الدرس الاول
علم التجويد
1. تعريف التجويد :
ما هو علم التجويد لغة وإصطلاحاً
التجويد لغة هو التحسين والإتقان ، يُقال جوُدّت الشئ تجويداً أى حسّنته تحسيناً .
والتجويد إصطلاحاً هو تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته أي بإعطاء كل حرف من القرآن حقّه ومستحقّه،
وتلاوة القرآن حق تلاوته: هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالإنزجار والإئتمار، فاللسان يرتّل والعقل يترجم والقلب يتّعظ.
وحق الحرف: أي صفاته الذاتية اللازمة له
ومستحقّه: أي صفاته العرضية الناشئة عن الصفات الذاتية
وقد اعتبر التجويد "ابن الجزري" أمر وفرض واجب يؤثم المرء بتركه، وفي ذلك قوله في مطلع قصيدته المشهورة:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ******* من لم يجوّد القرآن آثم
لأنّه به الإله أنزلا ******** و هكذا منه الينا وصلا
قال الله تعالى : " ورتل القرآن ترتيلاً
سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن هذه الآية ، فقال : الترتيل هو تجويد الحروف ، ومعرفة الوقوف . وروى ابن جريج ، عن مجاهد ، أنه قال : أي ترسل فيه ترسلاً . وروى جبير عن الضحاك : أي أنبذه حرفاً حرفاً . وروى مقسم عن ابن عباس : أي بينه تبيينا . وقال علماؤنا : أي تلبث في قراءته ، وأفصل الحرف من الحرف الذي بعده ، ولا تستعجل فتدخل بعض الحروف في بعض . ولم يقتصر - سبحانه وتعالى - على الأمر بالفعل حتى أكده بمصدره ، تعظيما لشأنه ، وترغيبا في ثوابه . وقال تعالى ورتلناه ترتيلاً أي أنزلناه على الترسل ، وهو المكث ، وهو ضد العجلة ، وقال تعالى : وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث أي على ترسل
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً في قوله: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ قال: بيّنه تبياناً، ولا تنثره نثر الرّمل، ولا تهذّه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم. آخر السورة" 10.
2- موضوع التجويد:
موضوع التجويد هو القرآن الكريم ، كلام الله عز شأنه.
3-ثمرة علم التجويد وأنواع اللحن
صون اللسان عن الخطأ واللحن فى كلمات القرءان الكريم ؛ واللحن نوعان أو قسمان : القسم الأول اللحن الجلى أى الواضح ، والثانى اللحن الخفى .
فاللحن الجلى هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيُخِل بعُرف القراءة سواء أخلّ بالمعنى أم لم يُخل ، كتغيير حرف بحرف أو حركة بحركة مثل إبدال الطاء دالاً أو تاءاً ؛ أو كضم التاء فى أنعمت عليهم ؛ وسُمى هذا اللحن ظاهراً لإشتراك العلماء وغيرهم فى معرفته . وحكمه حرام يُعاقب عليه فاعله إن تعمده ، فإن فعله ناسياً أو جاهلاً فلا حرمة عليه .
وأما اللحن الخفى فهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيُخل بعرف القراءة دون المعنى كترك الإظهار فى المُظهر ، وترك الإدغام فى المُدغم ، وكقصر الممدود ، ومد المقصور ، وترك الغُنّة فيما ينبغى أن يُغنّ ، وسُمى خفياً لإختصاص علماء التجويد والقرءات بمعرفته دون سواهم . وحكمه مكروه ومعيب عند أهل الفن وعلماء القرءاة .وقيل يحرم ذلك لذهابه برونق القرءاة ولذا يجب مراعاة الأحكام قدر المستطاع حتى نصل إلى القرءاة الصحيحة .
4- مراتب التّلاوة: التّلاوة من حيث النطق بالحركات والحروف والكلمات سرعةً وإظهاراً وتشديداً وتخفيفاً ونحو ذلك من كيفيّات الأداء، تقسم إلى أربعة أقسام:
أولاً- التحقيق:
وهو مصدر، من حقّقت الشيء تحقيقاً إذا بلغت يقينه، ومعناه المبالغة في الإتيان بالشيء على حقّه، وبلوغ حقيقته دون زيادة أو نقصان منه. والتلاوة تحقيقاً تكون بإعطاء كل حرف حقّه من إشباع المدّ وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات واعتماد الإظهار والتشديدات وإخراج الحروف بعضها من بعض بالسكت والتّؤدة،
ثانياً- الحدر:
وهو مصدر من حدَر، يحدُر أي الإسراع أو الهبوط الذي لازمه الإسراع. وتكون التلاوة حدراً بإدراجها والإسراع بها وتخفيفها بالقصر والتّسكين والإختلاس والبدل ونحو ذلك، مع ضبط الإعراب وإتقان النطق باللّفظ وتمكين حروفه، مع مراعاة كافة أحكام التجويد من المد والغنّة والقطع والوصل وغيرها
ثالثا- الترتيل:
لغة هو تحسين النّطق بالكلام، يُقال رتّل فلان كلامه، أي أتبع بعضه بعضاً على مكث وتفهّم دون عجلة.
واصطلاحاً: التّرتيل هو قراءة القرآن مع رعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف، قراءة بتمهّل وتُؤدة واطمئنان
وتعتبر مرتبة الترتيل أفضل المراتب، وفي ذلك قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا...﴾
ويختلف التّرتيل عن التّحقيق، أنّ الأول للتدبّر والتفكّر والاستنباط، والثاني للرياضة الّلسانية والتّعليم والتّمرين، فكل تحقيق ترتيل وليس كل ترتيل تحقيقاً.
رابعاً- التدوير:
وهو التوسط بين الترتيل والحدر، وهي مرتبة قلّما يقرأ بها،
5.فائدة علم التجويد
الفوز بالسعادة فى الدارين الدنيا والأخرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أراد الدنيا فعليه بالقرءان ، ومن أراد الأخرة فعليه بالقرءان ومن أرادهما معاً فعليه بالقرءان ) وقال صلى الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرءان وعلمه ) وصاحب القرءان الذى تلاه وعمل به يشفع لعشرة من أهل بيته كلهم أستحقوا النار وصاحب القرءان يلبس والديه تاج الكرامه نوره أقوى وأضوء من نور الشمس فما بالنا بصاحب القرءان نفسه ، ويُقال لقارئ القرءان أقرء وأرتق ورتّل فإن منزلتك عند أخر أية تقرأها وبهذا الحديث أستدل بعض العلماء على أن منازل الجنة بعدد أيات القرءان والله أعلى وأعلم .
أحكام الميم و النون المشددتين
التعريف : النون والميم المشددتين هما: الحرفان اللذان يوجد عليهما علامة الشدة [ ّ] سواء كانا في وسط الكلمة أو آخر الكلمة. مثال: [إنّ - النّاس - الجنّة - ثمّ - لمّا ]
حكمهما: الغنة . وهي صوت يخرج من أعلى الأنف وأقصاه من الداخل ( ويسمى الخيشوم )
مقدارها: تغن بمقدار حركتين. و هي اتم و اقوى الغنن."غنة مظهرة + اغلاق المخرج"
قال صاحب التحفة :
وغن ميما ثم نونا شددا *** وسمي كلا حرف غنة بدا