تزكية النفوس وسعادة القلوب

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
تزكية النفوس وسعادة القلوب وغذاء الأرواح الحب في الله


ما أجمل المشاعر حين تفيض بالحب..!!، وما أحلى المعابر حين تمرر الحب..!!، وما أصدق المخابر حين تخبر عن الحب... !!،، وما أفضل المنابر حين تتحدث عن الحب.. !!، الحب الأول والأخير، الحب القديم والجديد، الحب السابق واللاحق، إنه نقاء السرائر وجلاء البصائر، وأصل الجواهر، إنه تزكية النفوس، وسعادة القلوب، وغذاء الأرواح، إنه طريق النجاح، وعدة الفلاح، وفرح الأفراح، إنه الحب في الله، إنه تاج الإخوان، وروح الإيمان، ودليل الإحسان، إنه زينة الأبدان، ومنجم الفرسان، ومنبع الرهبان، إنه نسيم الحياة، وجمال الدنيا، وزاد الآخرة، إنه الحب في الله، إنه الحب الذي يهدي النفوس الحائرة، ويؤلف الأرواح المتباعدة، ويجمع القلوب المتفرقة، فتجتمع على محبته، وتلتقي على طاعته، وتتوحد على دعوته، وتتعاهد على نصرة شريعته، فتتوثق الرابطة التي بينها، ويدم الود الذي يجمعها، وتهتدي السبيل الذي يوصلها، ويتلألأ النور الذي ينبثق عنها، تنشرح للإيمان بالله، وتحيى بمعرفة الله، وتذهب في سبيل الله، إنها محبة المخلوق لخالقه، ومعرفة المرزوق لرازقه، من الجميل أن تحب الله: ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ) (البقرة:165) ولكن الأجمل أن يحبك الله وتحبه ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (المائدة: 54) يقول صاحب الظلال - رحمه الله -: " إن المؤمنين لا يحبون شيئاً حبهم لله لا أنفسهم ولا سواهم لا أشخاصاً ولا اعتبارات ولا شارات ولا قيماً من قيم هذه الأرض التي يجري وراءها الناس، ( والذين آمنوا أشد حبا لله) .. حباً مطلقاً من كل موازنة، ومن كل قيد، أشد حباً لله من كل حب يتجهون به إلى سواه، والتعبير هنا بالحب تعبير جميل فوق أنه تعبير صادق، فالصلة بين المؤمن الحق، وبين الله هي صلة الحب صلة الوشيجة القلبية، والتجاذب الروحي، صلة المودة والقربى صلة الوجدان المشدود بعاطفة الحب المشرق الودود"
فهم رائع وحب أروع:
" وهذه جارية مؤمنة، كانت تصلي بالليل ما شاء الله لها أن تصلي، فكانت تقول في سجودها: اللهم بحبك إياي إهدني إلى الخير، اللهم بحبك إياي ارزقني الحلال، وكلما دعت قالت: اللهم بحبك إياي، فسمع سيدها فجاءها، فقال لها: أنت أخطأت، قولي بحبي إياك أنت تحبين الله؟ نعم.. لكن من أين عرفت أن الله يحبك؟ قالت في إيمان ممزوج بحب ربها: بحبه إياي هداني للإسلام، وبحبه إياي أيقظني بالليل للصلاة والناس نيام؟"
المرء مع من أحب:
عن أنس أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (( يا رسول الله متى قيام الساعة، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائل عن قيام الساعة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: ما أعددت لها؟ قال: يا رسول الله، ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم، إلا أنى أحب الله ورسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا)) قال أبو عيسى هذا حديث صحيح.. قال الشيخ الألباني: صحيح
حب ممدود:
عن جعفر بن أبى المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محزون، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( يا فلان، ما لي أراك محزوناً؟ " فقال: يا نبي الله، شيء فكرت فيه، فقال ما هو؟ قال: نحن نغدو عليك ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك.. وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك... فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – شيئًا، فأتاه جبريل بهذه الآية: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين... الآية، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم – فبشره)).
وقالت رابعة العدوية:
فليتك تحلو والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب.
وقالت:
حبيبُ ليس يعدله حبيب *** ولا لسواه في قلبي حبيبُ
غاب عن بصري وشخصي *** ولكن في فؤادي ما يغيب
ترمومتر المحبة الحقيقية:
كيف تعلم أن الله يحبك؟:
* وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا ابغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال فيبغضونه، ثم يوضع له البغضاء في الأرض)) . رواه مسلم
* (( قال موسى يا رب وددت أني اعلم من تحب من عبادك فأحبه، قال: إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبه، وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته عن ذلك، وأنا ابغضه))
* وألقي الله تعالى على موسي - عليه السلام - محبة من عنده، فصنعه على عينه ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) (طه: 39)

محبة الله دعوى تحتاج إلى دليل:
أثر الأقدام يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، ولكل مقام مقال، ولكل قول حقيقة، فما حقيقة محبة الله؟:
* بينما قوم ادعوا محبة الله، فأنكر الله عليهم ذلك، وصفعهم بالحق كذلك: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ..) (المائدة: 18)
* وقوم ادعوا محبة الله بدون عمل، فقال الله لهم: ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (آل عمران: 31).
* وإذا تكاسل العاملون، وتراجعوا، إذا بدلوا وغيروا، إذا ارتدوا فان الله يأتي بقوم أول صفاتهم حب متبادل بينهم بين ربهم: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (المائدة54).
* وإذا اتجه الناس صوب الدنيا يحبون الآباء والأبناء، والإخوان و الأزواج، والعشيرة والأموال، والتجارة والمساكن فوق حبهم لله تحولوا إلى فاسقين والعياذ بالله: ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) (التوبة: 24).
فتشتت عندهم الأهواء، وأغلقت في وجوههم أبواب السماء، وتداعت عليهم الأعداء، عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) قال الشيخ الألباني: صحيح، وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنين في حب الدنيا وطول الأمل)) متفق عليه (صحيح) انظر حديث رقم: 7698 في صحيح الجامع. ‌
كيف تصل إلى الحب في الله؟!:
إذا أردت أن تصل إلى هذا الحب شاهد معي هذه المواقف لحبيبك -صلى الله عليه وسلم- ومن سبقوه لكن بتدبر وتمعن وروية:
عن عبد الرحمن بن أبي قراد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ يوماً فجعل أصحابه يتمسحون بوضوئه، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ما يحملكم على هذا؟ قالوا: حب الله ورسوله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من سره أن يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدث، وليؤد أمانته إذا اؤتمن، وليحسن جوار من جاوره)).
وقال: (( أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرا…)) صحيح بن خزيمة، وفي صحيح مسلم عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، أنه قال: كنت أبيت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: (( سل، فقلت: يا رسول الله أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود)).
(( قال داود فيما يخاطب ربه: يا رب أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك؟ قال: يا داود أحب عبادي إلي تقي القلب، نقي الكفين، لا يأتي إلى أحد سوءاً، ولا يمشي بالنميمة، تزول الجبال، ولا يزول، أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى عبادي، قال: يا رب انك لتعلم أني احبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى عبادك؟! فقال: ذكرهم بآلائي وبلائي ونقمائي))، وفي صحيح البخاري من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، فقال: (( المرء مع من أحب..)) قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.. لقد كان الأمر يشغل قلوبهم وأرواحهم أمر الصحبة في الآخرة.... ! وقد ذاقوا طعم الصحبة في الدنيا.. وإنه لأمر يشغل كل قلب ذاق محبة هذا الرسول الكريم.
بلال بن رياح - رضي الله عنه - كان يعالج سكرات الموت، فسمع من تقول واحسرتاه، فقال لها: لا تقولي واحسرتاه، ولكن قولي وافرحتاه، فغدا القي الأحبة محمداً وصحبه... !
في الصحيحين البخاري ومسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه)).
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، اللهم أظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
وقالت رابعة العدوية:
فليتك تحلو والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب.
وقالت:
حبيبُ ليس يعدله حبيب *** ولا لسواه في قلبي حبيبُ
غاب عن بصري وشخصي *** ولكن في فؤادي ما يغيب


اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، اللهم أظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك، اللهم اجعلنا مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين


آمين آمين آمين

ما اروعه من طرح تترقرق حروفه بأسمى انواع الحب

سلمت بنانك امي الحبيبة

رزقك ربي سبحانه الفردوس الاعلى من الجنة

وجزاك جل وعلا خير الجزاء واجزل لك العطاء
 
أعلى