رواة الدرر اللوامع عن ناظمها ابن بري

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

رواة الدرر اللوامع عن ناظمها ابن بري:
لقد عاش أبو الحسن بن بري بعد نظمه لأرجوزته سنة 697 ما يربو على ثلاثة وثلاثين عاما لم ينقطع قط عن الساحة العلمية إلا لفترة يسيرة من آخر حياته حين ولي الكتابة الرسمية للدولة - كما قدمنا - بل وربما كان حتى في هذه الأثناء مقصودا في الرواية والأخذ في أوقات الفراغ من العمل الرسمي، وكان هذا مما جعل هذه الأرجوزة تسير بها عنه الركبان، حتى "تداولها الناس في البلدان - كما قال الخراز - وتعاهد درسها الكهول والولدان"( ).
ولا شك أن هذا التداول والتعاهد كان مدعاة إلى طلب روايتها بالسماع والقراءة على ناظمها في حياته، مما يمكن معه أن تشيع وتذيع رواياتها عنه على أيدي العشرات ممن يكونون قد سمعوها منه أو عرضوها عليه خلال مقامه بتازة أو عند حلوله بفاس ولا سيما بعد أن تصدر لتدريسها بالقرويين. ولذلك فلا مطمع في الوصول إلى إحصاء تام أو قريب من التام لجمهور من سمعها أو عرضها عليه من الطلاب، وإنما سنكتفي بالتنويه بأسماء طائفة من الأعيان الذين عرفوا بصحبته ورواية الأرجوزة عنه، ونبتدئ منهم بصفة خاصة بأسماء الأربعة الذين اعتمدوا في رواياتها المشهورة ممن عنوا بتحقيقها عناية. ورواها عنهم الجم الغفير في المغرب والأندلس.
فمن هؤلاء الأعلام:
1- عبد المهين الحضرمي صاحب الرواية الأولى، واسمه الكامل: عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن بن محمد بن علي الحضرمي السبتي الفقيه الأديب الكاتب، أخذ عن العلامة ابن أبي الربيع بسبتة وأبي عبد الله ابن صالح الكناني ببجاية وأخذ عن أعلام فاس وغيرهم حتىقيل: تحمل عن ألف شيخ قد حكاهم وذكرهم في مشيخته، وكان كاتبا عند السلطان أبي سعيد المريني ثم عند ابنه أبي الحسن، واختص بهذا الأخير وكان معه في حركته إلى تونس وبها توفي سنة 749( ).
ويعنينا منه هنا روايته للدرر اللوامع عن ناظمها، فقد أسندها من طريقه الإمام المنتوري فقال في فهرسته:
"حدثني به القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن جزي، عن الشيخ الأستاذ النحوي أبي محمد عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي، عن ناظمه سماعا"( ).
2- أبو الحجاج يوسف بن علي بن عبد الواحد بن موسى السدوري المكناسي وبه عرف (688-781) وروايته ثاني الروايات للدرر، قال ابن الجزري:
"مقرئ غرناطي، محقق صالح مقرئ محدث، ويجلد الكتب في غاية من الحسن، ويقرئ الناس، انتفع به جماعة كثيرون، وقرأ على أبي الحسن علي بن بري صاحب الرجز بقراءة نافع، وأبي الحسن علي القيجاطي( )، أخبرنا صاحبنا أبو عبد الله محمد بن ميمون البلوي( ) أنه قرأ عليه رجز ابن بري عنه، وقال لي: فارقته وهو في قيد الحياة سنة 770هـ، وله نحو سبعين سنة تقريبا، وقال أنه إمام المدرسة، اليوسفية بغرناطة"( ).
وتعتبر رواية المكناسي للدرر أسير الروايات في البلاد الأندلسية لتصدره بقاعدة البلاد، وتعميره بعد الناظم أزيد من خمسين سنة.
فممن أسندها من طريقه من الأندلسيين الإمام المنتوري (ت 834)، فقال في فهرسته:
"وقرأت جميعه حفظا عن ظهر قلب على الشيخ أبي الحجاج يوسف بن علي المكناسي، وحدثني به عن الناظم سماعا عليه بجامع القرويين بمدينة فاس"( ).
وقال المنتوري أيضا في شرحه: "ورويته من طرق ثلاثة أعلاهن ما حدثني به الشيخ المسن المقرئ الصالح أبو الحجاج يوسف بن علي بن عبد الواحد السدوري المكناسي - رحمه الله - قراءة من حفظي عليه في أواخر شعبان سنة 774هـ عن ناظمه سماعا عليه بجامع القرويين من مدينة فاس في أواخر محرم سنة 723هـ"( ).
وممن انتشر الإسناد عنه من طريق أبي الحجاج المكناسي، الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد القيجاطي - حفيد أبي الحسن القيجاطي صاحب التكملة وشيخ الإمام المنتوري -، ومن طريق القيجاطي الحفيد هذا رواها. الإمام المجاري الأندلسي فقال في برنامجه: "قرأت جميعه عليه تفقها بلفظي، وسمعته مرة ثانية بلفظ غيري، وحدثني به عن الشيخ المسن الراوية أبي الحجاج يوسف بن علي السدوري المكناسي قراءة عليه، عن ناظمه سماعا عليه بالجامع الأعظم من مدينة فاس"( ).
3- محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو البركات البلفيقي وبه يعرف كما يعرف بابن الحاج قاضي الجماعة بغرناطة وأحد الأعلام (680-771).
تقدم ذكره في أصحاب أبي الحسن بن سليمان وأبي الحسن القيجاطي وغيرهما، وكان مولعا بالتنقل للقاء المشيخة وطلب الإسناد العالي حتى روى عن الكبار في المغربين الأقصى والأوسط وحواضر الأندلس، وكانت روايته عن أبي الحسن علي بن سليمان كما تقدم سنة 726هـ( )، فلا يبعد أن يكون سماعه للدرر من أبي الحسن بن بري خلال هذا العهد، وذلك لاتفاق عامة شراح الدرر على أن روايته كانت هي الأخيرة بالقياس إلى باقي الروايات المشهورة.
وقد انتشرت الرواية عنه بالأندلس كما انتشرت بالمغرب على السواء، وكان كثير التردد بينهما وربما سفر بين ملوك المغرب والأندلس كما يفهم ذلك من قول ابن خلدون وهو من تلامذته( ).
فممن رواها عنه من المغاربة الراوية الكبير أبو زكريا يحيى بن أحمد السراج، وقد أسندها الشيخ ابن غازي من هذه الطريق( ).
وممن رواها من الأندلسيين الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد القيجاطي عن القاضي أبي البركات محمد بن محمد بن الحاج عن الناظم قراءة( ).
4- أبو محمد بن مسلم وهو عبد الله بن أبي بكر بن علي بن مسلم القصري القاضي شهر بابن مسلم(ت 773)
كان شيخ سبتة ومقرئها في زمنه، تقدم التعريف به في أصحاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي بفاس. وتقدم ذكر أخذه عن ابن بري ومفاوضته له في بعض أبيات أرجوزته، وهو أحد من قاموا بشرحها كما سيأتي.
أما روايته فقد اشتهرت في المغرب من طريق أبي زكريا السراج الذي ذكره في مشيخته وترجم له ترجمة مطولة، وذكر جملة من شيوخه ومروياته عنهم فسمى منهم "الأستاذ النحوي الكاتب الأديب أبا الحسن علي بن بري"، وذكر أنه أخذ عنه رجزه في قراءة نافع، وأجاز له إجازة عامة( ).
وقد أسند الشيخ ابن غازي الأرجوزة من هذه الطريق أيضا وذكر سماع ابن مسلم لها من الناظم( ).
5- أبو عبد الله المرسي محمد بن علي الأندلسي.
لم أقف له على ترجمة موسعة، وقد ذكره ابن قنفذ في "شرف الطالب" والونشريسي في "وفياته"، ونعتـاه بالخطيــب الــراوية، ثم ذكرا وفـاته ببجــاية ســنة 728هـ( ).
ولم يشر أحد منهما إلى شرحه للدرر اللوامع أو أخذه لها عن ابن بري، ولعلهما لم يفعلا ذلك لأنهما يقتصران غالبا علىذكر الوفيات، كما أنهما لم ينعتاه بوصف "الضرير" وهو وصف ينعته به أبو راشد الحلفاوي في شرحه الآتي على الدرر اللوامع لأنه اعتمد شرحه عليها وهو يشير إليه بحرف "س" يعني "المرسي".
وقد ذكره الرحالة أبو عبد الله بن بطوطة الطنجي في رحلته في سياق حديثه عن موسم الحج لسنة 728هـ في جملة من شهد الموسم من أهل المغرب، فسمى منهم أبا محمد بن مسلم وأبا عبد الله المرسي( ).
فلا يبعد أن يكون هو المراد، وقد حج مع أبي محمد بن مسلم المذكور صاحبه وشارح الدرر مثله، ثم مات في طريقه إثر عودته من الحج ببجاية، ويقوي ذلك ما جاء عند أبي زكريا السراج ورواه ابن غازي في صدر فهرسته من الحديث المسلسل بالأولية، حدث به السراج عن أبي محمد بن مسلم عن أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المرادي الطرقبي بثغر الإسكندرية يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر رمضان المعظم من عام 728 قال: "وهو أول حديث سمعته منه"( ).
6- أبو الحسن علي بن موسى بن إسماعيل بن إبراهيم المطماطي السلاوي أحد المعمرين من أصحاب ابن بري.
ترجم له صاحب "الإتحاف الوجيز" فقال: "هو الفقيه العلامة الشيخ المقرئ أبو الحسن سيدي علي بن موسى بن إسماعيل المطماطي، ذكره سيدي يحيى السراج في فهرسته من مشايخ أشياخه في ترجمة أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن عثمان الرعيني الأندلسي الفاسي( ) قائلا: "إن الرعيني أخذ عن الشيخ المقرئ أبي الحسن علي بن موسى بن إسماعيل المطماطي لقيه بسلا في تاسع جمادى الأولى سنة 723هـ، ومن مشايخ هذا الفاضل الإمام المقرئ أبو الحسن علي بن بري الرباطي، ومن تلامذته الأستاذ العلامة الحافظ عبد الله بن يوسف العثماني المعروف بابن الصباغ السلاوي وغيره... وكانت وفاته في ربيع الأول سنة 793هـ كما رأيته مكتوبا على قبره، وهو خارج "باب المعلقة" أحد أبواب سلا"( ).
وقد أسند الإمام أبو الفضل بن المجراد روايته "للبرية" عن هذا الشيخ في صدر شرحه فقال:
حدثنا بهذه الأرجوزة المذكورة سيدنا ومولانا شيخنا الأستاذ الوجيه الحافظ العلم الشهير أبو محمد عبد الله ابن الشيخ الحاج المقدس المرحوم أبي يعقوب يوسف العثماني السلاوي عرف بابن الصباغ، قال: حدثنا بهذه الأرجوزة قراءة منا عليه سيدنا ومولانا الأستاذ الجليل العالم العلامة المتفنن أبو الحسن علي بن موسى بن إسماعيل بن إبراهيم المطماطي عن مؤلفها أبي الحسن المذكور رحم الله جميعهم( ).
7- أبو عبد الله محمد بن شعيب بن عبد الواحد بن الحجاج المجاصي اليصليتي أحد شراح الدرر اللوامع.
ذكره أبو زكريا السراج في مشيخة شيخه أبي المكارم منديل بن محمد بن آجروم الصنهاجي ولد صاحب الأجرومية، وذكر أنه أي منديل قرأ عليه فاتحة الكتاب بالقراءات السبع وبعض الشاطبية الكبرى وبعض الدرر اللوامع وناوله شرحه الذي وضعه عليها( ).
وقد ذكر المجاصي أسانيده في قراءة نافع في شرحه المذكور فقال: "أخذنا هذه القراءة واتصلنا بها من وجوه عن شيوخ عديدة، منهم الشيخ المحدث المقرئ سيدي أبو عبد الله المالقي( )، وكان بمدينة تازة – حرسها الله – قرأت علين لنافع عرضتين: ختمة لورش وختمة لقالون، مستظهرا لذلك، وكتب لي بذلك إجازة"( ).
وأخذ المجاصي بفاس أيضا عن أبي الحسن علي بن سليمان القرطبي مقرئ فاس، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحيم بن تميم المجاصي الشهير بالمكناسي - الآنف الذكر في أصحاب أبي الحسن بن سليمان -، كما أخذ عن أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن بادس العابري وسواهم.
وكان المجاصي معلما للصبيان بجامع "أصناج" بمدينة تازة، وكانت له مؤلفات منها شرحه على مورد الظمآن كما تقدم وشرحه التالي على الدرر اللوامع ومنظومة في غريب القرءان( ).
وسيأتي ذكر روايته للدرر اللوامع عن مؤلفها وقراءته لها عليه وذكر سؤاله للناظم عنها حرفا حرفا وتردده عليه فيما أشكل عليه منها.
8- أبو عبد الله محمد الزيتوني من شيوخ أبي وكيل ميمون الفخار صاحب التحفة.
لم أقف على ترجمته، وإنما وقفت على روايته للدرر اللوامع فيما أسنده من طريقه الشيخ ابن غازي من قراءته على شيخه أبي عبد الله الصغير النيجي عن أبي الحسن الوهري عن أبي وكيل ميمون عن الشيخ المقرئ الحافظ الضابط أبي عبد الله محمد الشهير بالزيتوني عن ناظمها( ).
9- أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن سعيد، من شيوخ أبي زكريا السراج ترجم له في شيوخه فقال:
"ومنهم الشيخ الفقيه المقرئ كان بجامع القرويين - شرفه الله بدوام الذكر فيه - قرأت عليه جميع "كتاب الدرر اللوامع" نظم الأستاذ الأعرف أبي الحسن علي بن بري، وأذن لي في حمله عنه، وذلك في الخامس والعشرين من جمادى الأخرى( ) من العام المذكور جميع الرجز المسمى "بمورد الظمآن" قراءة تصحيح ورواية، وأجازنيه إجازة تامة مطلقة"( ).
ولم يذكر السراج في هذه الترجمة أخذ ابن سعيد للأرجوزة عن الناظم، ولكن الشيخ ابن غازي أسندها في فهرسته عن حفيد السراج أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن يحيى السراج عن أبيه عن جده قال حدثني بها أبو زيد بن محمد بن سعيد عن الناظم( ).
10- أبو عمرو بن أحمد الميمون الفشتالي. ذكره أبو زيد بن القاضي في مقدمة "الفجر الساطع" نقلا عن بعض شروح الدرر اللوامع قال متحدثا عن ابن بري: "رأيت بخطه نسخة من هذه "الدرر اللوامع" بخط حسن وجعل عليها طررا وأجاز فيها الذي كتبها برسمه إجازة منظومة نص ما كتبه الراوي:
أكملته عرضا على منشيه
وأباح لي عنه الحديث بكل ما
وأقول في ذاك الذي أختاره
وكفى بصحة ذاك خط يمينه
والله يكثر فضله ويثيبه وأجازني في ما سواه وفيه
من نظمه أو نثره أدريه
من بعد تصحيح لما أرويه
من تحته ينوي به تنويهي
عني ويحفظ مجده ويقيه
وكتب بيده أبو عمرو بن أحمد الميمون الفتشالي رحمه الله تعالى ورضي عنه، وكتب أبو الحسن تحته بخطه ما نصه:
ما قاله وحكاه كاتبه أبو
فليرو عني ما يشاء فإنه
فلقد خبرت ذكاءه فحمدته
وتحققت منه مخايل أوجبت
وأفدته أرجوزتي وكتبتها
وعنيت من تطريرها بمسائل
والعذر في نظمي ونثري أنني
والله يحفظ مجده ويشيده
عمرو صحيح لا استرابة فيه
أهل لكل فضيلة تعليه
فيما يحاول فهمه ويعيه
لعلاه رفعة جده وأبيه
بيدي، وذلك غاية التنويه
لإفادة التقييد والتنبيه
أرسلت فيه رويتي وبديهي
ويسره في أهله وذويه
وقاله وكتبه بخط يده - حامدا الله تعالى ومصليا على محمد وآله - علي بن محمد بن بري وفقه الله( ).
11- أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق التلمساني (711-781هـ).
وقد أسند الشيخ أبو عبد الله بن غازي روايته للدرر من طريق حفيده محمد بن أحمد بن محمد "عن الإمام أبيه عن الخطيب جده عن الناظم أبي الحسن كله إجازة"( ).
وأشار إلى روايته للدرر اللوامع وتكملة القيجاطي رواية لهما عن مؤلفيهما كل من مؤلفي نيل الابتهاج و"البستان"( ).
12- محمد بن القاسم بن عمر بن عبد الله الصيرفي.
ذكره ابن الخطيب في "نفاضة الجراب" والمراكشي في "الإعلام" نقلا عنه، وذكر قراءته على جماعة من المقرئين منهم أبو عثمان بن جرار المقرئ النحوي بمراكش، وأبو الحسن بن بري، وذكر له نماذج أدبية( ).
13- أبو مهدي عيسى بن عبد الله الترجالي التازي.
ذكره غير واحد ممن ترجموا لابن بري في قصة توليه لمنصب الكتابة للسطان، إذ كان قد ولي القضاء بتازة وكان شيخه أبو الحسن مرتسما في عدولها الموثقين فصعب عليه أن يكون شيخه يدخل عليه فيمن يدخل فيما يحتاج إليه العدول لدى القاضي، فتسبب في كتابته للملك( )، ولا يخفى ما في هذه القصة من دلالة على سمو نفس هذا التلميذ ونبله ومروءته ووفائه، إلى جانب ما تمثله أيضا من جلالة قدر ابن بري عند أصحابه.
14- أبو زيد عبد الرحمن بن العشاب التازي الآنف الذكر في صدر ترجمة ابن بري.
تقدم ذكر تدوين ابن بري بخطه لمسائله التسع والعشرين التي سأل عنها العلامة اين البقال فأجابه.
وقد ترجم له ابن بري عقبها بقوله: "كان ابو زيد المذكور أعلاه شابا صالحا، قرأ بتازة - حرسها الله تعالى - وأخذ علي علم النحو، وأكمل "كتاب الإيضاح"( ) تفهما... إلى آخر ما ذكره من مظاهر نبوغه، وكانت وفاته وسنه نحو العشرين – كما ذكر – سنة 724هـ( ).
15- أبو الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق السلطان المريني واسطة عقد هذه الدولة.
هو أيضا من تلامذة ابن بري في القراءة، وقد أشار ابن عبد الكريم في شرحه على الدرر إليه في ترجمة ابن بري فقال: "دعاه أبو الحسن في خلافة أبيه، فكان يقرأ عليه في "الدار البيضاء"، فكان يقرأ عليه فيها حتى توفي بها رحمه الله( ).
أما أبو الحسن المريني فقد خلعه ابنه أبو عنان بعد أن بويع له إثر نكبته وغرق أسطوله في منقلبه من تونس كما تقدم، ومعه من معه من العلماء والقراء، فكان من قضاء الله له أن نجا من الغرق، وانتهى به الأمر إلى اللجوء إلى جبل "هنتاتة" أحد جبال الأطلس الكبير المشرفة على مدينة مراكش إلى أن توفي هناك سنة 752هـ( ).
16- أبو عبد الله الخراز محمد بن محمد بن إبراهيم الشريشي صاحب المورد وشارح الدرر اللوامع الأول.
وقد ذكر ابن المجراد ما يفيد أن للخراز سماعا للدرر اللوامع منه بعد أن رواها عن غيره، بل إنه ربما رجح عند الاختلاف روايته في بعض الأبيات، كقوله عند قول ابن بري في باب "زوائد الياءات":
والمهتدي الإسراء والكهف وأن يهديني بها ونبغي يوتين

قال ابن المجراد بعد شرح البيت المذكور: "وما شرحنا عليه البيت الثاني من هذه الأبيات الخمسة من الترتيب موافق لكلام الأستاذ أبي عبد الله الخراز، وذكر ابن مسلم - رحمه الله - أن روايته فيه عن المصنف مشافهة إنما هي هكذا:
والمهتدي في الكهف والإسراء وأن يهديني في الكهف نبغي يوتين

"والمهتدي في الكهف والإسراء وأن يهديني في الكهف نبغي يوتين".
وأن الرواية التي شرح عليها أبو عبد الله الخراز لم يروها عن المصنف مشافهة، وإنما كان رواها عنه بواسطة قبل رؤيته إياه فاعلم ذلك واختر ما شئت( ).
هؤلاء من وقفت على ذكرهم بالرواية عن ابن بري ممن جاء التصريح بروايتهم أو قراءتهم عليه( )، ولا شك أن معهم عددا كبيرا ممن انتفعوا به سواء في أرجوزته أم في غيرها مما كان يقوم على تدريسه من العلوم كعلم العربية والأدب والعروض والفرائض وغيرها.
قراءة الامام نافع عند المغاربة 3/150-160
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
بوركت نفع الله بك ،، وكتب لك الاجر
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل شأنه
وجزاك جل وعلا كل الخير
ورفع قدرك جل جلاله في الدارين
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
وفيكم بارك الله
جزاكم الله خيرا
 
أعلى