أمة اللطيف
اللهم ألف بين قلوبنا
- إنضم
- 4 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 954
- النقاط
- 16
- الإقامة
- الأردن
- احفظ من كتاب الله
- 21 جزء
- احب القراءة برواية
- حفص عن عاصم
- القارئ المفضل
- الحصري،السديس،سعد الغامدي
- الجنس
- أخت
الصمد لغة : هو القصدُ.
والصمدُ : السيِّدُ المطاع الذي لا يقضى من دونه أمر ، سيِّد متمكِّن ، مطاع ، أمره نافذ .. وأصمد إليه الأمر : أسنده إليه . ويقول
بعض علماء اللغة :" إنَّ الصمد في اللغة له وجهان : أنّه فعلٌ بمعنى مفعول " .. أي مقصود ، صمدّتُ إليه أي قصدّته ، أو هو
المقصود، أي السيِّدُ المقصودُ . المصمود في الحوائج : أي المقصود في الحوائج . و قال بعض اللغويون الصمد ؛ هو الذي لا جوف
له ، أي الشيء الأصم . حجر لو نقرته لا يعطيك صوتاً ، فهو صَمَدٌ أي أصمّ . أما العلبة الفارغة لو ضربتها تحدث صوتاً ، فالصمد
هو الذي لا جوف له . وقال بعض متأخِّري اللغة : الصمد هو الأملس من الحجر الذي لا يقبل الغبار ، بمعنى ثقيل ، ولا يدخله
شيءٌ ولا يخرج من شيء ، لا دخول ولا خروج ولا استقرار .. هو الصمد .. هذا كلُّه معنى كلمة الصمد في اللغة
الصَّمَدَ : الذي قد كمل في سؤدده ؛ والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في
حلمه ؛ والعليم الذي قد كمل في علمه ؛ والحكيم الذي قد كمل في حكمته ؛ وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد . هو الله
سبحانه وتعالى هذه صفه لا تنبغي لأحد إلا له ، ليس له كُفُوءٌ ؛ وليس كمثله شيء ... سبحان الله الواحد القهار . وهذا هو المعنى
الذي فصلته فيما مضى ، وخلاصته أنه تعالى له صفات الكمال وله الكمال في الصفات ؛ وينبني ويتفرع عليه القول الثاني :
الصَّمَدَ : السَّيِدُ الذي يصمد ( يقصد ) إليه في الحوائج .
أقوال السلف في بيان معنى الصَّمَدَ مذكورة بأسانيدها في الجزء السابع عشر من فتاوى ابن تيميه رحمه الله تعالى -
وهى كما يقول شيخ الإسلام :
أقوال متعددة قد يُظن أنها مختلفة - وليست كذلك - بل كلها صواب والمشهور منها قولان :
أحدهما : ' أنه الصَّمَدَ الذي لا جوف له ' وهو قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة ، وهو المعروف عن
ابن مسعود وابن عباس والحسن البصري ومجاهد وعكرمة والضحاك والسدّى وقتادة وسعيد بن جبير
وهو الذي قال أيضاً : الكامل في جميع صفاته وأفعاله ؛ وبمعنى ذلك قال سعيد بن المسيب : الذي لا حشو له ؛
وابن مسعود أيضاً قال : هو الذي ليست له أحشاء ؛ كذلك قال الشعبي : الذي لا يأكل ولا يشرب ؛ وعن محمد بن كعب القرظى
وعكرمة : هو الذي لا يخرج منه شيء ؛ وعن ميسرة قال : هو المُصْمَتُ ؛ وعن مجاهد : هو المُصْمَتُ الذي لا جوف له ؛ وهذه
الأقوال مؤداها حقيقته واحدة ، ألا وهى أن المخلوق أجوف : يعنى له أحشاء يدخل فيها أشياء ( مثل الطعام والشراب ) ؛ ويخرج
منها أشياء مثل الولد فالمخلوق ضعيف ناقص يتفرق ويتجزأ ويتمزق ، بخلاف الصَّمَدَ عز وجل الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك
؛ فذاته لا تتفرق ولا تتجزأ ولا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) ؛ وكذلك صفاته لا تضعف ولا تنقص ولا
تتفرق وإنما هو الكمال كما سبق بيانه ؛ وهذا من فقه السلف ورسوخ علمهم بالله وبصفاته وبدينه ؛ وعن الربيع :' الذي لا تعتريه
الآفات '؛ وعن مقاتل بن حيان :' الذي لا عيب فيه '؛ وعن مره الهمذاني :' الذي لا يُبلى ولا يُفنى ' ؛
وعن قتادة : الصَّمَدَ :' الباقي بعد خلقه'؛ وعن مجاهد ومعمر :' الدائم '، وعن ابن عطاء : هو 'المتعالي عن الكون
والفساد '، وعنه أيضاً :' الذي لم يتبين عليه أثر فيما أظهر ويريد قوله ( وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ) وبقاؤه ودوامه من تمام الصَّمَدَية ..
الثاني : أن الصَّمَدَ : هو الذي يُصمَد ( يُقصَد ) إليه في الحوائج وهذا قول طائفة من السلف والخلف وجمهور اللغويين وهو متفرع ومبنى على القول الأول كما سبق بيانه .
قال ابن عباس : الصَّمَدَ الذي تُصمَد إليه الأشياء إذا أنزل بهم كربة أو بلاء ؛ قال الخطابي : أصح الوجوه أنه السَّيِدُ الذي يُصمد إليه
في الحوائج لأن الاشتقاق يشهد له .
وجمع أبو هريرة بين القولين فقال : المستغنى عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد . ؛ وقال أبو بكر بن الانبارى : لا خلاف بين أهل
اللغة في أنه السَّيِدُ الذي ليس فوقه أحد الذي يُصمَد إليه الناس في حوائجهم وأمورهم ؛ قال شيخ الإسلام : الاشتقاق يشهد للقولين
جميعاً ، قول من قال الذي لا جوف له ، وقول من قال : أنه السَّيِدُ ، وهو على الأول أدل ؛ فإن الأول أصل للثاني ولفظ الصَّمَدَ يُقال
على من لا جوف له في اللغة ، قال يحيي بن أبي كثير : الملائكة صمد والآدميون جوف ..
أتمنى أن ْ تكونوا قد استفدتم من هذه التأملات في لفظة " الصمد "
مستجمع
__________________
والصمدُ : السيِّدُ المطاع الذي لا يقضى من دونه أمر ، سيِّد متمكِّن ، مطاع ، أمره نافذ .. وأصمد إليه الأمر : أسنده إليه . ويقول
بعض علماء اللغة :" إنَّ الصمد في اللغة له وجهان : أنّه فعلٌ بمعنى مفعول " .. أي مقصود ، صمدّتُ إليه أي قصدّته ، أو هو
المقصود، أي السيِّدُ المقصودُ . المصمود في الحوائج : أي المقصود في الحوائج . و قال بعض اللغويون الصمد ؛ هو الذي لا جوف
له ، أي الشيء الأصم . حجر لو نقرته لا يعطيك صوتاً ، فهو صَمَدٌ أي أصمّ . أما العلبة الفارغة لو ضربتها تحدث صوتاً ، فالصمد
هو الذي لا جوف له . وقال بعض متأخِّري اللغة : الصمد هو الأملس من الحجر الذي لا يقبل الغبار ، بمعنى ثقيل ، ولا يدخله
شيءٌ ولا يخرج من شيء ، لا دخول ولا خروج ولا استقرار .. هو الصمد .. هذا كلُّه معنى كلمة الصمد في اللغة
الصَّمَدَ : الذي قد كمل في سؤدده ؛ والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في
حلمه ؛ والعليم الذي قد كمل في علمه ؛ والحكيم الذي قد كمل في حكمته ؛ وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد . هو الله
سبحانه وتعالى هذه صفه لا تنبغي لأحد إلا له ، ليس له كُفُوءٌ ؛ وليس كمثله شيء ... سبحان الله الواحد القهار . وهذا هو المعنى
الذي فصلته فيما مضى ، وخلاصته أنه تعالى له صفات الكمال وله الكمال في الصفات ؛ وينبني ويتفرع عليه القول الثاني :
الصَّمَدَ : السَّيِدُ الذي يصمد ( يقصد ) إليه في الحوائج .
أقوال السلف في بيان معنى الصَّمَدَ مذكورة بأسانيدها في الجزء السابع عشر من فتاوى ابن تيميه رحمه الله تعالى -
وهى كما يقول شيخ الإسلام :
أقوال متعددة قد يُظن أنها مختلفة - وليست كذلك - بل كلها صواب والمشهور منها قولان :
أحدهما : ' أنه الصَّمَدَ الذي لا جوف له ' وهو قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة ، وهو المعروف عن
ابن مسعود وابن عباس والحسن البصري ومجاهد وعكرمة والضحاك والسدّى وقتادة وسعيد بن جبير
وهو الذي قال أيضاً : الكامل في جميع صفاته وأفعاله ؛ وبمعنى ذلك قال سعيد بن المسيب : الذي لا حشو له ؛
وابن مسعود أيضاً قال : هو الذي ليست له أحشاء ؛ كذلك قال الشعبي : الذي لا يأكل ولا يشرب ؛ وعن محمد بن كعب القرظى
وعكرمة : هو الذي لا يخرج منه شيء ؛ وعن ميسرة قال : هو المُصْمَتُ ؛ وعن مجاهد : هو المُصْمَتُ الذي لا جوف له ؛ وهذه
الأقوال مؤداها حقيقته واحدة ، ألا وهى أن المخلوق أجوف : يعنى له أحشاء يدخل فيها أشياء ( مثل الطعام والشراب ) ؛ ويخرج
منها أشياء مثل الولد فالمخلوق ضعيف ناقص يتفرق ويتجزأ ويتمزق ، بخلاف الصَّمَدَ عز وجل الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك
؛ فذاته لا تتفرق ولا تتجزأ ولا يدخل فيه شيء ولا يخرج منه شيء (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) ؛ وكذلك صفاته لا تضعف ولا تنقص ولا
تتفرق وإنما هو الكمال كما سبق بيانه ؛ وهذا من فقه السلف ورسوخ علمهم بالله وبصفاته وبدينه ؛ وعن الربيع :' الذي لا تعتريه
الآفات '؛ وعن مقاتل بن حيان :' الذي لا عيب فيه '؛ وعن مره الهمذاني :' الذي لا يُبلى ولا يُفنى ' ؛
وعن قتادة : الصَّمَدَ :' الباقي بعد خلقه'؛ وعن مجاهد ومعمر :' الدائم '، وعن ابن عطاء : هو 'المتعالي عن الكون
والفساد '، وعنه أيضاً :' الذي لم يتبين عليه أثر فيما أظهر ويريد قوله ( وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ) وبقاؤه ودوامه من تمام الصَّمَدَية ..
الثاني : أن الصَّمَدَ : هو الذي يُصمَد ( يُقصَد ) إليه في الحوائج وهذا قول طائفة من السلف والخلف وجمهور اللغويين وهو متفرع ومبنى على القول الأول كما سبق بيانه .
قال ابن عباس : الصَّمَدَ الذي تُصمَد إليه الأشياء إذا أنزل بهم كربة أو بلاء ؛ قال الخطابي : أصح الوجوه أنه السَّيِدُ الذي يُصمد إليه
في الحوائج لأن الاشتقاق يشهد له .
وجمع أبو هريرة بين القولين فقال : المستغنى عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد . ؛ وقال أبو بكر بن الانبارى : لا خلاف بين أهل
اللغة في أنه السَّيِدُ الذي ليس فوقه أحد الذي يُصمَد إليه الناس في حوائجهم وأمورهم ؛ قال شيخ الإسلام : الاشتقاق يشهد للقولين
جميعاً ، قول من قال الذي لا جوف له ، وقول من قال : أنه السَّيِدُ ، وهو على الأول أدل ؛ فإن الأول أصل للثاني ولفظ الصَّمَدَ يُقال
على من لا جوف له في اللغة ، قال يحيي بن أبي كثير : الملائكة صمد والآدميون جوف ..
أتمنى أن ْ تكونوا قد استفدتم من هذه التأملات في لفظة " الصمد "
مستجمع
__________________
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع