ترجمة ابو وكيل ميمون الفخار الفاسي المغربي رحمه الله ( من مفاخر اهل المغرب)

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
ترجمة ابو وكيل ميمون الفخار
هو "ميمون بن مساعد أبو وكيل المصمودي مولى العلامة المقرئ أبي عبد الله الفخار الآتي في مشيخته، ونعته بعض المترجمين بـ"غلام الفخار


قال السخاوي في "الضوء اللامع": "مقرئ من أهل فاس وبها وفاته، كان مولى لرجل يدعى أبا عبد الله الفخار، أقام في الرق حتى مات جوعا".



وقال الونشريسي في وفيات سنة 816: "وفيها توفي الأستاذ أبو وكيل ميمون المصمودي مولى الأستاذ الفخار".



وذكره في "نيل الابتهاج" بنحو ذلك وقال: "كان فقيها أستاذا له تآليف في علوم القرءان رسما وقراءة، توفي بفاس جوعا سنة 816هـ.



ومثل هذه المعلومات في "درة الحجال" وجذوة الاقتباس ولقط الفرائد وطبقات الحضيكي.



وذكر في "لقط الفرائد" في ترجمة محمد بن عطية أحد الخطـاطين بفاس (ت 1001هـ) أنه "دفن قرب الأستاذ ميمون الفخار، وهذا يدل على شهرة قبره بفاس إلى هذا العهد مما يدل على مكانة له عند العلماء لم تقو على طمس آثارها السنون.



ومع كل ما ذكرناه من الحفاوة بتاريخ وفاته فإننا لا نجد في المظان المعروفة ما يفيدنا في دراسة حياته العلمية وظروف نشأته ورسم معالم شخصيته، فضلا عن تفاصيل دراسته ومشيخته ومروياته من العلوم والفنون، وكذلك الشأن عن تصدره للإقراء وموضعه وأثره من خلال ذلك في مجال الإقراء وعلاقته بغيره من أئمة عصره وبتلامذته الذين انتفعوا بصحبته وتلقوا عنه مروياته وخلفوه من بعده في حمل لواء مدرسته.



مــشــيــخــتــه:



1- أبو عبد الله محمد بن سليمان بن موسى القيسي الضرير شيخ الجماعة بفـاس (ت 810) وصاحب أبي عبد الله الصفار.



2- أبو عبد الله محمد الزيتوني صاحب أبي الحسن بن بري.



3- أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر اللخمي شيخ الجماعة بفاس وأحد المعمرين من كبار أصجاب أبي الحسن بن سليمان القرطبي، عاش ما بين سنتي (703-794هـ).



4- أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم السماتي المدعو الفخار الفاسي الدار والقرار.



وهو من أساطين رواية ورش



تصدره للإقراء وانتصابه للتدريس بمسجد القرويين بفاس:أما تصدره للإقراء فيبدو أنه كان في حياة مشايخه، ولذلك نجد كثيرا ممن رووا عن شيوخه كالقيسي ومولاه أبي عبد الله الفخار وأبي عبد الله بن عمر اللخمي قد جمعوا بين الرواية عنهم وعنه كما سوف نرى عند أبي زيد الجادري.



ولعل اشتهاره بالتبريز في الفن هو الذي رشحه لاقتعاد كرسي "الدرر اللوامع" بالقرويين.



وهذا ما تتضمنه إشارة ساقها أبو زيد بن القاضي في "الفجر الساطع" في "باب هاء الكناية منه" فقال "تنبيه" فإن قيل: لم راعى قالون الأصل هنا ولم يراعه في "تكفروه" و"تجدوه" ؟ أجاب بعضهم بأن حرف العلة يوجد مع الجازم بخلاف النون فلا توجد مع النصب، ثم قال:



"وحدث بعض الأشياخ أن سيدي ميمون الفخار سئل عنه حين إقرائه "الدرر اللوامع" بجامع القرويين من مدينة فاس، فأجاب بما في تحفته، وهو:



فصل لقالون سؤال قرروه******لم لا يراعي الأصل في لن تكفروه ؟




إلى آخر خمسة عشر بيتا ذكرها.



فهذه الإشارة تدلنا على ما أصابه من شهرة بين علماء الفن في زمنه رشحته لتبوؤ مثل هذا المنصب الجليل، وربما كان تدريسه لهذه الأرجوزة لهذا العهد هو الذي أملى عليه نظم تحفته التي جعلها عليها بمنزلة الشرح وإذا صح ذلك فإنه يعني أنه إنما تصدر بالقرويين في آخر عمره، وذلك لأن نظمه للتحفة كان قبل وفاته رحمه الله بنحو السنة.



صلاته العلمية ومظاهر إمامته من خلال محاوراته وخصوماته في مسائل الأداء:



وغير بدع في مجرى العادة أن ينبري لرجل في مثل وزن أبي وكيل علما وفهما طائفة من المنافسين في الفن والمخالفين في المذهب، وخاصة حينما يتصدر مثله في قاعدة الملك وفي أكبر جامعة في البلاد، ولهذا فليس من الضروري أن يكون هو البادئ بإثارة بعض المسائل الخلافية التي دار بينه وبين بعض أئمة عصره فيها جدل كثير.



مؤلفــــــاته وآثـــــاره.



لا نملك إحصاء كاملا لما صدر عن أبي وكيل من مؤلفات ومحاورات وقصائد، ولا سيما أننا نجده موسوعي الثقافة مشاركا في أكثر من علم إلى جانب رسوخ قدمه في علم القراءات.



ويمكن أن نقول إن المترجم قد استطاع بحق أن يزاوج بين المنهج العلمي والمنهج التعليمي، فهو من جهة عالم متمكن راسخ القدم في الفن يتقصى المصادر ويستنطقها في دقائق المسائل والأحكام الأدائية وغيرها، وهو من جهة أخرى بارع في تبسيط القواعد وتحليلها وتعليلها وتقريبها من الطلاب نظما في منتهى السهولة والوضوح، وقد أبان في ذلك عن براعة كبيرة في تطويع النظم التعليمي لاستيعاب أهم ما في الكتب المطولة من قضايا ومسائل خلاف.



وقد اتجه بصفة خاصة إلى ناحيتين: ناحية خدمة قراءة نافع وطرقها وأصول أدائها.



وناحية تحرير مسائل الرسم والضبط ومناقشتها وتحليل الفروق الاصطلاحية وتوجيهها وبيان عللها، سلك ذلك كله في جملة من الأراجيز والقصائد التي لم يكد يشذ عنه فيها مسألة من المسائل المعتبرة، فكان بذلك يضع اللمسات الأخيرة في المعمار الفني للطراز المغربي الخاص بالمدرسة المغربية، وذلك ما استشعره العلامة القاسم بن القاضي والد أبي زيد بن القاضي فيما حكاه عنه في قوله:



وقد سمعت شيخنا ومفيدنا وسيدنا القاسم بن القاضي يقول:"إن تآليف سيدي ميمون هي مدونة هذا الفن".



وهذه قائمة بما وقفنا على ذكره له من مؤلفات:

1- تحفة المنافع في أصل مقرإ الإمام نافع.
أرجوزة طويلة جعلها بمثابة الشرح للدرر اللوامع لابن بري وهي من آخر ما نظمه إن لم يكن آخره، وفي أبياتها وتاريخ نظمها يقول:






جاء بهذا الرجز الميمون**** ميمونة أبياتها فنون
أبياتها ألف وتصف الألف****** وعشرة واثنان جاء تكفي
مؤرخا بخمسة وعشر****** بعد ثمانمائة مقدرة


في النصف من شوال في تلك السنة تم نظامي شامـلا ما ضمنه

وقد سارت بذكرها الركبان، فرواها عنه أصحابه واشتهرت بصفة خاصة من رواية أبي الحسن الوهري كما ذكرها ابن غازي في جملة مروياته من كتبه من هذه الطريق.
وقد اشتدت العناية بها بسوس خاصة في العهد السعدي، ولذلك نجد للإمام الشوشاوي وعائلة الكراميين في أواخر المائة التاسعة عناية بالغة بها كما يتجلى ذلك من كثرة نقولهم عنها في مؤلفاتهم في شروح الدرر اللوامع.
وقد قام منهم الشيخ سعيد بن سليمان الكرامي بوضع شرح مختصر عليها سماه "شم روائح التحفة" وفقت منه على نسخة خطية بسوس في نحو 50 ورقة من المتوسط، أوله "قال الشيخ الفقيه الإمام المحقق العلامة البحر الفهامة سيدي ميمون الفخار:


الحمد لله الذي هدانا****لصفوة الإيمان واجتبانا

ثم ذكر بيتين وأخذ في شرح الألفاظ، وهكذا سار في باقي الشرح يقتصر على نثر معاني الأبيات دون ذكر شيء من النقول أو التنظير بمنظومات مماثلة، وقد ذكر في نهايته إسم شرحه وتاريخ فراغه من تأليفه فقال: "تم ما قصدته من بيان معنى كتاب "التحفة"...وتم في العشر الأول من رجب عام 873هـ" وتوجد بالخزانة الحسنية أيضا نسخة من هذا الشرح مسجلة تحت رقم 1088.
2- الدرة الجلية في رسم المصحف وضبطه.
أو "الدرة الجلية في نقط المصاحف العلية" وهي أرجوزة أخرى حاكى بها أرجوزة القيسي "الميمونة الفريدة" كما ضاهى بها "مورد الظمآن" وذيله في الضبط كما تقدم
وقد كان نظمه لها كما ذكر في آخرها عام 810 وهي السنة التي توفي فيها القيسي كما تقدم، أما عدد أبياتها فهو 1570 كما ذكره في آخرها أيضا.
وقد رويت عنه أيضا من طريق الوهري - كما في فهرسة ابن غازي-، وكان للكراميين بسوس أيضا اهتمام خاص بها فشرحها سعيد بن سليمان الآنف الذكر بشرح متوسط يقع في نحو 60 ورقة سماه "الإستضاءة بالدرة".
وهو شرح موجز يقتصر فيه مؤلفه على نثر معاني الأبيات كسالفه، ولم يضع له أيضا مقدمة مثله، وإنما بدأه بأول الأرجوزة:


يقول راجي رحمة الغفار*****والفوز بالحسنى مع الأبرار


ثم بعد ثلاثة أبيات شرع في الشرح إلى أن انتهى إلى آخرها فقال: "تم التقييد على قدر الميسور والاستطاعة، قيده سعيد بن سليمان، وسماه "كتاب الاستضاءة بالدرة"...ثم ختم بالدعاء.
وقد أكثر من النقل عن هذا الشرح ولد مؤلفه يحيى بن سعيد في كتابه "تحصيل المنافع".
والأرجوزة بصفة عامة أرجوزة مشهورة معتمدة عند علماء الرسم والضبط، ونسخها مبثوثة في الخزائن. وقد أثنى الإمام أبو زيد بن القاضي على مؤلفها الذي اعتمد على أبياته فيها في عامة كتبه في الرسمكما استدل بما جاء فيها في كتابه "إزالة الشك والإلباس العارضين لكثير من الناس في نقل ألم أحسب الناس" فقال: وقد صرح بالنقل أستاذ المغرب سيدي ميمون الفخار في "الدرة الجلية" نظم فيها ضبط "المقنع" و "التنزيل" و "التجيبي" وغيرها، ونظرها بفاتحة آل عمرانقال ابن القاضي: "ولا يشك أحد أنه أعلم الناس بفن القرءان، وكلامه في المسألة واضح لمن فهم...ثم نقل قوله في الدرة.
3- المورد الروي في ضبط قول ربنا العلي.
هكذا سماه ناظمه في أول النظم، وقال ابن غازي "في نقط المصحف العلي". وهو أرجوزة تقع في 229 بيتا، ويظهر أنه نظمها قبل نظمه للدرة الجلية، لأنه يقول في "الدرة":


وقد نظمت قبل هذا رجزا****مختصرا هذبته فوجزا



أوليته صغار هذا العلم****ولم أكن مختصرا عن وهم




ومعنى هذا أنه نظم "المورد" في قواعد الضبط مختصرا مقتصرا فيه على المهمات دون دخول في التفاصيل والتعليلات وما بين النقلة فيه من اختلاف، ثم عاد إليه فأطال النفس في "الدرة الجلية" فزاد في مصادره وتوسع في النقول وعرض الخلافات والأقوال.
وقد اشتهرت الأرجوزة كغيرها من أعماله وكانت ضمن المرويات التي سماها ابن غازي مما تلقاه عن شيخه أبي عبد الله الصغير عن الوهري عن أبي وكيل مؤلفها.
وقد وقـفت من الأرجوزة على مخطوطة بآسفي ثم وفقت على ذكر لنسخة بالخزانة الناصرية برقم 1689 في مجموع كبير. وعلى مصورة عن الأولى اعتمدت في هذا التعريف.
4- المؤزر في نقط المصاحف.
ذكره له بعض الباحثين، وأخشى أن يكون مصحفا عن "المورد" السابق لتقارب صور الحروف.
5- نظم في الحذق.
ذكره له بعض الباحثين ولم أقف عليه.
6- قصائده التي خاطب بها أهل مالقة.
تقدم ذكرها في مرويات ابن غازي في فهرسته.
7- نظم المقدمة الأجرومية في النحو.
ذكره له في "درة الحجال"، والشيخ عبد الله كنون، وذكر أن لعمه شرحين عليه.
8- تحفة الإعراب.
وفقت على ذكره في إجازة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بصري المكناسي التي أجازه بها شيخه أبو العباس الحباك تلميذ ابن غازي فذكر "تحفة الأعراب" لأبي وكيل مما أجازه به.
9- نظم رسالة أبي محمد بن أبي زيد القيراوني في الفقه المالكي.
أرجوزة ذكرها له السخاوي في "الضوء اللامع" والزركلي في الأعلام.
أصحابه والرواة عنه:
ولا شك أن إماما هذا شأنه في الحذق والنبوغ والإحاطة باختيارات الأئمة ومذاهب أهل النقل وفي فقهه لمقاصد الأئمة وتعليله لما ذهبوا إليه في القراءة والرسم والضبط، وتوجيه ذلك كله على ما تقضيه الأقيسة ومذاهب أهل العربية، حقيق بأن يلفت الأنظار إليه، وأن يلتف حوله طلاب هذا الشأن من كل حدب وصوب من فاس وغيرها، لا سيما بعد أن تصدر في القرويين لهذا الشأن.
إلا أن الآفة التي أصابتنا في أمثاله لم يفلت من تأثيرها، ألا وهي آفة الإهمال التي هي الظاهرة العامة السائدة طوال هذه الحقبة وما يليها وخاصة إذا تعلق الأمر بتاريخ القراءات، ولهذا فإننا لا نكاد نجد من أسماء الأعلام الذين انتفعوا بصحبته إلا عددا يسيرا نقع على بعض الإشارات إلى أفراده هنا وهناك في اقتضاب كبير وبعبارات مجملة لا تنقع غلة الباحث ولا تكفي لتقويم إشعاع هذه المدرسة بعد زمن أبي وكيل من خلال أولئك الرجال، بل إننا لولا وقوفنا على ما ضمنه الإمام ابن غازي من ذكره في تراجم شيوخه في فهرسته لما كان لنا أدنى سبيل إلى معرفة أحد من هؤلاء القلة الذين عرفناهم من الرواة عنه.
ولكن مع هذه القلة وهذا العوز الذي نشكو منه في الأخبار، فقد استجمعنا بعض أسماء من بين من سعدوا بصحبة هذا الإمام وانتفعوا به وبمجالسه وقاموا على رواية كتبه، وهذه تراجم موجزة لهم.
1- أبو العباس أحمد بن عبد الله الفيلالي شيخ أبي عبد الله الصغير:
2- الحسن بن منديل أبو علي المغيلي:
من شيوخ أبي عبد الله بن غازي بفاس، ذكره في فهرسته ووصفه بالشيخ الحافظ المكثر الخطيب المدرس العلم العلامة. وذكر له رسوخا في فقه المذهب وحفظ النقول، ثم ذكر من لقي من الشيوخ "وممن أدركه من شيوخ فاس الأستاذ أبو وكيل ميمون".
وذكر ابن القاضي في الجذوة أنه كان إماما بالمدرسة العنانية من طالعة فاس، وأنه توفي سنة 864.
3- عبد الرحمن أبو زيد الكاواني نزيل مكناس:
من شيوخ أبن غازي أيضا، وصفه بالشيخ الفقيه، وقال: قدم علينا مدينة مكناس فأوطنها ودرس بها، ثم ذكر من أدرك من شيوخ فاس فذكر منهم أبا وكيل ميمون الفخار، وأنه سمع عله بعض تأليفهوذكر صاحب الإتحاف أنه لقيه بفاس، وسمع عليه بمدرسة الصهريج من فاس الألفية ينقل عليها كلام المرادي ويباحثهتوفي في حدود 860هـ.
4- أبو الحسن علي بن منون الشريف الحسني المكناس الدار:
5- أبو الحسن علي بن أحمد الورتناجي الشهير بالوهري:
هو حامل علومه ورواية كتبه وأوثق أصحابه وأوسعهم شهرة، قرأ عليه وروى كثيرا من مصنفات الأئمة كالتيسير والحرز والمورد والدرر اللوامع وغير ذلك كما نجد ذلك مبثوثا في فهرسة ابن غازي من طريق أبي عبد الله الصغير عنه.

مقتبس من بحث للدكتور عبد الهادي حميتو
افادت به الاخت الفاضلة مغاربية
منقول​
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
جزاك الله خير شيخنا الكريم

وحيا الله المغرب وأهلها
 
أعلى