شاعر وقصيدة

طباعة الموضوع

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة (1)
ليس الغريب
علي بن الحسين ؛ زين العابدين



د. بدر عبد الحميد هميسه



الشاعر هو : الإمام (عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ ابْنِ الإِمَامِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ ( 38 ؟ هـ- 95 هـ) ابْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، السَّيِّدُ، الإِمَامُ، زَيْنُ العَابِدِيْنَ الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ، المَدَنِيُّ.
يُكْنَى: أَبَا الحُسَيْنِ.وَيُقَالُ: أَبُو الحَسَنِ.وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ.وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ.
وَأُمُّهُ: أُمُّ وَلَدٍ، اسْمُهَا: سَلاَّمَةُ سُلاَفَةُ بِنْتُ مَلِكِ الفُرْسِ يَزْدَجِرْدَ.وَقِيْلَ: غَزَالَةُ.
وُلِدَ فِي: سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ ظَنّاً.


وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيْهِ؛ الحُسَيْنِ الشَّهِيْدِ، وَكَانَ مَعَهُ يَوْمَ كَائِنَةِ كَرْبَلاَءَ، وَلَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُوْنَ سَنَةً، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ مَوْعُوْكاً، فَلَمْ يُقَاتِلْ، وَلاَ تَعَرَّضُوا لَهُ، بَلْ أَحْضَرُوْهُ مَعَ آلِهِ إِلَى دِمَشْقَ، فَأَكْرَمَهُ يَزِيْدُ، وَرَدَّهُ مَعَ آلِهِ إِلَى المَدِيْنَةِ.
وَحَدَّثَ أَيْضاً عَنْ: جَدِّهِ مُرْسَلاً، وَعَنْ: صَفِيَّةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ، وَذَلِكَ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ)، وَعَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَرِوَايَتُهُ عَنْهَا فِي (مُسْلِمٍ)، وَعَنْ: أَبِي رَافِعٍ، وَعَمِّهِ؛ الحَسَنِ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَالمِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، وَطَائِفَةٍ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ، وَطَاوُوْسٌ، وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ عَلِيٌّ الأَصْغَرُ، وَأَمَّا أَخُوْهُ عَلِيٌّ الأَكْبَرُ، فَقُتِلَ مَعَ أَبِيْهِ بِكَرْبَلاَءَ.


وَكَانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ ثِقَةً، مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، عَالِياً، رَفِيْعاً، وَرِعاً.رَوَى: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُهْرِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِياً أَفَضْلَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ. سير أعلام النبلاء (4/388).


والقصيدة هي : قصيدة ليس الغريب ,المنسوبة للإمام زين العابدين المعروف بالسجاد , والتي تعد من أشهر وأجمل قصائد الزهد في الدنيا ووصف الحال بعد الممات.والقصيدة موجودة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية , الرقم التسلسلي ... 123344 رقم الحفظ ... 2892-2-ف.






تقول أبيات هذه القصيدة



لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ * * * إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ * * * على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي * * * وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي
وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * * * الله يَعْلَمُهــا في السِّرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * * * وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ * * * ولا بُكاءٍ وَلاخَـوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً * * * عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ * * * يَـا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُـهـا * * * وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحــَاً * * * عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي * * * وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُـها * * * مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها * * * وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا * * * بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ * * * نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً * * * حُراً أَرِيباً لَبِيبـاً عَارِفـاً فَطِنِ
فَجــاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني * * * مِنَ الثِّيــابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً * * * وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني * * * غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمامَ لهـا * * * وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفاً * * * عَلى رَحِيـلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ * * * مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا * * * خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاةً لا رُكوعَ لهـا * * * ولا سُجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبري على مَهَلٍ * * * وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني * * * وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَزمِ مُشْتَمِلاً * * * وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفـارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا * * * حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا * * * أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ .. وَحِيدُ القبرِ، يــا أَسَفـاً * * * عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ * * * مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقولُ لهم * * * قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُؤالِهـِمُ * * * مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي * * * فَإِنَّني مُوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا * * * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي * * * وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهــا * * * وَصَارَ مَـالي لهم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها * * * وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * * * هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها * * * لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً * * * يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * * * فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً * * * عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا * * * مَا وَضّـأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا * * * بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة (2)
أنا العبد الذي كسب الذنوبا
جمال الدين الصرصري




د. بدر عبد الحميد هميسه



الشاعر هو : يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري أبو زكريا جمال الدين الصرصري. 588 - 656 هـ / 1192 - 1258 م,شاعر، من أهل صرصر (على مقربة من بغداد)، سكن بغداد وكان ضريراً. قتله التتار يوم دخلوا بغداد، قيل قتل أحدهم بعكازه ثم استشهد وحمل إلى صرصر فدفن فيها.
قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: الصرصري المادح , الماهر , ذو المحبة الصادقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم . يشبه في عصره بحسان بن ثابت رضي الله عنه) انظر ترجمته في : تذكرة الحفاظ 1: 263 والعبر 1: 304 وشذرات 1: 325 والبداية والنهاية 13: 211 وذيل مرآة الزمان 1: 257 - 332 وكشف الظنون 1340 والنجوم الزاهرة 7: 66 .




وأما القصيدة: فهي قصيدة أنا العبد الذي كسب الذنوبا وتعد من أروع قصائده , والتي يقول فيها :



أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا * * * وَصَدَّتْهُ الْأَمَانِي أَنْ يَتُوبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي أَضْحَى حَزِينًا * * * عَلَى زَلَّاتِهِ قَلِقًا كَئِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الَّذِي سُطِرَتْ عَلَيْهِ * * * صَحَائِفُ لَمْ يَخَفْ فِيهَا الرَّقِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُسِيءُ عَصَيْتُ سِرًّا * * * فَمَا لِي الْآنَ لَا أُبْدِي النَّحِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُفَرِّطُ ضَاعَ عُمُرِي * * * فَلَمْ أَرْعَ الشَّبِيبَةَ وَالْمَشِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْغَرِيقُ بِلُجِّ بَحْرٍ * * * أَصِيحُ لَرُبَّمَا أَلْقَى مُجِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ السَّقِيمُ مِنْ الْخَطَايَا * * * وَقَدْ أَقْبَلْتُ أَلْتَمِسُ الطَّبِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْمُخَلَّفُ عَنْ أُنَاسٍ * * * حَوَوْا مِنْ كُلِّ مَعْرُوفٍ نَصِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الشَّرِيدُ ظَلَمْتُ نَفْسِي * * * وَقَدْ وَافَيْتُ بَابَكُمْ مُنِيبَا
أَنَا الْعَبْدُ الْفَقِيرُ مَدَدْتُ كَفِّي * * * إلَيْكُمْ فَادْفَعُوا عَنِّي الْخُطُوبَا
أَنَا الْغَدَّارُ كَمْ عَاهَدْتُ عَهْدًا * * * وَكُنْتُ عَلَى الْوَفَاءِ بِهِ كَذُوبَا
أَنَا الْمَهْجُورُ هَلْ لِي مِنْ شَفِيعٍ * * * يُكَلِّمُ فِي الْوِصَالِ لِي الْحَبِيبَا
أَنَا الْمَقْطُوعُ فَارْحَمْنِي وَصِلْنِي * * * وَيَسِّرْ مِنْكَ لِي فَرَجًا قَرِيبَا
أَنَا الْمُضْطَرُّ أَرْجُو مِنْكَ عَفْوًا * * * وَمَنْ يَرْجُو رِضَاكَ فَلَنْ يَخِيبَا
فَيَا أَسَفَى عَلَى عُمُرٍ تَقَضَّى * * * وَلَمْ أَكْسِبْ بِهِ إلَّا الذُّنُوبَا
وَأَحْذَرُ أَنْ يُعَاجِلَنِي مَمَاتٌ * * * يُحَيِّرُ هَوْلُ مَصْرَعِهِ اللَّبِيبَا
وَيَا حُزْنَاهُ مِنْ نَشْرِي وَحَشْرِي * * * بِيَوْمٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبَا
تَفَطَّرَتْ السَّمَاءُ بِهِ وَمَارَتْ * * * وَأَصْبَحَتْ الْجِبَالُ بِهِ كَثِيبَا
إذَا مَا قُمْتُ حَيْرَانًا ظَمِيئَا * * * حَسِيرَ الطَّرْفِ عُرْيَانًا سَلِيبَا
وَيَا خَجَلَاهُ مِنْ قُبْحِ اكْتِسَابِي * * * إذَا مَا أَبْدَتْ الصُّحُفُ الْعُيُوبَا
وَذِلَّةِ مَوْقِفٍ وَحِسَابِ عَدْلٍ * * * أَكُونُ بِهِ عَلَى نَفْسِي حَسِيبَا
وَيَا حَذَرَاهُ مِنْ نَارٍ تَلَظَّى * * * إذَا زَفَرَتْ وَأَقْلَقَتْ الْقُلُوبَا
تَكَادُ إذَا بَدَتْ تَنْشَقُّ غَيْظًا * * * عَلَى مَنْ كَانَ ظَلَّامًا مُرِيبَا
فَيَا مَنْ مَدَّ فِي كَسْبِ الْخَطَايَا * * * خُطَاهُ أَمَا أَنَى لَكَ أَنْ تَتُوبَا
أَلَا فَاقْلِعْ وَتُبْ وَاجْهَدْ فَإِنَّا * * * رَأَيْنَا كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبَا
وَأَقْبِلْ صَادِقًا فِي الْعَزْمِ وَاقْصِدْ * * * جَنَابًا نَاضِرًا عَطِرًا رَحِيبَا
وَكُنْ لِلصَّالِحِينَ أَخًا وَخِلًّا * * * وَكُنْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا غَرِيبَا
وَكُنْ عَنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ جَبَانًا * * * وَكُنْ فِي الْخَيْرِ مِقْدَامًا نَجِيبَا
وَلَاحِظْ زِينَةَ الدُّنْيَا بِبُغْضٍ * * * تَكُنْ عَبْدًا إلَى الْمَوْلَى حَبِيبَا
فَمَنْ يَخْبُرْ زَخَارِفَهَا يَجِدْهَا * * * مُخَالِبَةً لِطَالِبِهَا خَلُوبَا
وَغُضَّ عَنْ الْمَحَارِمِ مِنْك طَرْفًا * * * طَمُوحًا يَفْتِنُ الرَّجُلَ الْأَرِيبَا
فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ * * * إذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا
وَمَنْ يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنْهَا * * * يَجِدْ فِي قَلْبِهِ رَوْحًا وَطِيبَا
وَلَا تُطْلِقْ لِسَانَكَ فِي كَلَامٍ * * * يَجُرُّ عَلَيْكَ أَحْقَادًا وَحُوبَا
وَلَا يَبْرَحْ لِسَانُكَ كُلَّ وَقْتٍ * * * بِذِكْرِ اللَّهِ رَيَّانًا رَطِيبَا
وَصَلِّ إذَا الدُّجَى أَرْخَى سُدُولًا * * * وَلَا تَضْجَرْ بِهِ وَتَكُنْ هَيُوبَا
تَجِدْ أُنْسًا إذَا أُوعِيتَ قَبْرًا * * * وَفَارَقْتَ الْمُعَاشِرَ وَالنَّسِيبَا
وَصُمْ مَا اسْتَطَعْت تَجِدْهُ رِيًّا * * * إذَا مَا قُمْتَ ظَمْآنًا سَغِيبَا
وَكُنْ مُتَصَدِّقًا سِرًّا وَجَهْرًا * * * وَلَا تَبْخَلْ وَكُنْ سَمْحًا وَهُوبَا
تَجِدْ مَا قَدَّمَتْهُ يَدَاكَ ظِلًّا * * * إذَا مَا اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْكُرُوبَا
وَكُنْ حَسَنَ السَّجَايَا ذَا حَيَاءٍ * * * طَلِيقَ الْوَجْهِ لَا شَكِسًا غَضُوبَا
فيا مولاي جد بالعفو وارحم * * * عبيداً لم يزل يشكي الذنوبا
وسامح هفوتي وأجب دعائي * * * فإنك لم تزل أبداً مجيبا
وشفِّع فيّ خير الخلق طراً * * * نبياً لم يزل أبداً حبيبا
هو الهادي المشفّع في البرايا * * * وكان لهم رحيماً مستجيبا
عليه من المهمين كل وقتٍ * * * صلاة تملأ الأكوان طيبا
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة (3)
لا تأسفن على الدنيا وما فيها
إبراهيم بن العباس الصولي



د. بدر عبد الحميد هميسه



الشاعر هو : إبراهيم بن العباس الصولي 176 - 243 هـ / 792 - 857 م إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول أبو إسحاق. كاتب العراق في عصره، أصله من خراسان، وكان جده محمد من رجال الدولة العباسية ودعاتها، ونشأ إبراهيم في بغداد فتأدب فيها، وقربه الخلفاء، فكان كاتباً للمعتصم والواثق والمتوكل. وتنقل في الأعمال والدواوين إلى أن مات، متقلداً ديوان الضياع والنفقان بسامراء. قال دعبل الشاعر: لو تكسب إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء. وكان يدعي خؤولة العباس بن الأحنف الشاعر. له (ديوان رسائل) و (ديوان شعر) و(كتاب الدولة) و(كتاب العطر) و(كتاب الطبخ).
انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء 19: 161 , العبر للذهبي 1/440 , معجم الأدباء 1/104.



وأما القصيدة: فهي قصيدة لا تأسفن على الدنيا وما فيها , وتعد من أروع قصائد الزهد والتي يقول فيها :




لا تَأْسَفَنَّ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا * * * فَالمَوْتُ لا شَكَّ يُفْنِيْنَا وَيُفْنِيْهَا
وَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنْيَا لِيَجْمَعَهَا * * * فَسَوْفَ يَوْمًا عَلَى رَغْمٍ يُخَلِّيْهَا
لا تَشْبَعُ النَّفْسُ مِنْ دُنْيَا تُجَمِّعُهَا * * * وَبُلَغَةٌ مِنْ قِوَامِ العِيْشِ تَكْفِيْهَا
اعمل لِدَارِ البَقَا رِضْوَانُ خَازنُهَا * * * الجَارُ أحْمِدُ والرَّحمنُ بَانِيْهَا
أَرْضٌ لَهَا ذَهَبٌ والمِسْكُ طِيْنَتُهَا * * * وَالزَّعْفَرانُ حَشِيْشٌ نَابِتٌ فِيْهَا
أَنْهَارُهَا لَبَنٌ محْضَّ وَمِنْ عَسَلٍ * * * والخَمْرُ يَجْرِي رَحَيْقًا في مَجَارِيْهَا
وَالطَّيْرُ تَجْرِي عَلَى الأَغْصَانِ عَاكِفَةً * * * تُسَبِّحُ اللهَ جَهْرًا في مَغَانِيْهَا
مَنْ يَشْتَرِي قُبَّةً في العَدْنِ عَالِيةً * * * في ظَلِّ طُوبى رَفِيْعَاتٍ مَبَانِيْهَا
دَلالُهَا المُصْطَفَى واللهُ بَائِعُهَا * * * وَجُبْرَئِيْل يُنَادِي في نَوَاحِيْهَا
مَنْ يَشْتَرِيْ الدَّارِ في الفِرْدَوْسِ يَعْمُرَهَا * * * بِرَكْعَةٍ في ظَلامِ اللَّيْلِ يُخْفِيْهَا
أَو سَدِّ جَوْعَةِ مِسْكِينٍ بِشِبْعَتِهِ * * * في يَوْم مَسْغَبَةٍ عَمَّ الغَلا فِيْهَا
النَّفْسُ تَطْمَعُ في الدَّنْيَا وَقَدْ عَلِمَتْ * * * أَنَّ السَّلامَةَ مِنْهَا تَرْكُ مَا فِيْهَا
وَاللهِ لَو قَنِعَتْ نَفْسِي بِمَا رُزِقَتْ * * * مِنَ المَعِيْشَةِ إِلا كَانَ يَكْفِيْهَا
وَاللهُ واللهِ أَيْمَانٌ مُكَرَّرَةٌ * * * ثَلاثَةٌ عَنْ يَمِيْنٍ بَعْدَ ثَانِيْهَا
لَوْ أَنْ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ * * * في البَحْر رَاسِيَةٌ مِلْسٌ نَوَاحِيْهَا
رِزْقًًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لانْفَلَقَتْ * * * حَتَّى تُؤدِيْ إِلَيْهِ كُلُّ مَا فِيْهَا
أَوْ كَانَ فَوْقَ طِباقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا * * * لَسَهَّلَ اللهُ في المَرْقَى مَرَاقِيْهَا
حَتَّى يَنَال الذِي في اللَّوحِ خُطَّ لَهُ * * * فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلا سَوْفَ يَأْتِيْهَا
أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيْرَاثِ نَجْمَعُهَا * * * وَدَارُنا لِخَرَاِب البُومِ نَبْنِيْهَا
لا دَارَ لِلْمَرْءِ بَعْدَ المَوتِ يَسْكُنُهَا * * * إِلا التي كانَ قَبْلَ المَوْتِ يَبْنِيْهَا
فَمَنْ بَنَاهَا بِخَيْر طَابَ مَسْكَنُهُ * * * وَمَنْ بَنَاهَا بِشرِّ خَابَ بِانِيْهَا
وَالنَّاسُ كَالحَبِّ والدُّنْيَا رَحَى نَصُبِتْ * * * لِلْعَالمِيْنَ وَكفُّ المَوْتِ يُلْهِيْهَا
فَلا الإِقَامَةُ تُنْجِي النَّفْسَ مِنْ تَلَفٍ * * * وَلا الفِرَارُ مِنَ الأَحْدَاثِ يُنجِيْهَا
ولِلنُّفُوسِ وَإَن كَانَتْ عَلَى وَجَلٍ * * * مِن المنية آمَالٌ تُقَوِّيْهَا
فَالمَرْء يَبْسُطُهَا والدَّهْرُ يَقْبِضُهَا * * * وَالبِشْرُ يَنْشُرهَا وَالمَوْتُ يَطْوِيْهَا
وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا زَوْرٌ يُصَبِّحُهَّا * * * مِنَ المَنِيَّةِ يَوْمًا أَوْ يُمَسِّيْهَا
تِلْكَ المَنَازِلُ في الآفَاقِ خَاوِيَةٌ * * * أَضْحَتْ خَرَابًا وَذَاقَ المَوْتَ بَانِيْهَا
كَمْ مِن عَزيزٍ سَيَلْقَى بَعد عزته * * * ذُلاً وضَاحِكَةٍ يَوْمًا سَيُبْكِيْهَا
وَلِلْمَنَايَا تُرَبِّي كُلُّ مُرضِعَةٍ * * * وَلِلْحِسَاب بَرَى الأَرْواحَ بارِيْهَا
لا تَبْرَحَ النَّفْسُ تَنْعَى وهي سَالمةٌ * * * حَتَّى يَقُومَ بِنَادِ القَومِ نَاعِيْهَا
وَلَنْ تَزَالَ طِوَالَ الدَّهْرِ ظَاعِنَةً * * * حَتَّى تُقِيْمَ بِوَادٍ غَيْرِ وَادِيْهَا
أَيْنَ المُلوكُ الَّتِي عَنْ حَظِّهَا غَفَلَتْ * * * حَتَّى سَقَاهَا بِكَأسِ المَوْتِ سَاقِيْهَا
أَفْنَى القُرونَ وَأَفْنَى كُلَّ ذِي عُمُرٍ * * * كَذَلِكَ المَوتُ يُفْنِي كُلَّ مَا فِيْهَا
فَالمَوتُ أَحْدَقَ بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا * * * وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ عَنْ كُلَّ مَا فِيْهَا
لَوْ أَنَّهَا عَقَلَتَ مَاذَا يُرَادُ بِهَا * * * مَا طَابَ عَيْشٌ لَهَا يَوْمًا وَيُلْهِيْهَا
تَجْني الثَمَارَ غَدًا في دَارِ مَكْرُمَةٍ * * * لا مَنَّ فِيْهَا وَلا التَّكْدِيْرُ يَأْتِيْهَا
فِيْهَا نَعِيْمٌ مُقِيْمٌ دَائِمًا أَبَدًا * * * بِلا انْقِطَاعٍ وَلا مَن يُدَانِيْهَا
الأُذْنُ وَالعَيْنُ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَرَهُ * * * وَلَمْ يَدْر في قُلُوبِ الخَلْقِ مَا فِيْهَا
فَيَا لَهَا مِنْ كَرَامَاتٍ إِذَا حَصَلَتْ * * * وَيَا لَهَا مِنْ نُفُوسِ سَوْفَ تَحْوِيْهَا
وَهَذِهِ الدَّارُ لا تَغْرُرْكَ زَهْرَتُهَا * * * فَعَنْ قَرِيْبٍ تَرَى مُعْجِبكَ ذَاوِيْهَا
فَارْبَأ بنَفْسُكَ لا يَخْدَعكَ لامِعُهَا * * * مِنَ الزَّخَارِفِ وَاحْذَرْ مِنْ دَوَاهِيْهَا
خَدَّاعَةٌ لَمْ تَدُمْ يَوْمًا عَلَى أَحَدٍ * * * وَلا اسْتَقَرَّتْ عَلَى حَالٍ لَيَالِيْهَا
فَانْظُرْ وَفَكَّرْ فَكَمْ غَرَّتْ ذَوي طَيْشِ * * * وَكَمْ أَصَابَتْ بِسَهْم المَوْتِ أَهْلِيْهَا
اعْتَزَّ قَارُون في دُنْيَاهُ مِنْ سَفَهٍ * * * وَكَانَ مِنْ خَمْرِهَا يَا قَوْمُ ذَاتِيْهَا
يَبِيْتُ لَيْلَتَهُ سَهْرَانَ مُنْشَغِلاً * * * في أَمْرِ أَمْوَالِهِ في الهَمِّ يَفْدِيْهَا
وَفي النَّهَارِ لَقَدْ كَانَتْ مُصِيْبَتُهُ * * * تَحُزُّ في قَلْبِه حَزًّا فَيُخْفِيْهَا
فَمَا اسْتَقَامَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَلا قَبِلتْ * * * مِنْهُ الودَادَ وَلَمْ تَرْحَمْ مُجِبِّيْهَا
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى المَعْصُومِ سَيِّدِنَا * * * أَزْكَى البَرِّيةِ دَانِيْهَا وَقَاصِيْهَا

 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة (4)
نونية البستي
أبو الفتح البستي



د. بدر عبد الحميد هميسه



الشاعر هو : علي بن محمد وقيل علي بن أحمد ثم قيل اسم جده حسين بن يوسف بن عبد العزيز وقيل الحسن هو أديب زمانه أبو الفتح البستي قال الحاكم هو واحد عصره حدثني أنه سمع الكثير من أبي حاتم بن حبان روى عنه الحاكم وأبو عثمان الصابوني والحسين بن علي البردعي قال الحاكم ورد نيسابور غير مرة فأفاد حتى أقر له الجماعة بالفضل قلت هو من بست بضم الباء الموحدة وإسكان السين وآخرها التاء المثناة من فوق , كان أديبا مطلقا نظما ونثرا وله في الشافعي رضي الله تعالى عنه وفي مختصر المزني مدائح كثيرة ,كان صديقا لبلدية أبي سليمان الخطابي ,قال ابن الصلاح وهو على ذلك من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ولكل برق يشيمون فلذلك جاء عنه في تحليل النبيذ أبيات ولتزكية الكرامية أبيات ولكن عندما علت بخراسان كلمتهم وشاكت أهل السنة شوكتهم .مات في سنة إحدى وأربعمائة ببخارى .
انظر أخباره في : وفيات الأعيان 3 / 376 ويتيمة الدهر 4 / 345 وما بعدها ( طبعة بيروت ) والمنتظم 7 / 72 ( وفيات سنة 363 ) والأنساب ( البستي ) والبداية والنهاية بتحقيقنا 11 / 315 طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4 / 4 ، شذرات الذهب 3 / 159 سير أعلام النبلاء 17 / 147 العبر للذهبي 3 / 75 ، ومعجم البلدان ( بست ) والبستي بضم الباء وسكون السين نسبة إلى بست بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة ( الأنساب )



وأما القصيدة: فهي قصيدة النونية , والمشتهرة بنونية البستي, وتعد من أروع وأشهر قصائده , بل من أشهر قصائد الحكمة والزهد , وقد قام بشرحها كثير من الفضلاء , والتي يقول فيها :




زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ * * * وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ* * * فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً* * * باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريـصاً على الأموالِ تَجمَعُهـا* * * أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا * * * فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها * * * كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ * * * فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته * * * أتطلب الربح فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها * * * فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في * * * عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ * * * يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً * * * فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدُ فـي عَواقِبِـه * * * وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ * * * فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخِـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه * * * علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـة * * * إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ * * * وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا * * * وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـو هَوى * * * أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ * * * لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يقلِهِـمُ * * * فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِ خَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ * * * علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ * * * نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي * * * قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ * * * صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ * * * يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ * * * فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن * * * يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً * * * والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلامتهُ * * * فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـهِ صَـوّانُ
فإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً * * * والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها * * * فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَرءِ يعرى من تُقىً ونُهـىَ * * * وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ * * * وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ * * * وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بهِ * * * فما رعـى غَنَماً فـي البدَّوِّ سِرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعاً واحِداً فَلهُمْ * * * غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
ما كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه* * * نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ * * * فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حتازِمٍ يَقِـظٍ * * * قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا * * * فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ * * * وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلا تكُـنْ عَجِـلاً بـالأمرِ تطلُبُـهُ * * * فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ * * * ففيـهِ للـحُـرِّ إن حققـت غُنيـانُ
وذو القَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ * * * وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ * * * إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُما رضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً * * * وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ * * * وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرحـا بالعـزِّ ساعَـدَه * * * إن كنت فـي صلـة فالظهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْتَ آكِلُـهُ * * * وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
يا أيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ * * * أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيـانُ
ويا أخَا الجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ * * * فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُروراً دائمـاً أبَـداً * * * مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كنت تألفـه * * * فـاطلب سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا * * * فـارحـل فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرحب مُنتشِياً * * * مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر ٍ * * * فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ * * * لم يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إنعـامُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْذي عُذرَ صاحبـها * * * ما عُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فإنَّ الله يغفِرهـا * * * إن شَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فإنَّ الديـن يَجبُرُهُ * * * ومـا لِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خذهـا سوائـر أمثـالٍ مهذَّبـةً * * * فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانَها والطبع صائِغُهـا * * * إنْ يقُلْهـا قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة (5)
لامية الصفدي
صلاح الدين بن أيبك الصفدي


د. بدر عبد الحميد هميسه



الشاعر هو : هو صلاح الدين أبو الصَّفاء خليل بن أيبك بن عبد الله الألبَكِي الفاري الصَّفديّ الدِّمشقيّ الشَّافعيّ. وُلِدَ لواحدٍ من أمراء المماليك، في صفد سنة ستٍّ وتسعين وست مئة، ونشأ في أُسرة ثريَّة نشأةً مرفَّهة، فحفظ القرآن العزيز في صغره، ثُمَّ طلب العلم، وبرع في النَّحو واللُّغة والأدب والإنشاء، وكتب الخطّ المنسوب، وقرأ الحديث وكتبه. وتعانى صناعة الرَّسم على القماش، ثُمَّ حُبِّب إليه الأدب فولِعَ به، وذكر عن نفسه أنَّ أباه لم يمكِّنه من الاشتغال حتى استوفى عشرين سنة، فطلب بنفسه وقال الشعر الحسن ثُمَّ أكثر جداً من النَّظم والتَّرسل والتَّواقيع. أخذ الصَّفدي عن العديد من العُلماء الفضلاء في صفد ودمشق والقاهرة وحلب ومن هؤلاء: الحافظ فتح الدِّين محمَّد بن محمَّد بن سيِّد الناس (-734 هـ)، وبه تَمَهَّر في الأدب وقرأ عليه الحديث بالقاهرة , وابن نُباتة محمَّد بن محمَّد الفارقي المصريّ (-768 هـ)، وقد أخذ عنه الأدب, وأبي
حيَّان أثير الدِّين محمد بن يوسف الغرناطيّ (-745 هـ)، وعنه أخذ النَّحو واللُّغة , والقاضي بدر الدِّين بن جماعة المُتوفَّى سنة (-733 هـ, و الإمام تقيّ الدِّين السُّبكي (756 هـ)، وسمع منه كتاب «شفاء السّقام في زيارة خير الأنام, و الحافظ جمال الدِّين يوسف بن عبد الرَّحمن المزِّي (-742 هـ)، ودرس عليه الحديث في دار الحديث الأشرفيّة بدمشق,والحافظ شمس الدِّين أحمد بن محمد بن عثمان الذَّهبيّ (-742 هـ)؛ حيثُ أخذ عنه الحديث والتَّاريخ,وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تَيميَّة (-728 هـ)، ويقول عنه الصَّفدي: «وكنتُ أحضر دروسه، ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفتُ عليها في كتاب.
وله مؤلفات كثيرة جدا منها :«الوافي بالوفيات» و«نكت الهميان»، و«كشف الحال في وصف الخال»، وديوان الفصحاء وترجمان البلغاء و«تصحيح التَّصحيف وتحرير التَّحريف»، و«لوعة الشَّاكي ودمعة الباكي» و «ألحان السَّواجِع»والغيث المُسجَم في شرح لاميَّة العجم .
انظر : ترجمة الصَّفدي: طبقات الشافعية الكبرى»: 10/ 5-32,الدرر الكامنة»: 2/ 87,المنهل الصافي»: 5/ 241-257, النجوم الزَّاهِرَة»: 11/19-21,البداية والنهاية»:14/ 303,شذرات الذهب 8/343-344 , البدر الطالع»:1/ 243 .



وأما القصيدة: فهي قصيدة لامية الصفدي , وتعد من أروع قصائده والتي يقول فيها :



الجَدُّ في الجدِّ والحِرمانُ في الكَسَلِ * * * فانصبْ تُصِبْ عنْ قريبٍ غايةَ الأملِ
واصبرْ على كلِّ ما يأتي الزَّمانُ بهِ * * * صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدّراعِ البَطَلِ
وجانبِ الحرصَ والأطماعَ تحظَ بما * * * ترجو من العزِّ والتأييدِ في عَجَلِ
ولا تكونَنْ على ما فاتَ ذا حَزَنٍ * * * ولا تظلَّ بما أُوتيتَ ذا جَذَلِ
واستشعرِ الحِلمَ في كلِّ الأمورِ ولا * * * تُسرع ببادرةٍ يوماً إلى رجلِ
وإنْ بُليتَ بشخصٍ لاَ خَلاقَ لهُ * * * فكُنْ كأنَّكَ لمْ تسمعْ ولمْ يَقُلِ
ولا تُمارِ سفيهاً في مُحاورَةٍ * * * ولا حليماً لكيْ تنجو منَ الزَّلَلِ
وَلاَ يغرَّنكَ منْ يُبدي بشاشَتَهُ * * * إليكَ خِدعاً فإنَّ السُّمَ في العَسَلِ
وإنْ أردتَ نَجاحاً أو بلوغَ مُنىً * * * فاكتُمْ أمورَكَ عن حافٍ ومُنتعلِ
إنَّ الفتى من بماضي الحَزْمِ مُتَّصفٌ * * * وَمَا تعوّدَ نقصَ القولِ والعملِ
وَلاَ يقيمُ بأرضٍ طابَ مسكنُها * * * حتى يقدَّ أديمَ السَّهلِ والجَبَلِ
وَلاَ يضيعُ ساعاتِ الزَّمانِ فلنْ * * * يعودَ مَا فاتَ مِنْ أيامهِ الأولِ
وَلاَ يُراقِبُ إلاَّ مَنْ يُراقِبُهُ * * * وَلاَ يُصاحبُ إلاَّ كلَّ ذي نُبُلِ
وَلاَ يعدُّ عُيوباً في الوَرَى أبداً * * * بل يعتني بالذَّي فيهِ من الخَلَلِ
وَلاَ يظُنُّ بهمْ سُوءاً وَلاَ حَسَناً * * * بل التجاربُ تَهديهِ عَلَى مَهَلِ
وَلاَ يُؤَمِّلُ آمالاً بصبحِ غدٍ * * * إلاَّ على وَجَلٍ من وثبةِ الأجلِ
وَلاَ يَصدُّ عن التقوى بصيرتَهُ * * * لأنها للمعالي أوضحُ السُّبُلِ
فمنْ تكنْ حُللُ التقوى ملابسَهُ * * * لمْ يخشَ في دهرهِ يوماً من العَطَلِ
مَنْ لمْ يصنْ عِرضَهُ مما يُدَنِّسهُ * * * عارٍ وإن كانَ مغموراً منَ الحُلَلِ
مَنْ لم تُفدهُ صُروفُ الدهر تجربةً * * * فيما يحاولُ فليرعى مع الهَمَلِ
مَنْ سالَمتهُ الليالي فليثِقْ عَجِلاً * * * منها بحَرْبِ عدوٍّ جاءَ بالحِيَلِ
منْ ضيَّعَ الحَزْمَ لم يظفرْ بحاجتِهِ * * * ومنْ رمى بسهامِ العُجْبِ لمْ ينَلِ
منْ جادَ سادَ وأحيا العالمونَ لهُ * * * بديعَ حمدٍ بمدحِ الفِعلِ مُتَّصِلِ
منْ رامَ نيلَ العُلى بالمالِ يجمعُهُ * * * من غيرِ جُودٍ بُلي منْ جهلهِ وَبُلي
منْ لمْ يصُنْ نفسَهُ ساءَتْ خليقتُهُ * * * بكلِّ طَبْعٍ لئيم غيرِ مُنتَقلِ
منْ جالسَ الغاغَة النُّوكَى جَنَى نَدَماً * * * لنفسهِ ورُمي بالحادثِ الجَلَلِ
فخُذْ مقالَ خبيرٍ قد حَوى حِكَماً * * * إذ صغتُها بعدَ طولِ الخُبر في عَمَلي
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة (6)
لامية المقري
أبو بكر بن المقري اليماني


د. بدر عبد الحميد هميسه




الشاعر هو : شرف الدين أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله المقرىء ابن إبراهيم بن علي بن عطية الشَّفدَري الشَّاوري الشَّرجي اليماني الحسيني الشافعي ، الأَسوي المعروف بابن المقرىء\" . قال الشمس السَّخاوي \"وُلِد ابن المقرىء كما كتبه بخطه في منتصف جمادى الأول سنة 755 هـ. ، وقال الحمال بن الخياط : إنه رجع عنه ، وصحّ له أن مولده كان في سنة 754 هـ. - 133 م. وهو ما أخذنا به .
نشأ ابن القرىء في أبيات حسين - مسقط رأسه - في منطقة الشرجة من سواحل اليمن على البحر الأحمر بين قبيلته بني شاور فتلقى أَوائل العلم عن بعض شيوخ قومه في الشرع والأدب ونظم القافية واستمر في الهجرة في طلب العلم حتى بلغ درجة صار فيها محط أنظار أبناء زمانه ، فأثنى عليه ابن حجر فقال : \"عالم البلاد اليمنية\" ، وأعلى الخزرجي من شدة ذكائه فقال : \"كان يتوقّد ذكاءً . ورفع الشوكاني من مكانته فقال : \"إن اليمن لم تنجب مثله\" وبرع في الشعر مرتبة عظيمة ، وله مؤلفات عديدة في الفقه والأدب والشعر إلخ . . . واستمر على هذا الحال حتى أقبل عليه ملوك اليمن فأدناه الملك الأشراف إسماعيل وقربه منه ، وأسند إليه الأعمال الإدارية والسياسية ، فولي أمر المحالب ، وعين للسفارة إلى الديار المصرية ، ونال من الحظوة لدى الناصر أحمد بعد وفاة والده الأشراف الثاني ، وما زال ابن القرىء مكرما إلى أن توفى بزبيد يوم الأحد آخر صفر سنة 837 هـ. - 1433 م.انظر ترجمة ابن المقرىء اليماني ( المنهل الصّافي 2/389)




وأما القصيدة: فهي قصيدة ( اللامية ) المشتهرة بلامية ابن المقري , وتعد من أروع قصائده والتي يقول فيها :



زيادة القول تحكي النّقص في العمل * * * ومنطق المرءِ قد يهديه للزّللِ
إن اللّسان صغيرٌ جرمهُ وله* * *جرمٌ كبيرٌ كما قد قيل في المثل
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورةٍ* * *كحدَّة السَّيف لا تغني عن البطل
إن المشاور إما صائبٌ غرضاً* * *أو مخطئٌ غير منسوب إلى الخطل
لا تحقر الرّأي يأتيك الحقير به* * *فالنحلُ وهو ذبابٌ طائر العسل
ولا يغرنك ودٌّ من أخي أمل* * *حتى تجربه في غيبة الأمل
لا تجزعنّ لخطب ما به حيلٌ* * *تغنى وإلا فلا تعجز عن الحيل
وقدرُ شكر الفتى لله نعمتهُ* * * كقدرِ صبِر الفتى للحادث الجلل
وإن أخوف نهج ما خشيت به* * *ذهاب حريةٍ أو مرتضى عمل
لا تفرحنّ بسقطات الرجال ولا* * *تهزأ بغيرك واحذر صولة الدُّول
أحقّ شيءٍ بردّ ما تخالفه* * *شهادةُ الدّين فافهم صنعة الجدل
وقيمة المرءِ ما قد كان يحسنهُ* * *فاطلب لنفسك ما تعلو به وصل
وكلُ علم جناه ممكنٌ أبداً* * *إلاّ إذا اعتصم الإنسانُ بالكسل
والمال صنهُ وورثهُ العدوّ ولا* * *تحتج حياتك للإخوان في الأكل
فخير مالِ الفتى مال يصون به* * *عرضاً وينفقهُ في أشرف السُّبل
وأفضل البّر مالاً منَّ يتبعهُ* * *ولا تقدّمه شيءٌ من المطل
فإنما الجود بذلٌ لم تكلف به* * *صنعاً ولم تنتظر فيه جزا رجل
إن الصنائع أطواق إذا شكرت* * *وإن كفرت فأغلال لمنتحل
وإن عندي الخطا أفضل من* * *إصابةٍ حصلت بالمنع والبخل
خير من الخير مسديهِ إليك كما* * *شرٌ من الشرّ أهل المطل والدَّخل
ظواهرُ العتب للإخوان أيسر من* * *بواطن الحقدِ في التّسديد للخلل
دعِ الجموحَ وسامحهُ تغظهُ ولا* * *تصحب سوى السّمح واحذر سقطة العجل
والقَ الأحبّة والإخوان قطعوا* * *حبلَ الوداد بحبل منك متصل
فأعجزُ الناس حرٌ ضاع من يده* * *صديق ودّ فلم يردده بالحيل
من يقظةٍ بالفتى إظهارُ غفلته* * *مع التحفُّظ من غدرٍ ومن ختل
وكن مع الخلق ما كانوا لخالقهم* * *واحذر معاشرة الأوغاد والسّفل
واخش الأذى عند إكرام اللّئيم* * *تخشى الأذى إن أهنت الحرّ ذا النّبل
واصبر لواحدة تأمن توابعها* * *فربما كانت الصُّغرى من الأول
ولا يغرَّنك من مرقّى سهولتهُ* * *فربما ضقتَ ذرعاً منه في النُّزُل

 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
شاعر وقصيدة ( 7 )
لامية ابن الوردي
عمر بن المظفر , ابن الوردي


د. بدر عبد الحميد هميسه



الشاعر هو : هو عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس. أبو حفص زين الدين بن الوردي المصري الكندي. 691 - 749 هـ / 1292 - 1349 , ولد في معرة النعمان غرب حلب . تولى قضاء حلب ثم قضاء منبج . فقيه, أديب, شاعر. أجاد المنظوم والمنثور. من تصانيفه (تتمة المختصر في أخبار البشر) لخص فيه كتاب (المختصر في أخبار البشر) لأبي الفداء ثم أضاف إليه أحداث عشرين سنة من (729 - 749ه) وله (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) أكثره في الجغرافية وفيه كلام عن المعادن والنبات والحيوان ولكن تغلب عليه الصفة الأدبية الخيالية. وكتاب (المنح) . وله في الفقه (المسائل المذهبية) وله كتب في اللغة والنحو والشعر وعدد من المقامات, منها مقامة في الطاعون العام, مقامة الصوفية, المقامة الدمشقية المسماة (صفوة الرحيق في وصف الحريق) أي حريق دمشق. انظر ترجمة ابن الوردي في : الوافي بالوفيات 7/26 , العبر للذهبي 4/150 , الأعلام للزركلي5/67 .




وأما القصيدة: فهي قصيدة ( اللامية ) المشتهرة بلامية ابن الوردي, وتعد من أروع قصائده والتي يقول فيها :



اعتزل ذِكرَ الأغاني والغَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْلَ وجانبْ مَـنْ هَزَلْ
ودَعِ الـذِّكـرَ لأيـامِ الصِّبا * * * فـلأيـامِ الصِّبـا نَـجمٌ أفَـلْ
إنْ أهنا عيـشةٍ قـضيتُهـا * * * ذهـبتْ لذَّاتُهـا والإثْـمُ حَـلّ
واتـرُكِ الغادَةَ لا تحفلْ بها * * * تُـمْسِ فـي عِزٍّ رفيعٍ وتُجَلّ
وافتكرْ في منتهى حُسنِ الذي* * * أنـتَ تـهواهُ تجدْ أمـراً جَلَلْ
واهجُرِ الخمرةَ إنْ كنتَ فتىً * * * كيفَ يسعى في جُنونٍ مَنْ عَقَلْ
واتَّـقِ اللهَ فتـقوى الله مـا * * * جاورتْ قلبَ امريءٍ إلا وَصَلْ
ليسَ مـنْ يقطعُ طُرقاً بَطلاً * * * إنـما مـنْ يـتَّقي الله البَطَـلْ
صدِّقِ الشَّرعَ ولا تركنْ إلى * * * رجـلٍ يـرصد في الليل زُحلْ
حارتِ الأفكارُ في حكمةِ مَنْ * * * قـد هـدانـا سبْلنا عزَّ وجَلْ
كُتبَ الموت على الخَلقِ فكمْ * * * فَـلَّ من جيشٍ وأفنى من دُوَلْ
أيـنَ نُمـرودُ وكنعانُ ومنْ * * * مَلَكَ الأرضَ وولَّـى وعَـزَلْ
أيـن عادٌ أين فرعونُ ومن * * * رفـعَ الأهرامَ مـن يسمعْ يَخَلْ
أينَ من سادوا وشادوا وبَنَوا * * * هَـلَكَ الكلُّ ولـم تُـغنِ القُلَلْ
أينَ أربابُ الحِجَى أهلُ النُّهى * * * أيـنَ أهـلُ العلمِ والقومُ الأوَلْ
سيُـعيـدُ الله كـلاً منـهمُ * * * وسيَـجزي فـاعلاً ما قد فَعَلْ
إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكمـاً * * * خُصَّتْ بهـا خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فمـا * * * أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ
واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين ولا * * * تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ
واهـجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ * * * يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ
لا تـقلْ قـد ذهبتْ أربابُهُ * * * كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى * * * وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ
جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فـمنْ * * * يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انـظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي * * * فـي اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما* * * أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى* * * مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ * * * قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في* * * رقِّها أو لا فيكفيني الخَـجَلْ
أعـذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذْ * * * وأمَـرُّ اللفظِ نُطـقي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرةٌ * * * وعـنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعـتبر (نحن قسمنا بينهم) * * * تـلقهُ حقاً (وبالحـق نـزلْ)
ليس ما يحوي الفتى من عزمه * * * لا ولا ما فاتَ يومـاً بالكسلْ
اطـرحِ الدنيا فمنْ عاداتها* * * تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
‍عيشةُ الرَّاغبِ في تحصيلِها * * * عيشـةُ الجاهـلِ فيهـا أو أقلْ
كَـمْ جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً * * * وعليـمٍ باتَ منهـا فـي عِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المنى * * * وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ
فاتـركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ * * * إنـما الحيلةُ فـي تركِ الحِيَلْ
‍أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المُنى * * * فرمـاهـا اللهُ منـهُ بـالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً إنما* * * أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ
‍قدْ يسودُ المرءُ من دونِ أبٍ * * * وبِحسنِ السَّبْكِ قدْ يُنقَى الدَّغّلْ
‍إنـما الوردُ منَ الشَّوكِ وما * * * يَنـبُتُ النَّرجسُ إلا من بَصَلْ
‍غـيرَ أني أحمـدُ اللهَ على* * * نسبـي إذ بـأبي بكرِ اتَّصلْ
‍قيمـةُ الإنسانِ مـا يُحسنُهُ * * * أكثـرَ الإنسـانُ منـهُ أمْ أقَلْ
أُكـتمِ الأمرينِ فقراً وغنى * * * واكسَب الفَلْسَ وحاسب ومن بَطَلْ
‍وادَّرع جداً وكداً واجتنبْ * * * صُحبةَ الحمقى وأربـاب الـخَلَلْ
‍بـينَ تبـذيرٍ وبُخلٍ رُتبةٌ * * * وكِـلا هـذيـنِ إنْ زادَ قَتَـلْ
لا تخُضْ في حـق سادات مَضَوا * * * إنـهم ليسوا بـأهلِ للزَّلَلْ
‍وتغاضى عـن أمورٍ إنـه لـم* * * يـفُزْ بالحمدِ إلا من غَفَلْ
‍ليسَ يخلو المرءُ مِنْ ضدٍّ ولَو* * * حاولَ العُزلةَ في راسِ الجبَلْ
مِلْ عن النَمَّامِ وازجُرُهُ فما * * * بلّغَ المـكروهَ إلا مـن نَقَـلْ
دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإنْ * * * لـمْ تجدْ صبراً فما أحلى النُّقَلْ
‍جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ * * * لا تُـعـانِدْ مَنْ إذا قـالَ فَعَلْ
‍لا تَلِ الأحكـامَ إنْ هُمْ سألوا* * * رغـبةً فيكَ وخالفْ مَنْ عَذَلْ
‍إنَّ نصفَ الناسِ أعداءٌ لمنْ * * * ولـيَ الأحكامَ هذا إن عَدَلْ
فهو كالمحبوسِ عن لذَّاتـهِ* * * وكِلا كفّيه فـي الحشر تُغَلْ
إنَّ للنقصِ والاستثقالِ فـي لفظةِ * * * القاضي لَوَعظا أو مَثَلْ
لا تُوازى لذةُ الحُكمِ بـما * * * ذاقَهُ الشخصُ إذا الشخصُ انعزلْ
فالولاياتُ وإن طابتْ لمنْ * * * ذاقَـها فالسُّمُّ فـي ذاكَ العَسَلْ
نَصَبُ المنصِبِ أوهـى جَلَدي* * * وعنائـي من مُداراةِ السَّفلْ
قَصِّرِ الآمـالَ فـي الدنيا تفُزْ * * * فدليـلُ العقلِ تقصيرُ الأملْ
إن منْ يطـلبهُ المـوتُ على * * * غِـرَّةٍ منـه جديرٌ بالوَجَـلْ
غِبْ وزُرْ غِبَّاَ تزِدْ حُبَّاً فمـنْ * * * أكثـرَ التَّردادَ أقـصاهُ المَلَلْ
‍لا يضـرُّ الفضلَ إقلالٌ كما * * * لا يضرُّ الشمسَ إطباقُ الطَّفَلْ
‍خُذْ بنصلِ السَّيفِ واتركْ غِمدهُ* * * واعتبرْ فضلَ الفتى دونَ الحُلُلْ
‍حُبّكَ الأوطانَ عجـزٌ ظاهرٌ * * * فـاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بَدَلْ
فبمُكثِ الماءِ يـبقى آسنـاً * * * وسَـرى البدرِ بهِ البدرُ اكتملْ
أيُّـها العائبُ قـولي عبثاً * * * إن طيـبَ الـوردِ مؤذٍ للجُعلْ
عَدِّ عن أسهُمِ قولي واستتِرْ * * * لا يُصيـبنَّكَ سهـمٌ مـن ثُعَلْ
لا يـغرَّنَّكَ لينٌ مـن فتىً * * * إنَّ للحيَّـاتِ لينـاً يُـعتـزلْ
أنا مثـلُ الماءِ سهلٌ سائغٌ * * * ومتـى أُسخِـنَ آذى وقَتَـلْ
أنا كالخيزور صعبٌ كسُّرهُ * * * وهو لدنٌ كيفَ ما شئتَ انفتَلْ
غيرَ أنّي في زمانٍ مَنْ يكنْ * * * فيه ذا مالٍ هو المولَى الأجلّ
واجبٌ عند الورى إكرامُهُ* * * وقليـلُ المـالِ فيهمْ يُستقلْ
‍كلُّ أهلِ العصرِ غمرٌ وأنا * * * منهـمُ، فاترك تفاصيلَ الجُمَل
‍وصـلاةُ اللهِ ربـي كُلّما * * * طَلَـعَ الشمسُ نهـاراً وأفـلْ
للذي حازَ العُلى من هاشمٍ * * * أحمدَ المختارِ من سـادَ الأوَلْ
وعلى آلٍ وصحبٍ سـادةٍ * * * ليسَ فيـهمْ عاجزٌ إلا بَطَـلْ

 
أعلى