- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- (وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ))رواه الإمام البخاري و الإمام مسلم
منهج الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي -رحمه الله تعالى- أنه ذكر أنه لا يروي إلا ما رواه الشيخان -رحمهما الله تعالى-.
هذا الحديث أصل في باب الطهارة
نأخذ بعض ما يتعلق بهذا الحديث على شكل وقفات.
الوقفة الأولى هنا في قوله: (لا يقبل الله ) نفْي القبول هنا، هنا "لا" نافية وليست ناهية (لا يقبل الله صلاة أحدكم ) المنفي هنا هو القبول، هل القبول المنفي هنا هو عدم الأجر والثواب مطلقا، أو أنه عدم صحة الفعل؟
عدم صحة الفعل؛ لأن نفي القبول يرد بالأمرين أو بالمعنيين، يرد بعدم صحة هذا الفعل، ومن ثم –جزما- أنه لا يحصل الثواب كما هنا، ويراد نفي القبول ولكن لا يراد به عدم صحة الفعل وإنما يراد به نقص الثواب مثل تذكر حديث (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوم) الصلاة هنا صحيحة توضأ وصلى الذي أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو في حديث آخر (من أتى عراف) القبول المنفي هنا الأجر، عدم وجود الأجر أو عدم الحصول على الثواب والأجر، لماذا؟ لأن ظاهر الصلاة صحيحة صحيحة المنفي هنا القبول الأجر والثواب، ليس له أجر ولا ثواب أربعين يوما، لكن القبول المنفي عندنا هنا (لا يقبل الله صلاة أحدكم) الصحة يعني لا تصح.
يراد في الحديث أنه إذا نفي القبول أحد معنيين:
المعنى الأول: عدم الصحة كما هو عندنا هنا، وبالتالي إذا لم يصح الفعل لا يثبت الأجر والثواب.
والمعنى الثاني: لا يقبل الله، أو لم يقبل الله هو نفي الأجر سواء نفي كثرة الأجر أو نفي الأجر تماما كما في الحديث ( من أتى عرافا فصدقه بما يقول ) أو في رواية (من أتى كاهنا لم تقبل له صلاة أربعين يوم) فالمنفي هنا الأجر، رغم ان الصلاة صحيحة .
إذن المراد هنا في قوله: (لا يقبل الله صلاة أحدكم) عدم صحة الفعل الذي يبنى عليه الأجر.
قال في الحديث الوقفة الثانية: (إذا أحدث) فسرأبو هريرة الحدث الأصغر قال فساء أو ضراط، أو مثل البول أو الغائط أو نحو ذلك. لايعنى هذا أنه ليس هناك حدث غيره بل الحدث حدثان: حدث أصغر وحدث أكبر.
أما الحدث الأكبر فهو الموجب للغسل، وذلك مثل الاحتلام أو الجماع الذي فيه إنزال، الاحتلام الذي فيه إنزال، أو الجماع مطلقا،أوالحيض، النفاس بالنسبة للمرأة، أو لو ارتد -لا قدر الله- ثم أسلم فيحتاج أيضا للغسل. هذا الحدث الأكبر.
اذن الحدث الأصغر موجب للوضوء فقط، الحدث الأكبر موجب للغسل .
الوقفة الثالثة: استنبط أهل العلم أن هذا الحديث أن الطهارة شرط من شروط الصلاة، وجه الدلالة من الحديث
قوله: (لا يقبل الله صلاة أحدكم ) فهذا هو موضع الشاهد في هذه المسألة من الحديث، وهو عدم صحة الصلاة التي لابد لها من الوضوء، أو بمعنى آخر نقول: إن الطهارة شرط من شروط الصلاة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يقبل الله ) فنفَى القبول، وبالتالي نفْي صحة الصلاة.
إذن الطهارة شرط من شروط الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بهذه الطهارة.
مسألة أخرى، قال: (حتى يتوضأ) ولو لاحظنا الحديث قال: (لا يقبل الله صلاة أحدكم حتى يتوضأ) يعني: حتى يأتي بالوضوء، فإذا أتت "حتى" فالكلام قبلها لا يدخل في الكلام الذي بعدها، فلما أتت "حتى" هنا عرفنا أنه لا تصح الصلاة حتى يأتي بما ذكر بعد "حتى" وهو هنا الوضوء.
والوضوء ينطق بضم الوُاو "الوُضوء" وينطق بفتح الواو "الوَضوء" طيب على رفع الواو أو ضم الواو أوعلى فتح الواو ما المراد بهذا الوَضوء أو الوُضوء؟
الوُضوء بضم الواو بالماء الذي يتوضأ منه
والوُضوء هي عملية الوضوء
مسألة:وهي أنه استدل بعض أهل العلم بهذا الحديث على بطلان الصلاة إذا وُجد الحدث، سواء كان الحدث قبل الصلاة ولم يتوضأ، أو الحدث أثناء الصلاة.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- هنا لم يفرق بين الحدث الأصغر ولا الحدث الأكبر، وبين كونه اختياريا أو كونه اضطراريا، المهم وقوع الحدث، فما دام الحدث وقع فحينئذ تبطل الصلاة وعليه أن يعيد الوضوء.
وقفة تربوية في الحديث يجب أن نتنبه إليها وهي :أن هذه العبادات مثل الصلاة لله -سبحانه وتعالى- يرجو الإنسان أن تقبل صلاته، وأن يرتفع بها عند الله -سبحانه وتعالى- درجات عليا؛ لذلك عليه أن يحرص على وضوئه؛ ولذلك جاء مع كونه شرطا لصحة الصلاة إلا أن فيه فضلا عظيما عند الله -سبحانه وتعالى- هذه الطهارة لها فضل عظيم عند الله -سبحانه وتعالى- وهي ميزة من ميزات هذه الأمة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ) وأصل الغرة البياض الذي في جبهة الفرس، والتحجيل هو البياض الذي في رجليه. فالمسلم بفعل طهارته بعد توفيق الله -سبحانه وتعالى- يكون يوم القيامة معروفا ببياض وجهه وبياض أطرافه، فيكون كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء).
ومن أثر الوضوء أن السيئات والذنوب التي عملها الإنسان تخرج من جوارحه ومن أطرافه بوضوءه هذا، فإذا غسل وجهه هذا خرجت الخطايا التي تحملها في وجهه كخطايا العينين وخطايا اللسان إلا إذا كانت حقوقا للخلق، كذلك إذا توضأ خرجت خطاياه التي عملها بيديه، وكذلك في رجليه، وجاء هذا فيما رواه الإمام مسلم وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من توضأ وأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره) لذلك على المسلم أن يحرص على الوضوءوعلى الطهارةعامة فالمسلم كونه على طهارة في وقته كله، كل هذا عامل -بإذن الله تعالى- بأن تخرج خطاياه من هذا الجسد الذي عمله.
تنبيه: إلى أن هذه الخطايا هي الصغائر أما الكبائر فتحتاج إلى توبة مستقلة؛ لذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على هذه الطهارة حتى لو أتى الوقت الآخر وهو باق على وضوءه، تصح صلاته، لكن لماذا يفوت الأجر؟ فيجدد وضوءه للصلاة القادمة وهكذا يحرص على هذه الطاعة.
::الحديث الثاني ::
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- وعن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة -رضي الله عنهم- قالوا: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (ويل للأعقاب من النار))
هذا الحديث الذي ذكره المصنف عن هؤلاء الثلاثة من الصحابة -رضوان الله عليهم- قال عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة -رضي الله عنهم- أنهم قالوا: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (ويل للأعقاب من النار) هذا الحديث من جوامع كلم النبي -صلى الله عليه وسلم- فكلماته قصيرة ولكن المعنى فيه كبير.
هذا الحديث ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري وفيما رواه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو في ذكر السبب -رضي الله عنهما- أنه قال: ( تخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- عنا في سفرة سافرن) يعني: نحن تقدمنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان متأخرا (فأدركنا وقد أرهقنا العصر) يعني: وقت العصر يكاد يخرج (فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا ) يعني: من العجلة خشية خروج الوقت (فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا فلما رآهم النبي -صلى الله عليه وسلم- نادى بأعلى صوته (ويل للأعقاب من النار) قال مرتين أو ثلاثة. وهذا في رواية الإمام البخاري والإمام مسلم.
في رواية أخرى عند الإمام مسلم قال عبد الله بن عمرو ( رجعنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق -يعني على ماء- تعجل قوم عند العصر فتوضئوا وهم عِجال) يعني: استعجلوا في وضوئهم (فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح) يعني: لم يمسها الماء (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء) في رواية أخرى ( أنه رأى رجل) في رواية عند مسلم -رحمه الله تعالى- بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا لم يغسل عقبيه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ويل للأعقاب من النار) هذه وقفة أولى.
وقفة ثانية في قوله (ويل) هذه الكلمة كلمة وعيد بلا شك .
(ويل) اختلف في معناها، هل هي مجرد كلمة وعيد فقط أو هي تحكي عن شيء قائم؟ وما هو هذا الشيء؟
جاء عند ابن حبان في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أبي سعيد أنه قال: (ويل واد في جهنم ) في رواية (لو أُرسلت فيه الجبال لذابت من حره) وهذا يدل -والعياذ بالله- على عظمه الذي لا يتصور في الخيال البشري، ويعاقب به من يتساهل في وضوءه.
مسألة أخرى في قوله: (الأعقاب) ما هي العقب؟
العقب مؤخرة القدم وليست الكعب، الكعب هو: العظمان الناتئان في أسفل القدم، هذا كعبا، أما العقب فهو مؤخرة القدم، والعقب هذا يسمى عرقوبا، ولذلك جاء في رواية: (ويل للعراقيب من النار) هذا هو المراد بـ"العقب" الذي هو مؤخرة القدم، وليس الكعب الذي هو العظمان الناتئان في أسفل القدم .
المسألة المهمة في الحديث : وجوب تعميم الأعضاء في حال الوضوء، وأنه لا يجزيء الوضوء بترك شيء منها، وجه الدلالة من الحديث أنه لما ترك عقبه ولم يغسله نبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليه وقال (ويل للأعقاب من النار)
وتوعده النبي-صلى الله عليه وسلم- بهذا الوعيد الشديد فدل على أنه يجب تعميم الماء لأعضاء الوضوء.
مسألة أخرى: أن الواجب في الرجلين الغسل، وجه الدلالة من الحديث
أنه لما ذكر الأعقاب دل على إيجاب الغسل وليس المسح
و أن النبي-صلى الله عليه وسلم-عندما رأى هذه الأعقاب التي لم يصلها الماء فأوجب وصول الماء بذكر الوعيد الشديد وهذا أبلغ، بالإضافة إلى أن الرواية الثانية التي عند مسلم وهي قوله (أسبغوا الوضوء ) دل على أن الواجب غسل الرجلين وليس مسح الرجلين.
فائدة في هذا الحديث :
أن الذنب الصغير في عين الإنسان قد يعاقب عليه عقابا شديدا بدليل هؤلاء الذين استعجلوا في وضوءهم فلم يغسلوا أعقابهم، عند أنفسهم أن هذا ذنب صغير ، فيستعجل في وضوئه، فهذا في عينه رآه صغيرا، وهذا ليس صحيحا بل يرد فيه العقاب الشديد ( ويل للأعقاب من النار) فلا يتساهل الإنسان بالذنوب الصغيرة ويقول: "هذا ذنب صغير.
2- أن المسلم يجب أن يكون إيجابيا كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى خللا في عمل هؤلاء، هذا الخلل يجرهم إلى النار - ولذلك سارع النبي -صلى الله عليه وسلم- بأعلى صوته ( ويل للأعقاب من النار) فلذلك يجب على المسلم أن يكون إيجابيا لأجل أن يدل إخوانه على ما هو الصحيح، وإذا رأى خطأ صححه، وإذا رأى جاهلا علمه، وإذا رأى ناسيا ذكره .
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع