الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
رسالة لم يحملها البريد
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 57636" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">رسالة لم يحملها البريد</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #800000">زياد بن أحمد بن خمبشي</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">فأحمد الله تعالى أولاً على نعمه العظيمة، وآلائه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، والتي منها أن جعلنا أبناء أسرةٍ شريفةٍ هي أسرة الشهور القمرية، التي قال عنها الباري جل وعلا ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم).</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">ثم أحمده على أن جعل نسبنا خير نسب، وامتدادنا خير امتداد جعلها إلى هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حيث أرسى دعائم هذا النسب العريق الخليفة الراشد الملهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصةٍ مشهورة ذكرها أهل التاريخ، وراجع إن شئت كتاب التوبيخ لمن ذم التاريخ للإمام السخاوي.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">أخي الكريم العام القادم </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">أكتب لك رسالتي هذه وأنا في عجلة من أمري، أحزم حقائبي وأجمع أمتعتي، حيث لم يبق لي في هذه الحياة الدنيا إلا لحظات وينادي منادي مناد القافلة أن حان الرحيل، ولم يبق لك مكان بل هو لقادم آخر مكانك هو أنت أيها العام القادم، أكتب لك وأنا مثقل بالذكريات الحلوة والمرة، السعيدة والشقية ومثقل بالتجارب القصيرة والطويلة، الجميلة والقبيحة، فإذا ما علمت هذا فأصغ لي السمع واجمع لي الخاطر لبضع لحظات؛ أعطيك خلاصة سنةٍ كاملة مع بني آدم، وكيف هم مع الأيام واللحظات والساعات، علك أن تنتفع بها وتكون على استعداد لما يحدث، ولا يطول بك العجب ولو كانت أيامك في شهر رجب وما مر بي سيمر بك، والعاقل فيهم من اتعظ بغيره. </span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">إن السعيد له من غيره عظة *** وفي التجارب تحكيم ومعتبر </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">،أخي بارك الله فيك، أول موعظةٍ أقدمها لك هي سرعة انقضاء أيامك ولياليك وتصرم شهورك وفصولك، فما أن تستفتح بالمحرم، حتى تجد أن شهر ذي الحجة قد آذن بالنزول. وهذا يا أخي هو مصداق حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم- الذي أخبر عن تقارب الوقت في آخر الزمان، فقال: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار ). </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">واعلم يا أخي بأن الناس في استقبالك وتوديعك أصناف شتى، فمنهم من يطير فرحاً بمقدمك وبزوغ هلال أول شهرٍ فيك، وسبب فرحهم هو أن أعمارهم قد زادت وسنهم قد على، وما دروا هؤلاء المساكين أن أعمارهم في نقصان، وأن آجالهم في اقتراب، بل ما فقهوا أن هذه الأيام هي حجة عليهم إن لم يستغلوها، ووالله ثم والله إنهم لفي غفلة شديدة وسهوٍ عظيم، فأين هم من قول الشاعر: </span></span></span></p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000"><span style="color: royalblue">إنا لنفرح بالأيـام نقطعـها *** وكل يومٍ مضى يدني من الأجل</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">بل أين هم من قول الآخر: </span></span></span></p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">نجد سروراً بالهلال إذا بدا *** وما هو إلا السيف للحق ينتضى </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000"><span style="color: royalblue">إذا قيل تم الشهر فهو كنايةٌ *** وترجمة عن شطر عمر قد انقضى</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">إن هؤلاء يعمهون في سكرةٍ لا يستيقظون منها إلا وهم في عسكر الموتى، إن الليالي والأيام التي يفرحون بها تؤزهم أزاً إلى آجالهم، قال بعض الحكماء: قد اعتورك الليل والنهار، يدفعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل، حتى يأتيك الموت. </span></span></span></p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها حاد إلى الموت قاصد </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000"><span style="color: royalblue">وأعجب شيء لو تأملت أنها *** مراحل تطوى والمسافر قاعد</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هؤلاء ما فهموا أن العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه ومدة سفره هي عمره الذي كتب له، فالعمر هو مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه، وأتمنى يا أخي لو أوصلت لهؤلاء قول ابن رجب رحمه الله : يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه، إنما تفرح بنقص عمرك.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هذا يا أخي هو حال صنف من الناس هذه هي نظرتهم، وهذا هو نبؤهم وصنفُ هو النقيض من ذلك، بينهم وبين الصنف الأول كما بين السماء والأرض، وبُعد الحالين كبعد المشرقين </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هؤلاء أقل وصف لهم أنهم هم العقلاء الأذكياء، فاسمع لبعض شأنهم وتعرف لحالهم .</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هؤلاء رأوا قدومك عليهم وبزوغ هلال أول شهرٍ في سمائهم ما هو إلا منذرُ باقتراب أجلهم ودنو الموت منهم، هم قوم جعلوا نصب أعينهم ( كل نفس ذائقة الموت ) فقالوا البدار البدار قبل أن يحال بيننا والعمل، هم قوم تذكروا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) قيل: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هم قوم رأوا أن الحياة واحدة، وأن النفس يخرج ولا يعود والعين تطرف ولا تطرف مثلها أبداً، قرأوا فيما قرأوا أن بعض السلف كانوا يتأسفون عند موتهم على انقطاع أعمالهم عند الموت، بكى يزيد الرقاشي عند موته، وقال أبكي على ما يفوتني، من قيام الليل وصيام النهار، ثم بكى وقال: من يصلي لك يا يزيد بعدك ومن يصوم ومن يتقرب لك بالأعمال الصالحة ؟ ومن يتوب لك من الذنوب السالفة. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">وجزع بعضهم عند موتـه وقال: إنما أبكي على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكر الذاكرون ولست فيهم ، فذلك الذي أبكاني.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">أيها العام القادم</span><span style="color: #000000"> هؤلاء العقلاء جلسوا مع أنفسهم في مطلع أيامك أو في آخر أيامي فحاسبوا أنفسهم محاسبة شديدة، فترى الواحد منهم يقول لنفسه: ما الذي تركتِهِ لله؟ وهل زاد خشوعك له؟ هل قلَّت عيوبك وزادت حسناتك، كم هي الصلوات التي فاتت عليك كم هي عدد الصلوات التي أدركت فيها تكبيرة الإحرام.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">ويحك يا نفس! منذ كذا وكذا وأنت تقولين: غداً غداً أتوب، متى يأتي غداً هذا؟! أعند انتهاء العمر؟! أم إلى أن تزول نعمة الصحة والعافية ؟! أم حين تنقضي مدة الشباب ؟! أو تمرضي مرض الموت ؟! وتقعي في حسرة الفوت ؟!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">يا نفس لماذا الكسل والتواني والعجز والتراخي؟ ألا تريدين أن يقال لك ( أدخلوها بسلام آمنين ) ألا تريدين أن يقال لك ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ألا تريدين أن تقولي (الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) أم تريدين أن تقولي مع من كان حالهم ( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) فيُرد عليهم ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) أم تريدين أن تكوني مع من يقال له توبيخاً في النار ( ذق إنك أنت العزيز الكريم )، يا نفس إنما هي صبر ساعة وتحمدين بعد ذلك العقبى، يا نفس حاسبي نفسك قبل أن تُحاسبي، وزيني أعمالك قبل أن توزني وتزيني للعرض على الله. </span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #0000ff">أيها العام القادم</span><span style="color: #000000"> هؤلاء العقلاء يا أخي نظروا إلى أهل الدنيا يخططون لدنياهم ويضعون لها الأهداف الأساسية والمرحلية هذا وهي منغصة ُ بالكدر والغصص والأقذار والمقام فيها مقام من قال تحت شجرة ثم قام وتركها فقالوا نحن أحق بالتخطيط؛ لأنه عامٌ كاملٌ من عمرنا فشمروا وجدوا واجتهدوا، فكان لهم خطط رئيسة وخطط مرحلية وأهداف كبرى خلال عامهم هذا وأهداف مساعدة، ثم بعد ذلك لجأوا إلى من بيده أزمة الأمور والنواصي والآجال والأرزاق لجأوا إليه؛ لأنه </span></span></span></p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000"><span style="color: royalblue">إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">لجأوا إليه وشكوا حالهم، وضعفهم وفقرهم، وأنهم لا حيلة لهم إلا بمدد و معونة منه جل وعلا.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هذا باختصار هو وصف لفريقين من الناس ينتظرانك أيها العام القادم وفي ذكر حالهما غنيةُ عن ذكر غيرهما. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">أيها العام القادم أنت بمجموع أيامك ولياليك الثلاثمائة والأربع والخمسون تسمى عاما واحداً، لا تزيد عدد الصلوات المفروضة فيك عن 6018 ركعة، والسنن الرواتب ما بين 3540 ركعة إلى 4248 ركعة، رمضان ُيصام فيك مرةً واحدةً إما ثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً، أما العقلاء فرأوا أن من الغبن أن يخرجوا منك بما ذكرت لك من عدد، هذا إن أدركوها، لكنهم سيخرجون من عام واحد بعبادات تساوي أعواماً عديدة، وأعماراً طويلة </span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">وإليك بعض هذه الأعمار المستثمرة:</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">صلاة سبعة وعشرين عاماً من عامٍ واحدٍ لمن داوم على صلاة الجماعة لمدة سنة كاملة، وصلاة خمسةٍ وعشرين عاماً لمن صلى السنن والرواتب في المنزل في سنةٍ كاملةٍ.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">والحج لا يكون إلا مرة واحدة في السنة، ومع ذلك هناك أقوامٌ لم يرضوا أن يخرجوا من هذه السنة إلا بعدد كبير من هذه الفريضة، وذلك لما قاله الهادي البشير -صلى الله عليه وسلم- (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ)) فمن جلس بعد الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين فقط في نهاية كل أسبوع مرة واحدة فكأنه حج إحدى وخمسين سنة، واعتمر إحدى وخمسين عمرة.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">أما الصيام فمن الناس من يصوم فيك ثلاثة أيام عن كل شهر؛ لأن هذا صيام الدهر، فإذا ما صاموا ستة أيام من شوال بعد صيامهم رمضان فتلك سنة أخرى، ومن فطَّر ثلاثين صائماً فكأنه أضاف رمضاناً آخر في حسناته، فكيف بمن زاد على ذلك وفطَّر خمسمائة شخص. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">والله فضله واسع وعطاؤه لا ينقطع. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">هذه بعض الأعمار المستثمرة والأوقات المستفادة من عام واحد فقط أيها العام القادم وإذا أردت المزيد فعليك بكتاب "كيف تطيل عمرك الإنتاجي" ففيه العجب من هذه الأعمار المستثمرة.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">لعلّي أطلت عليك يا أخي كثيراً، ولكن هذه وصية مودع فتصبر بارك الله فيك، فقد بقي القليل جداً واسمح لي يا أخي أن أوجه الخطاب إلى بني آدم، فلهم عليّ حق وواجب أريد أن أؤديه لهم: </span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">إخواني: </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة. يامن يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام. يا من يشاهد الأيات والعبر كلّما توالت عليه الأعوام والشهور، ويسمع الآيات والسور، ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الأمور، ما الحيلة فمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">إخواني: </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">ما مضى من العمر وإن طالت أوقاته فقد ذهبت لذاته وبقيت تبعاته، وكأنه لم يكن إذا جاء الموت وميقاته، قال الله عز وجل ( أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) تلا بعض السلف هذه الآية وبكى وقال، إذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">يا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟ يا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قربه من العهد فما تأسفتم. يا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">إخواني: </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">إن مدة الشباب قصيرة كمدة زهر الربيع وبهجته ونضارته، فإذا يبس وابيض فقد آن ارتحاله، كما أن الزرع إذا ابيض فقد آن حصاده. قال ميمون بن مهران لجلسائه يا معشر الشيوخ، ما ينتظر بالزرع إذا ابيض؟ قالوا الحصاد، فنظر إلى الشباب، فقال: يا معشر الشباب إن الزرع قد تدركه الأفة قبل أن يستحصد. </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">إخواني كم يمر من أيامنا، وينقص من أعمارنا، ونحن لا نزال في غفلتنا نسوَّف في التوبة، ونلمح سراب الأمل، وقد قال أبو سليمان الدارني: من كان يومه مثل أمسه فهو في نقصان.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">دخل أبو الوليد أرطاه بن زفر على الخليفة الأموي أبو الوليد عبد الملك بن مروان، وكان هذا الرجل قد عاش حتى عمر وبلغ مئة وثلاثين عاما،ً فقال في حضرة عبد الملك: </span></span></span></p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">رأيت المرء تأكله الليالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">وما تبقي المنية حين تأتي *** على نفس ابن آدم من مزيد </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000"><span style="color: royalblue">وأعلم أنها ستكر حتى *** توفي نذرها بأبي الوليــد</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">إخواني! </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">إنه ما من يوم ينشق فجره إلا و يتكلم، ويقول: يا أيها الناس، إني يوم جديد</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">وإني على ما يعمل في شهيد، وإني لو قد غربت الشمس، لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">فاغتنموا ممر الساعات، والليالي والأيام، رحمكم الله، عن داود الطائي أنه قال: إنما الليل والنهار مراحل، ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو، فاقض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغتك.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها، فقال فيها: إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون؟ كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غادياً أو رائحاً إلى الله قد قضى نحبه، وانقضى أجله، فتودعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب، وسكن التراب، ووجه الحساب، غنياً عمّا خلف، فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحدٍ من الذنوب أكثر مما عندي، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه. ثم رفع رداءه وبكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000000">وبعد أيها العام القادم فلعل ما مضى من كلام فيه غنيةٌ لمن اغتنى، وعبرةٌ لمن اعتبر، وكأني بالمداد قد انتهى وبالقلم قد كلّ وملّ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطات فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان. </span></span></span></p><p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">تم الكلام وربنا محمـــود *** وله المكارم و العلى والجــود </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: royalblue">ثم الصلاة على النبي محـمدٍ *** ما غرد قمريٌ وأورق عـود </span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 57636, member: 47"] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]رسالة لم يحملها البريد[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#800000]زياد بن أحمد بن خمبشي[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#800000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#800000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]فأحمد الله تعالى أولاً على نعمه العظيمة، وآلائه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، والتي منها أن جعلنا أبناء أسرةٍ شريفةٍ هي أسرة الشهور القمرية، التي قال عنها الباري جل وعلا ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]ثم أحمده على أن جعل نسبنا خير نسب، وامتدادنا خير امتداد جعلها إلى هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حيث أرسى دعائم هذا النسب العريق الخليفة الراشد الملهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصةٍ مشهورة ذكرها أهل التاريخ، وراجع إن شئت كتاب التوبيخ لمن ذم التاريخ للإمام السخاوي.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]أخي الكريم العام القادم [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]أكتب لك رسالتي هذه وأنا في عجلة من أمري، أحزم حقائبي وأجمع أمتعتي، حيث لم يبق لي في هذه الحياة الدنيا إلا لحظات وينادي منادي مناد القافلة أن حان الرحيل، ولم يبق لك مكان بل هو لقادم آخر مكانك هو أنت أيها العام القادم، أكتب لك وأنا مثقل بالذكريات الحلوة والمرة، السعيدة والشقية ومثقل بالتجارب القصيرة والطويلة، الجميلة والقبيحة، فإذا ما علمت هذا فأصغ لي السمع واجمع لي الخاطر لبضع لحظات؛ أعطيك خلاصة سنةٍ كاملة مع بني آدم، وكيف هم مع الأيام واللحظات والساعات، علك أن تنتفع بها وتكون على استعداد لما يحدث، ولا يطول بك العجب ولو كانت أيامك في شهر رجب وما مر بي سيمر بك، والعاقل فيهم من اتعظ بغيره. [/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000]إن السعيد له من غيره عظة *** وفي التجارب تحكيم ومعتبر [/color][/size][/font][/center] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]،أخي بارك الله فيك، أول موعظةٍ أقدمها لك هي سرعة انقضاء أيامك ولياليك وتصرم شهورك وفصولك، فما أن تستفتح بالمحرم، حتى تجد أن شهر ذي الحجة قد آذن بالنزول. وهذا يا أخي هو مصداق حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم- الذي أخبر عن تقارب الوقت في آخر الزمان، فقال: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار ). [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]واعلم يا أخي بأن الناس في استقبالك وتوديعك أصناف شتى، فمنهم من يطير فرحاً بمقدمك وبزوغ هلال أول شهرٍ فيك، وسبب فرحهم هو أن أعمارهم قد زادت وسنهم قد على، وما دروا هؤلاء المساكين أن أعمارهم في نقصان، وأن آجالهم في اقتراب، بل ما فقهوا أن هذه الأيام هي حجة عليهم إن لم يستغلوها، ووالله ثم والله إنهم لفي غفلة شديدة وسهوٍ عظيم، فأين هم من قول الشاعر: [/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][color=royalblue]إنا لنفرح بالأيـام نقطعـها *** وكل يومٍ مضى يدني من الأجل[/color] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]بل أين هم من قول الآخر: [/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=royalblue]نجد سروراً بالهلال إذا بدا *** وما هو إلا السيف للحق ينتضى [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][color=royalblue]إذا قيل تم الشهر فهو كنايةٌ *** وترجمة عن شطر عمر قد انقضى[/color] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]إن هؤلاء يعمهون في سكرةٍ لا يستيقظون منها إلا وهم في عسكر الموتى، إن الليالي والأيام التي يفرحون بها تؤزهم أزاً إلى آجالهم، قال بعض الحكماء: قد اعتورك الليل والنهار، يدفعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل، حتى يأتيك الموت. [/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=royalblue]وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها حاد إلى الموت قاصد [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][color=royalblue]وأعجب شيء لو تأملت أنها *** مراحل تطوى والمسافر قاعد[/color] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هؤلاء ما فهموا أن العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه ومدة سفره هي عمره الذي كتب له، فالعمر هو مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه، وأتمنى يا أخي لو أوصلت لهؤلاء قول ابن رجب رحمه الله : يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه، إنما تفرح بنقص عمرك.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هذا يا أخي هو حال صنف من الناس هذه هي نظرتهم، وهذا هو نبؤهم وصنفُ هو النقيض من ذلك، بينهم وبين الصنف الأول كما بين السماء والأرض، وبُعد الحالين كبعد المشرقين [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هؤلاء أقل وصف لهم أنهم هم العقلاء الأذكياء، فاسمع لبعض شأنهم وتعرف لحالهم .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هؤلاء رأوا قدومك عليهم وبزوغ هلال أول شهرٍ في سمائهم ما هو إلا منذرُ باقتراب أجلهم ودنو الموت منهم، هم قوم جعلوا نصب أعينهم ( كل نفس ذائقة الموت ) فقالوا البدار البدار قبل أن يحال بيننا والعمل، هم قوم تذكروا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) قيل: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هم قوم رأوا أن الحياة واحدة، وأن النفس يخرج ولا يعود والعين تطرف ولا تطرف مثلها أبداً، قرأوا فيما قرأوا أن بعض السلف كانوا يتأسفون عند موتهم على انقطاع أعمالهم عند الموت، بكى يزيد الرقاشي عند موته، وقال أبكي على ما يفوتني، من قيام الليل وصيام النهار، ثم بكى وقال: من يصلي لك يا يزيد بعدك ومن يصوم ومن يتقرب لك بالأعمال الصالحة ؟ ومن يتوب لك من الذنوب السالفة. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]وجزع بعضهم عند موتـه وقال: إنما أبكي على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكر الذاكرون ولست فيهم ، فذلك الذي أبكاني.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#0000ff]أيها العام القادم[/color][color=#000000] هؤلاء العقلاء جلسوا مع أنفسهم في مطلع أيامك أو في آخر أيامي فحاسبوا أنفسهم محاسبة شديدة، فترى الواحد منهم يقول لنفسه: ما الذي تركتِهِ لله؟ وهل زاد خشوعك له؟ هل قلَّت عيوبك وزادت حسناتك، كم هي الصلوات التي فاتت عليك كم هي عدد الصلوات التي أدركت فيها تكبيرة الإحرام.[/color][/font][/size] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]ويحك يا نفس! منذ كذا وكذا وأنت تقولين: غداً غداً أتوب، متى يأتي غداً هذا؟! أعند انتهاء العمر؟! أم إلى أن تزول نعمة الصحة والعافية ؟! أم حين تنقضي مدة الشباب ؟! أو تمرضي مرض الموت ؟! وتقعي في حسرة الفوت ؟![/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]يا نفس لماذا الكسل والتواني والعجز والتراخي؟ ألا تريدين أن يقال لك ( أدخلوها بسلام آمنين ) ألا تريدين أن يقال لك ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ألا تريدين أن تقولي (الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) أم تريدين أن تقولي مع من كان حالهم ( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) فيُرد عليهم ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) أم تريدين أن تكوني مع من يقال له توبيخاً في النار ( ذق إنك أنت العزيز الكريم )، يا نفس إنما هي صبر ساعة وتحمدين بعد ذلك العقبى، يا نفس حاسبي نفسك قبل أن تُحاسبي، وزيني أعمالك قبل أن توزني وتزيني للعرض على الله. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#0000ff]أيها العام القادم[/color][color=#000000] هؤلاء العقلاء يا أخي نظروا إلى أهل الدنيا يخططون لدنياهم ويضعون لها الأهداف الأساسية والمرحلية هذا وهي منغصة ُ بالكدر والغصص والأقذار والمقام فيها مقام من قال تحت شجرة ثم قام وتركها فقالوا نحن أحق بالتخطيط؛ لأنه عامٌ كاملٌ من عمرنا فشمروا وجدوا واجتهدوا، فكان لهم خطط رئيسة وخطط مرحلية وأهداف كبرى خلال عامهم هذا وأهداف مساعدة، ثم بعد ذلك لجأوا إلى من بيده أزمة الأمور والنواصي والآجال والأرزاق لجأوا إليه؛ لأنه [/color][/font][/size] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][color=royalblue]إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده[/color] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]لجأوا إليه وشكوا حالهم، وضعفهم وفقرهم، وأنهم لا حيلة لهم إلا بمدد و معونة منه جل وعلا.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هذا باختصار هو وصف لفريقين من الناس ينتظرانك أيها العام القادم وفي ذكر حالهما غنيةُ عن ذكر غيرهما. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]أيها العام القادم أنت بمجموع أيامك ولياليك الثلاثمائة والأربع والخمسون تسمى عاما واحداً، لا تزيد عدد الصلوات المفروضة فيك عن 6018 ركعة، والسنن الرواتب ما بين 3540 ركعة إلى 4248 ركعة، رمضان ُيصام فيك مرةً واحدةً إما ثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً، أما العقلاء فرأوا أن من الغبن أن يخرجوا منك بما ذكرت لك من عدد، هذا إن أدركوها، لكنهم سيخرجون من عام واحد بعبادات تساوي أعواماً عديدة، وأعماراً طويلة [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]وإليك بعض هذه الأعمار المستثمرة:[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]صلاة سبعة وعشرين عاماً من عامٍ واحدٍ لمن داوم على صلاة الجماعة لمدة سنة كاملة، وصلاة خمسةٍ وعشرين عاماً لمن صلى السنن والرواتب في المنزل في سنةٍ كاملةٍ.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]والحج لا يكون إلا مرة واحدة في السنة، ومع ذلك هناك أقوامٌ لم يرضوا أن يخرجوا من هذه السنة إلا بعدد كبير من هذه الفريضة، وذلك لما قاله الهادي البشير -صلى الله عليه وسلم- (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ)) فمن جلس بعد الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين فقط في نهاية كل أسبوع مرة واحدة فكأنه حج إحدى وخمسين سنة، واعتمر إحدى وخمسين عمرة.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]أما الصيام فمن الناس من يصوم فيك ثلاثة أيام عن كل شهر؛ لأن هذا صيام الدهر، فإذا ما صاموا ستة أيام من شوال بعد صيامهم رمضان فتلك سنة أخرى، ومن فطَّر ثلاثين صائماً فكأنه أضاف رمضاناً آخر في حسناته، فكيف بمن زاد على ذلك وفطَّر خمسمائة شخص. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]والله فضله واسع وعطاؤه لا ينقطع. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]هذه بعض الأعمار المستثمرة والأوقات المستفادة من عام واحد فقط أيها العام القادم وإذا أردت المزيد فعليك بكتاب "كيف تطيل عمرك الإنتاجي" ففيه العجب من هذه الأعمار المستثمرة.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]لعلّي أطلت عليك يا أخي كثيراً، ولكن هذه وصية مودع فتصبر بارك الله فيك، فقد بقي القليل جداً واسمح لي يا أخي أن أوجه الخطاب إلى بني آدم، فلهم عليّ حق وواجب أريد أن أؤديه لهم: [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]إخواني: [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة. يامن يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام. يا من يشاهد الأيات والعبر كلّما توالت عليه الأعوام والشهور، ويسمع الآيات والسور، ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الأمور، ما الحيلة فمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]إخواني: [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]ما مضى من العمر وإن طالت أوقاته فقد ذهبت لذاته وبقيت تبعاته، وكأنه لم يكن إذا جاء الموت وميقاته، قال الله عز وجل ( أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) تلا بعض السلف هذه الآية وبكى وقال، إذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]يا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟ يا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قربه من العهد فما تأسفتم. يا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]إخواني: [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]إن مدة الشباب قصيرة كمدة زهر الربيع وبهجته ونضارته، فإذا يبس وابيض فقد آن ارتحاله، كما أن الزرع إذا ابيض فقد آن حصاده. قال ميمون بن مهران لجلسائه يا معشر الشيوخ، ما ينتظر بالزرع إذا ابيض؟ قالوا الحصاد، فنظر إلى الشباب، فقال: يا معشر الشباب إن الزرع قد تدركه الأفة قبل أن يستحصد. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]إخواني كم يمر من أيامنا، وينقص من أعمارنا، ونحن لا نزال في غفلتنا نسوَّف في التوبة، ونلمح سراب الأمل، وقد قال أبو سليمان الدارني: من كان يومه مثل أمسه فهو في نقصان.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]دخل أبو الوليد أرطاه بن زفر على الخليفة الأموي أبو الوليد عبد الملك بن مروان، وكان هذا الرجل قد عاش حتى عمر وبلغ مئة وثلاثين عاما،ً فقال في حضرة عبد الملك: [/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=royalblue]رأيت المرء تأكله الليالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=royalblue]وما تبقي المنية حين تأتي *** على نفس ابن آدم من مزيد [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][color=royalblue]وأعلم أنها ستكر حتى *** توفي نذرها بأبي الوليــد[/color] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [/center] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]إخواني! [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]إنه ما من يوم ينشق فجره إلا و يتكلم، ويقول: يا أيها الناس، إني يوم جديد[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]وإني على ما يعمل في شهيد، وإني لو قد غربت الشمس، لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]فاغتنموا ممر الساعات، والليالي والأيام، رحمكم الله، عن داود الطائي أنه قال: إنما الليل والنهار مراحل، ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو، فاقض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغتك.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها، فقال فيها: إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون؟ كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غادياً أو رائحاً إلى الله قد قضى نحبه، وانقضى أجله، فتودعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب، وسكن التراب، ووجه الحساب، غنياً عمّا خلف، فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحدٍ من الذنوب أكثر مما عندي، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه. ثم رفع رداءه وبكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000]وبعد أيها العام القادم فلعل ما مضى من كلام فيه غنيةٌ لمن اغتنى، وعبرةٌ لمن اعتبر، وكأني بالمداد قد انتهى وبالقلم قد كلّ وملّ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطات فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان. [/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000000][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=royalblue]تم الكلام وربنا محمـــود *** وله المكارم و العلى والجــود [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=royalblue]ثم الصلاة على النبي محـمدٍ *** ما غرد قمريٌ وأورق عـود [/color][/size][/font][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
الركن العام
رسالة لم يحملها البريد