- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
أسرار في الرسم القرآني
نقل أحمد بن المبارك (1) عن شيخه عبد العزيز الدباغ (2) أنه قال له:
"ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو
توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه
على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول،
وهو سرٌّ من الأسرار خصّ الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية.
وكما أنّ نظم القرآن مُعجز فرسمه أيضاً مُعجز، فكيف تهتدي العقول إلى
سرّ زيادة الألف في لفظ (مائة) دون لفظ (فئة)؟! وإلى سر زيادة الياء
في (بأييد، بأييكم)؟! أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في (سعوا)
في سورة الحج ونقصانها في (سعو) في سورة سبأ؟! وإلى سر زيادتها
في (عتوا) حيث وردت ونقصانها من (عتو) في سورة الفرقان؟! وإلى
سر زيادتها في (آمنوا) وإسقاطها من (باءو، جاءو، تبوءو، فأوو)؟! وإلى
سر زيادتها في (يَعْفُوَا الذي) ونقصانها من
(يعفو عنهم) في سورة النساء؟!
أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة
دون بعض كحذف الألف من لفظ (قرآنا) في سورة يوسف وسورة
الزخرف وإثباتها في الباقي، وإثبات الألف بعد واو (السموات) في فُصّلت
وحذفها من غيرها، وإثبات الألف في (الميعاد) مُطلقاً وحذفها في موضع
سورة الأنفال، وإثبات الألف في (سراجا) حيثما وقع وحذفها من موضع
سورة الفرقان، وكيف تتوصّل إلى فتح بعض التاءات في مواضع
وربطها في مواضع أخرى؟!
كل ذلك لأسرار إلهيّة وأغراض نبوية، وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار
لا تدرك إلا بالفتح الرباني بمنزلة الألفاظ والحروف المقطعة التي في
أوائل السور؛ فإن لها أسراراً عظيمة ومعاني كثيرة، وأكثر الناس لا
يهتدون إلى أسرارها ولا يُدركون شيئاً من المعاني الإلهية التي أشير
إليها، فكذلك الرسم الذي في القرآن حرفاً بحرف"
[انظر مناهل العرفان، ج1، ص 282 ط عيسى الحلبي].
وحيث إن القرآن الكريم هو أساس الدين ومصدر التشريع الأول؛
فإن ذلك سببٌ كافٍ لاهتمام العلماء بموضوعاته المختلفة مثل
التفسير والإعراب وأسباب النزول وأحكام التجويد والناسخ والمنسوخ
والقراءات وقواعد الرسم وأنواع الضبط وعلامات الوقوف وغير ذلك.
وهو مع كثرة التنوع في طرق قراءاته والتغاير في أوْجُه الأداء
لألفاظه يُصدِّقُ بعضُهُ بعضاً ويشهد بعضه لبعض، ولم يتطرق إليه
تضاد ولا تناقض، بل إن مبلغهُ من البلاغة نهاياتها، ومن الإعجاز كماله،
ومن الاختصار غايته، ومن الإيجاز جماله ووضوحه، كيف لا وهو الكتاب
الذي لا ريب فيه، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من
حكيم حميد.
وحيث إن الله تعالى قد تكفّل بحفظ كتابه إذ قال جلّ مِن قائل:
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9] فقد يسّر بفضله
ورحمته أعمالاً مبتدأةً بعمل الخليفة عثمان رضي الله عنه
ومستمرة إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
ومن ذلك نسخ المصاحف ونقطها وطباعتها، فكانت
أول طباعة للمصحف وفق قواعد الرسم سَنَة (1308هـ)،
ثم طبع ثانية في عام (1342هـ) الموافق للعام (1923م) بإشراف
مشيخة الأزهر بالقاهرة، وتلقى العالم الإسلامي هذه الطبعة
بالقبول وأصبحت ملايين النسخ تطبع منه سنويّاً،
إذ أجمع العلماء في المشرق والمغرب على دقة رسمها وكتابتها.
ثم بعد ذلك سُجِّل القرآن الكريم مرتلاً على اسطوانات وأشرطة
بأصوات أشهر المقرئين وذلك للحفاظ على النصّ الصوتي للقراءة
القرآنية من أن يتسرب إليه فوضى أو يدخله ما ليس بمتواتر
[انظر: القراءات القرآنية للدكتور عبدالهادي الفضلي ص121].
عبد الرحمن جبريل
نقل أحمد بن المبارك (1) عن شيخه عبد العزيز الدباغ (2) أنه قال له:
"ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو
توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه
على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول،
وهو سرٌّ من الأسرار خصّ الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية.
وكما أنّ نظم القرآن مُعجز فرسمه أيضاً مُعجز، فكيف تهتدي العقول إلى
سرّ زيادة الألف في لفظ (مائة) دون لفظ (فئة)؟! وإلى سر زيادة الياء
في (بأييد، بأييكم)؟! أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في (سعوا)
في سورة الحج ونقصانها في (سعو) في سورة سبأ؟! وإلى سر زيادتها
في (عتوا) حيث وردت ونقصانها من (عتو) في سورة الفرقان؟! وإلى
سر زيادتها في (آمنوا) وإسقاطها من (باءو، جاءو، تبوءو، فأوو)؟! وإلى
سر زيادتها في (يَعْفُوَا الذي) ونقصانها من
(يعفو عنهم) في سورة النساء؟!
أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة
دون بعض كحذف الألف من لفظ (قرآنا) في سورة يوسف وسورة
الزخرف وإثباتها في الباقي، وإثبات الألف بعد واو (السموات) في فُصّلت
وحذفها من غيرها، وإثبات الألف في (الميعاد) مُطلقاً وحذفها في موضع
سورة الأنفال، وإثبات الألف في (سراجا) حيثما وقع وحذفها من موضع
سورة الفرقان، وكيف تتوصّل إلى فتح بعض التاءات في مواضع
وربطها في مواضع أخرى؟!
كل ذلك لأسرار إلهيّة وأغراض نبوية، وإنما خفيت على الناس لأنها أسرار
لا تدرك إلا بالفتح الرباني بمنزلة الألفاظ والحروف المقطعة التي في
أوائل السور؛ فإن لها أسراراً عظيمة ومعاني كثيرة، وأكثر الناس لا
يهتدون إلى أسرارها ولا يُدركون شيئاً من المعاني الإلهية التي أشير
إليها، فكذلك الرسم الذي في القرآن حرفاً بحرف"
[انظر مناهل العرفان، ج1، ص 282 ط عيسى الحلبي].
وحيث إن القرآن الكريم هو أساس الدين ومصدر التشريع الأول؛
فإن ذلك سببٌ كافٍ لاهتمام العلماء بموضوعاته المختلفة مثل
التفسير والإعراب وأسباب النزول وأحكام التجويد والناسخ والمنسوخ
والقراءات وقواعد الرسم وأنواع الضبط وعلامات الوقوف وغير ذلك.
وهو مع كثرة التنوع في طرق قراءاته والتغاير في أوْجُه الأداء
لألفاظه يُصدِّقُ بعضُهُ بعضاً ويشهد بعضه لبعض، ولم يتطرق إليه
تضاد ولا تناقض، بل إن مبلغهُ من البلاغة نهاياتها، ومن الإعجاز كماله،
ومن الاختصار غايته، ومن الإيجاز جماله ووضوحه، كيف لا وهو الكتاب
الذي لا ريب فيه، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من
حكيم حميد.
وحيث إن الله تعالى قد تكفّل بحفظ كتابه إذ قال جلّ مِن قائل:
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9] فقد يسّر بفضله
ورحمته أعمالاً مبتدأةً بعمل الخليفة عثمان رضي الله عنه
ومستمرة إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،
ومن ذلك نسخ المصاحف ونقطها وطباعتها، فكانت
أول طباعة للمصحف وفق قواعد الرسم سَنَة (1308هـ)،
ثم طبع ثانية في عام (1342هـ) الموافق للعام (1923م) بإشراف
مشيخة الأزهر بالقاهرة، وتلقى العالم الإسلامي هذه الطبعة
بالقبول وأصبحت ملايين النسخ تطبع منه سنويّاً،
إذ أجمع العلماء في المشرق والمغرب على دقة رسمها وكتابتها.
ثم بعد ذلك سُجِّل القرآن الكريم مرتلاً على اسطوانات وأشرطة
بأصوات أشهر المقرئين وذلك للحفاظ على النصّ الصوتي للقراءة
القرآنية من أن يتسرب إليه فوضى أو يدخله ما ليس بمتواتر
[انظر: القراءات القرآنية للدكتور عبدالهادي الفضلي ص121].
عبد الرحمن جبريل
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع