شَرْحُ حَدِيثِ: أَنَّ رَسُولَ اﷲِ ﷺ عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ

طباعة الموضوع

أم هنا وريهام

مشرف عام
إنضم
6 يناير 2012
المشاركات
873
النقاط
16
الإقامة
المنصوره
احفظ من كتاب الله
ماتيسر من القران
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
المنشاوى
الجنس
اخت
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله


عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عَادَ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ؟ قَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سُبْحَانَ اللَّهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ أَفَلَا قُلْتَ اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قَالَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ .
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2688


قال الشيخ ملا علي القاري رحمه الله : ( عَادَ ) : مِنَ الْعِيَادَةِ أَيْ : زَارَ ( رَجُلًا ) : أَيْ مَرِيضًا ( مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ ) : بِفَتْحِ الْفَاءِ أَيْ ضَعُفَ مِنْ خَفَتَ إِذَا ضَعُفَ وَسَكَنَ ( فَصَارَ ) : أَيْ : بِسَبَبِ الضَّعْفِ ( مِثْلَ الْفَرْخِ ) : وَهُوَ وَلَدُ الطَّيْرِ أَيْ مِثْلُهُ فِي كَثْرَةِ النَّحَافَةِ ، وَقِلَّةِ الْقُوَّةِ . ( فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺهَلْ كُنْتَ تَدْعُو اللَّهَ بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ؟ ) : قِيلَ : شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ : وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَيْ : هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ مِنَ الْأَدْعِيَةِ الَّتِي يُسْأَلُ فِيهَا مَكْرُوهٌ ، أَوْ هَلْ سَأَلْتَ اللَّهَ الْبَلَاءَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ؟ وَعَلَى هَذَا فَالضَّمِيرُ الْمَنْصُوبُ عَائِدٌ إِلَى الْبَلَاءِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْحَالُ ، وَيُنْبِئُ عَنْهُ خَفَتَ ، فَيَكُونُ قَدْ عَمَّ أَوَّلًا وَخَصَّ ثَانِيًا ، وَجَعَلَ ابْنُ حَجَرٍ : ( أَوْ ) لِلتَّنْوِيعِ ، وَجَعَلَ الدُّعَاءَ مُخْتَصًّا بِالتَّلْوِيحِ ، وَالسُّؤَالَ بِالتَّصْرِيحِ وَهُوَ وَجْهٌ وَجِيهٌ ، لَكِنَّ قَوْلَهُ : وَانْدَفَعَ بِهِ مَا لِلشَّارِحِ هُنَا مِنَ التَّكَلُّفِ الْبَعِيدِ ، وَالتَّأْوِيلِ الْغَرِيبِ فَمَدْفُوعٌ ، فَإِنَّ الشَّارِحَ أَيْضًا جَعَلَ ( أَوْ ) لِلتَّنْوِيعِ ، غَايَتُهُ أَنَّهُ حَمَلَ الدُّعَاءَ وَالسُّؤَالَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ ، وَفَرَّقَ فِي مَفْعُولَيْهِمَا بِأَنْ جَعَلَ الْمَفْعُولَ الْأَوَّلَ عَامًّا وَالْمَفْعُولَ الثَّانِيَ خَاصًّا ، فَتَقَرَّبْ وَلَا تَبْعُدْ فَتُسْتَبْعَدَ ، ثُمَّ مِنَ الْغَرِيبِ أَنَّهُ ذَكَرَ وَرَقَتَيْنِ مِنَ الْكَلَامِ فِي تَصْحِيحِ قَوْلِهِ : وَانْتَقَلَ انْتِقَالَاتٍ عَجِيبَةً لَا دَخْلَ لِلْمَقْصُودِ فِيهَا أَبَدًا .

( قَالَ نَعَمْ ) : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ ( أَوْ ) لِلشَّكِّ مِنَ الْرَاوِي لَا لِلتَّرْدِيدِ مِنْهُ ﷺ . ( كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ ) : شَرْطِيَّةٌ أَوْ مَوْصُولَةٌ ( فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا ) . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ( سُبْحَانَ اللَّهِ ) : تَنْزِيهٌ لَهُ تَعَالَى عَنِ الظُّلْمِ وَعَنِ الْعَجْزِ ، أَوْ تَعَجُّبٌ مِنَ الدَّاعِي فِي هَذَا الْمَطْلَبِ وَهُوَ أَقْرَبُ . ( لَا تُطِيقُهُ ) : أَيْ فِي الدُّنْيَا ( وَلَا تَسْتَطِيعُهُ ) : فِي الْعُقْبَى أَوْ كَرَّرَ لِلتَّأْكِيدِ ، فَبَطَلَ قَوْلُ ابْنِ حَجَرٍ ، فَمَآلُ الْجُمْلَتَيْنِ وَاحِدٌ ، إِذْ يُحْتَمَلُ اخْتِلَافُهُمَا بِخِلَافِ تَعَلُّقِهَا . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : قَوْلُهُ : ( لَا تُطِيقُهُ ) بَعْدَ مَا صَارَ الرَّجُلُ كَالْفَرْخِ ، وَبَعْدَ قَوْلِهِ : كُنْتُ أَقُولُ لِحِكَايَةِ الْحَالِ الْمَاضِيَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ الْحَالُ وَالِاسْتِقْبَالُ ، وَأَغْرَبَ ابْنُ حَجَرٍ فَقَالَ : أَيْ لَا تُطِيقُ هَذَا الْعَذَابَ الَّذِي سَأَلْتَهُ لَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا ، وَلَا فِيمَا سِوَاهَا ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ عُمُومُ النَّفْيِ ، فَانْدَفَعَ قَوْلُ الطِّيبِيِّ إِلَخْ فَتَأَمَّلْ . فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَكْفِيهِ الْإِشَارَةُ ، وَالْغَافِلَ لَا تَنْفَعُهُ كَثْرَةُ الْعِبَارَةِ .

(أَفَلَا قُلْتَ ) : أَيْ بَدَلَ مَا قُلْتَ : ( اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ) : أَيْ عَافِيَةً ( وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ) : أَيْ مُعَافَاةً ( وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) قَالَ ، : أَيْ : أَنَسٌ ( فَدَعَا ) : أَيِ الرَّجُلُ ( اللَّهَ بِهِ ) : أَيْ بِهَذَا الدُّعَاءِ الْجَامِعِ .

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ : أَيْ حَالَ كَوْنِهِ مُلْتَبِسًا بِقَوْلِهِ هَذَا الدُّعَاءَ ، أَوْ مُسْتَغْنًى عَنْهُ نَشَأَ عَنِ الْغَفْلَةِ عَنْ قَوْلِهِ : ﷺ ( هَلْ دَعَوْتَ اللَّهَ بِشَيْءٍ ) فَإِنَّ الْبَاءَ لِلتَّعْدِيَةِ أَيِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي ( فَشَفَاهُ اللَّهُ ) : أَيْ : بِالدَّوَاءِ النَّافِعِ .

قال الإمام النووي رحمه الله : قَوْلُهُ : ( عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ مِثْلُ الْفَرْخِ ) أَيْ : ضَعُفَ . وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ : النَّهْيُ عَنِ الدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ . وَفِيهِ فَضْلُ الدُّعَاءِ بِاَللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . وَفِيهِ جَوَازُ التَّعَجُّبِ بِقَوْلِ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَقَدْ سَبَقَتْ نَظَائِرُهُ . وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَالدُّعَاءِ لَهُ . وَفِيهِ كَرَاهَةُ تَمَنِّي الْبَلَاءِ ؛ لِئَلَّا يَتَضَجَّرُ مِنْهُ وَيَسْخَطُهُ ، وَرُبَّمَا شَكَا ، وَأَظْهَرُ الْأَقْوَالِ فِي تَفْسِيرِ الْحَسَنَةِ فِي الدُّنْيَا أَنَّهَا الْعِبَادَةُ وَالْعَافِيَةُ ، وَفِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ وَالْمَغْفِرَةُ ، وَقِيلَ : الْحَسَنَةُ تَعُمُّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ .

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح » كتاب أسماء الله تعالى » باب جامع الدعاء
شرح النووي على مسلم » كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار » باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا


والله أعلم



مع ارق تحياتى
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
يوركت اختى ،،، نفع الله بك
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت يا حبيبه
كتب الباري سبحانه اجرك ونفع بك جل وعلا
وجزاك جل جلاله كل الخير
ورفع قدرك جل شأنه في الدارين
 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
بارك الله فيك أختي الغالية ملتقى القلوب
وجزاك الرحمن جنات الفردوس الأعلى ياااااااارب
 
أعلى