شرح الشاطبية

[المتولى]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشرع بإذن الله فى شرح متن الشاطبية فى حلقات متتابعة إن شاء الله تعالى ، وبالنسبة للمقدمة سأعلق على أهم ما فيها وهى اصطلاحات الشاطبى - رحمه الله -

قال الشاطبى –رحمه الله - :

وما كان ذا ضد فإنى بضده .......... غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا

اعلم – عملنى الله واياك – ان الاضداد تنقسم فى المتن الى قسمين :

1- ما يُعلم من جهة العقل : كالمد وعكسه القصر
2- ما يُعلم من جهة الاصطلاح : اى نص الشاطبى – رحمه الله – على انه اختار كذا عكس كذا كالسكون مثلا يقابله الفتح خاصة

الاطراد : اى انه متى ذكر المد مثلا كان ضده القصر
الانعكاس: اى انه متى ذكر القصرمثلا فضده المد مطلقا

قد يكون القيد مطردا ولا ينعكس :

الجزم : كلما ذكر الجزم فضده الرفع فهذا اطراد ولكن لا ينعكس لانه اذا ذكر الرفع فضده النصب

والناظم – رحمه الله- أصّل قاعدة مهمة وهى انه سيكتفى بذكر أحد الضدين ولا يذكر الاخر لدلالة الضد على ضده

يتبع إن شاء الله

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع

 

[ابن عامر الشامي]

بارك الله فيكم واصل

 

[أم حذيفة]

احسن الله اليكم ونفع بكم متابعين معكم باذن الله

 

[تسابيح ساجدة]

بارك ربي سبحانه فيكم ونفع بكم وأحسن إليكم
متابعين معكم إن شاء الله تعالى...

 

[المتولى]

قال الشاطبى - رحمه الله - :
كمد وإثبات وفتح ومدغم ............ وهمز و نقل و اختلاس تحصلا
وجزم و تذكير و غيب وخفة ......... وجمع و تنوين و تحريك اعملا

شرع – رحمه الله تعالى – فى بيان الاضداد التى سيسيرعليها فى المتن وبدأ بالاضداد العقلية

1- المد وعكسه القصر :

مثال : فإن ينفصل فالقصر بادره طالبا
وفى حاذرون المد ما ثل ....................... هنا عبر عن زيادة حرف بالمد
وفى لابثين القصر فاش ........................ هنا عبّر عن حذف حرف بالقصر

2- الاثبات وعكسه الحذف :

مثال : وتثبت فى الحالين درا لوامعا
وقل قال موسى واحذف الواو دخللا

وقد يأتيان بالمعنى : اى لم يُصرِّح بلفظة الاثبات او الحذف

مثال : وقبل يقول الواو غصن .......اى اثبت الواو الكوفيون و أبو عمرو الواو قبل " يقول " وحذفها الباقون
وعدنا جميعا دون ما ألف حلا ..........اى حذف ابو عمرو الالف من واعدنا
عليم و قالوا الواو الاولى سقوطها

3- الفتح وعكسه الامالة بنوعيها : الصغرى و الكبرى
ولاجل تنوع ضديه ترك استعماله خيفة الالتباس واستعمل ضديه لعدم الالباس ، فإذا كانت القراءة دائرة بين الفتح و الامالة فلا يعبر عنها بالفتح لتنوع ضديه فلا يُدرى ايهما قصد

مثال : وإضجاعك التوراة ما رد حسنه .......... وقلل فى جود

ولم يذكر الفتح الا فى موضعين أمن فيهما من الالباس وهما :

1- ولكن رءوس الاى قد قل فتحها ....... الفتح و الامالة
2- وكلاهما عند ابن العلا .............و الفتح عنه تفضلا .............سورة يوسف

فإن قيل : لمَ لمْ يذكر ما استعمله – اى الامالة بنوعيها بدلا من الفتح- ؟؟ قلنا لا يلزمه لقوله : فزاحم بالذكاء لتفضلا

 

[المتولى]

- الادغام وعكسه الاظهار

- وحُرِّك بالادغام للغير داله
- وياسين أظهر عن فتى

5- الهمز وعكسه تركه : والترك يشمل الحذف و الابدال

- وفى الصابئين الهمز و الصابئون خذ .............. ي
- وجبريل فتح الجيم و الرا و بعدها ........ وعى همزة مكسورة صحبة ولا ..............

6- النقل وعكسه التحقيق :

- ونقل قران و القران دواؤنا
- ونقل ردا عن نافع وكتابيه

7- الاختلاس وعكسه الاتمام : ويُـعبَّر عن الاختلاس بالاخفاء وهو الاسراع بنطق الحركة

- وإخفاء كسر العين صيغ به حُلا

8- الجزم وعكسه الرفع : وهذا القيد يطرد ولا ينعكس فمتى ذكر الجزم فضده الرفع لا عكس ، وقيل انما قابل الجزم بالرفع لان الجزم لا يدخل الا على المرفوع وقيل لان الجزم بحذف الحرف او الحركة والرفع بإثباتهما

- وبالقصر للمكى واجزم فلا يخف

- اما الرفع فعكسه النصب لكونهما علامتى اعراب فى الاسماء و الافعال ................وحتى يقول الرفع فى اللام أوِّلا

9- التذكير وعكسه التأنيث : ..................... وذكر لم يكن شاع وانجلا

10- الغيب عكسه الخطاب :
- وفى يعملون الغيب حل و ساكن
- ليربوا خطاب
- ويخفون خاطب يعلنون على رضى

11- الخفة – التخفيف – وعكسه التشديد :

- وكوفيهم تساءلون مخففا
- وخفف كوف يكذبون
- وشدد حفص منزلا وابن عامر
- وحق و فَرّضنا ثقيلا

12- الجمع و عكسه التوحيد :
- وجمع رسالاتى حمته ذكوره
- خطيئته التوحيد عن غير نافع

لم تجىء التثنية فى شىء من التراجم ولو جاءت لما استعمل التوحيد فى التقييد الملفوظ به كما لم يستعمله فى الفتح
اما قوله تعالى : " حتى اذا جاءانا " ليس بتثنية وانما هو فعل اتصل به ألف الاثنين وقد قيد قراءة من لم يقرأ بالالف بالقصر
فقال : وحكم صحاب قصر همزة جاءنا فدل على المد فى القراءة الاخرى والمد عبارة عن إثبات الالف

 

[طالب الماهر]

أجزل لكم المثوبة

 

[المتولى]

" التنوين عكسه تركه : ...............وترك التنوين اما لعدم الصرف واما للاضافة ، وقد يعبر عن التنوين بالنون لاتحادهما فى اللفظ

- ثمود مع الفرقان و العنكبوت لم ينون
- شهاب بنون ثق
- معا سبأ افتح دون نون

14- التحريك عكسه الاسكان

1- مقيد : اى ذكر نوع الحركة كقوله : وحُـرِّك عين الرعب ضما ....فهنا نص على نوع الحركة
2- مطلق : اى ذكر التحريك بدون التنصيص على الحركة كقوله : معا قَـدْر من صحاب
ملحوظة : اذا ذكر السكون فيكون عكسه الفتح مطلقا كما سيأتى
[overline]
قال الشاطبى – رحمه الله - :[/overline]
وحيث جرى التحريك غير مقيد ........... هو الفتح والاسكان آخاه منزلا

بدأ – رحمه الله – فى التنصيص على اصطلاحاته الخاصة فى المتن فأخبر انه اذا ذكر التحريك المطلق اى بدون تنصيص على نوع الحركة فمراده الفتح ويكون عكسه الاسكان فهذا مطرد منعكس ، فعندنا عدة صور:

الصورة الاولى : ان يذكر التحريك المطلق و يكون عكسه السكون

معا قدر حرك من صحاب : فهنا مراده من التحريك الفتح وعكسه السكون


الصورة الثانية : ان يذكر الاسكان ويكون عكسه الفتح

وسكِّن معا شنئان صَحَّ كلاهما : فقراءة الباقين بالفتح


الصورة الثالثة : ان تكون القراءة المقابلة للاسكان ليست بالفتح فلابد من التنصيص – التقييد – على الحركة

وحيث أتاك القدس إسكان داله دواء .......وللباقين بالضم أرسلا : قيد القراءة المقابلة بالضم لانها لا تؤخذ من الضد لان عكس الاسكان الفتح

وأرنا و أرنى ساكنا الكسر دم يدا ............. فهنا نص على الحركة التى تقابل السكون وهى الكسر


الصورة الرابعة :ان يذكر الفتح وتكون القراءة المقابلة ليست بالسكون فلابد من التنصيص على الحركة المقابلة

ونُـزِّل فتح الضم والكسر حصنه .............فهنا الخلاف دائر بين فتح النون و الزاى وبين ضم النون وكسر الزاى فنص على الضم و الكسرلانهما لايؤخذان من ضد الفتح لان عكس الفتح السكون

[/size]

 

[أم حذيفة]

احسن الله اليكم

 

[المتولى]

قال الشاطبى – رحمه الله- :

وآخيت بين النون و اليا وفتحهم .......... وكسر وبين النصب و الخفض منزلا

أخبر – رحمه الله – انه آخى بين النون و الياء و بين الفتح و الكسر و بين النصب و الخفض ، وفعل ذلك لكثرة دورها فى التراجم وفرّق بين لقبى الفتح و النصب و الكسر و الخفض على مذهب البصريين فى التفرقة بين مسمى حركات المعرب و المبنى

وحاصل البيت :

1- اذا جاءت الكلمة بالنون تكون قراءة الباقين بالياء

-وندخله نون مع طلاق
-ونؤتيه باليا فى حماه
-وحيث يشاء نون دار

2- اذا جاءت الترجمة بالنصب كانت قراءة الباقين بالخفض

-وغير أولى بالنصب صاحبه كلا
-وحمزة والارحام بالخفض جملا

3- اذا جاءت الترجمة بالفتح كانت قراءة الباقين بالكسر

-إن الدين بالفتح رفلا
-عسيتم بكسر السين حيث أتى انجلا


ويظهر أهمية التفرقة بين ألقاب البناء و الاعراب فى نحو قوله : والوتر بالكسر شائع

فعبّر بالكسر والذى مدلوله حركة البناء فعُلم انه لا يقصد الراء بكلامه لان حركتها حركة اعرابولكنه قصد الواو والتى حركتها حركة بناء

فالقراءة دائرة بين : الوِتر: لحمزة والكسائى و بين الوَتر للباقين




قال – رحمه الله - :

وحيث أقول الضم و الرفع ساكتا .......... فغيرهم بالفتح و النصب أقبلا

اذا ذكر الضم لقارىء ما ولم يقيد هذا الضم كانت قراءة المسكوت عنه بالفتح

وفى إذ يرون الياء بالضم كللا : ذكر ان ابن عامر يقرأ " يـُـرون " ولم يقيد هذا الضم فى قراءة الباقين بحركة مقابلة له فعُلم انها الفتح

أما اذا قيد الضم بحركة ما فتكون القراءة المقابلة بهذه الحركة

-وجزءا وجزء ضم الاسكان صف
-ورضوان اضمم غير ثانى العقود كسره صح


اذا ذكر الرفع لقارىء ما ولم يقيد هذا الرفع كانت قراءة المسكوت عنه بالنصب

وحتى يقول الرفع فى اللام أُولا : أطلق الرفع فيكون عكسه النصب

واذا قيده كانت القراءة المقابلة بهذا القيد

-يضاعف ويخلد رفع جزم كذى صلا : الخلاف دائر بين الرفع و الجزم
-وخضر برفع الخفض عـم حلا عـلا : الخلاف دائر بين الرفع و الخفض

فملخص ما سبق :


الكسر و الفتح :

1- يطردان وينعكسان
2- اذا كانت القراءة دائرة بين الضم و الفتح ذكر الضم ولم يقيده بضد فيُعلم ان مقابله الفتح


النصب و الخفض :

1- يطردان و ينعكسان
2- اذا كانت القراءة دائرة بين الرفع و النصب ذكر الرفع ولم يقيده بضد فيُعلم ان مقابله النصب

الجزم و الرفع : يطردان ولا ينعكسان

 

[المتولى]

قال الشاطبى - رحمه الله - :

وفى الرفعوالتذكير و الغيب جملة ................على لفظها أطلقت من قيد العلا

أخبر – رحمه الله – ان هذه الاشياء الثلاثة اتى بها فى المتن غير مقيدة فى عدة مواضع ، فيعلم من اطلاقه لها انها هى المرادة لا أضدادها​

وأربعُ اولا .......... صحاب : هنا ذكر الترجمة بالرفع ولم يقيدها بأى قيد فعُلم انها المراد​

ويجبى خليط : أطلق التذكير ولم يقيده فعُلم انه المراد ​

وبل يؤثرون حز : اطلق الغيب فعُلم انه المراد ​

واجتمع الجميع فى قوله :​

وخالصة أصل ولا يعملون قل ......... لشعبة فى الثانى و يفتح شمللا​

وخلاصة الكلام هنا : ان الكلمة اذا كانت تحتمل التذكير والتأنيث فالتذكير هو المراد و اذا دارت بين الغيبة و الخطاب كان المراد الغيبة واذا دارت بين الرفع و عكسه كان المراد الرفع ​

[font=&quot]والبيت فيه تكرار لقوله[/font][font=&quot] : وباللفظ استغنى عن القيد ان جلا وان حاول بعض الشراح نفى التكرار بقولهم ان قوله وباللفظ استغنى ... مقيد بأن يكون الخلاف واضح لا يحتاج الى قيد

قال الشاطبى - رحمه الله - :
وقبل وبعد الحرف آتى بكل ما ............ رمزت له فى الجمع إذ ليس مشكلا
[/font]

المراد بالحرف هنا : الكلمة القرآنية المختلف فيها​

المراد بالجمع : الرمز الذى استخدمه للدلالة على اكثر من شيخ ​

ومعنى البيت : انه اذا ذكر القراء برمز من هذه الرمزو فانه لا يلتزم بأن يأتى بالرمز بعد الكلمة القرآنية المترجم لها ​

1- قد يذكرها بعدها : من يرتدد عم ....... ، فتذكر حقا ............​

2- قد يذكرها قبلها : وصحبة يصرف ............ ، وحقا بضم الباء فلا يحسبنهم .........​

وهذا بخلاف حروف " أبج دهز " فإنه يلتزم بأن يأتى بالرمز بعد الكلمة القرآنية وكذلك الحروف التى تدل على أكثر من قارىء مثل الشين​

وهذا التزام منه بقوله : ومن بعد ذكرى الحرف أسمى رجاله​

فإن اجتمع حرف من حروف " أبج دهز " مع كلمة من الكلمات التى تدل على الاجتماع فإنه يكون تابعا لها تقديما و تأخيرا ​

- وحق نصير كسر واو مسومين ........ هنا قدم الرموز على الترجمة​

- وعالم خفض الرفع عن نفر ............. هنا أخّر الرموز عن الترجمة ​

- ومنزلها التخفيف حق شفاؤه​

قال الشاطبى - رحمه الله - :

وسوف أسمى حيث يسمح نظمه ......... به موضحا جيدا معما و مخولا

أى ان الناظم – رحمه الله – قد يذكر القارىء بصريح اسمه لا برمزه وذلك اذا سمح النظم بذلك وقد يذكره قبل او بعد الكلمة​

- ونقل ردًا عن نافع ​

- وقل ولا ............ بتخفيف الكسائى أقبلا​

- ونافع بالرفع واحدة جلا​

- وحمزة و الارحام بالخفض جملا​

[font=&quot]
[/font]

 

[المتولى]

ملف ورد منسق يجمع ما سبق

http://www.ibnalislam.net/view.php?file=ad1d1b0e34

 

[منة الله]

بارك الله فيكم وزادكم من فضله

متابعين معكم

 

[المتولى]

قال الشاطبى - رحمه الله - :

بسمل بين السورتين بسنة .......... رجال نموها درية وتحملا
ووصلك بين السورتين فصاحة .........وصل و اسكتن كل جلاياه حصلا


​

المفردات : ​

بسمل : قال بسم الله الرحمن الرحيم ، قال الماوردى : " يقال لمن بسمل مبسمل ​

السنة : لغة الطريق واصطلاحا ما اضيف الى النبى صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او عمل او تقرير او صفة​

نموها : رفعوها و نقلوها​

درية : الدراية و العلم و المعرفة ​

التحمل : النقل عن الغير​

صل و اسكتن : الواو هنا بمعنى أو

​

الشرح : أخبر الناظم – رحمه الله – ان قالون والكسائى وعاصما وابن كثير قرءوا بإثبات البسملة بين السورتين , وحجتهم فى ذلك الاحاديث الصحيحة التى نقلوها عن علم و دراية عن مشايخهم بالاضافة الى كتابة الصحابة لها فى المصاحف العثمانية​

ثم اخبر – رحمه الله – ان حمزة يصل بين السور بلا بسملة والحكمة من هذا الوصل هو تبيين اعراب اواخر السور وبيان همزة القطع و الوصل بالاضافة الى سكت خلف على الساكن قبل الهمز فى نحو : "فحدث. ألم نشرح لك صدرك "​

وكان حمزة – رحمه الله – يقول : " إن القرآن عندى كالسورة الواحدة فإذا قرأتُ البسملة فى أول الفاتحة أجزأنى ذلك "​

ثم ذكر – رحمه الله – ان من يقرأ لورش اولابن عامر او ابى عمرو مخيرٌفى الفصل بين السورتين بالبسملة اوبالسكت اوالوصل بلا فصل ​

والمراد بالسكت هنا : وقفة لطيفة بلا تنفس ​

نخلص من هذا :​

1- عاصم و الكسائى وابن كثير و قالون : البسملة بين السورتين​

2- حمزة : الوصل بين السورتين بلا بسملة​

3- ورش وابن عامر و ابو عمرو : الوصل و السكت و البسملة ​