وعلى الإشمام ويفرقون بينهما بالصوت الخفي، قال أبو شامة:" وقال الشيخ: هو الإشارة إلى الحركة مع صوت خفي وقال في الإشمام، قال الشيخ: هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت"
.أ.هـ إبراز المعاني
والصوت الخفي : المقصود به جزء من الحركة وهو ما نسميه (بالروم(
وذكر نص بن على الشيرازي في كتابه الموضح : أن الكوفيين ومن تابعهم ذهبوا إلى أن الإشمام هو الصوت، وهو الذي يسمع، لأنه عندهم بعض حركة والروم هو الذي لا يسمع لأن روم الحركة من تفوه به.
وقال مكي:" قد روى عن الكسائى الإشمام في المخفوض ، قال وأراه يريد به الروم لأن الكوفيين يلقبون ما سميناه روما إشماما، وما سميناه إشماما روما "
وقد علق أبو شامة قائلا : لا مشاحة في التسمية إذا عرفت الحقائق .أ.هـ إبراز المعاني
قلت : قال المالقي : وحكى عن الكوفيين أنهم يسمون الإشارة بالشفتين روما ، لأنك تقول رمت فعل كذا ، إذا تعرضت له ولم تفعله ، فكذلك إذا أشرت بشفتيك من غير نطق .
ويسمون النطق ببعض الحركة إشماما ، كما تقول : شممت رائحة كذا إذا أدركت رائحته ، فكأنك أدركت جزءا منه ، فكذلك إذا جعلت في الحرف شيئا يسيرا من لفظ الحركة .
اصطلاح البصريين يتوجه على أنك حين نطقت ببعض الحركة كأنك رمت إتمامها فلم تفعل ، وعلى أنك جعلت القدر الحاصل من الإشارة بالشفتين إشماما لأنه كاف في الإشعار بحركة الوصل ، والأمر في ذلك قريب " أ.هـ الدر النثير والعذب المنير صـ 578
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أقول : إن للوقف أهمية كبيرة حيث إنه يؤدى إلى وضوح المعنى وإلى قبحه مثل(وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه) فالوقف على أبويه يفسد المعنى وكأن البنت مشتركة في النصف مع أبويه. وإنما المعنى أن النصف للبنت دون الأبوين، ثم استأنف الأبوين بما يجب لهما مع الولد. وهذا النوع من الوقف له أقسام:" تام وكاف وحسن وقبيح " على الراجح من أقوال العلماء ، وهذا النوع من الوقف ليس من بحثنا
"والوقف مأخوذ من وقفت عن كذا إذا لم تأت به، فلما كان ذلك وقوفاً عن الحركة وتركا لها سمى وقفا، ولما كان الوقف نقيض الابتداء ، والحركة نقيض السكون جعل لكل واحد من النقيضين نقيض ما جعل للآخر. وإنما وجب الابتداء بالحركة من أجل تعزر الابتداء بالساكن، ثم جعل للوقف السكون لتفارق الغاية البداية وفيه بعد ذلك لغات.
1) السكون: وهو الفصيح المختار والأصل في عادة القراء
2) الإشمام : وهو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت وتختص بالمرفوع
3) الروم : وهو الإشارة إلى الحركة مع صوت خفي في المرفوع والمجرور دون المنصوب
(4) من الوقوف لغة من لا يعوض من التنوين في المنصوب المنصرف ألفا ويقف عليه بالسكون كالمرفوع والمجرور
(5) لغة من عوض في الجميع فوقف بواو في المرفوع وبألف في المنصوب منصرفا وغير منصرف وبياء في المجرور
6) التشديد نحو خالدَ وفرجَ
ولم يستعمل القراء من ذلك إلا الأفصح ولم ترد السنة بغيره .أ.هـ. فتح الوصيد
قلت : و قال الإمام المالكي "اعلم أن الوقف في الكلام على أوجه متعدده و المستعمل منها عند القراء ثمانية أوجه للسكون و الروم و الإشمام و الإبدال و النقل و الحذف و إثبات ما حذف في الوصل من أخر الاسم المنقوص و إلحاق هاء السكت ثم عقب بأن هذا الباب مقصود به الوقف بالسكون و الروم و الإشمام خاصة " أ.هـــــ الدرا لنثير و العذب النمير
قلت: ومنهم من زاد في الإبدال هاء التأنيث مثل "جنة" وكذلك ما يوقف عليه بالحذف كما في ياءات الزوائد.
أما بالنسبة إلى بحثنا يكون من حيث ثبوت الحركة وعدمها في الوقف وهو ما يتمثل في الإسكان والروم والإشمام.
وإليك أخي القارئ بعض المصطلحات
السكون: ضد الحركة وكل ما حذفت حركته سكن
والسكون هو الأصل لأنه يطرد في كل نوع من المتحركات ولأنه تحصل به مخالفة الابتداء ، إذ لا يبتدأ بمتحرك ،فأراد أن يكون الوقف بخلافه فجعلاه بالسكون ، ولأن الوقف موضع استراحة فناسبه حذف الحركة ولهذا لا يجوز الوقف بالتحريك التام الممكن واخص ما يستعمل فيه الروم ، وهو النطق ببعض الحركة قاله المالقي 0
الحركة :المقصود بها (الفتحة-والضمة-والكسرة)
واختلفوا في أصل الحركة: قال أبو شامة "وهذه مسألة اختلف الناس فيها، وهي إن الحركات الثلاثة أصول حرف العلة، أو حروف العلة أصول الحركات ثم ذكر قول الحصرى القيرواني:
وأشمم ورم ما لم تقف بعد ضمة
ولا كسرة أو بعد أميهما فادر .أ.هـ ابراز المعاني صـ 273
قال ابن الجزرى:" ومنهم من قال : إن الفتحة من الألف والضمة من الواو والكسرة من الياء فالحروف على هذا عندهم قبل الحركات، وقيل عكس ذلك، أي الألف من الفتحة .....الخ- فالحركات عندهم قبل الحروف، وقيل ليست الحركات مأخوذة من الحروف ولا الحروف مأخوذة من الحركات وصححه بعضهم."أ.هـ من النشر بزيادة بيان والقول الأول قول جمهور العلماء كما قال ابن الجزرى
وسؤال : هل للحركات مخرج؟
اختلفوا في مخرج الحركات حسب اختلافهم في المخارج العامة فمن قال بمخرج الجوف قال : الحركات تخرج من الجوف لأنها تعد أجزاء منها.
ومن لم يقل بمخرج الجوف جعل الفتحة من مخرج الألف -أقصى الحلق- والكسرة من مخرج الياء -وسط اللسان- والضمة من مخرج الواو -الشفتين-
سؤال : هل هناك فرق بين من قال بمخرج الجوف ومن لم يقل به ؟
فقد قرَب الإمام بن الجزرى المسألة بأن من قال بالجوف نظر إلى نهاية حروف المد- وهو الخليل- ومن قال بعدمه نظر إلى بداية حروف المد -وهو سيبويه - وهؤلاء محجوجون بالزيادة التي في حروف المد أين تكون .؟ فالمعلوم أن الحروف لها مقطع واحد إلا حروف المد لها مقطعين، مقطع الحرف ومقطع مدة الحرف فهذه الزيادة هي التي ترجح وجود مخرج الجوف . والله أعلم.
-الإشارة: يطلقون الإشارة على الروم وعلى الإشمام ويفرقون بينهما بالصوت الخفي، قال أبو شامة:" وقال الشيخ: هو الإشارة إلى الحركة مع صوت خفي وقال في الإشمام، قال الشيخ: هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت"
.أ.هـ إبراز المعاني
والصوت الخفي : المقصود به جزء من الحركة وهو ما نسميه (بالروم(
وذكر نص بن على الشيرازي في كتابه الموضح : أن الكوفيين ومن تابعهم ذهبوا إلى أن الإشمام هو الصوت، وهو الذي يسمع، لأنه عندهم بعض حركة والروم هو الذي لا يسمع لأن روم الحركة من تفوه به.
وقال مكي:" قد روى عن الكسائى الإشمام في المخفوض ، قال وأراه يريد به الروم لأن الكوفيين يلقبون ما سميناه روما إشماما، وما سميناه إشماما روما "
وقد علق أبو شامة قائلا : لا مشاحة في التسمية إذا عرفت الحقائق .أ.هـ إبراز المعاني
قلت : قال المالقي : وحكى عن الكوفيين أنهم يسمون الإشارة بالشفتين روما ، لأنك تقول رمت فعل كذا ، إذا تعرضت له ولم تفعله ، فكذلك إذا أشرت بشفتيك من غير نطق .
ويسمون النطق ببعض الحركة إشماما ، كما تقول : شممت رائحة كذا إذا أدركت رائحته ، فكأنك أدركت جزءا منه ، فكذلك إذا جعلت في الحرف شيئا يسيرا من لفظ الحركة .
اصطلاح البصريين يتوجه على أنك حين نطقت ببعض الحركة كأنك رمت إتمامها فلم تفعل ، وعلى أنك جعلت القدر الحاصل من الإشارة بالشفتين إشماما لأنه كاف في الإشعار بحركة الوصل ، والأمر في ذلك قريب " أ.هـ الدر النثير والعذب المنير صـ 578
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع