محبة القراءات
عضو مميز
- إنضم
- 4 أكتوبر 2010
- المشاركات
- 84
- النقاط
- 6
بسم الله الرحمن الرحيم
هل لكِ صديقة تلزم نفسها بنظام غذائي خاص (دايت)، وتمتنع عن ما تحبه من المأكولات والحلويات لتخفيف وزنها، هل تعرفين ماذا تفعل؟ إنها تجاهد نفسها.
قصة قرأتها:هذه القصة بعنوان ( صانكي يدم ) وهي باللغة التركية كأنني أكلت.
وهي تحكي عن رجل لا يملك كثيرًا من المال ولكنه كان يملك هدفًا في عقله وهو أن يبني مسجدًا، فكان يمشي في السوق يشتري الطعام فينظر إلى الطعام والفاكهة ثم يقول: ( صانكي يدم ) أي كأنني أكلت، ويدخر المال الذي كان سيشتري به الطعام لبناء المسجد الصغير في الحي الذي كان يحلم به، وبالفعل بعد فترة ليست بالقصيرة جمع المال لبناء المسجد الصغير في الحي الذي كان يسكن فيه، وأطلق عليه ( صانكي يدم ) أي كأنني أكلت.
وقد قرأت هذه القصة في مقالة بعنوان: "شهوة تبني مسجدًا".
فهذا الرجل قد جاهد نفسه وامتنع عن شهوة الشراء والأكل ليحقق هدفًا وحلمًا وهو بناء مسجد في الحي الذي يسكن فيه.
أختي الفتاة المسلمة:
توقفت كثيرًا عند الآية الكريمة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) [ العنكبوت 69].
إن مجال الجهاد ليس فقط في الحروب والقتال، بل هو أكبر من ذلك فهو يمتد إلى مجاهدة النفس، لأن ( طبيعة النفس أنها كثيرًا ما تخلد إلى الكسل والاسترخاء، : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10].
فالإنسان بطبيعتة في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها، أو تنتصر عليه، ويبقى الصراع قائمًا إلى أن يدركه الموت، ومن أهم المقومات التي تساعد الفتاة على الانتصار على نفسها أن يكون قلبها حيًا رقيقًا، صافيًا صلبًا، ومشرقًا كقلوب المؤمنين التي صورها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
وأن يكون عقلها مدركًا وواعيًا، وبصيرًا آخذًا لشتى العلوم التي يستطيع أن يتزود بها قربًا من الله وإدراكًا لعظمته، وذلك لأن المؤمن عقله واع، فيه بصيرة واعية يميز بين الخير والشر، والحق والباطل، والخبيث والطيب، والمعروف والمنكر، لأنه ينظر بنور الله، ولا يطفئ نور تلك البصيرة إلا المعاصي وعدم التوبة.
إن الفتاة بجهادها لنفسها وعدم ركونها إلى هواها تستطيع أن تروض نفسها، وترغم شيطانها، وهذا أسمى معاني النصر الذي به تستطيع مواصلة الطريق والعمل على الدعوة والنجاح في الحياة.
وجهاد النفس هو المركز الأول في جهاد الأعداء والنصر عليهم، ويتحقق ذلك بالإيمان والإخلاص والصدق والصبر والجرأة في قول الحق، والتفاؤل والثقة بوعد الله ) [ الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري، ص 66-67 بتصرف ].
وإذا تساءلت الفتاة المسلمة، وهل سأظل عمري كله أجاهد نفسي وأظل في هذا التعب؟ فيرد عليك الإمام ابن القيم رحمه الله بتلك الحقيقة الدامعة التي أثبتها حين قال وهو يسلمك مفتاح دار السعادة:
( المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب، وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان ولا قوة إلا بالله، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظة من الراحة أقل)
كما قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام ) [مفتاح دار السعادة، ابن القيم، (2/15)].
أنت مكلفة شرعًا:
أختي الفتاة المسلمة، أنت بعد البلوغ مكلفة شرعًا ومسؤولة عن أفعالك، وعن أخلاقك وسلوكك، وعليك مسئولية أخرى وهي تزكية النفس وتهذيبها، وذلك عن طريق الطاعات المختلفة والإبتعاد عن المحرمات، أي الاستقامة على الأسلام عقيدة وشريعة، أخلاقًا وتصورات.
ومن هنا تأتي أهمية التربية الذاتية تربية النفس على مراقبة الله في السر والعلن: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7- 8].
( هذا وإن عزم المراهق المسلم على المضي في الطاعة لا يتحقق له بمجرد النية، إنما يسبق هذا العزم كفاح طويل، بالتعبئة العام لدوافع الإيمان في النفس، والتأهب لمدافعة رغبات النفس وشهواتها الدنيا، التي يحرض الشيطان على إثارتها بين لحظة وأخرى إنها لمجاهدة شاقة في مرحلة المراهقة بالذات) [تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس، ص340].
وهديناه النجدين:
خلق الله الإنسان وقد رُكبت فيه نية ودوافع الخير والشر، وجعل أمامه طريقين: طريق عباد الرحمن، وطريق اتباع الشيطان، طريق مستقيم يؤدي إلى الخير، وطريق شائك يؤدي بأصحابه إلى الهلاك.
فما سبل الوصول إلى النجاة؟
إنها تتمثل في عقيدة سليمة، وتوحيد خالص، وأعمال الطاعات من فروض ونوافل وواجبات .. ( ومضاء في العزيمة لتحويل العادة السيئة إلى عادة حسنة، وهذا يستوجب بالضرورة تربية المراهق على قوة شخصيتة من أجل التسامي بدوافعة الأساسية نحو قيم الإسلام ومطالبه ... ) [ تربية المراهق في رحاب الأسلام، محمد حامد الناصر، خولة درويش، ص277 ].
إن تزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان، والطريق إلى ذلك هو إتباع الكتاب والسنة، والمسؤولية الفرديةن ومحاسبة النفس كل ذلك من العوامل الأساسية في يقظة نفس المؤمن وتهذيبها.
( لقد أعدت التربية الأسلامية الأنسان بأمرين جعلتها التربية الحديثة وعجزت عنها لمصادرها المادية، وهما قوام الحياة الحقة على هذه الأرض، وأساس بناء الأنسان الرباني وهما:
أولًا: الإرادة والمسؤولية الفردية:
حتى يعرف الإنسان أنه قادر على أن يختار بين الخير والشر، والحق والباطل، وأن يمض في ركب الحياة، ويصنع لبنات جديدة في ذلك الصرح الحضاري الإنساني، وبدون هذه المسؤولية الفردية لا يكون الجزاء الدنيوي والأخروي بعد البعث والنشور، وهذه المسؤولية قائمة على غاية هي الجزاء إما ثوابًا أو عقابًا.
وبدون هذا لا يستقيم عمل الإنسان.
ثانيًا: الالتزام الأخلاقي:
الذي يحيط بالإنسان وعمله احاطة السوار بالمعصم، فيدفعه إلى الطريق الصحيح ويحميه من أخطار المعصية والخطيئة والفساد، ويجعله انسانًا قويًا قادرًا على مواجهة كل خطر، والوقوف في وجه كل عاصفة) [ اطار اسلامي للفكر المعاصر، أنور الجندري، ص 272].
تقربي إلى الله:
إن التقرب إلى الله يحتاج إلى مجاهدة النفس وتدرجها في الطاعة، بل أيضًا واكراهها على الطاعة كرهاً لتتعود فعل الخير، ومما يدل على ذلك حديث الرسول : ( .. وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) [رواه البخاري، (6502)].
وكلما تقرب العبد من الله تقرب إليه اله أكثر وأكثر ( وهل جزاء الأحسان إلا الأحسان ) فعن انس عن النبي : فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: ( إذا تقرب العبد إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلي ذارعًا تقربت إليه باعًا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) [رواه البخاري، (7536)]
للمزيد من مواضيعي
هل لكِ صديقة تلزم نفسها بنظام غذائي خاص (دايت)، وتمتنع عن ما تحبه من المأكولات والحلويات لتخفيف وزنها، هل تعرفين ماذا تفعل؟ إنها تجاهد نفسها.
قصة قرأتها:هذه القصة بعنوان ( صانكي يدم ) وهي باللغة التركية كأنني أكلت.
وهي تحكي عن رجل لا يملك كثيرًا من المال ولكنه كان يملك هدفًا في عقله وهو أن يبني مسجدًا، فكان يمشي في السوق يشتري الطعام فينظر إلى الطعام والفاكهة ثم يقول: ( صانكي يدم ) أي كأنني أكلت، ويدخر المال الذي كان سيشتري به الطعام لبناء المسجد الصغير في الحي الذي كان يحلم به، وبالفعل بعد فترة ليست بالقصيرة جمع المال لبناء المسجد الصغير في الحي الذي كان يسكن فيه، وأطلق عليه ( صانكي يدم ) أي كأنني أكلت.
وقد قرأت هذه القصة في مقالة بعنوان: "شهوة تبني مسجدًا".
فهذا الرجل قد جاهد نفسه وامتنع عن شهوة الشراء والأكل ليحقق هدفًا وحلمًا وهو بناء مسجد في الحي الذي يسكن فيه.
أختي الفتاة المسلمة:
توقفت كثيرًا عند الآية الكريمة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) [ العنكبوت 69].
إن مجال الجهاد ليس فقط في الحروب والقتال، بل هو أكبر من ذلك فهو يمتد إلى مجاهدة النفس، لأن ( طبيعة النفس أنها كثيرًا ما تخلد إلى الكسل والاسترخاء، : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10].
فالإنسان بطبيعتة في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها، أو تنتصر عليه، ويبقى الصراع قائمًا إلى أن يدركه الموت، ومن أهم المقومات التي تساعد الفتاة على الانتصار على نفسها أن يكون قلبها حيًا رقيقًا، صافيًا صلبًا، ومشرقًا كقلوب المؤمنين التي صورها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
وأن يكون عقلها مدركًا وواعيًا، وبصيرًا آخذًا لشتى العلوم التي يستطيع أن يتزود بها قربًا من الله وإدراكًا لعظمته، وذلك لأن المؤمن عقله واع، فيه بصيرة واعية يميز بين الخير والشر، والحق والباطل، والخبيث والطيب، والمعروف والمنكر، لأنه ينظر بنور الله، ولا يطفئ نور تلك البصيرة إلا المعاصي وعدم التوبة.
إن الفتاة بجهادها لنفسها وعدم ركونها إلى هواها تستطيع أن تروض نفسها، وترغم شيطانها، وهذا أسمى معاني النصر الذي به تستطيع مواصلة الطريق والعمل على الدعوة والنجاح في الحياة.
وجهاد النفس هو المركز الأول في جهاد الأعداء والنصر عليهم، ويتحقق ذلك بالإيمان والإخلاص والصدق والصبر والجرأة في قول الحق، والتفاؤل والثقة بوعد الله ) [ الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة، حنان عطية الطوري، ص 66-67 بتصرف ].
وإذا تساءلت الفتاة المسلمة، وهل سأظل عمري كله أجاهد نفسي وأظل في هذا التعب؟ فيرد عليك الإمام ابن القيم رحمه الله بتلك الحقيقة الدامعة التي أثبتها حين قال وهو يسلمك مفتاح دار السعادة:
( المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب، وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة، والله المستعان ولا قوة إلا بالله، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلى كان تعب البدن أوفر وحظة من الراحة أقل)
كما قال المتنبي:
وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام ) [مفتاح دار السعادة، ابن القيم، (2/15)].
أنت مكلفة شرعًا:
أختي الفتاة المسلمة، أنت بعد البلوغ مكلفة شرعًا ومسؤولة عن أفعالك، وعن أخلاقك وسلوكك، وعليك مسئولية أخرى وهي تزكية النفس وتهذيبها، وذلك عن طريق الطاعات المختلفة والإبتعاد عن المحرمات، أي الاستقامة على الأسلام عقيدة وشريعة، أخلاقًا وتصورات.
ومن هنا تأتي أهمية التربية الذاتية تربية النفس على مراقبة الله في السر والعلن: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7- 8].
( هذا وإن عزم المراهق المسلم على المضي في الطاعة لا يتحقق له بمجرد النية، إنما يسبق هذا العزم كفاح طويل، بالتعبئة العام لدوافع الإيمان في النفس، والتأهب لمدافعة رغبات النفس وشهواتها الدنيا، التي يحرض الشيطان على إثارتها بين لحظة وأخرى إنها لمجاهدة شاقة في مرحلة المراهقة بالذات) [تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس، ص340].
وهديناه النجدين:
خلق الله الإنسان وقد رُكبت فيه نية ودوافع الخير والشر، وجعل أمامه طريقين: طريق عباد الرحمن، وطريق اتباع الشيطان، طريق مستقيم يؤدي إلى الخير، وطريق شائك يؤدي بأصحابه إلى الهلاك.
فما سبل الوصول إلى النجاة؟
إنها تتمثل في عقيدة سليمة، وتوحيد خالص، وأعمال الطاعات من فروض ونوافل وواجبات .. ( ومضاء في العزيمة لتحويل العادة السيئة إلى عادة حسنة، وهذا يستوجب بالضرورة تربية المراهق على قوة شخصيتة من أجل التسامي بدوافعة الأساسية نحو قيم الإسلام ومطالبه ... ) [ تربية المراهق في رحاب الأسلام، محمد حامد الناصر، خولة درويش، ص277 ].
إن تزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان، والطريق إلى ذلك هو إتباع الكتاب والسنة، والمسؤولية الفرديةن ومحاسبة النفس كل ذلك من العوامل الأساسية في يقظة نفس المؤمن وتهذيبها.
( لقد أعدت التربية الأسلامية الأنسان بأمرين جعلتها التربية الحديثة وعجزت عنها لمصادرها المادية، وهما قوام الحياة الحقة على هذه الأرض، وأساس بناء الأنسان الرباني وهما:
أولًا: الإرادة والمسؤولية الفردية:
حتى يعرف الإنسان أنه قادر على أن يختار بين الخير والشر، والحق والباطل، وأن يمض في ركب الحياة، ويصنع لبنات جديدة في ذلك الصرح الحضاري الإنساني، وبدون هذه المسؤولية الفردية لا يكون الجزاء الدنيوي والأخروي بعد البعث والنشور، وهذه المسؤولية قائمة على غاية هي الجزاء إما ثوابًا أو عقابًا.
وبدون هذا لا يستقيم عمل الإنسان.
ثانيًا: الالتزام الأخلاقي:
الذي يحيط بالإنسان وعمله احاطة السوار بالمعصم، فيدفعه إلى الطريق الصحيح ويحميه من أخطار المعصية والخطيئة والفساد، ويجعله انسانًا قويًا قادرًا على مواجهة كل خطر، والوقوف في وجه كل عاصفة) [ اطار اسلامي للفكر المعاصر، أنور الجندري، ص 272].
تقربي إلى الله:
إن التقرب إلى الله يحتاج إلى مجاهدة النفس وتدرجها في الطاعة، بل أيضًا واكراهها على الطاعة كرهاً لتتعود فعل الخير، ومما يدل على ذلك حديث الرسول : ( .. وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه ) [رواه البخاري، (6502)].
وكلما تقرب العبد من الله تقرب إليه اله أكثر وأكثر ( وهل جزاء الأحسان إلا الأحسان ) فعن انس عن النبي : فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: ( إذا تقرب العبد إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلي ذارعًا تقربت إليه باعًا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) [رواه البخاري، (7536)]
للمزيد من مواضيعي
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع