توجيه حتى في القرآن واللغة

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
(حتى) ووضعها الفريد الرفع والنصب والجر


ل "حتى" وضع فريد في اللغة العربية:

(1) حتى حرف جر: وفي هذه الحالة تكون بمعنى إلى وتفيد انتهاء الغاية الزمانية أو المكانية.
مثال: (مشيت حتى السوق)، أي إلى السوق، انتهت غاية المشي عند السوق، وهي هنا تفيد انتهاء الغاية المكانية.
مثال: (سهرت حتى الفجر). أي إلى وقت طلوع الفجر، انتهت غاية السهر عند طلوع الفجر، وهي هنا تفيد انتهاء الغاية الزمانية.
وعندما تستخدم حتى كحرف جر فإن الاسم يكون مجرورا بعدها.

(2) حتى حرف عطف: وفي هذه الحالة تكون حتى مثل حرف العطف (و) وتفيد الجمع والمشاركة.
مثال: (درست المواد كلها حتى العلوم). أي ودرست العلوم أيضا.
والاسم بعدها اسم معطوف.

(3) حتى حرف ابتداء: تسبق المبتدأ.
مثال: (تغيّرت الحياة حتى التفاصيل الصغيرة). أي التفاصيل الصغيرة تغيّرت أيضا.
الاسم بعدها يكون مبتدأ، والخبر محذوف يقدّر من السياق.
إذا واجهتك جملة: أكلت السمكة حتى رأسها، فلك أن ترفع أو تنصب او تجر كلمة (رأس). الأمر يعتمد على ما تقصد.

(4) عندما تسبق حتى الفعل المضارع فإنه ينصب، مثال: (قرأت الكتاب حتى أتعلم).
ولكن رغم نصب الفعل المضارع إلا أن المختصين بالنحو لا يعتبرون حتى التي تسبق الفعل المضارع حرف نصب، بل تبقى حرف جر يفيد التعليل، ونصب الفعل المضارع في رأيهم راجع إلى أن خفية (المضمرة وجوبا، أي محذوفة)، فالمقصود بــ حتى أتعلم هو: لِـ أن أتعلم.

تنبيهٌ: ينتصب الفعل المضارع بعد حتى الجارّة، إذا كان زمانه للمستقبل، نحو: [أدرسُ حتى أنجحَ]. فإذا لم يكن للمستقبل وجب رفعه، نحو: [فلان في الرمق الأخير، حتى ما يُؤمَلُ أنْ يعيش إلى الغد].





توجيه قوله: (حتى يقول الرسول)



قال تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة الآية 214.

قال صاحب الكشاف - (ج 1 / ص 188):
وقرىء : { حتى يَقُولَ ** بالنصب على إضمار أن ومعنى الاستقبال؛ لأنّ «أن» علم له . وبالرفع على أنه في معنى الحال ، كقولك : شربت الإبل حتى يجيء البعير يجرُّ بطنه . إلا أنها حال ماضية محكية .


قال ابن حيان في تفسير البحر المحيط - (ج 2 / ص 326):
وقرأ نافع برفع ، يقول : بعد حتى ، وإذا كان المضارع بعد حتى فعل حال فلا يخلو أن يكون حالاً في حين الإخبار ، نحو : مرض حتى لا يرجونه ، وإما أن يكون حالاً قد مضت ، فيحكيها على ما وقعت ، فيرفع الفعل على أحد هذين الوجهين ، والمراد به هنا المضي ، فيكون حالاً محكية ، إذ المعنى : وزلزلوا فقال الرسول

وقال السمين حلبي في كتابه الدر المصون في علم الكتاب المكنون - (ج 1 / ص 780):
قوله: {حَتَّى يَقُولَ** قرأ الجمهورُ: "يقولُ" نصباً، وله وجهان، أحدُهما: أنَّ "حتى" بمعنى "إلى"، أي: إلى أن يقولَ، فهو غايةٌ لما تقدَّم من المسِّ والزلزالِ، و "حتى" إنما يُنْصَبُ بعدها المضارعُ المستقبلُ، وهذا قد وقع ومَضَى. فالجوابُ: أنه على حكايةِ الحالِ، حكى تلك الحالَ. والثاني: أنَّ "حتى" بمعنى "كي"، فتفيدُ العِلَّةَ، وهذا ضَعيفٌ؛ لأنَّ قولَ الرسول والمؤمنين ليس علةً للمسِّ والزلزالِ، وإن كان ظاهرُ كلامِ أبي البقاء على ذلك فإنه قال: "ويُقْرَأ بالرفعِ على أن يكونَ التقديرُ: زُلْزِلُوا فقالوا: فالزَّلْزَلَةُ سببُ القولِ" و "أَنْ" بعد "حتى" مضمرةٌ على كِلا التقديرين. وقرأ نافع برفِعِهِ على أنَّه حالٌ، والحالُ لا يُنْصَبُ بعد "حتى" ولا غيرِها، لأنَّ الناصبَ يُخَلِّصُ للاستقبالِ فتَنَافيا.
واعلم أنَّ "حتى" إذا وَقَعَ بعدها فعلٌ: فإمَّا أن يكونَ حالاً أو مستقبلاً أو ماضياً، فإنْ كان حالاً رُفِعَ نحو: "مَرِض حتى لا يَرْجونه" أي في الحال. وإن كان مستقبلاً نُصِبَ، تقول: سِرْتُ حتى أدخلَ البلدَ وأنت لم تدخُلْ بعدُ. وإن كان ماضياً فتحكيه، ثم حكايتُك له: إمَّا أَنْ تَكونَ بحسَب كونِهِ مستقبلاً، فتنصبَه على حكايةِ هذه الحالِ، وإمَّا أن يكونَ بحسَبِ كونِهِ حالاً، فترفَعَهُ على حكايةِ هذه الحالِ، فيصدُقُ أن تقولَ في قراءةِ الجماعةِ: حكايةُ حالٍ، وفي قراءةِ نافع أيضاً: حكايةُ حالٍ. وإنَّما نَبَّهْتُ على ذلك لأنَّ عبارةَ بعضِهم تَخُصُّ حكايةً الحالِ بقراءةِ الجمهورِ، وعبارَةَ آخرين تَخُصُّها بقراءةِ نافع. قال أبو البقاء في قراءةِ الجمهور: "والفعلُ هنا مستقبلٌ حُكِيت به حالُهم والمعنى على المُضِيِّ" وكان قد تقدَّم أنه وجَّه الرفعَ بأنَّ "حتى" للتعليلِ.

وفي إعراب القرآن للنحاس:
( وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولُ ٱلرَّسُولُ) هذه قراءة أهل الحرمين، وقرأ أهل الكوفة والحسن وابن أبي اسحاق وأبو عمرو ( حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ) بالنصب وهو اختيار أبي عُبَيْدٍ وله في ذلك حُجّتانِ: احداهما عن أبي عمر: قال: "زُلْزِلُواْ" فعل ماض و "يَقُولَ" فعلٌ مستقبل فلما اختلفا كان الوجه النصب، والحجة الأخرى حكاها عن الكسائي، قال: إذا تطاولَ الفعل الماضي صار بمنزلة المستقبل. قال أبو جعفر: أما الحجة الأولى بأنّ "زُلْزِلُوا" ماضٍ و "يقول" مستقبل فشيء ليس فيه علّة الرفع ولا النصب لأن حتّى ليست من حروف العطف في الأفعال ولا هي البتّة من عوامل الأفعال؛ وكذا قال الخليل وسيبويه. في نصبهم ما بعدَها على اضمار "أن" انما حذفوا أنْ لأنهم قد علموا أن حتى من عوامل الاسماء هذا معنى قولهما، وكأن هذه الحجة غلط وإنما تتكلم بها في باب الفاء. وحجة الكسائي: بأن الفعل إذا تطاول صار بمنزلة المستقبل كلا حُجّةٍ، لأنه لم يذكر العِلّة في النصب ولو كان الأول مستقبلاً لكان السؤال بحاله. ومذهب سيبويه في "حَتَّىٰ" أن النصب فيما بَعدَهَا من جِهَتينِ، والرفع من جهتين: تقول: سِرتُ حتّى أدخُلَها على أن السير والدخول جميعاً قد مضيا أي سرتُ الى أن أدخلها. وهذا غاية وعليه قراءة من قرأ بالنصب، والوجه الآخر في النصب في غير الآية سرت حتى أدخُلَها أي كي أدخلها، والوجهان في الرفع سِرتُ حتّى أدخُلُهما أي سرتُ فأدخُلها وقد مضيا جميعاً أي كنت سرتُ/ 24 أ/ أ فدخلت ولا تعمل حتّى ها هنا بإضمار أنْ لأن بَعْدها جملة كما قال الفرزدق: فَيَا عَجَباً حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّنِي * كأنَّ أباها نَهْشَلٌ أو مُجَاشع فعلى هذه القراءة بالرفع وهي أبْينُ وأصحّ معنى أي وزلزلوا حتى الرسول يقول أي حتى هذه حاله، لأن القول إنما كان عن الزلزلة غير منقطع منها والنصب على الغاية ليس فيه هذا المعنى، والوجه الآخر في الرفع في غير الآية سرتُ أدخُلُها على أن يكونَ السير قد مضى والدخول الآن، وحكى سيبويه مَرِضَ حتّى ما يَرجونَهُ ومثله: سِرتُ حتّى أدخُلُها لا أمنَعُ. ( مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ) رفع بالابتداء على قول سيبويه وعلى قول أبي العباس رفع بفعله أي مَتَى يقع نصر الله ( أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ) اسم ان وخبرها ويجوز في غير القرآن إن نصر الله قريباً أي مكاناً قريباً والقريب لا تُثَنّيه العرب ولا تجمعهُ ولا تؤنّثُهُ في هذا المعنى قال عز وجل ( إنّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المُحْسِنِينَ) وقال الشاعر: لهُ الويلُ إنْ أمسَى ولا أمُّ هاشِمٍ * قَرِيبٌ ولا بسباسة ابنةُ يَشْكُرا فإن قلتَ: فلانٌ قريبٌ، ثَنّيتَ وجمعت فقلت: قَرِيبونَ وأقْرِباء أو قُرباء.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت أمي الحبيبه

طرح طيب سلمت يمينك

كتب ربي سبحانه اجرك ونفع بك واحسن اليك

وجزاك ربي جل وعلا كل الخير
 
أعلى