الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة علم رسم القرآن الكريم والفواصل
(حداثة القرآن : إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 42291" data-attributes="member: 329"><p>وبعد ذالكـ، يقول ﭐلزرقاني: «يقولون إن كثيرا من ﭐلمتعلمين لَا يحفظون ﭐلقرآن ولَا يُحسنون قراءته في ﭐلمصحف لعدم معرفتهم ﭐلرسم ﭐلعثماني. فلماذا نتقيد بهذا ﭐلرسم ولَا نكتب ﭐلمصاحف ﭐليوم باصطلَاح ﭐلكتابة ﭐلمعروف، تسهيلًا على ﭐلناشئة وتيسيرا على ﭐلناس؟ وﭐلجواب: أولًا، أن للعلماء آراء في ذلك بالجواز، بل قال بعضهم -وهو ﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام- بوجوب كتابة ﭐلمصحف للعامة باصطلاح كتابتهم ﭐلحديث خشية ﭐلِالتباس، كما يجب كتابته بالرسم ﭐلعثماني محافظة على هذا ﭐلتراث ﭐلعزيز[31]. [...] ؛ ثانيا، أن في ﭐلرسم ﭐلعثماني مزايا وفوائد، ذكرناها سابقا[32]؛ ثالثا، أن مذهب ﭐلجمهور قائم على أدلة متوافرة على وجوب ﭐلتزام هذا ﭐلرسم عندهم[33]. [...]. رابعا، أن مصطلح ﭐلخط وﭐلكتابة في عصرنا عُرْضَة للتغيير وﭐلتبديل. ومن ﭐلمبالغة في قداسة ﭐلقرآن حمايته من ﭐلتغيير وﭐلتبديل في رسمه[34]. خامسا، أن إخضاع ﭐلمصحف لمصطلحات ﭐلخط ﭐلحديثة ربما يَجُرُّ إلى فتنة أشبه بالفتنة ﭐلتي حدثت أيام عثمان وحملته على أن يجمع ﭐلقرآن. فربما يقول بعض ﭐلناس لبعض أو بعض ﭐلشعوب لبعض عند ﭐختلَاف قواعدهم في رسم ﭐلمصحف: رسمي خيرٌ من رسمك أو مُصحفي خير من مصحفك، أو رسمي صواب ورسمك خطأ. وقد يجر ذلك إلى أن يُؤَثِّم بعضهم بعضا أو يقاتل بعضهم بعضا. ومن ﭐلمقرر أن درء ﭐلمفاسد مُقَدَّمٌ على جلب ﭐلمصالح[35]. سادسا، أن ﭐلرسم ﭐلعثماني أشبه بالرسم ﭐلعام ﭐلذي يجمع ﭐلْأمة على كتابة كتاب رَبِّها في سائر ﭐلْأعصار وﭐلْأمصار كاللغة ﭐلعربية، فإنها ﭐللسان ﭐلعام ﭐلذي يجمع ﭐلْأمة على قراءة كتاب رَبِّها في سائر ﭐلْأعصار وﭐلْأمصار[36]. وما يكون لنا أن نُفَرِّط في أمر هذا شأنه يجمع ﭐلشتات ويَنْظِم ﭐلْأمة في سلك واحد لَا فرق بين ماض وحاضر وآت[37]. سابعا، أنه يمكن تسهيل ﭐلقراءة على ﭐلناس بإذاعة ﭐلقرآن كثيرا إذاعةً مضبوطةً دقيقة وبإذاعة من ﭐلتجويد في ﭐلمدارس وفي أوساط ﭐلمتعلمين[38]. وأخيرًا، يمكن -كما قالت مجلة ﭐلْأزهر- أن نُنَبِّه في ذيل كل صفحة من صفحات ﭐلمصحف على ما يكون فيها من ﭐلكلمات ﭐلمخالفة للرسم ﭐلمعروف وﭐلِاصطلَاح ﭐلمألوف، لَا سيما أن رسم ﭐلمصاحف ﭐلعثمانية لَا يُخالف قواعدنا في ﭐلخط وﭐلْإملَاء إلَّا قليلًا وفي كلمات معدودة، أضف إلى ذلك أن ﭐلفرق بين ﭐلرسمَيْن لَا يُوقِع ﭐلقارىء ﭐليَقِظ في لَبْس عند تأمله وإمعانه غالبا[39]. ولقد مرت على ﭐلْأمة أجيال وقرون، وما شعرت بِغَضاضةٍ في ﭐلتزامها ﭐلرسم ﭐلعثماني. على أن ﭐلمُعَوَّل عليه أولًا وقبل كل شيء هو ﭐلتلقي من صدور ﭐلرجال. وبالتلقي يذهب ﭐلغموض من ﭐلرسم كائنا ما كان[40]. وليس بعد ﭐلْعِيَان بيانٌ»[41].</p><p></p><p>وفي أعقاب ذالك كله، يأتي صبحي ﭐلصالح -رحمه ﭐللَّاهُ- فيقول: «وﭐحترام ﭐلرسم ﭐلعثماني وﭐستحسان ﭐلتزامه يختلف ﭐختلَافًا جوهريا عن ﭐلقول بالتوقيف فيه. فقد تضافرت آراء ﭐلعلماء على ضرورة ﭐلتزام هذا ﭐلرسم حتى قال ﭐلْإمام أحمد بن حنبل "تَحْرُم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ألف أو ياء أو غير ذلك"، وسُئِل ﭐلْإمام مالك: أرأيت من ﭐستكتب مُصحفا، أترى أن يكتب على ما ﭐستحدثه ﭐلناس من ﭐلهجاء ﭐليوم؟ فقال:"لَا أرى ذلك، ولكن يكتب على ﭐلكِتْبة ﭐلْأولى". ورُوِي في فقه ﭐلشافعية وﭐلحنفية أقوال من هذا ﭐلقبيل. ولكن أحدًا من هؤلَاء ﭐلْأئمة لم يَقُل: إن هذا ﭐلرسم توقيفي، ولَا سِرٌّ أزلي، وإنما رأوا في ﭐلتزامه ضربا من ﭐتحاد ﭐلكلمة وﭐعتصام ﭐلْأمة بشعار واحد، وﭐصطلَاح واحد،...»[42]. ويُضيف صبحي ﭐلصالح: «على أن من ﭐلعلماء من لم يكتف بإباحة مخالفة ﭐلرسم ﭐلعثماني، بل صَرَّح فوق ذلك بأنه ﭐصطلَاحي، ولَا يُعقل أن يكون توقيفيا.». ويَذكُر –رحمه ﭐللَّاه- على رأس هؤلَاء ﭐلعلماء ﭐلباقلَاني، فيُعَقِّب على نصه ﭐلسالف بقوله: «وإن رأي ﭐلقاضي أبي بكر هذا لجدير بأن يُؤخَذ به، وحُجته ظاهرة ونظره بعيد. فهو لم يَخلط بين عاطفة ﭐلْإجلَال للسلف وبين ﭐلتماس ﭐلبرهان على قضية دينية تتعلق برسم كتاب ﭐلله. أما ﭐلذين ذهبوا إلى أن ﭐلرسم ﭐلقرآني توقيفي أزلي، فقد ﭐحتكموا في ذلك إلى عواطفهم، وﭐستسلموا ﭐستسلَاما شِعْريًّا صُوفيًّا إلى مَذَاويقهم ومَوَاجيدهم، وﭐلْأذواق نسبية، لَا دخل لها في ﭐلدين، ولَا يُستنبط منها حقيقة شرعية.». وينتهي صبحي ﭐلصالح إلى ﭐلقول: «وإنَّا لنذهب في رسم ﭐلقرآن مذهبًا أبعد من هذا، فلَا نرى جواز مخالفته لمجرد ﭐلحجج ﭐلتي أوردها ﭐلباقلَاني، بل نأخذ برأي ﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام ﭐلذي يقول "لَا تجوز كتابة ﭐلمصحف ﭐلْآن على ﭐلرسوم ﭐلْأولى باصطلَاح ﭐلْأئمة، (...) لِئَلَّا يُؤدي إلى دُرُوس ﭐلعلم. وشيءٌ أحكمته ﭐلقدماء لَا يُترك مُراعاةً لجهل ﭐلجاهلين. ولن تخلو ﭐلْأرض من قائم لله بالحجة»[43]. وعلى ﭐلرغم من أن ﭐلمرحوم صُبحي ﭐلصالح يُؤكد أن « ﭐلعامة لَا يستطيعون أن يقرؤوا ﭐلقرآن في رسمه ﭐلقديم، فيحسن، بل يجب أن يُكتَب لهم بالِاصطلَاحات ﭐلشائعة في عصرهم»، فإنه يعود ليقول -وكأنه يستدركـ حتى لَا يفوته شيء مما يحرص عليه عادةً مُقَدِّسو ﭐلرسم ﭐلعثماني!-:« ولكن هذا لَا يعني إلغاء ﭐلرسم ﭐلعثماني ﭐلقديم، لِأَنَّ في إلغائه تشويهًا لرمز ديني عظيم ﭐجتمعت عليه ﭐلكلمة، وﭐعتصمت به ﭐلْأمة من ﭐلشِّقَاق، ففي ﭐلْأُمة دائما علماء يُلَاحظون هذه ﭐلفُروق ﭐلضئيلة في ﭐلرسم ﭐلعُثماني. ومن ﭐلممكن -مع ذلك- كما ﭐقترحت مجلة ﭐلْأزهر أن يُنَبَّه في ذيل كل صفحة من صفحات ﭐلمصحف على ما عسى أن يكون فيها من ﭐلْألفاظ ﭐلمخالفة لِلِاصطلَاح ﭐلحديث في ﭐلخط وﭐلْإملَاء.»[44].</p><p></p><p>أما موسى شاهين لاشين، فيذهب في ﭐللَّآلِئ ﭐلحِسَان في علوم ﭐلقرآن -بعد أن ﭐستعرض أدلةَ ﭐلقائلين بتوقيفية رسم ﭐلقرآن فردَّ عليها- إلى أن «ﭐلظاهر أن هذا ﭐلرسم ﭐلمخالف لقواعد ﭐلْإملَاء إنما كان من فعل ﭐلكُتَّاب وتَوَارُدهم على ﭐلكتابة. فمن ﭐلمعلوم أن ﭐللجنة ﭐلتي تكونت لنسخ ﭐلمصاحف في عهد عثمان رضي ﭐلله عنه، كانت تضم ﭐثني عشر كاتبا، يُملي بعضهم، ويكتب بعضهم. وقد نسخوا خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية مصاحف. فتوارُدُهم على كتابة ﭐلمصحف ﭐلواحد، جعل بعضهم يكتب هاء ﭐلتأنيث مثلًا تاء مربوطة وبعضهم يكتبها في كلمة أخرى من سورة أخرى مفتوحة، وهكذا. وليس ذلك على سبيل ﭐلخطإ، بل على أساس أن قواعدهم آنذاك كانت تُبيح ﭐلْأمرين على ﭐلسواء، لِأن ﭐلمصاحف عُرِضت بعد ﭐلكتابة، ورُوجِعت مراجعةً دقيقةً، فلو كانت هذه ﭐلمخالفات خطأً عندهم لَأَصلحوها. أما ﭐليوم -وقد أصبحت خطأً إملَائيا يُوقِع في ﭐللَّبْس، ويدفع بالمبتدئ وغير ﭐلماهر إلى ﭐلتحريف-، فإنه يجب رسمه بالرسم ﭐلصحيح.أأ ونحن لَا نُنَادي بتغيير رسم ﭐلمصاحف كلها، وﭐلقضاء على ﭐلْأثر ﭐلكريم ﭐلذي وضعه ﭐلسلف ﭐلصالح، وإنما ﭐلذي نحرص عليه، وندعو له، أن يُفتَح ﭐلباب أمام مصاحف تُطبَع على رسم ﭐلْإملَاء ﭐلحديث، لِتَسِيرَ جنبًا لجنب مع ﭐلمصاحف ﭐلتي تُطبع بالرسم ﭐلعثماني، فيكون لتلك قُرَّاؤُها من ﭐلمبتدئين وﭐلمُطالِعين، وتكون هذه لِأهلها من ﭐلْحُفَّاظ وﭐلمَهَرة وﭐلمُتخصِّصِين، وبذا تُيَسَّر قراءة ﭐلقرآن، ونَحفَظ له رسمه ﭐلْأول ﭐلمأثور. وما دام ﭐلمُعَوَّل عليه في ﭐلقرآن، قديما وحديثا، هو ﭐلتلقي، وما دام تغيير ﭐلرسم لَا يُغير في ﭐلنطق بل يُحسِّنُه، فإنه لَا ضير على ﭐلقرآن ولَا على ﭐلْإسلَام من تعديل ﭐلرسم ﭐلمُخالِف. وحيث ﭐنتفت ﭐلمفسدة، وتحققت ﭐلمصلحة وجب ﭐلمصير إليها.»[45].</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 42291, member: 329"] وبعد ذالكـ، يقول ﭐلزرقاني: «يقولون إن كثيرا من ﭐلمتعلمين لَا يحفظون ﭐلقرآن ولَا يُحسنون قراءته في ﭐلمصحف لعدم معرفتهم ﭐلرسم ﭐلعثماني. فلماذا نتقيد بهذا ﭐلرسم ولَا نكتب ﭐلمصاحف ﭐليوم باصطلَاح ﭐلكتابة ﭐلمعروف، تسهيلًا على ﭐلناشئة وتيسيرا على ﭐلناس؟ وﭐلجواب: أولًا، أن للعلماء آراء في ذلك بالجواز، بل قال بعضهم -وهو ﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام- بوجوب كتابة ﭐلمصحف للعامة باصطلاح كتابتهم ﭐلحديث خشية ﭐلِالتباس، كما يجب كتابته بالرسم ﭐلعثماني محافظة على هذا ﭐلتراث ﭐلعزيز[31]. [...] ؛ ثانيا، أن في ﭐلرسم ﭐلعثماني مزايا وفوائد، ذكرناها سابقا[32]؛ ثالثا، أن مذهب ﭐلجمهور قائم على أدلة متوافرة على وجوب ﭐلتزام هذا ﭐلرسم عندهم[33]. [...]. رابعا، أن مصطلح ﭐلخط وﭐلكتابة في عصرنا عُرْضَة للتغيير وﭐلتبديل. ومن ﭐلمبالغة في قداسة ﭐلقرآن حمايته من ﭐلتغيير وﭐلتبديل في رسمه[34]. خامسا، أن إخضاع ﭐلمصحف لمصطلحات ﭐلخط ﭐلحديثة ربما يَجُرُّ إلى فتنة أشبه بالفتنة ﭐلتي حدثت أيام عثمان وحملته على أن يجمع ﭐلقرآن. فربما يقول بعض ﭐلناس لبعض أو بعض ﭐلشعوب لبعض عند ﭐختلَاف قواعدهم في رسم ﭐلمصحف: رسمي خيرٌ من رسمك أو مُصحفي خير من مصحفك، أو رسمي صواب ورسمك خطأ. وقد يجر ذلك إلى أن يُؤَثِّم بعضهم بعضا أو يقاتل بعضهم بعضا. ومن ﭐلمقرر أن درء ﭐلمفاسد مُقَدَّمٌ على جلب ﭐلمصالح[35]. سادسا، أن ﭐلرسم ﭐلعثماني أشبه بالرسم ﭐلعام ﭐلذي يجمع ﭐلْأمة على كتابة كتاب رَبِّها في سائر ﭐلْأعصار وﭐلْأمصار كاللغة ﭐلعربية، فإنها ﭐللسان ﭐلعام ﭐلذي يجمع ﭐلْأمة على قراءة كتاب رَبِّها في سائر ﭐلْأعصار وﭐلْأمصار[36]. وما يكون لنا أن نُفَرِّط في أمر هذا شأنه يجمع ﭐلشتات ويَنْظِم ﭐلْأمة في سلك واحد لَا فرق بين ماض وحاضر وآت[37]. سابعا، أنه يمكن تسهيل ﭐلقراءة على ﭐلناس بإذاعة ﭐلقرآن كثيرا إذاعةً مضبوطةً دقيقة وبإذاعة من ﭐلتجويد في ﭐلمدارس وفي أوساط ﭐلمتعلمين[38]. وأخيرًا، يمكن -كما قالت مجلة ﭐلْأزهر- أن نُنَبِّه في ذيل كل صفحة من صفحات ﭐلمصحف على ما يكون فيها من ﭐلكلمات ﭐلمخالفة للرسم ﭐلمعروف وﭐلِاصطلَاح ﭐلمألوف، لَا سيما أن رسم ﭐلمصاحف ﭐلعثمانية لَا يُخالف قواعدنا في ﭐلخط وﭐلْإملَاء إلَّا قليلًا وفي كلمات معدودة، أضف إلى ذلك أن ﭐلفرق بين ﭐلرسمَيْن لَا يُوقِع ﭐلقارىء ﭐليَقِظ في لَبْس عند تأمله وإمعانه غالبا[39]. ولقد مرت على ﭐلْأمة أجيال وقرون، وما شعرت بِغَضاضةٍ في ﭐلتزامها ﭐلرسم ﭐلعثماني. على أن ﭐلمُعَوَّل عليه أولًا وقبل كل شيء هو ﭐلتلقي من صدور ﭐلرجال. وبالتلقي يذهب ﭐلغموض من ﭐلرسم كائنا ما كان[40]. وليس بعد ﭐلْعِيَان بيانٌ»[41]. وفي أعقاب ذالك كله، يأتي صبحي ﭐلصالح -رحمه ﭐللَّاهُ- فيقول: «وﭐحترام ﭐلرسم ﭐلعثماني وﭐستحسان ﭐلتزامه يختلف ﭐختلَافًا جوهريا عن ﭐلقول بالتوقيف فيه. فقد تضافرت آراء ﭐلعلماء على ضرورة ﭐلتزام هذا ﭐلرسم حتى قال ﭐلْإمام أحمد بن حنبل "تَحْرُم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ألف أو ياء أو غير ذلك"، وسُئِل ﭐلْإمام مالك: أرأيت من ﭐستكتب مُصحفا، أترى أن يكتب على ما ﭐستحدثه ﭐلناس من ﭐلهجاء ﭐليوم؟ فقال:"لَا أرى ذلك، ولكن يكتب على ﭐلكِتْبة ﭐلْأولى". ورُوِي في فقه ﭐلشافعية وﭐلحنفية أقوال من هذا ﭐلقبيل. ولكن أحدًا من هؤلَاء ﭐلْأئمة لم يَقُل: إن هذا ﭐلرسم توقيفي، ولَا سِرٌّ أزلي، وإنما رأوا في ﭐلتزامه ضربا من ﭐتحاد ﭐلكلمة وﭐعتصام ﭐلْأمة بشعار واحد، وﭐصطلَاح واحد،...»[42]. ويُضيف صبحي ﭐلصالح: «على أن من ﭐلعلماء من لم يكتف بإباحة مخالفة ﭐلرسم ﭐلعثماني، بل صَرَّح فوق ذلك بأنه ﭐصطلَاحي، ولَا يُعقل أن يكون توقيفيا.». ويَذكُر –رحمه ﭐللَّاه- على رأس هؤلَاء ﭐلعلماء ﭐلباقلَاني، فيُعَقِّب على نصه ﭐلسالف بقوله: «وإن رأي ﭐلقاضي أبي بكر هذا لجدير بأن يُؤخَذ به، وحُجته ظاهرة ونظره بعيد. فهو لم يَخلط بين عاطفة ﭐلْإجلَال للسلف وبين ﭐلتماس ﭐلبرهان على قضية دينية تتعلق برسم كتاب ﭐلله. أما ﭐلذين ذهبوا إلى أن ﭐلرسم ﭐلقرآني توقيفي أزلي، فقد ﭐحتكموا في ذلك إلى عواطفهم، وﭐستسلموا ﭐستسلَاما شِعْريًّا صُوفيًّا إلى مَذَاويقهم ومَوَاجيدهم، وﭐلْأذواق نسبية، لَا دخل لها في ﭐلدين، ولَا يُستنبط منها حقيقة شرعية.». وينتهي صبحي ﭐلصالح إلى ﭐلقول: «وإنَّا لنذهب في رسم ﭐلقرآن مذهبًا أبعد من هذا، فلَا نرى جواز مخالفته لمجرد ﭐلحجج ﭐلتي أوردها ﭐلباقلَاني، بل نأخذ برأي ﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام ﭐلذي يقول "لَا تجوز كتابة ﭐلمصحف ﭐلْآن على ﭐلرسوم ﭐلْأولى باصطلَاح ﭐلْأئمة، (...) لِئَلَّا يُؤدي إلى دُرُوس ﭐلعلم. وشيءٌ أحكمته ﭐلقدماء لَا يُترك مُراعاةً لجهل ﭐلجاهلين. ولن تخلو ﭐلْأرض من قائم لله بالحجة»[43]. وعلى ﭐلرغم من أن ﭐلمرحوم صُبحي ﭐلصالح يُؤكد أن « ﭐلعامة لَا يستطيعون أن يقرؤوا ﭐلقرآن في رسمه ﭐلقديم، فيحسن، بل يجب أن يُكتَب لهم بالِاصطلَاحات ﭐلشائعة في عصرهم»، فإنه يعود ليقول -وكأنه يستدركـ حتى لَا يفوته شيء مما يحرص عليه عادةً مُقَدِّسو ﭐلرسم ﭐلعثماني!-:« ولكن هذا لَا يعني إلغاء ﭐلرسم ﭐلعثماني ﭐلقديم، لِأَنَّ في إلغائه تشويهًا لرمز ديني عظيم ﭐجتمعت عليه ﭐلكلمة، وﭐعتصمت به ﭐلْأمة من ﭐلشِّقَاق، ففي ﭐلْأُمة دائما علماء يُلَاحظون هذه ﭐلفُروق ﭐلضئيلة في ﭐلرسم ﭐلعُثماني. ومن ﭐلممكن -مع ذلك- كما ﭐقترحت مجلة ﭐلْأزهر أن يُنَبَّه في ذيل كل صفحة من صفحات ﭐلمصحف على ما عسى أن يكون فيها من ﭐلْألفاظ ﭐلمخالفة لِلِاصطلَاح ﭐلحديث في ﭐلخط وﭐلْإملَاء.»[44]. أما موسى شاهين لاشين، فيذهب في ﭐللَّآلِئ ﭐلحِسَان في علوم ﭐلقرآن -بعد أن ﭐستعرض أدلةَ ﭐلقائلين بتوقيفية رسم ﭐلقرآن فردَّ عليها- إلى أن «ﭐلظاهر أن هذا ﭐلرسم ﭐلمخالف لقواعد ﭐلْإملَاء إنما كان من فعل ﭐلكُتَّاب وتَوَارُدهم على ﭐلكتابة. فمن ﭐلمعلوم أن ﭐللجنة ﭐلتي تكونت لنسخ ﭐلمصاحف في عهد عثمان رضي ﭐلله عنه، كانت تضم ﭐثني عشر كاتبا، يُملي بعضهم، ويكتب بعضهم. وقد نسخوا خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية مصاحف. فتوارُدُهم على كتابة ﭐلمصحف ﭐلواحد، جعل بعضهم يكتب هاء ﭐلتأنيث مثلًا تاء مربوطة وبعضهم يكتبها في كلمة أخرى من سورة أخرى مفتوحة، وهكذا. وليس ذلك على سبيل ﭐلخطإ، بل على أساس أن قواعدهم آنذاك كانت تُبيح ﭐلْأمرين على ﭐلسواء، لِأن ﭐلمصاحف عُرِضت بعد ﭐلكتابة، ورُوجِعت مراجعةً دقيقةً، فلو كانت هذه ﭐلمخالفات خطأً عندهم لَأَصلحوها. أما ﭐليوم -وقد أصبحت خطأً إملَائيا يُوقِع في ﭐللَّبْس، ويدفع بالمبتدئ وغير ﭐلماهر إلى ﭐلتحريف-، فإنه يجب رسمه بالرسم ﭐلصحيح.أأ ونحن لَا نُنَادي بتغيير رسم ﭐلمصاحف كلها، وﭐلقضاء على ﭐلْأثر ﭐلكريم ﭐلذي وضعه ﭐلسلف ﭐلصالح، وإنما ﭐلذي نحرص عليه، وندعو له، أن يُفتَح ﭐلباب أمام مصاحف تُطبَع على رسم ﭐلْإملَاء ﭐلحديث، لِتَسِيرَ جنبًا لجنب مع ﭐلمصاحف ﭐلتي تُطبع بالرسم ﭐلعثماني، فيكون لتلك قُرَّاؤُها من ﭐلمبتدئين وﭐلمُطالِعين، وتكون هذه لِأهلها من ﭐلْحُفَّاظ وﭐلمَهَرة وﭐلمُتخصِّصِين، وبذا تُيَسَّر قراءة ﭐلقرآن، ونَحفَظ له رسمه ﭐلْأول ﭐلمأثور. وما دام ﭐلمُعَوَّل عليه في ﭐلقرآن، قديما وحديثا، هو ﭐلتلقي، وما دام تغيير ﭐلرسم لَا يُغير في ﭐلنطق بل يُحسِّنُه، فإنه لَا ضير على ﭐلقرآن ولَا على ﭐلْإسلَام من تعديل ﭐلرسم ﭐلمُخالِف. وحيث ﭐنتفت ﭐلمفسدة، وتحققت ﭐلمصلحة وجب ﭐلمصير إليها.»[45]. [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة علم رسم القرآن الكريم والفواصل
(حداثة القرآن : إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور