زوجتي العزيزة - أخط هذه المشكلات التي شملت مخالفات وتجاوزات بدت منكِ على حين غفلة.. فكانت في كثير من الأحيان تسبب قلقي وتؤرق راحتي.. وتسلب مني السكينة التي طالما وجدتها في حياتنا الزوجية.
أين حقي في الطاعة؟ فما عاد رأيي يحظى عندكِ باعتبار.. وما عدت أرى لقوامتي مكانا في قلبكِ..
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم، و امرأة عصت زوجها حتى ترجع» [المحدث: الألباني، إسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين].
القناعة القناعة: فإنما يعيب الزوجة مهما كان جمالها ونسبها: جشاعتها وقلة قناعتها.
أين من تلك المرأة الصالحة التي كانت إذا هم زوجها بالخروج من بيته قالت له: اتق الله، وإياك والكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع والضر، ولا نصبر على النار.
لمن تتزينين؟! فكلما أذن مؤذن بحفلة هنا.. أو اجتماع هناك لممت الزينة وعدتها وأعددت للخروج عدتها.. وكأنما تزفين عروسا لأول مرة.
وأنا لست أنتقد إظهار النعمة في الملبس حين حضور الاجتماعات.. ما دام لا يغضب الله..
إن زوجكِ هو أحق بزينتكِ من أخواتكِ.. لأن التزين له من تمام طاعته وعشرته بالمعروف وصون النفس عن الشهوة..
وفي هذا تنبيه للمتزوجات أن يحرصن على التزين لأزواجهن ومما يضيق به صدري.. وتتأذى منه نفسي أن أراكِ كثيرة الرغبة في الخروج.. لا يسعكِ البيت على سعته.. ولا يهدأ لكِ بال حتى تبارحينه إلى الخارج فمرة.. لأجل كماليات تشترينها.. ومرة لأجل زيارة فليتكِ تعلمين أن قرار المرأة في بيتها شرف لها. فقال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33].
ثم إن خروجكِ إلى السوق.. كما فيه مخالفة للشرع إن لم توجبه الضرورة فيه أيضا تضييع للمال.. وتبذير للنعمة.. وأين مظاهر المودة؟ فطالما افتقدت منكِ... الكلمات الحانية.. وعبارات الود والمحبة.. وما تطيب به النفس من حسن المقال والفعال.. فقد أضحت حياتنا جافة.. خالية من المشاعر والعواطف وما يوجب السكينة التي هي جوهر العشرة الزوجية ألا فاعلمي أن الزوج أحوج إلى العواطف منه إلى الطعام.
فلابد للزوجة أن تدرك مراد الزوج منها:
إنه يريد منها الابتسامة المشرقة والأنوثة المرهفة، وصدق الكلام.. وصفاء الإحساس ورقة الشعور، وبراءة الصمت يريد منها طلة تستعذبه.. وتغسله من أدران الإرهاق اليومي.
غيرتكِ أرقتني .. فأنا أقدر لكِ ما فيكِ من غيرة، وأرها مظهرا من مظاهر الود والمحبة والتوحد في الحياة الزوجية.. لكنني أشعر أنها تحولت إلى ريبة وشك وسوء ظن.. أشعر أنها تحاصرني.. وتطاردني وتشك في أفعالي وأقوالي..
لقد أصبحت غيرتكِ تؤرقني.. فليس من الغيرة المحمودة أن تعملي وساوس الشيطان.
أسطر لك حديث زوجتي: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح» وفي رواية: «حتى ترجع» [رواه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري].
لماذا ترفض التعدد؟.. فكلما هممت بذكره.. ثارت منكِ ثورة غضب.. تنتفخ لها أوداجكِ.. ويشتد فيها حجاجكِ..
أوليس في شرع الله ما يدل على الجواز؟!
{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3].
للبيوت أسرار وكشفها من أقبح الأفعال التي تهدد استقرارها بل وتوجب لها الدمار.
تسجيلات الأنصار الإسلامية
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع