الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة علم رسم القرآن الكريم والفواصل
(حداثة القرآن : إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 42287" data-attributes="member: 329"><p>إن ﭐلمسلمين، على ﭐختلَاف فِرَقِهم وتعدد مذاهبهم، يؤمنون -باستثناء بعض أدعياء "ﭐلعقلَانية" من ﭐلمعاصرين- بأن ﭐلمكتوب بين دفتي ﭐلمصحف كلَام ﭐللَّاهِ ﭐلمنزل على رسوله محمد بن عبد ﭐللَّاهِ -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم-، وبأنه لَا يأتيه ﭐلباطل من بين يديه ولَا من خلفه وبأن ﭐللَّاهَ -عز وجل- تكفل بحفظه من كل تحريف إلى يوم ﭐلدين ("إنا نحن نزلنا ﭐلذكر، وإنا له لحافظون"، ﭐلحِجْر:9). وهذا هو كتاب ﭐللَّاهِ، ﭐللذي هو "ﭐلقرآن" ﭐلمتعبد بتلَاوته وﭐلمعتمد أصلًا في معرفة أحكام ﭐلدين-ﭐلْإسلَام. وهكذا لَا يسع ﭐلمسلم إلَّا أن يؤمن –في حدود ما يُمكنه أن يعلم- بكل ذالكـ دون أدنى ﭐرتياب. إذ من ﭐلمتواتر، بين علماء ﭐلمسلمين، أن "ﭐلقرآن ﭐلكريم" قد جُمع حفظا في قلب رسول ﭐللَّاهِ -صلى ﭐللَّاهِ عليه وسلم-، حيث إن جبريل -عليه ﭐلسلَام- كان يُدارسه ﭐلقرآن من رمضان إلى رمضان وأنه -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم- عرضه عليه مرتين في ﭐلسنة ﭐللتي قُبض فيها[4]، وقد جمعه حفظا كثير من ﭐلصحابة على عهد رسول ﭐللَّاهِ وبعد مماته[5]. ومن ﭐلمتواتر، أيضا، أن "ﭐلقرآن" قد جُمع كتابةً، أولًا، من طرف كُتَّاب ﭐلوحي بأمر وتلقين من رسول ﭐللَّاهِ، صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم [6]؛ ثم، ثانيًا، في عهد ﭐلخليفة ﭐلراشد أبي بكر ﭐلصديق، رضي ﭐللَّاهُ عنه [7]؛ ثم ، أخيرًا، في عهد ﭐلخليفة ﭐلراشد عثمان بن عفان، رضي ﭐللَّاهِ عنه [8].</p><p></p><p>ولذالكـ، فإنه من ﭐلمتواتر، بين علماء ﭐلمسلمين، أن ﭐلنص ﭐلمجموع بين دفتي ﭐلمصحف توقيفي ونهائي، في تأليف ألفاظه وترتيب آياته وسوره وفي وجوه قراءته، بحيث ليس لِأحد من ﭐلبشر، أيا يكن، أن يدعي صوابا في تغيير أي شيء من هذا كله. وإنه لَأمرٌ فعلي وإيماني، عند ﭐلمسلم، مُسَلَّمٌ وَمُؤَكَّدٌ غايةَ ما يكون ﭐلتسليم وﭐلتأكيد. ولذا، فإن كل تشكيكـ في ذالكـ أو تجويز لغيره إنما يكون نتيجة لما يُلِمّ بِـﭑلمرتاب وﭐلجاحد من صُنُوف ﭐلِاعتقادات ﭐلفاسدة وﭐلْأهواء ﭐلمُضلة، ﭐللتي لَا تضر كتاب ﭐللَّاهِ في شيء بقدر ما تضر نفوس أصحابها عاجلًا وآجلًا. وﭐللَّاهُ غالبٌ على أمره ولو كره ﭐلمشركون.</p><p></p><p>ومن حيث إن "ﭐلقرآن ﭐلكريم" تم تدوينه، نهائيا، في عهد ﭐلخليفة ﭐلراشد عثمان بن عفان وَفق ﭐلرسم ﭐللذي عُرِف منذئذ باسمه (ﭐلرسم ﭐلعثماني)، فإن معظم ﭐلمسلمين يعتقدون أن رسم ﭐلقرآن -بالشكل ﭐللذي تم في عهد عثمان وتواتر نقله إلى ﭐلْآن- يُعَدُّ هو أيضا مقدسا لَا يجوز تغيير أي شيء فيه. إنه، في ظنهم، توقيفي مثلما هو ﭐلْأمر بالنسبة لتأليف ألفاظ ﭐلقرآن وترتيب آياته وسوره ووجوه قراءته. وعلى هذا، فإن "ﭐلرسم ﭐلعثماني" يُنظر إليه، من طرف ﭐلسواد ﭐلْأعظم من ﭐلمسلمين، بأنه أكمل رسم ممكن في ﭐلخط ﭐلعربي، وبأنه يزداد شرفا وقُدسية لكونه حُفظ بتواتر ﭐلنص ﭐلقرآني. وهكذا نجد أن بعض ﭐلناس -حتى بين ﭐلعلماء- لَا يكتفون بالحديث عن وجود "إجماع" حصل بين أمة ﭐلمسلمين (أي "إجماع" يجعل وُرُود ﭐلمصحف مكتوبا ومُرَتَّبًا بذالكـ ﭐلنحو يكتسي طابعا "قطعيا" مُلزِما لكل مسلم)، بل إن هناكـ من ذهب إلى ﭐلحديث عن وجود أسرار من ﭐلعلم ﭐلْإلَاهي في "ﭐلرسم ﭐلعثماني" تمثل نوعا من أنواع ﭐلغيب ﭐللذي لَا يُحيط به إلَّا ﭐللَّاهُ –عز وجل- أو من أُوتي ﭐلحكمة من عباده [9].</p><p></p><p>من أجل ذالكـ، فإن أي ﭐهتمام بتحسين تلقي ﭐلقرآن في ﭐلعصر ﭐلحالي (وﭐلعصور ﭐللتي تليه) يُواجِه -لَا محالة- إشكال "ﭐلرسم ﭐلعثماني" كما يظهر في ﭐلمصحف ﭐلشريف. ومن ثم، فإن ﭐلسؤال ﭐلمطروح يمكن أن يتحدد على هذا ﭐلنحو: هل كتابة ﭐلمصحف وفق "ﭐلرسم ﭐلعثماني" توقيف من طرف ﭐلرسول -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم- وحيا من ﭐللَّاهِ تعالى أم أنها مجرد "ﭐتفاق" (أو "ﭐصطلاح") حصل بين ﭐلصحابة ﭐللذين جمعوا ﭐلمصحف على عهد عثمان بن عفان، رضي ﭐللَّاهُ عنهم؟ هل هناكـ إجماع من طرف علماء ﭐلْأمة حول وجوب ﭐلِالتزام برسم ﭐلمصحف ﭐلعثماني أم أن ﭐلْأمر يتعلق بمذهب يتفق حوله جمهور ﭐلعلماء؟ وما هو ﭐلْأساس ﭐللذي ﭐعتمده ﭐللذين يقولون بأن "ﭐلرسم ﭐلعثماني" توقيفي؟ هل هو أساس شرعي وعملي يقتضي فقط ﭐلْإيمان وﭐلتسليم أم أنه أساس علمي أو سياسي يقبل ﭐلنقاش وﭐلنقد؟ وبإيجاز، هل رسم ﭐلمصحف وحي إلَاهي-رباني يُؤخذ كما هو من دون أدنى تردد أم أنه عمل بشري-إنساني يمكن ﭐلتصرف فيه بحسب ﭐلحاجة؟ </p><p></p><p>يروي ﭐلْإمام ﭐلبخاري -رحمه ﭐللَّاهُ (194-256هـ)- في صحيحه عن زيد بن ثابت -رضي ﭐللَّاهُ عنه- قال: «أرسل إليَّ أبو بكر، مقتلَ أهل ﭐليمامة، فإذا عمر بن ﭐلخطاب عنده، قال أبو بكر رضي ﭐلله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن ﭐلقتل قد ﭐستحَرَّ يوم ﭐليمامة بقراء ﭐلقرآن، وإني أخشى أن يستحرّ ﭐلقتل بالقراء بالمَواطن، فيذهب كثير من ﭐلقرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع ﭐلقرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول ﭐلله صلى ﭐلله عليه وسلم؟! قال عمر: هذا وﭐلله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح ﭐلله صدري لذلك، ورأيت في ذلك ﭐلذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب ﭐلوحي لرسول ﭐلله صلى الله عليه وسلم، فتتبع ﭐلقرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع ﭐلقرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول ﭐلله صلى ﭐلله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يُراجعني حتى شرح ﭐلله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فتتبعت ﭐلقرآن أجمعه من ﭐلعُسُب وﭐللِّخاف وصدور ﭐلرجال، حتى وجدت آخر سورة ﭐلتوبة مع أبي خزيمة ﭐلأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره ("لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم") حتى خاتمة براءة. فكانت ﭐلصحف عند أبي بكر حتى توفاه ﭐلله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي ﭐلله عنه» [10].</p><p></p><p>فـﭑنظر، على إثر حديث ﭐلبخاري، كيف بدأ جمع "ﭐلقرآن ﭐلكريم" بعد وفاة رسول ﭐللَّاهِ -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم-، وكيف أن ﭐلصديق أبا بكر –رضي ﭐللَّاهُ عنه- تردد في قَبُول ما عرضه عليه عمر بن ﭐلخطاب -رضي ﭐللَّاهُ عنه-، حتى ﭐحتاج إلى أن يُراجعه وقتا طويلًا أو مرات عديدة، علما بأن ﭐلْأمر لم يكن يتعلق بشيء آخر غير جمع "ﭐلقرآن"، وهو كلَام ﭐللَّاهِ، لكي لَا يضيع بذهاب حَمَلته من ﭐلصحابة ﭐلقُرّاء! وﭐنظر كيف أن زيد بن ثابت رضي ﭐللَّاهُ عنه -كاتب ﭐلوحي بين يدي رسول ﭐللَّاهِ- عَجِب من أمر أبي بكر وعمر وهما يُهُمَّان أن يفعلَا ما لم يفعله رسول ﭐللَّاهُ -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم-، بل يدعوانه أن يفعله هو! وﭐنظر كيف ﭐستعظم ﭐلْأمر فوجده أثقل عليه من نقل جبل! وإنما كان هذا كله، لِأن ﭐلْأمر يتعلق بتناول كتاب ﭐللَّاهِ عز وجل، ليس بما يُسيء إليه أو يضره، بل بما يحفظه من ﭐلضياع!</p><p></p><p>ثم إن ﭐلْإمام ﭐلبخاري يروي في صحيحه مباشرة بعد ﭐلحديث ﭐلسالف، أن أنس بن مالكـ قال: «إن حذيفةَ بن ﭐليمان قَدِم على عثمان، وكان يُغازي أهل ﭐلشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل ﭐلعراق، فأفزع حذيفةَ ﭐختلافُهم في ﭐلقراءة، فقال حذيفةُ لعثمان: يا أمير ﭐلمؤمنين، أدرك هذه ﭐلْأمة قبل أن يختلفوا في ﭐلكتاب، ﭐختلَاف ﭐليهود وﭐلنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في ﭐلمصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان. فأمر زيدَ بن ثابت وعبدَ ﭐلله بن ﭐلزبير وسعيدَ بن ﭐلعاص وعبدَ ﭐلرحمن بن ﭐلحارث بن هشام، فنسخوها في ﭐلمصاحف. وقال عثمان للرهط ﭐلقرشيين ﭐلثلاثة: إذا ﭐختلفتم أنتم وزيدُ بن ثابت في شيء من ﭐلقرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا ﭐلصحف في ﭐلمصاحف، رد عثمان ﭐلصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من ﭐلقرآن، في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق» [11].</p><p></p><p>وﭐنظر، من جديد، كيف أن كل ما كان يجده أصحاب رسول ﭐللَّاهِ في جمع ﭐلقرآن وحفظه قد زال في ﭐلجمع ﭐلثاني، وصار مكانَه سعيٌ جادٌّ وعزمٌ ماضٍ يتمثل في ﭐلْأمر وﭐلتنفيذ وﭐلتنظيم. إذ حذيفة يُشير، وعثمان يأمر وينظم، وكل من حفصة وﭐلرهط ﭐلقرشيين ينفذون! وﭐنظر إلى مبدإ ﭐلعمل وﭐلِاتفاق: إذا ﭐختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من ﭐلقرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم (أو كما في ﭐلرواية ﭐلْأخرى: "إذا ﭐختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربيةٍ من عربيةِ ﭐلقرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن ﭐلقرآن أُنزل بلسانهم"[12]). ويروي أبو عمرو ﭐلداني (444هـ)، في كتابه "ﭐلمقنع في رسم مصاحف ﭐلْأمصار"، أن زيد بن ثابت قال: «فجعلنا نختلف في ﭐلشيء، ثم نجمع أمرنا على رأي واحد. فاختلفوا في "ﭐلتابوت"، فقال زيد: "ﭐلتابوه"، وقال ﭐلنفر: "ﭐلتابوت" ؛ قال: فأبيت أن أرجع إليهم وأبوا أن يرجعوا إلي، حتى رفعنا ذلك إلى عثمان، فقال عثمان: اُكتبوه "ﭐلتابوت"، فإنما أنزل ﭐلقرآن على لسان قريش».</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 42287, member: 329"] إن ﭐلمسلمين، على ﭐختلَاف فِرَقِهم وتعدد مذاهبهم، يؤمنون -باستثناء بعض أدعياء "ﭐلعقلَانية" من ﭐلمعاصرين- بأن ﭐلمكتوب بين دفتي ﭐلمصحف كلَام ﭐللَّاهِ ﭐلمنزل على رسوله محمد بن عبد ﭐللَّاهِ -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم-، وبأنه لَا يأتيه ﭐلباطل من بين يديه ولَا من خلفه وبأن ﭐللَّاهَ -عز وجل- تكفل بحفظه من كل تحريف إلى يوم ﭐلدين ("إنا نحن نزلنا ﭐلذكر، وإنا له لحافظون"، ﭐلحِجْر:9). وهذا هو كتاب ﭐللَّاهِ، ﭐللذي هو "ﭐلقرآن" ﭐلمتعبد بتلَاوته وﭐلمعتمد أصلًا في معرفة أحكام ﭐلدين-ﭐلْإسلَام. وهكذا لَا يسع ﭐلمسلم إلَّا أن يؤمن –في حدود ما يُمكنه أن يعلم- بكل ذالكـ دون أدنى ﭐرتياب. إذ من ﭐلمتواتر، بين علماء ﭐلمسلمين، أن "ﭐلقرآن ﭐلكريم" قد جُمع حفظا في قلب رسول ﭐللَّاهِ -صلى ﭐللَّاهِ عليه وسلم-، حيث إن جبريل -عليه ﭐلسلَام- كان يُدارسه ﭐلقرآن من رمضان إلى رمضان وأنه -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم- عرضه عليه مرتين في ﭐلسنة ﭐللتي قُبض فيها[4]، وقد جمعه حفظا كثير من ﭐلصحابة على عهد رسول ﭐللَّاهِ وبعد مماته[5]. ومن ﭐلمتواتر، أيضا، أن "ﭐلقرآن" قد جُمع كتابةً، أولًا، من طرف كُتَّاب ﭐلوحي بأمر وتلقين من رسول ﭐللَّاهِ، صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم [6]؛ ثم، ثانيًا، في عهد ﭐلخليفة ﭐلراشد أبي بكر ﭐلصديق، رضي ﭐللَّاهُ عنه [7]؛ ثم ، أخيرًا، في عهد ﭐلخليفة ﭐلراشد عثمان بن عفان، رضي ﭐللَّاهِ عنه [8]. ولذالكـ، فإنه من ﭐلمتواتر، بين علماء ﭐلمسلمين، أن ﭐلنص ﭐلمجموع بين دفتي ﭐلمصحف توقيفي ونهائي، في تأليف ألفاظه وترتيب آياته وسوره وفي وجوه قراءته، بحيث ليس لِأحد من ﭐلبشر، أيا يكن، أن يدعي صوابا في تغيير أي شيء من هذا كله. وإنه لَأمرٌ فعلي وإيماني، عند ﭐلمسلم، مُسَلَّمٌ وَمُؤَكَّدٌ غايةَ ما يكون ﭐلتسليم وﭐلتأكيد. ولذا، فإن كل تشكيكـ في ذالكـ أو تجويز لغيره إنما يكون نتيجة لما يُلِمّ بِـﭑلمرتاب وﭐلجاحد من صُنُوف ﭐلِاعتقادات ﭐلفاسدة وﭐلْأهواء ﭐلمُضلة، ﭐللتي لَا تضر كتاب ﭐللَّاهِ في شيء بقدر ما تضر نفوس أصحابها عاجلًا وآجلًا. وﭐللَّاهُ غالبٌ على أمره ولو كره ﭐلمشركون. ومن حيث إن "ﭐلقرآن ﭐلكريم" تم تدوينه، نهائيا، في عهد ﭐلخليفة ﭐلراشد عثمان بن عفان وَفق ﭐلرسم ﭐللذي عُرِف منذئذ باسمه (ﭐلرسم ﭐلعثماني)، فإن معظم ﭐلمسلمين يعتقدون أن رسم ﭐلقرآن -بالشكل ﭐللذي تم في عهد عثمان وتواتر نقله إلى ﭐلْآن- يُعَدُّ هو أيضا مقدسا لَا يجوز تغيير أي شيء فيه. إنه، في ظنهم، توقيفي مثلما هو ﭐلْأمر بالنسبة لتأليف ألفاظ ﭐلقرآن وترتيب آياته وسوره ووجوه قراءته. وعلى هذا، فإن "ﭐلرسم ﭐلعثماني" يُنظر إليه، من طرف ﭐلسواد ﭐلْأعظم من ﭐلمسلمين، بأنه أكمل رسم ممكن في ﭐلخط ﭐلعربي، وبأنه يزداد شرفا وقُدسية لكونه حُفظ بتواتر ﭐلنص ﭐلقرآني. وهكذا نجد أن بعض ﭐلناس -حتى بين ﭐلعلماء- لَا يكتفون بالحديث عن وجود "إجماع" حصل بين أمة ﭐلمسلمين (أي "إجماع" يجعل وُرُود ﭐلمصحف مكتوبا ومُرَتَّبًا بذالكـ ﭐلنحو يكتسي طابعا "قطعيا" مُلزِما لكل مسلم)، بل إن هناكـ من ذهب إلى ﭐلحديث عن وجود أسرار من ﭐلعلم ﭐلْإلَاهي في "ﭐلرسم ﭐلعثماني" تمثل نوعا من أنواع ﭐلغيب ﭐللذي لَا يُحيط به إلَّا ﭐللَّاهُ –عز وجل- أو من أُوتي ﭐلحكمة من عباده [9]. من أجل ذالكـ، فإن أي ﭐهتمام بتحسين تلقي ﭐلقرآن في ﭐلعصر ﭐلحالي (وﭐلعصور ﭐللتي تليه) يُواجِه -لَا محالة- إشكال "ﭐلرسم ﭐلعثماني" كما يظهر في ﭐلمصحف ﭐلشريف. ومن ثم، فإن ﭐلسؤال ﭐلمطروح يمكن أن يتحدد على هذا ﭐلنحو: هل كتابة ﭐلمصحف وفق "ﭐلرسم ﭐلعثماني" توقيف من طرف ﭐلرسول -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم- وحيا من ﭐللَّاهِ تعالى أم أنها مجرد "ﭐتفاق" (أو "ﭐصطلاح") حصل بين ﭐلصحابة ﭐللذين جمعوا ﭐلمصحف على عهد عثمان بن عفان، رضي ﭐللَّاهُ عنهم؟ هل هناكـ إجماع من طرف علماء ﭐلْأمة حول وجوب ﭐلِالتزام برسم ﭐلمصحف ﭐلعثماني أم أن ﭐلْأمر يتعلق بمذهب يتفق حوله جمهور ﭐلعلماء؟ وما هو ﭐلْأساس ﭐللذي ﭐعتمده ﭐللذين يقولون بأن "ﭐلرسم ﭐلعثماني" توقيفي؟ هل هو أساس شرعي وعملي يقتضي فقط ﭐلْإيمان وﭐلتسليم أم أنه أساس علمي أو سياسي يقبل ﭐلنقاش وﭐلنقد؟ وبإيجاز، هل رسم ﭐلمصحف وحي إلَاهي-رباني يُؤخذ كما هو من دون أدنى تردد أم أنه عمل بشري-إنساني يمكن ﭐلتصرف فيه بحسب ﭐلحاجة؟ يروي ﭐلْإمام ﭐلبخاري -رحمه ﭐللَّاهُ (194-256هـ)- في صحيحه عن زيد بن ثابت -رضي ﭐللَّاهُ عنه- قال: «أرسل إليَّ أبو بكر، مقتلَ أهل ﭐليمامة، فإذا عمر بن ﭐلخطاب عنده، قال أبو بكر رضي ﭐلله عنه: إن عمر أتاني فقال: إن ﭐلقتل قد ﭐستحَرَّ يوم ﭐليمامة بقراء ﭐلقرآن، وإني أخشى أن يستحرّ ﭐلقتل بالقراء بالمَواطن، فيذهب كثير من ﭐلقرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع ﭐلقرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول ﭐلله صلى ﭐلله عليه وسلم؟! قال عمر: هذا وﭐلله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح ﭐلله صدري لذلك، ورأيت في ذلك ﭐلذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب ﭐلوحي لرسول ﭐلله صلى الله عليه وسلم، فتتبع ﭐلقرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع ﭐلقرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول ﭐلله صلى ﭐلله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يُراجعني حتى شرح ﭐلله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. فتتبعت ﭐلقرآن أجمعه من ﭐلعُسُب وﭐللِّخاف وصدور ﭐلرجال، حتى وجدت آخر سورة ﭐلتوبة مع أبي خزيمة ﭐلأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره ("لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم") حتى خاتمة براءة. فكانت ﭐلصحف عند أبي بكر حتى توفاه ﭐلله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي ﭐلله عنه» [10]. فـﭑنظر، على إثر حديث ﭐلبخاري، كيف بدأ جمع "ﭐلقرآن ﭐلكريم" بعد وفاة رسول ﭐللَّاهِ -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم-، وكيف أن ﭐلصديق أبا بكر –رضي ﭐللَّاهُ عنه- تردد في قَبُول ما عرضه عليه عمر بن ﭐلخطاب -رضي ﭐللَّاهُ عنه-، حتى ﭐحتاج إلى أن يُراجعه وقتا طويلًا أو مرات عديدة، علما بأن ﭐلْأمر لم يكن يتعلق بشيء آخر غير جمع "ﭐلقرآن"، وهو كلَام ﭐللَّاهِ، لكي لَا يضيع بذهاب حَمَلته من ﭐلصحابة ﭐلقُرّاء! وﭐنظر كيف أن زيد بن ثابت رضي ﭐللَّاهُ عنه -كاتب ﭐلوحي بين يدي رسول ﭐللَّاهِ- عَجِب من أمر أبي بكر وعمر وهما يُهُمَّان أن يفعلَا ما لم يفعله رسول ﭐللَّاهُ -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم-، بل يدعوانه أن يفعله هو! وﭐنظر كيف ﭐستعظم ﭐلْأمر فوجده أثقل عليه من نقل جبل! وإنما كان هذا كله، لِأن ﭐلْأمر يتعلق بتناول كتاب ﭐللَّاهِ عز وجل، ليس بما يُسيء إليه أو يضره، بل بما يحفظه من ﭐلضياع! ثم إن ﭐلْإمام ﭐلبخاري يروي في صحيحه مباشرة بعد ﭐلحديث ﭐلسالف، أن أنس بن مالكـ قال: «إن حذيفةَ بن ﭐليمان قَدِم على عثمان، وكان يُغازي أهل ﭐلشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل ﭐلعراق، فأفزع حذيفةَ ﭐختلافُهم في ﭐلقراءة، فقال حذيفةُ لعثمان: يا أمير ﭐلمؤمنين، أدرك هذه ﭐلْأمة قبل أن يختلفوا في ﭐلكتاب، ﭐختلَاف ﭐليهود وﭐلنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في ﭐلمصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان. فأمر زيدَ بن ثابت وعبدَ ﭐلله بن ﭐلزبير وسعيدَ بن ﭐلعاص وعبدَ ﭐلرحمن بن ﭐلحارث بن هشام، فنسخوها في ﭐلمصاحف. وقال عثمان للرهط ﭐلقرشيين ﭐلثلاثة: إذا ﭐختلفتم أنتم وزيدُ بن ثابت في شيء من ﭐلقرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا ﭐلصحف في ﭐلمصاحف، رد عثمان ﭐلصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من ﭐلقرآن، في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرَق» [11]. وﭐنظر، من جديد، كيف أن كل ما كان يجده أصحاب رسول ﭐللَّاهِ في جمع ﭐلقرآن وحفظه قد زال في ﭐلجمع ﭐلثاني، وصار مكانَه سعيٌ جادٌّ وعزمٌ ماضٍ يتمثل في ﭐلْأمر وﭐلتنفيذ وﭐلتنظيم. إذ حذيفة يُشير، وعثمان يأمر وينظم، وكل من حفصة وﭐلرهط ﭐلقرشيين ينفذون! وﭐنظر إلى مبدإ ﭐلعمل وﭐلِاتفاق: إذا ﭐختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من ﭐلقرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم (أو كما في ﭐلرواية ﭐلْأخرى: "إذا ﭐختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربيةٍ من عربيةِ ﭐلقرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن ﭐلقرآن أُنزل بلسانهم"[12]). ويروي أبو عمرو ﭐلداني (444هـ)، في كتابه "ﭐلمقنع في رسم مصاحف ﭐلْأمصار"، أن زيد بن ثابت قال: «فجعلنا نختلف في ﭐلشيء، ثم نجمع أمرنا على رأي واحد. فاختلفوا في "ﭐلتابوت"، فقال زيد: "ﭐلتابوه"، وقال ﭐلنفر: "ﭐلتابوت" ؛ قال: فأبيت أن أرجع إليهم وأبوا أن يرجعوا إلي، حتى رفعنا ذلك إلى عثمان، فقال عثمان: اُكتبوه "ﭐلتابوت"، فإنما أنزل ﭐلقرآن على لسان قريش». [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة علم رسم القرآن الكريم والفواصل
(حداثة القرآن : إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور