ام عبد المولى
مراقب عام
- إنضم
- 26 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2,741
- النقاط
- 38
- الإقامة
- المغرب
- احفظ من كتاب الله
- الجزء الخامس
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- الشيخ الحصري
- الجنس
- اخت
الصلاة منذ الصغر كالنقش على الحجر
يرتبط المسلم بالصلاة منذ اللحظة الأولى في حياته إلى آخر لحظة فيها
فمنذ لحظة الولادة يبدأ الارتباط عن طريق الآذان للمولود في أذنه اليمنى
وعند الخروج من الحياة يصلى على المسلم
روى أبو داود، والترمذي، والحاكم وصححاه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع قال:
{ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة }
واعتمد ابن القيم في (تحفة المودود في أحكام المولود)
وترجمها باستحباب التأذين في أذن المولود، والإقامة في أذنه اليسرى.
يقول ابن القيم رحمه الله الحكمة في ذلك، فقال:
سر التأذين -والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته -أي: الأذان- المتضمّنة لكبرياء الرب، وعظمته،
والشهادة التي هي أول ما يدخل بها في الإسلام،
فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.
وبينهما يكون الصراع بين الإنسان والشيطان والمكابدة والصبر والتزود من الإيمان وصحبة الصالحين
ليكونوا العون بعد الله في الحفاظ على الصلاة كما يرضي الله
وهنا يأتي الدور الأساسي للأسرة في ضرورة تعويد الطفل على الصلاة
بل وحبها والمحافظة عليها وانتظارها والفرح بها
ومن ثم الارتباط النفسي والقلبي والإيماني بالصلاة في الكبر
فالصلاة من الصغر كالنقش على الحجر
وهذه طبيعة الطفل بصفة عامة في كل أموره
فما غرسته من قيم وسلوكيات وعبادات وممارسات في صغره سيرافقه طول حياته إن شاء الله
والدور الأعظم في التربية دائما يقع على عاتق الأم وهذا أيضا أمر طبيعي
فالأم هي الشخص الملاصق للطفل دائما منذ لحظة الحمل إلى الفطام وما بعد ذلك
حتى دخوله المدرسة إلى أن يكبر شيئا فشيئا
وخلال مراحل حياته لا ينقطع عن أمه وارتباطه المعنوي واحتياجه إلى اهتمامها وعنايته به في كل أموره
تجربتي مع أبنائي ستكون متنوعة نظرا لاختلاف طبيعة البنات عن الأولاد
ونظرا لسن الأبناء فعندي مرحلتين - كبار وصغار -
واسأل الله أن ينفعنا جميعا ويعيننا على تربية أبنائنا على الوجه الذي يرضيه عنا وعنهم اللهم أمين
لا تختلف تجربتي عن تجربة كثير من الأمهات في طريقة تعويد الطفل على الصلاة أو أي عبادة
في البداية كان ابني - الكبير حاليا في مرحلة الجامعة -, كان يصلي معي لغرض التقليد والفرح كأي طفل
وكنت ووالده نشجعه على الصلاة دائما , كان يقلد الحركات ولا يعي ما نقوله وما نردد في الصلاة وكان في عمر السنتين تقريبا
ومع مرور الوقت بدأت أعلمه ماذا يقول من تسبيح في الركوع والسجود
ثم بعد ذلك حفظ الفاتحة فأصبح يقولها في الصلاة وكذلك في التشهد
إلى أن كبر وأصبح يعرف التشهد
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ،
وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) . وصححه الألباني
كان والده يحرص على أن يصطحبه للمسجد إذا كان في المنزل ,
أما في عدم وجود والده فكان يصلي معي
وللتشجيع أصبح يصلي إمام بي , وطبعا لم يكن إماما وإنما مجرد تشجيع
وأنا التي أصلي بمفردي وهو يعتقد انه الإمام
إلى أن كبر أكثر وأصبح يعلم كيفية الوضوء والصلاة
وأصبح في الصف الرابع الابتدائي بدأ ينزل للمسجد القريب من منزلنا ويصلي فيه
وكنت ووالده نشجعه ونحفزه على ذلك ونعرفه مدى الأجر العظيم
والثواب الذي يناله عند كل خطوة يخطوها إلى المسجد بغرض الصلاة
عن بن مسعود , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ وما من رجلٍ يتطهَّرُ فيحسنُ الطُّهورَ ثم يعمدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجدِ
إلا كتب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها حسنةً .
ويرفعُهُ بها درجةً . ويحطُّ عنه بها سيِّئةً . } رواه مسلم
ولكن كي أكون صادقة معكم وكي نستفيد من خبراتنا سويا
ولكي نخرج بنتائج وحلول عملية لابد من المصارحة والصدق في التجربة
وخاصة ان أبنائي اكبر من مرحلة التجربة
وأود أن أقول أن النظريات شيء والتطبيق العملي شيء آخر
وتطبيق النظرية نفسها ينفع أحيانا , وأحيانا أخرى لا يستقيم الحال , تبعا للظروف واختلاف الطبائع بين الأبناء
وأمر الصلاة ليس بهذه السهولة التي نتناولها ونتحدث عنها ونكتب فيها
ويكتب غيرنا من المتخصصين فيها المقالات والكتيبات
فالأمر حقا صعب ويحتاج منا كمربين إلى طولة بال مع الأبناء وصبر عليهم
لأنهم حتى وان تم تعويدهم عليها في الصغر , تأتي عليهم مرحلة يتهاونون فيها بالصلاة ويكسلون ويقطعون فيها
وهذا ما أرشدنا إليه الله عز وجل في كتابه الكريم عندما تحدث عن الصلاة
وأمرنا أن نصطبر عليها وليس فقط نصبر فكلما زاد حرف على أصل الكلمة زاد معه العناية والحرص والاجتهاد في تحصيله
قال تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ( طه 132 )
قيل
-اصطبر تأتي للزيادة في الصبر و نتيجة للاستمرارية و التكرار في الأمر المراد به الصبر
-اصبر ( للأمر العارض )
-أصطبر ( للشيء البالغ الذي لا تطيقه النفس )
ولا أخفي عليكم وجدت من أبنائي هذا الأمر كثيرا
رغم أننا بيت ملتزم بحمد الله ولا نضيع فرض ونحافظ على الصلوات في أوقاتها
ولكن الأبناء كما قلت يمرون بمراحل فيها اختلافات فسيولوجية متعددة وإيمانية متقلبة صاعدة وهابطة
وعلينا بمراعاة ذلك وتفهمه جيدا والصبر عليهم
ففي مرحلة الإعدادية مثلا كنت أقسم لابني أنه لم يصلي وأقول له أعرف ذلك من عينيك
وبالفعل كان بعدها يقول لي عندك حق فانا لم أصلي وقتها
جاهدت معهم في أمر الصلاة كثيرا جدا
واعتقد أن من الخطأ أن تدفع بابنك للشيء وأنت تقول له افعل هذا كي أحبك
أو كي تدخل على قلبي السرور أو كي ألبس تاج الوقار أو كي لا أحزن أو كي أفرح , الخ الخ
لو تلاحظون كل هذه الأسباب متعلقة بي أنا كأم أو أب
وليست متعلقة به كشخص
فالفرح أو الحزن أو التاج أو الفخر كل هذا راجع لي أو علي
أين هو من الأمر , وأين حظه الذي سيناله إذا فعل هذا الشيء ؟
إذا كان ما سيفعله ويتعب فيه ويجتهد في أدائه ويشعر بالألم بسببه ,
إذا كان سيعود علي أنا فافعله أنا إذن !
من وجهة نظره كطفل لا يدرك معاني الكلمات أو المراد من ورائها
لذا علينا ونحن نطلب منهم أن يفعلوا العبادات أو تعديل سلوكياتهم
أن نحفزهم لهم أولا ودائما واهم ثم نأتي نحن في المرتبة التي تليهم
فيكون الحوار عليك أن تصلي أو تحفظ كي
-تنال الأجر العظيم من الله في الدنيا والآخرة
-تكون في أعلى درجات الجنة وترافق الرسول صلى الله عليه وسلم
-يفرح بك الله عز وجل ويتباهى بك أمام الملائكة
-تكتب الملائكة حسنات كثيرة في كراستك
-تقول الملائكة لله عز وجل أن فلان يحبك ويحب الصلاة وتكون معروف عند الملا الأعلى
-يفرح بك والدك ويأتي لك بالعاب تحبها وتسعد بها
-تكون مميز بين أصدقائك
وهكذا
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع