الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة علم رسم القرآن الكريم والفواصل
(حداثة القرآن : إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 42292" data-attributes="member: 329"><p>وهكذا ترى أنه يصعب -رغم تأكيد بعض كبار ﭐلعلماء أن "ﭐلرسم ﭐلعثماني" ليس توقيفيا ولَا مقدسا، وإنما هو ﭐتفاقي وﭐصطلَاحي- على كثيرين من ﭐلمسلمين، بمن فيهم ﭐلعلماء، ﭐلِانتهاء -من ثَمَّ- إلى تأكيد أن ذالكـ ﭐلرسم ليس سوى إرث أو تقليد يُمكن (ويجب) تركه إذا ظهر ما هو أحسن وأيسر منه، بل إذا دَعَتِ ﭐلحاجةُ إلى ﭐطِّراحه تماما كما هو ﭐلواقع ﭐلْآن.</p><p></p><p>لذالكـ، يَحِقٌّ لنا، بِناءً على كل ما سبق، أن نَخْلُص إلى إثبات جازم بأن رَسْمَ ﭐلْمُصْحَفِ يَقْبَلُ مبدئيا وشرعيا كُلَّ ﭐلتَّحْسِينَاتِ ﭐللَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَ ﭐلْقُرْآنَ أَسْهَلَ فِي ﭐلتِّلَاوَةِ عَلَى ﭐلْعِبَادِ. غير أن معظم ﭐلمتخصصين في علم ﭐلقراآت ورسم ﭐلمصحف لَا يكادون يرون مَحِيدًا عنِ "ﭐلرسم ﭐلعثماني"، حتى في أبرزِ ﭐلثغرات ﭐللتي شابته لِضُعف صناعة ﭐلكتابة في عهد تدوينِ ﭐلمصحف.</p><p></p><p>وَلَعَلَّ مِنَ ﭐلْمُفِيدِ، هُنَا، ﭐلتَّذْكِيرُ بِأَنَّ ﭐلْخَطَّ ﭐلْعَرَبِيَّ مَا فَتِئَ يَتَطَوَّرُ عَبْرَ ﭐلزَّمَنِ وَأَنَّهُ مَرَّ، عَلَى ﭐلْأَرْجَحِ، بِثَلَاثِ حَلَقَاتٍ حَدَّدَتْ تَسَلْسُلَهُ مِنَ ﭐلْخَطِّ ﭐلْمِصْرِيِّ بِأَنْوَاعِهِ ﭐلْمُخْتَلِفَةِ إِلَى ﭐلْخَطِّ "ﭐلْفِنِيقِيِّ"، ثُمَّ إِلَى ﭐلْخَطِّ ﭐلْمُسْنَدِ. وَأَنَّ هَذَا ﭐلْأَخِيرَ أَنْوَاعٌ، أَهَمُّهَا أَرْبَعَةٌ: ﭐلصَّفَوِيُّ وَﭐلثَّمُودِيُّ وَﭐللِّحْيَانِيُّ وَﭐلسَّبَئِيُّ. وَمِنَ ﭐلْمُسْنَدِ ﭐلصَّفَوِيِّ تَفَرَّعَ ﭐلْخَطُّ ﭐلْكِنْدِيُّ وَﭐلنَّبَطِيُّ، وَمِنَ ﭐلنَّبَطِيِّ تَحَدَّرَ ﭐلْحِيرِيُّ وَﭐلْأَنْبَارِيُّ، وَمِنْهُ كَانَ ﭐلْخَطُّ ﭐلْحِجَازِيُّ ﭐللَّذِي هُوَ ﭐلنَّسْخِيُّ ﭐلْعَرَبِيُّ، ﭐللَّذِي يُعَدُّ ﭐلْكُوفِيُّ تَنْظِيمًا فَنِّيًّا فِيهِ[46].</p><p></p><p>يَبْدُو من المؤكد، إِذًا، أَنَّ ﭐلْخَطَّ ﭐلْعَرَبِيَّ قَدْ خَضَعَ لِلتَّطَوُّرِ وَأَنَّهُ لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ، بِـﭑلتَّالِي، مِنَ ﭐلْخُضُوعِ لِلتَّطْوِيرِ. وَيُضَافُ إِلَى هَذَا أَنَّ "ﭐلرَّسْمَ ﭐلْعُثْمَانِيَّ" نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ مُنَقَّطَ ﭐلْحُرُوفِ وَلَا مَشْكُولًا، بَلْ إِنَّ عَلَامَاتِ ﭐلْوَقْفِ ذَاتَهَا وَﭐصْطِلَاحَاتِ ﭐلضَّبْطِ ﭐللَّتِي وَضَعَهَا ﭐلْقُرَّاءُ كُلَّهَا أُضِيفَتْ، فِيمَا بَعْدُ، إِلَيْهِ لِتَكْمِيلِهِ وَتَحْسِينِهِ حَتَّى تَسْهُلَ تِلَاوَةُ ﭐلْقُرْآنِ. وَلَوْ لَمْ يَصِحَّ إِلَّا هَذَا، لَكَانَ سببا كافِيا إِلَى ﭐلطَّمَعِ فِي تَطْوِيرِ وَتَجْوِيدِ ﭐلْخَطِّ ﭐلْعَرَبِيِّ، ﭐللَّذِي يُمَثِّلُ أَصل "ﭐلرسم ﭐلعثماني" كما هو في ﭐلقرآن ﭐلكريم.</p><p></p><p>ولقد أصبحت ﭐلْكِتَابَةُ ﭐلعربية ﭐلْآن -إلى حدٍّ ما- كتابةً مِعْيَارِيَّةً، حيث إنها تُوجِبُ إِظْهَارَ ﭐلْهَمْزَةِ فِي "بسم" حَتَّى تَكُونَ "بِاسْمِ" (لَا "بَسَمَ") وَﭐلْأَلِفِ فِي "ﭐللَّـهِ" حَتَّى تَكُونَ "ﭐللَّاهُ" (وأصلها ﭐلِاشتقاقي، بعيدا عن كل ﭐلتوهمات، ليس سوى لفظ "ﭐلْـ[إِ]ـلَاهُ") وفِي "ﭐلرَّحْمَنِ" لِكَيْ يُعْلَمَ أَنَّهَا صفة مبالغة عَلَى وَزْنِ "فَعْلَانَ"، وَأَنَّ "ﭐلْمائة" يَجِبُ أَنْ تُحْذَفَ أَلِفُ ﭐلْمَدِّ مِنْهَا لِتَكُونَ "مِئَةٌ" (وَفْقَ ﭐلْقَرَارِ ﭐلْمَجْمَعِيِّ)، وَأَنَّ "ءَامَنُوا" وَ"ﭐلْأَخِرَةَ" بالْمَدِّ "آمَنُوا" وَ"ﭐلْآخِرَة"، وَأَنَّ "ﭐلْحَيَاةَ" وَ"ﭐلصَّلَاةَ" يَجِبُ أَنْ تُكْتَبَا هَكَذَا حَتَّى لَا تُقرآ "حَيَوَاتٍ" أَوْ "صَلَوَاتٍ".</p><p></p><p>وليس يخفى أن أي مطالبة بتغيير "ﭐلرسم ﭐلعثماني" في ﭐلقرآن ﭐلكريم لن تلقى -بين علماء ﭐلمسلمين بالحال ﭐللذي هم عليه ﭐلْآن- سوى ﭐلمعارضة ﭐلشديدة، بل إن منهم من لن يتردد طَرْفَةَ عَيْنٍ في تكفير صاحبها أيا يكن. وإِنه لَمِنْ سوء حَظِّ ﭐلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونَ كِتَابُهُمْ ﭐلْمُقَدَّسُ حكرا بَيْنَ أَيْدِي فِئَةٍ مَا فَتِىءَ أَصْحَابُهَا يَتَفَنَّنُونَ فِي جَعْلِهِ كِتَابًا مَكْنُونًا لَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَتَهُ إِلَّا حَمَلَةُ ﭐلْأَسْفَارِ مِنَ ﭐللَّذِينَ أَتْلَفُوا أَعْمَارَهُمْ فِي لُزُومِ مَا لَا يَلْزَمُ. وَيَا حَسْرَةً عَلَى لِسَانٍ يُحْرَمُ أَهلُه من مُلَابسة بيانِ أعظم نص كُتب فِيه، وَرَغِمَتْ أُنوفُ ﭐلجاحدين إلى يوم ﭐلدين!</p><p></p><p>وبعيدًا عن صنيع ﭐللذين لَا يُحسنون شيئا سوى سوء ﭐلفهم وإساءة ﭐلظن بالناس، ما ﭐللذي يُمكننا فعلُه، مما لَا يمس ﭐلْأمور ﭐلتوقيفية، وإِنَّما يَأتِي بمزيدٍ من ﭐلتحسين وﭐلتجويدِ في نص ﭐلمصحف ﭐلشريف؟</p><p></p><p>إنما هي ثَلَاثةُ أمور:</p><p></p><p>1- كتابة ﭐلحروف بشكل معياري و، من ثم، إعادة كتابة إملَاء بعض ﭐلْألفاظ ؛</p><p></p><p>2- كتابة ﭐلْآيات بترتيب تنازُلِي (لِأن ﭐلقرآن كَلَامٌ منزل) وليس بترتيب خطي كما هو شائع ؛</p><p></p><p>3- توقيفُ ﭐلنص بوضع عَلَامات ﭐلوقف ﭐلمتعارفة (ﭐلنقطة، ﭐلفاصلة، علَامة ﭐلسؤال، عَلَامة ﭐلتأثر، إلَخ.) ؛</p><p></p><p>إنها أمورٌ قد تبدو لكثيرين شكليَّةً تماما. ولَاكِنَّها، في ﭐلعمق، تجعل كتاب ﭐللَّاهِ في متناول كل من أمكنه أن يتهجى ﭐلِألفباء ﭐلعربي. وهل من غاية أخرى يطلبها ﭐلمسلم سوى أن يكون كتابُ ﭐللَّاهِ مُيَسَّرًا للتلَاوة آناء ﭐلليل وﭐلنهار بين ﭐلناس، صغيرهم وكبيرهم، مُتعبِّدِهم ومتعلمهم، ﭐلمؤمن منهم وﭐلمرتاب!</p><p></p><p>ومن أجل ذالكـ، فإنه قد صار يتعين ﭐلْآن -لو أمكن لعلماء ﭐلمسلمين أن يفقهوا مدى أهمية هذا ﭐلْأمر في تيسير وحفظ كتاب ﭐللَّاهِ تعالى- أن تتم كتابة نص ﭐلقرآن ﭐلكريم على ﭐلنحو ﭐلتالي:</p><p></p><p>﴿ﭐلفاتحة: </p><p></p><p>(1) بِـﭑسم ﭐللَّاهِ، ﭐلرحمان، ﭐلرحيم.</p><p>(2) ﭐلحمدُ لِلَّاهِ، رب ﭐلعالمين، </p><p>(3) ﭐلرحمان، ﭐلرحيم، </p><p>(4) ملكـ يوم ﭐلدين ؛ </p><p>(5) إياكـ نعبد وإِياكـ نستعين ؛ </p><p>(6) ﭐهدنا ﭐلصراطَ ﭐلمستقيمَ، </p><p>(7) صراطَ ﭐللذين أنعمت عليهم، غيرِ ﭐلمغضوب عليهم ولَا ﭐلضالين.﴾ ؛</p><p></p><p>وإلى أن يُيَسِّر ﭐللَّاهُ -عز وجل- ﭐلقيام بذالكـ، لَا يسع ﭐلمرءَ إلَّا أن يؤكد أن ﭐلدعوة إلى تنميط (أو تَقْيِيس) كتابة ﭐلقرآن ﭐلكريم وَفْقَ ما تقتضيه ﭐلكتابة ﭐلمعيارية أمرٌ تُوجبه خدمة كتاب ﭐللَّاهِ بكل ما يجعله كتابا مُيَسَّرا لِلذِّكر كما قضى رب ﭐلعالمين، ويسمحُ به أيضا عملُ سلفِ ﭐلْأمة ﭐللذين ما فَتِئوا يُدخلون على نص ﭐلقرآن كل ﭐلتحسينات ﭐللتي يقتضيها تطور حاجات ﭐلمسلمين. وإن هذا ﭐلْأمر قد صار واحدا من ﭐلْإصلَاحات ﭐلمستعجلة ﭐللتي تستدعي من علماء ﭐلمسلمين أن يقفوا عندها على نحو علمي، بعيدا عن كل ﭐلِاعتقادات ﭐلواهية وﭐلمخاوف ﭐلزائفة ﭐللتي دفعت في ﭐلماضي، كما يُمكنها أن تدفع في حاضرنا، بعض ﭐلناس -ولو بِحُسْنِ نِيَّةٍ وشيء من ﭐلْإيمان- إلى حفظ رسم يُفْقِدُ لُغَةَ ﭐلقرآن ﭐلكريم ﭐتِّسَاقَها ﭐلكتابيَّ وقُوَّتَها ﭐلخِطابيةَ، وهما ﭐلْأمران ﭐللذان من دونهما يَفقد ﭐللِّسانُ ﭐلعربي نفسُه أساسَه ﭐلبياني وسلَاستَه ﭐلتعليمية، كما هو حاصل ﭐلْآن بين ﭐلعرب وﭐلمسلمين ﭐللذين يَنْدُر بينهم من يُجيد هذا ﭐللسان على ﭐلنحو ﭐللذي ﭐسْتُعْمِل به في نص ﭐلقرآن ﭐلكريم. </p><p></p><p>واللَّاه أعلم. إنه نعم ﭐلمولى ونعم ﭐلنصير.</p><p>ــــ الحواشي : ــــــــــ</p><p>[1] أحمد ﭐلأخضر غزال، ﭐلحلول ﭐلتقنية لمشاكل ﭐلكتابة ﭐلعربية، طبع معهد ﭐلدراسات وﭐلأبحاث للتعريب-ﭐلرباط، نشرات ﭐلباب، (1994)، ص.7.</p><p></p><p>[2] طه عبد ﭐلرحمن، روح ﭐلحداثة: ﭐلمدخل إلى تأسيس ﭐلحداثة ﭐلْإسلَامية، ص.193، ﭐلمركز ﭐلثقافي ﭐلعربي، بيروت/ﭐلدار البيضاء، ط1، 2006 .</p><p></p><p>[3] يُبَالغ، بهذا ﭐلخصوص، كثير من ﭐلباحثين بين ﭐلمستشرقين خاصةً إذ يظنون أن خُلُوّ ﭐلتدوين ﭐلْأول من نُقَط ﭐلْإعجام يصلح سببًا لتأكيد وجود تطور حقيقي في ﭐستواء "ﭐلقرآن" كنص مكتمل. ذالكـ بأن هذا ﭐلْأمر يرتبط، في ﭐلواقع، بجملة من ﭐلمُحدِّدات (ﭐلسماع، ﭐلحفظ، ﭐلتأليف ﭐلتركيبي وﭐلدلَالي) ﭐللتي تجعل مثل ذالكـ ﭐلِاحتمال ظنا بعيدا. وحتى لو صدق، فإنه لَا يصح إلَّا بالنسبة إلى بعض ﭐلْألفاظ ﭐلقليلة ﭐللتي لَا تشتبه إلَّا على عامة ﭐلناس.</p><p></p><p>[4]اُنظر: صحيح ﭐلبخاري، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلسابع، ﭐلحديث رقم 4997 وكذا 4998.</p><p>[5] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثامن: ﭐلقراء من أصحاب ﭐلنبي صلى ﭐلله عليه وسلم، ﭐلحديثان 5003 و5004.</p><p>[6] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب الرابع، ﭐلحديث رقم 4989، وكذا 4990.</p><p>[7] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثالث، باب جمع ﭐلقرآن، ﭐلحديث رقم 4986. </p><p>[8] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثالث، باب جمع ﭐلقرآن، ﭐلحديث رقم 4987.</p><p>[9] كما فعل ذالكـ، في ﭐلماضي، ﭐبن ﭐلبناء ﭐلمراكشي في "عنوان ﭐلدليل من مرسوم ﭐلتنزيل"، وتابعه ﭐلزركشي في "ﭐلبرهان في علوم ﭐلقرآن" ؛ وكما نجده، بالخصوص، عند ﭐلشيخ عبد ﭐلعزيز ﭐلدباغ في "ﭐلْإبريز" ؛ أو أيضا في ﭐلعصر ﭐلحاضر عند: ﭐلتهامي ﭐلراجي ﭐلهاشمي في "ﭐلقراءات ﭐلمتواترة وﭐلرسم ﭐلقرآني"، درس حسني، 1419هـ/1999م ؛ وأيضا محمد شملول في "إعجاز رسم ﭐلقرءان وإعجاز ﭐلتلَاوة"، تقديم ﭐلشيخ علي جمعة مفتي ﭐلديار ﭐلمصرية، دار ﭐلسلَام للطباعة وﭐلنشر،1427هـ/2006م.</p><p></p><p>[10] اُنظر: صحيح ﭐلبخاري، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثالث (باب جمع ﭐلقرآن)، ﭐلحديث 4986. وقارن به ما عند ﭐبن أبي داود ﭐلسجستاني، كتاب ﭐلمصاحف، تحقيق د. محب ﭐلدين عبد ﭐلسبحان واعظ، دار ﭐلبشائر ﭐلْإسلَامية، ط2، 1423هـ/2002م، ص.163، وما بعدها.</p><p></p><p>[11] ﭐلمصدر نفسه، الحديث 4987، ﭐلتشديد من طرفنا.</p><p>[12] ﭐلمصدر نفسه، ﭐلحديث 4984. وﭐنظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ﭐلصحابة، ﭐلحديث 2464 وما يليه.</p><p>[13] ﭐلمصدر نفسه، باب ﭐلقراء من أصحاب ﭐلنبي صلى ﭐلله عليه وسلم، ﭐلحديث 4999. وﭐنظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ﭐلصحابة، ﭐلحديث 2464، وما يليه. </p><p>[14] ﭐلمصدر نفسه، ﭐلحديث 5000، وﭐنظر صحيح مسلم، كتاب فضائل ﭐلصحابة، ﭐلحديث 2462.</p><p>[15] اِبن أبي داود ﭐلسجستاني، مصدر سابق، أثر 55 وما يليه.</p><p>[16] ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، هامش ﭐلمحقق بصدد ﭐلْأثر 52.</p><p>[17] ﭐلقاضي أبو بكر ﭐبن ﭐلطيب ﭐلباقلَاني، ﭐلِانتصار للقرآن، تحقيق ﭐلدكتور محمد عصام ﭐلقضاة، دار ﭐلفتح ودار ﭐبن حزم، ط 1، 1422هـ/2001م، مج2، ص. 444-445.</p><p>[18] ﭐلمصدر نفسه، ص. 545. مع بعض ﭐلْإضافات من طرفنا في إبراز بعض ﭐلْألفاظ أو تصويبها، ومع ﭐلعلم أن ﭐلْأمر كان يقتضي كتابة ﭐلْأمثلة بالرسم ﭐلعثماني حتى في ﭐلنص ﭐلمحقق لبيان ﭐلفرق بينه وبين ﭐلرسم ﭐلهجائي. </p><p>[19] ﭐلمرجع نفسه، ص.547. مع بعض ﭐلْإضافات ﭐللتي تصعب قراءة ﭐلنص بدونها.</p><p>[20] ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، ص. 547-548، وﭐلعبارات مشددة من طرفنا. وﭐعلم أن هذا هو نص ﭐلباقلَاني كما حققه محمد عصام ﭐلقضاة. ولقد أورده ﭐلزرقاني مختصرًا ومُعدلًا في "مناهل ﭐلعرفان" (ج1، ص. 273-278) وقام بالرد عليه، وتابعه صبحي ﭐلصالح في "مباحث في علوم ﭐلقرآن" (ﭐلفصل ﭐلسابع، ص.278-279) ﭐللذي قام باعتماده وتأييده.</p><p>[21] م. س. ن.، ص. 563-564. (ﭐلْإضافات وﭐلتصويبات من طرفنا).</p><p>[22] م. س. ن، بين ص. 554 وص. 561.</p><p>[23] م. س. ن، ص.560-561.</p><p>[24] كثيرون لَا يُميزون في ﭐلقول بالتوقيف بين "رسم ﭐلخط" و"كيفية ﭐلقراءة". ومن هنا يأتي ﭐلْإشكال في معظمه. لذا، يلزم تأكيد أنه إذا كانت "كيفية ﭐلقراءة" توقيفيةً ومَكَّن "ﭐلرسم العثماني" من أداء ﭐلقراآت ﭐلمختلفة، فإن "رسم ﭐلخط" ليس كذالكـ، بل يقبل ﭐلتغيير وﭐلتحسين بما يجعل "كيفية ﭐلقراءة" تكون أيسر وأنسب. وقد يقتضي ﭐلْأمر إخراج مصاحف تختلف إملَائيا باختلَاف ﭐلقراآت، وهو أمر لَا ضَيْر فيه. </p><p></p><p>[25] اِبن خلدون، ﭐلمقدمة، ﭐلفصل 30 من ﭐلباب ﭐلخامس، وأيضا ﭐلفصل 11 من ﭐلباب ﭐلسادسِ.</p><p>[26] نُدرِكُـ من خلَال مناقشة ﭐلزرقاني للدليل ﭐلْأول أن كل ما ﭐدعاه سابقا من صفات فيه ليست من ﭐلقوة بحيث تُوجب ﭐتباعه على سبيل ما هو قطعي ومجمع عليه، وإلَّا لما صَحَّ له إيراد هذه ﭐلمناقشة. فحديث معاوية ضعيف، وﭐلرسول ﭐلْأمي لم يكن بكاتب، ولا إجماع بين ﭐلصحابة (حالة عبد ﭐلله بن مسعود) ولَا بين ﭐلْأئمة (ﭐلباقلَاني، ﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام، ﭐبن خلدون). لذا، فإن إجماع ﭐلْأمة ﭐلمفترض ليس سوى عمل بظاهر ﭐلِاتباع، لَا خضوعا لما يقتضيه ﭐلدليل. وفي أحسن ﭐلْأحوال، فإنه عمل بضرورة تقديم درء ﭐلمفسدة على جلب ﭐلمصلحة (حفظ ﭐلرسم العثماني بنواقصه أفضل من ﭐلسماح بتغييره ﭐللذي قد يؤدي إلى فتنة عظمى).</p><p></p><p>[27] يُشير إلى ﭐلْأدلة ﭐللتي عرضها سابقا وأبدى قابليتها للمناقشة وﭐللتي كان يعرفها كل من ﭐلباقلَاني وﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام وﭐبن خلدون. لكنها ليست بأدلة قطعية على توقيفية "ﭐلرسم ﭐلعثماني" وعلى وجود إجماع حوله، وإلَّا لما جاز لِأُولَائكـ ﭐلعلماء تجاوزُها إلى ﭐلقول بأنه رسم ﭐصطلَاحي فقط حاز قَبُول جمهور ﭐلعلماء.</p><p></p><p>[28] ﭐلحديث ﭐلمشار إليه معروفٌ ضعفُه (ﭐبن حجر ﭐلعسقلَاني، فتح ﭐلباري:7/504) ولَا يُمكن ﭐلتعويل عليه في هذا ﭐلْأمر. وﭐلقولُ بأن إقرار ﭐلرسول -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم- دليلٌ على توقيفية رسم ﭐلقرآن فيه إشكالٌ كبيرٌ. فهو إقرار لكتابة ﭐلقرآن كأمر واجب وليس لرسم مُعَيَّن، لِأن رسول ﭐللَّاهِ -وهو ﭐلنبي ﭐلْأمي- لم يكن قطعا يعرف ﭐلكتابة، وإلَّا لكتب هو نفسه على ﭐلنحو ﭐللذي يؤمر به. وﭐلِاحتجاج بهذا ﭐلْأمر يفتح ﭐلباب لِشُبهات لَا تكاد تنتهي ومآلها ﭐلبعيد هو نفي ﭐلوحي نفسه كما يحاول إثباته ﭐلمستشرقون وبعض مُقلِّديهم بيننا، أعني إثبات عدم أمية ﭐلنبي بالمعنى ﭐلمعروف (اُنظر إحدى ﭐلمحاولَات ﭐلسخيفة نحويًّا ومعرفِيًّا في: محمد عابد ﭐلجابري، مدخل إلى ﭐلقرآن: ﭐلجزء ﭐلْأول في ﭐلتعريف بالقرآن، مركز دراسات ﭐلوحدة ﭐلعربية، ط1، 2006، ﭐلفصل ﭐلثالث). </p><p></p><p>[29] اُنظر كيف ينتهي ﭐلْأمر إلى نوع من ﭐلتطرف في ﭐلقول بقدسية رسم كتابة ﭐلمصحف. ولكـ أن تعجب كل ﭐلعجب إذا عرفت أنه أتى على لسان رجل (ﭐلشيخ عبد ﭐلعزيز ﭐلدباغ، رحمه ﭐللَّاهُ) كان هو نفسه أميا لَا علم له بحقيقة ﭐلخط ولَا سر ﭐلكتابة! وحَسْبُنا في رد هذا ﭐلرأي تأكيد أن ذالكـ ﭐلنهج لم يَطَّرِد في رسم ﭐلمصحف ﭐلعثماني نفسه (اُنظر مثلًا: د. موسى شاهين لَاشين، ﭐللَّآلِئ ﭐلحِسَان في علوم ﭐلقرآن، دار ﭐلشروق، ط1، 1423هـ/2002م، ص.72-76)، وأن ألفاظا مثل "صلَاة"، "زكاة"، و"حياة" كُتِبت بـ"ﭐلواو" لِأن أصلها ﭐلْأكادي كان كذالكـ. وثمة كثير من ﭐلْألفاظ في ﭐللسان ﭐلعربي لَا تعليل لكتابتها ﭐلحالية سوى ﭐختلَاف نُطقها ﭐلعتيق عن نطقها ﭐلحالي، ولعل أشهرها لفظ "مائة" ﭐللذي كان ينطقه ﭐلْأكاديون بهذا ﭐلنحو (اُنظر مثلًا: د. محمد بهجت قبيسي، ملَامح في فقه ﭐللهجات ﭐلعربيات من ﭐلْأكادية وﭐلكنعانية وحتى ﭐلسبئية وﭐلعدنانية، دار شمأل-دمشق، 1999).</p><p></p><p>[30] محمد عبد ﭐلعظيم ﭐلزرقاني، مناهل ﭐلعرفان في علوم ﭐلقرآن، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، دار ﭐلكتاب ﭐلعربي-بيروت، ط1، 1415هـ/1995م، ج 1، ص.310-316 (ﭐلعبارات ﭐلمشددة من طرفنا).</p><p></p><p>[31] تُرى، لو كان حقا "ﭐلرسم ﭐلعثماني" توقيفا ومقدسا، هل يجوز لِأحد -كائنا من كان- أن يفعل ذالكـ، حتى بدعوى مساعدة ﭐلعامة ودرءا للِالتباس وﭐلتحريف؟ أليس ذالكـ ﭐلتجويز هو نفسه ﭐللذي يسمح بالمطالبة بتنميط معياري لرسم ﭐلقرآن بالنسبة لكل قارئ؟ ومن ثم، أليس هذا ﭐلتنميط ﭐلمعياري أقدر على حفظ كتاب ﭐللـه من ﭐلتحريف وأنسب لجعله مُيَسرا في تلَاوته على كل ﭐلناس؟</p><p></p><p>[32] يُتَحَدَّث، في ﭐلغالب، عن مزيا هذا ﭐلرسم وفوائده وحدها دون ما له من عيوب كثيرة بَيِّنة ؛ مع ﭐلعلم أنه صار ﭐلْآن مُمْكنا إظهار ﭐلفُروق بين ﭐلقراآت في ﭐلهامش على نحو لم يكن ممكنا في زمن تدوين ﭐلمصحف ﭐلعثماني.</p><p></p><p>[33] تلكـ ﭐلْأدلة ﭐللتي يتكرر ذكرها ليست قطعية إلَّا في إفادة أن كتاب ﭐللَّاهِ حُفِظ بالكتابة على هيئة معينة (ﭐلرسم ﭐلعثماني) هي ﭐللتي كانت ممكنة في زمن ﭐلتدوين، وليس بصفتها أفضل هيئة ممكنة على ﭐلْإطلَاق، وإلَّا لما جاز تحسين هذه ﭐلهيئة مرات بعد ذالكـ بِنُقَط ﭐلْإعجام وعلَامات ﭐلشكل وﭐلوقف. </p><p></p><p>[34] لَاحظ أن ﭐلْأمر هنا يتعلق بـ"ﭐلمبالغة" في حفظ قداسة ﭐلقرآن، وكأن ﭐلدعوة إلى تنميط هذا ﭐلرسم على نحو معياري لَا تُعبر -وهي وحدها- عن ﭐلرغبة في حفظ كتاب ﭐللَّاهِ!</p><p></p><p>[35] ورغم ذالكـ، فإن هناكـ تهويلًا كبيرا لهذا ﭐلمَحْذُور بخصوص ﭐختلَاف ﭐلقراآت وﭐلخطوط نفسها بين ﭐلشعوب وﭐلجهات ﭐلْإسلَامية. فلَا شيء من ذالكـ يحدث، على ﭐلْأقل بين أيدينا ﭐليوم ؛ وذالكـ على ﭐلرغم من وجود تلكـ ﭐلِاختلَافات ﭐلمذكورة. ثم إن كتابة ﭐلمصحف ليست من شأن عامة ﭐلناس حتى يختلفوا ويتقاتلوا بينهم، وإنما هي من أمر خاصة ﭐلعلماء ﭐللذين يحرصون -بصفتهم أئمة مُتَّبَعِين- على حفظ وتيسير كتاب ﭐللَّاهِ بين عباده. </p><p></p><p>[36] يَحْسُن ﭐلِانتباه، بهذا ﭐلصدد، إلى أن "ﭐللسان ﭐلعربي" لَا يملكـ في ذاته أن يكون جامعا لِأمة من ﭐلشعوب ﭐلمتباعدة وﭐلمختلفة إلَّا على أساس كون "ﭐلقرآن ﭐلكريم" ﭐلمصدر ﭐلرئيس لِلِّسان ﭐلمُبين. ولكي يستمر كتاب ﭐللَّاهِ قائما بهذا ﭐلدور ﭐلعظيم لَا بُدَّ من تنميط كتابته حتى يتيسر تداوله قراءةً وتِلَاوةً بين مختلف مستعملي ﭐلعربية. فلَا لسانَ عربيَّ مبينٌ إلَّا بِمُلَابسة ﭐلبيان ﭐلْإلَاهي في "ﭐلقرآن ﭐلكريم". </p><p></p><p>[37] كأنَّ ﭐلتنميط ﭐلمعياري لرسم ﭐلمصحف سيُؤدي حتمًا إلى تقسيم ﭐلمسلمين وتمزيق شَمْلهم وقطعهم عن "ﭐلقرآن ﭐلكريم"، وليس إلى جمعهم على رسم مُيَسَّر وجامع لِلِّسان ﭐلعربي ﭐلمُبين. أَلَا إن مثل تلكـ ﭐلتبريرات ﭐلمُتكلَّفة هي ﭐللتي تزيد في فساد ﭐللسان ﭐلعربي و، من ثم، إبعاد ﭐلناس عن كتاب ﭐللَّاهِ. </p><p></p><p>[38] ننسى أن كتاب ﭐللَّاهِ قرآنٌ يُتْلى وكتابٌ يجب أن يكون مُيَسَّرا للذكر. وكل هذا لَا يكون بمجرد ﭐلْإذاعة كما هو حاصل منذ زمان، في حين أن ﭐلناس يُخطئون كثيرًا في نُطق وكتابة كلَام ﭐللَّاهِ.</p><p></p><p>[39] لَا سبيل إلى حصول ﭐليقظة إلَّا بِمُلَابسة لغة ﭐلقرآن ﭐلكريم على نحو مُيَسَّرٍ. وهذا ما لَا يُتيحه "ﭐلرسمُ ﭐلعثماني" وما لَا يُمكن إلَّا بتنميط كتابة تلكـ ﭐلْألفاظ ﭐلمشكلة ﭐللتي ليست بقليلة كما يُقال.</p><p></p><p>[40] ﭐلتعويل على ﭐلتعليم وﭐلتلقين يَخُصُّ فقط ﭐلقراءات كما هو معروف. أما ﭐلتلَاوة وﭐلتدبر، فلَا بُدَّ أن يكونا في مُتنَاول كل من يستطيع تهجي حروف ﭐلْألفباء ﭐلعربي. وهذا غير ممكن إلَّا بإصلَاح رسم "ﭐلقرآن ﭐلكريم" بعيدًا عن كل ﭐلمخاوف ﭐللتي تُبقي إفساد لغته على ألسنة ﭐلناس بفساد رسمه. </p><p></p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>[41] ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، ص. 325-326.</p><p></p><p>[42] صُبْحِي ﭐلصَّالِحِ، مَبَاحِثُ فِي عُلُومِ ﭐلْقُرْآنِ، دار ﭐلعلم للملَايين، (ط1، 1959)، ط22، 1999، ﭐلفصل ﭐلسابع، ص. 275-280.</p><p></p><p>[43] اُنظر: ﭐلزركشي، ﭐلبرهان في علوم ﭐلقرآن، ج1، فصل "مرسوم الخط"، ص379. لَاكن سقط في ﭐلِاقتباس أعلَاه "لِئَلَّا يُوقع في تغيير من ﭐلجُهَّال. ولكن لَا ينبغي إجراء هذا على إطلَاقه، لِئَلَّا يؤدي إلى دروس ﭐلعلم". ولعل صبحي ﭐلصالح -رحمه ﭐللَّاهُ- وضع في ﭐلْأصل علَامات ﭐلحذف (...)، كما فعلنا أعلَاه، فسقطت عند ﭐلطبع لِوُجود "لِئَلَّا" مكررة. ولقد صَحَّح -رحمه ﭐللَّاهُ- "مراعاته" بـ"مراعاةً".</p><p></p><p>[44] صبحي ﭐلصالح، ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، ص.280.</p><p>[45] د. موسى شاهين لاشين، مصدر سابق، ص. 81. </p><p>[46] حنا ﭐلفاخوري، ﭐلجامع في تاريخ ﭐلْأدب ﭐلعربي، دار ﭐلجيل-بيروت، 1986، ص. 53-55.</p><p></p><p></p><p></p><p></p><p>المصدر : الملتقى الفكري للإبداع هنا .</p><p></p><p>منقوووووول</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 42292, member: 329"] وهكذا ترى أنه يصعب -رغم تأكيد بعض كبار ﭐلعلماء أن "ﭐلرسم ﭐلعثماني" ليس توقيفيا ولَا مقدسا، وإنما هو ﭐتفاقي وﭐصطلَاحي- على كثيرين من ﭐلمسلمين، بمن فيهم ﭐلعلماء، ﭐلِانتهاء -من ثَمَّ- إلى تأكيد أن ذالكـ ﭐلرسم ليس سوى إرث أو تقليد يُمكن (ويجب) تركه إذا ظهر ما هو أحسن وأيسر منه، بل إذا دَعَتِ ﭐلحاجةُ إلى ﭐطِّراحه تماما كما هو ﭐلواقع ﭐلْآن. لذالكـ، يَحِقٌّ لنا، بِناءً على كل ما سبق، أن نَخْلُص إلى إثبات جازم بأن رَسْمَ ﭐلْمُصْحَفِ يَقْبَلُ مبدئيا وشرعيا كُلَّ ﭐلتَّحْسِينَاتِ ﭐللَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَ ﭐلْقُرْآنَ أَسْهَلَ فِي ﭐلتِّلَاوَةِ عَلَى ﭐلْعِبَادِ. غير أن معظم ﭐلمتخصصين في علم ﭐلقراآت ورسم ﭐلمصحف لَا يكادون يرون مَحِيدًا عنِ "ﭐلرسم ﭐلعثماني"، حتى في أبرزِ ﭐلثغرات ﭐللتي شابته لِضُعف صناعة ﭐلكتابة في عهد تدوينِ ﭐلمصحف. وَلَعَلَّ مِنَ ﭐلْمُفِيدِ، هُنَا، ﭐلتَّذْكِيرُ بِأَنَّ ﭐلْخَطَّ ﭐلْعَرَبِيَّ مَا فَتِئَ يَتَطَوَّرُ عَبْرَ ﭐلزَّمَنِ وَأَنَّهُ مَرَّ، عَلَى ﭐلْأَرْجَحِ، بِثَلَاثِ حَلَقَاتٍ حَدَّدَتْ تَسَلْسُلَهُ مِنَ ﭐلْخَطِّ ﭐلْمِصْرِيِّ بِأَنْوَاعِهِ ﭐلْمُخْتَلِفَةِ إِلَى ﭐلْخَطِّ "ﭐلْفِنِيقِيِّ"، ثُمَّ إِلَى ﭐلْخَطِّ ﭐلْمُسْنَدِ. وَأَنَّ هَذَا ﭐلْأَخِيرَ أَنْوَاعٌ، أَهَمُّهَا أَرْبَعَةٌ: ﭐلصَّفَوِيُّ وَﭐلثَّمُودِيُّ وَﭐللِّحْيَانِيُّ وَﭐلسَّبَئِيُّ. وَمِنَ ﭐلْمُسْنَدِ ﭐلصَّفَوِيِّ تَفَرَّعَ ﭐلْخَطُّ ﭐلْكِنْدِيُّ وَﭐلنَّبَطِيُّ، وَمِنَ ﭐلنَّبَطِيِّ تَحَدَّرَ ﭐلْحِيرِيُّ وَﭐلْأَنْبَارِيُّ، وَمِنْهُ كَانَ ﭐلْخَطُّ ﭐلْحِجَازِيُّ ﭐللَّذِي هُوَ ﭐلنَّسْخِيُّ ﭐلْعَرَبِيُّ، ﭐللَّذِي يُعَدُّ ﭐلْكُوفِيُّ تَنْظِيمًا فَنِّيًّا فِيهِ[46]. يَبْدُو من المؤكد، إِذًا، أَنَّ ﭐلْخَطَّ ﭐلْعَرَبِيَّ قَدْ خَضَعَ لِلتَّطَوُّرِ وَأَنَّهُ لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ، بِـﭑلتَّالِي، مِنَ ﭐلْخُضُوعِ لِلتَّطْوِيرِ. وَيُضَافُ إِلَى هَذَا أَنَّ "ﭐلرَّسْمَ ﭐلْعُثْمَانِيَّ" نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ مُنَقَّطَ ﭐلْحُرُوفِ وَلَا مَشْكُولًا، بَلْ إِنَّ عَلَامَاتِ ﭐلْوَقْفِ ذَاتَهَا وَﭐصْطِلَاحَاتِ ﭐلضَّبْطِ ﭐللَّتِي وَضَعَهَا ﭐلْقُرَّاءُ كُلَّهَا أُضِيفَتْ، فِيمَا بَعْدُ، إِلَيْهِ لِتَكْمِيلِهِ وَتَحْسِينِهِ حَتَّى تَسْهُلَ تِلَاوَةُ ﭐلْقُرْآنِ. وَلَوْ لَمْ يَصِحَّ إِلَّا هَذَا، لَكَانَ سببا كافِيا إِلَى ﭐلطَّمَعِ فِي تَطْوِيرِ وَتَجْوِيدِ ﭐلْخَطِّ ﭐلْعَرَبِيِّ، ﭐللَّذِي يُمَثِّلُ أَصل "ﭐلرسم ﭐلعثماني" كما هو في ﭐلقرآن ﭐلكريم. ولقد أصبحت ﭐلْكِتَابَةُ ﭐلعربية ﭐلْآن -إلى حدٍّ ما- كتابةً مِعْيَارِيَّةً، حيث إنها تُوجِبُ إِظْهَارَ ﭐلْهَمْزَةِ فِي "بسم" حَتَّى تَكُونَ "بِاسْمِ" (لَا "بَسَمَ") وَﭐلْأَلِفِ فِي "ﭐللَّـهِ" حَتَّى تَكُونَ "ﭐللَّاهُ" (وأصلها ﭐلِاشتقاقي، بعيدا عن كل ﭐلتوهمات، ليس سوى لفظ "ﭐلْـ[إِ]ـلَاهُ") وفِي "ﭐلرَّحْمَنِ" لِكَيْ يُعْلَمَ أَنَّهَا صفة مبالغة عَلَى وَزْنِ "فَعْلَانَ"، وَأَنَّ "ﭐلْمائة" يَجِبُ أَنْ تُحْذَفَ أَلِفُ ﭐلْمَدِّ مِنْهَا لِتَكُونَ "مِئَةٌ" (وَفْقَ ﭐلْقَرَارِ ﭐلْمَجْمَعِيِّ)، وَأَنَّ "ءَامَنُوا" وَ"ﭐلْأَخِرَةَ" بالْمَدِّ "آمَنُوا" وَ"ﭐلْآخِرَة"، وَأَنَّ "ﭐلْحَيَاةَ" وَ"ﭐلصَّلَاةَ" يَجِبُ أَنْ تُكْتَبَا هَكَذَا حَتَّى لَا تُقرآ "حَيَوَاتٍ" أَوْ "صَلَوَاتٍ". وليس يخفى أن أي مطالبة بتغيير "ﭐلرسم ﭐلعثماني" في ﭐلقرآن ﭐلكريم لن تلقى -بين علماء ﭐلمسلمين بالحال ﭐللذي هم عليه ﭐلْآن- سوى ﭐلمعارضة ﭐلشديدة، بل إن منهم من لن يتردد طَرْفَةَ عَيْنٍ في تكفير صاحبها أيا يكن. وإِنه لَمِنْ سوء حَظِّ ﭐلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونَ كِتَابُهُمْ ﭐلْمُقَدَّسُ حكرا بَيْنَ أَيْدِي فِئَةٍ مَا فَتِىءَ أَصْحَابُهَا يَتَفَنَّنُونَ فِي جَعْلِهِ كِتَابًا مَكْنُونًا لَا يَسْتَطِيعُ قِرَاءَتَهُ إِلَّا حَمَلَةُ ﭐلْأَسْفَارِ مِنَ ﭐللَّذِينَ أَتْلَفُوا أَعْمَارَهُمْ فِي لُزُومِ مَا لَا يَلْزَمُ. وَيَا حَسْرَةً عَلَى لِسَانٍ يُحْرَمُ أَهلُه من مُلَابسة بيانِ أعظم نص كُتب فِيه، وَرَغِمَتْ أُنوفُ ﭐلجاحدين إلى يوم ﭐلدين! وبعيدًا عن صنيع ﭐللذين لَا يُحسنون شيئا سوى سوء ﭐلفهم وإساءة ﭐلظن بالناس، ما ﭐللذي يُمكننا فعلُه، مما لَا يمس ﭐلْأمور ﭐلتوقيفية، وإِنَّما يَأتِي بمزيدٍ من ﭐلتحسين وﭐلتجويدِ في نص ﭐلمصحف ﭐلشريف؟ إنما هي ثَلَاثةُ أمور: 1- كتابة ﭐلحروف بشكل معياري و، من ثم، إعادة كتابة إملَاء بعض ﭐلْألفاظ ؛ 2- كتابة ﭐلْآيات بترتيب تنازُلِي (لِأن ﭐلقرآن كَلَامٌ منزل) وليس بترتيب خطي كما هو شائع ؛ 3- توقيفُ ﭐلنص بوضع عَلَامات ﭐلوقف ﭐلمتعارفة (ﭐلنقطة، ﭐلفاصلة، علَامة ﭐلسؤال، عَلَامة ﭐلتأثر، إلَخ.) ؛ إنها أمورٌ قد تبدو لكثيرين شكليَّةً تماما. ولَاكِنَّها، في ﭐلعمق، تجعل كتاب ﭐللَّاهِ في متناول كل من أمكنه أن يتهجى ﭐلِألفباء ﭐلعربي. وهل من غاية أخرى يطلبها ﭐلمسلم سوى أن يكون كتابُ ﭐللَّاهِ مُيَسَّرًا للتلَاوة آناء ﭐلليل وﭐلنهار بين ﭐلناس، صغيرهم وكبيرهم، مُتعبِّدِهم ومتعلمهم، ﭐلمؤمن منهم وﭐلمرتاب! ومن أجل ذالكـ، فإنه قد صار يتعين ﭐلْآن -لو أمكن لعلماء ﭐلمسلمين أن يفقهوا مدى أهمية هذا ﭐلْأمر في تيسير وحفظ كتاب ﭐللَّاهِ تعالى- أن تتم كتابة نص ﭐلقرآن ﭐلكريم على ﭐلنحو ﭐلتالي: ﴿ﭐلفاتحة: (1) بِـﭑسم ﭐللَّاهِ، ﭐلرحمان، ﭐلرحيم. (2) ﭐلحمدُ لِلَّاهِ، رب ﭐلعالمين، (3) ﭐلرحمان، ﭐلرحيم، (4) ملكـ يوم ﭐلدين ؛ (5) إياكـ نعبد وإِياكـ نستعين ؛ (6) ﭐهدنا ﭐلصراطَ ﭐلمستقيمَ، (7) صراطَ ﭐللذين أنعمت عليهم، غيرِ ﭐلمغضوب عليهم ولَا ﭐلضالين.﴾ ؛ وإلى أن يُيَسِّر ﭐللَّاهُ -عز وجل- ﭐلقيام بذالكـ، لَا يسع ﭐلمرءَ إلَّا أن يؤكد أن ﭐلدعوة إلى تنميط (أو تَقْيِيس) كتابة ﭐلقرآن ﭐلكريم وَفْقَ ما تقتضيه ﭐلكتابة ﭐلمعيارية أمرٌ تُوجبه خدمة كتاب ﭐللَّاهِ بكل ما يجعله كتابا مُيَسَّرا لِلذِّكر كما قضى رب ﭐلعالمين، ويسمحُ به أيضا عملُ سلفِ ﭐلْأمة ﭐللذين ما فَتِئوا يُدخلون على نص ﭐلقرآن كل ﭐلتحسينات ﭐللتي يقتضيها تطور حاجات ﭐلمسلمين. وإن هذا ﭐلْأمر قد صار واحدا من ﭐلْإصلَاحات ﭐلمستعجلة ﭐللتي تستدعي من علماء ﭐلمسلمين أن يقفوا عندها على نحو علمي، بعيدا عن كل ﭐلِاعتقادات ﭐلواهية وﭐلمخاوف ﭐلزائفة ﭐللتي دفعت في ﭐلماضي، كما يُمكنها أن تدفع في حاضرنا، بعض ﭐلناس -ولو بِحُسْنِ نِيَّةٍ وشيء من ﭐلْإيمان- إلى حفظ رسم يُفْقِدُ لُغَةَ ﭐلقرآن ﭐلكريم ﭐتِّسَاقَها ﭐلكتابيَّ وقُوَّتَها ﭐلخِطابيةَ، وهما ﭐلْأمران ﭐللذان من دونهما يَفقد ﭐللِّسانُ ﭐلعربي نفسُه أساسَه ﭐلبياني وسلَاستَه ﭐلتعليمية، كما هو حاصل ﭐلْآن بين ﭐلعرب وﭐلمسلمين ﭐللذين يَنْدُر بينهم من يُجيد هذا ﭐللسان على ﭐلنحو ﭐللذي ﭐسْتُعْمِل به في نص ﭐلقرآن ﭐلكريم. واللَّاه أعلم. إنه نعم ﭐلمولى ونعم ﭐلنصير. ــــ الحواشي : ــــــــــ [1] أحمد ﭐلأخضر غزال، ﭐلحلول ﭐلتقنية لمشاكل ﭐلكتابة ﭐلعربية، طبع معهد ﭐلدراسات وﭐلأبحاث للتعريب-ﭐلرباط، نشرات ﭐلباب، (1994)، ص.7. [2] طه عبد ﭐلرحمن، روح ﭐلحداثة: ﭐلمدخل إلى تأسيس ﭐلحداثة ﭐلْإسلَامية، ص.193، ﭐلمركز ﭐلثقافي ﭐلعربي، بيروت/ﭐلدار البيضاء، ط1، 2006 . [3] يُبَالغ، بهذا ﭐلخصوص، كثير من ﭐلباحثين بين ﭐلمستشرقين خاصةً إذ يظنون أن خُلُوّ ﭐلتدوين ﭐلْأول من نُقَط ﭐلْإعجام يصلح سببًا لتأكيد وجود تطور حقيقي في ﭐستواء "ﭐلقرآن" كنص مكتمل. ذالكـ بأن هذا ﭐلْأمر يرتبط، في ﭐلواقع، بجملة من ﭐلمُحدِّدات (ﭐلسماع، ﭐلحفظ، ﭐلتأليف ﭐلتركيبي وﭐلدلَالي) ﭐللتي تجعل مثل ذالكـ ﭐلِاحتمال ظنا بعيدا. وحتى لو صدق، فإنه لَا يصح إلَّا بالنسبة إلى بعض ﭐلْألفاظ ﭐلقليلة ﭐللتي لَا تشتبه إلَّا على عامة ﭐلناس. [4]اُنظر: صحيح ﭐلبخاري، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلسابع، ﭐلحديث رقم 4997 وكذا 4998. [5] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثامن: ﭐلقراء من أصحاب ﭐلنبي صلى ﭐلله عليه وسلم، ﭐلحديثان 5003 و5004. [6] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب الرابع، ﭐلحديث رقم 4989، وكذا 4990. [7] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثالث، باب جمع ﭐلقرآن، ﭐلحديث رقم 4986. [8] ﭐلمصدر نفسه، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثالث، باب جمع ﭐلقرآن، ﭐلحديث رقم 4987. [9] كما فعل ذالكـ، في ﭐلماضي، ﭐبن ﭐلبناء ﭐلمراكشي في "عنوان ﭐلدليل من مرسوم ﭐلتنزيل"، وتابعه ﭐلزركشي في "ﭐلبرهان في علوم ﭐلقرآن" ؛ وكما نجده، بالخصوص، عند ﭐلشيخ عبد ﭐلعزيز ﭐلدباغ في "ﭐلْإبريز" ؛ أو أيضا في ﭐلعصر ﭐلحاضر عند: ﭐلتهامي ﭐلراجي ﭐلهاشمي في "ﭐلقراءات ﭐلمتواترة وﭐلرسم ﭐلقرآني"، درس حسني، 1419هـ/1999م ؛ وأيضا محمد شملول في "إعجاز رسم ﭐلقرءان وإعجاز ﭐلتلَاوة"، تقديم ﭐلشيخ علي جمعة مفتي ﭐلديار ﭐلمصرية، دار ﭐلسلَام للطباعة وﭐلنشر،1427هـ/2006م. [10] اُنظر: صحيح ﭐلبخاري، كتاب فضائل ﭐلقرآن، ﭐلباب ﭐلثالث (باب جمع ﭐلقرآن)، ﭐلحديث 4986. وقارن به ما عند ﭐبن أبي داود ﭐلسجستاني، كتاب ﭐلمصاحف، تحقيق د. محب ﭐلدين عبد ﭐلسبحان واعظ، دار ﭐلبشائر ﭐلْإسلَامية، ط2، 1423هـ/2002م، ص.163، وما بعدها. [11] ﭐلمصدر نفسه، الحديث 4987، ﭐلتشديد من طرفنا. [12] ﭐلمصدر نفسه، ﭐلحديث 4984. وﭐنظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ﭐلصحابة، ﭐلحديث 2464 وما يليه. [13] ﭐلمصدر نفسه، باب ﭐلقراء من أصحاب ﭐلنبي صلى ﭐلله عليه وسلم، ﭐلحديث 4999. وﭐنظر أيضا صحيح مسلم، كتاب فضائل ﭐلصحابة، ﭐلحديث 2464، وما يليه. [14] ﭐلمصدر نفسه، ﭐلحديث 5000، وﭐنظر صحيح مسلم، كتاب فضائل ﭐلصحابة، ﭐلحديث 2462. [15] اِبن أبي داود ﭐلسجستاني، مصدر سابق، أثر 55 وما يليه. [16] ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، هامش ﭐلمحقق بصدد ﭐلْأثر 52. [17] ﭐلقاضي أبو بكر ﭐبن ﭐلطيب ﭐلباقلَاني، ﭐلِانتصار للقرآن، تحقيق ﭐلدكتور محمد عصام ﭐلقضاة، دار ﭐلفتح ودار ﭐبن حزم، ط 1، 1422هـ/2001م، مج2، ص. 444-445. [18] ﭐلمصدر نفسه، ص. 545. مع بعض ﭐلْإضافات من طرفنا في إبراز بعض ﭐلْألفاظ أو تصويبها، ومع ﭐلعلم أن ﭐلْأمر كان يقتضي كتابة ﭐلْأمثلة بالرسم ﭐلعثماني حتى في ﭐلنص ﭐلمحقق لبيان ﭐلفرق بينه وبين ﭐلرسم ﭐلهجائي. [19] ﭐلمرجع نفسه، ص.547. مع بعض ﭐلْإضافات ﭐللتي تصعب قراءة ﭐلنص بدونها. [20] ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، ص. 547-548، وﭐلعبارات مشددة من طرفنا. وﭐعلم أن هذا هو نص ﭐلباقلَاني كما حققه محمد عصام ﭐلقضاة. ولقد أورده ﭐلزرقاني مختصرًا ومُعدلًا في "مناهل ﭐلعرفان" (ج1، ص. 273-278) وقام بالرد عليه، وتابعه صبحي ﭐلصالح في "مباحث في علوم ﭐلقرآن" (ﭐلفصل ﭐلسابع، ص.278-279) ﭐللذي قام باعتماده وتأييده. [21] م. س. ن.، ص. 563-564. (ﭐلْإضافات وﭐلتصويبات من طرفنا). [22] م. س. ن، بين ص. 554 وص. 561. [23] م. س. ن، ص.560-561. [24] كثيرون لَا يُميزون في ﭐلقول بالتوقيف بين "رسم ﭐلخط" و"كيفية ﭐلقراءة". ومن هنا يأتي ﭐلْإشكال في معظمه. لذا، يلزم تأكيد أنه إذا كانت "كيفية ﭐلقراءة" توقيفيةً ومَكَّن "ﭐلرسم العثماني" من أداء ﭐلقراآت ﭐلمختلفة، فإن "رسم ﭐلخط" ليس كذالكـ، بل يقبل ﭐلتغيير وﭐلتحسين بما يجعل "كيفية ﭐلقراءة" تكون أيسر وأنسب. وقد يقتضي ﭐلْأمر إخراج مصاحف تختلف إملَائيا باختلَاف ﭐلقراآت، وهو أمر لَا ضَيْر فيه. [25] اِبن خلدون، ﭐلمقدمة، ﭐلفصل 30 من ﭐلباب ﭐلخامس، وأيضا ﭐلفصل 11 من ﭐلباب ﭐلسادسِ. [26] نُدرِكُـ من خلَال مناقشة ﭐلزرقاني للدليل ﭐلْأول أن كل ما ﭐدعاه سابقا من صفات فيه ليست من ﭐلقوة بحيث تُوجب ﭐتباعه على سبيل ما هو قطعي ومجمع عليه، وإلَّا لما صَحَّ له إيراد هذه ﭐلمناقشة. فحديث معاوية ضعيف، وﭐلرسول ﭐلْأمي لم يكن بكاتب، ولا إجماع بين ﭐلصحابة (حالة عبد ﭐلله بن مسعود) ولَا بين ﭐلْأئمة (ﭐلباقلَاني، ﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام، ﭐبن خلدون). لذا، فإن إجماع ﭐلْأمة ﭐلمفترض ليس سوى عمل بظاهر ﭐلِاتباع، لَا خضوعا لما يقتضيه ﭐلدليل. وفي أحسن ﭐلْأحوال، فإنه عمل بضرورة تقديم درء ﭐلمفسدة على جلب ﭐلمصلحة (حفظ ﭐلرسم العثماني بنواقصه أفضل من ﭐلسماح بتغييره ﭐللذي قد يؤدي إلى فتنة عظمى). [27] يُشير إلى ﭐلْأدلة ﭐللتي عرضها سابقا وأبدى قابليتها للمناقشة وﭐللتي كان يعرفها كل من ﭐلباقلَاني وﭐلعز بن عبد ﭐلسلَام وﭐبن خلدون. لكنها ليست بأدلة قطعية على توقيفية "ﭐلرسم ﭐلعثماني" وعلى وجود إجماع حوله، وإلَّا لما جاز لِأُولَائكـ ﭐلعلماء تجاوزُها إلى ﭐلقول بأنه رسم ﭐصطلَاحي فقط حاز قَبُول جمهور ﭐلعلماء. [28] ﭐلحديث ﭐلمشار إليه معروفٌ ضعفُه (ﭐبن حجر ﭐلعسقلَاني، فتح ﭐلباري:7/504) ولَا يُمكن ﭐلتعويل عليه في هذا ﭐلْأمر. وﭐلقولُ بأن إقرار ﭐلرسول -صلى ﭐللَّاهُ عليه وسلم- دليلٌ على توقيفية رسم ﭐلقرآن فيه إشكالٌ كبيرٌ. فهو إقرار لكتابة ﭐلقرآن كأمر واجب وليس لرسم مُعَيَّن، لِأن رسول ﭐللَّاهِ -وهو ﭐلنبي ﭐلْأمي- لم يكن قطعا يعرف ﭐلكتابة، وإلَّا لكتب هو نفسه على ﭐلنحو ﭐللذي يؤمر به. وﭐلِاحتجاج بهذا ﭐلْأمر يفتح ﭐلباب لِشُبهات لَا تكاد تنتهي ومآلها ﭐلبعيد هو نفي ﭐلوحي نفسه كما يحاول إثباته ﭐلمستشرقون وبعض مُقلِّديهم بيننا، أعني إثبات عدم أمية ﭐلنبي بالمعنى ﭐلمعروف (اُنظر إحدى ﭐلمحاولَات ﭐلسخيفة نحويًّا ومعرفِيًّا في: محمد عابد ﭐلجابري، مدخل إلى ﭐلقرآن: ﭐلجزء ﭐلْأول في ﭐلتعريف بالقرآن، مركز دراسات ﭐلوحدة ﭐلعربية، ط1، 2006، ﭐلفصل ﭐلثالث). [29] اُنظر كيف ينتهي ﭐلْأمر إلى نوع من ﭐلتطرف في ﭐلقول بقدسية رسم كتابة ﭐلمصحف. ولكـ أن تعجب كل ﭐلعجب إذا عرفت أنه أتى على لسان رجل (ﭐلشيخ عبد ﭐلعزيز ﭐلدباغ، رحمه ﭐللَّاهُ) كان هو نفسه أميا لَا علم له بحقيقة ﭐلخط ولَا سر ﭐلكتابة! وحَسْبُنا في رد هذا ﭐلرأي تأكيد أن ذالكـ ﭐلنهج لم يَطَّرِد في رسم ﭐلمصحف ﭐلعثماني نفسه (اُنظر مثلًا: د. موسى شاهين لَاشين، ﭐللَّآلِئ ﭐلحِسَان في علوم ﭐلقرآن، دار ﭐلشروق، ط1، 1423هـ/2002م، ص.72-76)، وأن ألفاظا مثل "صلَاة"، "زكاة"، و"حياة" كُتِبت بـ"ﭐلواو" لِأن أصلها ﭐلْأكادي كان كذالكـ. وثمة كثير من ﭐلْألفاظ في ﭐللسان ﭐلعربي لَا تعليل لكتابتها ﭐلحالية سوى ﭐختلَاف نُطقها ﭐلعتيق عن نطقها ﭐلحالي، ولعل أشهرها لفظ "مائة" ﭐللذي كان ينطقه ﭐلْأكاديون بهذا ﭐلنحو (اُنظر مثلًا: د. محمد بهجت قبيسي، ملَامح في فقه ﭐللهجات ﭐلعربيات من ﭐلْأكادية وﭐلكنعانية وحتى ﭐلسبئية وﭐلعدنانية، دار شمأل-دمشق، 1999). [30] محمد عبد ﭐلعظيم ﭐلزرقاني، مناهل ﭐلعرفان في علوم ﭐلقرآن، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، دار ﭐلكتاب ﭐلعربي-بيروت، ط1، 1415هـ/1995م، ج 1، ص.310-316 (ﭐلعبارات ﭐلمشددة من طرفنا). [31] تُرى، لو كان حقا "ﭐلرسم ﭐلعثماني" توقيفا ومقدسا، هل يجوز لِأحد -كائنا من كان- أن يفعل ذالكـ، حتى بدعوى مساعدة ﭐلعامة ودرءا للِالتباس وﭐلتحريف؟ أليس ذالكـ ﭐلتجويز هو نفسه ﭐللذي يسمح بالمطالبة بتنميط معياري لرسم ﭐلقرآن بالنسبة لكل قارئ؟ ومن ثم، أليس هذا ﭐلتنميط ﭐلمعياري أقدر على حفظ كتاب ﭐللـه من ﭐلتحريف وأنسب لجعله مُيَسرا في تلَاوته على كل ﭐلناس؟ [32] يُتَحَدَّث، في ﭐلغالب، عن مزيا هذا ﭐلرسم وفوائده وحدها دون ما له من عيوب كثيرة بَيِّنة ؛ مع ﭐلعلم أنه صار ﭐلْآن مُمْكنا إظهار ﭐلفُروق بين ﭐلقراآت في ﭐلهامش على نحو لم يكن ممكنا في زمن تدوين ﭐلمصحف ﭐلعثماني. [33] تلكـ ﭐلْأدلة ﭐللتي يتكرر ذكرها ليست قطعية إلَّا في إفادة أن كتاب ﭐللَّاهِ حُفِظ بالكتابة على هيئة معينة (ﭐلرسم ﭐلعثماني) هي ﭐللتي كانت ممكنة في زمن ﭐلتدوين، وليس بصفتها أفضل هيئة ممكنة على ﭐلْإطلَاق، وإلَّا لما جاز تحسين هذه ﭐلهيئة مرات بعد ذالكـ بِنُقَط ﭐلْإعجام وعلَامات ﭐلشكل وﭐلوقف. [34] لَاحظ أن ﭐلْأمر هنا يتعلق بـ"ﭐلمبالغة" في حفظ قداسة ﭐلقرآن، وكأن ﭐلدعوة إلى تنميط هذا ﭐلرسم على نحو معياري لَا تُعبر -وهي وحدها- عن ﭐلرغبة في حفظ كتاب ﭐللَّاهِ! [35] ورغم ذالكـ، فإن هناكـ تهويلًا كبيرا لهذا ﭐلمَحْذُور بخصوص ﭐختلَاف ﭐلقراآت وﭐلخطوط نفسها بين ﭐلشعوب وﭐلجهات ﭐلْإسلَامية. فلَا شيء من ذالكـ يحدث، على ﭐلْأقل بين أيدينا ﭐليوم ؛ وذالكـ على ﭐلرغم من وجود تلكـ ﭐلِاختلَافات ﭐلمذكورة. ثم إن كتابة ﭐلمصحف ليست من شأن عامة ﭐلناس حتى يختلفوا ويتقاتلوا بينهم، وإنما هي من أمر خاصة ﭐلعلماء ﭐللذين يحرصون -بصفتهم أئمة مُتَّبَعِين- على حفظ وتيسير كتاب ﭐللَّاهِ بين عباده. [36] يَحْسُن ﭐلِانتباه، بهذا ﭐلصدد، إلى أن "ﭐللسان ﭐلعربي" لَا يملكـ في ذاته أن يكون جامعا لِأمة من ﭐلشعوب ﭐلمتباعدة وﭐلمختلفة إلَّا على أساس كون "ﭐلقرآن ﭐلكريم" ﭐلمصدر ﭐلرئيس لِلِّسان ﭐلمُبين. ولكي يستمر كتاب ﭐللَّاهِ قائما بهذا ﭐلدور ﭐلعظيم لَا بُدَّ من تنميط كتابته حتى يتيسر تداوله قراءةً وتِلَاوةً بين مختلف مستعملي ﭐلعربية. فلَا لسانَ عربيَّ مبينٌ إلَّا بِمُلَابسة ﭐلبيان ﭐلْإلَاهي في "ﭐلقرآن ﭐلكريم". [37] كأنَّ ﭐلتنميط ﭐلمعياري لرسم ﭐلمصحف سيُؤدي حتمًا إلى تقسيم ﭐلمسلمين وتمزيق شَمْلهم وقطعهم عن "ﭐلقرآن ﭐلكريم"، وليس إلى جمعهم على رسم مُيَسَّر وجامع لِلِّسان ﭐلعربي ﭐلمُبين. أَلَا إن مثل تلكـ ﭐلتبريرات ﭐلمُتكلَّفة هي ﭐللتي تزيد في فساد ﭐللسان ﭐلعربي و، من ثم، إبعاد ﭐلناس عن كتاب ﭐللَّاهِ. [38] ننسى أن كتاب ﭐللَّاهِ قرآنٌ يُتْلى وكتابٌ يجب أن يكون مُيَسَّرا للذكر. وكل هذا لَا يكون بمجرد ﭐلْإذاعة كما هو حاصل منذ زمان، في حين أن ﭐلناس يُخطئون كثيرًا في نُطق وكتابة كلَام ﭐللَّاهِ. [39] لَا سبيل إلى حصول ﭐليقظة إلَّا بِمُلَابسة لغة ﭐلقرآن ﭐلكريم على نحو مُيَسَّرٍ. وهذا ما لَا يُتيحه "ﭐلرسمُ ﭐلعثماني" وما لَا يُمكن إلَّا بتنميط كتابة تلكـ ﭐلْألفاظ ﭐلمشكلة ﭐللتي ليست بقليلة كما يُقال. [40] ﭐلتعويل على ﭐلتعليم وﭐلتلقين يَخُصُّ فقط ﭐلقراءات كما هو معروف. أما ﭐلتلَاوة وﭐلتدبر، فلَا بُدَّ أن يكونا في مُتنَاول كل من يستطيع تهجي حروف ﭐلْألفباء ﭐلعربي. وهذا غير ممكن إلَّا بإصلَاح رسم "ﭐلقرآن ﭐلكريم" بعيدًا عن كل ﭐلمخاوف ﭐللتي تُبقي إفساد لغته على ألسنة ﭐلناس بفساد رسمه. [41] ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، ص. 325-326. [42] صُبْحِي ﭐلصَّالِحِ، مَبَاحِثُ فِي عُلُومِ ﭐلْقُرْآنِ، دار ﭐلعلم للملَايين، (ط1، 1959)، ط22، 1999، ﭐلفصل ﭐلسابع، ص. 275-280. [43] اُنظر: ﭐلزركشي، ﭐلبرهان في علوم ﭐلقرآن، ج1، فصل "مرسوم الخط"، ص379. لَاكن سقط في ﭐلِاقتباس أعلَاه "لِئَلَّا يُوقع في تغيير من ﭐلجُهَّال. ولكن لَا ينبغي إجراء هذا على إطلَاقه، لِئَلَّا يؤدي إلى دروس ﭐلعلم". ولعل صبحي ﭐلصالح -رحمه ﭐللَّاهُ- وضع في ﭐلْأصل علَامات ﭐلحذف (...)، كما فعلنا أعلَاه، فسقطت عند ﭐلطبع لِوُجود "لِئَلَّا" مكررة. ولقد صَحَّح -رحمه ﭐللَّاهُ- "مراعاته" بـ"مراعاةً". [44] صبحي ﭐلصالح، ﭐلمصدر ﭐلسابق نفسه، ص.280. [45] د. موسى شاهين لاشين، مصدر سابق، ص. 81. [46] حنا ﭐلفاخوري، ﭐلجامع في تاريخ ﭐلْأدب ﭐلعربي، دار ﭐلجيل-بيروت، 1986، ص. 53-55. المصدر : الملتقى الفكري للإبداع هنا . منقوووووول [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم القرآن و القراءات و التجويد
روضة علم رسم القرآن الكريم والفواصل
(حداثة القرآن : إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور