أمة الودود
مشرفة
- إنضم
- 6 أبريل 2011
- المشاركات
- 110
- النقاط
- 16
- الإقامة
- الجيزه
- احفظ من كتاب الله
- بعض من الاجزاء
- احب القراءة برواية
- حفص
- القارئ المفضل
- العجمى
- الجنس
- اخت
طفلك..كيف يراك..؟
أنت شخص لطيف..محبوب من الناس..سمح الأخلاق..ولست بالمعنّف الذي ينفض الناس من حوله لفضاضته وغلظة قلبه..
ربما لست كذلك دائما..ولكنك غالبا ما تكون على هذا القدر من حسن الخلق..
بينما أنت مشغول بأوراقك التي بين يديك..ترى في عينيه لمحة ترقّب وخوف..وحذر..وكأنه أرنب صغير..يحاول الفرار من الصقر..الذي هو أنت!
يضع يديه خلف ظهره..ترفع رأسك صقرا قد عثر على فريسته،وتسأله بتعجب:
- ما بك يا ولد؟!
ينتفض مذعورا..ويلقي بما يخفيه..ليقع أرضا ثم يدفعه بقدمه الصغيرة إلى الوراء..
- لا..لا شيء يا أبي..
- بلى أنت تخفي شيئا..تكلم ما هو؟
- أقسم بالله أنني لا أخفي أي شيء..
- لا تقسم بالله كذبا..فالله لا يحب الكاذبين..
وبين (هناك شيء) و(لا شيء) تقوم من بين أوراقك لتتفقد ما ألقاه ،فتجده قطعة من الحلوى الموجودة في المطبخ!
تتعجب من تصرفه..وتستاء..وتصاب بالحيرة..وتجده ينتفض هلعا..لا يدري أي عقاب ينتظره..
- إنها مجرد حلوى..فلماذا تخفيها عني..
- أنا لم أخفِ شيئا..
- بلى فعلت..وحاولت أن تهرب مني..
يهز طفلك كتفيه وكأنه لا يفهم ما تقول..وأنت..لا تفهم ما يحدث سوى أن ابنك مستعد لأن يخفي عنك كل شيء يفعله جليلا كان أو حقيرا..ومما يزيد في ألمك أنه لم يكن الموقف الأول..ولا الثاني ولا الثالث..ولن يكون الأخير..بالطبع إذا لم يؤخذ الأمر بجدية..
***
أنت تعرف نفسك جيدا..وتوقن بأنك لم تكن مرعبا إلى الحد الذي يجعل ابنك يرتعد فرقا عندما يراك..
تتساءل:لماذا يخاف مني؟
ولماذا يكذب علي؟
ولماذا يخفي عني كل شيء؟
تحاول أن توضح له في كثير من المواقف أن ما يقوم به ليس خطأً يعاقب عليه..فلا داعي للخوف..ولكنه يعود ليقلق..ويخاف..ويكذب..وكأنك لم تبذل جهدا في توضيح ما هو صحيح..وما هو خطأ في نظره..
حسنا يا قارئي..ربما نستطيع أن نصل معا إلى السبب الذي من أجله يتصرف ابنك بهذا السلوك..
إنه الانطباع الذي نكونه في أنفس أبنائنا..وأنت نفسك..تمتلك مثل هذا المفهوم في طريقة تعاملك مع الآخرين..ودعنا نتحدث عن بعض النماذج التي تصادفها في حياتك..وعلى ذلك فلنقِس..
هناك من الناس من تستطيع أن تتحدث إليه..وأن تكشف له حتى أخطاءك وأنت مستريح البال..لا تتوجس في عينيه خيفة..ولا تتوقع منه نقدا لما تقول..ولذلك تقول ما تقول دون خوف أو وجل..ودون حساب ما قد يسببه رأيه من إزعاج لك..
بينما أشخاص آخرون لا تكاد تخبرهم بشيء مطلقا..وتفضل أن تمارس حياتك بعيدا عن أنظارهم..فإذا ما مروا بك..توقفت عن عملك..بل وربما كنت مضطرا لكثرة تدخله إلى أن تعيد قارورة الجبنة السائلة إلى محلها في السوق لكي لا ينوه بأنه رآك قبل يوم تشتري علبة كبيرة فيسألك لم هذا الترف والبذخ..فتضطر أنت لإخباره بأن طفلك كسر القارورة الأولى..وتدخل في دوامة خلاصتها أنك لم تحسن تربية ابنك الذي لا يقدر النعمة!
تذكّر الأشخاص الذين قابلتهم و الانطباعات التي تركوها في نفسك..بل ويا للمفارقة..قد تجد أن ذلك الذي لم ينتقدك يوما يؤثر فيك رأيه..وقد تتبناه كرأي شخصي لك،وإن انتقدك أخذت رأيه على محمل الجد..وحفظت منه ذلك النقد لأنه لم يشر إلا إلى خطأ عظيم لا يمكن تجاهله.. بينما ذلك الناقد المزعج يزيدك نفورا منه ومن آرائه..وكأنك إن اتبعت نصائحه ستصاب بداء الثقل الذي تراه مصابا به..
إنها حقيقة النفس البشرية التي جبلت على الانطلاق..وأخذها العزة بالإثم..وهي ذات الصفتين التي يحملها أطفالنا في أنفسهم كما نحملها نحن..
***
قد يقول قائل أنني هنا أطالب بترك النهي عن المنكر..وأطالب الآباء بأن يتركوا أبناءهم على ما هم عليه من أخطاء..فيسرقوا..ويكسروا..ويفعلوا ما شاءوا أن يفعلوه..
ولكنني أعترض هنا فأقول:
هل استمع هذا الطفل إلى نصح أبويه؟
وماذا عن تلك المخرجات التي جاءت نتيجة لكثرة اللوم والتوبيخ؟كذب..وتحايل..وغيرها من السلوكيات المشينة..
ومراهقون لا يعرف آباؤهم عنهم أي شيء سوى أنهم أبناؤهم..وأنهم كانوا في يوم من الأيام محكومين بضعفهم..وأصبحوا اليوم أقوياء متعبين..
إنني هنا أطلب منا جميعا أن نغير رأي أبنائنا فينا..فنترك طريقة اللوم والتوبيخ..والتهديد التي اعتدنا على استخدامها مائة مرة في اليوم..ولنتغابى عن التصرفات البسيطة التي يمكن أن نتجاهلها..وتلك الأخرى التي لم ينفع معها أساسا اللوم والتوبيخ فنبحث عن وسائل أخرى لمعالجتها..ولنشعرهم بأن (الدار أمان)
فلا تبحثوا يا أبنائي عن دار غير داركم..ولا عن أذن تسمع غير آذان آبائكم..ولا عن رأي تسترشدون به إن كان في ما يقوله الآباء خيرا لكم..
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) منقول من موقع نصرة محمد رسول الله
أنت شخص لطيف..محبوب من الناس..سمح الأخلاق..ولست بالمعنّف الذي ينفض الناس من حوله لفضاضته وغلظة قلبه..
ربما لست كذلك دائما..ولكنك غالبا ما تكون على هذا القدر من حسن الخلق..
بينما أنت مشغول بأوراقك التي بين يديك..ترى في عينيه لمحة ترقّب وخوف..وحذر..وكأنه أرنب صغير..يحاول الفرار من الصقر..الذي هو أنت!
يضع يديه خلف ظهره..ترفع رأسك صقرا قد عثر على فريسته،وتسأله بتعجب:
- ما بك يا ولد؟!
ينتفض مذعورا..ويلقي بما يخفيه..ليقع أرضا ثم يدفعه بقدمه الصغيرة إلى الوراء..
- لا..لا شيء يا أبي..
- بلى أنت تخفي شيئا..تكلم ما هو؟
- أقسم بالله أنني لا أخفي أي شيء..
- لا تقسم بالله كذبا..فالله لا يحب الكاذبين..
وبين (هناك شيء) و(لا شيء) تقوم من بين أوراقك لتتفقد ما ألقاه ،فتجده قطعة من الحلوى الموجودة في المطبخ!
تتعجب من تصرفه..وتستاء..وتصاب بالحيرة..وتجده ينتفض هلعا..لا يدري أي عقاب ينتظره..
- إنها مجرد حلوى..فلماذا تخفيها عني..
- أنا لم أخفِ شيئا..
- بلى فعلت..وحاولت أن تهرب مني..
يهز طفلك كتفيه وكأنه لا يفهم ما تقول..وأنت..لا تفهم ما يحدث سوى أن ابنك مستعد لأن يخفي عنك كل شيء يفعله جليلا كان أو حقيرا..ومما يزيد في ألمك أنه لم يكن الموقف الأول..ولا الثاني ولا الثالث..ولن يكون الأخير..بالطبع إذا لم يؤخذ الأمر بجدية..
***
أنت تعرف نفسك جيدا..وتوقن بأنك لم تكن مرعبا إلى الحد الذي يجعل ابنك يرتعد فرقا عندما يراك..
تتساءل:لماذا يخاف مني؟
ولماذا يكذب علي؟
ولماذا يخفي عني كل شيء؟
تحاول أن توضح له في كثير من المواقف أن ما يقوم به ليس خطأً يعاقب عليه..فلا داعي للخوف..ولكنه يعود ليقلق..ويخاف..ويكذب..وكأنك لم تبذل جهدا في توضيح ما هو صحيح..وما هو خطأ في نظره..
حسنا يا قارئي..ربما نستطيع أن نصل معا إلى السبب الذي من أجله يتصرف ابنك بهذا السلوك..
إنه الانطباع الذي نكونه في أنفس أبنائنا..وأنت نفسك..تمتلك مثل هذا المفهوم في طريقة تعاملك مع الآخرين..ودعنا نتحدث عن بعض النماذج التي تصادفها في حياتك..وعلى ذلك فلنقِس..
هناك من الناس من تستطيع أن تتحدث إليه..وأن تكشف له حتى أخطاءك وأنت مستريح البال..لا تتوجس في عينيه خيفة..ولا تتوقع منه نقدا لما تقول..ولذلك تقول ما تقول دون خوف أو وجل..ودون حساب ما قد يسببه رأيه من إزعاج لك..
بينما أشخاص آخرون لا تكاد تخبرهم بشيء مطلقا..وتفضل أن تمارس حياتك بعيدا عن أنظارهم..فإذا ما مروا بك..توقفت عن عملك..بل وربما كنت مضطرا لكثرة تدخله إلى أن تعيد قارورة الجبنة السائلة إلى محلها في السوق لكي لا ينوه بأنه رآك قبل يوم تشتري علبة كبيرة فيسألك لم هذا الترف والبذخ..فتضطر أنت لإخباره بأن طفلك كسر القارورة الأولى..وتدخل في دوامة خلاصتها أنك لم تحسن تربية ابنك الذي لا يقدر النعمة!
تذكّر الأشخاص الذين قابلتهم و الانطباعات التي تركوها في نفسك..بل ويا للمفارقة..قد تجد أن ذلك الذي لم ينتقدك يوما يؤثر فيك رأيه..وقد تتبناه كرأي شخصي لك،وإن انتقدك أخذت رأيه على محمل الجد..وحفظت منه ذلك النقد لأنه لم يشر إلا إلى خطأ عظيم لا يمكن تجاهله.. بينما ذلك الناقد المزعج يزيدك نفورا منه ومن آرائه..وكأنك إن اتبعت نصائحه ستصاب بداء الثقل الذي تراه مصابا به..
إنها حقيقة النفس البشرية التي جبلت على الانطلاق..وأخذها العزة بالإثم..وهي ذات الصفتين التي يحملها أطفالنا في أنفسهم كما نحملها نحن..
***
قد يقول قائل أنني هنا أطالب بترك النهي عن المنكر..وأطالب الآباء بأن يتركوا أبناءهم على ما هم عليه من أخطاء..فيسرقوا..ويكسروا..ويفعلوا ما شاءوا أن يفعلوه..
ولكنني أعترض هنا فأقول:
هل استمع هذا الطفل إلى نصح أبويه؟
وماذا عن تلك المخرجات التي جاءت نتيجة لكثرة اللوم والتوبيخ؟كذب..وتحايل..وغيرها من السلوكيات المشينة..
ومراهقون لا يعرف آباؤهم عنهم أي شيء سوى أنهم أبناؤهم..وأنهم كانوا في يوم من الأيام محكومين بضعفهم..وأصبحوا اليوم أقوياء متعبين..
إنني هنا أطلب منا جميعا أن نغير رأي أبنائنا فينا..فنترك طريقة اللوم والتوبيخ..والتهديد التي اعتدنا على استخدامها مائة مرة في اليوم..ولنتغابى عن التصرفات البسيطة التي يمكن أن نتجاهلها..وتلك الأخرى التي لم ينفع معها أساسا اللوم والتوبيخ فنبحث عن وسائل أخرى لمعالجتها..ولنشعرهم بأن (الدار أمان)
فلا تبحثوا يا أبنائي عن دار غير داركم..ولا عن أذن تسمع غير آذان آبائكم..ولا عن رأي تسترشدون به إن كان في ما يقوله الآباء خيرا لكم..
(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما) منقول من موقع نصرة محمد رسول الله
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع
التعديل الأخير: