تفسير سورة القصص من الايات الكريمات (74-88)

طباعة الموضوع

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
نواصل معكم على بركة الله
وضع تفسير سورة القصص
حسب التفسير الميسر
من الايات الكريمات (74-88)

نهاية السورة الكريمة
*****

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
ويوم القيامة ينادى الله المشركين فيقول : أين ما زعمتم أنهم آلهة وشركاء لى فى ملكى لينقذوكم من عذابى ؟
وأخرجنا من كل أمة رسولها شاهدا عليها ، ويقول ما دليلكم على ما زعمتم ، فلا يجدوا دليلا يتعللون به وأيقنوا أن الله هو الحق ، وذهب عنهم شركاءهم الذين ادعوا فلم ينقذوهم .

الآيات 76 ـ 77

(
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
)

وهذا قارون ابن عم فرعون وكان من قوم موسى ، بغى وظلم فى قومه
أعطاه الله من الأموال والكنوز ما أن تثقل مفاتيح خزائنه على الرجال الأقوياء لحملها من كثرتها ، وظلم بها واستكبر
فقال له الصالحون من قومه : لا تفرح بما أوتيت ولا تبطر وتظلم بسبب ما أنت فيه من مال ، فالله لا يحب الأشرين الذين لا يشكرون نعمته عليهم .
استعمل ما أعطاك الله فى طاعته حذر الآخرة وخذ منها فى الدنيا ما أباح لك من مطعم ومأكل حلالا طيبا واعط كل ذى حق حقه .
ولا تجعلها سببا فى الإفساد فى الأرض فالله لا يحب المفسدين .

الآية 78

(
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ
)

قال قارون لقومه حين نصحوه :
إن الله أعطانى لعلمه بأننى أستحق العطاء ويحبنى .

ألا يعلم قارون أنه فى القرون السابقه له من كانوا أكثر أموالا وأشد قوة ، ولا يستطيع أحد السؤال عنهم لكثرة ذنوبهم ولم يفضلهم الله بكثرة الأموال كما ظن قارون .
فكثرة الأموال ليست دليل على حب الله ورضاه.

الآيات 79 ـ 80

(
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ
)

وانظر ما حدث له :
خرج قارون على قومه ذات يوم فى زينة عظيمة وتجمل من ملبس ومراكب وخدم وحشم ، فلما رآه من يحبون الدنيا وزينتها ليت لنا مثل ما أوتى قارون ، إن حظه عظيم
أما أهل العلم الذين علموا أن الآخرة خير وأبقى قالوا : إن ثواب الآخرة أعظم من كل هذه الزخارف الزائلة لمن أصلح عمله واتقى الله وخشيه
ويقول الله عز وجل : ولا يحظى بالجنة إلا الصابرون على الطاعة .



( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
)

فخسف الله به وبداره وأمواله وزينته الأرض ، ولم ينقذه ماله ولا خدمه ولا زينته من العذاب ولم تنقذه نفسه .
وهكذا أصبح الذين تمنوا أن يكونوا مثله وهو فى زينته يقولون : ليس المال دليل على رضا الرب عن صاحب المال ، والله يعطى أو يمسك ويرفع ويخفض إختبارا للعبد ليرى أيكفر ويظلم أم يتقى ويحسن .
واعلم أنه لا يفلح الكافرون بنعمة الله .


(
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
)

وثواب الآخرة والجزاء الحسن جعلها الله للمؤمنين الذين تواضعت نفوسهم ولم يريدوا العلو والفساد فى الأرض ، وحسن العواقب لمن اتقى .
فمن فعل الحسنات فإن الله يضاعف الثواب لهم ، ومن فعل السيئة فإن عقابه على قدر ما فعل .

الآيات 85 ـ 88

(
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ * وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
)

يا محمد : بلغ الناس بالقرآن وسوف ترد يوم القيامة إلى الله ليرى ما فعلت فى أعباء النبوة .
المعاد : قيل فيه إلى القيامة لتسأل عن أعباء التبليغ للدعوة ، وقيل إلى مكة لينصرك الله ، وقيل إلى الجنة لتنال جزاء ما عانيت فى سبيل دعوتك

فالله يعلم المصلح من المفسد ومن صدقك ومن كذبك

فما كنت تظن أن يأتيك الوحى قبل أن يأتيك ، ولكنها رحمة من الله لك وللناس فلا تعين الكافرين بتأثرك لمخالفتهم وصدهم الناس عنك

وادع إلى توحيد الله فى العبادة لا شريك له
فكل شئ هالك إلا الله وما أريد به وجه الله
فهو المالك المتصرف فيما خلق وإليه ترجعون جميعا وتجزون بأعمالكم خيرا أو شرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نهاية السورة الكريمة


والى لقاء مع سورة العنكبوت


بارك الله فيكم


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى