منة الله
ظˆظ‡ط°ط§ ط²ظ…ط§ظ† ط§ظ„طµط¨ط±
- إنضم
- 8 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 515
- النقاط
- 18
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.com
- احفظ من كتاب الله
- ظ†ط³ط£ظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ طھط¹ط§ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ‚ط¨ظˆظ„ ظˆط§ظ„ط¥ط®ظ„ط§طµ
- احب القراءة برواية
- ط¨ط±ظˆط§ظٹط© ظˆط±ط´ ط¹ظ† ظ†ط§ظپط¹ ظ…ظ† ط·ط±ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط²ط±ظ‚
- القارئ المفضل
- ط§ظ„ط´ظٹط® ط§ظ„ط*طµط±ظٹ
- الجنس
- ط£ط®طھ
تفريغ الحصة الأولى من شرح الأصول الثلاثة
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وأصحابه أجمعين
طلب العلم الشرعي من أعظم العبادات التي ترفع بها الدرجات وتكفر بها السيئات والعلم عبادة نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ذكر بعض العلماء أن أفضل تطوع بعد الفرائض هو العلم قال الله تعالى((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))
و ما قذف الله في قلب مسلم حب هذا العلم إلا ويريد به خيرا في حديت النبي صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) إذن أعظم الأمور المحفزة لطلب العلم هو الأجر العظيم الذي يناله طالب العلم والثواب الكبير من الله عز وجل طالب العلم له مكانة عظيمة عند رب العزة سبحانه وتعالى من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل له الله طريقا إلى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع والعالم ليستغفر له من في سموات والأرض حتى الحيتان وفضل العالم على العالم كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر رواه الترمذي إذن لا مقام أعلى من مقام يكون الإنسان مبلغا عن الله وعن رسوله ولا يطلب العلم ولا يسمو إليه إلا من كان طالبا بمعالم الأمور موفقا لها لذلك ينبغي على طالبة العلم أن تخلص النية لله في طلب العلم لانه لن ينتفع طالب العلم بعلمه إلا إذا كان مخلصا لله أول شيء أن نضع صوب أعيننا الإخلاص لله سبحانه وتعالى في طلب العلم قال الله (تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
فالعلم من اشرف العبادات والعلم نعمة على العبد أنعمها الله سبحانه وتعالى إذا اخلص النية فعندما نأتي إلى مجلس من مجالس العلم نجلس لا نرجو إلا رحمة رب العزة سبحانه وتعالى لا نجلس رياء ولا سمعة ولا طلبا لمحبة الناس ولا تجاملا كان السلف يخافون من السمعة والرياء فالإخلاص لله سبحانه وتعالى أن تخرج هذه القلوب خالصة لله و أعظم نعمة ينعمها الله على الإنسان نعمة الإخلاص أن أستشعر أني أقف بين يدي الله في هذا العلم لا أريد غيره والجميع يعرف حديث أول من تسعر بهم النار منهم العالم عندما يسألهم رب العزة يقول يا رب تعلمت فيك فتقول له الملائكة كذبت بل تعلمت ليقال لك عالم لذلك ينبغي أن نجاهد أنفسنا قدر استطاعتنا أن نخلص النية في رحلة طلب العلم وسوف نجد التوفيق من رب العزة فالإخلاص هو مفتاح التوفيق في طلب العلم والوصول إليه فلو نظرنا إلى حياة السلف الصالح اخلصوا لله و من شدة إخلاصهم لله تجدهم من مئات السنين رحلوا من هذه الدنيا لكن كتبهم لازالت تدرس في المساجد وفي الجامعات وفي المعاهد لأنهم اخلصوا النية لله سبحانه وتعالى إذن بداية الطريق أن نخلص النية لله قدر المستطاع فمن أحبت أن ترفع دراجتها تخلص النية لله تعالى بعد الإخلاص ينبغي على طالب العلم أن يتأدب خلال رحلة طلب العلم لأنه للعلم حرمة نتأدب بأدب طلب العلم نعمل بما تعلمنا بعد أن جددنا النية لله تعالى لقوله تعالى ((يا أيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون))
فانا إذا تعلمت ما فائدة العلم إذا ما علمته ولم أعلمه إذا تعلمت كتاب وأتقنته اعلمه لأخواتي ابن العثيمين رحمه الله قال وصية نفيسة أنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نسخا من كتب وإنما أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين وقال الشافعي رحمه الله ليس العلم ما حفظ بل ما نفع إذن إذا تعلمنا علم نطبقه على أنفسنا أولا ثم ننقل هذا العلم إلى أخواتنا ولنا الأجر والسمو والرفعة عند الله تعالى فالعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر فالعلم والعمل قرينتان لا يفترقان حث الله على طلب العلم والتفقه في الدين لقوله تعالى(( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ))
من الآداب احترام المعلم الذي يعلمني لأن له مكانة عند رب العالمين المعلم يعطينا الوقت والجهد وفترة من التحضير من عمره كله فيجب أن يكون للمعلم مكانة اقدره ولو أخطا اتغاضى عن خطئه بل بالغ بعض السلف رحمهم الله في إحترام وتوقير مشايخهم حتى قال بعضهم : ( كنا إذا ذهب أحدنا إلى شيخه تصدق بشيء ) وقال
اللهم استر عيب شيخي عني ولا تذهب بركة علمه منّي. نكتفي أخواتي بهذا القدر من وصايا لطالب العلم
فلا خير في إنسان يحمل العلم ولا يعمل به لقوله تعالى(( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا)) وقوله تعالى(( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ))إذ بلي الإنسان بالعلم ولم يعمل و كأنه فاقد عقله
معنا اليوم متن الأصول الثلاثة نطلع على ترجمة الشيخ الإمام رحمه الله
ترجمة لصاحب الكتاب محمد بن عبد الوهاب اسمههو أبو عبد الله "محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي"، إمام النهضة الإسلامية الحديثة في جزيرة العرب، ومجدد من مجددي الإسلام، وداعية إسلامي كبير، أخذ نفسه أولاً ثم من حوله بما يعتقد أنه الحق، وكافح من أجله وقاسى، حتى قيض الله له النصر ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونشأ في العيينة سنه 1115من هجرة الرسول، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وتلقى العلوم الأولى على يدي والده، وكان يعمل قاضياً للعيينة آنذاك ثم ارتحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ولمتابعة علومه وبحوثه، فدرس على أعلام مكة آنذاك، ثم انتقل إلى المدينة فقرأ على فقهائها وخاصة الشيخ "عبد الله بن إبراهيم النجدي" والشيخ "محمد السندي"، ثم قصد إلى البصرة واجتمع إلى عدد من علمائها المعروفين، وهناك اتضحت له معالم الدعوة التي يجب أن يبشر بها، وتبنيت له ضخامة المهمة العظيمة التي ألقيت على عاتقه، وارتسمت أمام ناظريه أبعاد المعركة التي سيخوضها مع الطوائف المضّللة من الناس.
في العصر الذي نشأ فيه إمامنا الجليل كانت عوامل الضعف بدأت تدب في أوصال الدولة الإسلامية، وأخذت الخلافة العثمانية تفقد سيطرتها وتصدرها للأمور، وبرزت الصليبية من جديد تكيد للعالم الإسلامي وتتآمر عليه وتدس له الدسائس في هذه الفترة بدأت البدع تنتشر وتغلب الخرافات على المجتمع الإسلامي وبدا بعض أنواع الشرك بالظهور فسبحان الله رجع المسلمين يقدسوا زيارة المقابر وانتشر مبتدعو الولاية يزيفون على الناس دينهم، ويبتزون منهم أموالهم، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وقل الناصرون لدين لله والبعض قدس الأشجار وبعض الأحجار والأضرحة فكانت كل هذه المظاهر ينظر إليها الشيخ النقي السريرة، المخلص الطوية، المتوقد حماساً للدفاع عن عقيدة الإسلام ودولته وأمته
بدا الشيخ في الدعوى الإسلامية وبصيرته النافذة أول خطوة خطاها أراد أن يصحح العقيدة أول الخطوات في دربه الطويل في العمل على إعادة معاني الإسلام، فالإنسان الحق تصنعه العقيدة الحق، والمجتمع السليم تقيمه المبادئ السليمة.. وهكذا تحددت عناصر دعوته إذن كانت دعوة الشيخ بسيطة و واضحة تصحيح توحيد الله، إخلاص العبودية له، إنكار الشرك والبدع والخرافات والتوسل غير المشروع، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الاعتقاد بأن الإيمان قول وعمل، الإيمان الحق بالبعث والنشور والجنة والنار، إزالة كل ما يعوق الطريق إلى التوحيد والعبادة الخالصة، تحطيم ما علق بالإسلام من أوهام، ارتشاف الإسلام من معينه الصافي، وأخيراً إقامة الدولة الإسلامية.
ولم يكن ابن عبد الوهاب إلا مجدداً ما كان عليه السلف الصالح من فهم صحيح للإسلام وسلوك سليم يستقيم مع هذا الفهم، لذلك نجد هذه الدعوة تهز عواطف الشعوب الإسلامية ومشاعرهم هزاً عنيفاً، وبلغ تأثيرها من القوة حداً لم يبلغه تأثير دعوة أخرى منذ عهد بعيد.
لقد تأثر بها رجال الإصلاح الإسلامي في الهند ومصر والعراق والشام وغيرها وحاربوا الشيخ ومن شدة حربه لشيخ فقد أطلقوا على الدعوة اسم الوهابية لتبدو بمظهر المنتسب إلى شخص ليس لدين الإسلام ولكن أراد رب العزة أن تنتشر دعوة الشيخ رحمه الله في كل البلدان الإسلامية بصفائها ونقائها دعوة إسلامية خالصة توفي محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في عام 1206هـ. وقد خلف مؤلفات عديدة، منها: كتاب التوحيد، كشف الشبهات، تفسير الفاتحة، أصول الإيمان، المسائل التي خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية، فضل الإسلام، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رحمه الله وأجزل له ثواب الأبرار
نبدأ إن شاء الله بمتن وهو الأصول الثلاثة ومعه القواعد الأربعة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله كل ما يحوي الكتاب قال الله وقال الرسول أو ما جاء معنا في معنى ذالك من كلام سلفنا الصالح
قال الشيخ رحمه الله في الكتاب بسم الله الرحمان الرحيم
اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أرْبَعِ مَسَائِلَ:
الأُولى:العِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلاَمِ بالأَدِلَّةِ.
الثَّانِيَةُ:العَمَلُ بِهِ.
الثَّالِثَةُ:الدَّعْوَةُ إلَيْهِ.
الرَّابِعَةُ:الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ.
والدَّلِيلُ قَولُه تَعَالَى: بسم اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالعَصْرِ (1) إنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إلاَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر:1-3]
قَالَ الشَّافِعِيُّ- رَحِمَهُ الله تَعَالى-: (هَذِهِ السُّورَةُ لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ، والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} [محمد:19]، فَبَدَأَ بِالعِلْمِ قَبْلَ القَولِ وَالعَمَلِ.
إذن هذه المسائل الأربعة التي بدا الشيخ إلى التنبيه إليها مسائل عظيمة وأساسية لا غنى لمسلم عن معرفتها إذا أراد الطريق السوي الذي يصل به إلى رضوان الله تعالى وهي أربع مسائل مهمة جدا بل هي في غاية الأهمية بل هي أساس كل شيء الأولى هذه المسائل العلم والعلم الذي نريد يكون علم مبني على الإيمان نستمد هذا العلم من كتاب الله سبحانه وتعالى و من سنة نبيه
أساس العلم معرفة 3 أصول وتصديق ما يقتديه ذلك فعلا وعملا وقولا
1 معرفة العبد ربه فيؤمن به في ربوبيته وإلوهيته وصفاته و أسمائه تبارك الملك المتصرف القادر على كل شيء لقوله سبحانهالحمد لله رب العالمين وقولهإِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استويٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
وقوله تعالى
إذن الإيمان بالله إلها ومعبودا بما انه الرب الخالق الرازق المتصرف في كل شيء المدبر لكل شيء فان هذا يستلزم ويقتدي أن نفرده بعبادته لا اله إلا هو فادا عرفنا ربنا الخالق و الرازق و الملك المتصرف في شؤوننا كلها هو الذي ربانا و أوجدنا من العدم فادا أمنا بذالك كله يتوجب علينا أن نفرده وحده ونصرف له جميع العبادة و هدا توحيد العبادة ربط بينهما سبحانه وتعالى في قوله يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ هنا أمرنا بالعبادة بين لنا سبحانه الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ كل هذا يتعلق بربوبية ثم قال فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ انتم أمنت أن الرب لا خالق سواه لا رازق سواه لا مالك سواه إذن هذا يلزم أن نؤمن انه الواحد الأحد في عبادته وانه لا يجوز أن نشرك معه احد في العبادة لا حجر ولا شجر ولا مللك ولا نبي مرسل
كل ما في الكون لا يستحق أن يكون ندا لله سبحانه وتعالى مهما كانت مكانته حتى لو كان ملكا أو نبي لا يستحق أن نشركه في العبادة مع رب العزة سبحانه وتعالى قال الله تبارك وتعالى وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وقال تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وقوله تعالى فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
فإذن إذا علمنا أن رب العزة سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه فانه الجيد المستحق للعبادة
لذلك أن توحيد الله في ربوبيته يستلزم أن نفرد رب العزة في الوهيته وعبوديته كما قالفَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وأيضا من الواجب علينا أن نفرد رب العزة بالأسماء والصفات التي نصف الله بما وصف نفسه به في كتابه آو ما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته من غير تحريف ولا تعطيل وتكيف ولا تشبيه ولا تأويل على حد قوله تبارك وتعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
فنثبت جميع ما اثبت الله لنفسه من أسماء الحسنى والصفات العلى بلا تكيف ولا تعطيل ولا تحريف فهذا الذي سمى توحيد الأسماء والصفات فإذن توحيد الأسماء والصفات جزء من توحيد المعرفة والإثبات وهي جزء من توحيد الربوبية مادام هو الرب والمتصف بالصفات العلى و الأسماء الحسنى فهو المستحق للعبادة دون سواه ويجب أن نسلك في الأسماء والصفات مسلك الأئمة مثل الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم والكيف مجهور والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وقول الإمام احمد رحمه الله لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز في صفات رب العزة القرءان والحديث عندما سمع الإمام أبو حنيفة رحمه الله قوما ينكرون علو الله عز وجل أو يشكون في ذالك قال الإمام من قال لا ادري أن الله في سماء فقد كفر ومن قال لا ادري أن الله في السماء آو في الأرض فقد كفر لأنه بذلك من آمر خطير أن يكون الله في مكان تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا رب العزة مستوي على عرشه وعلمه في كل مكان بحيث لا تخفى عليه خافية في الأرض أو في السماء لذلك يجب علينا أن نفرد رب العزة في ربوبيته في الوهيته وفي أسمائه وصفاته فنثبت له ما اثبت لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم هذه خلاصة الأمر الأول الذي هو العلم والعلم أيضا معرفة الله ومعرفة نبيه ليس المقصود مجرد المعرفة التي تبادر الأذهان إنما المقصود بالمعرفة فيمنا يتعلق بالله المتضمنة بقول والعمل والاعتقاد المعرفة ليست معرفة الجهمية هم يعرفون الإيمان بأنه معرفة لكن يعنون بها معرفة إبليس فإبليس يعرف انه ربه ولكن كفر وجحد ولكن نحن نقصد المعرفة المتضمنة فنحن لا نريد أن نعرف توحيد الالوهية والربوبية والصفات والأسماء وفي الأخر نجحد وننكر كمعرفة إبليس لعنه الله إذن لا بد أن نؤمن بالله ربا والإيمان ب هالها ومعبودا والإيمان بأسمائه وصفاته أفعاله سبحانه وتعالى ومعرفة نبيه
كيف تكون معرفة نبيه
أن نؤمن به ونصدق انه مرسل من رب العزة سبحانه وتعالى نطيعه في ما أمر وجاء به من عند الله سبحانه ونجتنب ما حذر منه ونهى عنه نعبد الله بما شرع بلا زيادة ولا نقصان هذا هو المقصود بمعرفة النبي
ليس المقصود هنا مجرد نقول فلان مسلم ومن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم إذن لا بد من العلم والعمل أنتي مسلمة لابد من العلم والعمل نحن من إتباع محمد مؤمنين برسالته مؤمنين بتوحيد الربوبية والالوهية و الأسماء والصفات فلابد إذا علمنا يجب أن نعمل فلابد من العلم والعمل
ثم قال المصنف معرفة دين الإسلام بالأدلة هي معرفة أحكام الشرع بما تضمن من عباد ومعاملات وأخلاق وآداب وحدود وسائر أحكام الدين ألان الدين الذي لا يقبل دينا سواه ثم انه لا بد من معرفة اقل قدر نستطيع أن نعبد به رب العزة سبحانه على الوجه الصحيح اقل قدر من عبادة يجب أن نتعلمها وهذا فرض عين وما زاد فهو فرض كفاية يعني إذا توسعنا في المتون والفقه والعلم فهذا يصبح فرض كفاية ولكن يجب علينا أن نتعلم الأساس والأصول نتعلم القدر الذي نقدر أن نادي عبادتنا على الوجه الصحيح لهذا لا يعذر احد بترك هذا الأمر معرفة التوحيد من الشرك الفرض والواجب من السنة نعرف الحلال من الحرام السنة من البدعة الحق من الباطل هذا القدر لو تعلمناه هذا فرض عين علينا واجب أن نقرا ونتدبر ونعلم بعمق لنعرف كيف نادي حق الله سبحانه على أكمل وجه وهذا دين الإسلام بالأدلة الذي يجب أن نتعلمه الأدلة القاطعة التي تدل على انه من عند الله سبحانه وتعالى فكل من تأمل هذا الدين وتأمل العقيدة و الأحكام و هذا الدين وحدوده واستشعر معانيه عرف انه من عند الله سبحانه وتعالى وانه منزل من عند الله على رسول الله عليه وسلم سبحان اله الحق دائما يوضع علامات واضحة بدل عليه دلالة واضحة والباطل والعياذ بالله له علامات تدل على انه باطل فلابد ان نجتهد ونعرف الحق ونتعلم العلم عن طريق العلماء الربانيين الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون الذين ينفون عن كتاب الله كل تحريف سواء في الغلو أو التأويل وننتبه لذلك نحن حفظنا القرءان ومعه شرح موجز لما حفظنا سبحان الله يرسخ في الصدر العلم لا يؤخذ براحة الجسد
المسالة الثانية العمل
العلم فالعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر عديم الجدوى إذا أنا تعلمت لازم اعمل فالعلم بلا عمل حجة على صاحبه والعياذ بالله إذن لابد من إتباع القول العمل كما قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ إذن العمل من الشروط العمل إخلاص العمل لله وحده والاقتداء بالنبي لي الله عليه وسلم والإخلاص لابد منه ليكون العمل صحيحا ولابد أن يبنى هذا العلم على العمل لذلك كما نقل لنا المصنف باب من أبواب البخاري
قَالَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك لذلك لابد أن يؤسس العمل على العلم ألان تأسيس العمل على غير العلم توقع الإنسان في متاهات لا يحمد عقبها لكن المؤمن الحق هو يطبق ما يتعلم قبل أن يبدأ بدعة الأخير إليه ألانه أولا أطبق العلم على نفسي ثم اعلمه للآخرين
من يريد أن يتصدر لدعوة يجب أن تكون عنده العقيدة مؤصلة ومؤسسة بالكتاب والسنة إذن في هذا الأساس لا يجوز أن يتصدى لدعوة بعض الناس أهم شئ لداعي عليه أن يعرف الأمر الذي يدعو إليه جملة وتفصيلا حتى لا يقع في الفتوى بغير علم إذن أنا تعلمت أبدا بنفسي وأدعو غيري لهذا العلم لازم علمي يكون مبني على أسس سليمة من كتاب الله وسنة رسوله
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة
المسالة الثالثة الدعوة
هل الدعوة إلى الله فرض كفاية أو فرض عين
الدعوة ً فرض كفاية وإذا قام بها مجموعة سقطت عن الآخرين لكن إذا تركها الجميع أثموا جميعا لكن لا يتصدر لها الأمن أتقن آدابها وأمورها وسير كل شئ ودرس فيها السلف الصالح ودرس تفسير الكتاب فإذا فهمنها ودرسنها وأتقنها ننطلق
المسالة الرابعة الصبر على الأذى فيه
أي الصبر على الأذى في سبيل الدعوة المعلوم دائما أن من يدعو إلى الله سبحانه يلاقي كثيرا من الصعوبات التي ربما وجدها ربما من أقاربه كالاستهزاء قد تكون الداعية إلى الله في بدايتها غير ملتزمة في أمور دينها لكن سبحان الله اصطفاها رب العزة و منى عليها و هداها و أجيزت في المتون و العقيدة و فهمتها و امتحنت فيها سوف تلقى مشقات و تلاقي مضايقات فيجب على الأخت أن تصبر في هذا المجال فيجب عليها الصبر و طول البال و الحكمة و الرفق
والرفق ما كان في شيء إلا زانوا و العنف ما كان في شيء إلا شانوا
فمن يريد أن يسير في هذا الطريق أن يصبر و قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
1. وَالْعَصْرِ
2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
4.كل إنسان في خسران إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
إذن الصبر حبس النفس عن المعاصي و حثها على طاعة الله سبحانه و تعالى
الصبر ثلاثة أنواع
1 الصبر على الطاعة
2 الصبر على أقدار الله
3 الصبر على المعاصي
والأحاديث التي تحث على الصبر كثيرة منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ
وقوله تعالى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وقوله وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّه
الصبر ضياء ينير لنا طريقنا وهذه السورة أوردها الإمام الشافعي فقال هَذِهِ السُّورَةُ لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ
هذه السورة الصغيرة الإمام الشافعي استشعر معاني هذه الآية فقال لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ ألانها تبين لنا طريقين لا ثالث لهم
الأول طريق الخسران والخيبة وهو طريق الكفر
الثاني طريق النجاة
الدرس من تفريغ أخت فاضلة من طالبات الدورة المباركة اجزل الله لها العطاء.
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وأصحابه أجمعين
طلب العلم الشرعي من أعظم العبادات التي ترفع بها الدرجات وتكفر بها السيئات والعلم عبادة نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ذكر بعض العلماء أن أفضل تطوع بعد الفرائض هو العلم قال الله تعالى((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))
و ما قذف الله في قلب مسلم حب هذا العلم إلا ويريد به خيرا في حديت النبي صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) إذن أعظم الأمور المحفزة لطلب العلم هو الأجر العظيم الذي يناله طالب العلم والثواب الكبير من الله عز وجل طالب العلم له مكانة عظيمة عند رب العزة سبحانه وتعالى من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل له الله طريقا إلى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع والعالم ليستغفر له من في سموات والأرض حتى الحيتان وفضل العالم على العالم كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر رواه الترمذي إذن لا مقام أعلى من مقام يكون الإنسان مبلغا عن الله وعن رسوله ولا يطلب العلم ولا يسمو إليه إلا من كان طالبا بمعالم الأمور موفقا لها لذلك ينبغي على طالبة العلم أن تخلص النية لله في طلب العلم لانه لن ينتفع طالب العلم بعلمه إلا إذا كان مخلصا لله أول شيء أن نضع صوب أعيننا الإخلاص لله سبحانه وتعالى في طلب العلم قال الله (تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
فالعلم من اشرف العبادات والعلم نعمة على العبد أنعمها الله سبحانه وتعالى إذا اخلص النية فعندما نأتي إلى مجلس من مجالس العلم نجلس لا نرجو إلا رحمة رب العزة سبحانه وتعالى لا نجلس رياء ولا سمعة ولا طلبا لمحبة الناس ولا تجاملا كان السلف يخافون من السمعة والرياء فالإخلاص لله سبحانه وتعالى أن تخرج هذه القلوب خالصة لله و أعظم نعمة ينعمها الله على الإنسان نعمة الإخلاص أن أستشعر أني أقف بين يدي الله في هذا العلم لا أريد غيره والجميع يعرف حديث أول من تسعر بهم النار منهم العالم عندما يسألهم رب العزة يقول يا رب تعلمت فيك فتقول له الملائكة كذبت بل تعلمت ليقال لك عالم لذلك ينبغي أن نجاهد أنفسنا قدر استطاعتنا أن نخلص النية في رحلة طلب العلم وسوف نجد التوفيق من رب العزة فالإخلاص هو مفتاح التوفيق في طلب العلم والوصول إليه فلو نظرنا إلى حياة السلف الصالح اخلصوا لله و من شدة إخلاصهم لله تجدهم من مئات السنين رحلوا من هذه الدنيا لكن كتبهم لازالت تدرس في المساجد وفي الجامعات وفي المعاهد لأنهم اخلصوا النية لله سبحانه وتعالى إذن بداية الطريق أن نخلص النية لله قدر المستطاع فمن أحبت أن ترفع دراجتها تخلص النية لله تعالى بعد الإخلاص ينبغي على طالب العلم أن يتأدب خلال رحلة طلب العلم لأنه للعلم حرمة نتأدب بأدب طلب العلم نعمل بما تعلمنا بعد أن جددنا النية لله تعالى لقوله تعالى ((يا أيها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون))
فانا إذا تعلمت ما فائدة العلم إذا ما علمته ولم أعلمه إذا تعلمت كتاب وأتقنته اعلمه لأخواتي ابن العثيمين رحمه الله قال وصية نفيسة أنا لا أريد من طلبة العلم أن يكونوا نسخا من كتب وإنما أريد منهم أن يكونوا علماء عاملين وقال الشافعي رحمه الله ليس العلم ما حفظ بل ما نفع إذن إذا تعلمنا علم نطبقه على أنفسنا أولا ثم ننقل هذا العلم إلى أخواتنا ولنا الأجر والسمو والرفعة عند الله تعالى فالعلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر فالعلم والعمل قرينتان لا يفترقان حث الله على طلب العلم والتفقه في الدين لقوله تعالى(( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ))
من الآداب احترام المعلم الذي يعلمني لأن له مكانة عند رب العالمين المعلم يعطينا الوقت والجهد وفترة من التحضير من عمره كله فيجب أن يكون للمعلم مكانة اقدره ولو أخطا اتغاضى عن خطئه بل بالغ بعض السلف رحمهم الله في إحترام وتوقير مشايخهم حتى قال بعضهم : ( كنا إذا ذهب أحدنا إلى شيخه تصدق بشيء ) وقال
اللهم استر عيب شيخي عني ولا تذهب بركة علمه منّي. نكتفي أخواتي بهذا القدر من وصايا لطالب العلم
فلا خير في إنسان يحمل العلم ولا يعمل به لقوله تعالى(( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا)) وقوله تعالى(( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ))إذ بلي الإنسان بالعلم ولم يعمل و كأنه فاقد عقله
معنا اليوم متن الأصول الثلاثة نطلع على ترجمة الشيخ الإمام رحمه الله
ترجمة لصاحب الكتاب محمد بن عبد الوهاب اسمههو أبو عبد الله "محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي"، إمام النهضة الإسلامية الحديثة في جزيرة العرب، ومجدد من مجددي الإسلام، وداعية إسلامي كبير، أخذ نفسه أولاً ثم من حوله بما يعتقد أنه الحق، وكافح من أجله وقاسى، حتى قيض الله له النصر ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونشأ في العيينة سنه 1115من هجرة الرسول، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وتلقى العلوم الأولى على يدي والده، وكان يعمل قاضياً للعيينة آنذاك ثم ارتحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ولمتابعة علومه وبحوثه، فدرس على أعلام مكة آنذاك، ثم انتقل إلى المدينة فقرأ على فقهائها وخاصة الشيخ "عبد الله بن إبراهيم النجدي" والشيخ "محمد السندي"، ثم قصد إلى البصرة واجتمع إلى عدد من علمائها المعروفين، وهناك اتضحت له معالم الدعوة التي يجب أن يبشر بها، وتبنيت له ضخامة المهمة العظيمة التي ألقيت على عاتقه، وارتسمت أمام ناظريه أبعاد المعركة التي سيخوضها مع الطوائف المضّللة من الناس.
في العصر الذي نشأ فيه إمامنا الجليل كانت عوامل الضعف بدأت تدب في أوصال الدولة الإسلامية، وأخذت الخلافة العثمانية تفقد سيطرتها وتصدرها للأمور، وبرزت الصليبية من جديد تكيد للعالم الإسلامي وتتآمر عليه وتدس له الدسائس في هذه الفترة بدأت البدع تنتشر وتغلب الخرافات على المجتمع الإسلامي وبدا بعض أنواع الشرك بالظهور فسبحان الله رجع المسلمين يقدسوا زيارة المقابر وانتشر مبتدعو الولاية يزيفون على الناس دينهم، ويبتزون منهم أموالهم، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وقل الناصرون لدين لله والبعض قدس الأشجار وبعض الأحجار والأضرحة فكانت كل هذه المظاهر ينظر إليها الشيخ النقي السريرة، المخلص الطوية، المتوقد حماساً للدفاع عن عقيدة الإسلام ودولته وأمته
بدا الشيخ في الدعوى الإسلامية وبصيرته النافذة أول خطوة خطاها أراد أن يصحح العقيدة أول الخطوات في دربه الطويل في العمل على إعادة معاني الإسلام، فالإنسان الحق تصنعه العقيدة الحق، والمجتمع السليم تقيمه المبادئ السليمة.. وهكذا تحددت عناصر دعوته إذن كانت دعوة الشيخ بسيطة و واضحة تصحيح توحيد الله، إخلاص العبودية له، إنكار الشرك والبدع والخرافات والتوسل غير المشروع، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الاعتقاد بأن الإيمان قول وعمل، الإيمان الحق بالبعث والنشور والجنة والنار، إزالة كل ما يعوق الطريق إلى التوحيد والعبادة الخالصة، تحطيم ما علق بالإسلام من أوهام، ارتشاف الإسلام من معينه الصافي، وأخيراً إقامة الدولة الإسلامية.
ولم يكن ابن عبد الوهاب إلا مجدداً ما كان عليه السلف الصالح من فهم صحيح للإسلام وسلوك سليم يستقيم مع هذا الفهم، لذلك نجد هذه الدعوة تهز عواطف الشعوب الإسلامية ومشاعرهم هزاً عنيفاً، وبلغ تأثيرها من القوة حداً لم يبلغه تأثير دعوة أخرى منذ عهد بعيد.
لقد تأثر بها رجال الإصلاح الإسلامي في الهند ومصر والعراق والشام وغيرها وحاربوا الشيخ ومن شدة حربه لشيخ فقد أطلقوا على الدعوة اسم الوهابية لتبدو بمظهر المنتسب إلى شخص ليس لدين الإسلام ولكن أراد رب العزة أن تنتشر دعوة الشيخ رحمه الله في كل البلدان الإسلامية بصفائها ونقائها دعوة إسلامية خالصة توفي محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في عام 1206هـ. وقد خلف مؤلفات عديدة، منها: كتاب التوحيد، كشف الشبهات، تفسير الفاتحة، أصول الإيمان، المسائل التي خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية، فضل الإسلام، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رحمه الله وأجزل له ثواب الأبرار
نبدأ إن شاء الله بمتن وهو الأصول الثلاثة ومعه القواعد الأربعة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله كل ما يحوي الكتاب قال الله وقال الرسول أو ما جاء معنا في معنى ذالك من كلام سلفنا الصالح
قال الشيخ رحمه الله في الكتاب بسم الله الرحمان الرحيم
اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمُ أرْبَعِ مَسَائِلَ:
الأُولى:العِلْمُ: وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ وَمَعْرِفَةُ نَبِيِّهِ وَمَعْرِفَةُ دِينِ الإِسْلاَمِ بالأَدِلَّةِ.
الثَّانِيَةُ:العَمَلُ بِهِ.
الثَّالِثَةُ:الدَّعْوَةُ إلَيْهِ.
الرَّابِعَةُ:الصَّبْرُ عَلَى الأَذَى فِيهِ.
والدَّلِيلُ قَولُه تَعَالَى: بسم اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَالعَصْرِ (1) إنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إلاَّ الَّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر:1-3]
قَالَ الشَّافِعِيُّ- رَحِمَهُ الله تَعَالى-: (هَذِهِ السُّورَةُ لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ).
وَقَالَ البُخَارِيُّ- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى-: (بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ، والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك} [محمد:19]، فَبَدَأَ بِالعِلْمِ قَبْلَ القَولِ وَالعَمَلِ.
إذن هذه المسائل الأربعة التي بدا الشيخ إلى التنبيه إليها مسائل عظيمة وأساسية لا غنى لمسلم عن معرفتها إذا أراد الطريق السوي الذي يصل به إلى رضوان الله تعالى وهي أربع مسائل مهمة جدا بل هي في غاية الأهمية بل هي أساس كل شيء الأولى هذه المسائل العلم والعلم الذي نريد يكون علم مبني على الإيمان نستمد هذا العلم من كتاب الله سبحانه وتعالى و من سنة نبيه
أساس العلم معرفة 3 أصول وتصديق ما يقتديه ذلك فعلا وعملا وقولا
1 معرفة العبد ربه فيؤمن به في ربوبيته وإلوهيته وصفاته و أسمائه تبارك الملك المتصرف القادر على كل شيء لقوله سبحانهالحمد لله رب العالمين وقولهإِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ استويٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
وقوله تعالى
إذن الإيمان بالله إلها ومعبودا بما انه الرب الخالق الرازق المتصرف في كل شيء المدبر لكل شيء فان هذا يستلزم ويقتدي أن نفرده بعبادته لا اله إلا هو فادا عرفنا ربنا الخالق و الرازق و الملك المتصرف في شؤوننا كلها هو الذي ربانا و أوجدنا من العدم فادا أمنا بذالك كله يتوجب علينا أن نفرده وحده ونصرف له جميع العبادة و هدا توحيد العبادة ربط بينهما سبحانه وتعالى في قوله يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ هنا أمرنا بالعبادة بين لنا سبحانه الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ كل هذا يتعلق بربوبية ثم قال فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ انتم أمنت أن الرب لا خالق سواه لا رازق سواه لا مالك سواه إذن هذا يلزم أن نؤمن انه الواحد الأحد في عبادته وانه لا يجوز أن نشرك معه احد في العبادة لا حجر ولا شجر ولا مللك ولا نبي مرسل
كل ما في الكون لا يستحق أن يكون ندا لله سبحانه وتعالى مهما كانت مكانته حتى لو كان ملكا أو نبي لا يستحق أن نشركه في العبادة مع رب العزة سبحانه وتعالى قال الله تبارك وتعالى وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وقال تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وقوله تعالى فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
فإذن إذا علمنا أن رب العزة سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه فانه الجيد المستحق للعبادة
لذلك أن توحيد الله في ربوبيته يستلزم أن نفرد رب العزة في الوهيته وعبوديته كما قالفَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وأيضا من الواجب علينا أن نفرد رب العزة بالأسماء والصفات التي نصف الله بما وصف نفسه به في كتابه آو ما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته من غير تحريف ولا تعطيل وتكيف ولا تشبيه ولا تأويل على حد قوله تبارك وتعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ
فنثبت جميع ما اثبت الله لنفسه من أسماء الحسنى والصفات العلى بلا تكيف ولا تعطيل ولا تحريف فهذا الذي سمى توحيد الأسماء والصفات فإذن توحيد الأسماء والصفات جزء من توحيد المعرفة والإثبات وهي جزء من توحيد الربوبية مادام هو الرب والمتصف بالصفات العلى و الأسماء الحسنى فهو المستحق للعبادة دون سواه ويجب أن نسلك في الأسماء والصفات مسلك الأئمة مثل الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الاستواء قال الاستواء معلوم والكيف مجهور والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وقول الإمام احمد رحمه الله لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز في صفات رب العزة القرءان والحديث عندما سمع الإمام أبو حنيفة رحمه الله قوما ينكرون علو الله عز وجل أو يشكون في ذالك قال الإمام من قال لا ادري أن الله في سماء فقد كفر ومن قال لا ادري أن الله في السماء آو في الأرض فقد كفر لأنه بذلك من آمر خطير أن يكون الله في مكان تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا رب العزة مستوي على عرشه وعلمه في كل مكان بحيث لا تخفى عليه خافية في الأرض أو في السماء لذلك يجب علينا أن نفرد رب العزة في ربوبيته في الوهيته وفي أسمائه وصفاته فنثبت له ما اثبت لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم هذه خلاصة الأمر الأول الذي هو العلم والعلم أيضا معرفة الله ومعرفة نبيه ليس المقصود مجرد المعرفة التي تبادر الأذهان إنما المقصود بالمعرفة فيمنا يتعلق بالله المتضمنة بقول والعمل والاعتقاد المعرفة ليست معرفة الجهمية هم يعرفون الإيمان بأنه معرفة لكن يعنون بها معرفة إبليس فإبليس يعرف انه ربه ولكن كفر وجحد ولكن نحن نقصد المعرفة المتضمنة فنحن لا نريد أن نعرف توحيد الالوهية والربوبية والصفات والأسماء وفي الأخر نجحد وننكر كمعرفة إبليس لعنه الله إذن لا بد أن نؤمن بالله ربا والإيمان ب هالها ومعبودا والإيمان بأسمائه وصفاته أفعاله سبحانه وتعالى ومعرفة نبيه
كيف تكون معرفة نبيه
أن نؤمن به ونصدق انه مرسل من رب العزة سبحانه وتعالى نطيعه في ما أمر وجاء به من عند الله سبحانه ونجتنب ما حذر منه ونهى عنه نعبد الله بما شرع بلا زيادة ولا نقصان هذا هو المقصود بمعرفة النبي
ليس المقصود هنا مجرد نقول فلان مسلم ومن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم إذن لا بد من العلم والعمل أنتي مسلمة لابد من العلم والعمل نحن من إتباع محمد مؤمنين برسالته مؤمنين بتوحيد الربوبية والالوهية و الأسماء والصفات فلابد إذا علمنا يجب أن نعمل فلابد من العلم والعمل
ثم قال المصنف معرفة دين الإسلام بالأدلة هي معرفة أحكام الشرع بما تضمن من عباد ومعاملات وأخلاق وآداب وحدود وسائر أحكام الدين ألان الدين الذي لا يقبل دينا سواه ثم انه لا بد من معرفة اقل قدر نستطيع أن نعبد به رب العزة سبحانه على الوجه الصحيح اقل قدر من عبادة يجب أن نتعلمها وهذا فرض عين وما زاد فهو فرض كفاية يعني إذا توسعنا في المتون والفقه والعلم فهذا يصبح فرض كفاية ولكن يجب علينا أن نتعلم الأساس والأصول نتعلم القدر الذي نقدر أن نادي عبادتنا على الوجه الصحيح لهذا لا يعذر احد بترك هذا الأمر معرفة التوحيد من الشرك الفرض والواجب من السنة نعرف الحلال من الحرام السنة من البدعة الحق من الباطل هذا القدر لو تعلمناه هذا فرض عين علينا واجب أن نقرا ونتدبر ونعلم بعمق لنعرف كيف نادي حق الله سبحانه على أكمل وجه وهذا دين الإسلام بالأدلة الذي يجب أن نتعلمه الأدلة القاطعة التي تدل على انه من عند الله سبحانه وتعالى فكل من تأمل هذا الدين وتأمل العقيدة و الأحكام و هذا الدين وحدوده واستشعر معانيه عرف انه من عند الله سبحانه وتعالى وانه منزل من عند الله على رسول الله عليه وسلم سبحان اله الحق دائما يوضع علامات واضحة بدل عليه دلالة واضحة والباطل والعياذ بالله له علامات تدل على انه باطل فلابد ان نجتهد ونعرف الحق ونتعلم العلم عن طريق العلماء الربانيين الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون الذين ينفون عن كتاب الله كل تحريف سواء في الغلو أو التأويل وننتبه لذلك نحن حفظنا القرءان ومعه شرح موجز لما حفظنا سبحان الله يرسخ في الصدر العلم لا يؤخذ براحة الجسد
المسالة الثانية العمل
العلم فالعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر عديم الجدوى إذا أنا تعلمت لازم اعمل فالعلم بلا عمل حجة على صاحبه والعياذ بالله إذن لابد من إتباع القول العمل كما قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ إذن العمل من الشروط العمل إخلاص العمل لله وحده والاقتداء بالنبي لي الله عليه وسلم والإخلاص لابد منه ليكون العمل صحيحا ولابد أن يبنى هذا العلم على العمل لذلك كما نقل لنا المصنف باب من أبواب البخاري
قَالَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالى بَابٌ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ والعَمَلِ والدَّليلُ قَوْلُهُ تَعَالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك لذلك لابد أن يؤسس العمل على العلم ألان تأسيس العمل على غير العلم توقع الإنسان في متاهات لا يحمد عقبها لكن المؤمن الحق هو يطبق ما يتعلم قبل أن يبدأ بدعة الأخير إليه ألانه أولا أطبق العلم على نفسي ثم اعلمه للآخرين
من يريد أن يتصدر لدعوة يجب أن تكون عنده العقيدة مؤصلة ومؤسسة بالكتاب والسنة إذن في هذا الأساس لا يجوز أن يتصدى لدعوة بعض الناس أهم شئ لداعي عليه أن يعرف الأمر الذي يدعو إليه جملة وتفصيلا حتى لا يقع في الفتوى بغير علم إذن أنا تعلمت أبدا بنفسي وأدعو غيري لهذا العلم لازم علمي يكون مبني على أسس سليمة من كتاب الله وسنة رسوله
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَة
المسالة الثالثة الدعوة
هل الدعوة إلى الله فرض كفاية أو فرض عين
الدعوة ً فرض كفاية وإذا قام بها مجموعة سقطت عن الآخرين لكن إذا تركها الجميع أثموا جميعا لكن لا يتصدر لها الأمن أتقن آدابها وأمورها وسير كل شئ ودرس فيها السلف الصالح ودرس تفسير الكتاب فإذا فهمنها ودرسنها وأتقنها ننطلق
المسالة الرابعة الصبر على الأذى فيه
أي الصبر على الأذى في سبيل الدعوة المعلوم دائما أن من يدعو إلى الله سبحانه يلاقي كثيرا من الصعوبات التي ربما وجدها ربما من أقاربه كالاستهزاء قد تكون الداعية إلى الله في بدايتها غير ملتزمة في أمور دينها لكن سبحان الله اصطفاها رب العزة و منى عليها و هداها و أجيزت في المتون و العقيدة و فهمتها و امتحنت فيها سوف تلقى مشقات و تلاقي مضايقات فيجب على الأخت أن تصبر في هذا المجال فيجب عليها الصبر و طول البال و الحكمة و الرفق
والرفق ما كان في شيء إلا زانوا و العنف ما كان في شيء إلا شانوا
فمن يريد أن يسير في هذا الطريق أن يصبر و قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
1. وَالْعَصْرِ
2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
4.كل إنسان في خسران إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
إذن الصبر حبس النفس عن المعاصي و حثها على طاعة الله سبحانه و تعالى
الصبر ثلاثة أنواع
1 الصبر على الطاعة
2 الصبر على أقدار الله
3 الصبر على المعاصي
والأحاديث التي تحث على الصبر كثيرة منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ
وقوله تعالى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وقوله وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّه
الصبر ضياء ينير لنا طريقنا وهذه السورة أوردها الإمام الشافعي فقال هَذِهِ السُّورَةُ لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ
هذه السورة الصغيرة الإمام الشافعي استشعر معاني هذه الآية فقال لَو مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلاَّ هِيَ لَكَفَتْهُمْ ألانها تبين لنا طريقين لا ثالث لهم
الأول طريق الخسران والخيبة وهو طريق الكفر
الثاني طريق النجاة
الدرس من تفريغ أخت فاضلة من طالبات الدورة المباركة اجزل الله لها العطاء.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع