الشيخ عاطف الفيومي
شيخ فاضل
- إنضم
- 4 يناير 2012
- المشاركات
- 587
- النقاط
- 18
- الإقامة
- الفيوم
- الموقع الالكتروني
- www.alfayyumy.com
- احفظ من كتاب الله
- كاملا بحمد الله
- احب القراءة برواية
- عاصم
- القارئ المفضل
- المنشاوي
- الجنس
- أخ
تصريحات البابا تواضروس الثاني بين الحقيقة والادعاء
إن المتأمل لواقع أهل الذمة من النصارى في مصر، خاصة في العقود الأخيرة من تاريخ أمتنا الإسلامية، يجد أنهم يحيدون كثيرًا عن الحق والعدل من جانب، وعن القانون وأحكامه من جانب آخر، ولهذا فهم دائمًا يظهرون عدائهم للمسلمين في بلاد الإسلام، وربما تآمروا مع العدو الخارجي في زعزعة أمن البلاد واستقرارها.
ونحن نقول لهم، لا تخشوا من الإسلام شيئًا، ولا تضيقوا واسعًا من العدل والرحمة والإحسان، فلن يهضم لكم حقًا، ما دمتم تعيشون في ظل الشريعة الإسلامية وأحكامها، وقد نص على ذلك القرآن جليًا واضحًا، وكذلك السنة النبوية، والتاريخ الإسلامي حافل بالحقائق التي لا يكابر فيها إلا معاند ومنافق.
فلا سعادة لنصارى مصر ولا غيرها ولا لأهل الكتاب عمومًا، إلا في رحاب السيادة الإسلامية، لأنها حاكمة بالعدل، مقدمة للإحسان، حافظة للدماء والأعراض والأموال، والناس جميعًا في حكمها سواسية بالعدل يحكمون.
فإذا رضُوا بالذِّمَّة والعيش في ظل الإسلام ودفع والجزية، فهؤلاء قد بيَّن الله - تعالى - في كتابه في هذه الحال ضوابطَ العلاقة وقواعدها مع غير المسلمين في الجملة مِن أهل الكتاب اليهود والنصارى، فقال - تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 8 - 9].
قال العلاَّمة ابن سعدي - رحمه الله-: "أي: لا ينهاكم الله عن البِّرِّ والصِّلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم يَنتصبوا لقِتالكم في الدِّين، والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناحٌ أن تصلوهم، فإنَّ صِلتهم في هذه الحالة لا محذورَ فيها ولا مفسدة، كما قال - تعالى - عن الأبوين المشركَيْن إذا كان ولدهما مسلمًا: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]"[2].
وقال العلاَّمة ابنُ كثير - رحمه الله -: "أي: لا ينهاكم عن الإحسانِ إلى الكَفرة الذين لا يقاتلونكم في الدِّين، كالنساء والضَّعَفة منهم، ﴿ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ﴾؛ أي: تُحسِنوا إليهم ﴿ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾؛ أي: تَعدِلوا ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾.
لكن العجيب بعد هذا أنه لا يزال الحال بهم في تقلب دائم، خاصة بعد أحداث الثورة في البلاد، فقد أظهروا بعضًا من المواقف التي لا تحمد، وتدل على عصبية كافرة بغيضة، كان أولى بهم في بلاد تحميهم وتصون إنسانيتهم أن يخلصوا لها الولاء والسيادة.
وقد نشرت إحدى الجرائد الإلكترونية ( مفكرة الإسلام ) خبرين عجيبين حقًا:
الخبر الأول يقول:
"في أول تصريح لوسائل الإعلام، رفض تواضروس الثاني الذي تولى حديثًا منصب بابا الكنيسة الأرثوذكسية القبطية في مصر أسلمة الدستور.
وقال تواضروس: إن الدستور الذي يصيغه ساسة مصريون لابد أن يراعي كل المصريين وأن الكنيسة ستعارض أي نص يراعي مصلحة الأغلبية المسلمة وحدها, على حد قوله.
وأضاف أن المسيحيين يجب أن يكونوا أكثر إيجابية في السعي لتشكيل الوضع السياسي في مصر بعد انتفاضة العام الماضي, وفقا لرويترز.
وقال البابا: الذي درس الصيدلة في مصر وبريطانيا قبل أن ينضم للكنيسة "لو تم تقديم دستور جيد.. يعني كل إنسان يجد نفسه في هذا الدستور.. بلا شك مصر تتقدم كثيرا."
ومضى يقول: "لو الدستور خاطب جزءا من الشعب وأهمل جزءا آخر هذا يرجع بالوطن إلى الوراء." وفاز أسقف عام كنائس "وسط القاهرة" الأنبا تواضروس (60 عامًا) بمنصب البابا رقم 118، ليحل محل شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعد أن وقع الاختيار عليه خلال القرعة الهيكلية".
أما الخبر الثاني:
"اعترض القيادي بحزب النور السلفي "إبراهيم الحيوان" عضو مجلس الشعب السابق على تصريحات البابا الجديد للأقباط الأرثوذكس، والتي رفض خلالها أن تكون الشريعة الإسلامية هي المصدر الوحيد للتشريع في الدستور الجديد... وكان تواضروس الثاني قد صرح لوكالة "رويترز" بأنه لابد أن يراعي الدستور الجديد كل المصريين، مشيرًا إلى أن الكنيسة ستعارض أي نص يراعي مصلحة الأغلبية المسلمة وحدها. وأكد بابا الأقباط في تصريحات صحافية الاثنين أن "الشريعة الإسلامية لا يجب أن تكون مصدرًا وحيدًا في الدستور الجديد"، مضيفًا أن الدستور "لابد أن يكون فيه مكان للجميع ولا يفرق بيننا"، على حد قوله....إلخ".
والمتأمل لهذا إذا صح النقل عنه، يرى الادعاء الكاذب في تصويره للواقع على غير صورته، فنصارى مصر حتى في عهود الظل والخور، أكثر حقوقًا من غيرهم من المسلمين، وآمنون في كنائسهم ومعابدهم ووظائفهم، وفي حلهم وترحالهم.
ثم بعد إننا نقول للبابا: لماذا لم تطالب أمريكا ودول أوربا أن تعامل الأقلية المسلمة بالمثل؟!
ولماذا لا تعلن موقفًا صريحًا أنهم أصحاب حقوق مشروعة بمذهب الوطنية الفاسدة؟!
ولماذا لا تعلن صراحة أن الأقليات المسلمة لا تنال هناك أقل حقوقها وإقامة شعائرها وعبادتها؟
مستحيل أن يحكم أمريكا أو دول الغرب الأقلية المسلمة بقوانينهم..
أم إنه العبث السياسي الذي دخل حياة الكنيسة من جديد، والفرقعة الإعلامية الشاغلة عن مهمات البناء والإصلاح.
رسالتنا واضحة، لا سعادة لكم أمة النصارى إلا في ظلال الحكم الإسلامي، والتاريخ شاهد، وعندكم منه ألف شاهد عليكم، أخلصوا لشعب مصر الذي يحميكم، وأعطوا له الولاء والسيادة، تنعموا، ولا تظنوا أن الغرب وأنظمته ستدافع عنكم إلى أبد الزمان.
يقول المستشرق الإيطالي ليون كايتاني:
"لم يضطهد العرب أحداً في السنوات الأولى من أجل الدين كما أنهم لم يعملوا على ضم أحد إلى دينهم ومن ثم تمتعالمسيحيون الساميون في ظل الإسلام بعد الفتوحات الأولى بحرية لم يتمتعوا بها من قبلطيلة أجيال عديدة.
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتشرت الفتوحات الاسلامية فتم فتح بلادالشام واتمام فتح العراق وقد آثر عنه أنه أمر أن يعطى قوم مصابون بالجذام منالنصارىالصدقات وأن يجرى عليهم القوت ولم ينس الذميين حتى في آخر وصاياه إذ عهد فيها إلى من يخلفه بما ينبغي القيام به فقال: أوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفي لهمبعهدهم، وألا يكلفوا إلا طاقتهم".
ويقول السير توماس ارنولد:
"إن المسيحيين أحرزوا ثروات، وتمتعوا بنجاح عظيم في عصورالإسلام الأولى بفضل ما كفل الإسلام لهم من حرية الحياة والملك والعقيدة، حتى كانمنهم أصحاب النفوذ العظيم في قصور الخلفاء".
وهذا (روفيلة) يقول:
"عاش القبط في راحة كل باقي أيام الدولة الأيوبية في ظل ملوكها الذين عرفواأهميتهم في خدمة الحكومة والوطن فقدروهم حق قدرهم، رغمًا عما كان بين هؤلاء الملوك والإفرنج من الحروب الدينية المتواصلة, ولم يصب الأقباط في أيامهم ضرر، بل ربمانالهم الضرر من ذات الإفرنج الذين ادعوا أن القصد من حروبهم الصليبية حماية الدينالمسيحي والمسيحيين".
إن مصر دولة الإسلام، والدولة المسلمة إلى قيام الساعة إن شاء الله، فلا تشغلوا أنفسكم بعبث السياسة ومكرها، وسيسود الإسلام أبدًا، هذا وعد الله ورسوله.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع