بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~.. اللهم نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ..~
بسم الله وعلى بركة الله وبالله نستعين , اللهم لاسهل الا ماجعلته سهلا , وأنت تجعل
الحزن إذا شئت سهلا .. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني .
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
س1 / تعريف مبسط للأئمة نافع وورش والأزرق والشاطبي .
الامام نافع المدنى //~
هو نافع بن عبد الرحمان بن أبي نعيم الليثي المدنى . اختلف فى كنيته فقيل أبو عبد الرحمان وقيل أبو رؤيم وقيل أبو الحسن.أصله من أصبهان, أحد القراء السبعة الأعلام.كان رحمه الله رجلاً أسود اللون حالكاً عالماً بوجوه القراءات والعربية متمسكا بالآثار ثقة صالحاً فصيحاً ورعاً.انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة المنورة الشريفة وأقرأ فيها أكثر من سبعين سنة.أم الناس فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنةوأجمع الناس عليه بعد التابعين.
سند قرائته : أخد نافع القراءة عن سبعين من التابعين منهم : عبد الرحمن بن هرمز (117 ه) يزيد بن رومان ( 120 ه )
أبو جعفر القارئ ( 130 ه ) وشيبة بن نصاح ( 130 ه ).وهو اخذو عن عبد الله بن عباس وأبى هريرة وعبد الله بن عياش وأبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه.
كان نافع رحمه الله إذا قرأ القرآن يشم من فيه رائحة المسك فقيل له : يا أبا عبد الله أتطيب كلما جلست للقراءة ؟ فقال ( ما أمس طيباً ولاأقرب طيباً ولكنى رأيت فيما رأى النائم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ فى في فمن ذلك الوقت أشم فى فمى هذه الرائحة)
ولد نافع سنة 70 هجرية وتوفي سنة 169 هجرية
لنافع راويان وهما ورش وقالون
الإمام ورش //~
هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان القبطى المصرى.الملقب بورش لشدة بياضه وقيل لقبه نافع بذلك لجودة صوتهتشبيها له بطائر اسمه الورشان حسن الصوت , وكان نافع يقول ( هات يا ورشان , أين الورشان , إقرأ يا ورشا ن)
وقيل إن الورش شيء يصنع من اللبن .فلزمه هذا اللقب حتى صار لا يعرف إلا به.وكان يفخر به.كان أشقر وأزرق العينين أبيض اللون قصيراً ذا دكنة .رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات فى شهر .فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها من غير منازع مع براعته فى العربية ومعرفته بعلم التجويد.كان ثقة حجة فى القراءة وكان حسن الصوت لا يمله سامع
ولد وش سنة 110 هجرية وتوفية سنة 197 للهجرة.
وله طريقان : طريق الأزرق وطريق الأصبهانى.
الإمام الأزرق //~
هو يوسف بن عمرو بن يسار , أبو يعقوب المدنى المصري المعروف بالأزرق.
كان ثقة محقق ظابط للقراءة .أخد القراءة عرضا وساعاً عن ورش .لزم الإمام ورش مدة طويلة وقرأ عليه عشرين ختمة وخلفه فى القراءة والإقراء بمصر. توفي رحمه الله سنة 240 للهجرة
الامام الشاطبي //~
هو القاسم بن فِيرُّه – بكسر الفاء ، بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة ، ثم راء مشددة مضمومة ، بعدها هاء ؛ ومعناه بلغة عجم الأندلس : الحديد – ابن خلف بن أحمد أبو القاسم ، وأبو محمد الشاطبي الرعيني ، الضرير ، وليُّ الله الإمام العلاَّمة ، أحد الأعلام الكبار المشتهرين في الأقطار .
ولد في آخر سنة /538/هجرية ، بشاطبة ، من الأندلس ، وقرأ ببلده القراءات ، وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي .
ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده ، فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على الإمام ابن هذيل ، وسمع منه الحديث ، وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة ، صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي ؛
ثم رحل للحج ؛ فسمع من أبي طاهر السِلَفي بالإسكندرية وغيره . ولما دخل مصر ، أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره ، وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخيا داخل القاهرة ، وجعله شيخها ، وعظمه تعظيماً كثيراً ، فجلس بها للإقراء ، وقصده الخلائق من الأقطار ، وبها أتم نظَم هذا المتن المبارك .
ونظم – أيضاً – قصيدته الرائية المسماة : « عقيلة أتراب القصائد ، في أسنى المقاصد » في علم الرسم ، وقصيدة أخرى تسمى « ناظمة الزهر » في علم عدد الآي . وقصيدة دالية خمسمائة بيت لـخَّصَ فيها « التمهيد » لابن عبد البر .
ثم إنه لما فتح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بيت المقدس ، توجه فزاره سنة /589 هـ/ ، ثم رجع فأقام بالمدرسة الفاضلية يُقرئ حتى تُوفي .
وكان إماماً كبيراً ، أعجوبة في الذكاء ، كثير الفنون ، آية من آيات الله تعالى ، غاية في القراءات ، حافظاً للحديث ، بصيراً بالعربية ، إماماً في اللغة ، رأساً في الأدب ، مع الزهد والولاية ، والعبادة ، والإنقطاع والكشف ، شافعي المذهب ، مواظباً على السُّنَّة ؛
قال ابن خلكان رحمه الله تعالى : « كان إذا قُرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ ، تُصحح النسخ من حفظه » .
بلغنا أنه وُلد أعمى . وذكر بعضهم : أن الشاطبي كان يُصلي الصبح بالفاضلية ، ثم يجلس للإقراء ، فكان الناس يتسابقون إليه ، وكان إذا قعد لا يزيد على قوله : من جاء أوَّلاً فليقرأ ؛ ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق ؛
فاتُّفق في بعض الأيام ، أن بعض أصحابه سبق أولاً ، فلما استوى الشيخ قاعداً قال : من جاء ثانياً فليقرأ ! فشرع الثاني في القراءة ، وبقي الأول لا يدري حاله! وأخذ يتفكر ما وقع منه بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمان الشيخ له ؟ ففطن أنه أجنب تلك الليلة ، ولشدة حرصه على النَّوْبة ، نسي ذلك لما انتبه ، فبادر إلى الشيخ ، فاطَّلع الشيخ على ذلك! فأشار للثاني بالقراءة!
ثم إن ذلك الرجل ، بادر إلى حمام جوار المدرسة ، فاغتسل به ، ثم رجع قبل فراغ الثاني ، والشيخ قاعد على حاله ، وكان ضريراً ، فلما فرغ الثاني قال الشيخ : من جاء أولاً فليقرأ! فقرأ . وهذا من أحسن ما نعلمه ، وقع لشيوخ هذه الطائفة .
وكان لا يتكلم إلاََّ بما تدعو الضرورة إليه .
ولا يجلس للإقراء إلاَّ على طهارة ، في هيئة حسنة وخضوع واستكانة ، ويمنع جلساءه من الخوض إلاَّ في العلم والقرآن ؛
وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكي ، ولا يتأوَّه ؛ وإذا سُئل عن حاله قال : العافية ؛ لا يزيد على ذلك . اهـ .
وممن قرأ عليه هذا النظم المبارك ، وعرض عليه ما تضمنه من القراءات : الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد
وقد بارك الله له في تصنيفه ، لا سيما هذا النظم المبارك ، فلقد رُزق من القبول والشهرة ، ما لا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن ، حتى صارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو منه ،
وفاته :
توفي الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى – يوم الأحد ، بعد صلاة العصر ، وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادى الآخرة ، سنة : /590 هـ/ ، ودفن يوم الأثنين بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ، بالقرافة الصغرى ، بالقرب من سفح الجبل المقطم بمصر ، وقبره مشهور معروف ؛ رحمه الله تعالى .
س2 / سبب اختيار ابي بكر الصديق رضي الله عنه لزيد بن ثابت رضي الله عنه في جمع القرءان؟
روى البخاري في "صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري .
وذلك للاسباب الآتية ::
- أنه كان شاباً يافعاً، وهذه الصفات تؤهله للقيام بمثل هذا العمل الصعب، كما أن الشاب لا يكون شديد الاعتداد برأيه، فعند حصول الخلاف يسهل قبوله النصح والتوجيه .
- أن زيداً كان معروفاً بوفرة عقله، وهذا مما يؤهله لإتمام هذه المهمة .
- أن زيداً كان يلي كتابة الوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شاهد من أحوال القرآن ما لم يشاهده غيره .
- أنه لم يكن متهماً في دينه، فقد كان معروفاً بشدة الورع والأمانة وكمال الخلق والاستقامة في الدين .
- أنه كان حافظاً للقرآن الكريم عن ظهر قلب، وكان حفظه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة، فقد رُوي أنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن، قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سُميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمد عليه أبو بكر وعمر في جمع القرآن، وولاه عثمان كتابة المصاحف .
وقد شرع زيد في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه .
وبهذه المشاركة من الصحابة أخذ هذا الجمع للقرآن الصفة الإجماعية، حيث اتفق عليه الصحابة، ونال قبولهم كافة، فجُمِعَ القرآن على أكمل وجه وأتمه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~.. اللهم نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ..~
بسم الله وعلى بركة الله وبالله نستعين , اللهم لاسهل الا ماجعلته سهلا , وأنت تجعل
الحزن إذا شئت سهلا .. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني .
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
س1 / تعريف مبسط للأئمة نافع وورش والأزرق والشاطبي .
الامام نافع المدنى //~
هو نافع بن عبد الرحمان بن أبي نعيم الليثي المدنى . اختلف فى كنيته فقيل أبو عبد الرحمان وقيل أبو رؤيم وقيل أبو الحسن.أصله من أصبهان, أحد القراء السبعة الأعلام.كان رحمه الله رجلاً أسود اللون حالكاً عالماً بوجوه القراءات والعربية متمسكا بالآثار ثقة صالحاً فصيحاً ورعاً.انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة المنورة الشريفة وأقرأ فيها أكثر من سبعين سنة.أم الناس فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنةوأجمع الناس عليه بعد التابعين.
سند قرائته : أخد نافع القراءة عن سبعين من التابعين منهم : عبد الرحمن بن هرمز (117 ه) يزيد بن رومان ( 120 ه )
أبو جعفر القارئ ( 130 ه ) وشيبة بن نصاح ( 130 ه ).وهو اخذو عن عبد الله بن عباس وأبى هريرة وعبد الله بن عياش وأبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه.
كان نافع رحمه الله إذا قرأ القرآن يشم من فيه رائحة المسك فقيل له : يا أبا عبد الله أتطيب كلما جلست للقراءة ؟ فقال ( ما أمس طيباً ولاأقرب طيباً ولكنى رأيت فيما رأى النائم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ فى في فمن ذلك الوقت أشم فى فمى هذه الرائحة)
ولد نافع سنة 70 هجرية وتوفي سنة 169 هجرية
لنافع راويان وهما ورش وقالون
الإمام ورش //~
هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان القبطى المصرى.الملقب بورش لشدة بياضه وقيل لقبه نافع بذلك لجودة صوتهتشبيها له بطائر اسمه الورشان حسن الصوت , وكان نافع يقول ( هات يا ورشان , أين الورشان , إقرأ يا ورشا ن)
وقيل إن الورش شيء يصنع من اللبن .فلزمه هذا اللقب حتى صار لا يعرف إلا به.وكان يفخر به.كان أشقر وأزرق العينين أبيض اللون قصيراً ذا دكنة .رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات فى شهر .فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها من غير منازع مع براعته فى العربية ومعرفته بعلم التجويد.كان ثقة حجة فى القراءة وكان حسن الصوت لا يمله سامع
ولد وش سنة 110 هجرية وتوفية سنة 197 للهجرة.
وله طريقان : طريق الأزرق وطريق الأصبهانى.
الإمام الأزرق //~
هو يوسف بن عمرو بن يسار , أبو يعقوب المدنى المصري المعروف بالأزرق.
كان ثقة محقق ظابط للقراءة .أخد القراءة عرضا وساعاً عن ورش .لزم الإمام ورش مدة طويلة وقرأ عليه عشرين ختمة وخلفه فى القراءة والإقراء بمصر. توفي رحمه الله سنة 240 للهجرة
الامام الشاطبي //~
هو القاسم بن فِيرُّه – بكسر الفاء ، بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة ، ثم راء مشددة مضمومة ، بعدها هاء ؛ ومعناه بلغة عجم الأندلس : الحديد – ابن خلف بن أحمد أبو القاسم ، وأبو محمد الشاطبي الرعيني ، الضرير ، وليُّ الله الإمام العلاَّمة ، أحد الأعلام الكبار المشتهرين في الأقطار .
ولد في آخر سنة /538/هجرية ، بشاطبة ، من الأندلس ، وقرأ ببلده القراءات ، وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي .
ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده ، فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على الإمام ابن هذيل ، وسمع منه الحديث ، وروى عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة ، صاحب أبي علي الحسين بن سكرة الصدفي ؛
ثم رحل للحج ؛ فسمع من أبي طاهر السِلَفي بالإسكندرية وغيره . ولما دخل مصر ، أكرمه القاضي الفاضل وعرف مقداره ، وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخيا داخل القاهرة ، وجعله شيخها ، وعظمه تعظيماً كثيراً ، فجلس بها للإقراء ، وقصده الخلائق من الأقطار ، وبها أتم نظَم هذا المتن المبارك .
ونظم – أيضاً – قصيدته الرائية المسماة : « عقيلة أتراب القصائد ، في أسنى المقاصد » في علم الرسم ، وقصيدة أخرى تسمى « ناظمة الزهر » في علم عدد الآي . وقصيدة دالية خمسمائة بيت لـخَّصَ فيها « التمهيد » لابن عبد البر .
ثم إنه لما فتح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بيت المقدس ، توجه فزاره سنة /589 هـ/ ، ثم رجع فأقام بالمدرسة الفاضلية يُقرئ حتى تُوفي .
وكان إماماً كبيراً ، أعجوبة في الذكاء ، كثير الفنون ، آية من آيات الله تعالى ، غاية في القراءات ، حافظاً للحديث ، بصيراً بالعربية ، إماماً في اللغة ، رأساً في الأدب ، مع الزهد والولاية ، والعبادة ، والإنقطاع والكشف ، شافعي المذهب ، مواظباً على السُّنَّة ؛
قال ابن خلكان رحمه الله تعالى : « كان إذا قُرئ عليه صحيح البخاري ومسلم والموطأ ، تُصحح النسخ من حفظه » .
بلغنا أنه وُلد أعمى . وذكر بعضهم : أن الشاطبي كان يُصلي الصبح بالفاضلية ، ثم يجلس للإقراء ، فكان الناس يتسابقون إليه ، وكان إذا قعد لا يزيد على قوله : من جاء أوَّلاً فليقرأ ؛ ثم يأخذ على الأسبق فالأسبق ؛
فاتُّفق في بعض الأيام ، أن بعض أصحابه سبق أولاً ، فلما استوى الشيخ قاعداً قال : من جاء ثانياً فليقرأ ! فشرع الثاني في القراءة ، وبقي الأول لا يدري حاله! وأخذ يتفكر ما وقع منه بعد مفارقة الشيخ من ذنب أوجب حرمان الشيخ له ؟ ففطن أنه أجنب تلك الليلة ، ولشدة حرصه على النَّوْبة ، نسي ذلك لما انتبه ، فبادر إلى الشيخ ، فاطَّلع الشيخ على ذلك! فأشار للثاني بالقراءة!
ثم إن ذلك الرجل ، بادر إلى حمام جوار المدرسة ، فاغتسل به ، ثم رجع قبل فراغ الثاني ، والشيخ قاعد على حاله ، وكان ضريراً ، فلما فرغ الثاني قال الشيخ : من جاء أولاً فليقرأ! فقرأ . وهذا من أحسن ما نعلمه ، وقع لشيوخ هذه الطائفة .
وكان لا يتكلم إلاََّ بما تدعو الضرورة إليه .
ولا يجلس للإقراء إلاَّ على طهارة ، في هيئة حسنة وخضوع واستكانة ، ويمنع جلساءه من الخوض إلاَّ في العلم والقرآن ؛
وكان يعتل العلة الشديدة ولا يشتكي ، ولا يتأوَّه ؛ وإذا سُئل عن حاله قال : العافية ؛ لا يزيد على ذلك . اهـ .
وممن قرأ عليه هذا النظم المبارك ، وعرض عليه ما تضمنه من القراءات : الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد
وقد بارك الله له في تصنيفه ، لا سيما هذا النظم المبارك ، فلقد رُزق من القبول والشهرة ، ما لا نعلمه لكتاب غيره في هذا الفن ، حتى صارت جميع بلاد الإسلام لا تخلو منه ،
وفاته :
توفي الإمام الشاطبي – رحمه الله تعالى – يوم الأحد ، بعد صلاة العصر ، وهو اليوم الثامن والعشرون من جمادى الآخرة ، سنة : /590 هـ/ ، ودفن يوم الأثنين بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني ، بالقرافة الصغرى ، بالقرب من سفح الجبل المقطم بمصر ، وقبره مشهور معروف ؛ رحمه الله تعالى .
س2 / سبب اختيار ابي بكر الصديق رضي الله عنه لزيد بن ثابت رضي الله عنه في جمع القرءان؟
روى البخاري في "صحيحه" عن زيد رضي الله عنه أنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ - أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري .
وذلك للاسباب الآتية ::
- أنه كان شاباً يافعاً، وهذه الصفات تؤهله للقيام بمثل هذا العمل الصعب، كما أن الشاب لا يكون شديد الاعتداد برأيه، فعند حصول الخلاف يسهل قبوله النصح والتوجيه .
- أن زيداً كان معروفاً بوفرة عقله، وهذا مما يؤهله لإتمام هذه المهمة .
- أن زيداً كان يلي كتابة الوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شاهد من أحوال القرآن ما لم يشاهده غيره .
- أنه لم يكن متهماً في دينه، فقد كان معروفاً بشدة الورع والأمانة وكمال الخلق والاستقامة في الدين .
- أنه كان حافظاً للقرآن الكريم عن ظهر قلب، وكان حفظه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة، فقد رُوي أنه شهد العرضة الأخيرة للقرآن، قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين، وإنما سُميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمد عليه أبو بكر وعمر في جمع القرآن، وولاه عثمان كتابة المصاحف .
وقد شرع زيد في جمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وعاونه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة، فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه. قال ابن حجر: رجاله ثقات مع انقطاعه .
وبهذه المشاركة من الصحابة أخذ هذا الجمع للقرآن الصفة الإجماعية، حيث اتفق عليه الصحابة، ونال قبولهم كافة، فجُمِعَ القرآن على أكمل وجه وأتمه .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع