الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
رسالة إلى الباحثين عن السعادة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 51238" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">رسالة إلى الباحثين عن السعادة</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #800000">د. بدر عبد الحميد هميسه</span></span></span></p><p> </p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">الناس جميعاً يبحثون عن السعادة ويجدون في طلبها ويكدحون في تحصيلها , ولكن ليس كل من يطلب السعادة يجدها ؛ لأن فهم كل واحد منهم لها يختلف , ومشاربهم في سبل تحصيلها تتباين , فالبعض يظن أن السعادة في كثرة المال , فيسعي إلى تحصيله بكل السبل وشتى الوسائل والطرق , ولا يدري أن هذه السعادة وهمية غير حقيقية، وأن هناك يوماً سيأتيه ويصرخ فيه قائلاً : \" مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ \". سورة الحاقة: 28-29.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">بل قد يكون المال سبباً لشقاوته وعذابه , كما قال تعالى: \" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ\". سورة التوبة: 34-35.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقد أشار القرآن الكريم إلى شقاء أصحاب الأموال الذين لا يتقون الله تعالى في جمعها وإنفاقها، ومعرفة حق الله عز وجل فيها، فقال تعالى: \" فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ\" . سورة التوبة: 55 .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ:سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا الْمَالُ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيان : قَالَ لِي : يَا حَكِيم ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.أخرجه \"أحمد\" 3/434 (15659) و\"البُخَارِي\" 2/152(1472).</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال البستي : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ويا حريصاً على الأموالِ تجمعُها * * * أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها * * * فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال آخر : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ولست أرى السعادة جمع مال ٍ * * * ولكن التقي هو السعيد ُ</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وتقوى الله خير الزاد ذخراً * * * وعند الله للأتقى مزيدُ </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="color: black"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px">يذكر أن زوجاً قال لزوجته بغضب: لأشقينَّك . فقالت الزوجة في هدوء وإيمان وعزة : لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدني.فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !فقال الزوج في دهشة: وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، <span style="color: blue">وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي .</span></span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ويحكى أن أحد الأثرياء كان لديه خادم يحرس القصر الذي يسكن فيه ذلك الثري ,فكان هذا الثري في قصره الكبير لا يحس بطعم الراحة فهو مريض يتناول الأدوية قبل الأكل وفي وسطه وفي آخره , بل يظل طوال الليل يتقلب من الألم ولا يستطيع النوم , وذاك الخادم الفقير يسكن بجوار باب القصر في غرفة صغيرة هو وزوجته وأولاده , فيظلون إلى منتصف الليل يضحكون ويصفقون ويغنون , فقال الثري في نفسه هؤلاء لا يملكون إلا قوت يومهم ويعيشون في هذه السعادة فما بالهم لو كان معهم بعض المال , فذهب إليهم ذات يوم وقال لهذا الحارس سأعطيك كل يوم خمسون جنيهاً تشترى بها بيضاً وتجلس تبيعه أما القصر ونتقاسم المكسب , وفي الليلة الأولى سمعهم يضحون ويغنون ولكن إلى ما بعد العشاء بساعة وليس إلى منتصف الليل , وفي الليلة الثانية سكتت أصواتهم بعد العشاء مباشرة , وفي الليلة الثالثة سمع أصوات الشجار والصراخ , ثم دخل عليه ذلك الحارس المسكين ومعه ما تبقى من البيض وما كسب من مال , وقال له يا سيدي هذا بيضك ومالك, ودعنا نعود إلى حالنا السابق من الضحك والغناء , فلقد أفسد علينا المال سعادتنا .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وكانت هناك امرأة تدعى \"كريستينا أوناسيس\": وهي ابنة المليونير اليوناني الشهير \"أوناسيس\"، مات أبوها وترك لها خمسة آلاف مليون ريال، وأسطولاً بحرياً ضخماً، وهي تملك جزراً كاملة، وتملك شركات طيران، تزوجت مرة وثانية وثالثة ورابعة، وفي كل مرة تبحث عن السعادة ولا تجدها.بل وسألها الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟ قالت: نعم. أنا أغنى امرأة، ولكني أشقى امرأة. ثم عاشت بقية حياتها في تعاسة وهمّ، وبعد ذلك وجدوها ميتة في شاليه في الأرجنتين وحيدة شريدة.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقد يظن البعض أن السعادة في الجاه والسلطان والمناصب والولايات : وهذا فهمٌ وظن خاطئ أيضاً، فأهل الجاه والسلطان والمناصب البعيدين عن الله، هم في شقاء وتعاسة وهمٍّ ونكد, عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي ؟ قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا.أخرجه مسلم 6/6(4746).</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال هشام بن عبد الملك – الخليفة -: عددت أيام سعادتي فوجدتها ثلاثة عشرة يوماً.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وكان أبوه عبد الملك يتأوه ويقول: يا ليتني لم أتولَّ الخلافة. فكان سعيد بن المسيب يقول عندما يسمع هذا: الحمد لله الذي جعلهم يفرُّون إلينا، ولا نفر إليهم. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فكم من منصب قتل صاحبه , وكم من إمارة كانت وبالاً ونكالاً على طالبها , </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الشاعر : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وأعز ما يبقى ودادٌ دائمٌ * * * إن المناصبَ لا تدوم طويلا ً </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال آخر : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إن المناصب لا تـــدوم لواحــــــد *** فإن كنت في شك فأين الأول</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فاصنع من الفعل الجميل فضائل *** فـــإذا عزلـــت فإنهـــا لا تعزل </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">لذا فقد وجدنا الأئمة الكبار من علماءنا وفقهاءنا من أمثال مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم يفرون من المناصب والولايات , ويتعرضون بسبب هذا الرفض للضرب والسجن والتعذيب .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">والبعض كذلك يظن أن السعادة في الشهرة: وهذا ظن خاطئ، إذ أن الشهرة تكون في غالب الأحيان سبب الشقاء والتعاسة ,تقول إحدى الممثلات الشهيرات قبل وفاتها أو انتحارها وهي تنصح المرأة: احذري المجد، </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">واحذري كل من يخدعك بالأضواء، إنني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أمّاً، إنني امرأة أُفضِّل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، لقد ظلمني كل الناس، إن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">أوقد يظن أن السعادة في نيل الشهادات العالية: وليس ذلك شرطاً لبلوغ السعادة , تقول إحدى الطبيبات والتي لم تذق طعم السعادة: \"السابعة من صباح كل يوم يستفزني، يستمطر أدمعي... لماذا؟ اركب خلف السـائق متوجهة إلى عيادتي – بل مدفني، بل زنزانتي- وعندما أصل إلى مكتبي – بل إلى مثواي- أجد النساء بأطفالهم ينتظرنني، وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حريرية فارسية، هذا في نظر الناس وهو في نظري لباس حداد لي. ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي أتقلد سماعتي، وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، والعقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافهُ حول عنقي- أي بلغت الثلاثين- والتشاؤم ينتابني على المستقبل.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وأخيراً تصرخ وتقول: خذوا شهادتي، ومعاطفي، وكل مراجِعي، وجالب السعادة الزائفة – المال والمركز- وأَسْمِعُوني كلمة \"ماما\"،</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black"> ثم قالت هذه الأبيات: </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة * * * فقد قيـل فما نالني من مقـالها</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوةً * * * هي اليوم بين الناس يُرثَى لحالها</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وكل مُناها بعضَ طفلٍ تضمّهُ * * * فهل ممكن أن تشتريـه بمـالها </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فالسعادة فد لا تكون في جمع الأموال واكتناز الكنوز , فكم من أغنياء هم أشقى الناس وكم من فقراء هم أسعد الخلق حالاً ومآلاً , وقد لا تكون السعادة في المناصب والوجاهات , فكم من صاحب منصب جر عليه منصبه أذيال الخيبة والتعاسة , وفقير معدم يعيش في رضا وسعادة , وقد لا تكون السعادة في الصحة فكم من صحيح معافى لا يحس بتلك النعمة وكم من مريض مبتلى راض عن ربه وربه راض عنه .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إذن فلطالما أن السعادة ليست في كل ما سبق , فأين يجد الإنسان سعادته ؟ بل أين يلاقي أمنه وراحته وهناءته؟ سؤال محير لكن ديننا الحنيف قد أجاب عليه ووضع له السبل السهلة الميسورة إليه , فالمسلم يجد سعادته في :</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">1ـ الإقبال على الطاعة والعبادة وترك الذنوب والمعاصي: </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">القلب السليم دائماً يحن ويشتاق إلى الطاعة أكثر من حنين الجائع إلى الطعام والشراب، ومن المعلوم أن من أحبَّ الله أحبَّ خدمته، وصارت العبادة والطاعة قوت قلبه، وغذاء نفسه، وسر سعادته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي حتى تتورَّم قدماه، وهو الذي غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فالتقرب إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة سبب لحب الله للعبد , وإذا أحب الله العبد هيأ له أسباب السعادة والإنس به , قال تعالى : \" وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .. (165) سورة البقرة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ. أخرجه البخاري 8/131(6502) .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">والطاعة لله تعالى وحسن القرب منه , ليست كلمات تقال على الشفاه , بل هي عمل وسلوك يظهر في الكون والحياة . </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال ابن المبارك: </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">تعصى الإله وأنت تزعم حبه * * * هذا لعمري في القياس بديع</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ولو كان حبك صادقاً لأطعته * * * إن المحبَّ لمن يحب مطيع </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال <span style="color: blue">ابن القيم</span> ـ رحمه الله ـ في كتابه : الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي( 136 ) : \"قال بعض العلماء: فكرت فيما يسعى فيه العقلاء، فرأيت سعيهم كله في مطلوب واحد، وإن اختلفت طرقهم في تحصيله، رأيتهم جميعهم إنما يسعون في دفع الهم والغم عن نفوسهم، فهذا بالأكل الشراب، وهذا بالتجارة والكسب، وهذا بالنكاح، وهذا بسماع الغناء والأصوات المطربة, وهذا باللهو واللعب. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فقلت: هذا المطلوب مطلوب العقلاء، ولكن الطرق كلها غير موصلة إليه، بل لعل أكثرها إنما يوصل إلى ضده، ولم أرَ في جميع هذه الطرق طريقاً موصلة إليه إلا الإقبال على الله، ومعاملته وحده، وإيثار مرضاته على كل شيء، فإن سالك هذه الطريق إن فاته حظه من الدنيا، فقد ظفر بالحظ الغالي الذي لا فوت بحظه من الدنيا ناله على أهنأ الوجوه، فليس للعبد أنفع من هذه الطريق ولا أوصل منها إلى لذته وبهجته وسعادته. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال تعالى: \" فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى.قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا.قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى\". سورة طه: 123–126. قال ابن كثير – رحمه الله- في تفسيره: قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما:{فَلا يَضِلُّ}: في الدنيا، { وَلا يَشْقَى}: في الآخرة، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} أي: خالف أمري، وما أنزلته على رسلي، أعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه، {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} في الدنيا، فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن نعم ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="color: black"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين،</span> ومن لم تقر عينه بالله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحاً. كما قال تعالى: \" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ\" . سورة النحل:97.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال شيخ الإسلام ابن تيميةـ رحمه الله ـ كما في \"مجموع الفتاوى\" (8/206):إن سعادة النفس أن تحيا الحياة النافعة فتعبد الله، ومتى لم تحيَ هذه الحياة كانت ميتة، وكان مالها من الحياة الطبيعية موجباً لعذابها، فلا هي حية متنعمة بالحياة، ولا ميتة مستريحة من العذاب. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ويتأكد هذا أيضاً في قوله تعالى: \" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ{4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ{10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ\" . سورة المؤمنون:1-11. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ولا يظن ظان أن الرزق ينحسر في المال فقط، بل أن سعة وانشراح الصدر رزق، وراحة البال رزق، واطمئنان القلب رزق، فمن يتقِ الله فهو من أهل الفلاح الذين يسعدوا في الدنيا وفي الآخرة.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا. أخرجه أحمد 3/103(12025) . والبُخَارِي 1/10(16) و\"مسلم\" 1/48(74) .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">نقل الحافظ في \"الفتح\" (1/78) عن البيضاوي ـ رحمه الله ـ أنه قال: إن المرء إذا تأمل أن المنعم هو الله تعالى، وأنه لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه، وأن ما عداه وسائط، وأن الرسول هو الذي بين له مراد ربه، اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه، فلا يحب إلا ما يحب، ولا يحب من يحب إلا من أجله سبحانه، وأن يتيقَّن أن جملة ما وعد وأوعد حقاً يقيناً، ويخيل إليه الموعود كالواقع، فيحسب أن مجالس الذِّكْر رياض الجنة، وأن العود في الكفر إلقاءً في النار.أهـ</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">يقول ابن القيم في \"مدارج السالكين\" (1/411) \"فأطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته، وألذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته، فمحبته ومعرفته قرَّة العيون، ولذة الأرواح، وبهجة القلوب، ونعيم الدنيا وسرورها، بل لذات الدنيا القاطعة عن ذلك تنقلب آلاماً وعذاباً، ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك، فليست الحياة الطيبة إلا لله\".</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً. أخرجه أحمد 1/208(1778) و\"مسلم\" 1/46(60) .</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">يقول الدكتور أنس أحمد كرزون: فمن اجتهد في تزكية نفسه وترقيتها، حتى يبلغ درجة الإحسان، فقد فاز بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة، وتلك هي السعادة الحقة التي تختلف اختلافاً كبيراً عن السعادة المتوهمة، التي يسعى إليها أهل الدنيا، يشقون ليحظوا بها، فلا ينالون إلا مزيداً من الشقاء والتعاسة. انظر : منهج الإسلام في تزكية النفس: 2/754.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذِّكْر، وقراءة القرآن فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله تعالى.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال بعضهم: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، وصلاة الجماعة.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">وقال بعضهم: عالجت قيام الليل سنة وتمتعت به عشرين سنة.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، ومعرفته، وذكره.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال آخر: أنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ويقول <span style="color: blue">ابن القيم</span> كما في: ( الوابل الصيب\" صـ69 : 71): وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – قدَّس الله روحه- يقول: <span style="color: blue">إن في الدنيا جنةً، مَن لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة</span>. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ إن جنتي وبستاني في صدري أينما رحت، فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. وكان يقول: المحبوس مَن حُبِس قلبه عن ربه تعـالى، والمأسور من أسره هواه، ولما دخل القلعة وصار داخـل سورهـا نظر إليه وقال: \" فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ\" . سورة الحديد: 13. يقول ابن القيم: والله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش، والحبس، والتهديد، والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرَّهُم نفساَ، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ويقول إبراهيم بن بشار - رحمه الله-: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الفولي، وأبو عبد الله السنجاري نريد الإسكندرية، فمررنا بنهر يُقال له: نهر الأردن، فقعدنا نستريح وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات، فألقاهم بين أيدينا فأكلنا وحمدنا الله، فقمت أسعى أتناول ماءً لإبراهيم، فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء ركبتيه، فمال بكفيه في الماء فملأها ثم قال: بسم الله وشرب، فقال: الحمد لله، ثم أنه خرج من النهر فمد رجليه وقال: يا أبا يوسف، لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف على ما نحن فيه من لذيذ العيش.فقلت له: يا أبا إسحاق، طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم. فتبسَّم إبراهيم بن أدهم وكأنه يقر أبا يوسف. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="color: black"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: red">فالذنوب والمعاصي تهلك العبد، وتبعده عن الله،</span> وتجعله شقياً غير سعيد، وللذنوب والمعاصي آثاراً خطيرة تضر بقلب العبد وبدنه، فتجلب له الشقاء والتعاسة.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="color: black"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">قال ابن القيم</span> : (الجواب الكافي ص 35 ) : وللمعاصي من الآثار المضرَّة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله، فمنها : أنها مدد من الإنسان يمد به عدوه عليه، وجيش يقويه به على حربه. ومن عقوبات المعاصي أنها تخون العبد في وقت أحوج ما يكون إلى معرفة ما ينفعه وما يضره. ومنها أنها تجرئ العبد على مَن لم يكن يجترئ عليه. ومنها الطبع على القلب إذا تكاثرت؛ حتى يصير صاحب الذنب من الغافلين,ومن عقوبات المعاصي: إفساد العقل، فإن العقل نور، والمعصية تطفئ نور العقل. ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه، وتصغُر في قلبه. ومنها أن ينسلخ من القلب استقباح الذنوب، فتصير له عادة. ومنها أن المعاصي: تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضاً. ومن عقوبات المعاصي: ظلمة يجدها في قلبه، يحسُّ بها كما يحسّ بظلمة الليل. ومنها أن المعاصي توهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية، وأما وهنها للبدن، فإن المؤمن قوته في قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنه.ومنها تعسير أموره، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه. ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس، ولاسيما أهل الخير. ومنها ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب.ومنها أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان، وتمنعه ثواب المحسنين. ومنها أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة. ومنها أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته. ومنها أنها تعمي بصيرة القلب وتطمس نوره، وتسد طرق العلم.ومنها أنها تصغر النفس، وتحقِّرها وتقمعها. ومنها أنها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه.ومنها أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف. ومنها أنها تحرم العبد الرزق، كما ورد في الحديث الذي رواه ثوبان مرفوعاً: قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:لاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ ، وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ.أخرجه أحمد 5/277(22745). </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال القرني : إذا عرفت الله وسبَّحْته وعبدْتَهُ وتألَّهْتهُ وأنت في كوخٍ ، وجدت الخَيْرَ والسعادةَ والراحة والهدوء .ولكنْ عند الانحرافِ ، فلوْ سكنت أرقى القصورِ ، وأوسع الدورِ ، وعندك كلُّ ما تشتهي، فاعلمْ أنَّها نهايتُك المُرَّةُ ، وتعاستُك المحققةُ ؛ لأنك ما ملكت إلى الآنِ مفتاح السعادةِ.لا تحزن ص 273.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">2ـ كثرة الذكر والدعاء لله تعالى :</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ترك ذكر الله تعالى يصيب القلب بالقسوة والجفاء ، وقاسي القلب مستحق لوعيد الله تعالى، قال سبحانه : \" وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ\" . سورة الزخرف:36.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ أَبِي مُوسَى ، قال : قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ ، وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ.رواية مسلم : مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ الله فِيهِ ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ الله فيه ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ.أخرجه البخاري 8/107 ومسلم 2/188 .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وانظر لمَن يُكثِر من ذكر الرحمن، تجده دائماً في راحة واطمئنان، كما قال تعالى: \" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ\" . سورة الرعد:28 .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وإذا اطمئن القلب انشرح الصدر، وارتاح البال وأنس بالله، وسعد في الدنيا والآخرة، وهذا هو عين الفلاح، الذي أرشدنا تعالى إلى تحصيله؛ وذلك بكثرة ذكره، فقال تعالى: \" َاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ\" . سورة الأنفال: 45.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقـد ذكر ابن القيم في كتـابه : الوابل الصيب من الكلم الطـيب ( 61 ) : أكثر من مائة فائدة لذكر الله منها: أن الذِّكْر يرضي الله عزوجل . أن الذِّكْر يطرد الشيطان. أنه يزيل الهم والغم عن القلب. أنه يجلب للقلب الفرح، والسرور، والسعادة. أنه يقوي القلب، والبدن. أنه ينوِّر الوجه والقلب. أنه يجلب الرزق. أنه يكسو الذاكر المهابة والنضرة. أنه يورث المحبة. أنه يورث المراقبة، والإنابة، والقرب إلى الله . أنه يورث الهيبة لربه عز وجل. أنه يورث حياة القلب. أنه قوت القلوب والروح. أنه يحط عنه الخطايا ويذهبها. أنه يزيل الوحشة بينه وبين ربه. أن العبد إذا ذكر ربه في الرخاء عرفه الله تعالى في الشدة. أنه منجاة من العذاب. أنه سبب لنزول السكينة. أنه سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش. أن الذاكر تجالسه الملائكة في المجلس الذي يذكر فيه ربه. الذِّكْر يسعد الذاكر، ويسعد به جليسه. أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة. أن الذِّكْر مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى للعبد يوم القيامة في ظل العرش. أن الذِّكْر سبب لإعطاء الذاكر أفضل ما يعطي السائلين. أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها. أن الذِّكْر غراس الجنة. أن الذِّكْر ينبه القلب من نومه ويوقظه. أن الذِّكْر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمَّرَ إليها السالكون. أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعيِّة تثمر القرب والولاية، والمحبة، والنصرة، والتوفيق. أن الذِّكْر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله عز وجل ، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل. أن الذِّكْر رأس الشكر. أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين مَن لا يزال لسانه رطباً بذكره. أن الذِّكْر يذيب قسوة القلب. أن الذِّكْر شفاء القلب ودواؤه. الذِّكْر يجلب النعم، ويدفع النقم. الذِّكْر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر. أن مَن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذِّكْر، فإنها رياض الجنة. أن الله عز وجل يباهي بالذاكر ملائكته. ذكر الله عز وجل يُسهِّل الصعب، وييسِّر العسير، ويخفِّف المشاق. ذكر الله عز وجل يذهب مخاوف القلب. أن الملائكة تستغفر للذاكر. كثرة الذِّكْر أمان من النفاق. الذِّكْر حرز للذاكر من الشيطان. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">كما أن صدق اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء سبب للسعادة وانشراح الصدر , قال سبحانه : \" رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي\". سورة طه: 25-26.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الشاعر : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إني أويت لكل مأوى في الحياة * * * فما رأيت أعز من مأواكا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة * * * فلم تجد منجى سوى منجاكا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وبحثت عن سر السعادة جاهداً * * * فوجدت هذا السر في تقواكا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فليرض عني الناس أو فليسخطوا * * * أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي * * * وتعينني وتمدني بهداكا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي * * * ما خاب يوماً من دعا ورجاك</span> </span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">3ـ الرضا بالقضاء والقدر:</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">الساخط على ما قدَّر الله غير راضٍ بما قسمه الله له أو لغيره، لا تطمئن نفسه ولا يهدأ باله، متوتر دائماً، لا يحس بالراحة والسعادة؛ لأنه لم يشرب قلبه الرضا بقضاء الله، وعلى النقيض تجد المؤمن سعيداً؛ لرضاه بقضاء الله وقدره، الذي يغرز السعادة والراحة، وهدوء البال، وإن كان رزقه كفافاً.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقد أوجب الله تعالى على عباده الرضا بقضائه سبحانه في السراء والضراء، بل وجعله ركناً من أركان الإيمان، فمتى رضي العبد بقضاء الله تعالى، خالط الإيمان بشاشة القلب، وأصبحت النفس مطمئنة راضية وتحققت له السعادة.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ.أخرجه ابن ماجة (4031) والتِّرْمِذِيّ\" 2396.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">يقول الحربي ـ رحمه الله ـ: مَن لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيش. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: \"إن الله بقسطه وعلمه جعل الرَّوح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمَّ والحزن في الشك والسخط\". </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فالسعيد هو من يرضى بقضاء الله تعالى في السراء والضراء, عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.أخرجه أحمد 4/332(19142) و\"مسلم\" 8/227 (7610).</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">يقول ابن الجوزي كما في \"صيد الخاطر\" صـ329 : 330: \"رأيت سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله U، والإقبال على الدنيا، وكلما فات فيها شيء وقع الغم لفواته، فأما مَن رزق معرفة الله تعالى وأطاعه استراح؛ لأنه يستغني بالرضا بالقضاء، فمهما قدر له رضي، ولم يختلج في قلبه اعتراض؛ لأنه مملوك مدبر، فتكون همَّته في خدمة الخالق، ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال، ولا مخالطة الخلق، ولا الالتذاذ بالشهوات، ولكن يقبل على عبادة وطاعة رب الأرض والسموات. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وها هو عُروة بن الزبير رضي الله عنه: بُتِرَت رجله، ومـات ابنه، وكـان ذلك في يوم واحد، فقال: \"اللهم لك الحمد إن كنت أخذت فقط أعطيت، وإن كنت ابتليت فقد عافيت، منحتني أربعة أعضاء وأخذت عضواً واحداً، ومنحتني أربعة أبناء وأخذت ابناً واحداً.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ودخل أبو الدرداء على رجل يموت وهو يحمد الله : فقال أبو الدرداء: أصبت، إن الله عز وجل إذا قضى أحبَّ أن يُرْضى به.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وها هو عمر بن عبد العزيز يقول: ما بقي لي سرور إلا في مواقع القدر، وقيل له: ما تشتهي؟ فقال: ما يقضي الله عز وجل به.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال القرضاوي : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إن السعادة أن تعيش * * * لفكرة الحق التليد</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">لعقيدة كبرى تحل * * * قضية الكون العتيد</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">هذي العقيدة للسعيد * * * هي الأساس هي العمود</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">من عاش يحملها ويهتف * * * باسمها فهو السعيد</span> </span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">4ـ القناعة والرضا بما قسم الله تعالى:</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">القناعة والرضا بما قسم الله تعالى سبب للسعادة والعز في الدنيا والآخرة ,فقد أخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: \"يا محمد عِش ما شئت فإنك ميِّت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس\" . الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 505.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال بعض السلف: عزَّ مَن قنع، وذل من طمع.فالقانع لا يزال عزيزاً سعيداً؛ لأنه لا يذله ولا يشقيه الطلب.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ ، وَرُزِقَ كَفَافًا ، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ.أخرجه أحمد 2/168(6572) و\"مسلم\" 3/102(2390) .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.أخرجه البُخَارِي، في \"الأدب المفرد\"300 و\"ابن ماجة\"4141 و\"التِّرمِذي\" 2346 .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.أخرجه أحمد (2/310 ، رقم 8081) ، والترمذي (4/551 ، رقم 2305) ، حديث رقم : 100 في صحيح الجامع.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وصدق القائل حين قال: </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">النفس تجزع أن تكون فقيرة * * * والـفقر خير مـن غنى يطغيهـا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وغنى النفوس هو الكفاف* * * فإن أبت فجميع مافي الأرض لا يكفيها </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقال آخر : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ *** وَلَو أنّهُ عاري المَناكِبِ، حَافي </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً *** فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وجاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"مَن كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة، ومَن كانت الدنيا أكبر همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له\".صحيح الجامع: 6510.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ومن القناعة والرضا أن تنظر دائماً إلى من هو دونك من أهل الدنيا، ولا تنظر إلى من هو فوقك:إذا نظر الإنسان إلى مَن فُضِّل عليه في المال، والخَلْق، والدنيا، طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد بذلك أو ما يقاربه، وهذا هو الموجود في غالب الناس، وإذا نظر في أمور الدنيا إلى مَن هو دونه، ظهرت له نعمة الله تعالى عليه؛ فشكرها وتواضع وجعل فيه الخير.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ.أخرجه أحمد 2/254(7442) و\"مسلم\" 8/213 .</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الشاعر : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">من شاء عيشًا رحيبًا يستطيل به * * في دينه ثمّ في دنياه إقبالا</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فلينظرن إلى من فوقه ورعًا ** ولينظرن إلى من دونه مالا </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الترمذي: ويروى عن عون بن عبد الله بن عتبة قال:\" صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكثر همَّاً منى: أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خير من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت\". </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">روي أن داود عليه السلام قال: كيف أشكرك يا رب، والشكر نعمة منك! قال: الآن قد عرفتني وشكرتني؛ إذ قد عرفت أن الشكر مني نعمة، قال: يا رب فأرني أَخْفَى نعمك عليّ. قال يا داوود تنفس، فتنفس داود،. فقال الله تعالى: من يحصي هذه النعمة الليل والنهار.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال القرني : ليسِ السعادةُ قصر عبدِالملك بنِ مروان ، ولا جيوش هارونِ الرشيدِ ولا دُور ابنِ الجصَّاصِ ، ولا كنوز قارون ، ولا في كتابِ الشفاءِ لابنِ سينا ، ولا في ديوانِ المتنبي ، ولا في حدائقِ قرطبة ، أو بساتينِ الزهراءِ .السعادةُ عند الصحابِة مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ ، وشظفِ المعيشةِ ، وزهادهِ المواردِ ، وشُحِّ النَّفقةِ .السعادةُ عند ابنِ المسيبِ في تألُّهِه ، وعند البخاري في صحيحِهِ ، وعند الحسنِ البصريِّ في صِدْقِهِ ، ومع الشافعيِّ في استنباطاتِه ، ومالكٍ في مُراقبتِه ، وأحمد في ورعِهِ ، وثابتٍ البنانيِّ في عبادتهِ ? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ? . انظر : لا تحزن ص 229.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">5- محبة الخير للناس وترك الحسد لهم: </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">محبة الخير للناس والسعي في قضاء حوائجهم ومصالحهم مما يجلب السعادة للمرء, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ ، سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. أخرجه أبو داود (4946) و\"التِّرمِذي\" 1425.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وأما الذي يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، تجده في هم وغم وشقاء دائم؛ لأنه يري دائماً مَن فُضِّل عليه في المال أو الخلق، ويتمنى أن تزول هذه النعم وتنتقل إليه، وهو بهذا يعترض على حكم الله وقضائه، ويظن أن الذي خلق فسوَّى لم يحسن القسمة بين الناس.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وفي هذا المعنى يقول منصور الفقيه: </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ألا قل لمَن كان لي حاسداً * * * أتدرى على من أسأت الأدب</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">أسأت على الله في حكمه * * * لأنك لم ترضَ لي ماوهب</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فجازاك عنِّي بأنه زادني * * * وسدَّ عليك وجـوه الطلب </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فقال بعضهم: الحاسد جاحد؛ لأنه لا يرضى بقضاء الواحد,وليعلم كل من يحسد أنه يضر بدينه ودنياه ؛ أما الضرر في الدين: فإنه يتسخَّط على قضاء الله وقدره، فهو بذلك يشارك إبليس في حسده، وأنه يكره النعمة التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين، وأنه ترك العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:\"لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . رواه البخاري ومسلم.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="color: black"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: red">أما الضرر في الدنيا</span>: لما يحدث له من ضيق في الصدر، حسرة في القلب، هم وغم، قلق واضطراب، يستولي عليه الفكر الدائم؛ فيفقد راحة البال، وهذا كله يضر بجسده فيذبل، هذا بجانب أنه ينشغل عن مصلحة نفسه بتتبُّع أخبار الناس والانشغال لهم.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">6ـ حضُور مجالس العلم ومجالسة الصالحين:</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال تعالى : \" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) سورة المجادلة .فأهل العلم هم أهل الرفعة والشأن في الدنيا والاخرة يسعد المرء بمجالستهم , ويأنس بذكرهم , </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إن ِللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضُلاً يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، فَحَضَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا ، أَوْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ أَعْلَمُ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَل رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لاَ ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِم فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ، هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. أخرجه أحمد 2/252(7420) و\"البُخاري\" 6408.</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">ـ وقد سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم مجالس الذِّكْر (أي: مجالس العِلْم) رياض الجنة,فـقد أخرج الترمذي بسند حسن حسنه الألبـاني كمـا في \"صحيح الترمذي\" (2787) عن أنس t عن النبي r قال: \"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، فقيل: وما رياض الجنة؟ قال: حِلق الذِّكْر\".</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الإمام الماوردي: العلم هو عوض من كل لذةٍ، ومغنٍ عن كل شهوة. </span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p></p><p><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">قال الشاعر : </span></span></span><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">العلم أشرف مطلوب وطالبُه * * * لله أكرم من يمشي على قدم</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">العلم نور مبين يستضيء به * * * أهل السعادة والجهال في الظلم</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">العلم أعلى حياة للعباد ، كما * * * أهل الجهالة أموات بجهلهم </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وقد أورد <span style="color: blue">الإمام ابن القيم</span> ـ رحمه الله ـ قصة في هذا المجال عن شيخه الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فقال: حدثني شيخنا قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك كلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليس النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة؛ فدفعت المرض؟ فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم، فتقوى به الطبيعة فأجد به راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا. </span></span></span></p><p></p><p> </p><p> </p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #ff0000">7- متع حياتية تجلب السعادة :</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">فالمرأة الصالحة، والبيت الواسع، والمركب الهنيء والجار الصالح , وهذا كله رزق يسوقه الله لمَن أراد به الخير، والإنسان منا يسعى لتحصليها ليفوز بالسعادة ,فقد جاء في الحديث الذي أخرجه الحاكم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \"ثلاث من السعادة، وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسوءك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق\" . صحيح الجامع: 3056.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد: \"أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق والمركب السوء\".</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">وعنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا : النِّسَاءُ ، وَالطِّيبُ ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ.أخرجه أحمد 3/128(12318).</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="color: black"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">قال القرني : في كتابه القيم</span> : ( لا تحزن ص 222 ) : </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: black">إذنْ السعادةُ ليستْ في الزمانِ ولا في المكانِ ، ولكنَّها في الإيمانِ ، وفي طاعةِ الدَيَّانِ ، وفي القلبِ . والقلبُ محلُّ نظرِ الرَّبَّ ، فإذا استقرَّ اليقينُ فيه ، انبعثتِ السعادةُ ، فأضفتْ على الروح وعلى النفس انشراحا وارتياحاً ، ثمَّ فاضتْ على الآخرين ، فصارتْ على الظِّرابِ وبطونِ الأودية ومنابتِ الشجرِ .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Comic Sans MS'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">رزقنا الله وإياكم السعادة في الدنيا والآخرة , وجعلنا ممن يقول فيعمل , ويعمل فيخلص , ويخلص فيقبل , ويقبل فيفوز فوزاً عظيما .</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 51238, member: 47"] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff]رسالة إلى الباحثين عن السعادة[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#0000ff][/COLOR][/SIZE][/FONT] [/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#800000]د. بدر عبد الحميد هميسه[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]الناس جميعاً يبحثون عن السعادة ويجدون في طلبها ويكدحون في تحصيلها , ولكن ليس كل من يطلب السعادة يجدها ؛ لأن فهم كل واحد منهم لها يختلف , ومشاربهم في سبل تحصيلها تتباين , فالبعض يظن أن السعادة في كثرة المال , فيسعي إلى تحصيله بكل السبل وشتى الوسائل والطرق , ولا يدري أن هذه السعادة وهمية غير حقيقية، وأن هناك يوماً سيأتيه ويصرخ فيه قائلاً : \" مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ \". سورة الحاقة: 28-29.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]بل قد يكون المال سبباً لشقاوته وعذابه , كما قال تعالى: \" وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ\". سورة التوبة: 34-35.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقد أشار القرآن الكريم إلى شقاء أصحاب الأموال الذين لا يتقون الله تعالى في جمعها وإنفاقها، ومعرفة حق الله عز وجل فيها، فقال تعالى: \" فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ\" . سورة التوبة: 55 .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ:سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا الْمَالُ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيان : قَالَ لِي : يَا حَكِيم ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِطِيبِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.أخرجه \"أحمد\" 3/434 (15659) و\"البُخَارِي\" 2/152(1472).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال البستي : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ويا حريصاً على الأموالِ تجمعُها * * * أُنْسيتَ أنَّ سرورَ المالِ أحزانُ ؟[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها * * * فَصَفْوُها كدرٌ والوصلُ هِجْـرانُ [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال آخر : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ولست أرى السعادة جمع مال ٍ * * * ولكن التقي هو السعيد ُ[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وتقوى الله خير الزاد ذخراً * * * وعند الله للأتقى مزيدُ [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [COLOR=black][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6]يذكر أن زوجاً قال لزوجته بغضب: لأشقينَّك . فقالت الزوجة في هدوء وإيمان وعزة : لا تستطيع أن تشقيني كما لا تستطيع أن تسعدني.فقال الزوج في حنق : وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة في ثقة : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو زينة من الحلي لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !فقال الزوج في دهشة: وما هو ؟ فقالت الزوجة في يقين : إني أجد سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، [COLOR=blue]وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ويحكى أن أحد الأثرياء كان لديه خادم يحرس القصر الذي يسكن فيه ذلك الثري ,فكان هذا الثري في قصره الكبير لا يحس بطعم الراحة فهو مريض يتناول الأدوية قبل الأكل وفي وسطه وفي آخره , بل يظل طوال الليل يتقلب من الألم ولا يستطيع النوم , وذاك الخادم الفقير يسكن بجوار باب القصر في غرفة صغيرة هو وزوجته وأولاده , فيظلون إلى منتصف الليل يضحكون ويصفقون ويغنون , فقال الثري في نفسه هؤلاء لا يملكون إلا قوت يومهم ويعيشون في هذه السعادة فما بالهم لو كان معهم بعض المال , فذهب إليهم ذات يوم وقال لهذا الحارس سأعطيك كل يوم خمسون جنيهاً تشترى بها بيضاً وتجلس تبيعه أما القصر ونتقاسم المكسب , وفي الليلة الأولى سمعهم يضحون ويغنون ولكن إلى ما بعد العشاء بساعة وليس إلى منتصف الليل , وفي الليلة الثانية سكتت أصواتهم بعد العشاء مباشرة , وفي الليلة الثالثة سمع أصوات الشجار والصراخ , ثم دخل عليه ذلك الحارس المسكين ومعه ما تبقى من البيض وما كسب من مال , وقال له يا سيدي هذا بيضك ومالك, ودعنا نعود إلى حالنا السابق من الضحك والغناء , فلقد أفسد علينا المال سعادتنا .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وكانت هناك امرأة تدعى \"كريستينا أوناسيس\": وهي ابنة المليونير اليوناني الشهير \"أوناسيس\"، مات أبوها وترك لها خمسة آلاف مليون ريال، وأسطولاً بحرياً ضخماً، وهي تملك جزراً كاملة، وتملك شركات طيران، تزوجت مرة وثانية وثالثة ورابعة، وفي كل مرة تبحث عن السعادة ولا تجدها.بل وسألها الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟ قالت: نعم. أنا أغنى امرأة، ولكني أشقى امرأة. ثم عاشت بقية حياتها في تعاسة وهمّ، وبعد ذلك وجدوها ميتة في شاليه في الأرجنتين وحيدة شريدة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقد يظن البعض أن السعادة في الجاه والسلطان والمناصب والولايات : وهذا فهمٌ وظن خاطئ أيضاً، فأهل الجاه والسلطان والمناصب البعيدين عن الله، هم في شقاء وتعاسة وهمٍّ ونكد, عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي ؟ قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا.أخرجه مسلم 6/6(4746).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال هشام بن عبد الملك – الخليفة -: عددت أيام سعادتي فوجدتها ثلاثة عشرة يوماً.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وكان أبوه عبد الملك يتأوه ويقول: يا ليتني لم أتولَّ الخلافة. فكان سعيد بن المسيب يقول عندما يسمع هذا: الحمد لله الذي جعلهم يفرُّون إلينا، ولا نفر إليهم. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فكم من منصب قتل صاحبه , وكم من إمارة كانت وبالاً ونكالاً على طالبها , [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الشاعر : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وأعز ما يبقى ودادٌ دائمٌ * * * إن المناصبَ لا تدوم طويلا ً [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال آخر : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إن المناصب لا تـــدوم لواحــــــد *** فإن كنت في شك فأين الأول[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فاصنع من الفعل الجميل فضائل *** فـــإذا عزلـــت فإنهـــا لا تعزل [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]لذا فقد وجدنا الأئمة الكبار من علماءنا وفقهاءنا من أمثال مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم يفرون من المناصب والولايات , ويتعرضون بسبب هذا الرفض للضرب والسجن والتعذيب .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]والبعض كذلك يظن أن السعادة في الشهرة: وهذا ظن خاطئ، إذ أن الشهرة تكون في غالب الأحيان سبب الشقاء والتعاسة ,تقول إحدى الممثلات الشهيرات قبل وفاتها أو انتحارها وهي تنصح المرأة: احذري المجد، [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]واحذري كل من يخدعك بالأضواء، إنني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أمّاً، إنني امرأة أُفضِّل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، لقد ظلمني كل الناس، إن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]أوقد يظن أن السعادة في نيل الشهادات العالية: وليس ذلك شرطاً لبلوغ السعادة , تقول إحدى الطبيبات والتي لم تذق طعم السعادة: \"السابعة من صباح كل يوم يستفزني، يستمطر أدمعي... لماذا؟ اركب خلف السـائق متوجهة إلى عيادتي – بل مدفني، بل زنزانتي- وعندما أصل إلى مكتبي – بل إلى مثواي- أجد النساء بأطفالهم ينتظرنني، وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حريرية فارسية، هذا في نظر الناس وهو في نظري لباس حداد لي. ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي أتقلد سماعتي، وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، والعقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافهُ حول عنقي- أي بلغت الثلاثين- والتشاؤم ينتابني على المستقبل.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وأخيراً تصرخ وتقول: خذوا شهادتي، ومعاطفي، وكل مراجِعي، وجالب السعادة الزائفة – المال والمركز- وأَسْمِعُوني كلمة \"ماما\"،[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black] ثم قالت هذه الأبيات: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة * * * فقد قيـل فما نالني من مقـالها[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فقل للتي كانت ترى فيَّ قدوةً * * * هي اليوم بين الناس يُرثَى لحالها[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وكل مُناها بعضَ طفلٍ تضمّهُ * * * فهل ممكن أن تشتريـه بمـالها [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فالسعادة فد لا تكون في جمع الأموال واكتناز الكنوز , فكم من أغنياء هم أشقى الناس وكم من فقراء هم أسعد الخلق حالاً ومآلاً , وقد لا تكون السعادة في المناصب والوجاهات , فكم من صاحب منصب جر عليه منصبه أذيال الخيبة والتعاسة , وفقير معدم يعيش في رضا وسعادة , وقد لا تكون السعادة في الصحة فكم من صحيح معافى لا يحس بتلك النعمة وكم من مريض مبتلى راض عن ربه وربه راض عنه .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إذن فلطالما أن السعادة ليست في كل ما سبق , فأين يجد الإنسان سعادته ؟ بل أين يلاقي أمنه وراحته وهناءته؟ سؤال محير لكن ديننا الحنيف قد أجاب عليه ووضع له السبل السهلة الميسورة إليه , فالمسلم يجد سعادته في :[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]1ـ الإقبال على الطاعة والعبادة وترك الذنوب والمعاصي: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]القلب السليم دائماً يحن ويشتاق إلى الطاعة أكثر من حنين الجائع إلى الطعام والشراب، ومن المعلوم أن من أحبَّ الله أحبَّ خدمته، وصارت العبادة والطاعة قوت قلبه، وغذاء نفسه، وسر سعادته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي حتى تتورَّم قدماه، وهو الذي غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فالتقرب إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة سبب لحب الله للعبد , وإذا أحب الله العبد هيأ له أسباب السعادة والإنس به , قال تعالى : \" وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .. (165) سورة البقرة , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَىْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ. أخرجه البخاري 8/131(6502) .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]والطاعة لله تعالى وحسن القرب منه , ليست كلمات تقال على الشفاه , بل هي عمل وسلوك يظهر في الكون والحياة . [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال ابن المبارك: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]تعصى الإله وأنت تزعم حبه * * * هذا لعمري في القياس بديع[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ولو كان حبك صادقاً لأطعته * * * إن المحبَّ لمن يحب مطيع [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال [COLOR=blue]ابن القيم[/COLOR] ـ رحمه الله ـ في كتابه : الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي( 136 ) : \"قال بعض العلماء: فكرت فيما يسعى فيه العقلاء، فرأيت سعيهم كله في مطلوب واحد، وإن اختلفت طرقهم في تحصيله، رأيتهم جميعهم إنما يسعون في دفع الهم والغم عن نفوسهم، فهذا بالأكل الشراب، وهذا بالتجارة والكسب، وهذا بالنكاح، وهذا بسماع الغناء والأصوات المطربة, وهذا باللهو واللعب. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فقلت: هذا المطلوب مطلوب العقلاء، ولكن الطرق كلها غير موصلة إليه، بل لعل أكثرها إنما يوصل إلى ضده، ولم أرَ في جميع هذه الطرق طريقاً موصلة إليه إلا الإقبال على الله، ومعاملته وحده، وإيثار مرضاته على كل شيء، فإن سالك هذه الطريق إن فاته حظه من الدنيا، فقد ظفر بالحظ الغالي الذي لا فوت بحظه من الدنيا ناله على أهنأ الوجوه، فليس للعبد أنفع من هذه الطريق ولا أوصل منها إلى لذته وبهجته وسعادته. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال تعالى: \" فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى.قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا.قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى\". سورة طه: 123–126. قال ابن كثير – رحمه الله- في تفسيره: قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما:{فَلا يَضِلُّ}: في الدنيا، { وَلا يَشْقَى}: في الآخرة، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} أي: خالف أمري، وما أنزلته على رسلي، أعرض عنه وتناساه، وأخذ من غيره هداه، {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} في الدنيا، فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق حرج لضلاله، وإن نعم ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [COLOR=black][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=blue]فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين،[/COLOR] ومن لم تقر عينه بالله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله تعالى إنما جعل الحياة الطيبة لمن آمن به وعمل صالحاً. كما قال تعالى: \" مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ\" . سورة النحل:97.[/SIZE][/FONT][/COLOR] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال شيخ الإسلام ابن تيميةـ رحمه الله ـ كما في \"مجموع الفتاوى\" (8/206):إن سعادة النفس أن تحيا الحياة النافعة فتعبد الله، ومتى لم تحيَ هذه الحياة كانت ميتة، وكان مالها من الحياة الطبيعية موجباً لعذابها، فلا هي حية متنعمة بالحياة، ولا ميتة مستريحة من العذاب. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ويتأكد هذا أيضاً في قوله تعالى: \" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ{3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ{4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ{8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ{9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ{10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ\" . سورة المؤمنون:1-11. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ولا يظن ظان أن الرزق ينحسر في المال فقط، بل أن سعة وانشراح الصدر رزق، وراحة البال رزق، واطمئنان القلب رزق، فمن يتقِ الله فهو من أهل الفلاح الذين يسعدوا في الدنيا وفي الآخرة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ ِللهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا. أخرجه أحمد 3/103(12025) . والبُخَارِي 1/10(16) و\"مسلم\" 1/48(74) .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]نقل الحافظ في \"الفتح\" (1/78) عن البيضاوي ـ رحمه الله ـ أنه قال: إن المرء إذا تأمل أن المنعم هو الله تعالى، وأنه لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه، وأن ما عداه وسائط، وأن الرسول هو الذي بين له مراد ربه، اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه، فلا يحب إلا ما يحب، ولا يحب من يحب إلا من أجله سبحانه، وأن يتيقَّن أن جملة ما وعد وأوعد حقاً يقيناً، ويخيل إليه الموعود كالواقع، فيحسب أن مجالس الذِّكْر رياض الجنة، وأن العود في الكفر إلقاءً في النار.أهـ[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]يقول ابن القيم في \"مدارج السالكين\" (1/411) \"فأطيب ما في الدنيا معرفته ومحبته، وألذ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته، فمحبته ومعرفته قرَّة العيون، ولذة الأرواح، وبهجة القلوب، ونعيم الدنيا وسرورها، بل لذات الدنيا القاطعة عن ذلك تنقلب آلاماً وعذاباً، ويبقى صاحبها في المعيشة الضنك، فليست الحياة الطيبة إلا لله\".[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِىَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً. أخرجه أحمد 1/208(1778) و\"مسلم\" 1/46(60) .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]يقول الدكتور أنس أحمد كرزون: فمن اجتهد في تزكية نفسه وترقيتها، حتى يبلغ درجة الإحسان، فقد فاز بسعادة الدنيا وسعادة الآخرة، وتلك هي السعادة الحقة التي تختلف اختلافاً كبيراً عن السعادة المتوهمة، التي يسعى إليها أهل الدنيا، يشقون ليحظوا بها، فلا ينالون إلا مزيداً من الشقاء والتعاسة. انظر : منهج الإسلام في تزكية النفس: 2/754.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذِّكْر، وقراءة القرآن فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله تعالى.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال بعضهم: ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، وصلاة الجماعة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=blue]وقال بعضهم: عالجت قيام الليل سنة وتمتعت به عشرين سنة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، ومعرفته، وذكره.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال آخر: أنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ويقول [COLOR=blue]ابن القيم[/COLOR] كما في: ( الوابل الصيب\" صـ69 : 71): وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – قدَّس الله روحه- يقول: [COLOR=blue]إن في الدنيا جنةً، مَن لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة[/COLOR]. وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ إن جنتي وبستاني في صدري أينما رحت، فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة. وكان يقول: المحبوس مَن حُبِس قلبه عن ربه تعـالى، والمأسور من أسره هواه، ولما دخل القلعة وصار داخـل سورهـا نظر إليه وقال: \" فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ\" . سورة الحديد: 13. يقول ابن القيم: والله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش، والحبس، والتهديد، والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرَّهُم نفساَ، تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً، وقوة، ويقيناً، وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من روحها، ونسيمها، وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ويقول إبراهيم بن بشار - رحمه الله-: خرجت أنا وإبراهيم بن أدهم، وأبو يوسف الفولي، وأبو عبد الله السنجاري نريد الإسكندرية، فمررنا بنهر يُقال له: نهر الأردن، فقعدنا نستريح وكان مع أبي يوسف كسيرات يابسات، فألقاهم بين أيدينا فأكلنا وحمدنا الله، فقمت أسعى أتناول ماءً لإبراهيم، فبادر إبراهيم فدخل النهر حتى بلغ الماء ركبتيه، فمال بكفيه في الماء فملأها ثم قال: بسم الله وشرب، فقال: الحمد لله، ثم أنه خرج من النهر فمد رجليه وقال: يا أبا يوسف، لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف على ما نحن فيه من لذيذ العيش.فقلت له: يا أبا إسحاق، طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم. فتبسَّم إبراهيم بن أدهم وكأنه يقر أبا يوسف. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [COLOR=black][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=red]فالذنوب والمعاصي تهلك العبد، وتبعده عن الله،[/COLOR] وتجعله شقياً غير سعيد، وللذنوب والمعاصي آثاراً خطيرة تضر بقلب العبد وبدنه، فتجلب له الشقاء والتعاسة.[/SIZE][/FONT][/COLOR] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [COLOR=black][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=blue]قال ابن القيم[/COLOR] : (الجواب الكافي ص 35 ) : وللمعاصي من الآثار المضرَّة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله، فمنها : أنها مدد من الإنسان يمد به عدوه عليه، وجيش يقويه به على حربه. ومن عقوبات المعاصي أنها تخون العبد في وقت أحوج ما يكون إلى معرفة ما ينفعه وما يضره. ومنها أنها تجرئ العبد على مَن لم يكن يجترئ عليه. ومنها الطبع على القلب إذا تكاثرت؛ حتى يصير صاحب الذنب من الغافلين,ومن عقوبات المعاصي: إفساد العقل، فإن العقل نور، والمعصية تطفئ نور العقل. ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه، وتصغُر في قلبه. ومنها أن ينسلخ من القلب استقباح الذنوب، فتصير له عادة. ومنها أن المعاصي: تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضاً. ومن عقوبات المعاصي: ظلمة يجدها في قلبه، يحسُّ بها كما يحسّ بظلمة الليل. ومنها أن المعاصي توهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية، وأما وهنها للبدن، فإن المؤمن قوته في قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنه.ومنها تعسير أموره، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه. ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس، ولاسيما أهل الخير. ومنها ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب.ومنها أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان، وتمنعه ثواب المحسنين. ومنها أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة. ومنها أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته. ومنها أنها تعمي بصيرة القلب وتطمس نوره، وتسد طرق العلم.ومنها أنها تصغر النفس، وتحقِّرها وتقمعها. ومنها أنها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه.ومنها أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف. ومنها أنها تحرم العبد الرزق، كما ورد في الحديث الذي رواه ثوبان مرفوعاً: قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:لاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ ، وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ.أخرجه أحمد 5/277(22745). [/SIZE][/FONT][/COLOR] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال القرني : إذا عرفت الله وسبَّحْته وعبدْتَهُ وتألَّهْتهُ وأنت في كوخٍ ، وجدت الخَيْرَ والسعادةَ والراحة والهدوء .ولكنْ عند الانحرافِ ، فلوْ سكنت أرقى القصورِ ، وأوسع الدورِ ، وعندك كلُّ ما تشتهي، فاعلمْ أنَّها نهايتُك المُرَّةُ ، وتعاستُك المحققةُ ؛ لأنك ما ملكت إلى الآنِ مفتاح السعادةِ.لا تحزن ص 273.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]2ـ كثرة الذكر والدعاء لله تعالى :[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ترك ذكر الله تعالى يصيب القلب بالقسوة والجفاء ، وقاسي القلب مستحق لوعيد الله تعالى، قال سبحانه : \" وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ\" . سورة الزخرف:36.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ أَبِي مُوسَى ، قال : قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ ، وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ.رواية مسلم : مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ الله فِيهِ ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ الله فيه ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ.أخرجه البخاري 8/107 ومسلم 2/188 .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وانظر لمَن يُكثِر من ذكر الرحمن، تجده دائماً في راحة واطمئنان، كما قال تعالى: \" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ\" . سورة الرعد:28 .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وإذا اطمئن القلب انشرح الصدر، وارتاح البال وأنس بالله، وسعد في الدنيا والآخرة، وهذا هو عين الفلاح، الذي أرشدنا تعالى إلى تحصيله؛ وذلك بكثرة ذكره، فقال تعالى: \" َاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ\" . سورة الأنفال: 45.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقـد ذكر ابن القيم في كتـابه : الوابل الصيب من الكلم الطـيب ( 61 ) : أكثر من مائة فائدة لذكر الله منها: أن الذِّكْر يرضي الله عزوجل . أن الذِّكْر يطرد الشيطان. أنه يزيل الهم والغم عن القلب. أنه يجلب للقلب الفرح، والسرور، والسعادة. أنه يقوي القلب، والبدن. أنه ينوِّر الوجه والقلب. أنه يجلب الرزق. أنه يكسو الذاكر المهابة والنضرة. أنه يورث المحبة. أنه يورث المراقبة، والإنابة، والقرب إلى الله . أنه يورث الهيبة لربه عز وجل. أنه يورث حياة القلب. أنه قوت القلوب والروح. أنه يحط عنه الخطايا ويذهبها. أنه يزيل الوحشة بينه وبين ربه. أن العبد إذا ذكر ربه في الرخاء عرفه الله تعالى في الشدة. أنه منجاة من العذاب. أنه سبب لنزول السكينة. أنه سبب لاشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش. أن الذاكر تجالسه الملائكة في المجلس الذي يذكر فيه ربه. الذِّكْر يسعد الذاكر، ويسعد به جليسه. أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة. أن الذِّكْر مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى للعبد يوم القيامة في ظل العرش. أن الذِّكْر سبب لإعطاء الذاكر أفضل ما يعطي السائلين. أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها. أن الذِّكْر غراس الجنة. أن الذِّكْر ينبه القلب من نومه ويوقظه. أن الذِّكْر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمَّرَ إليها السالكون. أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعيِّة تثمر القرب والولاية، والمحبة، والنصرة، والتوفيق. أن الذِّكْر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله عز وجل ، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل. أن الذِّكْر رأس الشكر. أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين مَن لا يزال لسانه رطباً بذكره. أن الذِّكْر يذيب قسوة القلب. أن الذِّكْر شفاء القلب ودواؤه. الذِّكْر يجلب النعم، ويدفع النقم. الذِّكْر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر. أن مَن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذِّكْر، فإنها رياض الجنة. أن الله عز وجل يباهي بالذاكر ملائكته. ذكر الله عز وجل يُسهِّل الصعب، وييسِّر العسير، ويخفِّف المشاق. ذكر الله عز وجل يذهب مخاوف القلب. أن الملائكة تستغفر للذاكر. كثرة الذِّكْر أمان من النفاق. الذِّكْر حرز للذاكر من الشيطان. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]كما أن صدق اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء سبب للسعادة وانشراح الصدر , قال سبحانه : \" رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي\". سورة طه: 25-26.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الشاعر : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إني أويت لكل مأوى في الحياة * * * فما رأيت أعز من مأواكا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة * * * فلم تجد منجى سوى منجاكا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وبحثت عن سر السعادة جاهداً * * * فوجدت هذا السر في تقواكا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فليرض عني الناس أو فليسخطوا * * * أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي * * * وتعينني وتمدني بهداكا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي * * * ما خاب يوماً من دعا ورجاك[/COLOR] [/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]3ـ الرضا بالقضاء والقدر:[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]الساخط على ما قدَّر الله غير راضٍ بما قسمه الله له أو لغيره، لا تطمئن نفسه ولا يهدأ باله، متوتر دائماً، لا يحس بالراحة والسعادة؛ لأنه لم يشرب قلبه الرضا بقضاء الله، وعلى النقيض تجد المؤمن سعيداً؛ لرضاه بقضاء الله وقدره، الذي يغرز السعادة والراحة، وهدوء البال، وإن كان رزقه كفافاً.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقد أوجب الله تعالى على عباده الرضا بقضائه سبحانه في السراء والضراء، بل وجعله ركناً من أركان الإيمان، فمتى رضي العبد بقضاء الله تعالى، خالط الإيمان بشاشة القلب، وأصبحت النفس مطمئنة راضية وتحققت له السعادة.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ:عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ.أخرجه ابن ماجة (4031) والتِّرْمِذِيّ\" 2396.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]يقول الحربي ـ رحمه الله ـ: مَن لم يؤمن بالقدر لم يتهن بعيش. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: \"إن الله بقسطه وعلمه جعل الرَّوح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمَّ والحزن في الشك والسخط\". [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فالسعيد هو من يرضى بقضاء الله تعالى في السراء والضراء, عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ.أخرجه أحمد 4/332(19142) و\"مسلم\" 8/227 (7610).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]يقول ابن الجوزي كما في \"صيد الخاطر\" صـ329 : 330: \"رأيت سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله U، والإقبال على الدنيا، وكلما فات فيها شيء وقع الغم لفواته، فأما مَن رزق معرفة الله تعالى وأطاعه استراح؛ لأنه يستغني بالرضا بالقضاء، فمهما قدر له رضي، ولم يختلج في قلبه اعتراض؛ لأنه مملوك مدبر، فتكون همَّته في خدمة الخالق، ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال، ولا مخالطة الخلق، ولا الالتذاذ بالشهوات، ولكن يقبل على عبادة وطاعة رب الأرض والسموات. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وها هو عُروة بن الزبير رضي الله عنه: بُتِرَت رجله، ومـات ابنه، وكـان ذلك في يوم واحد، فقال: \"اللهم لك الحمد إن كنت أخذت فقط أعطيت، وإن كنت ابتليت فقد عافيت، منحتني أربعة أعضاء وأخذت عضواً واحداً، ومنحتني أربعة أبناء وأخذت ابناً واحداً.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ودخل أبو الدرداء على رجل يموت وهو يحمد الله : فقال أبو الدرداء: أصبت، إن الله عز وجل إذا قضى أحبَّ أن يُرْضى به.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وها هو عمر بن عبد العزيز يقول: ما بقي لي سرور إلا في مواقع القدر، وقيل له: ما تشتهي؟ فقال: ما يقضي الله عز وجل به.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال القرضاوي : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إن السعادة أن تعيش * * * لفكرة الحق التليد[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]لعقيدة كبرى تحل * * * قضية الكون العتيد[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]هذي العقيدة للسعيد * * * هي الأساس هي العمود[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]من عاش يحملها ويهتف * * * باسمها فهو السعيد[/COLOR] [/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]4ـ القناعة والرضا بما قسم الله تعالى:[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]القناعة والرضا بما قسم الله تعالى سبب للسعادة والعز في الدنيا والآخرة ,فقد أخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: \"يا محمد عِش ما شئت فإنك ميِّت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس\" . الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 505.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال بعض السلف: عزَّ مَن قنع، وذل من طمع.فالقانع لا يزال عزيزاً سعيداً؛ لأنه لا يذله ولا يشقيه الطلب.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ ، وَرُزِقَ كَفَافًا ، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ.أخرجه أحمد 2/168(6572) و\"مسلم\" 3/102(2390) .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.أخرجه البُخَارِي، في \"الأدب المفرد\"300 و\"ابن ماجة\"4141 و\"التِّرمِذي\" 2346 .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا ، ثُمَّ قَالَ : اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.أخرجه أحمد (2/310 ، رقم 8081) ، والترمذي (4/551 ، رقم 2305) ، حديث رقم : 100 في صحيح الجامع.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وصدق القائل حين قال: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]النفس تجزع أن تكون فقيرة * * * والـفقر خير مـن غنى يطغيهـا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وغنى النفوس هو الكفاف* * * فإن أبت فجميع مافي الأرض لا يكفيها [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقال آخر : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ *** وَلَو أنّهُ عاري المَناكِبِ، حَافي [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً *** فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وجاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: \"مَن كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهى راغمة، ومَن كانت الدنيا أكبر همه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له\".صحيح الجامع: 6510.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ومن القناعة والرضا أن تنظر دائماً إلى من هو دونك من أهل الدنيا، ولا تنظر إلى من هو فوقك:إذا نظر الإنسان إلى مَن فُضِّل عليه في المال، والخَلْق، والدنيا، طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد بذلك أو ما يقاربه، وهذا هو الموجود في غالب الناس، وإذا نظر في أمور الدنيا إلى مَن هو دونه، ظهرت له نعمة الله تعالى عليه؛ فشكرها وتواضع وجعل فيه الخير.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ.أخرجه أحمد 2/254(7442) و\"مسلم\" 8/213 .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الشاعر : [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]من شاء عيشًا رحيبًا يستطيل به * * في دينه ثمّ في دنياه إقبالا[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فلينظرن إلى من فوقه ورعًا ** ولينظرن إلى من دونه مالا [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الترمذي: ويروى عن عون بن عبد الله بن عتبة قال:\" صحبت الأغنياء فلم أر أحداً أكثر همَّاً منى: أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خير من ثوبي، وصحبت الفقراء فاسترحت\". [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]روي أن داود عليه السلام قال: كيف أشكرك يا رب، والشكر نعمة منك! قال: الآن قد عرفتني وشكرتني؛ إذ قد عرفت أن الشكر مني نعمة، قال: يا رب فأرني أَخْفَى نعمك عليّ. قال يا داوود تنفس، فتنفس داود،. فقال الله تعالى: من يحصي هذه النعمة الليل والنهار.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال القرني : ليسِ السعادةُ قصر عبدِالملك بنِ مروان ، ولا جيوش هارونِ الرشيدِ ولا دُور ابنِ الجصَّاصِ ، ولا كنوز قارون ، ولا في كتابِ الشفاءِ لابنِ سينا ، ولا في ديوانِ المتنبي ، ولا في حدائقِ قرطبة ، أو بساتينِ الزهراءِ .السعادةُ عند الصحابِة مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ ، وشظفِ المعيشةِ ، وزهادهِ المواردِ ، وشُحِّ النَّفقةِ .السعادةُ عند ابنِ المسيبِ في تألُّهِه ، وعند البخاري في صحيحِهِ ، وعند الحسنِ البصريِّ في صِدْقِهِ ، ومع الشافعيِّ في استنباطاتِه ، ومالكٍ في مُراقبتِه ، وأحمد في ورعِهِ ، وثابتٍ البنانيِّ في عبادتهِ ? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ? . انظر : لا تحزن ص 229.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]5- محبة الخير للناس وترك الحسد لهم: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]محبة الخير للناس والسعي في قضاء حوائجهم ومصالحهم مما يجلب السعادة للمرء, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ ، سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. أخرجه أبو داود (4946) و\"التِّرمِذي\" 1425.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وأما الذي يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، تجده في هم وغم وشقاء دائم؛ لأنه يري دائماً مَن فُضِّل عليه في المال أو الخلق، ويتمنى أن تزول هذه النعم وتنتقل إليه، وهو بهذا يعترض على حكم الله وقضائه، ويظن أن الذي خلق فسوَّى لم يحسن القسمة بين الناس.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وفي هذا المعنى يقول منصور الفقيه: [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ألا قل لمَن كان لي حاسداً * * * أتدرى على من أسأت الأدب[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]أسأت على الله في حكمه * * * لأنك لم ترضَ لي ماوهب[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فجازاك عنِّي بأنه زادني * * * وسدَّ عليك وجـوه الطلب [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فقال بعضهم: الحاسد جاحد؛ لأنه لا يرضى بقضاء الواحد,وليعلم كل من يحسد أنه يضر بدينه ودنياه ؛ أما الضرر في الدين: فإنه يتسخَّط على قضاء الله وقدره، فهو بذلك يشارك إبليس في حسده، وأنه يكره النعمة التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين، وأنه ترك العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:\"لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . رواه البخاري ومسلم.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [COLOR=black][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=red]أما الضرر في الدنيا[/COLOR]: لما يحدث له من ضيق في الصدر، حسرة في القلب، هم وغم، قلق واضطراب، يستولي عليه الفكر الدائم؛ فيفقد راحة البال، وهذا كله يضر بجسده فيذبل، هذا بجانب أنه ينشغل عن مصلحة نفسه بتتبُّع أخبار الناس والانشغال لهم.[/SIZE][/FONT][/COLOR] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]6ـ حضُور مجالس العلم ومجالسة الصالحين:[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال تعالى : \" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) سورة المجادلة .فأهل العلم هم أهل الرفعة والشأن في الدنيا والاخرة يسعد المرء بمجالستهم , ويأنس بذكرهم , [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إن ِللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضُلاً يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، فَحَضَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ سَمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا ، أَوْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ أَعْلَمُ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَل رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لاَ ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِم فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ، هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. أخرجه أحمد 2/252(7420) و\"البُخاري\" 6408.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]ـ وقد سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم مجالس الذِّكْر (أي: مجالس العِلْم) رياض الجنة,فـقد أخرج الترمذي بسند حسن حسنه الألبـاني كمـا في \"صحيح الترمذي\" (2787) عن أنس t عن النبي r قال: \"إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، فقيل: وما رياض الجنة؟ قال: حِلق الذِّكْر\".[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الإمام الماوردي: العلم هو عوض من كل لذةٍ، ومغنٍ عن كل شهوة. [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]قال الشاعر : [/COLOR][/SIZE][/FONT][CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]العلم أشرف مطلوب وطالبُه * * * لله أكرم من يمشي على قدم[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]العلم نور مبين يستضيء به * * * أهل السعادة والجهال في الظلم[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]العلم أعلى حياة للعباد ، كما * * * أهل الجهالة أموات بجهلهم [/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وقد أورد [COLOR=blue]الإمام ابن القيم[/COLOR] ـ رحمه الله ـ قصة في هذا المجال عن شيخه الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فقال: حدثني شيخنا قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب: إن مطالعتك كلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك، أليس النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة؛ فدفعت المرض؟ فقال: بلى، فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم، فتقوى به الطبيعة فأجد به راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6] [/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][/SIZE][/FONT] [CENTER][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000]7- متع حياتية تجلب السعادة :[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#ff0000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]فالمرأة الصالحة، والبيت الواسع، والمركب الهنيء والجار الصالح , وهذا كله رزق يسوقه الله لمَن أراد به الخير، والإنسان منا يسعى لتحصليها ليفوز بالسعادة ,فقد جاء في الحديث الذي أخرجه الحاكم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: \"ثلاث من السعادة، وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة: المرأة تراها تعجبك، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة: المرأة تراها فتسوءك، وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفاً، فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق\" . صحيح الجامع: 3056.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد: \"أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق والمركب السوء\".[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]وعنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا : النِّسَاءُ ، وَالطِّيبُ ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ.أخرجه أحمد 3/128(12318).[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [COLOR=black][FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=blue]قال القرني : في كتابه القيم[/COLOR] : ( لا تحزن ص 222 ) : [/SIZE][/FONT][/COLOR] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=black]إذنْ السعادةُ ليستْ في الزمانِ ولا في المكانِ ، ولكنَّها في الإيمانِ ، وفي طاعةِ الدَيَّانِ ، وفي القلبِ . والقلبُ محلُّ نظرِ الرَّبَّ ، فإذا استقرَّ اليقينُ فيه ، انبعثتِ السعادةُ ، فأضفتْ على الروح وعلى النفس انشراحا وارتياحاً ، ثمَّ فاضتْ على الآخرين ، فصارتْ على الظِّرابِ وبطونِ الأودية ومنابتِ الشجرِ .[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=#000000][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=blue]رزقنا الله وإياكم السعادة في الدنيا والآخرة , وجعلنا ممن يقول فيعمل , ويعمل فيخلص , ويخلص فيقبل , ويقبل فيفوز فوزاً عظيما .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
رسالة إلى الباحثين عن السعادة