الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 57711" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue"><strong>وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ </strong></span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p><span style="color: #000000"></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"> </p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: darkorchid"> الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل</span> </span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #000080">الحمد الله العليم الحليم،</span> التواب الرحيم؛ ﴿<span style="color: royalblue"> يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ</span> ﴾ [الشُّورى:25، 26] نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ خلق الزمان، وكور الليل على النهار، وكل شيء عنده بمقدار، ﴿<span style="color: royalblue"> وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا</span> ﴾ [الفرقان:2] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ علم حقيقة الدنيا وسرعة زوالها، فتبلغ فيها بأبسط العيش، وأقل المتاع، وزهّد أمته فيها، وحذرهم من الغرور بها، واختار أن يكون فيها عبدا رسولا لا مَلِكا رسولا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="color: #008080"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">أما بعد:</span> </span></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعتبروا بمرور الليالي والأيام؛ فإنها تذهب شبابكم، وتضعف قوتكم، وتأخذ من صحتكم، وتنقص أعماركم، وتقرب آجالكم، ولا بقاء لمخلوق في الدنيا مهما علت منزلته، وعظمت قوته، واتسعت مملكته، فليعتبر باق براحل، وليتعظ ممهل بهالك؛ فإن السعيد من وعظ بغيره ﴿<span style="color: royalblue"> وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ</span> ﴾ [الأنبياء:34-35].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="color: #008080"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">أيها الناس:</span> </span></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">في مثل هذه الأيام من كل عام يكثر الحديث في الخطب والمواعظ والإذاعات وغيرها عن توديع عام واستقبال آخر، وهي أعوام تطويها الأيام والليالي، وفيها أحداث وأعمال قد دونت في الصحائف بخيرها وشرها، وقد نسي الناس حلوها ومرها، فيفرح بحلاوتها من لا علم له بمرارة الغد، ويحزن لمرارتها من طويت عنه حلاوة الغد، وهذا من ضعف الإنسان وجهله، أن يفرح بالحاضر وهو لا يدري عن المستقبل.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">ومن تأمل القرآن وجد فيه كثيرا من الآيات تحث على مراعاة المستقبل في العمل، وتدعو لتحصيل لذته بالامتناع عن اللذة الحاضرة، وتخوف من ضياع المستقبل بسبب التفريط زمن الإمهال.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">يقول الله تبارك وتعالى ﴿ <span style="color: royalblue">يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ</span> ﴾ [الحشر:18،19]. فالآية الأولى أصل في محاسبة النفس، وملاحظة الغد، وبناء الآخرة بالعمل في الدنيا، وذم من اشتغل لحاضره وأهمل مستقبله. وجاءت (<span style="color: #000080">نفس</span>) منكرة لتشمل كل نفس بشرية مؤمنة وكافرة، وطائعة وعاصية، وبرة وفاجرة، وهو أمر في غاية العدل من الله تعالى أن يأمر كل نفس بشرية بالنظر والتفكر فيما قدمت لغد؛ لأن المستقبل مرتهن بالحاضر، وعمل اليوم مؤثر في نتيجة الغد. وهذا يكون في الدنيا ويكون في الآخرة:</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: darkorchid">أما في الدنيا ففي حال الأمن والرخاء والراحة،</span> واكتمال النعمة يُؤثِّر عملُ الناس شكرا لله تعالى أو كفرا لنعمه في مستقبلهم الدنيوي؛ فبالشكر تزيد النعم وتثبت، وبالكفر تزول وتنقلب، على وفق السنة الربانية في البشر ﴿<span style="color: royalblue"> لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ</span> ﴾ [إبراهيم:7].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فالعمل السيئ للعبد يؤثر في المستقبل الدنيوي ولو بدا للناس غير ذلك؛ فتنزع البركة من الوقت والرزق والولد فلا يكاد ينتفع صاحبه بشيء منه إلا عاد وبالا عليه ﴿<span style="color: royalblue"> وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ</span> ﴾ [الشُّورى:30].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">هذا على مستوى الأفراد، وأما الجماعة والدولة والأمة فالآيات في بيان تأثير المعاصي على مستقبلها الدنيوي كثيرة، قال الله تعالى ﴿<span style="color: royalblue"> وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ</span> ﴾ [الرُّوم:36] وفي آية أخرى ﴿ <span style="color: royalblue">ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ</span> ﴾ [الرُّوم:41].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وكان حال المشركين أنهم لا يؤمنون، فإذا أصابهم بعض وبال كفرهم راحوا يعتذرون بما كانوا به يكذبون ﴿<span style="color: royalblue"> وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ</span> ﴾ [القصص:47] وهو حال المنافقين أيضا؛ فإنهم يعتذرون عن سوء عملهم بأن قصدهم كان حسنا ﴿<span style="color: royalblue"> فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا</span> ﴾ [النساء:62].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: darkorchid">أما في الآخرة</span> فإن الناس يجدون آثار أعمالهم حسنها وسيئها في القبر ويوم النشر؛ فإن الجزاء يوم القيامة يكون على الأعمال التي كانت في الدنيا، وكانت الأيام والليالي مستودعها، وهي تمر بنا سريعا كأننا لا نشعر بها ﴿<span style="color: royalblue"> يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ</span> ﴾ [الزَّلزلة:6-8].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فمستقبل الآخرة - وهي الدار الأبدية - نعيما وعذابا مرتهن بعمل الدنيا وهي الدار الفانية ﴿<span style="color: royalblue"> كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ</span> ﴾ [المدَّثر:38] ﴿ <span style="color: royalblue">يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ</span> ﴾ [آل عمران:30].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وما يزيد الألم والحسرة على الخاسرين المعذبين إخبارهم بأنهم أضاعوا مستقبلهم الأبدي بلذة حاضرة عابرة، واستبدلوا حياتهم السرمدية بدنياهم الفانية.. يخبرون بأن ما هم فيه من العذاب بسبب أعمال الدنيا التي طوتها الليالي والأيام ﴿ <span style="color: royalblue">وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ </span>﴾ [آل عمران:181-182] ﴿ <span style="color: royalblue">لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَذَابَ الحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ</span> ﴾ [الحج:9-10] ﴿<span style="color: royalblue"> لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ</span> ﴾ [المائدة:80]، إذن فهو كسب أنفسهم في الدنيا، وعمل أيديهم فيها، ولم يظلمهم الله تعالى مثقال ذرة.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وفرار هذا الصنف من الموت هو بسبب أنهم أهملوا دار الغد، وعملوا سوء في دار اليوم ﴿ <span style="color: royalblue">فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ</span> ﴾ [الجمعة:6-7] فلم ولن يتمنوا الموت بسبب أنه لا مستقبل لهم بعد الموت، بل مستقبل سيئ مظلم بسبب ما عملوا. والرب جل جلاله يذكرنا بأن هذا الصنف هم أظلم الناس ﴿ <span style="color: royalblue">وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ </span>﴾ [الكهف:57].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: darkorchid">وتحذيرات الله تعالى لعباده من نسيان هذه الحقيقة كثيرة في القرآن،</span> وأكثر منها تنبيهه سبحانه عباده بأنهم سيجزون بأعمالهم ليعملوا صالحا، وإنذارهم بذلك ليكون حاضرا في أفهامهم ﴿ <span style="color: royalblue">إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ</span>﴾ [النَّبأ:40] ﴿ <span style="color: royalblue">ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ</span> ﴾ [البقرة:281] ﴿<span style="color: royalblue"> وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ</span> ﴾ [آل عمران:25] ﴿ <span style="color: green"><span style="color: royalblue">وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ</span> </span>﴾ [النحل:111] ﴿ <span style="color: royalblue">وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ</span> ﴾ [الزُّمر:70].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وحينها يجني العامل ثمرة عمله، ويجد جزاء سعيه وكسبه، ويعلم ما قدم من خير وشر ﴿ <span style="color: royalblue">عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ</span> ﴾ [التَّكوير:14] ﴿ <span style="color: royalblue">عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ</span>﴾ [الانفطار:5].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وحينها يواجه الإنسان الحقيقة، ويعلم قيمة العمل، ويتذكر المواعظ التي كان لا يأبه بها في الدنيا، ولا يرفع بها رأسا، ولا يرخي لها سمعا ﴿ <span style="color: royalblue">يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى</span> ﴾ [النَّازعات:35] ﴿ <span style="color: royalblue">يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي</span> ﴾ [الفجر:23-24] تأملوا تمنيه أنه قدم عملا صالحا لحياته الحقيقة. تأملوا ذلك ﴿ <span style="color: royalblue">يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي</span>﴾ [الفجر:24] وضموا إليه قول الله تعالى ﴿ <span style="color: royalblue">وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ</span> ﴾ [الحشر:18] فلا زلتم في مرحلة العمل للغد، فاعملوا بأمر الله تعالى لئلا يقول قائل ﴿ <span style="color: royalblue">يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي</span> ﴾ [الفجر:24].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">جعلنا الله تعالى ممن إذا ذكر تذكر، وإذا وعظ اتعظ، وإذا أذنب تاب واستغفر، وإذا أعطي شكر، وإذا بتلي صبر.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p><p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"> </p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وأقول قولي هذا وأستغفر الله...</span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><strong><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">الخطبة الثانية</span></span></span></strong></p> <p style="text-align: right"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: #000080">الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً </span>فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="color: #008080"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="color: blue">أما بعد:</span> </span></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ <span style="color: royalblue">وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ</span> ﴾ [البقرة:281].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: blue">أيها الناس:</span></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">لنتذكر في الدنيا قبل أن نتذكر في الآخرة، ولنعمل في دار الفناء ما يكون لنا ذخرا في دار البقاء، ولنأخذ عبرة من مرور الليالي والأيام، وانصرام الشهور والأعوام. ولنعتبر بتقلبات الزمان، وتحولات الأيام؛ فلقد رأينا موت عظماء جبارين، وعاصرنا نزع ملوك وسلاطين، وشاهدنا افتقار أغنياء، وضعف من كانوا أقوياء؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد، وهو أحكم الحاكمين..</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">إن النفس البشرية قد تغتر بالدنيا وزخرفها، وتضعف أمام زينتها وملذاتها، ولا صبر لكثير من النفوس عن شهواتها، فكان خطاب الله تعالى للمؤمنين آمرا لهم بتفقد أنفسهم ﴿<span style="color: royalblue"> وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ</span> ﴾ [الحشر:18]؛ فإن نفس الإنسان قد تأمره بالسوء، وتزين له الشر، وتقبح له الخير، فيكون ممن ﴿<span style="color: royalblue"> زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا</span> ﴾ [فاطر:8].</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وسائر أمراض القلب إنما تنشأ من جانب النفس، فالمواد الفاسدة كلها إليها تنصب، ثم تنبعث منها إلى الأعضاء، وأول ما تنال القلب.</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px">وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله تعالى من شرور النفس، ويقول في خطبة الحاجة: "وَنعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا". وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الدعاء: "<span style="color: #000080">اللهُمَّ أَلْهِمْنى رُشْدِى، وَقِنِى شَرَّ نَفْسِى</span>".</span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"><span style="font-size: 22px"><span style="font-family: 'comic sans ms'">فحري بنا في ختام عام وافتتاح آخر أن نتفقد أنفسنا، ونستعيذ بالله تعالى من شرورها، ونجتهد في بناء مستقبلها، ونحذر مما يرديها ويهلكها. <span style="color: blue">قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه</span>: <span style="color: blue">ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه.</span></span></span></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p><p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"> </p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000000"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #000080">وصلوا وسلموا على نبيكم ...</span></span></span></p> <p style="text-align: right"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p></span></p><p style="text-align: right"><span style="color: #000000"></p><p></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 57711, member: 47"] [center][font=comic sans ms][size=6][color=blue][b]وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [/b][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font][color=#000000] [/color][/center][color=#000000] [right][font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=darkorchid] الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل[/color] [/font][/size] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#000080]الحمد الله العليم الحليم،[/color] التواب الرحيم؛ ﴿[color=royalblue] يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ[/color] ﴾ [الشُّورى:25، 26] نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ خلق الزمان، وكور الليل على النهار، وكل شيء عنده بمقدار، ﴿[color=royalblue] وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا[/color] ﴾ [الفرقان:2] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ علم حقيقة الدنيا وسرعة زوالها، فتبلغ فيها بأبسط العيش، وأقل المتاع، وزهّد أمته فيها، وحذرهم من الغرور بها، واختار أن يكون فيها عبدا رسولا لا مَلِكا رسولا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [color=#008080][size=6][font=comic sans ms][color=blue]أما بعد:[/color] [/font][/size][/color] [font=comic sans ms][size=6]فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعتبروا بمرور الليالي والأيام؛ فإنها تذهب شبابكم، وتضعف قوتكم، وتأخذ من صحتكم، وتنقص أعماركم، وتقرب آجالكم، ولا بقاء لمخلوق في الدنيا مهما علت منزلته، وعظمت قوته، واتسعت مملكته، فليعتبر باق براحل، وليتعظ ممهل بهالك؛ فإن السعيد من وعظ بغيره ﴿[color=royalblue] وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[/color] ﴾ [الأنبياء:34-35].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [color=#008080][size=6][font=comic sans ms][color=blue]أيها الناس:[/color] [/font][/size][/color] [font=comic sans ms][size=6]في مثل هذه الأيام من كل عام يكثر الحديث في الخطب والمواعظ والإذاعات وغيرها عن توديع عام واستقبال آخر، وهي أعوام تطويها الأيام والليالي، وفيها أحداث وأعمال قد دونت في الصحائف بخيرها وشرها، وقد نسي الناس حلوها ومرها، فيفرح بحلاوتها من لا علم له بمرارة الغد، ويحزن لمرارتها من طويت عنه حلاوة الغد، وهذا من ضعف الإنسان وجهله، أن يفرح بالحاضر وهو لا يدري عن المستقبل.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]ومن تأمل القرآن وجد فيه كثيرا من الآيات تحث على مراعاة المستقبل في العمل، وتدعو لتحصيل لذته بالامتناع عن اللذة الحاضرة، وتخوف من ضياع المستقبل بسبب التفريط زمن الإمهال.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]يقول الله تبارك وتعالى ﴿ [color=royalblue]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ[/color] ﴾ [الحشر:18،19]. فالآية الأولى أصل في محاسبة النفس، وملاحظة الغد، وبناء الآخرة بالعمل في الدنيا، وذم من اشتغل لحاضره وأهمل مستقبله. وجاءت ([color=#000080]نفس[/color]) منكرة لتشمل كل نفس بشرية مؤمنة وكافرة، وطائعة وعاصية، وبرة وفاجرة، وهو أمر في غاية العدل من الله تعالى أن يأمر كل نفس بشرية بالنظر والتفكر فيما قدمت لغد؛ لأن المستقبل مرتهن بالحاضر، وعمل اليوم مؤثر في نتيجة الغد. وهذا يكون في الدنيا ويكون في الآخرة:[/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=darkorchid]أما في الدنيا ففي حال الأمن والرخاء والراحة،[/color] واكتمال النعمة يُؤثِّر عملُ الناس شكرا لله تعالى أو كفرا لنعمه في مستقبلهم الدنيوي؛ فبالشكر تزيد النعم وتثبت، وبالكفر تزول وتنقلب، على وفق السنة الربانية في البشر ﴿[color=royalblue] لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[/color] ﴾ [إبراهيم:7].[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]فالعمل السيئ للعبد يؤثر في المستقبل الدنيوي ولو بدا للناس غير ذلك؛ فتنزع البركة من الوقت والرزق والولد فلا يكاد ينتفع صاحبه بشيء منه إلا عاد وبالا عليه ﴿[color=royalblue] وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ[/color] ﴾ [الشُّورى:30].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]هذا على مستوى الأفراد، وأما الجماعة والدولة والأمة فالآيات في بيان تأثير المعاصي على مستقبلها الدنيوي كثيرة، قال الله تعالى ﴿[color=royalblue] وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ[/color] ﴾ [الرُّوم:36] وفي آية أخرى ﴿[color=green] [/color][color=royalblue]ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[/color] ﴾ [الرُّوم:41].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وكان حال المشركين أنهم لا يؤمنون، فإذا أصابهم بعض وبال كفرهم راحوا يعتذرون بما كانوا به يكذبون ﴿[color=royalblue] وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ[/color] ﴾ [القصص:47] وهو حال المنافقين أيضا؛ فإنهم يعتذرون عن سوء عملهم بأن قصدهم كان حسنا ﴿[color=royalblue] فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا[/color] ﴾ [النساء:62].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=darkorchid]أما في الآخرة[/color] فإن الناس يجدون آثار أعمالهم حسنها وسيئها في القبر ويوم النشر؛ فإن الجزاء يوم القيامة يكون على الأعمال التي كانت في الدنيا، وكانت الأيام والليالي مستودعها، وهي تمر بنا سريعا كأننا لا نشعر بها ﴿[color=royalblue] يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[/color] ﴾ [الزَّلزلة:6-8].[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]فمستقبل الآخرة - وهي الدار الأبدية - نعيما وعذابا مرتهن بعمل الدنيا وهي الدار الفانية ﴿[color=royalblue] كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[/color] ﴾ [المدَّثر:38] ﴿ [color=royalblue]يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ[/color] ﴾ [آل عمران:30].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وما يزيد الألم والحسرة على الخاسرين المعذبين إخبارهم بأنهم أضاعوا مستقبلهم الأبدي بلذة حاضرة عابرة، واستبدلوا حياتهم السرمدية بدنياهم الفانية.. يخبرون بأن ما هم فيه من العذاب بسبب أعمال الدنيا التي طوتها الليالي والأيام ﴿ [color=royalblue]وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [/color]﴾ [آل عمران:181-182] ﴿ [color=royalblue]لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَذَابَ الحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[/color] ﴾ [الحج:9-10] ﴿[color=royalblue] لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ[/color] ﴾ [المائدة:80]، إذن فهو كسب أنفسهم في الدنيا، وعمل أيديهم فيها، ولم يظلمهم الله تعالى مثقال ذرة.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وفرار هذا الصنف من الموت هو بسبب أنهم أهملوا دار الغد، وعملوا سوء في دار اليوم ﴿ [color=royalblue]فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ[/color] ﴾ [الجمعة:6-7] فلم ولن يتمنوا الموت بسبب أنه لا مستقبل لهم بعد الموت، بل مستقبل سيئ مظلم بسبب ما عملوا. والرب جل جلاله يذكرنا بأن هذا الصنف هم أظلم الناس ﴿ [color=royalblue]وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [/color]﴾ [الكهف:57].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=darkorchid]وتحذيرات الله تعالى لعباده من نسيان هذه الحقيقة كثيرة في القرآن،[/color] وأكثر منها تنبيهه سبحانه عباده بأنهم سيجزون بأعمالهم ليعملوا صالحا، وإنذارهم بذلك ليكون حاضرا في أفهامهم ﴿ [color=royalblue]إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ المَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ[/color]﴾ [النَّبأ:40] ﴿ [color=royalblue]ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ[/color] ﴾ [البقرة:281] ﴿[color=royalblue] وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ[/color] ﴾ [آل عمران:25] ﴿ [color=green][color=royalblue]وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ[/color] [/color]﴾ [النحل:111] ﴿ [color=royalblue]وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ[/color] ﴾ [الزُّمر:70].[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وحينها يجني العامل ثمرة عمله، ويجد جزاء سعيه وكسبه، ويعلم ما قدم من خير وشر ﴿ [color=royalblue]عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ[/color] ﴾ [التَّكوير:14] ﴿ [color=royalblue]عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ[/color]﴾ [الانفطار:5].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وحينها يواجه الإنسان الحقيقة، ويعلم قيمة العمل، ويتذكر المواعظ التي كان لا يأبه بها في الدنيا، ولا يرفع بها رأسا، ولا يرخي لها سمعا ﴿ [color=royalblue]يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى[/color] ﴾ [النَّازعات:35] ﴿ [color=royalblue]يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي[/color] ﴾ [الفجر:23-24] تأملوا تمنيه أنه قدم عملا صالحا لحياته الحقيقة. تأملوا ذلك ﴿ [color=royalblue]يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي[/color]﴾ [الفجر:24] وضموا إليه قول الله تعالى ﴿ [color=royalblue]وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ[/color] ﴾ [الحشر:18] فلا زلتم في مرحلة العمل للغد، فاعملوا بأمر الله تعالى لئلا يقول قائل ﴿ [color=royalblue]يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي[/color] ﴾ [الفجر:24].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font][/right] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font][right][font=comic sans ms][size=6]جعلنا الله تعالى ممن إذا ذكر تذكر، وإذا وعظ اتعظ، وإذا أذنب تاب واستغفر، وإذا أعطي شكر، وإذا بتلي صبر.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font][/right] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font][right][font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [/right] [center][font=comic sans ms][size=6]وأقول قولي هذا وأستغفر الله...[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [b][font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]الخطبة الثانية[/color][/size][/font][/b][/center] [right][font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms][color=#000080]الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاً [/color]فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.[/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [color=#008080][size=6][font=comic sans ms][color=blue]أما بعد:[/color] [/font][/size][/color] [font=comic sans ms][size=6]فاتقوا الله تعالى وأطيعوه ﴿ [color=royalblue]وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ[/color] ﴾ [البقرة:281].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=blue]أيها الناس:[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]لنتذكر في الدنيا قبل أن نتذكر في الآخرة، ولنعمل في دار الفناء ما يكون لنا ذخرا في دار البقاء، ولنأخذ عبرة من مرور الليالي والأيام، وانصرام الشهور والأعوام. ولنعتبر بتقلبات الزمان، وتحولات الأيام؛ فلقد رأينا موت عظماء جبارين، وعاصرنا نزع ملوك وسلاطين، وشاهدنا افتقار أغنياء، وضعف من كانوا أقوياء؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد، وهو أحكم الحاكمين..[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]إن النفس البشرية قد تغتر بالدنيا وزخرفها، وتضعف أمام زينتها وملذاتها، ولا صبر لكثير من النفوس عن شهواتها، فكان خطاب الله تعالى للمؤمنين آمرا لهم بتفقد أنفسهم ﴿[color=royalblue] وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ[/color] ﴾ [الحشر:18]؛ فإن نفس الإنسان قد تأمره بالسوء، وتزين له الشر، وتقبح له الخير، فيكون ممن ﴿[color=royalblue] زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا[/color] ﴾ [فاطر:8].[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وسائر أمراض القلب إنما تنشأ من جانب النفس، فالمواد الفاسدة كلها إليها تنصب، ثم تنبعث منها إلى الأعضاء، وأول ما تنال القلب.[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [font=comic sans ms][size=6]وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله تعالى من شرور النفس، ويقول في خطبة الحاجة: "وَنعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا". وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الدعاء: "[color=#000080]اللهُمَّ أَلْهِمْنى رُشْدِى، وَقِنِى شَرَّ نَفْسِى[/color]".[/size][/font] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font] [size=6][font=comic sans ms]فحري بنا في ختام عام وافتتاح آخر أن نتفقد أنفسنا، ونستعيذ بالله تعالى من شرورها، ونجتهد في بناء مستقبلها، ونحذر مما يرديها ويهلكها. [color=blue]قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه[/color]: [color=blue]ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه.[/color][/font][/size] [font=comic sans ms][size=6] [/size][/font][/right] [font=comic sans ms][size=6][/size][/font][center][font=comic sans ms][size=6][color=#000080][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000080][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000080][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000080][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000080][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=#000080]وصلوا وسلموا على نبيكم ...[/color][/size][/font][/center] [right] [/right] [/color] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن الآداب الشرعيـــه و الرقـائـــق
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ