شذرات للتأمل
من أشهر الكتب التي صدرت قبل سنوات باللغة الإنجليزية، ووضع لها القبول، وترجمت إلى عدة لغات، منها العربية، كتاب: ستيفن كوفي: "العادات السبع للأشخاص ذوي التأثير العالي" وهذه ترجمة حرفية للعنوان، آثرتها لأن إحدى الترجمتين العربيتين: غيّرت في العنوان تغييراً مخلاً والثانية: وجدتُ فيها أخطاءً تغيّر المعنى تغييراً كاملاً. هاتان الترجمتان اطّلعتُ عليهما. وربما هناك غيرهما، وقارنتهما بالأصل الإنجليزي، فازددت يقيناً بأن الذي يقرأ الترجمات يقرأ شيئاً آخر قد يكون مشابهاً، وقد يكون مختلفاً عن الأصل. ولكن ما حيلة من لا يستطيع أن يقرأ إلا بلغته؟!.
قرأت من إحدى الترجمتين (56) صفحة، وضعت إشارات على جمل وأفكار أعجبتني، فأحببت أن أضعها بين يدي القارئ الكريم. ولو بشيء من التصرّف في التعبير، ليتأملها، ويكرر قراءتها مثنى وثلاث:
يقول المؤلف:
• خلال أكثر من (25) عاماً من التعامل مع الناس: في العمل، والجامعة، والجلسات العائلية والزوجية، تعرّفتُ على العديد من الذين حققوا درجةً مدهشة من النجاح الخارجي، لكنهم وجدوا أنفسهم في صراع مع جوع داخلي وحاجةٍ عميقة للانسجام والتوافق مع ذواتهم، وحاجةٍ لعلاقات ناضجة مع الآخرين.
• علينا أن نهتم بعيننا التي نرى العالم بها، اهتمامنا بالأشياء التي نراها، لأن عيننا هي التي تشكّل العالم، وتفسّره لنا، وبالأصح: نفسّره نحن حسبما نراه.
• وإذا أردنا أن نغيّر أوضاعنا فإن علينا أولاً أن نغيّر أنفسنا، ولكي نغيّر أنفسنا ينبغي أن نغيّر مداركنا. بل: علينا أن نصحّح نظرتنا إلى الأمور.
• قدر الوضوح والموضوعية التي نعتقد أننا نرى بها الأشياء، نكتشف أن الآخرين يروون هذه الأشياء بشكل مختلف، بنفس القدر من الوضوح والموضوعية، من وجهة نظرهم، فموقفنا يعتمد على المكان الذي نجلس فيه. (طبعاً هذا في الغالب، ولا نُعمِّم). وحينما لا يتفق الآخرون معنا، نعتقد على الفور أنهم مخطئون، وقد نكون نحن المخطئين!.
• من المستحيل علينا أن نخرق القانون الطبيعي الذي اقتضت الحكمةُ الإلهيةُ وجودَه، لكننا لا نستطيع أن نحطّم أنفسنا بالاصطدام به! إن عملية التطوّر الطبيعي لا يمكن انتهاكُها، أو تجاهلُها، أو اختصارها، ومحاولةُ البحث عن طريقٍ مختصر لن يؤدي إلا إلى الخيبة والإحباط. وقد قال العرب قديماً: مَنْ تعجّل الشيءَ قبل أوانه عُوقب بحرمانه.
• علَّمتني الخبرة أن هناك أوقاتاً للتعليم، وأوقاتاً لا يجوز التعليم فيها: فحين تكون العلاقاتُ متوترةً، والجوُ مشحوناً بالانفعالات تبدو محاولة التعليم وكأنها نوعٌ من التأنيب يُقابَل بالرفض. لكنَّ الحديث (مع الولد، أو البنت، أو الطالب، أو...) بهدوء، حين يكون وحدَه، هادئاً ومتجاوباً يكون أثره أكبر بكثير.
• كلما لجأ الناس إلى الحلول السّريعة للمشكلات المزمنة، والآلام الحادة، أسهم ذلك في طمْسِ معالم المشكلات، وعدم حلها. فالطريقة التي نرى بها المشكلة جزءٌ من المشكلة وجزءٌ من حلّها. يقول ألبرت إنشتاين: "لا يمكننا أن نحلّ المشكلاتِ التي نواجهها بنفس مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما أوجدناها"!.
• إن شخصيّتنا هي - إلى حد كبير - مجموعةُ عاداتنا. ازرع فكرةً تحصدْ فِعلاً. ازرعْ فعِلاً تحصدْ عادة. ازرع عادةً تحصدْ شخصية تحصد مصيراً.
• العاداتُ مثل الحبِال الفولاذية، نجدلُ فيها كلَّ يوم سِلْكاً، بعد ذلك يصعب علينا قطعُها، أو نعجزُ عن قطعها.
• إذا كنتُ تابعاً لأحد من الناحية العاطفية، فإنَّ إحساسي بكياني وأمني يأتي من رأي ذلك الشخص بي. فإنْ كرهني فقد يدمِّرُني. وإذا كنتُ تابعاً لي من الناحية الذهنية والعقلية فإني أعتمد عليه كي يفكر لي، ويحلَّ له المشكلات المتعلقة بحياتي.
• تستطيع أن تستأجر يدَ شخصٍ ما، لكنك لا تستطيع أن تستأجر قلبه، ففي القلب يكمنُ حماسهُ وولاؤه. تستطيع أن تستأجر ظهره، لكنك لا تستطيع أن تستأجر عقله، وفي عقله يكمن إبداعه، وبراعته، ودهاؤه.
هذه شذرات للتأمل، ولقدح زناد الفكر فيها تراتٍ وكرّات، لتتحول - عند الاقتناع بها - إلى واقع أفضل.
موقع الالوكة
من أشهر الكتب التي صدرت قبل سنوات باللغة الإنجليزية، ووضع لها القبول، وترجمت إلى عدة لغات، منها العربية، كتاب: ستيفن كوفي: "العادات السبع للأشخاص ذوي التأثير العالي" وهذه ترجمة حرفية للعنوان، آثرتها لأن إحدى الترجمتين العربيتين: غيّرت في العنوان تغييراً مخلاً والثانية: وجدتُ فيها أخطاءً تغيّر المعنى تغييراً كاملاً. هاتان الترجمتان اطّلعتُ عليهما. وربما هناك غيرهما، وقارنتهما بالأصل الإنجليزي، فازددت يقيناً بأن الذي يقرأ الترجمات يقرأ شيئاً آخر قد يكون مشابهاً، وقد يكون مختلفاً عن الأصل. ولكن ما حيلة من لا يستطيع أن يقرأ إلا بلغته؟!.
قرأت من إحدى الترجمتين (56) صفحة، وضعت إشارات على جمل وأفكار أعجبتني، فأحببت أن أضعها بين يدي القارئ الكريم. ولو بشيء من التصرّف في التعبير، ليتأملها، ويكرر قراءتها مثنى وثلاث:
يقول المؤلف:
• خلال أكثر من (25) عاماً من التعامل مع الناس: في العمل، والجامعة، والجلسات العائلية والزوجية، تعرّفتُ على العديد من الذين حققوا درجةً مدهشة من النجاح الخارجي، لكنهم وجدوا أنفسهم في صراع مع جوع داخلي وحاجةٍ عميقة للانسجام والتوافق مع ذواتهم، وحاجةٍ لعلاقات ناضجة مع الآخرين.
• علينا أن نهتم بعيننا التي نرى العالم بها، اهتمامنا بالأشياء التي نراها، لأن عيننا هي التي تشكّل العالم، وتفسّره لنا، وبالأصح: نفسّره نحن حسبما نراه.
• وإذا أردنا أن نغيّر أوضاعنا فإن علينا أولاً أن نغيّر أنفسنا، ولكي نغيّر أنفسنا ينبغي أن نغيّر مداركنا. بل: علينا أن نصحّح نظرتنا إلى الأمور.
• قدر الوضوح والموضوعية التي نعتقد أننا نرى بها الأشياء، نكتشف أن الآخرين يروون هذه الأشياء بشكل مختلف، بنفس القدر من الوضوح والموضوعية، من وجهة نظرهم، فموقفنا يعتمد على المكان الذي نجلس فيه. (طبعاً هذا في الغالب، ولا نُعمِّم). وحينما لا يتفق الآخرون معنا، نعتقد على الفور أنهم مخطئون، وقد نكون نحن المخطئين!.
• من المستحيل علينا أن نخرق القانون الطبيعي الذي اقتضت الحكمةُ الإلهيةُ وجودَه، لكننا لا نستطيع أن نحطّم أنفسنا بالاصطدام به! إن عملية التطوّر الطبيعي لا يمكن انتهاكُها، أو تجاهلُها، أو اختصارها، ومحاولةُ البحث عن طريقٍ مختصر لن يؤدي إلا إلى الخيبة والإحباط. وقد قال العرب قديماً: مَنْ تعجّل الشيءَ قبل أوانه عُوقب بحرمانه.
• علَّمتني الخبرة أن هناك أوقاتاً للتعليم، وأوقاتاً لا يجوز التعليم فيها: فحين تكون العلاقاتُ متوترةً، والجوُ مشحوناً بالانفعالات تبدو محاولة التعليم وكأنها نوعٌ من التأنيب يُقابَل بالرفض. لكنَّ الحديث (مع الولد، أو البنت، أو الطالب، أو...) بهدوء، حين يكون وحدَه، هادئاً ومتجاوباً يكون أثره أكبر بكثير.
• كلما لجأ الناس إلى الحلول السّريعة للمشكلات المزمنة، والآلام الحادة، أسهم ذلك في طمْسِ معالم المشكلات، وعدم حلها. فالطريقة التي نرى بها المشكلة جزءٌ من المشكلة وجزءٌ من حلّها. يقول ألبرت إنشتاين: "لا يمكننا أن نحلّ المشكلاتِ التي نواجهها بنفس مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما أوجدناها"!.
• إن شخصيّتنا هي - إلى حد كبير - مجموعةُ عاداتنا. ازرع فكرةً تحصدْ فِعلاً. ازرعْ فعِلاً تحصدْ عادة. ازرع عادةً تحصدْ شخصية تحصد مصيراً.
• العاداتُ مثل الحبِال الفولاذية، نجدلُ فيها كلَّ يوم سِلْكاً، بعد ذلك يصعب علينا قطعُها، أو نعجزُ عن قطعها.
• إذا كنتُ تابعاً لأحد من الناحية العاطفية، فإنَّ إحساسي بكياني وأمني يأتي من رأي ذلك الشخص بي. فإنْ كرهني فقد يدمِّرُني. وإذا كنتُ تابعاً لي من الناحية الذهنية والعقلية فإني أعتمد عليه كي يفكر لي، ويحلَّ له المشكلات المتعلقة بحياتي.
• تستطيع أن تستأجر يدَ شخصٍ ما، لكنك لا تستطيع أن تستأجر قلبه، ففي القلب يكمنُ حماسهُ وولاؤه. تستطيع أن تستأجر ظهره، لكنك لا تستطيع أن تستأجر عقله، وفي عقله يكمن إبداعه، وبراعته، ودهاؤه.
هذه شذرات للتأمل، ولقدح زناد الفكر فيها تراتٍ وكرّات، لتتحول - عند الاقتناع بها - إلى واقع أفضل.
موقع الالوكة
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع