- إنضم
- 26 أغسطس 2010
- المشاركات
- 3,675
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الامارات
- احفظ من كتاب الله
- القرءان كامل
- احب القراءة برواية
- بحميع الروايات
- القارئ المفضل
- الشيخ ابراهيم الأخضر
- الجنس
- أخت
نسبه وموطنه
هو الإمام الثبت، أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السِّجِسْتَانِيُّ، أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله، صاحب السنن. وُلِد بسجستان سنة اثنتين ومائتين من الهجرة، وهو والد أبي بكر عبد الله بن أبي داود، من أكابر الحفاظ ببغداد، وكان عالمًا متفقًا عليه، وله كتاب (المصابيح).
تربيته وأخلاقه
نشأ أبو داود (رحمه الله) محبًّا للعلم شغوفًا به، وكان همه منذ نعومة أظافره طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوينه، وقد بدت عليه أمارات النجابة منذ صباه.
ولكونه من تلامذة الإمام البخاري فقد كان له تأثير خاص فيه؛ إذ إنه أفاد منه أيَّمَا إفادة، وقد سلك في العلم سبيله، وفوق ذلك فكان يشبه الإمام أحمد بن حنبل في هَدْيه ودَلِّه وسمته. وقد قال عنه ابن خلكان: "كان في الدرجة العالية من النسك والصلاح".
شيوخه
كغيره من علماء عصره وكسنة متبعة بين علماء الحديث، فقد طوف أبو داود البلاد، وارتحل إلى أمصار الحضارة الإسلامية في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، ولقي خلال هذه الرحلات عددًا كبيرًا من كبار الحفاظ والمحدثين، فكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين، وسمع أبا عُمَر الضرير، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن رجاء، وأبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس، وأبا جعفر النفيلي، وأبا توبة الحلبي، وسليمان بن حرب، وخلقًا كثيرًا بالحجاز والشام ومصر والعراق والجزيرة والثغر وخراسان.
نشأته العلمية ورحلاته:
نشا الإمام ابن أبي داود في بيت علمٍ وصلاح، وتحت رعاية والده الإمام الحافظ أبي داود السجستاني؛ قال الذهبي في السير (13/203): وسافر به أبوه وهو صبي، فكان يقول: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه، إذ مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين... وقال بعد أن سرد شيوخه:.. وخلق كثير بخراسان والحجاز والعراق، ومصر والشام، وأصبهان وفارس.
قلت: وما لبث أبو بكر بن أبي داود أن صار من أحفظ أهل زمانه؛ قال الحاكم أبو عبدالله: سمعت أبا علي الحافظ، سمعت ابن أبي داود يقول: حدثت من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين ألفا، ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت، وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به. السير (13/224).
أشهر شيوخه:
1- والده الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
2- إبراهيم بن مروان بن محمد بن حسان الأسدي الدمشقي.
3- أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلميّ.
4- أحمد بن سعيد بن بشر بن عبيد الله الهمداني المصري.
5- أحمد بن سنان بن أسد الواسطي.
أشهر تلاميذه:
1- أبو عبد الرحمن: عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل.
2- أبو جعفر: أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك المصري الطحاوي.
3- أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي.
4- أبو حاتم: محمد بن حبان بن أحمد البستي.
5- الدارقطني، أبو الحسن: علي بن عمر بن مسعود البغدادي.
حين وهب أبو داود حياته لعلم الحديث كان له تلاميذ كثيرون، يتعلمون منه ويروون عنه، وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده الإمام الترمذي، والإمام النسائي، وابنه الإمام أبو بكر بن أبي داود، وأبو عوانة، وأبو بشر الدولابي، وعلي بن الحسن بن العبد، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو علي اللؤلُئِيُّ، وأبو بكر بن داسَةَ، وأبو سالم محمد بن سعيد الجلودي، وأبو عمرو أحمد بن علي، وغيرهم.
مؤلفاته
كان أبو داود (رحمه الله) من المكثرين في التأليف، وخصوصًا في فنون علم الحديث روايةً ودرايةً؛ فمن مؤلفاته: دلائل النبوة، وكتاب التفرد في السنن، وكتاب المراسيل، وكتاب المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد، وله أيضًا ناسخ القرآن ومنسوخه. وذكر الزركلي في الأعلام أن له كتاب الزهد، وقد رمز له بحرف (خ) دليل على أنه مخطوط، وذكر أنه في خزانة القرويين برقم (80/ 133) وبخط أندلسي، وذكر أيضًا أن له (البعث)، وقال إنه رسالة، ورمز له كذلك بما يشير أنه مخطوط، وأيضًا (تسمية الأخوة)، وقال إنها رسالة، ورمز لها كذلك بما يشير أنها مخطوط.
أقوال علماء الجرح والتعديل فيه:
قال الدار قطني:" ثقة، كثير الخطأ في الكلام على الحديث".
وقال الذهبي في السير (13/227): وقد ذكره أبو أحمد بن عدي في " كامله "، وقال: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود.
وقال ابن عدي أيضاً:" هو معروف بالطلب، وعامة ما كتب مع أبيه- أبي داود- ودخل مصر والشام والعراق وخراسان، وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فيه، فلا أدري إيش تبين له منه.
قال الذهبي في السير:" وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو، والرجل من كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفاظ، رحمه الله". وقال الذهبي: قلت: لعل قول أبيه فيه - إن صح - أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدا، فهو أرعن، نسأل الله السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى، ولزم الصدق والتقى.
سنن أبي داود.. مكانته ومنهجه فيه
إ
اضافةً إلى التآليف السابقة فإن الذي ذاع صيت أبي داود وزاده شهرة هو كتابه العظيم المعروف بسنن أبي داود، وهو كتاب يأتي في المرتبة بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم في الشهرة والمكانة، وقد عُدَّ أول كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقد بلغت أحاديث هذا الكتاب ثمانمائة وأربعة آلاف حديث، صنفه وانتقاه من أصل خمسمائة ألف حديث؛ ولذا يُعَد الكتاب من مظانِّ الحديث الحسن. وقد رتب أبو داود كتابه على كتب وأبواب، فشمل خمسة وثلاثين كتابًا، وواحدًا وسبعين وثمانمائة وألف (1871) باب.
وفي (السنن) لم يقتصر أبو داود على الصحيح، بل خَرَّج فيه الصحيح والحسن والضعيف، وقد وضح منهجه فيه فقال: "ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه". وقال: "وما كان فيه وهن شديد بيَّنته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض".
وقد جمع أبو داود كتابه هذا قديمًا، وحين فرغ منه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) فاستجاده واستحسنه، والفقهاء لا يتحاشون من إطلاق لفظ (الصحاح) عليها وعلى سنن الترمذي، لا سيما (سنن أبي داود). وفي مكانة هذا الكتاب فقد أبلغ زكريا الساجي حين قال: "كتاب الله أصل الإسلام، وسنن أبي داود عهد الإسلام".
ملخص عن كتاب: سنن أبي داود **
جمع أبو داود في كتابه هذا جملة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغت أحاديثه 5274 حديثـًا ، وكتابه السنن صنفه وانتقاه من خمسمائة ألف حديث .
وقد وجه أبو داود همه في هذا الكتاب إلى جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء ، ودارت بينهم ، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار ، وتسمى هذه الأحاديث أحاديث الأحكام وقد قال
المؤلف في رسالته لأهل مكة : فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام ، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل ، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها .
وقد رتب كتابه على الكتب ، وقسم كل كتاب إلى أبواب ، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليه ذاهب .
وعدد كتبه 35 كتابـًا ، ومجموع عدد أبوابه 1871 بابـًا .
والكتاب فيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأحاديث الموقوفة على الصحابة ، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين .
درجة أحاديثه :
أمَّا عن مدى صحة أحاديث سنن أبي داود ، فقد قال أبو داود في ذلك : ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه ، وما كان فيه وهن شديد بينته ، وما لم أذكر فيه شيئـًا فهو صالح ،
وبعضها أصح من بعض .
وقد اختلفت الآراء في قول أبي داود: " وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح " هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن؟. وقد اختار ابن الصلاح والنووي
وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن ، ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة ؛ فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة
أيضًا لكنها صالحة للاعتبار ، ليست شديدة الضعف ، فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله " صالح " المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه
يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.
وإذا نظرنا في كتابه نجده يعقب على بعض الأحاديث ويبين حالها ، وكلامه هذا يعتبر النواة الصالحة التي تفرع عنها علم الجرح والتعديل فيما بعد ؛ وأصبح بابـًا واسعـًا في أبواب مصطلح الحديث.
شروح السنن
وقد أقبل العلماء على كتاب سنن أبي داود بالشرح والتعليق والدراسة، فمن هذه الشروح ما يلي:
- (معالم السنن) لأبي سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، المتوفَّى سنة ثمانٍِ وثمانين وثلاثمائة من الهجرة.
- (مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود) للحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفَّى سنة إحدى عشرة وتسعمائة من الهجرة.
- (فتح الودود على سنن أبي داود) لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السِّندي، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.
- (عون المعبود في شرح سنن أبي داود) لمحمد شمس الحق عظيم آبادي.
ثناء العلماء عليه
حاز أبو داود على إعجاب معاصريه وثقتهم، وقد عدَّه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في (طبقات الفقهاء) من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وقال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب (السنن): "أُلِين لأبي داود الحديث، كما ألين لداود الحديد". وكذلك قال محمد بن إسحاق الصاغاني.
وقريب من ذلك أيضًا عبر الحافظ موسى بن هارون فقال: "خلق أبو داود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه". وأبلغ منه ما ذكره الحاكم أبو عبد الله يوم أن قال: "أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة".
وفاة أبي داود
بعد فتنة الزنج في البصرة التمس منه أخو الخليفة أن يقيم بها لتعمر بالعلم، وقد أجاب طلبه وظل بها حتى وافته المنية، ورحل (رحمه الله تعالى) عن دار الدنيا يوم الجمعة، سادس عشر من شوال، سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي.قال ابنه عبدالأعلى: توفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر.
المراجع
الذهبي: تذكرة الحفاظ - الذهبي: العبر في خبر من غبر - ابن خلكان: وفيات الأعيان - الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد - حاجي خليفة: كشف الظنون - الباباني: هدية العارفين - ابن منظور: لسان العرب - الزركلي: الأعلام.تذكرة الحفاظ (2/772)، السير (13/233)، والميزان (2/436)
هو الإمام الثبت، أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السِّجِسْتَانِيُّ، أحد حفاظ الحديث وعلمه وعلله، صاحب السنن. وُلِد بسجستان سنة اثنتين ومائتين من الهجرة، وهو والد أبي بكر عبد الله بن أبي داود، من أكابر الحفاظ ببغداد، وكان عالمًا متفقًا عليه، وله كتاب (المصابيح).
تربيته وأخلاقه
نشأ أبو داود (رحمه الله) محبًّا للعلم شغوفًا به، وكان همه منذ نعومة أظافره طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدوينه، وقد بدت عليه أمارات النجابة منذ صباه.
ولكونه من تلامذة الإمام البخاري فقد كان له تأثير خاص فيه؛ إذ إنه أفاد منه أيَّمَا إفادة، وقد سلك في العلم سبيله، وفوق ذلك فكان يشبه الإمام أحمد بن حنبل في هَدْيه ودَلِّه وسمته. وقد قال عنه ابن خلكان: "كان في الدرجة العالية من النسك والصلاح".
شيوخه
كغيره من علماء عصره وكسنة متبعة بين علماء الحديث، فقد طوف أبو داود البلاد، وارتحل إلى أمصار الحضارة الإسلامية في طلب الحديث ومشافهة الشيوخ والتلقي عليهم، ولقي خلال هذه الرحلات عددًا كبيرًا من كبار الحفاظ والمحدثين، فكتب عن العراقيين والخراسانيين والشاميين والمصريين، وسمع أبا عُمَر الضرير، ومسلم بن إبراهيم، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن رجاء، وأبا الوليد الطيالسي، وأحمد بن يونس، وأبا جعفر النفيلي، وأبا توبة الحلبي، وسليمان بن حرب، وخلقًا كثيرًا بالحجاز والشام ومصر والعراق والجزيرة والثغر وخراسان.
نشأته العلمية ورحلاته:
نشا الإمام ابن أبي داود في بيت علمٍ وصلاح، وتحت رعاية والده الإمام الحافظ أبي داود السجستاني؛ قال الذهبي في السير (13/203): وسافر به أبوه وهو صبي، فكان يقول: رأيت جنازة إسحاق بن راهويه، إذ مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين... وقال بعد أن سرد شيوخه:.. وخلق كثير بخراسان والحجاز والعراق، ومصر والشام، وأصبهان وفارس.
قلت: وما لبث أبو بكر بن أبي داود أن صار من أحفظ أهل زمانه؛ قال الحاكم أبو عبدالله: سمعت أبا علي الحافظ، سمعت ابن أبي داود يقول: حدثت من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين ألفا، ألزموني الوهم فيها في سبعة أحاديث، فلما انصرفت، وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت حدثتهم به. السير (13/224).
أشهر شيوخه:
1- والده الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
2- إبراهيم بن مروان بن محمد بن حسان الأسدي الدمشقي.
3- أحمد بن حفص بن عبد الله بن راشد السلميّ.
4- أحمد بن سعيد بن بشر بن عبيد الله الهمداني المصري.
5- أحمد بن سنان بن أسد الواسطي.
أشهر تلاميذه:
1- أبو عبد الرحمن: عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل.
2- أبو جعفر: أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك المصري الطحاوي.
3- أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي.
4- أبو حاتم: محمد بن حبان بن أحمد البستي.
5- الدارقطني، أبو الحسن: علي بن عمر بن مسعود البغدادي.
حين وهب أبو داود حياته لعلم الحديث كان له تلاميذ كثيرون، يتعلمون منه ويروون عنه، وكان أشهر من روى عنه وتتلمذ على يده الإمام الترمذي، والإمام النسائي، وابنه الإمام أبو بكر بن أبي داود، وأبو عوانة، وأبو بشر الدولابي، وعلي بن الحسن بن العبد، وأبو أسامة محمد بن عبد الملك، وأبو سعيد بن الأعرابي، وأبو علي اللؤلُئِيُّ، وأبو بكر بن داسَةَ، وأبو سالم محمد بن سعيد الجلودي، وأبو عمرو أحمد بن علي، وغيرهم.
مؤلفاته
كان أبو داود (رحمه الله) من المكثرين في التأليف، وخصوصًا في فنون علم الحديث روايةً ودرايةً؛ فمن مؤلفاته: دلائل النبوة، وكتاب التفرد في السنن، وكتاب المراسيل، وكتاب المسائل التي سئل عنها الإمام أحمد، وله أيضًا ناسخ القرآن ومنسوخه. وذكر الزركلي في الأعلام أن له كتاب الزهد، وقد رمز له بحرف (خ) دليل على أنه مخطوط، وذكر أنه في خزانة القرويين برقم (80/ 133) وبخط أندلسي، وذكر أيضًا أن له (البعث)، وقال إنه رسالة، ورمز له كذلك بما يشير أنه مخطوط، وأيضًا (تسمية الأخوة)، وقال إنها رسالة، ورمز لها كذلك بما يشير أنها مخطوط.
أقوال علماء الجرح والتعديل فيه:
قال الدار قطني:" ثقة، كثير الخطأ في الكلام على الحديث".
وقال الذهبي في السير (13/227): وقد ذكره أبو أحمد بن عدي في " كامله "، وقال: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود.
وقال ابن عدي أيضاً:" هو معروف بالطلب، وعامة ما كتب مع أبيه- أبي داود- ودخل مصر والشام والعراق وخراسان، وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أبيه فيه، فلا أدري إيش تبين له منه.
قال الذهبي في السير:" وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو، والرجل من كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفاظ، رحمه الله". وقال الذهبي: قلت: لعل قول أبيه فيه - إن صح - أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدا، فهو أرعن، نسأل الله السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى، ولزم الصدق والتقى.
سنن أبي داود.. مكانته ومنهجه فيه
اضافةً إلى التآليف السابقة فإن الذي ذاع صيت أبي داود وزاده شهرة هو كتابه العظيم المعروف بسنن أبي داود، وهو كتاب يأتي في المرتبة بعد صحيح البخاري وصحيح مسلم في الشهرة والمكانة، وقد عُدَّ أول كتب السنن المعروفة، وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقد بلغت أحاديث هذا الكتاب ثمانمائة وأربعة آلاف حديث، صنفه وانتقاه من أصل خمسمائة ألف حديث؛ ولذا يُعَد الكتاب من مظانِّ الحديث الحسن. وقد رتب أبو داود كتابه على كتب وأبواب، فشمل خمسة وثلاثين كتابًا، وواحدًا وسبعين وثمانمائة وألف (1871) باب.
وفي (السنن) لم يقتصر أبو داود على الصحيح، بل خَرَّج فيه الصحيح والحسن والضعيف، وقد وضح منهجه فيه فقال: "ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه". وقال: "وما كان فيه وهن شديد بيَّنته، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض".
وقد جمع أبو داود كتابه هذا قديمًا، وحين فرغ منه عرضه على الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) فاستجاده واستحسنه، والفقهاء لا يتحاشون من إطلاق لفظ (الصحاح) عليها وعلى سنن الترمذي، لا سيما (سنن أبي داود). وفي مكانة هذا الكتاب فقد أبلغ زكريا الساجي حين قال: "كتاب الله أصل الإسلام، وسنن أبي داود عهد الإسلام".
ملخص عن كتاب: سنن أبي داود **
جمع أبو داود في كتابه هذا جملة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغت أحاديثه 5274 حديثـًا ، وكتابه السنن صنفه وانتقاه من خمسمائة ألف حديث .
وقد وجه أبو داود همه في هذا الكتاب إلى جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء ، ودارت بينهم ، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار ، وتسمى هذه الأحاديث أحاديث الأحكام وقد قال
المؤلف في رسالته لأهل مكة : فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام ، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل ، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها .
وقد رتب كتابه على الكتب ، وقسم كل كتاب إلى أبواب ، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليه ذاهب .
وعدد كتبه 35 كتابـًا ، ومجموع عدد أبوابه 1871 بابـًا .
والكتاب فيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأحاديث الموقوفة على الصحابة ، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين .
درجة أحاديثه :
أمَّا عن مدى صحة أحاديث سنن أبي داود ، فقد قال أبو داود في ذلك : ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه ، وما كان فيه وهن شديد بينته ، وما لم أذكر فيه شيئـًا فهو صالح ،
وبعضها أصح من بعض .
وقد اختلفت الآراء في قول أبي داود: " وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح " هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن؟. وقد اختار ابن الصلاح والنووي
وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن ، ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة ؛ فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة
أيضًا لكنها صالحة للاعتبار ، ليست شديدة الضعف ، فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله " صالح " المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه
يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.
وإذا نظرنا في كتابه نجده يعقب على بعض الأحاديث ويبين حالها ، وكلامه هذا يعتبر النواة الصالحة التي تفرع عنها علم الجرح والتعديل فيما بعد ؛ وأصبح بابـًا واسعـًا في أبواب مصطلح الحديث.
شروح السنن
وقد أقبل العلماء على كتاب سنن أبي داود بالشرح والتعليق والدراسة، فمن هذه الشروح ما يلي:
- (معالم السنن) لأبي سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، المتوفَّى سنة ثمانٍِ وثمانين وثلاثمائة من الهجرة.
- (مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود) للحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفَّى سنة إحدى عشرة وتسعمائة من الهجرة.
- (فتح الودود على سنن أبي داود) لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السِّندي، المتوفَّى سنة ثمانٍ وثلاثين ومائة وألف من الهجرة.
- (عون المعبود في شرح سنن أبي داود) لمحمد شمس الحق عظيم آبادي.
ثناء العلماء عليه
حاز أبو داود على إعجاب معاصريه وثقتهم، وقد عدَّه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في (طبقات الفقهاء) من جملة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وقال عنه إبراهيم الحربي لما صنف كتاب (السنن): "أُلِين لأبي داود الحديث، كما ألين لداود الحديد". وكذلك قال محمد بن إسحاق الصاغاني.
وقريب من ذلك أيضًا عبر الحافظ موسى بن هارون فقال: "خلق أبو داود في الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه". وأبلغ منه ما ذكره الحاكم أبو عبد الله يوم أن قال: "أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة".
وفاة أبي داود
بعد فتنة الزنج في البصرة التمس منه أخو الخليفة أن يقيم بها لتعمر بالعلم، وقد أجاب طلبه وظل بها حتى وافته المنية، ورحل (رحمه الله تعالى) عن دار الدنيا يوم الجمعة، سادس عشر من شوال، سنة خمس وسبعين ومائتين، وصلى عليه عباس بن عبد الواحد الهاشمي.قال ابنه عبدالأعلى: توفي أبي وله ست وثمانون سنة وأشهر.
المراجع
الذهبي: تذكرة الحفاظ - الذهبي: العبر في خبر من غبر - ابن خلكان: وفيات الأعيان - الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد - حاجي خليفة: كشف الظنون - الباباني: هدية العارفين - ابن منظور: لسان العرب - الزركلي: الأعلام.تذكرة الحفاظ (2/772)، السير (13/233)، والميزان (2/436)
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع