ترجمة الإمام أبي عمرو الداني

طباعة الموضوع

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36

[ترجمة الإمام أبي عمرو الداني ]



الإمام أبوعمرو: هو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد الأموى بالولاء القرطبى المولد و النشأة عرف هو و أبوه قبله بابن الصيرفى ، ثم غلب عليه نسب الدانى بعد أن صار الى شرق الاندلس و نزل بدانية ، قال القاسم بن يوسف التجيبى فى برنامجه :
"و لم يكن ــ رحمه الله ــ من دانية و لكنه نزلها و أقرأ بها فشهر بذلك ، و كان قرطبيا سكن منها بربض قوته راشة بحومة مسجد ابن أبى لبدة ، و كان أبوه صيرفيا رحمة الله عليهما " انتهى (برنامج التجيبى:36).
مولده و نشأته :اختلفت الروايات اختلافا يسيرا فى تحديد سنة ميلاده ، فروى ابن بشكوال بسنده إليه قال :
"قال أبوعمرو : سمعت أبى رحمه الله ــ غير مرة يقول :
إنى ولدت سنة إحدى و سبعين و ثلاثمائة" انتهى ( الصلة لابن بشكوال :2/386 ترجمة رقم 876) .
و على هذا درج الحافظ الذهبى و ابن الجزرى فى كتابيهما فى القراء .
و روى ياقوت فى معجمه من طريق أبى داود صحب أبى عمرو الدانى قال :
" كتبت من خط أستاذى عثمان بن سعيد بن عثمان المقرىء بعد سؤالى عن مولده :
أخبرنى أبى أنى ولدت فى سنة اثنتين و سبعين و ثلاثمائة و ابتدأت فى طلب العلم سنة ست و ثمانين ، و توفى أبى فى سنة ثلاث و تسعين فى جمادى الأولى" انتهى ( معجم الأدباء لياقوت: 12/125-127).
و عاش أبوعمرو طفولته بقرطبة، و هى يومئذ فى أوج نهضتها العلمية التى ورثتها عن عهود الازدهار من خلافة الأمويين بالاندلس على عهد عبدالرحمن الناصر و ابنه الحكم المستنصر الذى توفى سنة 366 هـ فخلفه ولده هشام ، و كان غلاما صغيرا ، فولى أمر تدبير الدولة باسمه المنصور محمد بن أبى عامر الحاجب ، فولد أبوعمرو فى عهده ، و تدل أخبار أبوعمرو على أنه حفظ القرءان فى سن مبكرة ، و أخذ فى طلب العلم بعد سنة خمس و ثمانين و هو فى نحو الخامسة عشرة . (الصلة:2/386)
طلبه للعلم : و ما أن بلغ العشرين حتى كان قد استكمل قرائته للسبعة بالأخذ من قراء بلده ، و أهمهم خاله محمد بن يوسف النجاد ، و سمع الكثير فى الفقه و الحديث و السير و اللغة و الأدب و غيرها من علوم الرواية ، ثم رحل فسمع بأستجة و بجانة و سرقسطة و غيرها من بلاد الثغر و شرق الأندلس .
كما أنه رحل إلى ألبيرة فقرأ على أبى عبد الله بن أبى زمنين أحد كبار شيوخ الحديث و الآثار ( الإحاطة لابن الخطيب:4/109-110) .
ثم تاقت نفسه إلى المزيد ، فأخذ يعد العدة للرحلة خارج البلاد ، فاتجه إلى أفريقية ثم منها إلى مصر و الحجاز .
قال أبوعمرو :
" فرحلت إلى المشرق فى اليوم الثانى من المحرم يوم الأحد سنة سبع و تسعين ، و مكثت بالقيروان أربعة أشهر و لقيت جماعة و كتبت عنهم ".
" ثم توجهت إلى مصر ، و دخلتها فى الثانى من الفطر من العام المؤرخ ، و مكثت بها إلى باقى العام و العام الثانى ، و هو عام ثمانية إلى حين خروج الناس إلى مكة ".
" و قرأت بها القرءان ، و كتبت بها الحديث و الفقه و القراءات و غير ذلك عن جماعة من المصريين و البغداديين و الشاميين و غيرهم ".
" ثم توجهت إلى مكة ، وحججت ، و كتبت بها عن أبى العباس أحمد البخارى و عن أبى الحسن بن فراس ، ثم انصرفت إلى مصر و مكثت بها أشهرا ".
" ووصلت إلى الأندلس أول الفتنة بعد قيام البربرعلى ابن عبدالجبار بستة أيام ، فى ذى القعدة سنة تسع و تسعين . و مكثت بقرطبة إلى سنة ثلاث و أربعمائة ".
" و خرجت منها إلى الثغر ، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام ، ثم خرجت منها إلى ألوطة ، و دخلت دانية سنة تسع و أربعمائة ، و مضيت منها إلى ميورقة فى تلك السنة نفسها فسكنتها ثمانية أعوام " .
" ثم انصرفت إلى دانية سنة سبع عشرة و أربعمائة ". (معجم الأدباء:12/125-127).
تلك هى تفاصيل المعالم الكبرى من تنقلات أبى عمرو فى رحلته العلمية التى لقى فيها و قرأ على من قرأ عليه من رجال مشيخته فى الأندلس و إفريقية و القيروان و طرابلس و مصر و مكة المكرمة .
و قد اجتمع فى رحلته بالقيروان بكبار مشيخة المدرسة المالكية فى الفقه ، و من أهمهم الشيخ أبوالحسن القابسى و أبوعمران الفاسى ، و قد صحبه هذا الأخير بها و حج معه فى السنة التى حج فيها ، و لكنه فارقه فى رحلة العودة فلم يتح لأبى عمرو ما أتيح لأبى عمران من دخول العراق و لقاء شيوخ الرواية به ، و قد قال الدانى فى ترجمته له فى الحديث عن هذه الأحداث :
" كتب معنا بالقيروان و بمصر و بمكة المكرمة ، و توجه إلى بغداد ، و أنا بمكة سنة تسع و تسعين و ثلاثمائة و أقام اشهرا ، و قرأ بها القرءان و سمع الحروف ، و كتب عن جماعة من محدثيها حديثا منثورا " (غاية النهاية:2/321-322ترجمة 3691).

و هكذا كانت خاتمة المطاف بعد هذا التجوال و التجواب أن ألقى أبوعمر عصا الترحال ، و مد أطناب الإقامة فى كنف أمير دانية و الجهات الشرقية من الثغر بالأندلس الأمير مجاهد العامرى ، إلى أن توفى هذا الأمير سنة 436 هـ ، ثم فى رعاية ولده الموفق إقبال الدولة بقية حياته إلى أن لبى أبوعمرو داعى ربه هنالك ، فمات عن سن يشارف الثالثة و السبعين عاما رحمه الله تعالى.

و كان رحمه الله لما حضرته الوفاة أوصى ابنه أبا العباس بأن يصلى عليه بعد وفاته عبدالله بن خميس فأنفذ وصيته بذلك فى النصف من شوال سنة اربعمائة و أربعة و أربعين .
ووافق ذلك يوم الإثنين ، و كان دفنه عند صلاة العصر فى اليوم الذى توفى فيه .
"و مشى السلطان ابن مجاهد أمام نعشه ، و كان الجمع عظيما فى جنازته" .
فرحم الله حافظ القراءات و إمام المقرئين بالمغرب و المشرق عثمان بن سعيد الدانى ، و بوأه الله منازل الصديقين ، و خلد ذكراه فى العالمين بين الأئمة المجتهدين .


  1. يا حافظ الدنيا و من بـهــر النـــهى **** تيســيــــره و بيـانه و الجــــامع
    و بمقنع بــــذ الفـحـــول و مــحــــكم **** بده العقول فما لديـــه منـــــــازع
    وبديــــع إســــــناد كـــأن رجـــاله **** فيه البدور ســـمت لهن مطـــالع
    مــــن كل حــبــر للمـــــقارىء بارع **** بر تخـــيـــــره إمــــــام بارع
    يتفجر التنزيـــــل بين ضــــلوعــــــه **** كالنبـــــع يدفق ســـيـــبه المتدافع
    قد جئت فى علم المقارىء واحــــدا **** فذا فمالك فى النــــبوغ مضــارع
    و برزت كالشمس المنيرة بالضـحى **** زهراء جللها الضيـــاء الســـاطع
    حتى تقاصر عن مـــــداك مــــحاول **** ورمى المقادة و استراح الطـــامع
    وكذاك يخــــتص الإلـه بفــــــضله **** من شاء ما دون المواهـــب وازع
    جادت أباعـــمـــرو ثـــــراك مراحم **** تزهــــو بها لك فى الجــنان مراتع
    ما حبر السبـــــع المــــثانى قارىء **** وتصدر الســــبع المقارىء نافـــع
( الترجمة بأكملها و كذا القصيدة منقولة من كتاب معجم شيوخ الحافظ أبى عمرو الدانى لفضيلة الدكتور عبدالهادى حميتو حفظه الله
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
باركـ الله عز وجل فيكـِ غاليتي الحبيبة
ونفع بكـِ جل وعلا وكتب اجركـِ
وجزاكـِ جل شأنه الفردوس الأعلى
 
أعلى