زكرياء توناني
عضو جديد
- إنضم
- 25 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 2
- النقاط
- 1
- الإقامة
- قسنطينة
- الموقع الالكتروني
- ia-lessons.blogspot.com
- احفظ من كتاب الله
- كله
- احب القراءة برواية
- ورش
- القارئ المفضل
- المنشاوي
- الجنس
- أخ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقالٌ كتبتهُ ردًّا على الدكتور لوط بوناطيرو في زعمه أن العدد الصحيح لأيام الأسبوع هو ستة أيام، وأن يوم السبت هو من زيادة اليهود!
وقد وأرسلت هذا المقال للجريدة التي نشرت كلامَهُ؛ ولكن لم تنشُرْهُ! على عادة كثيرٍ من الجرائد التي تنشر الباطل! ولا اعتراف لديها بـ «حق الردِّ»!!
فبينما كنتُ أتصفح مواضيعي القديمة التي كتبتُهَا، وجدتُهُ، فأحببتُ أن أنشُرَهُ هُنَا.
هَـلْ أَخْطَـأَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصَابَ بَونَاطِيرُو ؟!!!!!
الحمد لله رب العالـمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعدُ:
فإن الأستاذ الدكتور بوناطيرو أُجِلُّه وأحترمه كثيرًا ، بصفته عالـما جزائريا أفتخر به باعتباري جزائريا مثله ، وكنتُ ألـمـح - من خلال تصريحاته التي تنشرها الصحفُ - تعظيمَه لشعائرِ الدِّين ، وهذه صفة قلَّ تواجدُها عند علمـاء الفلك ؛ وقد كان إعجابي بدراسات الأستاذ يزدادُ يومًـا بـعـد يومٍ ، إلى أن نشـرت جريـدةُ الجزائر نيوز فـي عددها الصادر في 29 يوليو 2009 م خبرًا مفاده : أن الأستاذ الدكتور بوناطيرو يقول : إنَّ العدد الصحيح لأيام الأسبوع هو ستة أيام ، وأن يوم السبت أدخله اليهود ، وتبعهم على ذلك الـمسلمون !
هذا الخبر ، لـمـا قرأتُه اقشعَـرَّ له بدني ، ووقف له شَعْـرِي ، وأظن أن هذا الشعورَ قد غمرَ كثيرا من القُرَّاءِ الْـكِرَامِ ، إن لَـم أقل كلهم .
وكلامُ الأستاذ بوناطيرو – من وجهة نظري – ظاهر البطلان والفساد – مع احتراماتنا للدكتور -، لأنه ينبني على مزلق خطير لم يتفطن له الأستاذ ، بصفته ليس متخصصا في العلوم الإسلامية ، وإنمـا له ثقافة قليلة فيها ، كما يتبيَّن لي من خلال رأيه هذا وبعض آرائه الفلكية التي لـها تعلق بالشريعة الإسلامية .
وردًّا على ما أوْرَدَهُ الأستاذُ الكبير بوناطيرو أقول :
أَوَّلًا : قال الأستاذ – كما نشرته الجريدة - : « إن معالجة وحدة الأسبوع خاطئة منذ الأزل من قِبل الـمسلمين».
أقول : لا أدري ماذا يقصد الدكتور بالأزَل ! فإِنَّ الـمرادَ بالـمسلمين - عند الإطلاقِ - هم أتباع النبيِّ مُـحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم - مِنْ باب الْعَلَمِ بالغَلَبَةِ الذي يَعْرِفُهُ النُّحَاةُ - ، ولم يكن هؤلاء منذ الأزل !!
ثَـانِيًا : في عبارة الدكتور السابقة تناقض ، فهو يتكلّم عن خَطَإ وحدة الأسبوع ، ويقول إنَّ فيها ستةَ أيامٍ ؛ فكيف يصح تسميةُ ستة أيام بالأسبوع ؟! ، فهل ننتظر من الدكتور أن يقولَ لنا وللعالَـمِ بأسْرِهِ : إن رقم ستة هو سبعة ، ورقم سبعة هو ستة ؟!
ثَـالِـثًا : قول الدكتور : « إن معالجة وحدة الأسبوع خاطئة منذ الأزل من قبل المسلمين » ، فيه مزلق خطير جدا ، وهو أن الـمسلمين منذ الأزل ( هكذا ) أخطئوا في وحدة الأسبوع ، أوْ لِـنَـقُلْ في وحدة السُّدَاسِي أو الأسْدُوسْ !! يدخل فيه عصرُ الصحابة ، ويدخل فيهم نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ، فهل يا تُرى أخطأ مُـحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وأصاب بوناطيرو ؟
رَابِـعًا : ما دام أنَّ الأُسْدُوس ، عَـفْوًا ، الْأُسْـبُوع ، عند بوناطيرو هو ستة أيام ، معناه أنَّ الـمسلمين منذ زمن النَّـبِيِّ صلى الله عليه وسلم كانوا يُؤدون صلاةَ الـجمعة في غير يومها ، وأنَّـهم يصلون خَمْسَ جُـمَعٍ خاطئة ، ويصيبون واحدة !! وهكذا توالى الـمسلمون على أداء هذه العبادة الجليلة – والأستاذ بوناطيرو واحد منهم – في يومٍ غيرِ يومِها ؟ حتى جاء الدكتور بعد 1430 سنة ، ويَستدرك على هذا الجم الغفير من الناس ؟ وأمةُ مُـحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة .
خَامِسًا : استشهد الأستاذ بآية كريمة من القرآن ، واستنبط منها – كما يدل عليه سياق كلامه الـمنشور - أن اليهود هم مَن أدخلَ السبتَ حتى أكملوا الأيامَ سبعًا ؛ وكما أشرتُ سابقا : إن الأستاذ بوناطيرو ليس متخصصا في العلوم الإسلامية - والتي مِنْ أجَـلِّـها تفسيرُ القرآن - حتى نأخذَ برأيه هذا الذي خالف به رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم – كما سيأتي - والصحابةَ والتابعين وما جرى عليه عمل المسلمين قاطبة ، بل هو ضرورة لا يُمكن دفعُها .
سَادِسًا : نُؤاخذ – نحنُ أستاذةَ الجامعةِ –طلابَـنا على أنْ يكونوا مِـمَّن ينظر بعَيْنٍ واحدةٍ في الـمجال العلمي ، ونبيِّن لهم ضرورةَ أن يكون الطالبُ – ومن بابٍ أولى الباحث والأستاذ – مُنْصِفا موضوعيا ، فلماذا لَـم يُورِد الأستاذُ الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر يوم السبت ؟ هل هذا من الـموضوعية في الطرح العلمي ؟! لم نعهدكم هكذا – يا فضيلةَ الدكتور - !!
قال الله تعالى : ( وَاسْأَلْـهُمْ عَنِ الْـقَرْيَـةِ التِي كَـانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِـي السَّبْتِ ) ، وقال تعالى : ( وَقُلْنَـا لَـهُمْ لَا تَعَدُّوا فِـي السَّـبْتِ ) ، معناه – على رأي الأستاذ بوناطيرو – : أنَّ الله جلَّ جلالُهُ نهى اليهود عن الصَّيْدِ في يومٍ لا وُجُودَ له في الْـحَقيقة ؟!!
وهذا واضح - والحمد لله - وضوحَ الشَّمسِ ، فلا أدري كيف زَلَّتْ بالدكتور قَدَمُه ، حتى خَفِيَ عليه الواضحُ مِنَ الـمسائلِ ؟
سَـابِعًا : الأحاديثُ كثيرة متضافرة في الكلام عن يوم السَّبْتِ ، لـمـاذا لَـمْ يتعرض لها الدكتورُ ؟ مع أنَّ السنةَ حجةٌ بإجماع الـمسلمين ؟
مِن ذلك ما جاء في صَحِيحِ مُـسْلِمٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : « أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْـجُمُعَةِ مَـنْ كَـانَ قَـبْلَنَا ؛ فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّـبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْـجُمُعَةِ».
ومن ذلك حديث : « لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّـبْتِ إِلَّا فِيمَـا افْتُـرِضَ عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ لَـمْ يَـجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِـحَاءَ عِنَـبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغْهُ » رواه أبو داود وغيره .
ومن ذلك أيضا حديث : « الْـحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَـرَكَـةٌ وَتَزِيدُ فِـي الْعَـقْلِ وَفِـي الْـحِفْظِ ، فَاحْتَجِـمُوا عَلَى بَرَكَـةِ اللهِ يَوْمَ الْـخَمِيسِ ، وَاجْتَنِبُوا الْـحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْـجُمُعَةِ وَالسَّـبْتِ وَيَوْم الْأَحَدِ تَـحَرِّيًا ، وَاحْـتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَـيْنِ وَالثُّلَاثَـاءِ ؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الذِي عَافَى اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْـبَلَاءِ ..... » رواه ابن ماجه بإسناد حسن .
ومن ذلك ما جاء عن أمِّ الْـمؤمنين أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها تحكي صفةَ صومِه صلى الله عليه وسلم قالت: « كَـانَ أَكْـثَرُ صَوْمِهِ السَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَيَقُولُ : هُمَا يَوْمَا عِيدِ الْـمُشْرِكِينَ فَأُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ » رواه الطبراني وهو حسن .
وجاء عن أم الـمؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : « كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَالِاثْنَيْنِ ، وَمِنَ الشَّهْرِ الْآخَرِ الثُّـلَاثَاءَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْـخَمِيسَ » أخرجه الترمذي بإستاد صحيح .
أخيرًا : احترامي للعالِـم الفلكي الكبير الأستاذ الدكتور لوط بوناطيرو لا يزال متواصلا ، وهذه الـمسألة أجزم بخطئه فيها ، لـمخالفته صريحَ القرآن وصريحَ السنةِ ، ومخالفته لإجماع الـمسلمين ؛ ولـم أكنْ أتوقع أن يَصْدُرَ هذا منه ، ولكنْ لكل عالِـمٍ هفوةٌ ، ولكل جوادٍ كبوةٌ ، وإنْ كانت هفوةُ الدكتور هذه واسعةً جِدًّا.
وفق الله الجميع لـما يحبه ويرضاه ، وآمل أن يُراجِع الأستاذُ ما كتبه في خصوص هذه الـمسألة .
كتبه: زكرياء توناني
هذا مقالٌ كتبتهُ ردًّا على الدكتور لوط بوناطيرو في زعمه أن العدد الصحيح لأيام الأسبوع هو ستة أيام، وأن يوم السبت هو من زيادة اليهود!
وقد وأرسلت هذا المقال للجريدة التي نشرت كلامَهُ؛ ولكن لم تنشُرْهُ! على عادة كثيرٍ من الجرائد التي تنشر الباطل! ولا اعتراف لديها بـ «حق الردِّ»!!
فبينما كنتُ أتصفح مواضيعي القديمة التي كتبتُهَا، وجدتُهُ، فأحببتُ أن أنشُرَهُ هُنَا.
هَـلْ أَخْطَـأَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصَابَ بَونَاطِيرُو ؟!!!!!
الحمد لله رب العالـمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعدُ:
فإن الأستاذ الدكتور بوناطيرو أُجِلُّه وأحترمه كثيرًا ، بصفته عالـما جزائريا أفتخر به باعتباري جزائريا مثله ، وكنتُ ألـمـح - من خلال تصريحاته التي تنشرها الصحفُ - تعظيمَه لشعائرِ الدِّين ، وهذه صفة قلَّ تواجدُها عند علمـاء الفلك ؛ وقد كان إعجابي بدراسات الأستاذ يزدادُ يومًـا بـعـد يومٍ ، إلى أن نشـرت جريـدةُ الجزائر نيوز فـي عددها الصادر في 29 يوليو 2009 م خبرًا مفاده : أن الأستاذ الدكتور بوناطيرو يقول : إنَّ العدد الصحيح لأيام الأسبوع هو ستة أيام ، وأن يوم السبت أدخله اليهود ، وتبعهم على ذلك الـمسلمون !
هذا الخبر ، لـمـا قرأتُه اقشعَـرَّ له بدني ، ووقف له شَعْـرِي ، وأظن أن هذا الشعورَ قد غمرَ كثيرا من القُرَّاءِ الْـكِرَامِ ، إن لَـم أقل كلهم .
وكلامُ الأستاذ بوناطيرو – من وجهة نظري – ظاهر البطلان والفساد – مع احتراماتنا للدكتور -، لأنه ينبني على مزلق خطير لم يتفطن له الأستاذ ، بصفته ليس متخصصا في العلوم الإسلامية ، وإنمـا له ثقافة قليلة فيها ، كما يتبيَّن لي من خلال رأيه هذا وبعض آرائه الفلكية التي لـها تعلق بالشريعة الإسلامية .
وردًّا على ما أوْرَدَهُ الأستاذُ الكبير بوناطيرو أقول :
أَوَّلًا : قال الأستاذ – كما نشرته الجريدة - : « إن معالجة وحدة الأسبوع خاطئة منذ الأزل من قِبل الـمسلمين».
أقول : لا أدري ماذا يقصد الدكتور بالأزَل ! فإِنَّ الـمرادَ بالـمسلمين - عند الإطلاقِ - هم أتباع النبيِّ مُـحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم - مِنْ باب الْعَلَمِ بالغَلَبَةِ الذي يَعْرِفُهُ النُّحَاةُ - ، ولم يكن هؤلاء منذ الأزل !!
ثَـانِيًا : في عبارة الدكتور السابقة تناقض ، فهو يتكلّم عن خَطَإ وحدة الأسبوع ، ويقول إنَّ فيها ستةَ أيامٍ ؛ فكيف يصح تسميةُ ستة أيام بالأسبوع ؟! ، فهل ننتظر من الدكتور أن يقولَ لنا وللعالَـمِ بأسْرِهِ : إن رقم ستة هو سبعة ، ورقم سبعة هو ستة ؟!
ثَـالِـثًا : قول الدكتور : « إن معالجة وحدة الأسبوع خاطئة منذ الأزل من قبل المسلمين » ، فيه مزلق خطير جدا ، وهو أن الـمسلمين منذ الأزل ( هكذا ) أخطئوا في وحدة الأسبوع ، أوْ لِـنَـقُلْ في وحدة السُّدَاسِي أو الأسْدُوسْ !! يدخل فيه عصرُ الصحابة ، ويدخل فيهم نبيُّنا صلى الله عليه وسلم ، فهل يا تُرى أخطأ مُـحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وأصاب بوناطيرو ؟
رَابِـعًا : ما دام أنَّ الأُسْدُوس ، عَـفْوًا ، الْأُسْـبُوع ، عند بوناطيرو هو ستة أيام ، معناه أنَّ الـمسلمين منذ زمن النَّـبِيِّ صلى الله عليه وسلم كانوا يُؤدون صلاةَ الـجمعة في غير يومها ، وأنَّـهم يصلون خَمْسَ جُـمَعٍ خاطئة ، ويصيبون واحدة !! وهكذا توالى الـمسلمون على أداء هذه العبادة الجليلة – والأستاذ بوناطيرو واحد منهم – في يومٍ غيرِ يومِها ؟ حتى جاء الدكتور بعد 1430 سنة ، ويَستدرك على هذا الجم الغفير من الناس ؟ وأمةُ مُـحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة .
خَامِسًا : استشهد الأستاذ بآية كريمة من القرآن ، واستنبط منها – كما يدل عليه سياق كلامه الـمنشور - أن اليهود هم مَن أدخلَ السبتَ حتى أكملوا الأيامَ سبعًا ؛ وكما أشرتُ سابقا : إن الأستاذ بوناطيرو ليس متخصصا في العلوم الإسلامية - والتي مِنْ أجَـلِّـها تفسيرُ القرآن - حتى نأخذَ برأيه هذا الذي خالف به رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم – كما سيأتي - والصحابةَ والتابعين وما جرى عليه عمل المسلمين قاطبة ، بل هو ضرورة لا يُمكن دفعُها .
سَادِسًا : نُؤاخذ – نحنُ أستاذةَ الجامعةِ –طلابَـنا على أنْ يكونوا مِـمَّن ينظر بعَيْنٍ واحدةٍ في الـمجال العلمي ، ونبيِّن لهم ضرورةَ أن يكون الطالبُ – ومن بابٍ أولى الباحث والأستاذ – مُنْصِفا موضوعيا ، فلماذا لَـم يُورِد الأستاذُ الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر يوم السبت ؟ هل هذا من الـموضوعية في الطرح العلمي ؟! لم نعهدكم هكذا – يا فضيلةَ الدكتور - !!
قال الله تعالى : ( وَاسْأَلْـهُمْ عَنِ الْـقَرْيَـةِ التِي كَـانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِـي السَّبْتِ ) ، وقال تعالى : ( وَقُلْنَـا لَـهُمْ لَا تَعَدُّوا فِـي السَّـبْتِ ) ، معناه – على رأي الأستاذ بوناطيرو – : أنَّ الله جلَّ جلالُهُ نهى اليهود عن الصَّيْدِ في يومٍ لا وُجُودَ له في الْـحَقيقة ؟!!
وهذا واضح - والحمد لله - وضوحَ الشَّمسِ ، فلا أدري كيف زَلَّتْ بالدكتور قَدَمُه ، حتى خَفِيَ عليه الواضحُ مِنَ الـمسائلِ ؟
سَـابِعًا : الأحاديثُ كثيرة متضافرة في الكلام عن يوم السَّبْتِ ، لـمـاذا لَـمْ يتعرض لها الدكتورُ ؟ مع أنَّ السنةَ حجةٌ بإجماع الـمسلمين ؟
مِن ذلك ما جاء في صَحِيحِ مُـسْلِمٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : « أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْـجُمُعَةِ مَـنْ كَـانَ قَـبْلَنَا ؛ فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّـبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْـجُمُعَةِ».
ومن ذلك حديث : « لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّـبْتِ إِلَّا فِيمَـا افْتُـرِضَ عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ لَـمْ يَـجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِـحَاءَ عِنَـبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغْهُ » رواه أبو داود وغيره .
ومن ذلك أيضا حديث : « الْـحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَـرَكَـةٌ وَتَزِيدُ فِـي الْعَـقْلِ وَفِـي الْـحِفْظِ ، فَاحْتَجِـمُوا عَلَى بَرَكَـةِ اللهِ يَوْمَ الْـخَمِيسِ ، وَاجْتَنِبُوا الْـحِجَامَةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَالْـجُمُعَةِ وَالسَّـبْتِ وَيَوْم الْأَحَدِ تَـحَرِّيًا ، وَاحْـتَجِمُوا يَوْمَ الِاثْنَـيْنِ وَالثُّلَاثَـاءِ ؛ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الذِي عَافَى اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْـبَلَاءِ ..... » رواه ابن ماجه بإسناد حسن .
ومن ذلك ما جاء عن أمِّ الْـمؤمنين أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها تحكي صفةَ صومِه صلى الله عليه وسلم قالت: « كَـانَ أَكْـثَرُ صَوْمِهِ السَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَيَقُولُ : هُمَا يَوْمَا عِيدِ الْـمُشْرِكِينَ فَأُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ » رواه الطبراني وهو حسن .
وجاء عن أم الـمؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : « كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ السَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَالِاثْنَيْنِ ، وَمِنَ الشَّهْرِ الْآخَرِ الثُّـلَاثَاءَ وَالْأَرْبِعَاءَ وَالْـخَمِيسَ » أخرجه الترمذي بإستاد صحيح .
أخيرًا : احترامي للعالِـم الفلكي الكبير الأستاذ الدكتور لوط بوناطيرو لا يزال متواصلا ، وهذه الـمسألة أجزم بخطئه فيها ، لـمخالفته صريحَ القرآن وصريحَ السنةِ ، ومخالفته لإجماع الـمسلمين ؛ ولـم أكنْ أتوقع أن يَصْدُرَ هذا منه ، ولكنْ لكل عالِـمٍ هفوةٌ ، ولكل جوادٍ كبوةٌ ، وإنْ كانت هفوةُ الدكتور هذه واسعةً جِدًّا.
وفق الله الجميع لـما يحبه ويرضاه ، وآمل أن يُراجِع الأستاذُ ما كتبه في خصوص هذه الـمسألة .
كتبه: زكرياء توناني
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع