طالب الماهر
مدير عام
- إنضم
- 15 مارس 2012
- المشاركات
- 946
- النقاط
- 16
- الإقامة
- غرف الماهر الصوتية
- الموقع الالكتروني
- www.qoranona.com
- احفظ من كتاب الله
- .
- احب القراءة برواية
- ورش عن نافع من طريق الأزرق
- القارئ المفضل
- المنشاوي - الحصري
- الجنس
- أخ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه ترجمة مختصرة لإمام من أئمة الدعوة بلا منازع لعلي وضعت بعض المشاركات تحدث فها عن هذا العلم ولا امل من ذكر مناقبه فضلا عن ثناء العلماء عليه غذ وصف بما لم يوصف به الكثير من اهل الفضل وهو مفخرة لأهل المغرب فحينما يذكر الهلالي رحمه الله نتذكر المغرب وعلمائه كما هو الشأن في الإمام القاضي عياض رحمه الله
"محمد تقي الدين الهلالي"، إسم لم يحظَ بعد بشرف تصدر أبواب مدراسنا التعليمية و أزقة و شوارع المملكة إلا نزرا يسيرا، شأنه شأن العشرات ممن بصموا بقوة في تاريخ المغرب المعاصر، من الذين كان لهم الفضل بعد الله في صناعة حريته و واقع ما بعد الاستقلال. إنه ابن مدينة تافيلالت و أحد أعمدة العلم الشرعي في العالم الاسلامي الذي جاب الأرض طولا و عرضا، مخلفا وراءه تركة علمية و صيتا ذائعا.
احتار الكثير ممن ترجموا للهلالي في أي الخانة يصنفونه، فبالنظر إلى جهوده العلمية و تصدره للتعليم في الهند و دول شرق آسيا و الخليج و المغرب فهو عالم شرعي نحرير. و بالنظر لعمله الصحفي و كفاحه من أجل حرية المغرب و مقالاته التي قضت مضجع الاستعمارين الفرنسي و الاسباني فهو صحافي و ثوري، و بالنظر إلى اتقانه لسبع لغات من بينها لغات شرق آ سيوية صعبة (الهندية و الأفغانية)، و اعتماده كمرجعية في البيان و الفصاحة اللغوية فهو لغوي و أديب، أما باعتبار عدد أسفاره و رحلاته التي بلغت حد القطب المتجمد فالرجل خليفة ابن طنجة "ابن بطوطة" بدون منازع.
يعتبر الكثير من الدعاة و الباحثين الاسلاميين محمد الهلالي الملقب بـ"تقي الدين" الأب الروحي للدعوة السلفية بالمغرب، باعتباره أول من رفع قريحته و جاهر بالدعوة إليها و التنظير لها و إظهار مكامن الخطأ و النقص في بقية المذاهب السائدة بالعالم الاسلامي عامة و دول شمال أفريقيا خاصة. فبعد أن نشأ الهلالي نشأة صوفية قحة على الطريقة التيجانية، إلى أن اتضح له بطلان هذه الطريقة و الكثير من معتقداتها التي تصل حد تأليه و تقديس أوليائها و إنزالهم منزلة فوق منزلة الأنبياء و ادعاء الاستئثار بفضائل من خصائص النبوة، قرر الشاب الهلالي إحداث انقلاب فكري و دعوي على جميع الطرق الصوفية و كشف ما يجري بداخلها.
فبعد مرحلة الاستنارة، قرر الهلالي المغادرة إلى مصر لاستكمال تصحيح المسار و طلب العلم بعيدا عن إلزامات المذهبية القائمة بالمغرب، و بعيدا عن أعين أحباب الأمس التي بدأت تترصده و تتحين له الفرص للتنكيل به و معاقبته و التضييق عليه جزاء كشفه عن واقع استغلالها للدين و التصوف للاستغناء على حساب جيوب المريدين. حيث التقى بأبرز علماء الحديث في مصر و كانت له هناك دروس علم و تعلّم و مواقف دعوية أشار إليها في كتابه "الدعوة إلى الله".
بعد سنة كاملة في مصر، توجه الهلالي إلى الهند التي كانت حاضرة العلم آنذاك و محج طلابه، قصد دراسة الحديث و علومه على أشهر شراح الحديث آنذاك عبد الرحمن المباركفوري صاحب "تحفة الأحوذي". ليعود بعدها إلى المنطقة العربية قاصدا العراق، ليمكث بها مدة ثلاث سنوات باحثا و داعيا و مستكشفا أحوال المسلمين، ليعود مجددا إلى مصر عابرا ثم إلى السعودية ليحل ضيفا على ملك السعودية آنذاك عبد العزيز لمدة ثلاثة أشهر للمكانة و السمعة التي كان يتمتع في العالم الاسلامي.
فترة السعودية كانت فترة تدريس و تعليم أكثر منها فترة تعلم، إلى درجة أن قال عنه المفتي الأكبر للسعودية الراحل عبد العزيز بن باز:"المغربي الهلالي هو شيخنا في التوحيد"، شهادة تنحو عكس التوجه العام و السائد اليوم، و القاضي بكون السلفيين أو "الوهابيين" كما يسميهم الاعلام مجرد أتباع للفكر السعودي الديني المتشدد.
بعد خروجه من السعودية و توجهه إلى الهند تلبية لطلب علماء من الهند، حظي الهلالي بمنزلة كبيرة في الأوساط العلمية الهندية، إذ سرعان ما ترقى في تراتبية المسؤولية العلمية بكلية ندوة العلماء بمدينة "لكنهو"، ليتم تعيينه رئيسا للأدب العربي بالكلية، بعد مناظرة طريفة بينه و بين أحد أشهر أدباء و لغويي الهند آنذاك، أثبت خلالها الهلالي مدى تعمقه و تمكنه من لغة الضاد، ما أهله لتولي دفة التعليم لمدة ثلاث سنوات، مدة كانت كافية للهلالي من جهة أخرى ليتقن خلالها اللغة الانجليزية كتابة و نطقاـ إضافة للغة الهندية.
طموح الشاب الهلالي لم يتوقف عند حد العلوم الشرعية و تفرعاتها، فقد قرر خوض غمار تجربة جديدة بألمانيا قصد الحصول على شهادة دكتوراه كان في أمس الحاجة إليها لاستكمال مشواره العلمي بعد زيارة خاطفة إلى سويسرا. ففي ظرف وجيز جدا تم تعيين الشاب المغربي الوافد محاضرا في جامعة برلين و طالبا في نفس الوقت بها بعد أن قضى سنة كاملة في جامعة بون حصل خلالها على شهادة في اللغة الألمانية في سنة واحدة! ، و هو ما أثار استغراب العديد من أقرانه و زملائه الذين أعجبوا ببراعته في التلقي و الإلقاء، حيث تمكن من تعلم اللغة الألمانية و التحرير بها و منازعة أهلها و كشف الكثير من الأخطاء الشائعة بها، والحصول على شهادة دكتوراه في ثلاث سنوات فقط.
تصادف وجود الهلالي في ألمانيا مع الحكم النازي بقيادة أدولف هتلر، مناسبة كانت سانحة و قل أن تتكرر لشاب مغربي ترك وراءه وطنا مغتصبا من عدو من أعداء النازية، فتوجه الهلالي إلى هتلر بطلب تأسيس إذاعة عربية تابعة لإذاعة برلين، لتكون موجهة إلى العرب و المسلمين في غمار حرب الاستقطاب التي استهدف من خلالها هتلر حشد الدعم العربي و الاسلامي ضد البريطانيين و الفرنسيين مقابل مساعدة الدول العربية المحتلة على استقلالها بمجرد وصول جيوش هتلر للشرق الأوروبي.
ما لا يعرفه كثيرون أن إذاعة برلين العربية النازية التي كانت تبث في ألمانيا و فرنسا و المغرب و اليونان و التي فرضت بريطانيا عقوبات سجنية لمن يستمع إليها، كان وراء فكرتها و إعداد موادها الشاب المغربي محمد الهلالي، و التي تولى إلقاء موادها و إذاعتها الاعلامي العراقي الشهير يونس بحري.
إذاعة كان للهلالي في تدبير موادها الحرية التامة، فبين تكذيب الدعايات و الأطروحات البريطانية حول الفوهرر و مساعديه و نفي تهمة الهولوكست، كان الهلالي يوجه ضربات إعلامية شديدة للاحتلال الفرنسي بالمغرب، من خلال شحن المواطنين و تشجيعهم على المقاومة لدحر الاحتلال، و خلق قنوات تواصل مع الوطنيين و المقاومين.
في سنة 1947 عاد الهلالي إلى المغرب و بالتحديد إلى مدينة تطوان لملاقاة بعض رموز المقاومة الذين كان يشاركهم في برنامجه الاذاعي من برلين. إلا أن الاحتلال الفرنسي منعه من مغادرة المدينة و العودة إلى ألمانيا.
بين عودته إلى المغرب للمرة الثانية و عودته الأولى أسفار و مواقف نقشت إسم الهلالي بقوة في الذاكرة المغربية التي – فيما يبدو – تظل قاصرة عن احتواء نماذج من أبناء هذا الوطن، ممن لا زالت سيرهم و تجاربهم تدرس في أعتى جامعات العالم، ممن جمعوا بين واجبهم تجاه وطنهم سياسيا و دينيا و ثقافيا.
و في الختام يحلو التذكير بأن الهلالي هو صاحب أشهر و أحسن ترجمة للقرآن باللغة الإنجليزية و التي يتم تداولها اليوم بنسخ تعد بالملايين في شتى بقاع المعمور.
احتار الكثير ممن ترجموا للهلالي في أي الخانة يصنفونه، فبالنظر إلى جهوده العلمية و تصدره للتعليم في الهند و دول شرق آسيا و الخليج و المغرب فهو عالم شرعي نحرير. و بالنظر لعمله الصحفي و كفاحه من أجل حرية المغرب و مقالاته التي قضت مضجع الاستعمارين الفرنسي و الاسباني فهو صحافي و ثوري، و بالنظر إلى اتقانه لسبع لغات من بينها لغات شرق آ سيوية صعبة (الهندية و الأفغانية)، و اعتماده كمرجعية في البيان و الفصاحة اللغوية فهو لغوي و أديب، أما باعتبار عدد أسفاره و رحلاته التي بلغت حد القطب المتجمد فالرجل خليفة ابن طنجة "ابن بطوطة" بدون منازع.
يعتبر الكثير من الدعاة و الباحثين الاسلاميين محمد الهلالي الملقب بـ"تقي الدين" الأب الروحي للدعوة السلفية بالمغرب، باعتباره أول من رفع قريحته و جاهر بالدعوة إليها و التنظير لها و إظهار مكامن الخطأ و النقص في بقية المذاهب السائدة بالعالم الاسلامي عامة و دول شمال أفريقيا خاصة. فبعد أن نشأ الهلالي نشأة صوفية قحة على الطريقة التيجانية، إلى أن اتضح له بطلان هذه الطريقة و الكثير من معتقداتها التي تصل حد تأليه و تقديس أوليائها و إنزالهم منزلة فوق منزلة الأنبياء و ادعاء الاستئثار بفضائل من خصائص النبوة، قرر الشاب الهلالي إحداث انقلاب فكري و دعوي على جميع الطرق الصوفية و كشف ما يجري بداخلها.
فبعد مرحلة الاستنارة، قرر الهلالي المغادرة إلى مصر لاستكمال تصحيح المسار و طلب العلم بعيدا عن إلزامات المذهبية القائمة بالمغرب، و بعيدا عن أعين أحباب الأمس التي بدأت تترصده و تتحين له الفرص للتنكيل به و معاقبته و التضييق عليه جزاء كشفه عن واقع استغلالها للدين و التصوف للاستغناء على حساب جيوب المريدين. حيث التقى بأبرز علماء الحديث في مصر و كانت له هناك دروس علم و تعلّم و مواقف دعوية أشار إليها في كتابه "الدعوة إلى الله".
بعد سنة كاملة في مصر، توجه الهلالي إلى الهند التي كانت حاضرة العلم آنذاك و محج طلابه، قصد دراسة الحديث و علومه على أشهر شراح الحديث آنذاك عبد الرحمن المباركفوري صاحب "تحفة الأحوذي". ليعود بعدها إلى المنطقة العربية قاصدا العراق، ليمكث بها مدة ثلاث سنوات باحثا و داعيا و مستكشفا أحوال المسلمين، ليعود مجددا إلى مصر عابرا ثم إلى السعودية ليحل ضيفا على ملك السعودية آنذاك عبد العزيز لمدة ثلاثة أشهر للمكانة و السمعة التي كان يتمتع في العالم الاسلامي.
فترة السعودية كانت فترة تدريس و تعليم أكثر منها فترة تعلم، إلى درجة أن قال عنه المفتي الأكبر للسعودية الراحل عبد العزيز بن باز:"المغربي الهلالي هو شيخنا في التوحيد"، شهادة تنحو عكس التوجه العام و السائد اليوم، و القاضي بكون السلفيين أو "الوهابيين" كما يسميهم الاعلام مجرد أتباع للفكر السعودي الديني المتشدد.
بعد خروجه من السعودية و توجهه إلى الهند تلبية لطلب علماء من الهند، حظي الهلالي بمنزلة كبيرة في الأوساط العلمية الهندية، إذ سرعان ما ترقى في تراتبية المسؤولية العلمية بكلية ندوة العلماء بمدينة "لكنهو"، ليتم تعيينه رئيسا للأدب العربي بالكلية، بعد مناظرة طريفة بينه و بين أحد أشهر أدباء و لغويي الهند آنذاك، أثبت خلالها الهلالي مدى تعمقه و تمكنه من لغة الضاد، ما أهله لتولي دفة التعليم لمدة ثلاث سنوات، مدة كانت كافية للهلالي من جهة أخرى ليتقن خلالها اللغة الانجليزية كتابة و نطقاـ إضافة للغة الهندية.
طموح الشاب الهلالي لم يتوقف عند حد العلوم الشرعية و تفرعاتها، فقد قرر خوض غمار تجربة جديدة بألمانيا قصد الحصول على شهادة دكتوراه كان في أمس الحاجة إليها لاستكمال مشواره العلمي بعد زيارة خاطفة إلى سويسرا. ففي ظرف وجيز جدا تم تعيين الشاب المغربي الوافد محاضرا في جامعة برلين و طالبا في نفس الوقت بها بعد أن قضى سنة كاملة في جامعة بون حصل خلالها على شهادة في اللغة الألمانية في سنة واحدة! ، و هو ما أثار استغراب العديد من أقرانه و زملائه الذين أعجبوا ببراعته في التلقي و الإلقاء، حيث تمكن من تعلم اللغة الألمانية و التحرير بها و منازعة أهلها و كشف الكثير من الأخطاء الشائعة بها، والحصول على شهادة دكتوراه في ثلاث سنوات فقط.
تصادف وجود الهلالي في ألمانيا مع الحكم النازي بقيادة أدولف هتلر، مناسبة كانت سانحة و قل أن تتكرر لشاب مغربي ترك وراءه وطنا مغتصبا من عدو من أعداء النازية، فتوجه الهلالي إلى هتلر بطلب تأسيس إذاعة عربية تابعة لإذاعة برلين، لتكون موجهة إلى العرب و المسلمين في غمار حرب الاستقطاب التي استهدف من خلالها هتلر حشد الدعم العربي و الاسلامي ضد البريطانيين و الفرنسيين مقابل مساعدة الدول العربية المحتلة على استقلالها بمجرد وصول جيوش هتلر للشرق الأوروبي.
ما لا يعرفه كثيرون أن إذاعة برلين العربية النازية التي كانت تبث في ألمانيا و فرنسا و المغرب و اليونان و التي فرضت بريطانيا عقوبات سجنية لمن يستمع إليها، كان وراء فكرتها و إعداد موادها الشاب المغربي محمد الهلالي، و التي تولى إلقاء موادها و إذاعتها الاعلامي العراقي الشهير يونس بحري.
إذاعة كان للهلالي في تدبير موادها الحرية التامة، فبين تكذيب الدعايات و الأطروحات البريطانية حول الفوهرر و مساعديه و نفي تهمة الهولوكست، كان الهلالي يوجه ضربات إعلامية شديدة للاحتلال الفرنسي بالمغرب، من خلال شحن المواطنين و تشجيعهم على المقاومة لدحر الاحتلال، و خلق قنوات تواصل مع الوطنيين و المقاومين.
في سنة 1947 عاد الهلالي إلى المغرب و بالتحديد إلى مدينة تطوان لملاقاة بعض رموز المقاومة الذين كان يشاركهم في برنامجه الاذاعي من برلين. إلا أن الاحتلال الفرنسي منعه من مغادرة المدينة و العودة إلى ألمانيا.
بين عودته إلى المغرب للمرة الثانية و عودته الأولى أسفار و مواقف نقشت إسم الهلالي بقوة في الذاكرة المغربية التي – فيما يبدو – تظل قاصرة عن احتواء نماذج من أبناء هذا الوطن، ممن لا زالت سيرهم و تجاربهم تدرس في أعتى جامعات العالم، ممن جمعوا بين واجبهم تجاه وطنهم سياسيا و دينيا و ثقافيا.
و في الختام يحلو التذكير بأن الهلالي هو صاحب أشهر و أحسن ترجمة للقرآن باللغة الإنجليزية و التي يتم تداولها اليوم بنسخ تعد بالملايين في شتى بقاع المعمور.
يتوجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل
لروئية الموضوع